فهم الطريق المسدود في العلاقات الهندية الباكستانية...

تاريخ الإضافة الجمعة 8 شباط 2019 - 7:59 ص    عدد الزيارات 905    التعليقات 0

        

"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية..

فهم الطريق المسدود في العلاقات الهندية الباكستانية...

لميس فرحات... إيلاف من بيروت: هابيمون جاكوب يحاول فهم الطريق المسدود الحالي في العلاقات الهندية الباكستانية خلال فترة الحكومة الحالية وعلاقة النزعة القومية في الإعلام بالتأثير على الرأي العام. جاكوب أستاذ مشارك في جامعة جواهر لال نهرو، اكتسب شهرة أكبر خلال العامين الماضيين من خلال كتابته المنتظمة حول الشؤون الإستراتيجية في صحيفة (ذا هيندو) ولتقديمه برنامجاً قائماً على المقابلات مع (ذا واير). في كتاباته، استفاد من مشاركته خلال العقد الماضي مع عمليات المسار الثاني بين الهند وباكستان، بعد أن شارك في حوارات شافرايا وأوتاوا، كما أنه رئيس المبادرة البحثية المستقلة لمراقبة انتهاكات وقف إطلاق النار، ومراقبٌ للصراع الهندي-الباكستاني. بالنسبة للقارئ العادي، تضع هذه الخلفية جاكوب كمصدر مفيد لفهم الطريق المسدود الحالي في العلاقات الهندية الباكستانية خلال فترة الحكومة الحالية، وهو ما يتضح من موضوع كتابه الرئيسي، وهو إعادة تنشيط خط المراقبة ( خط السيطرة) Reactivation of the Line of Control (LoC).

خط النار

في أكثر من 400 صفحة من كتابه تحت عنوان "خط النار" Line of Fire، يشير جاكوب إلى أن التوتر على طول خط السيطرة من المحتمل أن يتحول إلى نزاع، وقد يصبح نووياً. كما أنه يعترض على الرأي السائد بأن انتهاكات وقف إطلاق النار يمكن التحكم فيها وربما تكون تنفيساً مفيداً للمشاعر والتوترات.

احتمال حرب نووية

يتخوف جاكوب من أن القومية المتعنتة في وسائل الإعلام في المجتمع قد تقيد أيدي صانعي القرار السياسي في حالة تفاقم خرق وقف إطلاق النار من خلال العنف الفاضح. وبعد مرور ثلاثة عقود على الصراع الطويل في كشمير، أصبح القراء على دراية بما يمكن أن يحدث إذا تدهور الوضع. التبادلات العنيفة المشددة على خط السيطرة - باستثناء حوادث الإرهاب الضخمة في الهند القارية - قد تؤدي إلى إطلاق مبدأ "البداية الباردة "في الهند أو إطلاق هجمات استباقية على المستوى التقليدي. السيناريو الثاني هو أن هذه الهجمات يمكن أن تتخطى بدورها الأسلاك الشائكة وتؤدي إلى أول استخدام نووي باكستاني. وبما أن الهند تعد بإنتقام نووي "ضخم" لأي ضربة نووية عليها أو على قواتها في أي مكان، فإن أي عمل انتقامي قد يؤدي إلى محو باكستان من الخريطة، وبالتالي يحوّل جنوب آسيا إلى منطقة بيئية قاحلة. من المهم استحضار الصورة المروعة هذه لإظهار الأخطار الناجمة عن عدم رغبة كلا الجانبين في إنهاء مشكلتهم التي مضى عليها سبعون عاماً، أو على الأقل تنفيذ عدد كبير من تدابير بناء الثقة المتفق عليها على خط التماس.

