الوثائق السرية البريطانية (الحلقة 3): الإسرائيليون يضللون الأميركان حول أهدافهم في لبنان

تاريخ الإضافة الثلاثاء 7 كانون الثاني 2014 - 7:45 ص    عدد الزيارات 2216    التعليقات 0

        

الوثائق السرية البريطانية (الحلقة 3): الإسرائيليون يضللون الأميركان حول أهدافهم في لبنان
مسؤولو البيت الأبيض فوجئوا بنجاحاتهم العسكرية ومن رد الفعل العربي والسوفياتي
لندن: عبد اللطيف جابر
في حلقة اليوم الثالث تلقي الوثائق السرية البريطانية، والتي تعود لعام 1982 وأفرج عنها في نهاية هذا العام، الضوء على عدد من القضايا خلال حصار بيروت. إذ تبين وثائق اليوم الخلافات في البيت الأبيض حول التغلغل الإسرائيلي في لبنان وتأثير اللوبي اليهودي، كما تبين أن أهداف الاجتياحي الإسرائيلي للبنان كانت تتغير باستمرار، وأن الإسرائيليين ضللوا الأميركان حول ما كانوا يرغبون في تحقيقه. في البداية كان الهدف هو حماية الجليل من الهجمات الفلسطينية، ولكن نجاحاتهم العسكرية ورد الفعل العربي والسوفياتي الفاتر شجعاهم على التوجه إلى بيروت وبسط نفوذهم وإخراج قوات منظمة التحرير من لبنان ومحاولة فرض حكومة لبنانية تتضمن قوى حليفة لهم. الولايات المتحدة فوجئت بالنجاحات الإسرائيلية السريعة في القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وإبطال مفعول الوجود العسكري السوري، وتدمير بطاريات صواريخ «سام». وزير خارجية الاتحاد السوفياتي قال للفلسطينيين إنه لن يكون بوسعه إرسال سفن حربية إلى البحر الأبيض المتوسط من أجل إيجاد توازن عسكري مع الوجود الإسرائيلي والأميركي. كما تبين الوثائق أن الولايات المتحدة كانت تفكر في تزويد الأردن بمساعدات عسكرية من أجل الحفاظ على حدوده مع إسرائيل في حالة قيام قوى فلسطينية متمركزة في سوريا بشن هجمات ضد إسرائيل عبر الأراضي الأردنية. كما تبين الوثائق خيبة أمل الملك حسين من الموقف الأميركي وعدم إعطاء مراسلاته مع الرئيس ريغان الوزن الكافي من أجل التحرك لحل أزمة الشرق الأوسط بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.

الولايات المتحدة غاضبة من تضليل الإسرائيليين لها وفوجئت من رد الفعل العربي والسوفياتي تبين برقية السفارة البريطانية في واشنطن من خلال اللقاءات مع مسؤولي البيت الأبيض، أن الإدارة الأميركية كانت غاضبة من تضليل الإسرائيليين لها. وتقول برقية 15 يونيو (حزيران) إن «الإدارة الأميركية كانت قلقة جدا من تضليل الإسرائيليين لها خلال كل مرحلة من عملياتها في لبنان. هناك اختلافات واضحة في البيت الأبيض حول الطريقة المثلى في التعامل مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيغن. لكن وكما هو معتاد فإن التوجه سيميل لصالح الجناح المؤيد لإسرائيل في الإدارة».

ورغم هذه الخلافات فإن الوقائع على الأرض تشجع إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة في الاستمرار في التوغل في لبنان. وتقول البرقية: «ألكساندر هيغ معجب بسرعة نجاح العمليات الإسرائيلية وما حققوه على الأرض. لقد أبطلوا مفعول سوريا في لبنان وقضوا على منظمة التحرير كقوة عسكرية مؤثرة في لبنان. وبالتحديد فقد ذكر هيغ نجاح إسرائيل في تدمير بطاريات صواريخ (سام). إنه يعتقد أن ذلك قد غير في طبيعة العلاقات الترابطية بين القوى في المنطقة». وتضيف البرقية أن الأميركان فوجئوا من رد الفعل الفاتر ليس فقط على الجانب العربي وإنما من جانب الاتحاد السوفياتي أيضا.

