لحظة الخليج... أو لحظة الإمساك بزمام القيادة العربية...

تاريخ الإضافة الإثنين 11 شباط 2019 - 7:32 ص    عدد الزيارات 932    التعليقات 0

        

"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية..

لحظة الخليج... أو لحظة الإمساك بزمام القيادة العربية...

إيلاف الإمارات.. "لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر" للدكتور عبد الخالق عبد الله مؤَلّف إشكالي بامتياز، وفيه لحظة الخليج هي لحظة تأسيس واعدة لخليج عربي هو جزء من قلب حضارة أمته وتاريخها وثقافتها وهويتها وحاضرها ومستقبلها، وهي لحظة مليئة بنقاط القوة.

إيلاف من دبي: عندما أصدر المفكر الكويتي الدكتور محمد غانم الرميحي كتابه "الخليج ليس نفطًا" في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، كنت قد تشرفت بالعمل إلى جانبه في مجلة "العربي" الثقافية المعروفة. كان الرميحي آنذاك يحاول أن يخلق وعيًا جديدًا، ليس للمحيط العربي فحسب، بل لأهل الخليج أنفسهم، خشية عجزهم عن الاستثمار في صناعة الإنسان.

تطور متسارع

ما نشهده في الإمارات التي أسوقها مثالًا على التطور المبهر، والنمو المدهش، السريع والفاعل في مختلف مجالات الحياة، من بنى تحتية وفوقية، لا يتجاوز عمره نصف قرن. والحقيقة أن دبي ستستضيف إكسبو ٢٠/٢٠ مع قرب بلوغ الدولة عمرها الخمسين كدولة حديثة تأسست في عام ١٩٧١، ونبارك لها ولأهلها احتفالها بعيدها الوطني السابع والأربعين. إن لحظة الخليج مصطلح يعني خليج جديد، ولحظة الخليج الجديدة تستند إلى نصف قرن في تراكم مكتسبات، من استقرار سياسي، وازدهار اقتصادي، واندماج اجتماعي، تزامن مع لحظة عولمية عالمية، بدأت اللحظة بولادة شاقة إثر انسحاب بريطانيا من دول الخليج بعد ١٧٠ عامًا من انغلاقه على العوالم الخارجية، مرورًا بتدفق النفط، وسقوط نظام الشاه، وبروز نظام الملالي في إيران ومحاولته تصدير ثورته إلى دول الجوار، إلى الحرب العراقية - الإيرانية التي حولت إنفاق هذا الجزء من الوطن العربي إلى الدفاع بدل التنمية، ما حدا بالدول الست إلى تأسيس مجلس التعاون الخليجي كرد دفاعي على تلك المخاطر. رغم تلك الأحداث، فإن قادة تلك الدول لم يتوقفوا طيلة العقود الماضية عن العمل في بناء دولهم للعناية بإنسانها، وببناها التحتية، وقطاعات الإنتاج، وتأسيس قواعد تقانة صلبة، وبيئات تشريعية مرنة، ودعم الإبداع والمواهب الشابة، وبناء مجتمع المعرفة، والإعلام، والتعليم، والاهتمام بمعايير الجودة والرفاهية، وبناء الشراكات في مختلف المجالات.

لحظة الخليج

"لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر" للدكتور عبد الخالق عبد الله مؤَلّف إشكالي بامتياز، لمفكر عربي يمتلك روحًا حرة، يجبر الأفكار على التصادم، ويحفّزُ العقل على حرية التساؤل والشك، والانتقال من اللايقين إلى اليقين، نحو فهم أفضل للخليج في كل لحظاته، وفي كل أوقاته، كجزء لا يتجزأ من عمقه العربي. فالخليج المزدهر المستقر هو خليج عربي، لا يقلل نماء الجزء من قيمة تراب الكل؛ يجب ألا يـستَصغرُ، ولا يُستَصغَر، والجزء لا يسعى - كما قال المؤلف - إلى استبدال شعور بالاستصغار، استشعره الخليج طويلًا من محيطه العربي، وأستغفر الله إذا كان صحيحًا، إلى شعور باستعلاء زائف، أقول إنني لم أستشعره يومًا في حياتي في حاضرة الخليج، الذي كان وما زال حاضرًا في تحمل مسؤولياته التاريخية لمواجهة غلاة الأمة وقوى التطرف والتخلف، والتصدي لقوى العدوان والتوسع في فلسطين؛ قضية العرب الأولى، كما في إيران، ووقف مسارات التفكك والتفكيك للدولة الوطنية العربية. إن لحظة الخليج هي لحظة تأسيس واعدة، لخليج عربي هو جزء من قلب حضارة أمته، وتاريخها، وثقافتها، وهويتها، وحاضرها، ومستقبلها، وهي لحظة مليئة بنقاط القوة، ولا تخلو من نقاط ضعف، وتواجه تحديات ومعضلات، ونجاحات، وأزمات، وإخفاقات، وهي لحظة غير مكتملة، ترتفع فيها المؤشرات الاقتصادية والتنموية، وتتعاظم فيها قوة الحياة الناعمة، والتطور التقني، والعلم والتعليم، والناتج المحلي الإجمالي، والصناديق السيادية، ورؤوس الأموال، ويصبح الخليج فيها ثقل الطيران المدني العالمي الجديد؛ تنمو فيه مواهب شابة، تعيش في بيئات مُلهِمة، وشركات عابرة للقارات، وأهل الخليج هم أفضل صحة، وأطول عمرًا، وأكثر دخلًا ورفاهية واستقرارًا وسعادة.

زمام القيادة

أصبحت معايير جودة الحياة والتعليم والصحة وتفوق البنى التحتية قيمة خليجية رافقت استقراره وتوحده، مقابل اللااستقرار والتعثر والتمزق والتفكك في الكل العربي، ليضاف إلى جرح فلسطين المركزي جراحات أخرى في ليبيا واليمن وسورية والعراق والسودان، وربما لبنان والجزائر. تلك الدول التي غرقت في بحر من الأزمات القديمة أو الجديدة أو المزمنة، فقدت معها التوازن، أو انكفأت وانزوت خارج معادلة النفوذ والتأثير، لتسلم الحواضر العربية التقليدية الراية للخليج طوعًا أو كرهًا، وليتسلم الجزء الخليجي زمام القيادة لحماية أمن المنطقة واستقرارها في ظل تفكك الكل العربي أو انكماشه أو إخفاقة وركوده أو تمزقه، وما صاحب ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي من إحباط وفقدان للأمل. لم يكن الخليج بمعزل عن الحراك العربي الذي بدأ في تونس في عام 2011، فرياح التغيير دفعت بأمواج الحراك إلى شواطئ البحرين، وتأثرت عمان والكويت والسعودية بارتداداتها، ما اضطر الخليج إلى توظيف القوى الخشنة لحسم الصراع في البحرين، ثم دعم الشرعية في اليمن، وكان أكبر الرابحين من نتائج الحراك في نهاية المطاف الذي لم ينته. كم ستدوم لحظة الخليج. لا أحد يستطيع أن يقرر، لكنني كأردني عربي، أتمنى لها أن تدوم، وتتطور، وتتعزز، وتتكرس، فالخليج هو شقيقنا، وسندنا، وعمقنا، ونحن أهله.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,165,335

عدد الزوار: 6,758,342

المتواجدون الآن: 135