سوريا....هل تنفجر حروب سوريا المؤجلة بعد الانسحاب الأمريكي؟..قمة سوتشي تحث المجتمع الدولي على دعم السوريين وتشكك في نية واشنطن الانسحاب....روحاني أمام أردوغان: مستعدون لتوثيق علاقة أنقرة بدمشق..ملايين الدولارات و40 طنا من الذهب.. ثروة داعش بالمعقل الأخير...موسكو لأردوغان: إنما للصبر حدود! ...أكبر عملية خروج لـ«داعش» من جيبها الأخير شرق سوريا..

تاريخ الإضافة الجمعة 15 شباط 2019 - 4:44 ص    عدد الزيارات 2206    القسم عربية

        


قمة سوتشي تحث المجتمع الدولي على دعم السوريين وتشكك في نية واشنطن الانسحاب....

روسيا اليوم... المصدر: RT + وكالات....في ختام القمة الثلاثية في مدينة سوتشي، اتفق رؤساء روسيا وتركيا وإيران على مواصلة العمل للوصول للتسوية السياسية في سوريا، مع احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها. وفي بيان ختامي للقمة، وهي الرابعة من نوعها، شدد الرؤساء فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان وحسن روحاني على ضرورة تكثيف الجهود لإطلاق عمل اللجنة الدستورية في سوريا في أقرب وقت. ونوه الرؤساء الثلاثة بأهمية تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى منازلهم، مناشدين المجتمع الدولي بتنشيط دوره في مساعدة الشعب السوري دون تسييس الموضوع. ولفت الزعماء الثلاثة إلى أهمية الاستمرار في محاربة الإرهاب في جميع أنحاء سوريا، مع تكثيف الجهود لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب. واتفق الزعماء الثلاثة على اتخاذ إجراءات من أجل تطبيق الاتفاقات بشأن منطقة وقف إطلاق النار في إدلب شمال غربي سوريا بالكامل، معربين عن محاولات "هيئة تحرير الشام" التي تشكل "جبهة النصرة" الإرهابية عمودها الفقري زيادة نفوذها في المنطقة. وفي، أعرب بوتين وروحاني وأردوغان عن رفضهم القاطع لمحاولات فرض حقائق جديدة على الأرض في سوريا تحت غطاء محاربة الإرهاب. وأعرب الزعماء الثلاثة عن حزمهم في "التصدي للمخططات الانفصالية التي تهدف إلى نسف سيادة سوريا ووحدتها الترابية، وكذلك أمن الدول المجاورة لها". واتفقت الدول الثلاثة على عقد اجتماع جديد بصيغة أستانا أواخر مارس - أوائل أبريل المقبل.

قمة سوتشي تشكك في نية واشنطن سحب قواتها من سوريا

وفي تصريحاتهم أثناء مؤتمر مشترك عقد في ختام القمة، أعرب الرؤساء الثلاثة عن شكوكهم إزاء نية الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا. وأوضح بوتين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتزم بوعوده الانتخابية، لكن الظروف الداخلية في الولايات المتحدة تمنعه أحيانا من تطبيقها، مضيفا: "لا نعلم ما سيحدث لاحقا، لكن اليوم نؤكد أنه لم يحصل أي تغير ملحوظ على الأرض". وتابع بوتين أنه إذا سحبت الولايات المتحدة في الواقع قواتها من سوريا، فإن القوات السورية يجب أن تسيطر على هذه المناطق. من جانبه، أشار الرئيس أردوغان إلى أن قرار سحب القوات الأمريكية يعود إلى ترامب ويواجه معارضة من قبل كبار المسؤولين الآخرين في الولايات المتحدة ومن غير الواضح متى سيطبق هذا القرار وما إذا كان سيحصل فعلا. وذكر الرئيس التركي أن أنقرة تعول على التنسيق مع روسيا وإيران في عملية سحب القوات الأمريكية من سوريا، مشيرا إلى ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية من جانب وضمان عدم سيطرة "الإرهابيين" على المناطق الآمنة الجديدة. بدوره، أبدى روحاني قلق طهران إزاء ما وصفه "المؤامرة طويلة الأمد" الأمريكية ضد سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن تتوقف عن التدخل في شؤون سوريا و"قد تواصل عدوانها من الجو" حتى إذا انسحبت قواتها البرية من البلاد. وشدد روحاني على ضرورة "تطهير شرق الفرات"، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة أن يكون لدى الأكراد دور في مستقبل سوريا. وقال الرئيس الإيراني إن موقف الدول الثلاث والمجتمع الدولي بأكمله يقضي بضرورة استعادة الحكومة الشرعية السيطرة على كامل أراضي سوريا.