رد فعل الاتحاد السوفياتي على الغزو

* في برقية من السفارة البريطانية في واشنطن 9 يوليو (تموز) إلى لندن يقول السفير لورانس إيغلبيرغر، مساعد وزير الخارجية الأميركي، إن «رسالة بريجنيف إلى الرئيس ريغان كانت مثل سابقاتها جاءت متحفظة تجاه الغزو الإسرائيلي على لبنان. الفهم الأميركي للرسالة، خصوصا أنها تؤكد على دور الأمم المتحدة في حل النزاع، بعكس رغبتهم في العودة للعب دور بارز في المنطقة».

وتضيف الوثيقة أن خبراء الشؤون الروسية في وزارة الخارجية الأميركية يعتقدون أن الموقف السوفياتي المتحفظ لم يكن بسبب تدهور صحة الرئيس بريجنيف كما يقول في الخفاء، وإنما بسبب الحذر في الصعوبة التي يواجهونها في لعب دور فعال وكذلك توقعاتهم أن الأزمة ستمنحهم بعض المزايا السياسية في المستقبل.

كما تعتقد وزارة الخارجية أنه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها قدومي إلى موسكو أوضح له وزير الخارجية الروسي أندري غروميكو أن الاتحاد السوفياتي لا يمكنه عمل أي شيء بخصوص الأزمة لكنه سيستمر في تزويد سوريا بالأسلحة في المستقبل. ويعتقد الأميركان أن غروميكو قال لقدومي إنه لا يتوقع أن تقوم موسكو إرسال سفن حربية إلى المنطقة.

الأردن يقبل استقبال قوات فلسطينية والولايات المتحدة تزوده بمساعدات عسكرية بالمقابل

* بعث السفير البريطاني في عمان ببرقية في 8 يوليو إلى وزارة الخارجية بعد لقائه قائد القوات المسلحة الأردنية زيد بن شاكر. سألته إذا كان الأردن اتخذ قرارا باستقبال فلسطينيين في الأردن، وعددهم ومن أي فئة. الجنرال شاكر قال «إنه لا يريد تعميم آرائه وأن يبقى ما يقوله في دائرة ضيقة». أخبرني بأن هذا الموضوع نوقش بإسهاب خلال اليومين الماضيين من قبل الملك حسين ورئيس الوزراء ووزير الداخلية وهو شخصيا. وأضاف الجنرال شاكر أن المعلومات الاستخبارية التي وصلت إلى الأردن من سوريا تبين أن الرئيس حافظ الأسد لا يريد أن يستقبل مجموعات كبيرة من الفلسطينيين، وقد يقبل بأعداد محدودة بسبب الضغوط. ويحبذ الأسد أن الغالبية العظمى للفلسطينيين أن تتوجه إلى دول عربية أخرى. ويعتقد الأردن أن الأسد سيقبل بوجود قوات من الجبهة الشعبية القيادة العامة والجبهة الشعبية التابعة لجورج حبش وقوات أخرى من الجبهة الديمقراطية التابعة لنايف حواتمة أو قوات متطرفة أخرى.

ويعتقد الجنرال شاكر أن هذا الوجود الفلسطيني في سوريا قد يعني القيام بهجمات إرهابية من خلال الأراضي الأردنية ضد إسرائيل. لكن شاكر واثق من أن الأردن قادر على احتواء الحالة والتعامل معها.

الولايات المتحدة الأميركية أخذت التطورات المستقبلية على محمل من الجد، ولهذا، يقول السفير في رسالته إن السفير الأميركي في عمان قال له خلال اجتماع منفصل حول نفس الموضوع بأنه سيطلب مساعدات إضافية عسكرية للأردن وتزويده بمعدات لكشف أي محاولات تسلل إرهابية عبر الأراضي الأردنية من سوريا إلى إسرائيل. وتضيف الوثيقة أن الأردن والولايات المتحدة دخلا في مفاوضات حول هذا الموضوع قبل عدة أشهر.

وقال الجنرال زيد بن شاكر إن الملك حسين قرر أن الأردن مستعد لاستقبال بين 2000 و3000 فلسطيني من لبنان، بشرط أن يكون هؤلاء من حملة الجنسية الأردنية وأن يتم فحص سجلاتهم بتمعن للتأكد من عدم وجود عناصر غير مرغوب فيها بينهم.

