لبنان.. نظام الأسد يريد قتل وليد جنبلاط...هل بات لبنان ساحة للنزال الأميركي الإيراني؟...وزير «حزب الله» في «الصحة»... أميركيّ؟...باسيل «يهدي» إلى نظيره الإيراني مقاطعة بيروت لمؤتمر «وارسو» .."الجمهورية": جلسة الثقة: مهرجان خطابي طويل.. والقوانين المعطلة تنتظر الحكومة..اللواء...ثقة عالية .. ومشروطة بالحكومة.. واعتذار لبناني عن قبول العروض الإيرانية.. العَلَوْلا مساء في بيروت..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 12 شباط 2019 - 7:01 ص    عدد الزيارات 2507    القسم عربية

        


هل بات لبنان ساحة للنزال الأميركي الإيراني؟...

محرر القبس الإلكتروني ... بيروت- أنديرا مطر – تمثل الحكومة اللبنانية، اليوم وغدا، أمام المجلس النيابي، لمناقشة البيان الوزاري ونيل الثقة للانطلاق بالعمل الحكومي، على وقع مبارزة دبلوماسية إيرانية–عربية ساحتها بيروت. وفي حين تشكل معالجة التأزم الاقتصادي والاجتماعي انطلاقا من تنفيذ مندرجات «سيدر» أولوية لهذه الحكومة، فإن الحركة الدبلوماسية باتجاه بيروت ستطرح مجددا تساؤلات حول إمكانية التزام هذه الحكومة سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية. غير أن الواقع يقول ان سياسة النأي بالنفس هذه باتت مع تغير الظروف الدولية، وتحديدا مع سياسة العقوبات الأميركية ضد ايران، نأيا بالنفس عن النزال الأميركي-الإيراني، فالزائر الإيراني ليس وزيرا للخارجية فحسب، وانما هو مهندس الاتفاق النووي، وهو حضر الى لبنان عشية انعقاد مؤتمر وارسو الذي ستحضره 40 دولة بدعوة من الولايات المتحدة تحت عنوان مناهضة التوسع والنفوذ الإيرانييين. مصدر وزاري لبناني يعتبر ان مهمة ظريف ابعد من المضامين التي ذكرها، وتتعدى استجرار الكهرباء والدفاع الجوي الى استجرار لبنان الى محور في طهران في لحظة مفترقات إقليمية. ولدى سؤاله اذا كان لبنان بات ساحة للنزال الأميركي-الايراني يقول المصدر إن احتفال ظريف بأربعينية انتصار الثورة الاسلامية من بيروت هي إشارة لافتة أراد بها الجانب الإيراني تتويج انتصاراته في سوريا ولبنان، الى جانب «حزب الله». وحول عرض التسليح الإيراني، يقول المصدر ان اللبنانيين يعولون على مليارات الدول المانحة ولن يجازفوا بخسارة دعم المجتمع الدولي لمصلحة عرض له مفعول القنبلة الصوتية. وكان وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف واصل امس جولته على المسؤولين، فالتقى رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث أعرب عون لضيفه عن امتنانه للدعم الذي يلقاه لبنان من ايران وتطرق الى مسألة النزوح السوري مشددا على ضرورة عودتهم الآمنة الى المناطق السورية المستقرة، معتبرا انه «لإيران دور في المساعدة على تحقيق هذه العودة». واستقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ظريف، حيث تم استعراض آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، وقال نصرالله ان المساندة التي تقدمها ايران أدت إلى صنع الانتصارات في أكثر من ساحة وميدان، متمنيا أن «تواصل طهران دعمها واهتمامها بالرغم من كل المؤامرات والضغوط التي تتعرض لها». من جهته، أكد ظريف «موقف بلاده الثابت إلى جانب لبنان». وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية جبران باسيل، اطلق ظريف عدة مواقف، فثمن «الموقف اللبناني تجاه مؤتمر وارسو»، بعد ان أشار باسيل الى ان أسباب غياب لبنان عن مؤتمر وارسو هي بسبب حضور اسرائيل والعنوان المعطى للمؤتمر، مؤكدا ان «لبنان يعتمد النأي لا الاصطفاف ضمن محاور». وأعلن باسيل ان لبنان لا يجد أي حرج بأي تعاون اقتصادي مع ايران طالما ان هذا الشيء لا يمسّ بالقرارات الدولية. وكان الرئيس عون التقى أمين عام الجامعة العربية احمد أبو الغيط الذي قدم له دعوتين إلى قمتين في مصر والثانية في تونس. وحول عودة سوريا إلى الجامعة قال أبو الغيط: «اتابع بدقة مسألة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ولكنني لم أرصد خلاصة توافق على دعوتها إلى اجتماع وزراء الخارجية، وإعلان نهاية الخلاف، وعودة سوريا إلى الجامعة».

خاص "إيلاف": نظام الأسد يريد قتل وليد جنبلاط..عريضة تأييد سورية للزعيم اللبناني المناوئ لحلف الممانعة...

https://elaph.com/Web/News/2019/02/1238075.html

رابط الخبر واسماء الموقعين على العريضة..

مجدي الحلبي.. وقع أكثر من ألف سوري عريضة تأييد لوليد جنبلاط الذي وقف مع الثورة السورية منذ يومها الأول، تزامنًا مع أنباء عن نية النظام السوري قتل جنبلاط في تصفية حساب، بتعاون مع دروز لبنانيين مناوئين لجنبلاط.

بيروت: هل استعاد النظام السوري أنفاسه بما يكفي ليبدأ جولة من تصفية الحسابات مع من وقفوا في صف الثورة السورية؟ يبدو ذلك بحسب مصادر مطلعة، أخبرت "إيلاف" أن النظام السوري یخطط لتصفیة الزعیم اللبناني الدرزي ولید جنبلاط، ومحاصرة قوته في لبنان من خلال تقویة عناصر درزية موالیة له مثل النائب السابق وئام وهاب والنائب الحالي طلال ارسلان.

الحذر مطلوب

أكدت هذه المصادر في حديث خاص بـ "إيلاف" أن السعودیة أبلغت الوزیر الدرزي وائل أبو فاعور أن على جنبلاط توخي أقصى درجات الحيطة والحذر في تنقلاته داخل لبنان، كما ابلغت أبو فاعور دعم السعودیة لحلیفيها جنبلاط وسمیر جعجع رئیس حزب القوات اللبنانیة. من ناحيته، لا يغادر جنبلاط اليوم فرصة من دون أن يستغلها في تثبيت تموضعه وبشكل واضح في الموقع المقابل للنظام السوري ومحور الممانعة بعد أن كان یتبع معهم مبدأ التقیة والمهادنة. فقد رفض دعوة جواد ظریف، وزیر الخارجیة الایراني، الموجود في لبنان لحضور لقاء معه بحضور أطراف لبنانیة مناوئة له وأطراف فلسطینیة بمناسبة مرور أربعین عامًا على الثورة الإیرانية، وكان قبل أيام قد غرد قائلًا إنه لن یسلك طریق الشام، بعد أن ارتفعت وتیرة التهدیدات الموجهة إليه من موالین لبنانيين للنظام السوري طالبوه بتقديم الاعتذار لبشار الأسد وزیارة دمشق لإعلان الولاء.