قمة سوتشي تؤكد ضرورة مضاعفة الجهود لتطبيق اتفاق إدلب

المصدر: وكالات روسية...انطلقت في مدينة سوتشي جنوبي روسيا القمة الثلاثية حول سوريا بين رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وإيران حسن روحاني وتركيا رجب طيب أردوغان، مع التركيز على الوضع في محافظة إدلب شرقي البلاد. وفي كلمته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "بؤرة الإرهاب في إدلب لا يمكن التسامح معها ويجب اتخاذ إجراءات للقضاء عليها". وشدد بوتين على أهمية أن تبدأ اللجنة الدستورية السورية عملها في القريب العاجل، لافتا إلى أن الدبلوماسيين الروس بذلوا بالتنسيق مع الأطراف السورية والأمم المتحدة جهودا ملحوظة في هذا الاتجاه. وأكد أن عدد اللاجئين والنازحين السوريين الذين يعانون من غياب المساعدات الإنسانية قد تقلص إلى الثلث، لكن نحو مليون شخص لا يزالون يحتاجون المساعدة. وأعرب بوتين عن أمل قمة سوتشي في أن يلعب المجتمع الدولي وبالدرجة الأولى الأمم المتحدة ووكالاتها دورا أنشط في دعم جميع السوريين دون تسييس وشروط مسبقة. وقال: "روسيا وإيران وتركيا تبذل مساعي منسقة لاستعادة الحياة الطبيعية في سوريا ومساعدة السوريين على إعادة الإعمار، وقد أحرزنا نتائج تجسدت في عودة أكثر من 130 ألف لاجئ سوري إلى مناطقهم خلال الأشهر الستة الماضية. كما أكد بوتين ضرورة مناقشة تطورات الوضع في شمال شرقي سوريا في ظل إعلان الولايات المتحدة عن نيتها سحب القوات الأمريكية من المنطقة، وذكّر بأنه هو ونظيره التركي سبق أن اتفقا خلال محادثاتهما في موسكو في يناير الماضي على ضرورة حل القضايا الأمنية في سوريا مع الاحترام الصارم لسيادتها ووحدة أراضيها. من جانبه، أشار الرئيس الإيراني إلى أن سيطرة "هيئة تحرير الشام" التي يشكل تنظيم "جبهة النصرة" عمودها الفقري على 99% من منطقة وقف إطلاق النار في يناير الماضي، حالت دون تطبيق اتفاق إدلب بالكامل، لافتا إلى ضرورة أن تضاعف طهران وموسكو وأنقرة جهودها لتطبيق هذا الاتفاق. وحمّل روحاني الولايات المتحدة المسؤولية عن دعم الإرهابيين في سوريا والعراق واستغلالهم لتحقيق مصالح واشنطن، مشددا على ضرورة سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا، كي يتمكن الجيش السوري من الانتشار بأسرع وقت ممكن على ضفتي الفرات بما يراعي مصالح سكان المنطقة بمن فيهم الأكراد. وقال روحاني إن طهران تتفهم قلق أنقرة بشأن تطورات الوضع في الشمال السوري، وأن نشر قوات سورية في المنطقة يمثل "حلا جيدا" للحد من المخاوف التركية. وحث الرئيس الإيراني على التنسيق بين حكومتي دمشق وأنقرة بما يصب في مصلحة سوريا، وأدان الغارات الإسرائيلية على سوريا، واعتبرها نهجا "متهورا". من جانبه، تطرق الرئيس التركي في كلمته إلى أهمية مفاوضات أستانا بالنسبة للتسوية السلمية في سوريا، مؤكدا أن الدول الضامنة الثلاث استطاعت الحفاظ على "مبادئ أستانا"، على الرغم من الاستفزازات المختلفة. ووصف أردوغان مفاوضات أستانا بأنها "أنجح نموذج لوقف إراقة الدماء" مؤكدا أن أنقرة وموسكو وطهران تمكنت عبر الحوار من احتواء العديد من العقبات. وأضاف أردوغان أن أنقرة صرفت نحو 35 مليار دولار على استقبال اللاجئين السوريين، مبديا استعداد تركيا لفعل "كل ما بوسعها" من أجل تحقيق السلام في جارتها سوريا.

