هل يصبح اليمن الساحة الرئيسية المقبلة لعمليات القاعدة؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 29 كانون الأول 2009 - 8:06 ص    عدد الزيارات 756    التعليقات 0

        

 

بقلم -إريك شميت:

في الوقت الذي لم تنته فيه بعد من حربين رئيسيتين في العراق وافغانستان، فتحت الولايات المتحدة بهدوء على نحو سري جبهة كبرى ثالثة ضد القاعدة في اليمن.

اذ يقول مسؤول رفيع سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ان الوكالة ارسلت قبل سنة عددا من كبار رجالها الميدانيين المتخصصين في مكافحة الارهاب الى اليمن، وبدأ بعض ابرز المتخصصين الامريكيين في العمليات الخاصة السرية بتدريب قوات الامن اليمنية على تكتيكات مكافحة الارهاب.

كما ستنفق وزارة الدفاع الامريكية اكثر من 70 مليون دولار خلال الاشهر الـ 18 المقبلة، وتستخدم فرق القوات الخاصة لتدريب وتزويد عناصر وزارة الداخلية وقوات خفر السواحل بالمعدات والاسلحة اللازمة وتعزيز الجيش اليمني.

ولا شك ان سعي المحققين الامريكيين الآن للتأكد من المزاعم التي تقول ان زعماء القاعدة في اليمن دربوا شخصا نيجيريا وزودوه بالمتفجرات لنسف طائرة ركاب امريكية كانت متوجهة الى ديترويت يوم عيد الميلاد بين ان هناك مؤامرة ويسلط الضوء ايضا على علاقة ادارة اوباما المعقدة باليمن.

الحقيقة ان هذا البلد كان قد اصبح منذ وقت طويل ملاذا آمنا للجهاديين وذلك لترحيب الحكومة اليمنية بالمقاتلين الاسلاميين العائدين من الحرب ضد الروس في افغانستان خلال الثمانينات.

وكان ميناء عدن قد شهد عملية تفجير رهيبة استهدفت المدمرة الامريكية «كول» نفذها رجال القاعدة في اكتوبر 2000 وقتلوا فيها 17 بحارا.

ومن الواضح ان عناصر القاعدة بذلوا جهودا كبيرة في السنوات الاخيرة لبناء قاعدة في اليمن وتمكنوا من جذب عناصر جديدة من مختلف انحاء المنطقة وبدأوا شن هجمات متكررة على السفارات الاجنبية وغيرها من الاهداف الاخرى.

لذا يسعى البيت الابيض الان لاقامة علاقات قوية مع حكومة الرئيس علي عبدالله صالح لحثه على محاربة اليمنيين المرتبطين بالقاعدة على الرغم من أن بلده يواجه الآن اضطرابا داخليا معقدا.

ومع تزايد مشاعر الخوف من تنامي قوة التطرف الاسلامي في الصومال المجاورة وفي شرق افريقيا يقول المسؤولون الامريكيون ان اليمن يمكن ان يصبح مركز القاعدة العملياتي التالي وينافس بذلك مناطق القبائل الخاضعة للقانون في باكستان التي يعمل فيها كبار زعماء القاعدة.

يقول السيناتور جوزف ليبرمان رئيس لجنة الامن الوطني والقضايا الحكومية في الكونغرس وكان قد زار اليمن في اغسطس لقد اصبح هذا البلد واحدا من مراكز القتال ولنا فيه وجود متوسع ولا سيما في مجالي العمليات الخاصة والاستخبارات.

ويلاحظ المسؤولون الامريكيون واليمنيون ان الانعطاف الاساسي في العلاقة بين الجانبين جاء في اواخر الصيف الماضي عقب زيارات عدة الى اليمن قام بها الجنرال ديفيد بيترايوس القائد الامريكي الاقليمي وجون برنيان مستشار الرئيس اوباما لشؤون مكافحة الارهاب. فقد وافق الرئيس صالح بعد ذلك على توسيع نطاق المواجهة مع القاعدة بسبب ضغوط الولايات المتحدة والدول المجاورة لليمن ولا سيما منها المملكة العربية السعودية التي هرب منها الكثيرون من رجال القاعدة الى اليمن.

وفي هذا السياق، يقول كريستوفر باوسيك المتخصص في شؤون اليمن في معهد كارنيجي للسلام الدولي بواشنطن ان مشاكل اليمن الامنية ليست داخلية فقط بل هي اقليمية ايضا مما يجعلها تؤثر في مصالح الغرب بل هناك زيادة ملحوظة في علاقات اليمن بالمؤامرات التي تستهدف الولايات المتحدة. فقد ارتبط اسم رجل الدين اليمني المتطرف انور العولقي بالعديد من المشتبه بانهم من الارهابيين منهم نضال مالك حسن ضابط الجيش الامريكي «رائد» الذي يواجه اتهامات بالقتل بعد ان وجه رصاصة الى 13 شخصا من زملائه في قاعدة فورت هود الامريكية وقضى عليهم ويلاحظ مصطفى الغاني محلل شؤون الأمن في مركز ابحاث الخليج في دبي ان القاعدة قتلت ستة من ضباط الاستخبارات في المناطق التي تعمل بها في اليمن وذلك في اطار حملة لتأمين ملاذ آمن لنفسها وكان هؤلاء الضباط يحاولون جمع معلومات حول هذه المجموعة لتخريب اتصالاتها المتزايدة مع القبائل المحلية، وهو أمر يشكل جزءا أساسيا من استراتيجيتها.

وعلى الرغم من ان معظم المعلومات الاستخبارية المهمة تأتي من الولايات المتحدة والسعودية عادة، زادت الدول الاخرى في المنطقة مساعداتها المالية في الاشهر الاخيرة لمساعدة اليمن وذلك لانتشار المخاوف داخل اليمن وخارجه من نجاح القاعدة في السيطرة على مناطق جديدة وانشاء مراكز تدريب وجعل اماكن اخرى مغلقة لا يمكن لأحد الدخول اليها.

وهذا في الواقع ما فرض على الحكومة اليمنية اللجوء لاستخدام الضربات الجوية بمساعدة أمريكية.

الا ان المفارقة هنا هي ان المتورط الامريكي يؤدي عادة لتعاطف اليمنيين مع القاعدة.



تعريب نبيل زلف

 


تاريخ النشر 29/12/2009

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,776,348

عدد الزوار: 6,914,424

المتواجدون الآن: 117