عريضة تأييد لحنبلاط

هذا، وكانت نخب سوریة في الداخل السوري وخارجه أطلقت عریضة تأیید لجنبلاط، وقعها أكثر من ألف وثلاثمئة قیادي ومثقف وكاتب، إلى جانب فاعليات سورية أخرى، تقدیرا لوقوفه إلى جانب الثورة السوریة منذ یومها الأول، ناشدوا الجميع الدفاع عن جنبلاط في وجه نظام الأسد وأعوانه في سوریا ولبنان. هذا نص العریضة:

بیان تضامني من النخب السوریة مع ولید جنبلاط وشرفاء لبنان

نحن الموقعین على هذا البیان، من مثقفین وسیاسیین وحقوقیین وناشطي مجتمع مدني سوریین، نؤكد رفضنا المبدئي والأخلاقي التام للحملة الشرسة التي یتعرض لها رئیس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني ولید جنبلاط، الذي عّبر في كل مرحلة مرت بها سوریة ولبنان على انحیازه إلى حق الشعبین السوري واللبناني في الحریة والكرامة والدیمقراطیة، متمسكًا بالثوابت والحكمة للحفاظ على الحد الأدنى، كلما أوشكت الأحوال على الانهیار، عاملًا بكل ما أوتي من قدرة على تجنیب البلدین تداعیات السیاسات الإجرامیة التي اتبعها نظام الأسد بعهدیه، عهد حافظ الأسد وعهد بشار الأسد.

لقد اتخذ ولید جنبلاط، منذ أن اندلعت ثورة الشعب السوري في آذار 2011، موقعًا مناصرًا لحّق السوریین في الحیاة، مهما كانت طوائفهم وانتماءاتهم، مسلمین ومسیحیین، عربًا وأكرادًا وآشوریین. ودعم بكل شكل ممكن تطلعات الشعب السوري وآماله، وعمل على جمع كلمة السوریین، علنًا وسرًا، وعلى الإفراج عن أسراهم ومعتقلیهم ومختطفیهم، وكان طیلة الوقت سفیرًا للسوریین الأحرار، ممثلًا لهم في المحافل الدولیة، من دون ضجیج ومن دون تجاوز، مجسدًا وحدة الروح التائقة إلى الحریة والعیش المشترك بین جمیع المكونات، كما كان في مصالحة الجبل مع البطریرك مار نصراالله صفیر، وكما فعل في ساحة الشهداء في بیروت وفي المحكمة الدولیة المختصة باغتیال رئيس الحكومة اللبناني الشهيد رفيق الحریري.

الیوم، یبدو أن الأمر العملیاتي الأمني السوري قد اتخذ في دمشق وطهران بمحاولة عزل جنبلاط ورفاقه من أحرار لبنان الذین یرفضون عودة الهیمنة الأسدیة والوصایة الأمنیة التي مورست على لبنان لعقود قبل أن تهزمها ثورة الأرز، الثورة الناصعة التي كانت تكلفة انتصارها تضحیات كبرى امتدت من دماء المعلم الشهید كمال جنبلاط وحتى دماء رئیس الوزراء الشهید رفیق الحریري والشهداء الذین لحقوا بهما على طریق الحریة.

تتضح آثار ذلك التوجّه الأمني في العدید من المحاولات الهادفة إلى المزید من التفكك في لبنان، وصولًا إلى محاولة تدمیر لحمة الجبل وطائفة الموحدین العرب الكرام، إضافة إلى عقد صفقات من تحت الطاولة للمحاصصة واقتسام غنائم بیع الدم اللبناني ومعه الدم السوري في سوریة وفي مخیمات اللاجئین السوریین في لبنان.

إننا نثّمن الوقفة المبدئیة لولید جنبلاط مع انتفاضة الشعب السوري، وتعهده حمایة اللاجئین السوریین في لبنان، وعمله المستمر ضد تهجیرهم من جدید نحو هولوكوست جدید تحت رحمة بشار الأسد. جنبلاط یضرب بذلك مثلًا یحتذى به لكل شرفاء لبنان، ولمن یشاء أن یذكره التاریخ بحروفه الناصعة. أما أولئك الذین استسهلوا استثمار المبادئ وهانوا حتى استطابوا الهوان ونسوا كل ما عاناه لبنان في عهد الوصایة السوریة، فإنهم إنما یعیشون خارج التاریخ وسوف یمضون إلى النسیان تلاحقهم اللعنات. تراث كمال جنبلاط لا یخص لبنان وحده، ولا الطائفة الدرزیة وحدها، بل هو مثلما كان طیف كمال، واسعًا عابرًا للحدود والطوائف والأعراق، تراث من القیم الأخلاقیة والرؤى الوطنیة أدرك صاحبها مبكرًا خطورة مشروع نظام الأسد ووّثق تفاصیله وحّذر منه، ودفع ثمن رفضه عروض الأسد الأب ومحاولاته استدراجه غالیًا. وكان طریق كمال هو الطریق الذي سار علیه ولید جنبلاط لاحقًا، متشبثًا بأبرز قضیتین عربیتین دامیتین؛ القضیة الفلسطینیة والقضیة السوریة.

الیوم وغدًا، لن ینسى الشعب السوري ولن یسامح. لن ینسى لك موقفك یا ولید جنبلاط ومواقف الشرفاء في لبنان مع الجراح السوریة، كما لن یسامح بدماء السوریین ودماء أشقائهم اللبنانیین نظام الجریمة في دمشق المحتلة.

عشتم وعاش لبنان حرًا مستقلًا... وعاشت سوریة حرة أبیة.

اللواء...ثقة عالية .. ومشروطة بالحكومة.. واعتذار لبناني عن قبول العروض الإيرانية.. العَلَوْلا مساء في بيروت.. وظريف يغادر «حركة بلا بركة»

يصل المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا إلى بيروت مساء اليوم، في زيارة تتعلق باجراء لقاءات مع كبار المسؤولين، والرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري، فضلاً عن قيادات لبنانية وشخصيات لبنانية مستقلة واحزاب صديقة، وتهدف إلى نقل تجديد قرار المملكة العربية السعودية، عبر قيادتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمّد بن سلمان بالوقوف إلى جانب لبنان وامنه واستقراره وعودة العافية إلى اقتصاده وماليته، ومساعدته على استعادة موقعه في حركة الاستثمار، فضلاً عن وضع مقررات مؤتمر سيدر موضع التنفيذ.. بالتزامن مع مغادرة وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، الذي وصفت زيارته بأنها «إعلامية» وأنها «حركة بلا بركة».

