أخبار وتقارير..التجارة تحدد العلاقات بين دول الخليج والقرن الإفريقي..العرب والأوروبيون... تفاهمات استغرقت 75 عاماً قبل القمة الأولى..بوتين مستعد لـ {أزمة صواريخ كوبية} أخرى مع واشنطن وألمانيا تدعو إلى «بداية جديدة»..بومبيو يحذر دول أوروبا من استخدام أجهزة «هواوي»..العراق بعيد عن «إعادة الإعمار»..مادورو يعلن «إغلاقاً كاملاً» للحدود البرية مع البرازيل..

تاريخ الإضافة الجمعة 22 شباط 2019 - 7:54 ص    عدد الزيارات 2620    القسم دولية

        


التجارة تحدد العلاقات بين دول الخليج والقرن الإفريقي..

الجريدة..كتب الخبر واشنطن بوست.. ستستفيد الدول التسع على طول البحر الأحمر- وهي الصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان ومصر وإسرائيل والأردن والسعودية واليمن- من التعاون والتنسيق، لكن النزاعات بين الجهات الفاعلة الإقليمية قد تؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار في بعض الدول الأكثر هشاشةً التي تتاخم الممر المائي. إلى جانب الانسحاب الأميركي المتصوَّر من الشرق الأوسط، يبدو أن بروز فرص اقتصادية جديدة وتهديدات أمنية في البحر الأحمر دفع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى التقرّب أكثر من البلدان المجاورة في القرن الإفريقي، فهذه المنطقة المتخلفة والمكتظة بالسكان تشكّل فرصةً اقتصاديةً واضحة لمنطقة الخليج، في حين ترحّب الدول الإفريقية بالاستثمار المالي والاستثمار في البنى التحتية. وفي الحالة المثالية ستستفيد كل الدول التسع على طول البحر الأحمر- وهي الصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان ومصر وإسرائيل والأردن والسعودية واليمن- من التعاون والتنسيق، لكن النزاعات بين الجهات الفاعلة الإقليمية قد تؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار في بعض الدول الأكثر هشاشةً التي تتاخم الممر المائي، فعلى الولايات المتحدة زيادة جهودها الدبلوماسية لتسهيل التعاون، وتجنب النزاع، ودعم حلفائها في المنطقة.

نقطة ساخنة: التزاحم على موطئ قدم

لطالما أثار البحر الأحمر اهتمام القوى العظمى، لأنه ممر مائي رئيس لعبور التجارة العالمية، إذ تحدّه من الشمال قناة السويس ومن الجنوب مضيق باب المندب، وهما ممران ضيّقان أساسيان تعتمد عليهما الدول الساحلية لتصدير النفط أو على نحو آخر الوصول إلى الأسواق العالمية. كما يشكل البحر الأحمر جزءاً رئيساً من مبادرة الصين المعروفة بـ»حزام واحد، طريق واحد»، وهي خطة طموحة لبناء نظيرٍ من القرن الحادي والعشرين لـ»طريق الحرير» المربِح. ونتيجة لذلك، أصبحت القوى العظمى والقوى الطموحة على السواء تتمركز أكثر فأكثر في منطقة البحر الأحمر. فبعد أن أنشأت الولايات المتحدة قاعدةً عسكريةً في جيبوتي في عام 2001، حذت بلدان أخرى حذوها مثل: فرنسا (التي تستضيف قاعدتها أيضاً القوات الألمانية والإسبانية) وإيطاليا واليابان والصين (التي أنشأت أيضاً ميناء تجارياً هناك). وقد انخرطت السعودية في محادثات لإقامة قاعدة محتملة في جيبوتي أيضاً، في حين قامت روسيا بالأمر نفسه مع السودان. وبالإضافة إلى ذلك، تملك تركيا اتفاقاً بشأن إنشاء قاعدة تدريب وميناء مع الصومال؛ ووقّع السودان اتفاقات مع كلٍ من أنقرة وقطر لإقامة ميناء؛ ووفقاً لتقرير صدر في يناير عن «معهد بروكينغز»، تتفاوت درجات إمكانية ولوج الإمارات إلى ثمانية موانئ أو قواعد على الأقل على طول البحر الأحمر. وكما صرّح مسؤولٌ أمني إفريقي رفيع المستوى خلال الرحلة الأخيرة التي قامت بها كاتبة هذه المقالة إلى القرن، «توجد جميع الدول الخمس التي تستخدم حق النقض («الفيتو»)على عتبة دارنا»، في إشارةٍ إلى الأعضاء الدائمين في «مجلس الأمن الدولي».

