مواقف الشيخ ماهر حمود من أحداث برج أبي حيدر تثير جدلاً..

تاريخ الإضافة الأحد 12 أيلول 2010 - 7:44 ص    عدد الزيارات 1836    التعليقات 0

        

 

مواقف الشيخ ماهر حمود من أحداث برج أبي حيدر تثير جدلاً..
دائماً ما يسعى الشيخ ماهر حمود لتمييز خطابه السياسي عن بعض القوى السياسية في بعض الأحيان حتى تلك التي يتحالف معها، أو التي يتشارك معها مساحة العمل السياسي في مدينة صيدا، لأنه يعتبر انه يعبر عن موقفه بحرية غير مشروطة وهذا ما نتمناه..عقب أحداث السابع من أيار/مايو من عام 2008، دافع الشيخ ماهر حمود عما جرى من ممارسات وارتكابات في بيروت والمناطق، والتمس لحزب الله وأمينه العام أعذاراً وأسباباً، اعتبرها مقنعة ومبررة لما قام به حزب الله وملحقاته في تلك الأيام الصعبة التي كادت أن تطيح بالسلم الأهلي والعيش المشترك في لبنان وحتى في المنطقة العربية.. هذا الموقف ترك أثاراً سلبية في علاقة الشيخ ماهر حمود مع محيطه في مدينة صيدا، مما دفعه لمحاولة إعادة ترميم واستعادة ما فقده من بريق وصورة الشيخ الوحدوي كما يحب أن يقدم نفسه وهو الذي لا يخاف في الله لومة لائم والذي لا يتردد في قول الحق حتى في أصعب الظروف.. وهو مع الأسف لم يكن كذلك في تلك الفترة الصعبة بل انحاز لمن قال عن ذلك اليوم انه يوم مجيد رغم الدماء التي سالت والخراب الذي أصاب المواطنين والشرخ العميق الذي أصاب الوحدة الإسلامية، والتي غاب عن إعادة ترميمها بالكامل من شارك الشيخ ماهر حمود بفعالية وحماسة في تأسيس تجمعهم ورعايته (تجمع العلماء المسلمين) بهدف واد الفتن ولم الشمل وجمع الصف.. حيث أن هذا التجمع تجاهل الحدث وكأنه لم يقع ولم يصدر حتى بيانا يعبر عن الألم والأسى لما جرى من خسائر ودماء وممارسات.. وكذلك مارس هذا التجمع الموقف عينه خلال أحداث برج أبو حيدر، ولم يستنكر الاقتتال بين الأشقاء ولم يدن إحراق المسجد دون مبرر أو سبب.. ولو من باب إدانة الممارسات الخاطئة..
لذلك عندما وقعت أحداث برج أبي حيدر المؤسفة في الأسبوع الماضي، انبرى الشيخ ماهر حمود وخلال خطبة الجمعة التي يلقيها من مصلى القدس في مدينة صيدا ليقول... (لا شك أن حادث برج أبي حيدر المؤلم سيبقى حدثاً رئيسياً أياماً عدة نظراً لأهميته وغرابته ، نظراً للخسائر الحسية التي سببها ونظراً لأنه بين حلفاء في السياسة والأمن ونظراً إلى تفاصيل كثيرة أخرى... حيث ظهرت نتائج كارثية من هذا الاشتباك، من حيث المعنى والمضمون، وأهمها احتراق المساجد أو إحراقها لا فرق كثيراً من حيث النتيجة... ونحن نقول مهما كانت الأسباب ومهما كانت دوافع الذين بدؤوا بإطلاق النار الصائب بقصد القتل منذ اللحظة الأولى، والذين ستثبت التحقيقات دون شك؛ والله اعلم؟ أنهم مدسوسون قاموا بذلك عن عمد وبقصد الفتنة، مهما كانت الأسباب يبقى حزب الله مسؤولاً عن عدم القدرة على ضبط الأوضاع في الوقت المطلوب)... هذا الموقف الشجاع الذي أطلقه الشيخ ماهر حمود، وهو كما قال وذكر يطلقه من باب النصيحة والإصلاح وليس بهدف التحريض، وهو محق في كلامه، يتناقض مع موقف حزب الله ومع موقف حليفه في مدينة صيدا، أسامة سعد، الذي (أعرب عن قلقه مما حصل من أحداث أخيرة، معتبراً بأنها فردية كانت أو سياسية هي تأخذ أبعاد مذهبية)، ثم استكمل خطابه بالتهجم على القوى السياسية الأخرى متهماً إياها بالتحريض وزرع الفتنة رغم أنها لا تملك سلاحاً ولم تطلق رصاصاً لا في بيروت ولا في سواها.. التناقض في مواقف الحلفاء دفع البعض للتساؤل عما جرى أو عن الأسباب التي دفعت الشيخ ماهر حمود ليتميز في مواقفه فذكرت جريدة الديار في 31/8/2010 .. (التصريح الذي أدلى به إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود حول حادثة برج أبي حيدر ترك عددا من علامات الاستفهام خصوصا في صفوف المعارضة داخل مدينة صيدا، فحمود الذي كان من أركان المعارضة السنية وجه المسؤولية عن احتراق المسجد أو إحراقه إلى حليفه. هذا الكلام دفع بحلفاء حمود في صيدا إلى الاتصال والاستفسار عن الأسرار التي رافقت تغيير مواقفه وهل هي نابعة من أمور تتعلق بالتضامن والتكافل المذهبي).