زيارة ظريف : حركة بلا بركة

كشفت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ«اللواء» أن نتائج زيارة الوزير ظريف لبيروت، إقتصرت على الضجة الإعلامية، ولم تسفر عن تحقيق أي تقدم حقيقي في العلاقات بين بيروت وطهران، حيث أبلغ المسؤولون اللبنانيون الزائر الإيراني عدم إمكانية التعاون في مختلف القطاعات بين البلدين، تفادياً لوقوع لبنان في قبضة العقوبات الأميركية، حيث لا قدرة للاقتصاد اللبناني المتردي، على تحمل تداعيات مثل هذه الخطوة الخطرة. وأشارت هذه المصادر أن الكلام عن مساعدات إيرانية في قطاع الكهرباء، ومشاريع البنية التحتية، وتوفير الأسلحة المتطورة للجيش اللبناني، بقي مجرد كلام غير قابل للتنفيذ، خاصة بالنسبة للتعاون العسكري، لأن سلاح الجيش اللبناني غربي المصدر، ولا يتوافق مع التدريبات الحالية، فضلاً عن أن لا رغبة لدى الطرف اللبناني بالتخلي عن المساعدات العسكرية الأميركية المستمرة منذ فترة طويلة. وأعتبرت هذه الأوساط أن النتائج السياسية لم تتجاوز التظاهرة الإعلامية، للإيحاء بأن لبنان يقع في دائرة النفوذ الإيراني في المنطقة، على خلفية الإنتخابات النيابية الأخيرة، وتجاهل وجود قوى سياسية رئيسية معارضة لمحاولات توريط لبنان مع المحور الإيراني بمواجهة التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية. وأختصرت الأوساط الديبلوماسية محصلة زيارة ظريف بأنها «حركة بلا بركة»!... وقبل ان تمثل الحكومة اليوم، وربما على مدى يومين أو أكثر، اطمأنت ليس إلى الثقة بما يتجاوز أو يصل، إلى مئة نائب من كل الكتل الممثلة بوزراء، بل الى انها احدثت اهتماماً عربياً واقليمياً ودولياً، بتأليفها، بالنظر لحسابات واضحة لدى الأطراف الدولية والإقليمية المعنية، أو نظراً للتسابق من أجل حجز فرصة، ان بالنسبة لمساعدات «سيدر» التي من شأنها ان تنعش شركات تنتظر الفرصة للنشاط الاستثماري، أو بالنسبة لأجندات، تتعلق بالمواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية، الماضية في العقوبات على إيران، وإسرائيل الممعنة بضرباتها الجوية في سوريا، فضلا عن التهديدات اليومية ضد لبنان، وبين طهران التي تحاول ان تخرق جدار العزلة والعقوبات، بتكوين محور يمتد من اليمن إلى سوريا، ويشمل لبنان وغزة، من بوابة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. ما قيل في الإعلام على لسان وزير الخارجية الإيراني كشف عن أجندة إيرانية ولبنانية، ليست متطابقة، امّا داخل الجدران المغلقة فهو مختلف، حسب الأجندة والشخصيات، سواء أكانت رسمية أو دبلوماسية أو حزبية.. فبالنسبة للبنان الرسمي المهم عودة النازحين السوريين، وطلب الدعم الإيراني، في وقت بدا ظريف، راغباً في تعزيز التعاون الاقتصادي مع لبنان، مع علمه المسبق، بعدم تمكن هذا البلد من الذهاب بعيداً في التعاون، ليس من خلفية العقوبات فقط، بل ايضا بالنظر إلى التباعد التاريخي بين النظم اللبنانية والنظم الإيرانية. وفي حين رفض الرئيس نبيه برّي استقبال أحمد أبوالغيط أمين عام الجامعة العربية الذي أوضح للرئيس ميشال عون ان الموقف العربي، لا يتجه إلى إعادة سوريا أقله هذا العام إلى الجامعة العربية، الأمر، الذي يتعين اخذه بعين الاعتبار، في ما خصَّ الاتجاه اللبناني المبكر للانفتاح على سوريا، والقيام بزيارات رسمية.. طالب الوزير جبران باسيل نظيره الإيراني ظريف بالمساعدة على إعادة النازحين السوريين، حاثاً في الوقت نفسه سوريا على تقديم ضمانات بشأن حقوق الملكية والخدمة العسكرية، لتشجيع اللاجئين للعودة إلى بلادهم.

ثقة قياسية

في هذا الوقت، تنتظر «حكومة إلى العمل»، نيل ثقة المجلس النيابي، الذي يبدأ اليوم مناقشة بيانها الوزاري، ويستمر حتى يوم غد، لكي تنطلق بزخم في توظيف التوافق الداخلي الواسع على دعمها، وترجمة ما تضمنه البيان من بنود، ولا سيما ما يتصل بالاصلاحات التي نص عليها مؤتمر «سيدر»، في إطار الجهود التي ستبذل من أجل معالجة الوضع الاقتصادي الذي قارب الخطوط الحمر، بعدما دلت الأرقام الاقتصادية ان لبنان سيواجه الانهيار الحتمي إذا لم تبادر الحكومة إلى اتخاذ خطوات إنقاذية قبل فوات الأوان، وهو ما أكّد عليه، الرئيس سعد الحريري، خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر القمة العالمية للحكومات الذي انعقد في دبي بمشارك أكثر من 4 آلاف شخصية من 140 دولة، عندما اعتبر ان «تطبيق إصلاحات سيدر هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان»، مشيرا إلى ان الحكومة وضعت برنامجاً صريحاً وواضحاً للاصلاحات التي يجب القيام بها، لكي نشجع المستثمر العربي والاجنبي للاستثمار في لبنان، لافتاً إلى ان محاربة الفساد ستكون من اصعب الأمور التي سنواجهها، لكن وجود الإجماع السياسي سيسهل الأمر علينا. وصارح الرئيس الحريري الحاضرين بأن لبنان يُعاني من الفساد والهدر ونقص الكهرباء وعدم تطوير القوانين التي وضعت في خمسينات وستينات القرن الماضي، معلناً تأييده فصل الطائفية عن السياسة وفصل الصراع السياسي عن الاقتصاد، آملاً بالحصول على ثقة مريحة ستتجاوز المائة صوت على الأقل. غير ان مصادر نيابية توقعت ان تتجاوز الثقة الـ110 نواب، باحتساب الكتل النيابية المشاركة في الحكومة، وليس عدد الحاضرين، علماً ان حكومة الحريري الأولى في عهد الرئيس ميشال سليمان نالت 87 صوتاً من أصل 92 نائباً حضروا الجلسة، فيما حجب الثقة 4 نواب وامتنع نائب واحد عن التصويت. ورغم المحاولات لتقليص عدد طالبي الكلام الذي تجاوز الـ60 لغاية بعد ظهر أمس، فإن هذا العدد مرجح ان ينقص أو يزيد تبعا لمجريات الجلسة، وان كانت هذه الجلسة ستفتح شهية النواب لا سيما الجدد على الكلام، خصوصا وانها الجلسة الأولى التي ستبث مباشرة على الهواء بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة. وفي هذا السياق، أوضح رئيس المجلس نبيه بري أن «الرئيس الحريري تمنى عليه ان يطلب الى الكتل ان يتحدث باسمها نائب واحد للاستعجال بنيل الثقة والبدء بالعمل». مشيراً الى أنه كرئيس لمجلس النواب «لا يمكنني ان أقول لنائب بالا يتحدث ومن واجبي اعطائهم كل الوقت اذا اردوا الكلام.» وكشف ان اكثر من ٦٠ نائباً طلبوا الكلام حتى الآن متوقعا ان تمتد الجلسة حتى يوم الجمعة. لكن معلومات أكدت ان اتفاق حصل بين الكتل على ان يتحدث ممثّل واحد عن كل كتلة، وهو ما ترجمته كتلة «المستقبل» التي أوكلت إلى النائب سمير الجسر التحدث باسمها فقط.