إنذار ساخن: القرصنة وحرب اليمن والتهديدات الأخرى

يشير هذا الوجود الخارجي القوي إلى أنّ الأمن سيبقى أولويةً أساسيةً في المنطقة، ويذكر كل المراقبين والمسؤولين في المنطقة جيداً أن قيام مصر بإغلاق مضائق تيران في شمال البحر الأحمر قد ساهم في اندلاع «حرب الأيام الستة» عام 1967، ويبدو أنّ هذه المخاوف الأمنية القائمة منذ زمنٍ طويل- والمقترنة بتهديدات جديدة مرتبطة بالقرصنة وحرب اليمن والمخاوف من الانسحاب الأميركي- زادت اهتمام الرياض وأبو ظبي بحماية جانبهما الغربي. وفي عام 2009، بدأت «منظمة حلف شمال الأطلسي» («الناتو») بإرسال بعثات لمكافحة القرصنة في البحر الأحمر وما حوله، واستمرت حملتها حتّى عام 2016. لكن مع تراجع تهديد القرصنة، بدأت مجموعة الثوّار الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن بإظهار قدرات متطورة من الدفاع الساحلي والردع البحري، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن، والألغام البحرية، والمراكب المتفجرة الذاتية التوجيه. وقد اضطر ذلك إلى قيام السعودية بوقف شحناتها مؤقتاً في البحر الأحمر في منتصف عام 2018. وفي غضون ذلك، استخدمت إيران البحر الأحمر لوقتٍ طويل لإرسال الأسلحة إلى الجماعات المسلحة، حيث أفادت بعض التقارير أنها ركزت سفينة شحن قبالة الساحل اليمني لغايات استخباراتية، وسبق أن هددت بإغلاق ممرات العبور الضيقة. وبهدف وضع حدٍ لهذه التهديدات، ترأست السعودية كتلةً جديدةً في البحر الأحمر في ديسمبر، ثم نظّمت تمارين بحرية في الشهر الماضي أطلقت عليها اسم «الموج الأحمر 1»، شملت سبعاً من الدول الساحلية التسع، ولم تشمل التدريبات إريتريا أو إسرائيل، إذ يبدو أن إريتريا رفضت الدعوة، ولكن من المتوقع أن تنضم في المستقبل، رغم أن تفضيلها للعلاقات الثنائية على العلاقات المتعددة الأطراف قد يُبقيها على الهامش لفترة أطول قليلاً، أمّا إسرائيل فمن المستبعد أن تتم دعوتها رسميّاً، لكنها قد تنسّق بهدوء مع بعض الدول الساحلية. كما تكثر شائعات حول مشاركة إثيوبية أو إماراتية؛ فرغم أن أيّاً من الدولتين لا يحد البحر الأحمر، إلا أن إثيوبيا تقود قدراً كبيراً من التجارة عبر الممر المائي، وتتمتع الإمارات بوجود ملحوظ في الموانئ هناك. على الولايات المتحدة أن تضطلع بدورٍ أكبر في تشحيم عجلات بعض هذه العلاقات، لا سيما مع إسرائيل.

معطيات ساخنة: المكاسب الاقتصادية الإفريقية مقابل المخاوف

تشكّل الإمكانات الاقتصادية للبحر الأحمر محفّزاً آخر لطموحات الخليج هناك، فعلى سبيل المثال، وسّعت الإمارات نطاق ولوجها إلى الموانئ المحلية تحسباً لطرق التجارة المفضلة في المستقبل، مع التأكيد على قدرتها المثبَتة على إدارة الخدمات اللوجستية المعقَّدة في هذه المنشآت. وفي الماضي، سعى الإماراتيون إلى جعل دبي تحتل موقع الوسيط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، لكن مستقبل التجارة قد يكون في حوزة مبادرة «الحزام والطريق» الناشئة في الصين، وهي طريق عالمية دائرية بعض الشيء تمتد في البر والبحر. وفي هذا السيناريو سيؤدي القرن الإفريقي دور الوسيط لا دبي، لذا فإن ولوج الإمارات إلى موانئ البحر الأحمر قد يساعد في الحفاظ على أهميتها في التجارة العالمية، وكجزءٍ من هذه الاستراتيجية، يخطط الإماراتيون للاستثمار في البنية التحتية في إثيوبيا، وإقليم أرض الصومال، وأرض البنط، وغيرها من المناطق، كما أنهم مصممون على المساعدة في إعادة بناء الموانئ في اليمن فور انتهاء الحرب. وكما ذُكر سابقاً، قامت الصين وقطر وتركيا وجِهات فاعلة أخرى باستثمارات خاصة بها في القرن الإفريقي، لكن المسؤولين الأفارقة ما زالوا حذرين، فهم يقلقون من تكتيكات الابتزاز الملحوظة في بكين، ومما أطلق عليه أحد المسؤولين «دبلوماسية أجهزة الصراف الآلي» الخاصة بالخليج، كما يساورهم القلق من الانجرار إلى خلافات خارجية مثل النزاع المستمر بين قطر والكتلة السعودية- الإماراتية، أو المنافسة العلنية بين الصين والولايات المتحدة. وهم يجِدون أن الخلاف الخليجي يدعو للقلق بشكلٍ خاص، ويقيناً يقر المراقبون والمسؤولون الأفارقة بقيمة الدعم الخليجي في حث إثيوبيا والسودان وجيبوتي على مواصلة التقارب مع إريتريا، كما يقدّرون الاستثمار الخليجي، ومع ذلك، فإن الأولوية الرئيسة بالنسبة إلى معظمهم هي ضمان عدم انعكاس الانشقاق الخليجي أو القضايا الخارجية الأخرى على ساحتهم. والمثال الأكثر وضوحاً الذي يجسّد هذه المشكلة هو الصومال؛ فمنذ بدء الخلاف الخليجي، دعمت قطر الحكومة المركزية الصومالية، في حين دعمت الإمارات مناطق الحكم الذاتي في الشمال، ويشعر المراقبون بالقلق من أن تتسبب هذه السياسات بانقسام البلدان الإفريقية، التي تعاني أصلاً الهشاشة بسبب الخصومات المحلّيّة، أو زعزعة استقرارها. ولم تخدِم الرياض قضيّتها عندما أفاد مسؤولٌ سعودي رفيع المستوى في ديسمبر بأن هدف المملكة في البحر الأحمر هو ضمان «تأثير خارجي أقل سلبية»، وهو تعليقٌ اعتبره الكثيرون وخزاً لقطر أو تركيا أو إيران أو جميع الدول الثلاث. وباختصار، لا تحبذ الدول الإفريقية على الإطلاق أن تكون الحبل في لعبة الحرب الإقليمية، على الرغم من المكاسب الاقتصادية المحتملة.