ألعاب عسكرية

جاكوب كان جريئاً بشكل خاص في فصل من كتابه بعنوان "الألاعيب العسكرية والصعود الأخلاقي". في حين أن بعض هذه التعابير معروفة عموماً داخل الجيش، ذكر الكاتب بوضوح معلومات عن "التسلية والألعاب"، "الحالة العاطفية"، "السمات الشخصية للقادة" و "الانتقام لإطلاق النار" و" جرائم الشرف" وغيرها. واعتبر الكاتب أن هذا الزخم على مستوى الأرض يؤدي إلى قطع الرؤوس والتشويه وإطلاق النار على الأهداف غير العسكرية وغيرها من التجاوزات التي يمكن تجنبها من قبل الطرفين، مع ذكر التداعيات السياسية لهذه الأفعال في تعطيل جهود مد جسور التواصل. ويتوقع جاكوب في كتابه أن معرفة العمل الداخلي للجيشيين والديناميكيات الناتجة على خط التسوية يمكن أن تؤدي إلى إجراءات تخفيفية على هذا المتغير التصاعدي الرئيسي، مما يلغي أية بوادر بالإستفادة من مبادرات السلام. ويعتقد الكاتب أنه لا توجد قواعد مشتركة متبادلة على الحدود بين البلدين، فآخر اجتماع غير حاسم بشأن هذا الموضوع من لجنة القواعد الأرضية الحدودية كان في عام 1987. واتفق الجانبان في جولتهما الثالثة من الحوار على مستوى الخبراء بشأن تدابير بناء الثقة التقليدية في عام 2006 للتوصل إلى اتفاق. وفي حين أن القليل قد تغير منذ ذلك الحين، تقوم قوات حرس الحدود بتبادل إطلاق قذائف الهاون على الحدود (التي يشار إليها بباكستان حدود العمل) في جنوب جامو وكشمير. هذا يدل على تهرب الأجهزة البيروقراطية المعنية من مسؤولياتها وعدم وجود إشراف سياسي على كلا الجانبين، بالنسبة لجاكوب.

الضربة الجراحية

لفت كتاب جاكوب الانتباه إلى مسألة "الضربات الجراحية" التي تم الإبقاء عليها في أواخر سبتمبر 2016 كمسألة رأي عام من قبل الحزب الحاكم في محاولة لكسب الانتخابات وتشير تفاصيله حول "عملية كابادي"، إلى أن حكومة فاجباي لديها توغل أكثر طموحًا عبر خط المواجهة، لكنها اُرغمت على إجهاض هذا الطموح بسبب تأثيرات الحادي عشر من سبتمبر على المنطقة. ووفقاً لمصادر جاكوب، فإن قائد الجيش في ذلك الوقت وقائد المستوى التكتيكي المكلف بتنفيذ جزء من العملية، خططا لعملية كابادي للقبض على حوالي 25 منصباً باكستانياً في سبتمبر / أيلول 2001. ما يشير إليه هذا هو أن الجيش لديه "حرب حدود محدودة" كخيار. وبما أن من غير المرجح أن يظل ممارسة مثل هذا الخيار دونما تحدي من جانب باكستان، فمن المحتمل أن يمتد ذلك إلى غيرها من المناطق، مع ما يصاحب ذلك من مخاطر في السيناريو المذكور آنفاً. وهذا من شأنه تنشيط القراء وتحريضهم بصفتهم ناخبين على ممارسة سلطتهم على الطبقة السياسية للحفاظ على الخيارات العسكرية ، والأهم من ذلك، حل الخلافات. نتيجة لذلك، يوجد في الهند أكثر من 5000 كيلومتر من الحدود غير المستقرة مع اثنين من جيرانها المسلحتين نووياً. تحت غطاء الردع النووي بدلاً من الانغماس في إدارة الصراع الممتد، فإن الهند كانت لتتخذ القرار الصائب بتسوية القضايا المعلقة بشكل ملموس من القرن الماضي. ما حدث بدلاً من ذلك هو أن التشكيلات السياسية تتلاعب بالغريزة القومية بين الناس لمنعهم من التعامل مع المشاكل - الحدود والإقليم – بشكل منطقي من خلال حل الصراع بطريقة فعالة. الفيلم الذي تم تصويره مؤخراً بعنوان "أوري" هو مثال على ذلك. تشير ردود فعل الجمهور في دور العرض المنتشرة عبر الهند على وسائل التواصل الاجتماعي إلى وجود سفك دموي لا يفضي إلى مناقشة مبادرات السلام. ولهذا السبب، فقد جاء كتاب جاكوب بمثابة تحذير في الوقت المناسب.

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,161,384

عدد الزوار: 6,758,056

المتواجدون الآن: 139