كيف تساعد سياسة إسرائيل الخرقاء ملالي طهران؟

تاريخ الإضافة الجمعة 18 حزيران 2010 - 8:00 ص    عدد الزيارات 783    التعليقات 0

        

آسيا تايمز
 

كيف تساعد سياسة إسرائيل الخرقاء ملالي طهران؟

 
 
    

 
 
       
 (Alwatan)
 


 

 
بقلم – جوان كوك:

تمر هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى للتظاهرات الجماهيرية التي نظمتها الحركة الخضراء في شوارع طهران العام الماضي.
لكن هذه الحركة التي أثارت أملاً كبيراً في الغرب تعاني اليوم من حالة ضعف مقابل أنصار الخط المتشدد الذين أصبحوا في موقف أقوى في ظل نظام يزداد قمعاً وتعسفاً.
سبب هذا على ما يبدو بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية وصقور العقوبات في ادارة الرئيس باراك أوباما.
صحيح أن المتشددين تمكنوا العام الماضي من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بفضل ولو جزئياً مهارة النظام في القمع والإفلات من ضغط المجتمع الدولي، إلا أن العناد الإسرائيلي والنفاق الأمريكي في قضية إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية هما اللذان حققا الكسب الأكبر لملالي نظام طهران.
فمن الواضح أن قضية إيران مع إسرائيل أصبحت أفضل باستمرار حماس نتنياهو لحصار غزة وبنبذ تل أبيب المتعجرف لمؤتمر معاهدة حظر الانتشار النووي الذي دعا إسرائيل للانضمام لشرق أوسط خالٍ من السلاح النووي.
بعد هذا أهدت حكومة الليكود في إسرائيل طهران ما يمكن وصفه بأكبر انتصار دعائي عندما أرسلت هذه الحكومة وحدات من القوات الخاصة لاعتراض أسطول السلام في المياه الدولية.
ومن الواضح أن هذه التطورات أثرت سلباً على جهود الولايات المتحدة في مجلس الأمن فأصدر قراراً ضعيفاً ضد إيران استهدف 40 شركة، وافتقر الى الإجماع لتصويت تركيا والبرازيل بـ«لا» وامتناع لبنان عن التصويت.
بل ولم يتضمن القرار حتى إشارة لمقاطعة النفط أو الغاز الإيرانيين كما لم تكن لغته إلزامية أيضاً، ولم يشكل ذلك الانتصار المدوي الذي كافح الصقور طويلاً لأجله حتى يخرج بعقوبات تصيب إيران بالشلل، وهذا يعني أن القرار لن يكون فعالاً على الأرجح لوضع حد لبرنامج تخصيب اليورانيوم في إيران.
السؤال إذاً: لماذا وصلت الأمور الى هذه النتيجة؟
الحقيقة ثمة سبب بسيط وراء ذلك هو العنجهية وعدم انتهاج سياسة صحيحة تتسم بالصبر والتأثير.

المسألة النووية

هذه العنجهية برزت على نحو واضح خلال مؤتمر معاهدة حظر الانتشار النووي.
إذ لما كانت إسرائيل هي البلد الوحيد الذي يمتلك ترسانة نووية حقيقية في الشرق الأوسط «بها حوالي 200 رأس حربي وفقاً للتقديرات الدولية»، وهي من غير الموقعين على المعاهدة، ردت على دعوة المؤتمر لها بالانضمام للمعاهدة بغضب وعنجهية واصفة الدعوة بأنها تتسم بالنفاق لأنها فقط تستهدف إسرائيل الديموقراطية الوحيدة في المنطقة والبلد المهدد بالإبادة.
والواقع أن الموقفين الإسرائيلي والأمريكي في هذه المسألة هما اللذان يتسمان بالنفاق. فكلاهما يطالبان البلد الذي ليس لديه أسلحة نووية – إيران – بنزع أسلحته، ويعفيان إسرائيل التي هي البلد الوحيد الذي يمتلك فعلياً مثل هذه الأسلحة من الالتزام بعملية نزع السلاح بالكامل.
هذا الموقف كان بمثابة هدية أيضاً لطهران ولم تغب هذه المسألة عن تفكير ممثل إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالطبع فقد رد على الفور قائلا: إن على الولايات المتحدة الانصياع لمشيئة العالم التي تدعو لانضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووي وفتح منشآتها أمام مفتشي الوكالة.

سياسة خرقاء

ثمة مثال آخر على السياسة الخرقاء التي تنتهجها إسرائيل فقد كان الهجوم الإسرائيلي على سفينة «مرمرة» التركية بمثابة تطور رائع للمتشددين في طهران لأنه جاء في اللحظة التي كانت فيها الحركة الخضراء تستعد للقيام بتظـاهرات في طهران بمناسبة الذكرى السنوية الأولى على انتخابات الرئاسة المزيفة في إيران. فقد تمكن حكام طهران خلال الهجوم الإسرائيلي على اسطول المساعدات الدولي من دفع الجماهير الإيرانية للتضامن معهم في موقفهم المناهض لإسرائيل، واستطاع المرشد الأعلى علي خامنئي من ملء شوارع العاصمة بمليوني متظاهر بمناسبة وفاة روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية.
كما قدم الهجوم الإسرائيلي على الأسطول الدولي للمتشددين في إيران فرصة على مستوى السياسة الخارجية لإظهار تضامنهم مع تركيا، العراق، سورية والعالم العربي عموماً وإبراز أنفسهم كمدافعين عن القضية الفلسطينية من أجل تعزيز نفوذ إيران الإقليمي.
وهكذا دفع الهجوم الإسرائيلي على مرمرة الاهتمام الدولي ببرنامج تخصيب اليورانيوم في إيران الى الوراء، وسلط الضوء على وحشية اسرائيل في غزة وعنادها في عملية السلام وعدم التزامها بالقانون الدولي.
وما من شك في أن تلكؤ نتنياهو في التوصل لسلام عادل مع الفلسطينيين وتكتيكاته العسكرية التي تتماثل مع أعمال رعاة البقر عقّدت كثيرا محاولة أوباما في الضغط على إيران، وأثرت بعمق على علاقات إسرائيل بتركيا.
لقد كان انتخاب نتنياهو كرئيس للحكومة في فبراير 2009 أفضل هدية على ما يبدو يقدمها الناخب الإسرائيلي لإيران. فاستمرار الحكومة التي يقودها الليكود في احتلال الضفة الغربية ومحاصرة سكان غزة يساعدان صقور إيران في العزف على وتر الظلم الإسرائيلي للفلسطينيين.
كما ان رفض إسرائيل الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي وعدم سماحها للمفتشين بزيارة منشآتها النووية يجعل إيران تبدو بالمقارنة عضواً نموذجياً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تعريب نبيل زلف

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,651,391

عدد الزوار: 6,906,740

المتواجدون الآن: 114