توافق إيراني فرنسي في باريس على تجنّب

أي هزات إذا تغيّرت «الأكثرية» في لبنان أو بقيت

تاريخ الإضافة الخميس 4 حزيران 2009 - 6:15 ص    عدد الزيارات 5305    القسم دولية

        


لم يعرف إلى أي حد كان يمكن لبيان رئاسي فرنسي، ينتقد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، أن يعكر مزاج وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي في باريس. الأرجح أن الإيرانيين، لم يعيروا كبير اهتمام لمشهد الملحق الصحافي للاليزيه، فرانسوا ريجين، وهو يقوم بتوزيع بيان نيكولا ساركوزي على الصحافيين في الباحة، ولم تشتت انتباههم الدهشة التي استبدت بالإعلاميين وهم يقرأون إدانة ساركوزي لما قاله نجاد عن «خدعة المحرقة»، التي «صدمت» الرئيس الفرنسي.
جرى تقديم البيان، وكأنه النتيجة الوحيدة للقاء بين الوزير الايراني وساركوزي، الذي قال الفرنسيون إن الإيرانيين هم من طلبوه لتسليم رسالة من القيادة في طهران، تعيد إطلاق الحوار المجمّد حول البرنامج النووي، فيما كان متكي يقول لـ«السفير» في مطار شارل ديغول صباحا «جئت تلبية لدعوة من أصدقائي الفرنسيين للبحث في الملفات الإقليمية وما يتعداها».
برنار كوشنير استقبله في الاليزيه، لكن الحوار دار على مرحلتين. الأولى أكثر من ثمانين دقيقة مع ساركوزي، انتهت إلى بيان رئاسي عنيف ومفاجئ انتقد تصريحات الرئيس الإيراني بشأن المحرقة اليهودية، «ورفض الهجمات الكلامية المفرطة في العنف ضد دولة إسرائيل»، من دون أن يشيع ذلك انطباعا أن الاجتماع قد كرس كله للحديث عن تصريحات نجاد التي قال فيها امس، ان المحرقة «خدعة»، أو أن يمنع الوزير الإيراني من أن يواصل المرحلة الثانية من المباحثات التي دارت وقوفا مع كوشنير على أبواب الاليزيه، قبل أن يغادر الوزير الفرنسي اللقاء ويلغي عشاء مقررا مع متكي للحاق باحتفال في البرازيل لتكريم ضحايا الطائرة الفرنسية المتحطمة في الأطلسي.
وانضم إلى المباحثات في قاعة من قصر ماريني المجاور للاليزيه، فريق من مدراء الخارجية الفرنسية، شمل رئيس قسم شمال أفريقيا
والشرق الأوسط ستيفان باولي، والمدير السياسي للكي دورسيه جيرار آرو المشرف على الملف النووي الإيراني، بالإضافة إلى كبار الموظفين من الجانبين للبحث في ملفات أفغانستان والعراق ولبنان، وحيث تتقاسم إيران مع فرنسا الأطر الإقليمية التي تعالجها. وقال مصدر في الاليزيه لـ«السفير» ان النقاش مع متكي بشأن لبنان حرص على ضرورة تأمين استمرار الحوار الداخلي، وحماية ما أحرزه اتفاق الدوحة من تقدم، وألا يؤدي أي تغيير في الأكثرية أو بقائها، إلى هزات سياسية وأمنية.
وفرنسيا، قالت مصادر الاليزيه إن الرئيس ساركوزي استقبل متكي بناء على طلب إيراني لتسليم رسالة من القيادة الإيرانية، تشكل منطلقا لإعادة إطلاق الحوار المجمّد مع طهران حول النووي خلال الانتخابات الرئاسية، ولم يعرف مضمون الرسالة التي شكلت دافعا لاستقبال متكي. باريس وافقت على اللقاء بعد مشاورات داخل مجموعة الستة، وقام بيان الاليزيه بالتذكير بقلق فرنسا الكبير من النشاطات النووية الإيرانية.
وكان بارزا التشديد في البيان على تقاسم «الستة»، من دون استثناء الولايات المتحدة، لشروط التفاوض مع إيران، متجاهلا عن عمد التغيير في المقاربة الأميركية المستجدة والتي أسقطت أي شروط مسبقة في الحوار مع إيران. وتجاهلت أيضا انفتاح واشنطن على طهران، رغم أنها قرأت، كباريس، تصريحات نجاد ضد إسرائيل، من دون أن يمنعها ذلك من حث سفاراتها على التراجع عن دعوة الإيرانيين إلى الاحتفالات بالعيد الوطني الأميركي في الرابع من تموز المقبل.
والبيان الرئاسي الفرنسي يهدد إيران بعزلة لا تأخذ علما بالمعطيات الجديدة التي فرضها قرار الرئيس الأميركي باراك اوباما بفتح حوار من دون شروط مع إيران، مما يجعل نافلا وغير ذي شأن المقاربة الأوروبية والفرنسية للبرنامج النووي الإيراني. وكانت المقاربة الأوروبية تشترط قبل بلوغ المفاوضات مستوى متقدما وتسوية مقبولة، أن يسبقها التجميد المزدوج. وهي عملية تبادل اكتفاء الإيرانيين بما لديهم من ألآت تخصيب، وعدم إضافة جديد عليها، اكتفاء الغربيين بعدة العقوبات الدولية المفروضة في مرحلة أولية، يعقبها تجميد التخصيب من جهة إيرانية، وتجميد العقوبات من جهة غربية. لكن لقـــاء الاليزيه لا يفعل ســـوى تذكير كل طرف بمواقفه.
 


المصدر: جريدة السفير

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,076,130

عدد الزوار: 6,751,620

المتواجدون الآن: 113