بري على القطعة

إلى ذلك، رأى الرئيس برّي امام زواره أمس، انه سيتعامل مع الحكومة على القطعة، بمعنى انه سيؤيدها عندما تحسن ويعارضها عندما تخطيء، كاشفا بأن الرئيس الحريري يريد إقرار قانون العفو من أجل معالجة ملف الإسلاميين، فيما نحن نريده لمعالجة ملف المطلوبين بمذكرات توقيف في بعلبك والهرمل، لكنه شدّد على وجود تحصين قانون العفو بإقرار قانون آخر، هو تشريع زراعة الحشيشة للاغراض الطبية، لتوفير فرص عمل لهؤلاء الشباب كي لا نخرجهم من باب ونعيدهم من باب آخر إلى ارتكاب أفعال جرمية. وعما حمله وزير خارجية إيران محمّد جواد ظريف، أكد الرئيس بري انه بإمكان إيران مساعدة لبنان في كل ما يحتاجه وفي كل المجالات معتبراً أن «الإقدام على قبول هذه المساعدات يتطلب قراراً سياسياً جريئاً خصوصاً وان هذه المساعدات لن تُراكم كغيرها فوائد». ولفت الى أن «هناك آلية قانونية لا عقوبات عليها لهذه المساعدات وهي التي تُعتمد بين إيران والاتحاد الأوروبي ودول اخرى مثل الهند وغيرها.» كما نفى بري ان يكون تجنب استقبال الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط بسبب ادانته لحرق العلم الليبي مؤكداً ان السبب فعلاً هو ضيق الوقت، «والا لكان رد عليه في حينه». وأشار الى انه بسبب ضيق الوقت سيستقبل الموفد الملكي السعودي نزار العلولا في مجلس النواب على هامش جلسة الثقة.

ازدحام موفدين

وكانت العاصمة اللبنانية، ازدحمت أمس والأيام التالية، بالموفدين العرب والأجانب لتقديم التهاني بتشكيل الحكومة الجديدة. وكان البارز بينهم المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الإيرانية الذي يغادر بيروت اليوم، في الوقت الذي يصل فيه الموفد الملكي السعودي نزار العلولا، على ان يبدأ لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين غداً الأربعاء، بلقاء الرئيس عون والذي كان تسلم أمس من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط دعوتين للمشاركة في قمّة شرم الشيخ العربية- الأوروبية الأسبوع المقبل، والقمة العربية العادية في تونس نهاية آذار المقبل، معلناً عدم وجود توافق عربي حتى الآن لاستعادة سوريا مقعدها في الجامعة. وذكرت مصادر رسمية لـ«اللواء» ان ابو الغيط عرض للرئيس عون نتائج القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في بيروت مؤخرا، وانه تم تشكيل لجنة من الامناء المساعدين للامين العام من أجل متابعة تنفيذ قرارات القمة. وعرض التحضيرات الجارية لقمتي شرم الشيخ وتونس واهمية حضور لبنان. لكن المصادر اشارت الى ان لبنان لم يقرر بعد مستوى المشاركة في قمة شرم الشيخ بانتظار معرفة مستوى الوفود الاخرى العربية والاوروبية، خاصة بعد المعلومات عن عدم حضور الرئيس الفرنسي للقمة. وأكدت المصادر ان هناك احتمالاً كبيراً لأن يُشارك الرئيس عون شخصياً في قمّة تونس. ومن ضمن التحركات الدولية في اتجاه لبنان تزور المفوضية العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني بيروت في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي وتحديداً في 25 شباط الحالي، وتبحث في سلسلة ملفات مع المسؤولين اللبنانيين. في حين تردّد ان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو ينوي زيارة بيروت، لكن لا معلومات رسمية بعد عن هذه الزيارة أو موعدها.

محادثات ظريف

اما المسؤول الإيراني، فقد التقى أمس الرؤساء الثلاثة ونظيره اللبناني وزير الخارجية جبران باسيل، والأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، بعدما كان التقى أمس الأوّل في السفارة الإيرانية عدداً كبيرآً من قادة الأحزاب المنضوية إلى محور المقاومة، والفصائل الفلسطينية، وجدّد خلال كل هذه اللقاءات على استعداد بلاده لتقديم المساعدات والدعم للبنان سواء في مجالات الاقتصاد والكهرباء والنفط والامور التقنية والدعم العسكري للجيش. وذكرت المصادر الرسمية لـ«اللواء» ان ظريف يتفهم موقف لبنان وانه طرح تقديم المساعدات «ضمن الاصول وبما لا يسبب حرجا او ضيقا للدولة اللبنانية بسبب العقوبات الاميركية المفروضة على ايران». وحسب المعلومات، تحدث ظريف عن «آلية لتقديم المساعدات يمكن اعتمادها للبنان شبيهة بالآلية التي تعتمدها بعض الدول الاوروبية للتعاون الاقتصادي والتجاري مع ايران ولا تتعارض مع العقوبات الاميركية». واوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان اللقاء الذي جمع الرئيس عون والوزير ظريف تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وقدم في خلاله الوزير الايراني التهنئة بتأليف الحكومة. وقالت انه لم يعرض تفاصيل عن مساعدة لبنان انما اكد استعداد بلاده لذلك على الأصعدة الاجتماعية والصحية والانمائية والكهربائية والعسكرية وكل ما يطلبه لبنان في هذا المجال. ولفتت الى ان الوزير ظريف اوضح ان المسؤولين الايرانيين يدركون خصوصية الامر بالنظر الى الموقف من ايران وانما هناك رغبة في مساعدة لبنان كما لقيام افضل العلاقات بين البلدين. واكدت انه لم تعرض في المحادثات بين عون وظريف تفاصيل محددة عن مساعدات عسكرية ان لجهة ارسال دبابات وطائرات او حتى في ملف الكهرباء الا ان الموقف اللبناني كان واضحا، لجهة ان أي قرار يتصل بقبول مساعدة من دولة أخرى يتطلب بحثاً في مجلس الوزراء لاتخاذ القرار. وأعلن ظريف في مؤتمر صحافي مطوّل بعد لقاء نظيره باسيل بأنه «واثقا بأن الحكومة الجديدة ستنهض بلبنان»، مؤكدا بأن طهران «على اتم الاستعداد للتجاوب مع طلب الحكومة اللبنانية للتعاون في أي مجال حيوي تراه»، مشيرا إلى انه «ليس هناك قانون دولي يمنع لبنان وإيران من التعاون وحتى ان القرار 2231 يطلب من الدول كافة تطبيع علاقاتها الاقتصادية مع ايران». وقال ظريف انه يثمن عالياً الموقف اللبناني في ما يخص مؤتمر «وارسو» بعدما تبلغ من باسيل عدم مشاركة لبنان في هذا المؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة بسبب حضور إسرائيل، ولأن لبنان يتبع سياسة النأي بالنفس». وبالنسبة لقضية الموقوف اللبناني في إيران نزار زكا التي أثارها معه الرئيس الحريري، وكذلك الوزير باسيل، ردّ ظريف بأن «هناك فصلاً للسلطات في إيران واستقلالية تامة للسلطة القضائية، لكننا سنقوم بالجهود اللازمة لحل الامر». باسيل، فأكد الاتفاق مع ظريف على وجوب تسريع الحل السياسي في سوريا، لافتا «الي أن مسار «استانة» يهم لبنان من ناحية الاستقرار وتهيئة الأجواء لعودة النازحين، مشيرا إلى انه لا يوجد حرج بالتعامل الاقتصادي مع إيران إذا وجدت الأطر التي تحمي لبنان». وحضر موضوع النزوح السوري، في لقاء الرئيس الحريري مع المسؤول الإيراني، من ضمن جولة أفق في أوضاع المنطقة، ولا سيما لجهة السبل الآيلة لتحقيق عودة آمنة وكريمة للنازحين في لبنان». وأوضح المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، ان رئيس الحكومة شكر لوزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده لمساعدة لبنان في المجالات التي تحددها الحكومة اللبنانية، مؤكدا ان «الحكومة تنطلق في برنامجها للنهوض من مصلحة الشعب اللبناني ومصالح لبنان العليا»، لافتا إلى «احترام لبنان لتعهداته والتزاماته تجاه المجتمع العربي والدولي».