روحاني أمام أردوغان: مستعدون لتوثيق علاقة أنقرة بدمشق

المصدر: دبي - العربية.نت... اختتمت قمة سوتشي، الخميس، التي تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته أثناء القمة المنعقدة في منتجع سوتشي، إنه من المهم أن تبدأ اللجنة الدستورية في سوريا عملها. وأضاف أنه لا يجب القبول ببقاء "الإرهابيين" في إدلب. وقال إن السوريين وحدهم المخولون بتحديد مصير بلادهم السياسي، لافتا إلى أن نجاح العملية السياسية قد يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين دمشق والعرب. وأشار إلى أن المحادثات تطرقت إلى الانسحاب الأميركي في سوريا. وأكد أن المساعدات الإنسانية وعودة اللاجئين ملفان تصدرا المباحثات.

روحاني: النصرة لن تحمي نفسها بتغيير اسمها

من جهته، صرّح الرئيس الإيراني حسن روحاني أن أميركا وإسرائيل تدعمان الإرهاب. مؤكدا ضرورة "الحفاظ على وحدة سوريا". وأضاف أن واشنطن تعرّض أمن سوريا للخطر، مشددا على ضرورة ضمان أمن تركيا من التهديدات الإرهابية في سوريا. وأكد أن بلاده تدعم الاتفاق الروسي - التركي حول إدلب، مشيرا إلى ضرورة تنفيذ كل بنود اتفاق إدلب، لأن جبهة_النصرة لم تخرج منها بعد. وأعلن روحاني أن "جبهة النصرة" لا يمكنها حماية نفسها عبر تغيير اسمها، فيما أشار الرئيس الإيراني إلى ضرورة نشر "القوات السورية" على كل الحدود. وأعرب روحاني عن استعداد بلاده لمساعدة روسيا لتوثيق العلاقات بين أنقرة ودمشق. وركز روحاني على ضرورة انسحاب كل القوى الأجنبية من سوريا، منوّها بضرورة إتمام ما أسماه "الحوار السوري - السوري" دون أي تدخل أجنبي. وأكد أهمية عودة النازحيين السوريين إلى بلادهم.

تركيا لن تقبل باشتعال سوريا مجدداً

من جهة أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن 4 ملايين نازح سوري ينتظرون العودة لديارهم، مشددا أنه على أن النظام السوري المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف أردوغان أن عملية أستانة أكبر مبادرة ناجحة للأزمة السورية. وتابع "لن نسمح بوجود ممرات إرهابية على حدودنا الجنوبية". وأكد أردوغان أن بلاده لن تسمح بإشعال الأزمة مجددا في سوريا، متمنيا أن يصل الشعب السوري للسلام. وتابع: "نأمل أن تكون قرارات سوتشي اليوم لمصلحة الشعب_السوري". وقال أردوغان في كلمته بختام سوتشي "سنجتمع مجددا الشهر القادم في تركيا لمناقشة الأزمة السورية".

الشرطة العسكرية الروسية توسع نطاق دورياتها شمالي سوريا

روسيا اليوم...المصدر: وكالات.. وسّعت الشرطة العسكرية الروسية نطاق عملها في أراضي شمالي سوريا المحاذية لمناطق سيطرة فصائل المعارضة المدعومة من تركيا. ودخلت دورية للشرطة الروسية أمس الأربعاء بلدة عوشرية ذات الأغلبية الكردية شمالي منبج على بعد كيلومتر واحد من مواقع الفصائل المسلحة. وأقام الجيش السوري مخفرا على خط التماس في هذه المنطقة مؤخرا، فيما تعمل الشرطة الروسية على تأمين المنطقة حتى خط التماس. وكانت الشرطة العسكرية الروسية قد دخلت الشمال السوري مطلع يناير الماضي لمنع الاستفزازات هناك بعد انتشار نقاط للجيش السوري فيها، وذلك بعد قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا واستعدادات أنقرة لشن عملية عسكرية تستهدف مناطقة سيطرة الفصائل الكردية.

