قراءة أركون لتجاوزه

تاريخ الإضافة الإثنين 27 أيلول 2010 - 5:06 م    عدد الزيارات 1217    التعليقات 0

        

 

فاروق عيتاني
27/9/2010
قراءة أركون لتجاوزه
 
في 15 أيلول/سبتمبر 2010 توفي في باريس المفكر الجزائري، الأصل المهتم بالإسلاميات محمد أركون، ودفن في المغرب، الدار البيضاء بمقبرة الشهداء بعد الصلاة عليه في مسجد الشهداء المجاور لها، بحضور جمع غفير، وممثلين رسميين، وزوجه السيدة ثريا وابنته سيلفي أركون.
ولد أركون في تاويرت ميمونا بمنطقة القبائل الكبرى في الجزائر سنة 1928. تلقى علومه الابتدائية بمدرسة عين تموشنت، لينتقل بعدها إلى وهران فيدرس في ثانوية الآباء البيض ويدرس الفلسفة في جامعة الجزائر، وليعمل في التدريس سنة 1951. انتقل بعدها إلى باريس جامعة السوربون، أو أزهر المسيحية في القرن الثاني عشر، حيث نال شهادة دكتوراه سنة 1971 تحت إشراف المستشرق لوي ماسينيون بموضوع "نزعة الأنسنة في الفكر العربي جيل مسكوية والتوحيدي". وقد ترجم أطروحته صديقه هاشم صالح مترجم معظم كتبه إلى العربية ونشرتها دار الساقي بيروت 1997.
درّس أركون في جامعات السوربون وهولندة وبرنستون بالولايات المتحدة، ومنح أكثر من شهادة دكتوراه. كتب بالفرنسية ولم يكتب بالعربية. وترجمت العديد من كتبه وحواراته إلى العربية. وتباينت الآراء حوله من النقيض إلى النقيض.
وفيما يلي بعضاً من كتبه التي ترجمت إلى العربية:
1-  - الإسلام، الأخلاق والسياسة. ترجمة هاشم صالح. بيروت: مركز الإنماء القومي، 1990.
2-  - الإسلام، أوربا، الغرب، رهانات المعنى وإرادات الهيمنة. ترجمة وإسهام هاشم صالح. بيروت: دار الساقي، 1995.
3-  - أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟: من فيصل التفرقة إلى فصل المقال. ترجمة وتعليق هاشم صالح. بيروت، لندن: دار الساقي، 1993.
4-  - تاريخية الفكر العربي الإسلامي. ترجمة هاشم صالح. بيروت: مركز الإنماء القومي، 1986.
5-  - العلمنة والدين (الإسلام والمسيحية، الغرب). ترجمة هاشم صالح. بيروت، لندن: دار الساقي، 1990.
6-  - الفكر الإسلامي قراءة علمية. ترجمة هاشم صالح. بيروت: مركز الإنماء القومي، 1987.
7-  - الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد. ترجمة وتعليق هاشم صالح. بيروت، لندن: دار الساقي، 1990.
8-  - الفكر الأصولي واستحالة التأصيل: نحو تاريخ آخر للفكر الإسلامي. ترجمة وتعليق هاشم صالح. بيروت: دار الساقي، 1999.
9-  - الفكر العربي. ترجمة عادل عوا، ط3، بيروت: دار عويدات 1985.
10-  - القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني. ترجمة هاشم صالح. بيروت: دار الطليعة، 2001.
11-  - قضايا في نقد العقل الديني: كيف نفهم الإسلام اليوم. ترجمة وتعليق هاشم صالح. بيروت: دار الطليعة، 1998. (سلسلة نقد الفكر الديني).
12-  - معارك من أجل الأنسنة في السياقات الإسلامية. ترجمة هاشم صالح. بيروت: دار الساقي، 2001.
13-  - من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي. ترجمة هاشم صالح. بيروت، لندن: دار الساقي،1991، (بحوث اجتماعية، 11).
14-  - نافذة على الإسلام. ترجمة صيّاح الجهيّم. بيروت: دار عطية، 1996.
15-  - نزعة الأنسنة في الفكر العربي: جيل مسكوية والتوحيدي. ترجمة هاشم صالح. بيروت: دار الساقي، 1997.
16-  - الإسلام الأمس والغد. بالاشتراك مع لوي غارديه. ترجمة علي المقلد. بيروت: دار التنوير للطباعة والنشر، 1983.
كذلك نُشرتْ العديدُ من الكتب والمقالات حول محمد أركون، ومنها:
1-  هاليبر رون. العقل الإسلامي أمام تراث عصر الأنوار "الجهود الفلسفية عند محمد أركون". ترجمة د. جمال شحيد، دمشق، 2003. ورون هاليبر مستشرق هولندي يرى في محاورته مع أركون أنَّ الخطاب الأركوني مزدوج عندما يتوجه للغرب وللشرق. ويتساءل هاليبر، أهو مراوغة تكتيكية أم فصام معرفي.