الدولي: لبنان لم يطلب تمويل

إلى ذلك، قال مدير الشرق الأوسط واسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي: ساعدنا لبنان على سبيل المثال لوضع إطار عمل لإدارة الاستثمار، للتأكد من تنفيذ الاستثمارات العامة، بشكل سليم، غير ان السلطات اللبنانية لم تطلب برنامج تمويل. وأشار إلى حاجة لبنان إلى خطوات واضحة وحاسمة لخفض العجز في الميزانية.

"الجمهورية": جلسة الثقة: مهرجان خطابي طويل.. والقوانين المعطلة تنتظر الحكومة

تمثل الحكومة أمام المجلس النيابي اليوم، للإستحصال على سِمة الدخول الى ميدان العمل التنفيذي الموعود، الذي تعهّدت به بالاسم الذي أطلقته على نفسها: «حكومة إلى العمل». يأتي ذلك في وقت يشهد لبنان في هذه الفترة مزيداً من الإندفاع الخارجي في اتجاهه، والذي تجلى في سلسلة زيارات لمسؤولين أميركيين، وبعدها رئيس الحكومة الايطالية جوزيبي كونتي، ثم حضور وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف، وبعده الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، وصولاً الى زيارة الموفد الملكي السعودي الدكتور نزار العلولا الذي سيصل الى بيروت اليوم ويلتقي الرؤساء الثلاثة وقوى سياسية لبنانية. بمعزل عن التساؤلات التي أثيرت في اوساط سياسية مختلفة حول سر تزامن هذه الزيارات مع بعضها البعض، مقرونة بافتراضات أوحت وكأنّ تنافساً عربياً ايرانياً يحصل على ارض لبنان، فقد اكدت اوساط السراي الحكومي لـ«الجمهورية» ان لا رابط بين هذه الزيارات، فأبو الغيط سبق له أن اكد انه سيزور لبنان بعد تشكيل الحكومة، اما بالنسبة الى العلولا فقد سبق واكد اكثر من مرة انه ينتظر تشكيل الحكومة ليقوم بزيارة لبنان لتأكيد وقوف المملكة الى جانب لبنان، ولأنّ لديه اخباراً سارّة للبنان واجراءات سيقوم بها عند زيارته، وإن شاء الله ستسمعون اخباراً جيدة».

السلاح الايراني

وبحسب اوساط السراي فإنّ زيارة وزير الخارجية الايرانية هي زيارة دعم للبنان ولا رابط بينها وبين زيارتي ابو الغيط والعلولا، والرئيس الحريري كان على علم بزيارته قبل ان يتم الاعلان عنها، ورداً على سؤال حول مدى تحمّل لبنان قبول تسليح جيشه منى ايران قالت اوساط السراي: المسألة مرتبطة بإمكانية ان يوافق على هذا الامر كل لبنان وليس فقط الحكومة اللبنانية. نحن نعلم انّ كل شركة تذهب الى ايران تتعرض لعقوبات، وهذه العقوبات يتخوف منها كل العالم، ونحن سنعمل ما هو لمصلحة لبنان. وكان ظريف قد اكد في عين التينة انّ ايران على استعداد لأن تقدم الدعم للبنان، ولكن بما يتلاءم مع طروف لبنان وبما لا يؤدي الى إحراجه. واللافت للانتباه في ما تعكسه أوساط السراي عن لقاء الحريري وظريف، اشارتها الى انها اكثر المرّات التي يسمع فيها الحريري كلاماً ايجابياً ومشجّعاً حول قضية نزار زكا من مسؤول ايراني.

الى الثقة

داخلياً، ثقة المجلس النيابي، كما هو واضح، اكثر من مؤمّنة وبأكثرية عالية تزيد على الـ120 صوتاً، لحكومة وعدت أن تقرن التعهدات التي قطعتها على نفسها بعد تأليفها، بأفعال جديّة ومجدية، تقدم من خلالها للناس أداء جديداً، يمحو عثرات الحكومة السابقة وسقطاتها في اكثر من مجال، التي أفقدتها حتى اسمها، فحوّلتها من «حكومة استعادة الثقة» الى حكومة كان من أهم إنجازاتها انها أفقدت ثقة الناس بها، وبكل الطاقم السياسي، بأداء عشوائي، محاصصاتي، صفقاتي، إستولد ضغوطاً كبرى ومزيداً من الازمات، وزاد العبء على مالية الدولة حتى أصابها الشحّ الخطير، وراكَم الملفات الاقتصادية والمعيشية على كل فئات الشعب اللبناني.

عون: صولد

هذه الصورة، بما فيها من أوجاع، تتطلب جهوداً استثنائية وجبّارة، لا بل خارقة، لاحتواء تداعيات سلبيات الزمن الحكومي السابق، وما قبله طبعاً. وعشيّة جلسة الثقة المحسومة للحكومة يبدو أنّ حجر الآمال يكبر بشكل واضح؛ فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون قرر أن يلعب «الصولد» على الحصان الحكومي، ويراهن على إنتاجية نوعية لما قرّر ان يسمّيها «حكومة العهد».

بري: الخطأ ممنوع

ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، يرفع شعارا كبيرا: «الحكومة امام اختبار ان تقرن الاقول بالافعال، الوقت وقت العمل، ولا مجال لتضييع الوقت»، ومن هنا فإنّ بري، وكما أبلغ «الجمهورية»، فإنه لطالما كان يشكل الرافعة للعمل الحكومي في الاتجاه الذي يخدم مصالح الدولة ومصالح الناس، وسيواكب هذا المسار باستنفار مجلسي في التشريع الذي يكمل عمل الحكومة. وهو مع الحكومة الجديدة ما زال متموضعاً في المكان نفسه، كداعم للحكومة، لكن كدعم مشروط بالعمل الصائب والمنتج. كان يقال في الماضي ان أصابت الحكومة فلها أجران وإن أخطات فلها أجر واحد، لكن اليوم اختلف الأمر، المطلوب من الحكومة ان تقوم بالعمل الصائب، في بلد بلغ وضعه الاقتصادي حد الخطر الشديد. وبالتالي ما عاد يحتمل اي خطأ، او تقصير. ومن هنا ممنوع على الحكومة ان تخطىء او تقصّر، نحن وإن كنّا متمثّلين فيها سنتعامل معها «على القطعة»، فإن أصابت فذلك امر جيد ونقول لها: أحسنت. وإن أخطأت سنمارس حقنا الطبيعي كمجلس نيابي في المحاسبة والمساءلة، ومن هنا جاء القرار بعقد جلسات شهرية من هذا النوع».