وأضاف شكر أن القرار لم يكن سهلا على الأردن، لكنه متأكد أن ذلك سيعطي ملجأ للفلسطينيين المعتدلين. ويعتقد شاكر أن ما حدث في لبنان سيزيد من العمليات الإرهابية في العالم وأن إسرائيل لن يكون بمقدورها التخلص من المشكلة الفلسطينية بهذه الطريقة، وقد نكتشف أن الإرهاب قد يأخذ أشكالا أكثر شناعة في المستقبل.

المفاوضات حول ترحيل قوات منظمة التحرير

* الآراء في الاجتماع 1 يوليو تبين أن الحكومة البريطانية «متخوفة من أن خروج قوات منظمة التحرير من لبنان خصوصا إلى ليبيا، وأن هذا سوف يشجعها على اللجوء للنشاطات الإرهابية». وزير الخارجية البريطاني فرنسيس بيم قال في اجتماع الحكومة إن المشاورات مع منظمة التحرير الفلسطينية جارية، لكنها متشعبة، حول ترحيل قواتها من لبنان. ويعتقد أن مصر أو ليبيا مرشحتان لاستقبال القوات الفلسطينية بعد خروجها من لبنان. الحكومة البريطانية قالت إن عليها أن تقود أوروبا في انتقاداتها للسياسات الإسرائيلية في المنطقة، على الرغم من أن جميع الدول الأعضاء في الائتلاف الأوروبي متفق حول موقف أوروبي واحد.

رسائل الملك حسين لرونالد ريغان

* قال السفير البريطاني في عمان إنه التقى الملك حسين في 5 يوليو وطلب منه أن يسلم نسخة من رسالتين بعث بهما إلى الرئيس الأميركي رونالد ريغان في 22 يونيو و4 يوليو. الملك حسين قال إنه وبسبب التفاهم القائم بيننا فلا مانع لديه من الاطلاع على هاتين الرسالتين، والتي بعث بنسخ منهما أيضا للملك فهد والرئيس المصري مبارك. الملك قال لا مانع لديه أن تذكر رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر اطلاعها على الرسائل للرئيس ريغان، لكن باستثناء هؤلاء الأشخاص فإنه يأمل أن يحافظ على سرية الموضوع.

خطة ريغان والمصداقية السياسية

* في محضر اجتماعات الحكومة في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) اعترف وزير الخارجية البريطاني بأن هناك فجوة في المصداقية، خصوصا أن العرب قبلوا بخطة ريغان للسلام القائمة على حل الدولتين، لكن إسرائيل بدأت تسرع في خططها لبناء مزيد من المستوطنات، والتي تتعارض مع ما قبله العرب، إلا أن الإدارة الأميركية لم تحاول الضغط على الإسرائيليين من أجل إيقاف الاستيطان. وقال فرانسيس بيم لشولتز خلال حضورهما جنازة بريجنيف في موسكو إن العرب يعتبرون إيقاف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية حجر الأساس لمصداقية الإدارة الأميركية.

دعوة شخصيات فلسطينية غير محسوبة على منظمة التحرير

* ويبين محضر الجلسات أن الحكومة قررت دعوة الأمين العام للجامعة العربية إلى لندن. هدف الاتصالات البريطانية مع القادة العرب هو تبادل الآراء معهم حول دعوة بعض رؤساء البلديات في الأراضي المحتلة، وهؤلاء لا ينتمون إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ضمن وفد فلسطيني إلى لندن. وسيتبع ذلك وفد من الجامعة العربية لا يتضمن ممثلا عن منظمة التحرير الفلسطينية. وأكدت الحكومة في اجتماعها أن وفد الجامعة العربية إذا تضمن أي ممثل من منظمة التحرير الفلسطينية فسيتم استقباله فقط من قبل وزير الدولة.

استمرت الحكومة البريطانية في مساعيها لرأب الصدع والتوتر في العلاقات العربية مع بريطانيا التي سببها فشل الترتيبات لزيارة الوفد العربي للندن. «لقد تم رد الاعتبار للملك الحسن الثاني مع زيارة اللورد شالفونت له، وسيقوم الملك بزيارة لندن على رأس الوفد في فبراير (شباط) لكن حتى الآن موقف الوفد غير معروف إذا كان سيرفض القدوم في حالة رفضت بريطانيا استقبال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية». وزارة الخارجية بدأت تبحث عن مخرج جديد لشكل الزيارة.

