هذا العيد مختلف..

تاريخ الإضافة الأربعاء 13 تموز 2022 - 7:16 م    عدد الزيارات 248    التعليقات 0

        

هذا العيد مختلف..

بقلم سهى احمد خيزران..

العيد في معناه الإنساني، هو يوم تلتقي فيه قوة الغني مع ضعف الفقير على المحبة والرحمة، تحت عنوان الزكاة والإحسان والصدقة والتوسعة والتخفيف وتوزيع الاضحية.

دائما ما إرتبطت كلمة "عيد" بمعنى البهجة والفرح، وتبادل الزيارات بين الاهل والاحباب والاقارب، وتقديم ( العيدية ) للاطفال وايضا شراء الملابس الجديدة وكذلك الطعام المميز الذي يتناوله افراد العائلة مع بعضهم البعض اول أيام العيد .

فيما مضى من سنوات، كانت التحضيرات كثيرة ليوم العيد، تبدأ السيدات قبل حلول العيد بايام بسيطة، بالاهتمام بنظافة المنزل، فتح النوافذ وتعريض الغرف للشمس، استعدادا لاستقبال الاهل والاقارب، وحتى يكون المنزل في أبهى حلة ويتحلى بأجمل الروائح، بالاضافة الى اهتمام ربة المنزل بالتحضير للحلوى المعتادة ( كعك العيد، معمول الجوز والفستق الحلبي، واقراص التمر)، هذه الحلوى التي كان يجب ان تُقدم في البيوت بمناسبة العيد على اختلاف الطبقات الاجتماعية، كذلك كنا نلاحظ اهتمام الاب او رب العائلة، بتأمين متطلبات المنزل من لحوم ودجاج وخضار وحلويات، استعدادا ليوم العيد والذي عادة ما يجمع الاقارب الذين لم نراهم منذ فترة طويلة، وايضا بعض الاهل والاقارب المغتربين خارج الوطن، تتجمع العائلة أول ايام العيد في بيت العائلة ( الجد والجدة) ليتناولوا طعام العيد، مع بعضهم البعض، ترى البيت يضج بالاولاد والاحفاد، لدرجة ان البعض يتناول طعامه وقوفا، بسبب عدم توفر العدد المطلوب من المقاعد، كل هذه الفوضى والضجة ولا احد يشعر بانزعاج، النساء مهتمون بسكب الطعام ومن ثم مساعدة ربة المنزل على اعادة توضيب السفرة، والرجال عادة منهمكون باحاديثهم السياسية والاجتماعية، اما الاطفال الوحيدون الذين لا يهتمون بشيء سوى بملابسهم الجميلة واحذيتهم الجديدة والتي تكون احيانا مؤلمة لاقدامهم، ومع ذلك يرفضون خلعها، ولا ننسى اهتمام الاطفال بالعابهم المميزة وكذلك انزواء البعض منهم في زوايا المنزل لعد المبلغ الذي حصل عليه من ( العيديات) .

هذا العام كان للعيد معنى مختلف، البهجة اختفت من عيون الكبار وايضا الاطفال، الكثير من الاهل لم يستطيعوا تأمين متطلبات العيد من مأكل وملبس، بسبب الوضع الاقتصادي والغلاء الفاحش الذي يرزح تحته لبنان، حتى عيدية الاطفال كادت ان تصبح شيئا من الماضي، ومن حصل على عيدية، كانت عبارة عن مبلغ صغير جدا، مجرد ذكرى، انواع الاطباق المقدمة على موائد الطعام في يوم العيد هذه السنة، كانت مختلفة من حيث النوعية والكمية، واحاديث الاهل كانت تدور حول الهموم المعيشية اليومية للناس، وهذا الوضع الاقتصادي المتدهور، أثر كثيرا على حركة تنقل الناس بواسطة وسائل النقل بسبب ارتفاع اسعار المحروقات، مما جعل الاطفال تفقد الفرصة للذهاب الى اماكن اللعب من منتزهات ومطاعم وغيره من أماكن الترفيه، ومن استغنى عن السيارة استخدم الدراجة النارية والبعض استبدلها بالدراجة الهوائية، رغم انها لا تنقل العدد الكافي من افراد الاسرة، ومن أراد التنزه سيرا على الاقدام، يرى أكوام النفايات المتواجدة على الطرقات، لا تسمح له بان يكمل سيره او حتى ان يتمتع بالهواء النقي.

ابتعدت المسافات بين الناس، واصبح التلاقي نادرا، واختفت بهجة العيد من العيون....

وهنا استذكر ابيات شعرية للمتنبي :

عيدٌ  بأية حال عدت يا عيدُ           بما مضى أم لأمر فيك تجديدُ

أما الاحبة فالبيداء دونهم            فليت دونك بيدا دونها بيدُ

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,156,049

عدد الزوار: 6,757,697

المتواجدون الآن: 121