الحريري: عمل حثيث

أمّا رئيس الحكومة سعد الحريري، فيبدو انه اكثر المتفائلين، واوساطه تؤكد لـ«الجمهورية» انه قرر أن يعمل بوتيرة فعّالة وفاعلة، ويتخطى اي مطبات قد تعترض سبيل حكومته، او تعيق ما هي بصدده لمعالجة الازمة الراهنة، أيّاً كانت هذه المطبات، ومهما كلّفه ذلك، وألزم نفسه بالذهاب الى إصلاحات واتخاذ خطوات وقرارات وإجراءات حتى ولو كانت غير شعبية. فالمهم بالنسبة اليه أن تقوم الدولة وتنهض، وتتلمّس طريق خروجها من أزماتها المتفاقمة، وصولاً الى تحقيق الانجاز الذي وعد قبل يومين من دبي، بتحويل لبنان الى بلد يشبه تلك الامارة المتقدمة في دولة الامارات العربية المتحدة.

أكثر من 60 خطيباً

على وقع هذه الروحيّة تذهب الحكومة الى جلسة الثقة، وفي انتظارها صفّ طويل من النواب زاد عددهم عن نصف عدد مجلس النواب، اي ما يزيد عن الستين نائباً سجّلوا أسماءهم لارتقاء منبر الهيئة العامة للمجلس لمناقشة البيان الوزاري لـ«حكومة إلى العمل». علماً انّ معلومات «الجمهورية» تؤكد بذل الرئيس الحريري المساعي الحثيثة في الساعات الماضية لتقليص عدد المتكلمين وصرف الوقت على ما صار يشبه مهرجاناً خطابياً، خصوصا انّ النواب الجدد يعتبرون هذه الجلسة فرصة ثمينة للاطلالة على جمهورهم بعد الانتخابات من على منبر مجلس النواب، في جلسة منقولة وقائعها مباشرة عبر الاعلام المرئي والمسموع. وبحسب مصادر مجلسية فإنّ كثرة عدد المتكلمين في الجلسة وبقاءه عند هذا الحد المرتفع يصعّب إمكانية انتهاء الجلسة غداً، كما هو محدد في الدعوة التي وجّهها بري لعقد الجلسة على مدى يومين بجلسات نهارية ومسائية، ما يعني انّ الجلسة ستتمدّد حكماً الى يوم ثالث، أي بعد غد الجمعة، على اعتبار انّ يوم غد الخميس عطلة رسمية لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وربما حتى يوم السبت المقبل اذا بقي جدول الخطباء على حاله من دون تخفيض وتراجع طالبي الكلام عن أدوارهم.

معارضة خجولة

وكما هو واضح انّ الغالبية الساحقة من النواب المتكلمين ستعزف على وتر تشجيع الحكومة وتحميسها وتحفيزها لتكون بعملها المقبل أهلاً للثقة التي سيمنحونها لها، في مقابل بضعة أصوات قد لا تزيد عن عدد اصابع اليد الواحدة، ستغرّد خارج السرب، وكأنها تصرخ في واد، لتؤكد من خلال ذلك انّ في المجلس النيابي نبضاً للمعارضة، حتى ولو كان خجولاً.

بيان وزاري مستعمل!

وبمعزل عن «رهان عون»، و«رافعة بري» و«تفاؤل الحريري»، وعن جدار الدعم الذي بنته القوى السياسية حول الحكومة، فإنّ كل ذلك ليس كافياً لأن تكون الثقة التي ستمنح لها، ثقة مقنعة، او بمعنى أدق ثقة تستحقها الحكومة. هذا ما تؤكد عليه اوساط المراجع السياسية والرسمية، التي ترتسم في أجواء بعضها علامات تقييم متدنية للبيان الوزاري، بحيث وصل هذا التقييم بمرجع سياسي الى التساؤل: «ماذا يمكن ان تتأمل من بيان مستعمل في الحكومة السابقة، هو في الأصل «صَفصفة كلام»، ومع ذلك لا تلك الحكومة طبّقته، ولا هو يشكّل خريطة الانقاذ الذي تعد فيه هذه الحكومة»؟

ورشة سريعة

واذا كان المجلس النيابي يتحضّر بعد جلسة الثقة للدخول في دورة انعقاد استثنائية متوافق على فتحها بين الرؤساء الثلاثة، وذلك عبر مرسوم ينتظر ان يصدر بالتفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بما يمهّد لدخول المجلس في ورشة تشريعية ورقابية على حد ما يقول الرئيس بري، فإنّ حكومة ما بعد الثقة، بحسب ما تؤكد مصادر وزارية بارزة لـ«الجمهورية»، هي أمام ورشة عمل سريعة ومستعجلة، واستهلاليتها تبدأ بالانجاز السريع لمشروع موازنة العام 2019 بشقّيها: فتح دورة استثنائية لمجلس النواب لعقد جلسة تشريعية لإقرار جدول اعمال يتصدره اقتراح بالاجازة بالصرف على القاعدة الاثني عشرية لتسيير عمل الدولة، وضبط الواردات والنفقات حتى صدور قانون الموازنة.

الاختبار الصعب

اما الإختبار الذي ينتظر الحكومة، فبحسب المصادر، هو الأمر الصعب الذي يوجب على الحكومة إثبات مصداقيتها امام الناس وتوجّهها نحو تحويل البلد الى دولة قانون تطبّقه وتخضع لأحكامه، وهنا تكمن الوصفة العلاجية للامراض التي يعانيها البلد، وفي مقدمها الفساد الذي ينخر عظام الدولة وكل مفاصلها المؤسساتية والادارية. واذا كانت الورشة المنتظرة من قبل الحكومة قد تعرّضت، لِما يصفها مرجع مسؤول بـ«انتكاسة مسبقة»، أحدثها إلغاء وزارتي الفساد والتخطيط، وهو أمر يلقي ظلالاً من الشك حول مصداقية العمل الحكومي، الّا انّ هذه المصداقية، بحسب مصادر قانونية لـ«الجمهورية» قد تكون فارغة مع المخالفة الدستورية المستمرة منذ ما يقارب العشرين سنة، فالدستور نَص في مادته الـ«65» - «البند 2» على انّ من واجبات مجلس الوزراء «السهر على تنفيذ القوانين»، ومع ذلك يتم عمداً، تعطيل تنفيذ ما يزيد على الاربعين قانوناً، ويمتنع اهل السلطة عن اصدار المراسيم التطبيقية لهذه القوانين.

جابر

والواضح انّ هذه القوانين حيوية في مجملها، وعلى ما يقول النائب ياسين جابر لـ«الجمهورية» انه لا بد من ورشة تطبيقية للقوانين المعطلة، وبعضها يعود الى العام 2002، ومن شأن تطبيقها ان يساعد على تحسين الوضع الاقتصادي ويعطي الامل بأنه سيكون أمامنا دولة قانون. ومن شأن ذلك ايضاً أن يوجّه رسالة الى كل العالم بأنّ هناك تغييراً جذرياً في المسار التعطيلي، واننا نسير فعلاً نحو الاصلاح البنيوي الذي يتطلبه البلد، علما انّ البلد لا يحتاج الى تشريعات جديدة في معظم الامور لتحقيق هذا الهدف، ذلك انّ القوانين الضرورية لإجراء هذا الاصلاح معظمها موجود منذ سنوات طويلة. ويعدّد جابر نماذج من القوانين المعطلة مثل القانون المتعلق بالكهرباء، حيث يعدّ هذا الملف اكبر مسبّبات عجز الخزينة ولب الفساد. وكذلك قانون الاتصالات، وقانون ادارة قطاع الطيران المدني، وقوانين متعلقة بالصحة، وسلامة الغذاء، وحماية المستهلك، وسلامة المياه، وأضيف الى هذه القوانين اخيراً قانون تكنولوجيا المعلومات. وقال: «عندما شكّل الرئيس بري لجنة نيابية وأولاني رئاستها لمتابعة هذا الموضوع، قمنا بما يتوجّب علينا، وتابعنا هذا الامر مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ووصل بنا الأمر الى حَد أن نستأجر خبراء لإعداد المراسيم التطبيقية لبعض القوانين، ومع ذلك لم يتغيّر شيء».

