هل حرب الاستخبارات هي الوسيلة الأنجع لكبح برنامج إيران النووي؟

تاريخ الإضافة الجمعة 2 نيسان 2010 - 6:11 ص    عدد الزيارات 856    التعليقات 0

        

بقلم - جوليان يورغر:

يمكن القول إن فرار عالم نووي إيراني الى الولايات المتحدة هو الأحدث في سلسلة من الضربات التي تلقاها نظام طهران في حرب الاستخبارات التي يخوضها مع الغرب، كما يمثل انشقاق هذا العالم الذي يدعى شهرام أميري انتكاسة أخرى لطموحات إيران النووية.
ففي غياب أي مؤشر عن استعداد إيران لكبح برنامجها النووي تحت ضغط تهديد العقوبات أو العمل العسكري أو مقابل حوافز اقتصادية، يبدو أن التجسس هو الوسيلة الوحيدة التي تحقق النجاح في استراتيجية الغرب إزاء إيران.
والحقيقة أن انشقاق أميري، الذي تناولته التقارير خلال الأيام القليلة الماضية، هو مجرد واحد من سلسلة حوادث سابقة أثارت شعوراً عميقاً بالشك والارتياب في دوائر كبار مسؤولي النظام في طهران.
فإذا كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد تمكنت من إغراء أميري على الفرار الى الولايات المتحدة، كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية الـB.B.C وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى، سوف يشكل هذا الانشقاق في حده الأدنى خسارة لموهبة ضرورية للبرنامج النووي الإيراني، ويوفر مصدراً مهماً لمعرفة الجانب السري في أعمال هذا المشروع المحاط بالكتمان.
ويذكر أن آخر انتصار في حرب الاستخبارات هذه حتى الآن جاء في سبتمبر الماضي عندما تم الكشف عن موقع تخصيب سري لليورانيوم قرب مدينة قم.
ولاشك أن ذلك الكشف أَخَّرَ عملية تطوير هذا الموقع، وفتحه أمام التفتيش الدولي، كما نسف فائدته لطهران كموقع احتياطي في حال تعرض موقع نطنز المعروف لضربة عسكرية أو كجزء من دورة لمعالجة اليورانيوم بهدف صنع القنبلة، كما تزعم حكومات الغرب.
وتلاحظ بعض التقارير أن انشقاق أميري لأمريكا ساعد في رفع الغطاء عن موقع قم الذي كان تحت مراقبة الأقمار الاصطناعية، لكن تقول تقارير أخرى إن المعلومات السرية التي وفرها جواسيس بريطانيون وفرنسيون في هذا المجال لعبت دوراً حاسماً في ذلك الكشف. ومهما يكن الأمر، فلا شك أن ما حدث كان كسباً كبيراً للاستخبارات الغربية.
والواقع ثمة حوادث أخرى غامضة تبين أن هناك حرباً سرية تدور تحت السطح حول مشروع ايران النووي.
ففي عام 2007 اختفى في استنبول علي رضا أصغري - نائب وزير الدفاع سابقاً، الذي كان يسيطر على برامج ايران النووية والصاروخية، وكان أيضاً جنرالاً في الحرس الثوري.
بعد ذلك تحدثت تقارير عدة عن وجوده في اسرائيل أو في الغرب.
وفي يناير هذه السنة، لقي عالم نووي ايراني آخر حتفه هو مسعود علي محمدي عندما جرى قتله في طهران. وانتشرت تكهنات في ذلك الوقت بأن عملاء اسرائيل أو أشخاصاً مناوئين للنظام هم من قتلوه. لكن فينسنت كانيترارو الذي كان مسؤولاً سابقاً في مكافحة الإرهاب داخل وكالة الاستخبارات المركزية يقول إن حرس ايران الثوري هو الذي قتله وحاول أن يضع اللوم على الاسرائيليين.
من ناحية أخرى، كشف مسؤول سابق رفيع المستوى في ادارة بوش أن المشكلات الفنية التي واجهتها ايران في تشغيل أجهزة الطرد المركزي بسرعات عالية لفترة طويلة لم تكن مجرد أحداث عارضة. وجاء هذا الكشف بعد أن تحدثت التقارير عن قيام الغرب والولايات المتحدة بجهود سرية لتخريب برنامج ايران النووي.
لكن بالرغم من ذلك أظهر المسؤولون عن البرنامج النووي الايراني قدرة على التقدم أمام مثل تلك العقبات. فقد تمكنوا من زيادة مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بدرجة ضعيفة وبات لديهم منه أكثر من طنين. كما أظهروا قدرة على تخصيب هذا المخزون لمستويات أعلى.
أخيراً، يقول روبرت باير - عميل الاستخبارات المركزية سابقاً ومؤلف كتاب «الشيطان الذي نعرفه: التعامل مع ايران كقوة عظمى جديدة» تتضمن جهود الاستخبارات ا لغربية وسيلتين: جمع المعلومات وإرسال أجهزة بها خلل لإيران.
لكن هل يؤدي هذا لحل المشكلة؟

تعريب: نبيل زلف

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,177,890

عدد الزوار: 6,759,143

المتواجدون الآن: 125