هذا التعليق والاتصالات التي جرت خلف الكواليس ودون إعلان أو إعلام دفعت الشيخ ماهر حمود أو حثته عل تعديل نبرته أو بعض مضمون خطابه وخطبته التي ألقاها يوم الجمعة في 3/9/2010، من على منبر مصلى القدس في مدينة صيدا، ليقول: (أما أحداث برج أبي حيدر التي شغلت الرأي العام فقد انتهت إلى خير بعد الجولات الميدانية والتعويضات واللقاءات وكان اللافت ذلك الاستغلال الرخيص الذي صدر من كثير من الشخصيات والهيئات السياسية حيث ظهر بشكل واضح أن هنالك قوى وجهات تنتظر أي خطأ أو هفوة لتصنع منه قبة، ولكن طالما أن الافرقاء الذين تضرروا من هذه الحادثة قد سارعوا إلى التقارب والتفاهم، فأصبحت التجارة بهذه الحادثة الأليمة تجارة بائرة ترتد على أصحابها). تناقض واضح بين ما ألقاه الشيخ ماهر حمود من على نفس المنبر خلال أسبوع واحد، والسبب كما يبدو يعود للاتصالات والمراجعات التي طالبته بتصحيح أو تعديل ما ذكره في الأسبوع الماضي حفاظاً على صورة القوى المتحالفة في السراء والضراء وتجاهل معاناة الناس وآلامها.. والمواطن يتساءل هل يكفي التفاهم بين القوى السياسية ليبلسم هذا التفاهم جراح المواطنين وخسائرهم النفسية والمادية وأين اختفى انتقاد حرق المسجد وتضرر أخرى من خطاب الشيخ ماهر حمود الأخير وهل هناك من ممارسة مؤججة للفتنة أكثر من إحراق مسجد دون سبب أو مبرر، ألا يجب اعتقال ومعاقبة من سعى للإيقاع بين المسلمين السنة والشيعة حين قام بإحراق المسجد وهذا ما ذكرته جريدة السفير في 25/8/2010، حين قالت... (وعلمت «السفير» من مصادر أمنية أن أفراد الحزب في المنطقة، لم يعرفوا بمقتل جواد إلا بعد ساعتين من وقوع الاشتباكات، ما أدى إلى تطور الاحتقان عند العناصر المسلحة الذين قطعوا اتصالاتهم ـ وفقاً للمصدر ـ مع قيادة «الحزب»،. وبموازاة الاشتباكات المسلحة التي دارت رحاها في برج أبي حيدر، كانت مجموعات غير منضبطة تعمل على إضرام النيران في مسجد البسطا الفوقا التابع للجمعية)...وأين التحريض المذهبي حين يطالب المواطن اللبناني المنكوب من هذه الممارسات المتكررة، بأن يكون أمنه تحت سلطة الجيش والقوى الأمنية التي تتشكل من كافة الطوائف اللبنانية دون استثناء.؟؟.. وان يبعد عنه كأس العناصر غير المنضبطة والمدسوسة..
 نحن نتمنى على الشيخ ماهر حمود في أن يستمر في ممارسة دوره التصويبي والإصلاحي مع قيادة حزب الله لما يربطه بها من علاقة وطيدة، سياسية ومعنوية ومادية، ولكن نربأ به أن يتجاهل معاناة الناس وآلامهم وان يتهمهم بعدم الوطنية لمجرد استنكارهم لما جرى ورفضهم لمنطق أن الغلبة تكون لمن يحمل السلاح، والشيخ ماهر حمود يعرف كما جميع اللبنانيين أن العدو الرابض على الحدود والذي يزرع مجموعات التجسس لضرب الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان يرتاح أكثر ويخدم مشروعه بقوة اكبر إذا غابت لغة العقل والمنطق عن مساجدنا ومنابرنا وإعلامنا، لذلك لا يجب أن نسمح للمداخلات والمراجعات أن تفرض علينا أن نتجاهل الحقائق والوقائع..لأن الساكت عن الحق شيطان اخرس...
حسان القطب

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,599,976

عدد الزوار: 6,903,368

المتواجدون الآن: 90