حرب أوكرانيا.. هل تستدعي روسيا تكتيكات الأرض المحروقة من التجربة السورية؟...

تاريخ الإضافة الجمعة 11 تشرين الثاني 2022 - 8:45 ص    عدد الزيارات 1028    التعليقات 0

        

حرب أوكرانيا.. هل تستدعي روسيا تكتيكات الأرض المحروقة من التجربة السورية؟...

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد....

تتواصل الحرب في أوكرانيا، وتواصل روسيا الاستفادة من التكتيكات العسكرية التي تعلمتها في سوريا، بما في ذلك تشريد السكان واستخدام الأسلحة المحظورة. ولكن إذا استمر الدعم الغربي لأوكرانيا فإن هذه التكتيكات الروسية لن تحدث فرقًا استراتيجيًا مما سيدفع موسكو إلى زيادة وتيرة الهجمات على البنية التحتية المدنية والتحول إلى سيناريو الأرض المحروقة. وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عينت روسيا قائدًا عسكريًا جديدًا لقواتها في أوكرانيا؛ وهو الجنرال "سيرجي سوروفيكين"، الذي كانت أحدث تجربة عسكرية له في الحرب الأهلية السورية. وأدى تعيين "سوروفيكين" إلى تكهنات واسعة بأن موسكو تتجه إلى تحويل التكتيكات العسكرية بشكل كبير إلى تلك المستخدمة في حملتها في سوريا، مثل الهجمات الواسعة على المدنيين لتشريد السكان والاستخدام المحتمل للأسلحة المحظورة مثل الأسلحة الكيماوية. وخلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، بدأت روسيا في تصعيد هجماتها ضد البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، حيث ضربت محطات توليد الطاقة مما أدى إلى في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، مع تجديد الهجمات على العاصمة كييف للمرة الأولى منذ شهور. وهاجمت روسيا مجموعة محدودة فقط من الأهداف المدنية خلال الأسابيع القليلة الأولى من الحرب بناءً على افتراض أن حكومة أوكرانيا ستنهار بسرعة. ولكن منذ الهزيمة في كييف في مارس/آذار، اعتمدت موسكو حملة أكثف وأوسع نطاقًا ضد المدنيين الأوكرانيين؛ وهي الحملة التي أصبحت تشبه بشكل متزايد حملاتها العسكرية في سوريا والشيشان. وتشير الاتصالات الروسية التي تم اعتراضها قبل الحرب إلى أن موسكو توقعت انتصارًا عسكريًا سريعًا ضد أوكرانيا، مما جعل المرحلة الأولى من الحملة تركز على كييف والاستحواذ السريع على كثير من الأراضي جنوبي البلاد دون استهداف واسع للبنية التحتية المدنية.

تكتيكات الأرض المحروقة

عندما أجبرت المقاومة الأوكرانية روسيا على سحب قواتها من حدود كييف في مارس/آذار وضيقت على القوات الروسية حول ماريوبول في الجنوب، استخدمت موسكو تكتيكات الأرض المحروقة التي استخدمتها في الشيشان ثم سوريا. فقد تم استهداف وتدمير البنية التحتية المدنية في ماريوبول، مع نزوح الكثير من السكان، حتى سقطت المدينة في مايو/أيار الماضي. كما بدأت الطائرات الحربية الروسية والصواريخ في ضرب أهداف مدنية في المدن الأوكرانية الأخرى (مثل كييف، خاركيف، ميكولايف وأوديسا) لتخويف السكان وخلق ضغوط سياسية وعسكرية على الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلنسكي" حتى يستسلم أو يأمر قواته بالتراجع. ولكن بدلاً من ذلك، دفعت الهجمات السكان الأوكرانيين لدعم المجهود الحربي. وستؤدي الضربات الروسية على البنية التحتية المدنية إلى تعزيز عزم أوكرانيا على القتال وزيادة تصميم الناتو على الاستمرار في توفير الدعم العسكري لكييف. وفيما تسبب الهجمات الروسية الذعر داخل المدن الأوكرانية، فإنها تثير الغضب وتعزز الدعم الجماهيري للهجمات المضادة ضد القوات الروسية. كما أن الهجمات الروسية ليست واسعة الانتشار بما يكفي لعزل كييف وتفكيك القوات المسلحة الأوكرانية أو قطع الخدمات اللوجستية عن الخطوط الأمامية أو تشريد ما يكفي من المدنيين لإيقاف الجهد الحربي. وفي الوقت نفسه، تعزز الضربات الروسية الدعم الجماهيري لأوكرانيا في دول الناتو. ومن المحتمل أن تصعد القيادة العسكرية الروسية هجماتها على البنية التحتية المدنية لإظهار تقدم للكرملين حتى لو كان محدودًا، مما قد يؤدي إلى جهود أكثر تركيزًا لإخلاء المناطق على طول الخطوط الأمامية مثل خيرسون وزابوراجيا وإزيوم وخاركيف، بما في ذلك من خلال استخدام الأسلحة المحظورةوحصل الجنرال "سوروفيكين" وغيره من الجنرالات على ثناء كبير في موسكو نتيجة استخدام تكتيكات الأرض المحروقة في سوريا، مما خلق سابقة للتقدم في المهنة العسكرية من خلال استخدام مثل هذه التكتيكات.

التصعيد الروسي

بما أن حملة التعبئة لن تنجح على المدى القريب في إعادة بناء الجيش الروسي للنقطة التي يمكنه عندها تنفيذ عمليات هجومية واسعة النطاق أو حتى الاحتفاظ بالأراضي المكتسبة، يمكن أن تصبح تكتيكات الأرض المحروقة خيارا مغريا بالنسبة للكرملين. وبينما تستحوذ القوات الأوكرانية على الأراضي، يمكن أن تركز موسكو بشكل كبير على المدنيين بالقرب من الخطوط الأمامية في محاولة لزيادة عبء اللاجئين على كييف وأوروبا، وتدمير البنية التحتية التي يمكن أن يستخدمها الجيش الأوكراني، وإحباط معنويات القوات الأوكرانية. ويمكن أن تستخدم روسيا الأسلحة الكيمياوية المحظورة في هذا الجهد؛ وخاصة الأسلحة الكيماوية التي يصعب تتبعها، مثل غاز الخردل أو الكلور. ومع ذلك، فإن أي استخدام مؤكد للأسلحة الكيماوية، قد يُقابل بدعم متزايد لأوكرانيا من قبل الناتو ودول أخرى، مع المزيد من العقوبات الغربية ضد الاقتصاد الروسي.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,100,129

عدد الزوار: 6,752,685

المتواجدون الآن: 97