هل تشهد سوريا تحولاً حقيقياً في مواقف الإسلاميين؟

تاريخ الإضافة الأحد 16 آب 2009 - 8:25 ص    عدد الزيارات 882    التعليقات 0

        

بيار برييه، ترجمة: نسرين ضياء  
خلال زيارته لباريس، قدم علي صدرالدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، تفسيرا لثمة تطور، تراقبه الدول الغربية عن كثب.
كان الرجل يجلس بين السياح في بهو أحد فنادق إيبيس في باريس، ولا يلفت الانتباه. كان يرتدي قميصا يعطي له مظهرا كما لو كان أستاذا في عطلة. لحيته فقط هي التي تظهر انتماءه العقائدي. يقوم علي صدرالدين البيانوني زعيم جماعة الإخوان المسلمين السورية، بزيارة سرية في باريس. ويصرح قائلا: «منذ بداية عام 2009، أصبح من السهل علي الحصول على تصريح للسفر إلى فرنسا». كان الأمين العام للفرع السوري من الجماعة الإسلامية العدو اللدود للنظام السوري، ولكنه عاد بناء على دعوة من الرئيس السوري بشار الأسد في العام الماضي بمناسبة احتفالات 14 يوليو.
ووفقا لقانون العقوبات في سوريا، فإن عقوبة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين هي الإعدام. ولقد تخلى «الإخوان المسلمون» الذين تم نفيهم بعد أحداث القمع الدموية التي شهدها عام 1982، عن العنف، وتحولوا إلى الديمقراطية البرلمانية، حيث شكلوا تحالفا مع المعارضة الديمقراطية.
وهناك ثمة خطر على الرئيس السوري، فعلى عكس المعارضة العلمانية -وهي خلية من الأفراد- فإن «الإخوان» هم جماعة منظمة وقد تستطيع جذب الغالبية السنية، في حين أن الحكومة واقعة في أيدي أقلية من العلويين.
لكن الأمور تتغير في سوريا، فبعد فرنسا والولايات المتحدة، مد الإسلاميون أيديهم أيضا إلى النظام السوري، ذلك أنهم «علقوا» المعارضة، وأنهوا تحالفهم مع زعيم آخر في المنفى، وهو نائب الرئيس السابق عبدالحليم خدام. فهي ثورة حقيقية وقد أتى البيانوني الذي كان في منفيا بلندن ليفسرها للمعارضين الذين يعيشون في فرنسا. فهل سيستفيد من هذه الزيارة للاجتماع مع مسؤولين فرنسيين؟ ويجيب البيانوني مراوغا: «ليس من اختصاصي أن أتحدث عن اتصالاتنا مع دول الاتحاد الأوروبي».
ويبدو الزعيم الإسلامي على نحو أكثر بلاغة فيما يخص التقارب مع السلطة السورية، حيث صرح قائلا: «نعم، هناك اتصالات غير مباشرة. لقد حصلنا على إجابات ووعود، ولكن حتى الآن، لا يوجد شيء ملموس».
وتضطلع جماعات الإخوان المسلمين في مصر والأردن بدور الوسيط، وفقا لكلام البيانوني، والذين دفعوا مسيرة التقارب. وهو يرى أن الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في وقت سابق هذا العام ضد حماس -المنحدرة هي أيضا من جماعة الإخوان المسلمين- كانت بمثابة نقطة انطلاق، قائلا: «إنهم يلوموننا فيما يخص انتقاد النظام السوري، في حين أن هذا النظام يدعم حماس»، كما أن العاصمة دمشق تستقبل رئيس مكتبها السياسي. كما يضيف الأمين العام قائلا إن هذا هو السبب الرئيسي لمقاطعته مع خدام، الذي حمل حماس مسؤولية الحرب.
وهناك المزيد من الحسابات الكامنة التي تحدد شكل التقارب بين النظام العلماني في دمشق والإسلاميين.
ويقدر المحلل السياسي السوري أيمن عبدالنور -وهو ليبرالي وعضو في حزب البعث الحاكم- قائلا: «لقد تغير العالم. فإن عودة حكومة دمشق على الساحة الدولية، جعل الحياة صعبة بالنسبة للمعارضة. ومن جانبها تراقب الدول الغربية عن كثب خطوات الجانبين الإسلاميين مع نظام بدأ هو نفسه محادثات غير مباشرة إسرائيل». ويشرح بحذر علي صدرالدين البيانوني قائلا: «إن الدول العربية قدمت مقترحات. ويتوقف الأمر الآن على إسرائيل للإجابة».
والسؤال الآن هو: هل يمكن للتحالف بين الإخوان المسلمين وبشار أن يمضي إلى أبعد من ذلك؟ فهناك ثمة نقاش يمكن أن يدور في إطار الجماعة الإسلامية بين أنصار عقد اتفاق تكتيكي والذين يدعون إلى التزام استراتيجي على المدى الطويل.
ويقول البيانوني: «إن القضية لا تتعلق بالانضمام إلى الحكومة، فأهدافنا هي دفع الحكومة إلى اتباع الديمقراطية في الحياة السياسية، وتغيير الموقف فيما يخص حقوق الإنسان، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، والسماح بعودة المنفيين وإلغاء عقوبة الإعدام لمجرد الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين». أما بالنسبة لأيمن عبدالنور، فإن دمشق قد وضعت خطوطا حمراء: «لا يمكن للإخوان المسلمين أن يعودوا إلى سوريا ككيان سياسي منظم، ولا للعمل داخل سوريا، وإن كان ذلك على أساس فردي، ولا المشاركة في الانتخابات».

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,642,250

عدد الزوار: 6,906,063

المتواجدون الآن: 118