إجراءات رسمية ساخنة: ضرورة تكييف البيروقراطية الأميركية

للحكومة الأميركية دور أساسي تؤديه في التعامل مع الأهمية المتنامية لمنطقة البحر الأحمر، ولكن لكي تكون فعالة، فإنها تحتاج إلى التحوّل نحو إدارة «وصلة الالتئام» الدبلوماسية والعسكرية التي تمتد عبر المنطقة، ولا يشكّل العمل على هذه الوصلة أمراً جديداً بالنسبة إلى المسؤولين الأميركيين؛ على سبيل المثال، اعتادت مكاتب الشرق الأدنى وأوروبا على التنسيق بشأن تركيا، في حين يتعين غالباً على «القيادة المركزية» بالجيش الأميركي التنسيق مع «القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا»، التي تشرف على القاعدة في جيبوتي. ومع ذلك، أعرب بعض أفراد السلك الدبلوماسي عن قلقهم من عدم توصّل جهتيْ الوصلة بعد إلى التكيّف مع التغييرات الحاصلة على طول البحر الحمر، وبالتأكيد يقوم شركاء أميركا بذلك: فقد عيّنت السعودية وزير دولة للشؤون الإفريقية في أوائل عام 2018، وللاتحاد الأوروبي ممثل خاص لدى القرن الإفريقي. ينبغي على الولايات المتحدة أن تنظر في اتخاذ خطوات مماثلة، ربما من خلال تعيين مبعوث خاص أو إنشاء فريق عمل مشترك بين الوكالات مكرَّس للبحر الأحمر، ويجب أن يكون دور أي من الكيانيْن شاملاً، فيجمع هواجس مكتب الشرق الأدنى ومكتب إفريقيا ومكتب الصين في وزارة الخارجية الأميركية، إلى جاب وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي ووكالات أميركية أخرى. ولتجنب إثارة ضجة، ينبغي على واشنطن أن تناقش أيَّ دورٍ قد تضطلع به مع شركائها في البحر الأحمر قبل إصدار تصريحات علنية، وعليها أن تقوم بذلك عاجلاً لا آجلاً، فهذه المنطقة تتحول بسرعة إلى عقدة مهمة تجمع مَحافظ واسعة الانتشار، من الاقتصاد والأمن، إلى عوامل البيئة والهجرة والسياحة، ولا بد من أن يضع أحدهم إصبعه ليتجسس ذلك النبض السريع.

العرب والأوروبيون... تفاهمات استغرقت 75 عاماً قبل القمة الأولى وإبداء الرغبة الثنائية في الحوار بدأ في السبعينات