ملايين الدولارات و40 طنا من الذهب.. ثروة داعش بالمعقل الأخير

سكاي نيوز عربية – أبوظبي... لا يزال مجهولا مصير أطنان من الذهب والثروة المالية التي كانت بحوزة داعش في قرية باغوز الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات على الحدود السورية مع العراق، وهي آخر معقل لداعش في منطقة عمليات التحالف الدولي. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المنطقة التي يتحصن فيها التنظيم بقادته وعناصره، يتواجد فيها نحو 40 طنا من الذهب. كما يحوي الجيب، الذي لا يزال داعش يسيطر على أجزاء منه، على عشرات ملايين الدولارات، وفقا لمصادر المرصد. ونقل المرصد السوري عن المصادر التي يصفها بـ"الموثوقة"، قائلا إن الذهب الموجود في المعقل الأخير لداعش جرى جمعه من كافة المناطق التي سيطر عليها التنظيم سابقا. وتقول المصادر إن كميات ضخمة من الذهب نقلها وسطاء أتراك وقادة في التنظيم، على صلات وثيقة مع السلطات التركية ومخابراتها، من تركيا إلى مناطق سيطرة داعش. وفي ديسمبر الماضي، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن مسلحي تنظيم داعش في العراق وسوريا، وضعوا أيديهم على مبالغ طائلة بالعملة الصعبة والعراقية، فضلا عن سبائك من الذهب تقدر بمئات الملايين. وتشن قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على نحو ربع البلاد، معركة لاستعادة آخر جيب يسيطر عليه تنظيم داعش في سوريا، عبر حملة تدعمها الولايات المتحدة على داعش. وكانت رويترز نقلت عن المتحدث باسم التحالف الكولونيل شون رايان قوله، الثلاثاء الماضي: "العدو متحصن بالكامل، ويواصل مقاتلو داعش شن هجمات مضادة". وأضاف أنه "من السابق لأوانه تحديد إطار زمني" بشأن موعد نهاية العملية. وأبلغت مصادر عسكرية من قوات سوريا الديمقراطية سكاي نيوز عربية، الأربعاء، بالسيطرة على كامل بلدة باغوز فوقاني شرقي نهر الفرات بريف دير الزور بعد اشتباكات مع داعش، ليخسر التنظيم الإرهابي خط دفاعه الأول في آخر جيوبه داخل سوريا. وقال رايان إنه حتى بعد السيطرة على باغوز سيتعين إجراء عمليات تطهير لإزالة الألغام والشراك الخداعية التي تركها التنظيم لقتل المدنيين. وفي الأراضي التي خسر التنظيم السيطرة عليها في سوريا والعراق اختبأ أفراده لكنهم يشنون حرب عصابات تتسبب في وقوع خسائر في الأرواح.

قسد: داعش محاصر في آخر كلم2 ويلجأ للانتحاريات

المصدر: سوريا- فرانس برس.. أكد المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور عدنان عفريني، لوكالة فرانس برس، أن المئات من عناصر داعش باتوا حاليا محاصرين في مساحة تبلغ حوالي كيلومتر واحد مربع في شرق سوريا. وأشار المتحدث مساء الأربعاء إلى أن التنظيم لجأ إلى نساء لتنفيذ عمليات انتحارية. وأضاف "هناك اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة". وبدأت قوات سوريا الديمقراطية، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، السبت هجومها الأخير ضد البقعة الأخيرة التي يتواجد فيها المتطرفون والتي تضمّ جزءا من بلدة الباغوز قرب الحدود العراقية. وقال عفريني "هناك مقاومة لا يستهان بها" في حين نفّذ عناصر داعش في الأيام الأخيرة هجمات مضادة أرغمت قوات سوريا الديمقراطية على التراجع. وتابع "المساحة الجغرافية التي كنا نتحدث عنها كانت 700 متر مربع والآن أصبحت كيلومتر مربع من المنازل، بالإضافة إلى مخيم بجنوب الباغوز". إلى ذلك، أضاف "لا توجد لدينا أعداد دقيقة لكن يمكننا أن نعطي أعدادا تقديرية، هي ألف وما فوق، بين مقاتلين ومقاتلات" متحصنين في المنطقة.