ظريف: لا قانون دولياً يمنع تعاون لبنان معنا... • باسيل «يهدي» إلى نظيره الإيراني مقاطعة بيروت لمؤتمر «وارسو»

• أبوالغيط: لا توافق عربياً حول عودة سورية إلى «الجامعة»

كتب الخبر.. الجريدة - بيروت.. بدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارته الرسمية للبنان، أمس، بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي أعرب عن امتنانه للدعم الذي يلقاه لبنان من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المجالات كافة، انطلاقا من علاقة الصداقة التي تجمع بين البلدين. وأبلغ الرئيس عون الوزير ظريف أن "مسألة النازحين السوريين في لبنان تحتاج إلى معالجة تأخذ في الاعتبار ضرورة عودتهم الآمنة إلى المناطق السورية المستقرة، لاسيما أن تداعيات هذا النزوح كانت كبيرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في لبنان"، معتبرا أن "لإيران دوراً في المساعدة على تحقيق هذه العودة". ولفت عون إلى أن "الحكومة اللبنانية الجديدة سوف تولي ملف النازحين أهمية خاصة، لاسيما مع تعيين وزير لمتابعته". وشكر رئيس الجمهورية الوزير ظريف على الاستعداد الذي أبدته بلاده لمساعدة لبنان في المجالات كافة، وحمّله تحياته إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، وتهنئته بمناسبة الذكرى الأربعين لقيام الثورة الإيرانية. من جانبه، نقل الوزير ظريف إلى الرئيس عون رسالة شفهية من الرئيس الإيراني ضمنها تحياته وتمنياته له بالتوفيق في قيادة مسيرة لبنان، مجددا الدعوة التي كان وجهها إليه لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأشاد ظريف بـ"العلاقات اللبنانية- الإيرانية التي تصب في مصلحة البلدين والشعبين"، مؤكداً أنه "ليس هناك قانون دولي يمنع إيران ولبنان من التعاون، حتى إن القرار 2231 يطلب من الدول كافة تطبيع علاقتها الاقتصادية مع ايران". ثم انتقل ظريف الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال ظريف، بعد اللقاء، إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها الاستعداد الكامل للتعامل مع الجمهورية اللبنانية على جميع الصعد، لما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين"، مؤكداً أن "هذه العلاقات المميزة تخدم الشعبين الشقيقين، ولا ترتد سلباً عليهما". والتقى ظريف وزير الخارجية والمغتربين حبران باسيل، الذي قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره: "بحثنا بعض الأفكار، وضرورة التنسيق المشترك لوضع خطة بيننا، ومع الدولة السورية والمبادرة الروسية". وأعلن باسيل عدم حضور لبنان مؤتمر وارسو "لسببين، أولهما حضور إسرائيل، والثاني الوجهة المعطاة له، ونحن ننأى بأنفسنا، ويمكننا أن نكون بأي محور جامع". وثمن الوزير الإيراني "الموقف اللبناني فيما يخص مؤتمر وارسو"، مشدداً على "اننا على ثقة بأن الحكومة الجديدة ستكون معبراً للنهوض بلبنان على مختلف المستويات، وإيران ستبقى إلى جانب الشعب اللبناني، ونحن على أتمّ الاستعداد إلى مد يد التعاون للدولة اللبنانية في جميع الأطر التي يراها لبنان مناسبة". في موازاة ذلك، بدأ الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أمس، لقاءاته الرسمية في لبنان. وقال أبوالغيط، بعد لقائه الرئيس عون: "أتمنى الاستقرار والنمو والتقدم للبنان، وناقشنا نتائج القمة الاقتصادية، التي عقدت في 22 يناير، وواضح لي اهتمام الرئيس عون بمتابعة قرارات القمة"، مضيفا: "لم أرصد بعد خلاصات تقود إلى توافق حول عودة سورية إلى الجامعة العربية". ثم انتقل أبوالغيط إلى السراي، حيث استقبله الرئيس الحريري، وتم خلال الاجتماع عرض آخر التطورات في لبنان والمنطقة، واستكملت المباحثات على مائدة غداء أقامها الرئيس الحريري للمناسبة.

لبنان «أخذ العِلم» بعرْض التعاون الإيراني ويحاذر الوقوع في... «أضراره»

البرلمان يبدأ اليوم جلسات الثقة في الحكومة الجديدة

بيروت - «الراي» .. أبو الغيط: لم أرصد خلاصات تقود للتوافق على عودة سورية إلى الجامعة