الشرق الاوسط..القاهرة: سوسن أبو حسين و محمد نبيل حلمي.. في الطريق إلى القمة العربية - الأوروبية الأولى، المقرر انطلاقها الأحد المقبل في مدينة شرم الشيخ المصرية، قطع الجانبان مسيرة طويلة من المناقشات والتفاهمات عبر صيغ مختلفة، بدأت بإبداء الرغبة في الحوار الثنائي، الذي ظهر في سياق قمة الجزائر عام 1973، فضلاً عن آلية «الحوار العربي - الأوروبي» التي تطورت عبر سنوات، إلى أن وصلت إلى القمة الأولى بين الطرفين. وظهرت البذور الأولى للتقارب، بعد إبداء «المجموعة الأوروبية» المعبرة عن مجموعة دول غرب القارة، تفهماً للموقف العربي في إطار الصراع مع إسرائيل، وبدا ذلك الموقف جديداً مقارنة بالمعسكر الشرقي القريب من المواقف العربية، وانعكس ذلك على القمة العربية السادسة في الجزائر عام 1973، التي قال بيانها الختامي إن الدول العربية تتطلع بمزيد من «الاهتمام والعناية لبوادر التفهم لموقفنا، التي بدأت تظهر في دول أوروبا الغربية، كما نعلن استعدادنا المخلص للتعاون في الجهود المبذولة في نطاق الأمم المتحدة، لإرساء السلام العادل في المنطقة». وزاد البيان الختامي مذكراً بأواصر العلاقات: «إن أوروبا الغربية تتصل بالشعوب العربية عبر البحر الأبيض المتوسط، بصلات حضارية متينة ومصالح حيوية متداخلة، لا يمكن أن تنمو إلا في إطار تعاون تسوده الثقة والمصالح المتبادلة، وهي لهذا جديرة باتخاذ موقف واضح منصف إزاء قضيتنا العادلة، تثبيتاً لاستقلال إرادتها، وأداء دورها كاملاً في الشؤون الدولية (...) إن العرب حريصون على صداقة جميع الشعوب، وهم يريدون تبادل المنافع معها دون تمييز، على أساس ضمان حقوقهم المشروعة وصيانة مصالحهم الحيوية». وفي عام 1975 افتتح الحوار العربي الأوروبي على المستوى الفني في القاهرة، وتناول بالدرجة الأولى قضية فلسطين والاعتراف بحقوق شعبها، فضلاً عن «التعاون الاقتصادي والتقني والثقافي» بين الجانبين. وتوالت اجتماعات الخبراء بين الجانبين، في روما 1975، وأبوظبي في العام نفسه، ثم لوكسمبورغ عام 1976، وبروكسل 1977، ودمشق 1978. غير أن الموقف من منظمة التحرير الفلسطينية ظل محوراً لتعثر تعزيز نتائج المفاوضات بين الجانبين، وكذلك أسهم توقيع الرئيس المصري الراحل أنور السادات على اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979، في توقف تطور اللقاءات بين الطرفين، وإن تطورت بمستويات مختلفة علاقة الدول العربية بشكل فردي مع دول أوروبية أخرى. ويرى مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، الدكتور جمال عبد الجواد، أن العلاقات الجماعية بين الطرفين العربي والأوروبي ليست بمستوى العلاقات الثنائية نفسها لدول الجانبين. وقال عبد الجواد لـ«الشرق الأوسط» إن من بين التحديات التي تواجه القمة الأولى، أن «أجندة المصالح العربية إزاء القضايا محل الاهتمام بين الطرفين، ليست محل توافق، إذ لكل دولة مصالحها فيما يخص شأن الهجرة التي تعني بعض أطراف دون أخرى، وكذلك ملف الاستثمار، فضلاً عن المساعدات». ولفت عبد الجواد إلى أن العالم العربي متنوع الاهتمامات، الأمر الذي ينبغي معه أن تكون الأجندة العربية المعروضة على القمة مركزة وواضحة. لكن عبد الجواد، ومع الإشارة إلى اعتقاده في «رغبة أوروبا الاستماع للرؤية العربية»، يشير إلى أن «الشمول في أجندة العمل العربي ربما سيكون على حساب التركيز، مما يعيق إحداث نقلة نوعية مؤسسية، إذ تحتاج إلى مزيد من الوقت حتى تكون مثمرة». وفيما بدا محاولة مبكرة لتنسيق المواقف المشتركة بين الجانبين، عقد وزراء خارجية كل من مصر، وفلسطين، والأردن، وقبرص، وفرنسا، وبلغاريا، والسويد، وآيرلندا، وسكرتير الدولة الإسباني للشؤون الخارجية، فضلاً عن الأمين العامة لجامعة الدول العربية، اجتماعاً مشتركاً، مؤخراً، في العاصمة الآيرلندية دبلن. وأوضح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أول من أمس، أن الاجتماع التشاوري «شمل عقد أربع جلسات تفاعلية للوزراء المُشاركين، لمناقشة سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، على أساس حل الدولتين، وإمكانات التحرك في هذا الإطار خلال الفترة المقبلة». وأوضح حافظ أن «وزير الخارجية استعرض خلال الاجتماع مواقف مصر الثابتة تجاه عملية السلام، والجهود المصرية المتواصلة لدعم الأشقاء الفلسطينيين، وحلحلة الجمود المستمر في المفاوضات»، مُؤكداً أنه «لا سبيل لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط إلا عبر التوصل لسلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، على أساس حل الدولتين، ووفقاً للمرجعيات الدولية والأممية ذات الصلة». ولفت إلى أن وزير الخارجية المصري «شدد على الحاجة إلى التعامل مع الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك عبر تحمل الجانب الإسرائيلي مسؤولياته ذات الصلة كقوة احتلال، بالإضافة إلى تعزيز المُساعدات الاقتصادية والتنموية الدولية الموجهة للأراضي الفلسطينية». ونوه بشكل خاص إلى «دعم مصادر تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بهدف تمكينها من الاضطلاع بمهامها، بما يُسهم في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق». بدوره قال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن الاجتماع «شهد حديثاً صريحاً حول خطورة استمرار الموقف الحالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعدم قابليته للاستمرار»، مشيراً إلى أن «المجتمعين خلصوا إلى ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته حيال الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية، وكذلك إزاء ما يتعرض له حل الدولتين من تشكيك ومحاولات للالتفاف عليه»...

بوتين مستعد لـ {أزمة صواريخ كوبية} أخرى مع واشنطن وألمانيا تدعو إلى «بداية جديدة» في العلاقات الألمانية ـ الروسية

