الولايات المتحدة قد تتخلى عن شرط أساسي لإقامة محادثات مع إيران

تاريخ الإضافة الجمعة 17 نيسان 2009 - 11:38 ص    عدد الزيارات 1028    التعليقات 0

        

دايفد أي. سانغر، The New York Times

 قال مسؤولون مشاركون في النقاشات الدائرة حول إيران إنّ إدارة أوباما وحلفاءها الأوروبيين يحضرون اقتراحات من شأنها أن تشكّل نقلة نوعية في الاستراتيجية المتبّعة تجاه إيران، تقضي بالتخلي عن الشرط الذي لطالما ألحّت أميركا على ضرورة تنفيذه، والذي يقضي بأن تغلق طهران منشآتها النوويّة بأقصى سرعة وخلال المراحل الأولى من التفاوض معها حول برنامجها النووي.

هذه الاقتراحات التي يجري تبادلها خلال جلسات استراتيجية سريّة قد تلّح على إيران من أجل كشف برنامجها النووي تدريجيّاً أمام التفتيش، وقد تسمح لإيران بمتابعة تخصيب اليورانيوم لفترة معيّنة أثناء القيام بالمحادثات. ويختلف هذا التوجّه اختلافاً جذرياً عن المقاربة التي كانت تتبعها إدارة بوش التي طلبت من إيران وقف نشاطاتها في التخصيب، أقلّه لبعض الوقت للبدء بالمفاوضات.

قد تكون هذه الاقتراحات الموضوعة قيد الدرس أبعد من الوعد الذي قطعه الرئيس أوباما خلال حملته الانتخابية بأن يقوم بمفاوضات مع إيران "بدون شروط مسبقة". وقال مسؤولون مشتركون في النقاش إنّ هذه الاقتراحات تمّ ابتكارها لجر إيران للقيام بمحادثات حول برنامجها النووي، حاولت حتى الآن تجنّبها.

لم تكتمل بعد مراجعة السياسة المتبعة تجاه إيران بعد تولّي أوباما الرئاسة، ويقول مساعدوه إنّه لم تتضّح بعد المدّة التي قد يسمح فيها لإيران بمتابعة انتاجها للوقود النووي، ولا السرعة التي تتم بها العملية. غير أنّ مسؤولين أوروبيين قالوا إن هناك اتفاقًا عامًا كان يقول بأنّ إيران لن توافق على إقفال منشآتها بشكل فوري، كما طلبت إدارة بوش منها.

أحد المسؤولين الأوروبيين رفيعي المستوى من الذين شاركوا في الجلسات الاستراتيجية مع إدارة أوباما قال "اتفقنا جميعاً على أنّ ذلك ببساطة لن ينجح- فقد علّمتنا التجربة أنّ الإيرانيين لن يقبلوا بذلك. ولذلك سنبدأ ببعض الخطوات المرحلية، لبناء نوع من الثقة".

هذا وقد رفض مسؤولو الإدارة الأميركية مناقشة تفاصيل مداولاتهم السريّة، ولكّنهم قالوا إنّ أي سياسة أميركيّة جديدة ستطلب في نهاية المطاف من إيران وقف التخصيب، كما جاء في العديد من قرارات الأمم المتحدة الصادرة عن مجلس الأمن.

وفي هذا السياق، قال أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية "هدفنا يبقى بالضبط ما نصّت عليه قرارات الأمم المتحدة؛ أي تعليق تخصيب اليورانيوم". فيما حّذر آخر من أنّنا "لا نزال في مرحلة عرض الأفكار والاقتراحات"، مضيفاً أنّ بنود أي اقتراح بالانفتاح على إيران لا تزال موضع نقاش.

إذا سمحت الولايات المتحدة وحلفاؤها لإيران بالمضي في تخصيب اليورانيوم لعدة أشهر أو أكثر، فإنّ هذه المقاربة سوف تواجه بالرفض من المحافظين في الولايات المتحدة ومن الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو.

وإذا وافق أوباما على المقاربة الجديدة في التفاوض، سوف تستخدم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون جلسات تفاوض جديدة مع إيران من أجل تنفيذ خطوات انتقالية جديدة تؤدي الى تعليق نشاطاتها النووية، وتبدأ هذه الخطوات بالسماح للمفتشين الدوليين بالدخول الى المواقع التي منعوا من دخولها لسنوات طويلة. وأوّل هذه المواقع هو موقع تصنيع ضخم يقع في وسط طهران، كان في ما مضى مصنعاً للساعات، حيث تصنّع إيران العديد من مراكز الطرد المتطورة التي ستضعها في المصنع الموجود تحت الأرض في "نتانز". وقال عنه أحد مفتشي الأمم المتحدة الأسبوع الماضي: "المنشأة كبيرة جداً، ونحن لم ندخلها منذ الصيف الماضي".

