إسرائيل ذخر أم عبء على واشنطن؟

نص اسرائيلي
إسرائيل ذخر أم عبء على واشنطن؟

هل اسرائيل ذخر أم عبء؟ هذا سؤال قديم في واشنطن، ميّز رئاسات بوش الأب والابن والرئيس كلينتون لكنه يزداد قوة في الفترة التي يزداد فيها ضعف الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى، وصورتها ومكانتها في الشرق الاوسط في ازمة عميقة: "نحن في حضيض من جهة مكانتنا والثقة بنا في الشرق الاوسط لم نعرف له مثيلا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، قال لي في المدة الاخيرة السناتور الجمهوري السابق شاك هيغل الذي يعمل اليوم رئيسا مشتركا للجنة الاستشارية للرئيس الاميركي في الشأن الاستخباري.
وفي حين تؤكد جهات في القدس وبين المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة طوال الوقت تلازم مصالح الدولتين في المستويين القيمي والاستراتيجي، تعلو الاصوات في الولايات المتحدة التي تقول انه ثمة حاجة الى فصل أوضح بين المصلحتين الاسرائيلية والاميركية في هذا العصر. وقد قال لي عنصر رفيع المستوى في الاستخبارات الاميركية: "مصلحتكم لا تطابق مصلحتنا".
من الواضح ان للجمهور الاميركي في أكثره، وللجهاز السياسي الاميركي ايضا، التزاما عميقا بحفظ أمن دولة اسرائيل، بل انهما يشايعان وجودها الديموقراطي مشايعة كاسحة. لكنه كلما قوي التصور الدولي والاميركي ان السيطرة الاسرائيلية على الفلسطينيين تضر ضرراً شديدا بالصورة القيمية للولايات المتحدة، قد يتضرر ايضا نسيج العلاقات القريبة حتى مع المشايعين القدماء مثل الرئيس السابق كلينتون.
ان العبودية لفكرة ان قيم اليمين الاسرائيلي السياسي والديني – الثقافي تماثل القيم المحافظة للحزب الجمهوري تناقض قيم ناس الحزب الديموقراطي خطرة هي ايضا. فهذا الوضع قد يضر بوضع أساسي لأن اسرائيل تتمتع بدعم يتجاوز الحدود الحزبية في الولايات المتحدة، مما يجعل الشأن الاسرائيلي عنصرا اشكاليا في الخصام العميق القائم بين الجمهوريين والديموقراطيين.
معادلة المنعة الاسرائيلية تحتاج اذا الى الحفاظ على مكانة اميركا ومنعتها. يجب علينا ان نسلك في حذر شديد بشأن توازن القيم الاميركية وأن نفصل أنفسنا عن وضع يُماثَل فيه بين اسرائيل وسياسة استيطان وسيطرة غير مقبولة على شعب آخر. لا يجوز لاسرائيل ان تُحدث صدوعا عميقة جدا في مجموعات مؤيدة مهمة في المركز الليبرالي الاميركي. ينبغي أن نُذكِّر كل المبتهجين في اسرائيل لاخضاع اوباما بالثمن الباهظ المقرون بالازمة العميقة التي تمر بها اميركا. ولا يجوز ان تُرى اسرائيل أنها تساهم في هذا الضعف.

 

( "يديعوت أحرونوت"  ترجمة "المصدر")