موسكو: «الشرق الأوسط»... حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو سترد على أي تحرك أميركي لنشر صواريخ جديدة في أماكن أقرب لروسيا، بوضع صواريخها في مواقع أقرب للولايات المتحدة أو بنشر صواريخ أسرع أو بالخيارين معا، مذكرا العالم بأزمة الصواريخ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في ستينات القرن الماضي مما أدى إلى اندلاع أزمة دفعت العالم إلى شفا حرب نووية. وقال بوتين إن بلاده مستعدة عسكريا لأزمة على غرار أزمة الصواريخ الكوبية إذا كانت الولايات المتحدة حمقاء بشكل يجعلها تريد أزمة مثل هذه. وأضاف أن بلاده لديها الأفضلية حاليا بشأن المبادرة بتنفيذ ضربة نووية. وكشف بوتين للمرة الأولى عن تفاصيل إنذاره، التي أدلى بها لوسائل إعلام روسية في وقت متأخر من مساء الأربعاء، قائلا إن روسيا قد تنشر صواريخ سرعتها تفوق سرعة الصوت خمس مرات أو أكثر على متن سفن وغواصات يمكنها البقاء خارج المياه الإقليمية للولايات المتحدة إذا تحركت واشنطن الآن لنشر أسلحة نووية متوسطة المدى في أوروبا. ووصفت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرا سابقا وجهه بوتين بأنه دعاية تهدف إلى صرف الانتباه عن اتهامات واشنطن لموسكو بانتهاك معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى. والمعاهدة، التي تحظر على البلدين نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى تنطلق من البر في أوروبا، في طريقها للانهيار مما يثير احتمال بدء سباق تسلح جديد بين واشنطن وموسكو. وتفجرت أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962 عندما ردت موسكو على نشر الولايات المتحدة صواريخ في تركيا بإرسال صواريخ باليستية إلى كوبا، مما أدى إلى اندلاع أزمة دفعت العالم إلى شفا حرب نووية. وأضاف بوتين في نص مكتوب لدى الكرملين للتصريحات «(نتحدث عن) مركبات نقل بحرية: غواصات أو سفن. ويمكننا وضعها في مياه محايدة... نظرا لسرعة ومدى (صواريخنا). كما أنها ليست ثابتة بل تتحرك وسيكون عليهم العثور عليها». وأضاف «احسبوا أنتم الأمر. (سرعة الصواريخ) تسعة ماخات (أسرع من الصوت تسع مرات) و(مداها) أكثر من ألف كيلومتر». وقال بوتين إن رده البحري على نشر واشنطن صواريخ جديدة في أوروبا يعني تمكن روسيا من توجيه ضربة للولايات المتحدة على نحو أسرع من قدرة الصواريخ الأميركية على ضرب موسكو لأن مدة تحليق الصواريخ ستكون أقصر. وأضاف «(الحسابات) ليست في صالحهم، على الأقل وفقا لما هو عليه الحال الآن». وذكر بوتين أن العلاقات بين موسكو وواشنطن تدهورت لكن التوتر ليس مماثلا للذي نجم عن أزمة الصواريخ الكوبية. وأضاف «(التوتر) ليس سببا لتصعيد المواجهة إلى مستويات أزمة الصواريخ الكوبية في الستينات. ونحن لا نريد ذلك على أي حال». وفي سياق متصل دعا وزير الاقتصاد الألماني بيتر التماير أمس الخميس إلى «بداية جديدة» في العلاقات الألمانية - الروسية، في ظل التطورات الصعبة التي تمر بها هذه العلاقات حاليا. وقال التماير أمام مؤتمر اقتصادي ألماني - روسي في العاصمة برلين «نسعى، على الجانبين، إلى مباشرة القضايا المفتوحة». وأكد الوزير الاتحادي أهمية الحوار، وقال: «أوقات العجز عن الكلام كانت طويلة للغاية»، لافتا إلى أن القدرة الاقتصادية في التجارة الألمانية - الروسية لم يتم استغلالها حتى الآن. ومن جانبه، قال وزير الاقتصاد الروسي مكسيم أورشكين إنه من المهم بناء الثقة تدريجيا، ودعا شركات ألمانية لديها نشاط في روسيا إلى البقاء في بلاده. يشار إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة من كلا الجانبين على بعضهما البعض على خلفية الأزمة الأوكرانية تمثل عبئا على العلاقات الاقتصادية، بصفة خاصة. وقال رئيس غرفة التجارة الخارجية الألمانية - الروسية راينر زيله إن الأوساط الاقتصادية تأمل في تسوية النزاع في شرق أوكرانيا، وكذلك في إنهاء قضية العقوبات، وهو أمر طال انتظاره. ومن جانب آخر قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الروسية تصعب عمل المنظمات غير الحكومية بشكل متزايد. وحسب الأمين العام للمنظمة في ألمانيا، ماركوس بيكو، فإن «السلطات تعمل على وأد عمل المجتمع المدني المستقل ضد الأحوال الاجتماعية السيئة أو التعسف الحكومي في مهده». يشار إلى أن روسيا تلزم المنظمات غير الحكومية منذ عام 2012 بتسجيل نفسها على أنها «عملاء أجانب»، وذلك إذا كانت تحصل على تمويل مالي من خارج روسيا. وفي حالة عدم تسجيل هذه المنظمات نفسها فإنها قد تتعرض لغرامات مالية ولإغلاق مقارها. وهناك حتى الآن أكثر من 70 منظمة مسجلة على القائمة الخاصة بوزارة العدل الروسية. ويعتبر لفظ «عميل» في حد ذاته إساءة لهذه المنظمات، وذلك لما يحمله من خلفية سيئة أيضا في روسيا. وكانت السلطات الروسية قد وضعت الأسبوع الماضي مجموعتين حقوقيتين تابعتين للحقوقي الروسي المرموق، ليف بونوماريوف، ضمن هذه القائمة، وهو ما جعله يكتب على مدونته الخاصة قائلا: «لا نعلم ما ينتظرنا في المستقبل القريب» مشيرا إلى أنه تم تفتيش مكاتب المجموعتين ومصادرة ممتلكات خاصة بهما.

بومبيو يحذر دول أوروبا من استخدام أجهزة «هواوي»

محرر القبس الإلكتروني .. (رويترز) – حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الخميس، من أن بلاده لن تستطيع أن تكون شريكة لدول تستخدم أنظمة من شركة هواوي أو تتعامل معها في مجال المعلومات، وذلك لمخاوف أمنية. وأضاف في مقابلة مع شبكة «فوكس بيزنس نتورك»، أن على الدول في أوروبا وغيرها أن تدرك مخاطر استخدام معدات الاتصالات التي تصنعها هواوي، وعليها عند إدراك المخاطر ألا تستخدم أنظمة الشركة في نهاية المطاف. وقال بومبيو «إذا اختارت دولة استخدام هذه المعدات ووضعتها في بعض أنظمة المعلومات المهمة لديها، فإننا لن نتمكن من مشاركتهم المعلومات ولن نستطيع العمل معهم». وأضاف «لن نعرض المعلومات الأمريكية للخطر». ورداً على سؤال عن الدول الأوروبية التي ترفض تنفيذ مطالب الولايات المتحدة بحظر هواوي، قال بومبيو إن واشنطن تتحدث مع دول أخرى لتتأكد من أنها «تدرك مخاطر إدخال تكنولوجيا هواوي في أنظمة تكنولوجيا المعلومات لديها»، وأن هذه الدول «ستتخذ قرارات صائبة عندما تدرك هذا الخطر».