أنفاق وانتحاريات

كما أوضح أن هناك الآن في الباغوز أنفاقا كثيرة. لهذا السبب تأخرت الحملة. هناك الكثير من الانتحاريين الذين يقتحمون مناطق قواتنا. هناك سيارات ودراجات مفخخة". وقال عفريني إن قوات سوريا الديمقراطية تعرضت الثلاثاء لهجومين نفذتهما امرأتان انتحاريتان فجّرتا نفسيهما. إلى ذلك، لفت المتحدث إلى أن "غالبية القياديين" في التنظيم في الجيب الأخير هم أجانب و"قياديين عراقيين يديرون المعارك". يذكر أن التنظيم الذي أعلن في العام 2014 إقامة ما سماه "دولة الخلافة" على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، مني بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين.

موسكو لأردوغان: إنما للصبر حدود! في قمة سوتشي بوتين الغاضب يدعو لخفض التصعيد في إدلب..!!

ايلاف..نصر المجالي... بينما تؤكد موسكو أن صبرها بدأ ينفذ من تصرفات أنقرة، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى ضمان خفض التصعيد في إدلب بصورة نهائية، وأكد أنه لا يمكن السكوت عن تواجد الإرهابيين في إدلب السورية، ومن الضروري النظر في خطوات للقضاء عليهم. واستضاف الرئيس الروسي، يوم الخميس، اجتماعا ثلاثيا هو الرابع من نوعه، مع الرئيس الإيراني والتركي، فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود لبحث مستقبل سوريا وتحقيق تسوية مستدامة فيها. وقال بوتين إنه في جميع أنحاء سوريا تقريبا يتم الالتزام بنظام وقف الأعمال العدائية وبالتالي ينخفض مستوى العنف "وهذه، بالطبع، هي نتيجة إيجابية لعملنا المشترك". وتعمل روسيا إلى جانب شريكيها الرئيسيين في إطار صيغة أستانة (تركيا وإيران)، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، على تشكيل لجنة دستورية مشتركة بين الأطراف السورية تهدف إلى وضع رؤية لإصلاح دستوري في البلاد.

خفض التصعيد

وأضاف بوتين: "كما نحتاج إلى ضمان خفض التصعيد في إدلب بصورة نهائية، نجحنا في مساندة نظام وقف العمليات في المحافظة، لكن هذا لا يعني المصالحة مع الجماعات الإرهابية. لذلك، أقترح النظر في الخطوات العملية التي قد تتخذها روسيا وتركيا وإيران بشكل مشترك للقضاء على البؤرة الإرهابية بالكامل". وللبلدان الثلاثة قوات في سوريا، حيث تنسق جهودها رغم اختلاف الأولويات وتضارب المصالح بينها أحيانا. لكنّ انسحابا مرتقبا للقوات الأميركية من سوريا، أعلنه الرئيس دونالد ترمب في ديسمبر 2018، يهدد بتوترات جديدة لا سيما بين موسكو وأنقرة.

منطقة آمنة

وخلال القمة، أبلغت روسيا، تركيا أنها لا تملك الحق في إنشاء "منطقة آمنة" داخل سوريا ما لم تطلب موافقة من الرئيس بشار الأسد وتحصل عليها مما ينذر بتوترات مع بدء قمة ثلاثية بشأن الصراع السوري. وتريد تركيا إنشاء ما تطلق عليها منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، الذي تسيطر القوات الأميركية على بعض أجزائه في الوقت الراهن، كما تريد إخلاء المنطقة القريبة من حدودها من وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة. لكن قبيل بدء قمة سوتشي بشأن سوريا، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن أنقرة تحتاج إلى ضوء أخضر من الأسد لإنشاء أي منطقة آمنة داخل الحدود السورية. وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا ردا على سؤال بشأن خطة المنطقة الآمنة التركية "مسألة وجود قوة عسكرية تعمل بتعليمات من بلد ثالث على أرض دولة ذات سيادة لا سيما سوريا يجب أن تحسمها دمشق مباشرة. هذا هو موقفنا الأساسي". غير أنه من المرجح ألا يكون ذلك مستساغا لدى أردوغان الذي دعا الأسد للتنحي بعد أعوام من الحرب الأهلية التي مزقت سوريا.

