فقدان الخيار العسكري

تاريخ الإضافة الخميس 15 تشرين الأول 2009 - 7:34 ص    عدد الزيارات 873    التعليقات 0

        

رؤوفان بدهتسور

بمنحهم جائزة نوبل للسلام إلى الرئيس براك أوباما، أسدل أعضاء لجنة الجائزة الستار على الخيار العسكري الأميركي تجاه إيران. فالجائزة المرموقة تقيد رئيس الولايات المتحدة، الذي سيضطر الآن إلى التنازل عن الخيار العسكري ضد إيران حتى وإن كان خطط لإصدار الأوامر إلى الجيش الأميركي بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات الديبوماسية. ذلك أنه من الواضح أن الذي تُوج منذ الآن كبطل للسلام العالمي، لن يستطيع اتخاذ خطوات حربية تجاه دولة لم تهاجم بلاده. ويمكن القول بأسف، أن جائزة نوبل للسلام هي التي ستقود إيران في المسار الآمن نحو السلاح النووي. فإذا كان ثمة أمل في أن يؤدي هجوم أميركي إلى وضع حد للمشروع النووي الإيراني، فقد جاء أعضاء لجنة الجائزة وحسموا مصير المشروع النووي ايجابا.
ينبغي أن يؤدي القرار النروجي إلى جعل صناع السياسة في القدس بالاعتراف بأن فرص امتلاك إيران سلاحا نوويا في المستقبل غير البعيد زادت بقدر كبير. بنيامين نتنياهو، الذي كان مقتنعا أنه يعود من واشنطن حاملا في يده وعدا أميركيا بمنع إيران من التسلح نوويا بكل ثمن، يجب أن يُسلم بفقدان الخيار العسكري الأميركي. وبالنسبة لفرص نجاح الخيار العسكري الإسرائيلي فهي متدنية جدا أصلا. والخلاصة التي يبنغي الخروج بها هي أنه يتعين على إسرائيل الاستعداد لشرق أوسط جديد، لا تُعتبر فيه إسرائيل بعد الآن القوة الوحيدة المهيمنة نوويا.
الخطوة المهمة الأولى هي التوقف عن التخويف. فالتصريحات التي تفيد أن السلاح النووي في يد ايران معناه إبادة مضمونة لإسرائيل، هي تصريحات لا مبرر لها ومضرة. ذلك أنه إذا كان التقدير يشير فعلا إلى أن إيران ستستخدم السلاح النووي ضد إسرائيل، فمن الأفضل للمواطنين المسارعة إلى الهروب من هنا. وحتى محاولات لإقناع الجمهور بأنه يجب، ويمكن، الاستعداد للدفاع عن النفس مقابل السلاح النووي، هي محاولات تضليل للجمهور. فلا يمكن بناء ملاجئ نووية لجميع السكان، والكلام عن النفق في حيفا وعن قبو المحطة المركزية في تل أبيب، في هذا السياق هو كلام هذياني. وحتى الاعتماد على منظومات الدفاع ضد الصواريخ، مثل منظومة حيتس، هو اعتماد خاطئ، لأنها لا تستطيع أن تضمن حماية مطلقة، ويكفي اختراق صاروخين نوويين شبكة الدفاع حتى يجبيا من إسرائيل ثمنا لا يُحتمل.
ما العمل إذا؟ إذا كان لدى إسرائيل بالفعل سلاح نووي كما جرى الادعاء، فينبغي التوجه إلى الفائز الجديد بجائزة نوبل للسلام، ونتفق معه على تغيير مكانة إسرائيل كدولة نووية ضبابية إلى عضو يحظى بمكانة معترف بها في نادي الدول النووية. تسليم أوباما بانتهاء عصر الغموض النووي لإسرائيل، سيحول دون ممارسة الضغط عليها من قبل الأسرة الدولية، وسيوفر عليها العقوبات التي تكون الإدارة الأميركية مرغمة على فرضها بحسب القانون، على الدولة التي تتخطى العتبة النووية.
إن إعلان إسرائيل عن امتلاكها سلاحا نوويا- إذا كان هذا السلاح موجوداً بالفعل- سيغير كليا قواعد اللعبة في المنطقة. وهو سيتيح نشوء ردع متبادل قوي بين إسرائيل وإيران، عندما تتزود الأخيرة بالسلاح النووي. فصُّناع السياسة في طهران يدركون جيدا مغزى استخدام الخيار النووي الإسرائيلي، ومغزى الغطاء الأميركي للردع الإسرائيلي. الإدراك الإيراني الواضح بأن أي محاولة للمس بإسرائيل بواسطة سلاح غير تقليدي سيقود بالتأكيد إلى تدمير إيران كدولة عصرية، سيمنع حكام إيران عن التفكير باستخدام السلاح النووي.
الحكام، حتى وإن كانوا مسلمين متدينين، لا ينتحرون مع دولهم. آية الله خميني وأمثاله، خلافا للصورة المضللة التي يحاولون عندنا رسمها لهم، هم ليسوا لطيفين فعلا، لكنهم أُناس عقلانيون.

("هآرتس" 14/10/2009)
ترجمة: عباس اسماعيل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,078,844

عدد الزوار: 6,751,752

المتواجدون الآن: 103