تغلبت على «الموساد» وتناور «شاباك»...إيران تنتصر علينا استخباراتياً

تاريخ الإضافة الإثنين 21 كانون الأول 2009 - 11:11 ص    عدد الزيارات 954    التعليقات 0

        

إسرائيل اليوم  
المتابع للنشاط الاستخباراتي الإيراني في المنطقة والعالم سيكتشف العديد من الحقائق المهمة بداية من الذكاء الأمني لكبار القادة العسكريين في طهران من جهة، ونجاحهم في خداع إسرائيل من جهة أخرى، والأهم من كل هذا أن المخابرات الإيرانية باتت تفتح العديد من المواقع والساحات الجديدة للصراع مع إسرائيل بصورة أصابت قادتنا الأمنيين بالقلق الشديد، خاصة إن وضعنا في الاعتبار أن بعض هذه الساحات بات يمتد إلى قلب أوروبا وآسيا وحتى إفريقيا وأميركا الجنوبية، وهو ما يفرض على إسرائيل ضرورة التصدي لهذا التغلغل الإيراني في هذه المواقع الحساسة التي تمثل أهمية لإسرائيل، الأمر الذي يعني المزيد من التكلفة المادية علينا، وهو ما يصب في النهاية لصالح إيران التي باتت تصيب أجهزتنا الأمنية بالإرهاق والعجز.
اللافت أن العالم أصبح متيقناً من الكفاءة والقدرة الأمنية الإيرانية مع تتبع النشاط الاستخباراتي الإيراني في قارة آسيا بالتحديد، والتعاون العسكري الذي تحاول طهران إبرامه مع بعض الدول في هذه القارة، خاصة مع عجزها عن التعامل مع بعض الدول الأوروبية والأميركية مع تضييق الولايات المتحدة للخناق عليها في الكثير من بقاع العالم. وقد أثيرت أخيرا هذه القضية مع الكشف عن وجود تعاون أمني واستخباراتي وثيق بين إيران وتايلاند، وهو التعاون الذي يرتكز على عدد من الأهداف الأساسية أبرزها استيراد إيران للسلاح والتقنيات العسكرية من تايلاند مقابل المال، وتعميق التعاون الاقتصادي بين الطرفين، والأهم منح شركات تايلاندية حقوق البحث عن البترول في إيران بشروط وقواعد متميزة تؤهلها لتحقيق الكثير من المكاسب المادية والاقتصادية.
ونشرت عدة تقارير أمنية في البلاد (اطلعت عليها «إسرائيل اليوم») قائمة بالمعدات العسكرية التي استوردتها إيران أخيرا من تايلاند، مثل (أجهزة) الضغط اللازمة في الصواريخ، وأجهزة فحص القنابل وقياس اليورانيوم في المواد العسكرية، بالإضافة إلى برامج تكنولوجية وإلكترونية تايلاندية خاصة تتعلق بالتعامل التقني مع السلاح النووي. المثير أن هذه التقارير زعمت صراحة أن الإيرانيين في كثير من المرات لم يعلنوا صراحة للتايلانديين السبب الحقيقي وراء استخدام هذه المعدات، وزعموا فقط أنها ستستخدم للأغراض السلمية والتجارب فقط، وهو ما منح التايلانديين فرصة لتبرير تعاونهم مع إيران، غير أن الحقيقة أثبتت غير ذلك، حيث استخدم الإيرانيين هذه المعدات من أجل تطوير تسلحهم النووي، الأمر الذي أغضب التايلانديين بشدة، غير أنهم لم يتخذوا قرارا حازما بوقف التعاون مع إيران لعدة أسباب، أبرزها أن الإيرانيين ظلوا يشترون التقنيات العسكرية التايلاندية عن طريق الوسطاء، أي بوجود طرف ثالث يشتري ويتفاوض مع تايلاند. وقد ترددت أنباء عن تورط وسطاء دوليين من بورما وجنوب إفريقيا على سبيل المثال، حيث يقوم هؤلاء الوسطاء بالتوجه إلى الشركات التايلاندية من أجل التعاقد معها على العديد من المستلزمات العسكرية، إلا أنهم في النهاية ينقلونها إلى إيران. والأهم من هذا أن بيع هذه المعدات يدر أرباحا جيدة على الشركات التايلاندية، وهو ما يدفعهم لبيع هذه المنتجات، إلا أن الولايات المتحدة أبلغت تايلاند صراحة بخطورة ما تقوم به، خاصة أن العديد من الأسلحة أو التقنيات التي تحتاجها إيران من تايلاند هي في الأساس أسلحة أميركية، وبالتالي من غير المقبول أن تصل التقنيات العسكرية الأميركية إلى أعداء أميركا وإسرائيل في الوقت الذي لا تتصدى الولايات المتحدة فيه لهذه الظاهرة وتواجهها بحزم.
وكشف عدد من التقارير الأمنية أيضا أن إيران تقوم بفتح آفاق للتعاون العسكري مع بعض الدول في إفريقيا، مثل غانا وسيراليون وجنوب إفريقيا، بجانب بعض دول أميركا الجنوبية، مثل فنزويلا وكوستاريكا والبرازيل، وهي دول تمثل أهمية كبرى لإسرائيل والولايات المتحدة، ما يفرض أعباء كبيرة على كل من جهاز الموساد والشاباك الإسرائيليين من جهة والمخابرات الأميركية من جهة أخرى.
وقد أوضحت بعض هذه التقارير أن المخابرات الإيرانية نجحت في التصدي للأنشطة التي يقوم بها الموساد بالتحديد في إفريقيا، حيث أبرمت العديد من الاتفاقيات الأمنية مع كثير من الدول رغم تحذير إسرائيل لها، ونجحت في الكشف عن التواجد الأمني الاستخباراتي وبالتحديد للموساد في بعض الدول الإفريقية وهو ما أفسد الكثير من المخططات الأمنية للموساد ودفع بالكثير من قادته والقائمين على الأنشطة الأمنية في الدول الإفريقية إلى الاعتراف بأن المخابرات الإيرانية تفوقت على إسرائيل في بعض المناطق، وباتت تواجهها بشراسة في مناطق أخرى خاصة في القارة الأميركية، وهي المناطق التي تحظى بتواجد للأجهزة الأمنية مثل الشاباك على سبيل المثال، والذي تجري مواجهات شرسة بين عملائه والعملاء الإيرانيين، لا أحد يعرف الكثير من تفاصيلها. عموما.. يجب أن يعرف الجميع أن الإيرانيين يفكرون كما نفكر، ويناورون كما نناور، الأمر الذي يفرض علينا العديد من التحديات في هذه المواجهة الأمنية والاستخباراتية ضدهم.
 

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,655,977

عدد الزوار: 6,907,007

المتواجدون الآن: 107