2-  أبي نادر، نايلة. التراث والمنهج بين أركون والجابري، بيروت الشبكة العربية للأبحاث والنشر. 2008. (رسالة دكتوراه – الجامعة اللبنانية).
3-  حرب علي. أوهام الحداثة. مجلة الاجتهاد، السنة 5، العدد 12، 1992.
وكنت قبل نحو عشر سنوات، قد قرأت كتاب أركون: الفكر الإسلامي قراءة علمية المذكور سابقاً، ثم قرأت قبل نحو سنة كتاب الدكتورة أبي نادر. وبعد وفاة أركون قرأت كتاب رون هاليبر المذكور أعلاه.
واذكر أنه عندما قرأت كتاب أركون: الفكر الإسلامي قراءة علمية، كتبتُ فوق لفظة علمية كلمة علموية. والواو الياء المضافة هذه من ابتكار أركون نفسه وتعني: "إدعاء العلم" وهي أشبه بلفظة إسلاموية التي أخترعها أركون وتعني إدعاء الإسلام، فلماذا؟
بصرف النظر عن المناهج الغربية التي حاول أركون تطبيقها على النص القرآني لفهمه، وهي مناهج منتقاة من الفكر الغربي ومن مدارس متناقضة. من عصر "الأنوار"، ومن ميشال فوكو وجاك دريدا (هما من مدرسة ما بعد الحداثة التي تناقض عصر "الأنوار"). ومن منهج "الألسنية" ومناهج غريبة أخرى. بصرف النظر عن هذه المناهج الغربية ومحاولة تطبيقها لفهم القرآن والإسلام. فثمة مغالطات تاريخية فادحة وقع بها أركون تؤدي إلى وضعه تحت ما يسمى "إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة.
وهي:
1-  التشكيك بالقرآن والزعم بأنَّ مصحف عثمان الموجود بين أيدينا والمحفوظ بالصدور بالسند، بأنه نسخة بما معناه أميرية أي نسخة تم التلاعب بها نتيجة السلطة السياسية.
2-  رفضه القول بوجود الناسخ والمنسوخ في القرآن.
3-  رفضه الأخذ بالحديث واعتبار الحديث موضوعاً لاعتبارات سلطوية.
4-  دعوته لاعتماد المجاز والتأويل الفاسد في فهم الآيات.
وهذه المواقف الأربع تضع صاحبها فوراً في صف المبتدعة والفرق الضالة من الرافضة والباطنية (إسماعيلية وعلوية وأحمدية) والحلولية والاتحادية (مذهب وحدة الوجود) والجهمية (نسبة إلى الجهم بن صفوان ومن نهج نهجه كابن الثلجي وبشر المريسي) والمرجئة (لفهم المرجئة، مراجعة كتاب ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي. لمؤلفه سفر الحوالي) والمعطلة والمجسدة أ.هـ.
لا ينكر أركون الوحي، ولم أسمع عنه قولاً أن كلمات القرآن من تأليف الرسول عليه السلام، على غرار ما سمعت (قرأت) لبعضهم. (صاحب سلسلة الإسلام واحد ومتعدد). ويعتبر أركون نفسه مسلماً ليبرالياً.
يتحدث أركون بإعجاب عن المعتزلة، ويرى في قولهم أنَّ القرآن كلام الله مخلوق، محاولة لم تستكتمل لفتح الأفق نحو تنوير العقل. بينما كان موقف المعتزلة في ذلك نابع من تنزيه المتعالي بالتجريد، وهو ما يؤدي إلى تصور إله كان مجرد نقطة ابتداء وانتهى. إله عاجز لا يعلم بالأشياء قبل وقوعها ذلك أنهم قاسوا الخالق على المخلوق.
والغريب أن أركون يضيف على إعجابه بالمعتزلة إعجاباً بنقيضهم، من متصوفة وعرفانيين كابن عربي وغيره ممن قاسوا المخلوق على الخالق. فجمع أركون بذلك بين المدرسة اليونانية والهرمسية في ذاته. أي بين منهجين متناقضين لفهم من ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.
أو ليس هذا الفهم هو فهم الفكر الذي أدى إلى انحطاطنا! أو ليس هو انفصام معرفي؟ بالتأكيد بلى.
حياتنا والانفصامات ونسبية اليقين
عندما يتأمل المرء، والتأمل الفعّال يأتي بعد القراءة، يكتشف أننا نعيش أكثر من إنفصام، سواء في المعرفة أو في السلوك. أمّا مسألة اليقين في المعرفة فستبقى مسألة نسبية. ولكن العبرة تكمن في من يملك تماسكاً معرفياً أكثر من غيره.
فاروق عيتاني

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,175,225

عدد الزوار: 6,758,955

المتواجدون الآن: 124