ظريف: الحل السياسي في سورية يجب ان يتضمّن انسحاب مَن دخل بلا إذن شرعي

على طريقةِ «أخْذ العِلم»، تعاطى لبنان مع إبداء طهران استعدادها للتعاون في مختلف المجالات والأطر التي تراها بيروت مناسِبة، متفادياً أي التزاماتٍ يمكن أن تجرّه الى «فوهة» المواجهة الأميركية - الإيرانية وتالياً تُعَرِّض للخطر كل مسار الدعم العربي - الدولي الذي يشكّل مؤتمر «سيدر 1» وعاءه الأساسي الى جانب خطوات أخرى قد تُقْدِم عليها دول خليجية. وبدا لبنان حريصاً في مقاربة زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي التقى أمس رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون والبرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل (والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله)، على أن يتفادى أيضاً جعْل العامل الإيراني عنصر انقسامٍ في الواقع المحلّي الذي يقف على مشارف مرحلة جديدة عبّر عنها تشكيل الحكومة التي يفترض ان تخرج من البرلمان الذي تمْثل أمامه اليوم وغداً بثقة قياسيةٍ. وقد عبّر عن هذا المنحى خصوصاً موقفا عون وباسيل بعد محادثات كل منهما مع ظريف الذي بدتْ زيارته في إطار مهمة مزدوجة، أولاً لتهنئة لبنان بتشكيل الحكومة وثانياً لوضْع عنوان تفعيل التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية، والذي كان «حدّد جدول أعماله» نصرالله قبل أيام، على الطاولة من ضمن مسارٍ اعتبرت أوساطٌ سياسية في بيروت أنه ينطوي على رسائل أرادتْ طهران توجيهها الى الخارج عشية مؤتمر وارسو حول «فائض القوة» الذي تتمتّع في المشهد اللبناني، وهو ما تنبّهتْ له الجامعة العربية التي أجرى أمينها العام أحمد أبو الغيط محادثاتٍ «متزامنة» مع كبار المسؤولين، في حين تستعدّ بيروت خلال ساعات لاستقبال المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا في خطوةٍ ستقطع الطريق على أي انطباعٍ بـ«إدارة الظهر» لـ«بلاد الأرز» وتأثيرات إيران في واقعها. فرئيس الجمهورية، وبعدما أعرب عن «امتنانه للدعم الذي يلقاه لبنان من طهران في المجالات كافة انطلاقاً من علاقة الصداقة التي تجمع بين البلدين»، شكر ظريف الذي حمل الى عون رسالة من نظيره الإيراني حسن روحاني «على الاستعداد الذي أبْدته بلاده لمساعدة لبنان في المجالات كافة». أما باسيل فحدّد المقاربة التي يتم من خلالها التعاطي مع عرْض إيران للتعاون انطلاقاً من معادلة «ان لبنان لا يجد حرَجاً بالقيام بأي تعاون اقتصادي مع إيران ما دام لا يمسّ بالقرارات الدولية ويضعنا بمأمن تحت سقف القانون الدولي وما دام يصبّ في مصلحة لبنان وغير مشروط سياسياً»، قائلاً في مؤتمره الصحافي المشترك مع ظريف: «عَرَض علينا التعاون ونحن منفتحون لإيجاد الأطر والآليات اللازمة التي تحمي لبنان وتجنّبه أي ارتدادات عكسية أو أضرار وتؤمن مصلحته والمصلحة المشتركة مع الجانب الإيراني»، ورابطاً بتّ أي أمر في هذا الإطار بـ«تقويم الدولة لمصلحة لبنان». وفيما ركّز باسيل على ملف النازحين السوريين، أكد على مسامع ظريف التزام لبنان النأي بالنفس، عازياً عدم مشاركة لبنان في مؤتمر وارسو الى «حضور اسرائيل وثانياً الوجهة المعطاة للمؤتمر في وقت ينأى بلدنا عن مشاكل المنطقة والاصطفاف في محاور». من جهته، حدّد ظريف مرتكَزاً للتعاون المقترَح مع لبنان ينطلق من «ان هذا التعاون البناّء لا يرتدّ سلباً على أي طرف بل هو لمصلحة لبنان وإيران والمنطقة»، مؤكداً في ما بدا رداً ضمنياً على باسيل «أن ليس هناك أي قانون دولي يحظر على لبنان التعاون مع إيران، حتى ان القرار 2231 يطلب من الدول العمل على تطبيع علاقاتها الاقتصادية مع طهران، وما تمارسه أميركا على كافة الدول انها تحملها على نقض روح هذا القرار الدولي». واذ حيا موقف «لبنان النبيل» حيال مؤتمر وارسو، اعتبر «ان مشكلة المنطقة تتمثل في الاعتداء والتهديد والخطر الذي يمثّله الكيان الصهيوني، ولا يمكن أن نسمح للآخرين بأن يجعلوا الخطر الرئيسي في غياهب النسيان لمصلحة بدعة جديدة تقوم على الترويج لأخطار واهية ووهمية»، مؤكداً في الملف السوري دور بلاده في «المساعدة على إيجاد حل سياسي سواء عبر مسار استانة او لقاء سوتشي او مسارات بناءة أخرى»، ومعلناً «ان آلية الحل السياسي يجب ان تُحدَّد عبر إرادة السوريين وليس بإملاءات أجنبية، وأي حل سياسي يجب ان يتضمّن تأكيد احترام سيادة سورية ووحدة اراضيها ووجوب خروج كل القوات التي دخلتْ سورية من دون إذن شرعي من الدولة السورية». وكان لافتاً ان محطة «أو تي في» (التابعة لحزب رئيس الجمهورية) استبقت محادثات ظريف الرسمية بمقدّمة إخبارية مدجَّجة بالرسائل اللافتة، مع وصْفها الزيارة بأنها «إنزال إيراني أبعد من دواء وكهرباء وحتى سلاح»، معتبرة ان طهران «تعلم أن بيروت لن تخاصم واشنطن ولن تخوض معركة معها من أجل سلاح إيراني، وهي - أي بيروت - سبق أن ردت موسكو خائبة في السلاح (...)»، وقائلة «ان بيروت عند طهران أصبحت بمثابة بغداد ودمشق وصنعاء، وربما أهمّ، محور المقاومة والممانعة لا يقف عند السلسلة الشرقية والحدود الجنوبية، بل يربط طهران بالضاحية عبر أوتوستراد الممانعة السريع من زاغروس إلى طوروس ومن الحديدة إلى جديدة يابوس». وفي موازاة ذلك، أجرى ابو الغيط مباحثات مع عون وبري والحريري وشخصيات سياسية ركّزت على تهنئة لبنان بتشكيل الحكومة ومتابعة قرارات القمة العربية التنموية الذي عُقد في بيروت والتحضيرات للقمة العربية في تونس نهاية مارس، والقمة العربية - الاوروبية في شرم الشيخ أواخر الشهر الجاري. ورداً على سؤال حول عودة سورية الى الجامعة العربية، قال ابو الغيط «أتابع بدقة شديدة جداً هذا الموضوع، ولكنني لم أرْصد بعد أن هناك خلاصات تقود للتوافق الذي نتحدّث عنه والذي يمكن ان يؤدي الى اجتماع لوزراء الخارجية يعلنون فيه انتهاء الخلاف، وبالتالي الدعوة الى عودة سورية لشغل المقعد».

وزير «حزب الله» في «الصحة»... أميركيّ؟

بيروت - «الراي» .. كشف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن وزير الصحة في الحكومة الجديدة جميل جبق «ليس في الكادر الحزبي لحزب الله وهو يحمل جنسية أميركية». وقال جعجع في إطلالة عبر شاشة «الجديد» إنه كان يفضّل ألا تؤول وزارة الصحة لـ«حزب الله» والسبب «أننا نبحث عن مشكلة بالناقص إلا أن اختيار الوزير جبق سهّل الموضوع نوعاً ما». وجرى التداول على مواقع التواصل الاجتماعي بصورةٍ لوزير الصحة الجديد خلال زيارة له للولايات المتحدة وبدا فيها أمام البيت الأبيض.

 

 

 

 

 



السابق

مصر وإفريقيا.. تحديد موعد تصويت البرلمان على تعديلات الدستور..القاهرة: لا مصالحة مع قطر قبل تغيير سلوكها..«الإفتاء المصرية» تطالب بمواجهة كل الجماعات الإرهابية..مصر قلقة من تحركات تركيا في أفريقيا عموماً وليبيا خصوصاً..ليبيا.. الجيش الوطني يستكمل السيطرة على حقل الشرارة..الصادق المهدي يحذر من «انقلاب داخلي» في السودان..الجزائر: غديري ومقري مصممان على خوض الانتخابات الرئاسية..معارض تونسي: الاتهامات الموجهة إلى «النهضة» لم تأتِ من فراغ.."إيلاف المغرب" تجول في الصحف المغربية الصادرة الثلاثاء..

التالي

أخبار وتقارير..ترمب: الثورة في إيران 40 عاما من الفساد والقمع والإرهاب...نتانياهو: إذا أخطأت إيران فستكون هذه الذكرى الأخيرة لثورتها...روحاني كاشفا عن أطماع طهران: "دول الخليج كانت إيرانية"!..تحذير من «عالم عدائي» نتيجة تنافس القوى الكبرى..شاناهان في أفغانستان لطمأنة الحكومة وغني يطالب بدور في المحادثات..فنزويلا تطلق «أكبر» مناورات عسكرية في تاريخها..فرنسا تراهن على الشراكة مع أستراليا لتشكيل محور ثلاثي يضم الهند..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,106,089

عدد الزوار: 6,753,031

المتواجدون الآن: 103