العراق بعيد عن «إعادة الإعمار»

محرر القبس الإلكتروني .. وليد قرضاب – سنة مرت على استضافة الكويت مؤتمراً دولياً لإعادة اعمار المناطق العراقية المحررة من قبضة تنظيم داعش، اثمر المؤتمر عن تقديم الدول المانحة اسهامات بقيمة 30 مليار دولار. إلا ان الوعود الكبيرة لم تؤد إلى نتائج ملموسة على الارض، ما فاقم من إنعدام الثقة الدولية مع اقتراب المرحلة التالية في يونيو عبر استضافة هولندا المؤتمر الثاني لإعادة الإعمار. حتى اليوم، لم تنطلق أي مشاريع ترميم أو إعمار ضخمة، ولا تزال المناطق المحررة تعاني من غياب المشاريع الحكومية، فيما تقوم منظمات دولية بأعمال محدودة في مجالات أساسية. ورغم التجديد السياسي الذي حصل مع الانتخابات النيابية، فإنه لم توضع اي خطط جدية لإعادة الاعمار واعادة النازحين، ولا حتى الحكومة المنقوصة، بقيادة عادل عبدالمهدي تمكنت من تحديد أولوياتها في هذا الشأن، حيث كشف تحليل قانون الموازنة لعام 2019 بأن عملية الإعمار تفتقد تماماً إلى الرؤية وإلى الاستراتيجية، وجاءت دون المطلوب لجهة تخصيص اموال لعودة النازحين. أضف الى ذلك عراقيل واسباب متعددة تحول دون اي اختراق، وفي مقدمتها الفوضى السياسية والأمنية، وعدم ترتيب البيت الداخلي، بشكل يتيح لبغداد استلام المبالغ التي تعهدت بها الدول، اذ لا تزال الشكوك حول صرفها على المشاريع مرتفعة، رغم تطوع وزير الخارجية محمد الحكيم لإنشاء لجنة مشتركة بين الصناديق المانحة مع صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية للإشراف على إدارة الـ30 مليار دولار.

شروط وضوابط

عدة شروط وضوابط وضعتها الدول المانحة، لاستثمار الاموال، ولعل الشرط الاهم هو ان تصرف عن طريق الصندوق المشترك وبإشراف مباشر منه. لكن الفوضى والتخبط الاقتصادي زادا من مخاوف الدول التي لا ترغب في وضع اموالها في بلد جزء من حكومته يتلاعب بقراراتها لمصلحة اجندات خارجية تنتج تغافلا عن الفاسدين. ورغم اعادة عبد المهدي تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد، لا تزال الشكوك تساور المراقبين عن جدوى الهيئة الجديدة وامكانية عملها في ظل ضغوط أحزاب متنفّذة. فمسألة الفساد تعوق بشكل كبير هذا الملف الحيوي، اذ يحتل العراق المرتبة الـ166 من بين 176 دولة على لائحة البلدان الأكثر فسادا، لذا فإن الدول المانحة تطالب بضوابط لصرف التقديمات. فضلا عن ذلك، تلعب العلاقات السياسية والاستقرار الداخلي دورا في عملية المنح مع اشتعال التنافس الدولي على المشاريع.

خطوات كويتية فعالة

ولتسريع وتيرة العمل، قامت الكويت هذا الشهر بخطوات فعالة، حيث وقع الصندوق الكويتي للتنمية اتفاقية منحة بقيمة 85 مليون دولار مع صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة، من ضمن منحة إجمالية قيمتها 100 مليون دولار، وعلى اثرها أعلن صندوق اعادة الاعمار ان الاسبوع المقبل سيشهد انطلاق المرحلة الاولى من مشاريع المنحة الكويتية تتضمن اعادة اعمار وتأهيل وتجهيز العديد من المستشفيات في 5 محافظات.

الضغط الإيراني

في المقابل، تتواصل حملات تقوم بها أحزاب موالية لإيران بهدف ابعاد مستثمرين معينين لمصلحة آخرين تريدهم طهران، ومن الأمثلة الحملة ضد اتفاقية مع الأردن، وقبلها التشكيك في مبادرات سعودية وإماراتية، في وقت طلب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف صراحة من بغداد بأن تكون الأولوية لإيران في المشاريع، في حين أن طهران لم تشارك بمؤتمر الكويت، وهي تحت طائلة عقوبات اميركية لا تسمح لبغداد حكماً بالتعامل معها.

أين أصبحت المشاريع؟

وكما سقوط الموصل صيف 2014، فإن الانتصار على «داعش» قد يؤجج مخاطر كبيرة مع لاعبين قدامى، فالقلق الأمني لا يزال بارزاً إثر قتل مخاتير واختطاف شيوخ وتهريب النفط وتغيير هوية الأراضي والعقارات، والفساد والارتباك في الأداء السياسي والأمني بات واضحاً، من خلال اتهامات تلاحق الحكومات المحلية. وبعد ركود غبار الحرب، اتضحت المهمة المهولة لإعمار الموصل التي تحولت إلى جبال من ركام وانقاض، وقدرت كلفة اعادة اعمارها بنحو 50 مليار دولار، في حين ان نصف البيوت في محافظة الانبار بحاجة الى اعادة بناء. وبحسب تقرير لقناة سكاي نيوز البريطانية فإن الاعمال تجري بشكل بطيء للغاية اذ لم ينجز الا القليل مما كان يفترض أن يعاد بناؤه بحلول سبتمبر 2018، بحسب برنامج الامم المتحدة للتنمية، وشملت عمليات إعادة الإعمار مدارس ومستشفيات وبعض البنى التحتية الضرورية، فيما بقيت منشآت كثيرة أخرى دون تأهيل، ما يعوق عودة الاهالي، وتحقيق استرجاع الإرث الحضاري والثقافي للموصل الذي اقره البنك الدولي ويعد عاملا حاسما في طمأنة السكان و«إحياء روح الموصل».

