أسطول غزة: ضرر دولي كبير

تاريخ الإضافة الأربعاء 2 حزيران 2010 - 6:59 ص    عدد الزيارات 797    التعليقات 0

        

عاموس هرئل

مقياس الضرر - لا يمكن التقليل من حجم الأضرار الدولية التي سببتها إسرائيل لنفسها في هذه القضية. فالعلاقات مع تركيا في أزمة، وفضيحة إذلال السفير التركي قبل عدة أشهر تبدو عديمة القيمة مقارنة بما حصل. العلاقات مع تركيا تدهورت قبل ذلك، على خلفية عملية الرصاص المصهور والسياسات المعادية لإسرائيل التي أعلنتها الحكومة الإسلامية في تركيا. الأزمة الحالية قد تؤدي إلى قطع العلاقات. حتى رد أوروبا، حيث هناك عدد كبير من مواطنيها مشاركين في القافلة البحرية، لا يتوقع أن يكون أفضل بكثير. وعلى الرغم من الرواية التي ستقدمها إسرائيل، ومن عرضها لصور تظهر النشطاء يهاجمون الجنود بالسكاكين، فلن يغير ذلك من النتيجة النهائية، وهي انه في العالم، ستعتبر الحادثة استخدام مفرط للقوة، لغاية غير معقولة.
يتعين علينا أيضا أنتظار انعكاسات القضية مع الفلسطينيين وبشكل خاص مقابل العرب في إسرائيل. ستحاول حركة حماس استغلال الغضب بشأن الحصار لتحويل النقاش عن الانتقادات الموجهة إلى ما يعانيه سكان القطاع. وثمة امكانية لحدوث مصادمات محلية على حدود القطاع، كما يتوقع بالتأكيد مظاهرات عنيفة في الضفة أيضا. لكن القصة الأساسية هي العرب في إسرائيل. الاستفزازات المحلية لنشطاء إسلاميين ونشطاء من اليسار المتطرف ستأخذ الآن أبعاد إستراتيجية. في ظروف معينة، إذا لم تتخذ الأطراف بسرعة خطوات كبح، فقد يصل الأمر إلى نوع من انتفاضة ثالثة بلغة عسكرية.
المقاتلون غير متهمين - لا يوجد سبب لتوجيه الادعاءات إلى جنود الكومندو البحري. الجندي الذي نزل على السفينة وهو معلق بحبل من المروحية، يتواجد في وضع من الضغط ويهاجم بسكاكين، ينبغي أن يدافع عن نفسه. لكن لا يجب الخلط بين هذه النقطة وبين التشخيص بان عملية "رياح السماء" هي فشل عسكري مدوي. العملية لم تحقق هدفها، وهو السيطرة المعقولة على القافلة البحرية، عبر تقليص الأضرار الدولية التي ستأتي بسببها على أية حال.
سيكون هناك عدة نقاط يجب فحصها وعلى رأسها أسلوب العملية، إعداد القوات للاستخدام، ونوعية الاستخبارات.
في الأيام القادمة سيتم سماع متحدثين إسرائيليين يستخدمون كل ما يوجد في جعبة الادعاءات للتوضيح انه لم يكن هناك مفر آخر وان المتهم بذلك هو الطرف الثاني. لكن يجب على إسرائيل أن تقوم بعملية فحص لذاتها.
صلب الموضوع - قرارات المستوى السياسي. يجب فحص دقيق لجميع قرارات المستوى السياسي والأمني الكبير، من فرض الحصار الفاشل على غزة، في أيام حكومة أولمرت، مرورا بقرار حكومة نتنياهو فرض الحصار على القافلة البحرية هذا الشهر. وأيضا تورط مسؤولين كبار بالمصادقة على خطة السيطرة العسكرية. وفي ضوء الانعكاسات بعيدة المدى المتوقعة، بشكل خاص على المستوى الدولي، يبدو انه لا مفر من تعيين لجنة تحقيق. إذا بدأنا في الساعات القادمة سماع روايات متناقضة واتهامات متبادلة, يتجاوز الخط الرسمي الذي يسوق للإعلام، سيكون ذلك الدليل الأفضل بان السياسيين يدركون ذلك أيضا.
الفشل الإعلامي - تعرف إسرائيل أنها تقترب إلى هذه المواجهة وهي في وضع دوني من الناحية الإعلامية. صور المقاتلين المسلحين مقابل المتظاهرين مرة أخرى ستكون غير مقبولة في العالم. الحل الذي قدم كان مزدوجا، محاولة للتشويش على البث من السفن، وفي المقابل، دعوة صحفيين مناسبين، من وسائل إعلام في البلاد والعالم، للانضمام إلى احدى المدمرات التي شاركت في العملية، عبر الالتزام بعدم البث منها إلى حين العودة إلى البلاد. حتى أن هواتفهم الخليوية أقفلت. والنتيجة انتصار ساحق لتركيا.

("هآرتس" 1/6/2010)

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,061,598

عدد الزوار: 6,750,741

المتواجدون الآن: 94