أما محمّد البرادعي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذريّة التابعة للأمم المتحدّة، والتي يشكّل مفتشوها جزءًا مهمّاً من الاستراتيجية، فقد قال في مقابلة أجريت معه في مكتبه في "فينا" الأسبوع الماضي، إنّ إدارة أوباما لم تتشاور معه بشأن تفاصيل استراتيجية جديدة، ولكنّه كان ينتقد بشدّة المقاربة التي اعتمدتها إدارة بوش، مشدّدًا على أنّها "كانت مقاربة سخيفة". وهزّ الدكتور البرادعي رأسه قائلاً "اعتقدوا أنّهم إذا ما هدّدوا، وتوعّدوا ورفعوا أصواتهم، وأرسلوا تشيني ليتصرّف مثل دارث فادر، فإنّ الإيرانيين سيمتثلون لهم ويتوقفون. إذا كان الهدف هو التأكّد من أنّ إيران لن تحصل على المعرفة او القدرة على تخصيب الوقود النووي، فإنّ السياسية التي اتّبعت كانت فاشلة تماماً".

وأكّد البرادعي أنّه ليس أمام اوباما الآن إلا القبول بحقيقة أنّ إيران "بنت 5500 طارد مركزي"، وهو ما يكفي تقريباً لصناعة سلاحين يعملان باليورانيوم سنوياً. وقال: "عليك إيجاد مقاربة تحاكي غرور إيران". وهو الذي لطالما كان ينادي بالسماح لإيران بالمضي في تخصيب الوقود النووي بقدرة ضئيلة تحفظ لها ماء وجهها، على أن تتم تحت مراقبة مشدّدة.

في مقابل ذلك، وفي تحذير من اعتماد مقاربة أميركية أكثر مرونة، قال أحد الإسرائيليين رفيعي المستوى وهو مطلّع على الاستخبارات عن إيران، خلال زيارة قام بها مؤخراً الى واشنطن، إنّ أمام الرئيس أوباما وقتًا حتى خريف هذا العام أو نهايته لكي "ينهي بشكل تام" تصنيع اليورانيوم في إيران. وقد أوضح هذا المسؤول الإسرائيلي أنّه بعد هذه المهلة، قد تعيد إسرائيل تفعيل جهودها من أجل التخلّص من مصنع "نتانز" بالقوة.

وقبل عام، قصد مسؤولون إسرائيليون إدارة بوش بشكل سري، سعياً للحصول على قنابل خارقة تصل الى تحت الأرض، والى القدرة على إعادة التزوّد بالوقد، كما وعلى الحق في الطيران فوق العراق، أي على كل ما قد تحتاجه إسرائيل لتنفيذ مثل هذا الاعتداء. إلا أن الرئيس جورج بوش رفض هذا الاقتراح. وعن هذا الموضوع قال أحد المسؤولين في إدارة اوباما "لم يتقدّموا مجدداً بهذا الطلب"، ولكنّه أضاف قائلاً "لا نعتقد أنّ تهديداتهم مجرّد تبجّج و تعبير عن السخط".

إلى ذلك، يقول مسؤولون إسرائيليون، كما بعض المسؤولين في الاستخبارات الأميركية، إنّهم يشتبهون بأن تكون لإيران منشآت اخرى سريّة، تُستخدم ربما لتخصيب اليورانيوم، وقد ظهر هذا الشك في تقويم للاستخبارات القومية يعود لعام 2007. ولكن في حين يشير هذا التقويم الى الاشتباه بنحو 10 أو 15 موقعاً، يقول المسؤولون إنّ لا ادلة دامغة على وجود نشاط سري.

وفي هذا الصدد، قال أحد المسؤولين في الإدارة "صراحةً، أكثر ما يهمّنا الآن هو أن يُمنح المفتشون حريّة فعلية للتأكّد من هواجسهم في كافة أنحاء البلاد". وتابع قائلاً "إننا نعلم بما يجري في "نتانز" (مشيراً الى أنّ المفتشين يزورون المصنع كل بضعة أسابيع) "إنّ أكثر ما يقلقنا هو الأمكنة الآخرى".

وقال ماثيو بان، أحد الخبراء في الطاقة النووية في مركز بلفر  Belfer Center، في مقابلة معه يوم الإثنين، إنّ لإدارة أوباما نطاقًا واسعًا وحرًا لتحديد ما يشكّل "اشتباهاً" بالقيام بنشاط نووي. واعتبر أنّ أحد الاحتمالات هو "ما نسميه الإغلاق الحار"، حيث تستمر الأدوات النابذة بالعمل والدوران، دون أن تنتج المزيد من اليورانيوم المخصّب، كما لو أنّك تدع سيارة ما تواصل السير والعمل ولكن داخل الموقف.

ومن شأن مثل هذا الحل أن يسمح للطرفين بإعلان النصر؛ فالإيرانيون يمكن أن يزعموا انّهم قاوموا الجهود الأميركية لوقف برنامجهم النووي، في حين يمكن للأميركيين و الأوروبيين أن يعلنوا انّهم اوقفوا عملية تكديس المواد التي يمكن أن تستخدم لإنتاج أسلحة، معتبرًا أنّ "الجزء الأصعب من هذه المفاوضات يكمن في كيفية إقناع الجميع بعدم وجود مواقع سريّة".

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,757,602

عدد الزوار: 6,913,272

المتواجدون الآن: 109