لماذا التقدم بطيء؟

تقر منظمات دولية غير حكومية تبذل جهودا في عملية اعادة الاعمار، بأن هناك سلسلة قضايا أثرت على التقدم في العملية، وتقول إن سرعة التقدم تعتمد على حجم الدمار وكذلك العلاقات مع القوات الامنية المتواجدة على الارض التي تشكل أخطارا تحول دون ثقة المستثمرين، اذ ان الشركات الأجنبية تتطلع إلى الحصول على عقود ومناقصات من الحكومة المركزية، وتتخوف من دفع رشاوى هائلة لذلك، إضافة إلى عدم ثقتها بالحكومات المحلية وقدرتها على ضمان الأمن لها وعدم ابتزازها. فالميليشيات تبدو حريصة على السيطرة على أي تدفق نقدي في المناطق المحررة، وتتحكم بمفاصل هامة وطرق استراتيجية، الامر الذي يؤدي إلى عدم مخاطرة الشركات الاجنبية بالاستثمار دون نشر شرطة تابعة للحكومة المركزية. ويقول سكان ان شركات محلية تتعرض لمضايقات وابتزاز من قبل قوات تابعة للحشد تجبرها على دفع خوّات لتوفير الحماية لها، اضافة إلى ان كتل الركام ما زالت تخفي جثثًا متحللة وذخائر غير منفجرة، كما أن «داعش» لم يرحل كليا حيث لا تزال هناك خلايا نائمة ومقاتلون حلقوا لحاهم فقط، ونسبة كبيرة من السكان لا يزالون يدعمون الأيديولوجية المتطرفة، فيما العلاقة بين السكان والميليشيات واحدة من المخاوف التي تضاف إلى الشعور بالإهمال قد يوفر أرضية لعدم الاستقرار.

مادورو يعلن «إغلاقاً كاملاً» للحدود البرية مع البرازيل ومخاوف من اندلاع مواجهات بعد توجه غوايدو إلى الحدود الكولومبية