الحكومة البريطانية تلتقي رسميامع منظمة التحرير الفلسطينية

* في 8 يوليو وخلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان ومحاصرة بيروت الغربية والمفاوضات الجارية لإخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت التقى وزير الدولة البريطاني دوغلاس هيرد مع الوفد العربي. اللقاء يعتبر أول اتصال رسمي وعلني بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة البريطانية. الوثائق التي نشرتها الشرق الأوسط أمس بينت كيف تعاملت الحكومة البريطانية مع موضوع الاتصال مع منظمة لا تعترف بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وتعتبرها أيضا «إرهابية». الوثائق التي يعود تاريخها إلى عام 1981 و1980 بينت كيف كانت الحكومة البريطانية تشجع بعض سفرائها بالتحدث مع ممثلي المنظمة في لقاءات اجتماعية غير رسمية وغير مباشرة وفي أماكن محايدة.

وتبين رسالة من وزارة الخارجية إلى رئاسة الوزراء حساسية الموضوع والإحراج البريطاني بسبب الاتصال مع منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي يوم وصول الوفد كتب السكرتير الشخصي في وزارة الخارجية يقول إن الوفد سيلتقي هذا المساء مع دوغلاس هيرد. صحيفة «الديلي تلغراف» كتبت في افتتاحيتها اليوم تقول إن فرنسيس بيم سيلتقي قدومي. في هذا اليوم لن نعلن كما هو معتاد خلال المؤتمر الصحافي الساعة 12:30 أن الاجتماع مع هيرد سيتم هذا المساء. وسنقول إن الترتيبات من أجل استقبال الوفد العربي تم اتخاذها. أعتقد أن الموضوع سيتم طرحه اليوم في مجلس العموم مع رئيسة الوزراء. وستجد اقتراحي مع هذه الرسالة حول ما يجب أن تقوله رئيسة الوزراء خلال مساءلتها من قبل أعضاء مجلس العموم. ويقترح السكرتير الخاص أن تركز رئيس الوزراء في إجابتها عن بيان المجلس الأوروبي وكذلك عن إعلان فينيسيا حول أهمية إشراك منظمة التحرير الفلسطينية في المفاوضات لإيجاد سلام دائم في الشرق الأوسط.

اجتماع وزير الدولة دوغلاس هيرد مع وفد وزراء الخارجية العرب، كما بينت وثائق أمس، جاء ليعكس مستوى الاتصال مع المنظمة. وبينت محاضر جلسات الحكومة أن رئيسة الوزراء أو زير خارجيتها فرنسيس بيم لن يلتقيا مع قدومي وتركت المسألة لوزير الدولة دوغلاس هيرد القيام بالمهمة.

حضر اللقاء وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك وممثل منظمة التحرير وفاروق قدومي وسفير الجامعة العربية في لندن عمر الحسن، أما وزير خارجية تونس فلم يصل إلى لندن ويحضر الاجتماع بسبب إضراب العاملين في الطيران المدني الفرنسي.

قال الشيخ محمد بن مبارك لدوغلاس هيرد «يجب أولا أن يكون هناك وقف إطلاق نار وفصل قوات. بعد ذلك يمكن مناقشة وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان. الوقت يمر بسرعة وكلما طال وجود القوات الإسرائيلية في لبنان فإن ذلك سيزيد الوضع تعقيدا وسيصبح من الصعب إخراجهم من هناك. إن إسرائيل تريد إذلال منظمة التحرير الفلسطينية والعرب ككل. هذا ليس حلا، إنه سيقود إلى تعقيد الأمور أكثر وغضب في الشارع العربي».

ورد هيرد قائلا إن المجلس الأوروبي أصر في بيانه الأخير على أهمية انخراط منظمة التحرير الفلسطينية في أي مفاوضات سلام في منطقة الشرق الأوسط.. وبخصوص الوضع الحالي في لبنان فإن الموقف البريطاني يقوم على إيجاد مخرج بكرامة لجميع أطراف النزاع. نحن متفقون مع حلفائنا على أن قرار مجلس الأمن بخصوص إخراج جميع القوى من لبنان (الإسرائيليون والسوريون والفلسطينيون) يجب أن يسبقه اتفاق فصل للقوات ووقف إطلاق النار، ومن ثم بسط نفوذ الحكومة اللبنانية على كامل التراب اللبناني.

