فهم الانقسام السني- الشيعي
صحيفة التايم الأمريكية 16/9/2009
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
إن الانقسام ما بين المسلمين السنة و الشيعة يعد من احد أهم الانقسامات في الدين حديثا – و لكنه مع ذلك أحد أهم الأمور غير المفهومة في الغرب. لقد أدى هذا الانقسام القديم إلى إراقة دماء كثيرة عبر الشرق الأوسط برمته- و خصوصا في العراق, حيث أدى فراغ السلطة الذي حدث بعد سقوط صدام حسين إلى إعادة فتح الجرح القديم. تقول الصحفية البريطانية المولدة ليسلي هازلتون بأن هذه الجروح تركت لتتقيح بقلة التخطيط الكافي أو قلة فهم تعقيدات القضية من جانب صانعي القرار الأمريكان. إن كتابها الجديد "بعد الرسول" يعيد سرد قصة الانقسام ما بين الفئتين الرئيسيتين في الإسلام و دوره في الشرق الأوسط. و قد تحدثت التايم إلى هازلتون حول تاريخ و سوء فهم هذا النزاع و ما الذي يمكن فعله – إن كان هناك ما يمكن القيام به- لإطفاء هذا الأمر و للأبد.
س:ما موضوع الانقسام السني الشيعي بالضبط؟
إن الأمر يتعلق حول من يقود الإسلام, و قد بدأ الأمر من لحظة وفاة الرسول محمد. كموجد للإسلام فقد كان قائدا غير متنازع عليه. و لو كان له ولد فلربما ما كان ليحصل هناك انقسام أبدا- و ذلك بسبب أن الابن يرث سلطة والده بشكل أوتوماتيكي. و لكنه مات دون أن يكون له ولد و دون أن يترك أي تركة واضحة. يقول الشيعة أن ابن عمه المقرب منه و زوج ابنته و الفيلسوف المقاتل علي هو الشخص الوحيد الذي يتمتع بسلطة روحية لأخذ مكان الرسول. و يعتقد السنة أن الخلافة يجب أن تذهب إلى أفضل شخص مجهز سياسيا من أجل الحفاظ على الإمبراطورية الإسلامية, و قد دعموا أبو بكر الصديق وهو والد زوجة الرسول. و في النهاية فقد سمي أبو بكر خليفة للمسلمين. و على الرغم من أن علي قد أصبح خليفة بعد 25 عاما, فقد اغتيل و ذهبت الخلافة إلى أول سلالة ملكية سنية في الإسلام, و قد شعر الشيعة بالقلق و بشعور دائم بالظلم. بإيجاز, فإن الفرق ما بين الفريقين هو أن السنة يميلون إلى احترام الكيفية التي تعمل بها السلطة أكثر من الطريقة التي يجب أن تعمل بها في العالم المثالي. بمعنى أن عقيدة الشيعة أكثر مثالية, بينما تمتاز عقيدة السنة بأنها أكثر براغماتية.
س:ما هي في رأيك نقطة الاختلاف المطلقة؟
لقد جاءت هذه اللحظة بعد 48 عاما على وفاة الرسول محمد, عندما قام الحسين ابن علي وهو حفيد الرسول بتحدي ما رأى أنه فساد و استبداد في الزعامة السنية و قد قتل في معركة كربلاء. و قد أرسلت المذبحة التي تمت بحق حفيد الرسول و معظم عائلته بأمواج من الصدمة على امتداد الإمبراطورية الإسلامية. و في تلك اللحظة فإن ما يمثل تاريخا فقط للسنة أصبح مقدسا للشيعة.
س:لقد قلت أن الحسين معروف ما بين الشيعة بأنه أمير الشهداء. كيف شكل موته أهمية لمكانة الشهادة عند المسلمين؟
بشكل ما فإن الأمر مشابه لما شكله استشهاد المسيح للنصارى الأوائل. إن الشيعة يرون أن الأمر هو أقصى حد للتضحية بالنفس. و يقول الشيعة بأنه كان يعلم أن موته هو الطريقة الوحيدة من أجل إيقاظ ضمير المسلمين كما أنه سيؤدي إلى لفت النظر إلى الاستبداد والفساد – مما يعني انه ضحى بنفسه عن سابق علم بأن موته سوف يكون في سبيل كل المسلمين و جميع المضطهدين.
س:كيف يمكن وضع التفجيرات الانتحارية الحديثة في هذا السياق؟
بعيدا عن استخدام كلمة الشهادة. إن عمليات التفجير الانتحارية لا يقوم بها الشيعة بشكل رئيس و لكنها تنظم من قبل أقلية سنية متطرفة, و خصوصا القاعدة. إن مثل هذه الهجمات تعتبر أسلحة للحرب, و يعتقد القادة الروحيين للسنة و الشيعة بأن استخدام كلمة شهيد لمنفذي العمليات فيها تشويه للإسلام.
س:كيف أصبح العراق "مهدا للتشيع" من وجهة نظرك؟
إن جميع الأمور التي تشكل الهوية الشيعية قد حدثت في العراق. لقد اغتيل علي في النجف, حيث ازدهرت المدينة حول مقامه. و قد قتل الحسين في كربلاء حيث أصبحت توأما مقدسا لمدينة النجف. و لهذا فإذا كان هناك مكان للمواجهة المستمرة ما بين الشيعة و السنة, فهو العراق.
