<الرأي> الكويتية: شهر العسل الأميركي - السوري أنتهى وواشنطن صرفت النظر عن عودة السفير الى دمشق

تاريخ الإضافة الأربعاء 16 أيلول 2009 - 7:12 ص    عدد الزيارات 4346    القسم عربية

        


 اعتبرت صحيفة <الراي> الكويتية ان <شهر العسل> في العلاقات الاميركية - السورية قد انتهى واشارت الى ان واشنطن صرفت النظر عن فكرة اعادة السفير الاميركي الى دمشق بعد اقل من 100 يوم على اعلانها ذلك·

 

 

وقالت الصحيفة: ان الغضب الاميركي على سوريا وصل الى ذروته مع اعلان فريق مبعوث السلام جورج ميتشل ان جولته في المنطقة لن تشمل دمشق، ونقلت عن مصادر في العاصمة الاميركية قولها <ان شهر العسل في العلاقات الاميركية ـ السورية، الذي بدأ بعد انتخاب باراك اوباما رئيسا، انتهى اليوم، وان الاسابيع المقبلة تنذر بتصعيد خصوصا من جانب واشنطن·

وتعزو المصادر انهيار مشروع اعادة العلاقات الى عهد ما قبل اغتيال رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري في شباط 2005، بالقول ان <السوريين لا يعرفون الفرق بين التطبيع في العلاقات، وتصرف دمشق وكأنها هزمت اميركا في حرب عالمية>·

وتضيف المصادر ان <(الرئيس بشار) الاسد بدأ يعد البيض الاميركي في سلته قبل ان يقدم لنا اي شيء في المقابل>· وتقول ايضا:

<يطلق الاسد صاروخاً من هنا او هناك، ويتوقعنا ان نهرول اليه··· هذا النوع من الابتزاز الامني لم يعد ينطلي على الولايات المتحدة>·

اضافت الصحيفة: أما القشة التي قصمت ظهر البعير بين واشنطن ودمشق، حسب مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى، فهي التصرفات السورية اثر زيارة ميتشل الاخيرة ولقائه الاسد في تموزالماضي· ويقول هؤلاء: <في اثناء اللقاء بين ميتشل والاسد في دمشق، طلب الرئيس السوري من المبعوث الاميركي ان يشرح له بنود العقوبات على سوريا، حينذاك، تناول ميتشل مسودة العقوبات وقرأها بندا بندا، وشرحها بالتفصيل للاسد، واستغرق ذلك اكثر من ساعة ونصف الساعة>· ويضيفون: <ختم ميتشل حديثه بشرح آلية وضع العقوبات ورفعها، وابلغ الاسد ان مراجعتها تتم سنويا، وان رفعها ممكن في حال توافرت الشروط اللازمة لذلك>·

وجاء في الصحيفة: بيد ان الجانب السوري، المستعجل دوما تصوير علاقته مع واشنطن على انها في طريق حتمي الى الانفراج، سرب عن قصد، او عن طريق الخطأ، ان الولايات المتحدة وعدت برفع العقوبات المفروضة على سوريا· وقبل ان تحط طائرة ميتشل في مطار دالاس الدولي في واشنطن، في طريق عودتها من الشرق الاوسط، كانت موجة غضب عارمة تجتاح اروقة القرار في واشنطن· فوزارة الخارجية لم تزود ميتشل باي تعليمات توحي بأنها تنوي رفع العقوبات· كذلك جن جنون عدد كبير من اعضاء الكونغرس الذين قاموا باستدعاء ديبلوماسيين من الخارجية، على وجه السرعة، للوقوف على ما دار بين المبعوث الاميركي والاسد·الا ان ميتشل قدم محضر الاجتماع مع الاسد الى زملائه في الخارجية، والى زملائه السابقين في الكونغرس <عندما قرأنا ما حصل فعلا بين الرجلين، توصلنا الى قرار وحيد، هو ان الاسد يحاول دوما التلاعب بنا، وانه علينا ان نبرهن له ان مشاريع واشنطن في المنطقة لا تتوقف عليه>، حسب مصدر اميركي رفيع المستوى·

وتضيف المصادر ان <عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية، والتي يتهم البعض سوريا وحلفاءها في لبنان بالوقوف وراءها، لا تعني الولايات المتحدة كثيرا، فنحن لا ندخل في هذه التفاصيل وهي شأن لبناني>·

لكن ما اثار حفيظة الادارة الاميركية، حسب المصادر، <ان بعد اشهر على الحوار معه (الاسد)، لم يعدل قيد انملة في سلوكه، ولم يقدم لنا اي شيء مما نطلبه، بل يسألنا دوما عما يمكن ان نقدم له نحن، تحت رحمة الابتزاز ووقوع حوادث في المنطقة··· اميركا لن تخضع للابتزاز السوري>·

وسألت <الراي> المسؤولين الاميركيين عن اي دور عربي لتقريب وجهات النظر بين واشنطن ودمشق، فردوا بأن <مصر حانقة على الاسد وتشاركنا وجهة النظر في ان لا فائدة من الحوار مع النظام السوري· اما السعودية، فراقبناها تقدم التنازل للاسد تلو الآخر - في لبنان وغير لبنان - ولم نر نتائج تذكر حتى الآن>· ويضيف المسؤولون ان <اسرائيل صارت اليوم بعيدة عن فكرة استقطاب الاسد بعيدا عن ايران اكثر من اي وقت مضى>· لكن الرئيس السوري، حسب هؤلاء، حاول استخدام ورقة المفاوضات السورية غير المباشرة مع اسرائيل - عن طريق تركيا - ليصل الى واشنطن، <لكن اسرائيل رفضت عرض سوريا وعرابتها تركيا رفضا قاطعا>·

وتشير المصادر الاميركية الى تخبط في خطاب الاسد كذلك، اذ <يدعونا يوما الى السلام، ثم يتحدث عن وحدة الصف العربي، لنسمعه يصدر تصريحات عن تحالف سوري - تركي - ايراني - عراقي· فاذا كان الاسد راغباً في السلام مع اسرائيل وباعادة علاقاته مع محيطه العربي، ضد من سيوجه التحالف الذي يقترحه مع تركيا وايران والعراق؟>·

ولاحظت <الراي> ان التوتر الاميركي - السوري في طريقه الى التصعيد، حسب الاجواء السائدة في العاصمة الاميركية، فيما وجهة النظر التي يبدو ان معظم السياسيين الاميركيين يتشاركونها، مفادها بأن <سوريا هي اللاعب الاضعف في التحالف مع ايران وممكن استقطابها، لكن ايضا بحكم كونها الشريك الاضعف، فان عزلها ونسيانها هو اسهل بكثير>·

وتختم المصادر: <ذهبنا الى الاسد لاننا نعتقد انه الحلقة الاضعف في التحالف المعادي لنا في الشرق الاوسط، لكنه يتصرف كأنه الحلقة الاقوى ويضع الشروط علينا بدلا من اغتنام الفرصة والانفتاح، ووسط هذا التباين، كان لا بد من العودة الى الاختلاف وممكن الانقطاع النهائي>·


المصدر: جريدة اللواء

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,166,754

عدد الزوار: 6,758,442

المتواجدون الآن: 128