أما قدومي فقال إن الولايات المتحدة استعملت حق النقض ضد قرار إرسال مراقبين دوليين إلى لبنان، وهذا ما قبلته منظمة التحرير والقوى الوطنية اللبنانية، أما المبادرة الأميركية لإرسال قوات بحرية أميركية لإخراج القوات الأجنبية من لبنان فإن الفلسطينيين والقوى اللبنانية تعتبره عملا استفزازيا. وطالب قدومي أن تضغط الإدارة الأميركية على إسرائيل من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار من أجل إعطاء فرصة للمفاوضات. على بريطانيا وأوروبا حث الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار وفصل القوات.

ثم سأل هيرد ما يعني «مخرج بكرامة» بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأضاف «إننا نختلف بالموقف عن الولايات المتحدة، لكننا تعتقد أن فيليب حبيب يحاول بجدية إيجاد تسوية في لبنان. استبدال الولايات المتحدة بالأمين العام للأمم المتحدة أو أي شخص آخر شيء غير واقعي. لهذا تعتقد أن أي مخرج أو اتفاق يجب أن يتم من خلال فيليب حبيب». منظمة التحرير الفلسطينية والقوات الوطنية اللبنانية اعتبرت مبعوث الولايات المتحدة فيليب حبيب منحازا لصالح إسرائيل، لأنه كان يضع عليها شروطا تطالبها بالاستسلام والخروج من لبنان تحت القصف الإسرائيلي، كما أنه لم يضع ضغطا كافيا على إسرائيل من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار.

وقال هيرد إن الاقتراحات الفرنسية غير كافية للخروج من الوضع الحالي. وسأل قدومي كيف ترى منظمة التحرير مستقبلها على ضوء الأوضاع الراهنة؟

ورد وزير خارجية البحرين قائلا إن «حبيب جاء إلى المنطقة لإيصال رسالة واحدة فقط وهي إخراج قوات منظمة التحرير من لبنان. إنه فقط يلتقي المسؤولين الإسرائيليين في لبنان، ولهذا لا يوجد لدينا أي ثقة بهذا المفاوض. هذا لا يعني أن ينتهي دور حبيب لكن من أجل إعادة الثقة فيجب إشراك آخرين في المفاوضات». وأضاف الشيخ محمد بن مبارك: «أريد أن أتكلم بصراحة حول الوجود الفلسطيني في لبنان. يجب تنفيذ رغبات الحكومة اللبنانية، أي انسحاب الوجود العسكري الفلسطيني. منظمة التحرير مستعدة لذلك، لكن السؤال كيف يمكن تنفيذ ذلك؟».

وأضاف قدومي بسبب العلاقات التاريخية مع المنطقة «يجب على بريطانيا أن تلعب دورا قياديا في المنطقة لأن الولايات المتحدة منحازة بالكامل لإسرائيل. نريد علاقات قوية مع الغرب. أوقفوا الإسرائيليين وسيتوقف التدهور في العلاقات بين العرب والغرب. حبيب عنده توجه واحد، وبالنسبة للفلسطينيين فإن المخرج هو قوة دولية بمباركة الأمم المتحدة. إن موقف الولايات المتحدة المنحاز لإسرائيل سيدفع منظمة التحرير للوقوع في أحضان الاتحاد السوفياتي واللجوء إلى العنف والإرهاب، مع أن المنظمة تحاول منع المجموعات الفلسطينية الصغيرة الراديكالية من اللجوء إلى الإرهاب. الفلسطينيون لهم الحق في الوجود وعلى بريطانيا أن تكون فاعلة».

ورد هيرد قائلا إنه وبعد ثلاث سنوات من متابعة الأوضاع في المنطقة فقد «تعرفت على المشكلة. أساليب منظمة التحرير الفلسطينية ليست دائما في محلها». لكنه عبر عن امتنانه لما سمعها من آراء «تم التعبير عنها بقوة»، ووعد بأنه سيناقشها مع رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر ووزير الخارجية فرانسيس بيم «وإعطاء هذه الآراء وزنها الحقيقي».

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,727,240

عدد الزوار: 6,910,663

المتواجدون الآن: 95