س:تقولين بأنه ليس هناك من طريقة لفهم الأمور المحزنة التي تجري في العراق اليوم دون سبر غور النزاع ما بين الطائفتين الأهم في الإسلام. ما هو الجزء من النزاع و التي تعتقدين أنه أكثر أهمية و أقل إدراكا من قبل الأمريكان؟
نميل إلى أن نقول بتسرع :" لماذا لا يمكن أن يقف هؤلاء جميعا مع بعضهم البعض؟" و لكن في العراق و في الشرق الأوسط فإن ما حدث قبل قرون عدة مضت لا زال حيا و ناضجا كما لو انه حدث البارحة فقط. إن قصة الحسين تحولت إلى قصة تحرر لاهوتية. إن ما كان يمثل قصة خسارة و حزن يمثل الآن قصة تحرر من الظلم. ومن المهم جدا أن ندرك هذا الأمر حاليا, حيث تحتل الولايات المتحدة في هذه القصة دور المحتل و بالتالي الظالم.
س:ما الذي كان يمكن لصناع القرار أن يتعلموه من كتابك لو كان موجودا عام 2003؟ و ما هي الأخطاء الحاسمة التي كان بوسعهم تجنبها؟
لا أستطيع الاعتقاد بأن أي شخص على وعي بهذه القصة يمكن أن يرسل القوات الأمريكية إلى أي مكان ضمن مئات الأميال من مدينتي كربلاء و النجف المقدستين. و كانوا سيدركون أن أي محاولة للتدخل ما بين الشيعة و السنة يمكن أن تشكل في أحسن الأحوال فشلا ذريعا.
س:هل تعتقد أن الشيعة و السنة سوف يكونون قادرين على التعايش بسلام مرة أخرى في العراق؟ و ماذا ترى في مستقبل هذا الصراع؟
التعايش. بالتأكيد. و لكن في المستقبل القريب؟ لا أعتقد أبدا. و لكن من المفيد التأكيد بأنه ولفترات طويلة فقد كان السنة و الشيعة يعيشون جنبا إلى جنب في سلام نسبي. إن الصراع موجود دائما, و لكنه يعلو و يخبو كالجمرة. عندما غزونا العراق عام 2003, تسببنا في ارتفاع اللهب من الجمرة. إن الموضوع سيستغرق وقتا من أجل أن يخبو مرة أخرى. ليس هناك أي حلول سريعة هنا. وحتى نفهم عمق و قوة هذا الصراع, فإن أي خطوة نقوم بها حتى مع جميع النوايا الحسنة في العالم سوف تجعل الأمور أسوأ.
Understanding the Sunni-Shi\'ite Divide
By ALYSSA FETINI
Wednesday, Sep. 16, 2009
The split between Sunni and Shi\'ite Muslims is one of the most important schisms in modern religion — yet in the West, at least, it\'s one of the least understood. The centuries-old strife sporadically erupts into new bloodshed throughout the Middle East — today, particularly, in war-torn
What\'s the Shi\'ite-Sunni split really about?
It\'s about who should lead Islam, and it began at the moment of Muhammad\'s death. As the founder of Islam, he was the undisputed leader. And if he had had a son, the split might never have happened — a son would automatically have inherited his father\'s authority. But he died without sons and without leaving a clear will. His closest male relative was his cousin and son-in-law, the philosopher-warrior Ali, whose followers — the Shiat Ali [followers of Ali], or Shi\'ite for short — say that he was the only one with the spiritual authority to succeed Muhammad. The Sunnis believed that the caliphate should go to whoever would be best equipped politically to maintain the burgeoning Muslim empire, backing Muhammad\'s father-in-law Abu Bakr. In the end, Abu Bakr was named the first caliph. Though Ali eventually assumed the caliphate 25 years later, he was assassinated, power fell to the founder of the first Sunni dynasty, and the Shi\'ites felt a terrible, lasting sense of dispossession. In a nutshell, the difference between the two is that the Sunnis tend to respect how power actually works rather than the way it should work in an ideal world. In a sense, the Shi\'ite ideology is more idealistic, while the Sunni one more pragmatic.
What would you say was the absolute breaking point?
That came just 48 years after Muhammad\'s death, when Ali\'s son Hussein — Muhammad\'s grandson — challenged what he saw as the corrupt and tyrannical Sunni leadership and was killed at
You say Hussein is known among Shi\'ites as the Prince of Martyrs. How did his death shape the significance Muslims place on martyrdom?
In much the same way as the martyrdom of Christ did for the early Christians. Shi\'ites see it as the ultimate self-sacrifice. They say he knew his own death was the only way to wake the conscience of Muslims and call attention to tyranny and corruption — that he knowingly sacrificed himself for the sake of all Muslims and all oppressed people.
Where does modern suicide bombing play into this theme?
Aside from the use of the word martyrdom, very little. Today\'s suicide bombings are mainly orchestrated not by Shi\'ites but by a small minority of radical Sunni fundamentalists, most notoriously al-Qaeda. Such attacks are weapons of war, and the use of the word martyr for suicide bombers is seen as a perversion of Islam by most spiritual leaders, both Sunni and Shi\'ite.
How did
The key events of Shi\'ite identity all took place in
You say there is no way to understand today\'s grim headlines from
We tend to say impatiently, "Why can\'t they all just get along?" But in
What would
I cannot believe that anyone aware of this story would ever have sent
Do you think that Shi\'ites and Sunnis will be able to coexist again peacefully in
Coexistence, certainly. In the near future? I fear not. But it\'s worth remembering that for long periods of time, Shi\'ites and Sunnis have indeed lived side by side in relative peace. The conflict is always there, but there are times when it subsides, like embers. When we invaded
http://www.time.com/time/world/article/0,8599,1924116,00.html