كراكاس: «الشرق الأوسط».. أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أمس، الإغلاق الكامل للحدود البرية مع البرازيل قبل يومين على الموعد الذي حدده المعارض خوان غوايدو لإدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد. وقال مادورو، خلال اجتماع مع القيادة العسكرية العليا: «قررت أنه اعتباراً من الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش، ستبقى الحدود البرية مع البرازيل مغلقة كلياً حتى إشعار آخر». ويأتي ذلك بعدما غادر المعارض الفنزويلي خوان غوايدو الذي نصّب نفسه رئيساً بالوكالة، كراكاس أمس متوجهاً إلى الحدود الكولومبية ليحاول شخصياً إدخال مساعدات إنسانية أميركية يرفضها مادورو. وقال متحدث باسمه لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنه في طريقه» إلى الحدود الكولومبية، مؤكداً أن غوايدو غادر كراكاس ليقطع مسافة 900 كيلومتر تفصل بين العاصمة والحدود. وأفاد مراسلو الوكالة الفرنسية أن قافلة من نحو 10 آليات غادرت كراكاس من دون التمكن من القول ما إذا كان غوايدو فيها أو أنه غادر في موكب آخر. وتشكل خطوة غوايدو تحدياً يمكن أن يؤدي إلى مواجهة مع الرئيس نيكولاس مادورو. وبأوامر من مادورو، عزّز الجيش أمن الحدود، وأغلق جسراً حدودياً مهماً، لمنع المساعدات من دخول البلاد من كوكوتا في كولومبيا، التي تكدّست فيها أطنان المساعدات. ورغم أنه لم يتضح تماماً ما الذي يعتزم غوايدو فعله، فإنه يقول إنه جنّد مئات الآلاف من المتطوعين في الأيام الأخيرة لإدخال المساعدات وتوزيعها. والأربعاء، حشد سائقي الحافلات للتوجه إلى الحدود لنقل المساعدات للشعب الفنزويلي الذي يعاني من نقص المواد. وصرح بينما كان يقف على ظهر شاحنة بين مجموعة من أنصاره: «رغم أنهم يصوّبون الأسلحة تجاهنا - وجميعنا تلقينا تهديدات ورصاصات مطاطية، حتى رصاصات حية - نحن لا نشعر بالخوف». وقال: «سنبقى في الشوارع بصدور عارية، مطالبين بالحرية لكل الفنزويليين». وأصبحت شحنات الأغذية والأدوية للشعب الذي يعاني من الأزمة، محل تركيز رئيسي في الصراع بين مادورو وغايدو. وكان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة، نصّب نفسه الشهر الماضي رئيساً للجمهورية بالوكالة، وقد اعترفت به نحو 50 دولة رئيساً انتقالياً. ويريد الإطاحة بمادورو وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات جديدة. وصرّح غوايدو لتلفزيون «تيلفيزا» المكسيكي: «يمكن أن يحدث ذلك قريباً، ما بين 6 و9 أشهر، حالما ينتهي اغتصاب مادورو الحالي للسلطة». ويقول غوايدو إن 300 ألف شخص يمكن أن يموتوا في حال عدم دخول المساعدات، ويؤكد أنه يهدف إلى حشد مليون متطوع للبدء في إدخالها بحلول غد (السبت). وفي كلمة أمام أنصاره، تحدّث عن نقاط العبور المقرّرة على الحدود البرازيلية والكولومبية، وجزيرة كوراساو، وموانئ بورتو كابيلو ولا غويرا، إلا أن الجيش الموالي لمادورو أغلق جسر تينديتاس عبر الحدود الكولومبية، وأكد نائب الرئيس ديلسي رودريغز أن الحكومة ستغلق المعابر الجوية والبحرية بين كوراساو وفنزويلا. وأعلن الجيش في مرسوم حظر مغادرة السفن الموانئ الفنزويلية حتى الأحد، لتجنب أي تحركات لجماعات «إجرامية». من جهتها، حضّت مديرة منظمة العفو الدولية للأميركيتين، إريكا غيفارا، السلطات على «الاعتراف بهذه الأزمة الخطيرة، وأيضاً ضمان دخول» هؤلاء الذين ينقلون المساعدة. ولا تزال القيادة العسكرية في فنزويلا موالية لمادورو، وقد منعت حتى الآن إدخال المساعدات من كولومبيا. ويرفض مادورو السماح بإدخال المساعدات الأميركية، على الرغم من حاجة البلاد الماسّة إليها، مبرّراً رفضه بأنّ هذه المساعدات هي ستار لخطة أميركية للتدخل في بلاده. ويؤكد مسؤولون أميركيون أن المساعدة ستصل إلى آلاف الفنزويليين، لكن لم تعرف أي تفاصيل أخرى كيف تعتزم المعارضة توزيعها. وقد حذّر وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، الثلاثاء، من أنّ القوات المسلّحة «منتشرة في حالة تأهب على طول حدود البلاد (...) لمنع أي انتهاك لسلامة أراضيها». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وجّه الإثنين تحذيراً شديد اللهجة للقادة العسكريين الفنزويليين بأنّهم قد «يخسرون كل شيء»، في حال رفضوا دعم المعارض غوايدو. ورفض بادرينو تهديدات ترمب، ووصفه بأنه رئيس «مغرور». ورغم امتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم، تعاني فنزويلا من أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء. ويشهد اقتصادها انهياراً منذ 4 سنوات، وسط تضخم هائل. على صعيد متصل، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، أول من أمس، إن الملحق العسكري الفنزويلي بالأمم المتحدة اعترف بخوان غوايدو رئيساً مؤقتاً للبلاد، وهو ما يزيد الضغط على مادورو. وكتب بولتون على حسابه بـ«تويتر»: «الملحق العسكري الفنزويلي بالأمم المتحدة الكولونيل بيدرو شيرينوس أعلن اعترافه الرسمي بخوان غوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا». في غضون ذلك، دعت فنزويلا هذا الأسبوع نحو 50 دولة إلى دعمها في مطالبتها الأمين العام للأمم المتحدة وقف كل تهديد باستخدام القوة ضدها، بحسب رسالة حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها الأربعاء. وتأتي هذه البادرة الفنزويلية بعد تشكيل مجموعة الأسبوع الماضي لدول أعضاء في الأمم المتحدة بهدف الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، التي اعتبرتها هذه الدول موضع انتهاك في ملف فنزويلا. وفي مشروع رسالة بتاريخ الثلاثاء، ندّدت 46 دولة، وهي ذاتها أعضاء المجموعة المستحدثة مؤخراً، بانتهاكات ميثاق الأمم المتحدة، دون الإشارة صراحة إلى الولايات المتحدة. وضمن هذه الدول روسيا والصين وكوبا وإيران وسوريا وفنزويلا وكوريا الشمالية. وأكدت الرسالة أن المشكلات التي تعيشها فنزويلا هي «شأن داخلي»، مشيرة إلى «قلق كبير إزاء التهديدات باللجوء للقوة ضد الوحدة الترابية والاستقلال السياسي» لفنزويلا.

 



السابق

لبنان..عون يرفع الجلسة لإنقاذ الحكومة: زيارة الغريب تسمِّم الأجواء!..عودة علاقة الحريري - جنبلاط إلى السكّة.. والمستقبل ترشِّح جمالي: قرار الدستوري غدر سياسي..وقف الأسلحة السويسرية.."الجمهورية": الحكومة "إنفجرت سورياً".. وعون: أنا أحدّد السياسة العليا..البخاري من مستشفى المقاصد: المملكة حريصة على تطويره..بولا يعقوبيان: الشعب يعرف أن المسؤولين يسرقونه85 % من اللبنانيين لا يثقون بالسياسيين..

التالي

سوريا..الأكراد يرحبون بقرار ترامب الإبقاء على مئتي جندي لحفظ السلام في سورية...واشنطن لن تنسحب من سورية.. التحضير لمعركة إدلب وتغيير مناخ المفاوضات مع الأكراد..سناتور أميركي: ألف جندي أوروبي يجب أن ينتشروا في سوريا ..«الاتحاد الأوروبي»: «انتقال موثوق به» هو الحل الوحيد للصراع بسوريا.... 30 شاحنة تقل أطفالا ونساء تخرج من الباغوز..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير.....بومبيو في ألمانيا.. داعياً لحظر حزب الله....قيادي كردي إيراني: النظام يجر المنطقة نحو الحرب...."غارات دون قصد" للتحالف تقتل 1300 في سوريا والعراق....بومبيو: إيران حاولت رفع أسعار النفط بالهجوم على الناقلات في الخليج....مقتل 12 شخصا في إطلاق نار في ولاية فيرجينيا الأميركية...الصين تستعد لفرض رسوم جمركية على واردات أميركية بقيمة 60 مليار دولار....قائمة صينية سوداء للشركات في تصعيد جديد مع واشنطن....فنزويلا تعود إلى الاحتجاجات بعد فشل محادثات أوسلو...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,048,749

عدد الزوار: 6,749,803

المتواجدون الآن: 113