في الصحافة العالميّة ...الضغوط على سوريا
في الصحافة العالميّة
"الغارديان": الحاجة إلى وساطة
كتب جوناثان ستيل: وقت تقف فيه سوريا على شفير الحرب الأهلية، قررت جامعة الدول العربية بحماقة دفعها في هذا الاتجاه. لقد كان المطلوب من الحكومات العربية التفكير في سبيل للتوسط بين النظام السوري وخصومه، فإذا بها تهين الحكم السوري عبر تعليق عضويته في الجامعة العربية. ولم يكن مفاجئاً وقوف دول مثل العراق ولبنان ضد قرار الجامعة العربية نظراً الى مرورهما بتجارب العنف الطائفي والحرب الأهلية، ولأن مصلحتهما المشتركة هي الحؤول دون حدوث حمام دم في سوريا، وخوفهما من تدفق اللاجئين عبر حدودهما في حال نشوب الحرب الأهلية هناك... على الجامعة العربية تشكيل فريق من الشخصيات العربية المستقلة للتحاور مع كل الأطراف في الأزمة السورية وصولاً الى وضع (طائف جديد)".
كتبت المجلة: "بعدما كان (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي أول رئيس دولة غربية ساعد في اعادة الاعتبار الى (الرئيس السوري بشار) الأسد، هل يصير من يسرع في سقوطه؟ في كل الأحوال، يبدو أن فرنسا تريد أن تضطلع بالدور الدولي الأول على الساحة السورية كما فعلت في ليبيا. فخلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه لتركيا لمناقشة الموضوع السوري، قال: "لقد فات الوقت لإعطاء النظام السوري فرصة جديدة للبقاء في الحكم". وأبدى استعداد بلاده المساعدة في الاعداد للمرحلة الانتقالية... ويبدو أن فرنسا قد قررت الأربعاء أن تقطع موقتاً قسماً كبيراً من علاقاتها الديبلوماسية مع دمشق".
كتبت الصحيفة: "لقد راهن الرئيس ساركوزي في بداية الانتفاضة الليبية ضد العقيد معمر القذافي على رغم أنه لم يكن واضحاً آنذاك أن الثورة ستنجح. وقد ربح ساركوزي الرهان واستطاع ان يضمن لفرنسا مكاناً جيداً في مرحلة ما بعد القذافي في ليبيا. في الأساس عارضت تركيا التدخل العسكري في ليبيا واتهمت ساركوزي بأن لديه نيات إمبريالية، لكنها في النهاية سارت وراء الخط الذي رسمته فرنسا. في سوريا تبدلت الأدوار، فهذه المرة تركيا هي التي تغامر بالرهان على الضغط الدولي على دمشق، على رغم معارضتها التدخل العسكري، إلا انها مع تغيير النظام".