صبر ينفذ

وأوضح الكرملين يوم الخميس أيضا أن صبره على تركيا بشأن اتفاق مشترك لفرض منطقة منزوعة السلاح في شمال غرب إدلب بدأ ينفذ. وأبرمت موسكو وأنقرة الاتفاق في سبتمبر 2018 حيث قال البلدان إنهما يريدان إخلاء المنطقة من الأسلحة الثقيلة والمتشددين. وساهم الاتفاق في تجنب هجوم للقوات الحكومية في المنطقة، آخر معقل رئيسي لمعارضي الأسد. لكن موسكو تشكو منذ ذلك الحين من أن متشددين كانوا ينتمون لجبهة النصرة يسيطرون الآن على زمام الأمور هناك وتريد عملا عسكريا لطردهم. ولا تؤيد أنقرة ذلك بنفس القدر حيث تشعر بالقلق بشأن تدفق محتمل للاجئين من إدلب في حال تنفيذ عمل عسكري وتريد بسط سيطرتها في منطقة على حدودها. ولا تريد تركيا أن تبعدها التطورات في إدلب عن خطتها لإنشاء منطقة آمنة في شمال شرق سوريا.

كلام روحاني

وإلى ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني لنظيريه الروسي والتركي يوم الخميس إنه يدعم مسعى لتطهير منطقة إدلب بسوريا من مقاتلين كانوا ينتمون من قبل لجبهة النصرة، وأضاف أنه سيكون من الخطأ تركهم يخرجون من مأزقهم لمجرد أنهم غيروا اسمهم. وأبلغ روحاني بوتين وأردوغان بأنه يعتقد أن الوقت حان لتكثيف الجهود لإصلاح الوضع في إدلب. وتقول موسكو إن متشددين إسلاميين كانوا ينتمون من قبل لجبهة النصرة يسيطرون حاليا على معظم أنحاء إدلب، وتريد تحركا عسكريا لطردهم من هناك. قال روحاني عقب القمة الثلاثية: "في اجتماع اليوم بين رؤساء الدول الثلاث، والذي كان مفيدًا وصريحًا للغاية، ناقشنا الحاجة إلى مواصلة الحرب ضد الإرهاب في المناطق المتبقية ، بما في ذلك إدلب. وتابع الرئيس الإيراني: لقد أكدنا هذه المسألة. الجميع وافق على أن خفض التوتر ووجود قوات الدول الضامنة — على أساس موقت. إدلب جزء من الدولة السورية، من الضروري القيام بتطهيرها من الإرهابيين، تحت أي مسمى كانوا يجب أن يغادروا البلاد". وأشار روحاني أن طهران قلقة من عدم وجود وضوح حتى الآن بشأن سحب القوات الأميركية من شرق الفرات.

كلام اردوغان

من ناحيته، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، أن مذكرة إدلب يجب تنفيذها لكن من الأهم عدم السماح بحصول أزمة إنسانية هناك. وقال أردوغان خلال القمة في سوتشي "على مدى السنوات الثماني الماضية، عانى إخواننا السوريون الكثير، ودفعوا ثمنا باهظا… نحن لا نريد مآسي جديدة أو أزمات إنسانية جديدة في سوريا أو في مناطق أخرى أو في إدلب. لقد بذلت تركيا الكثير من الجهود، رغم كل الصعوبات، رغم استفزازات بعض الدول، من أجل الحفاظ على الهدوء في إدلب".

هل تنفجر حروب سوريا المؤجلة بعد الانسحاب الأمريكي؟

..ايلاف....فراس كيلاني - بي بي سي – منبج... في طريق ريفي لا يكاد يلحظ على الخريطة الدولية، لا تزال المدرعات الأمريكية تسير دورياتها على أطراف بلدة منبج السورية بين قوات مجلس منبج العسكري التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وفصائل درع الفرات المدعومة من تركيا، ضمن ترتيبات أُقرت لسحب فتيل حرب كادت تشنها أنقرة ضد أكراد سوريا لمنع استكمال سيطرتهم على شمالي البلاد. وعادت المخاوف من عملية عسكرية تركية لتتجدد منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نية بلاده لسحب قواتها من شمال سوريا قبل بضعة أسابيع، بعد اقتراب الحرب ضد تنظيم الدولة من نهايتها في ريف دير الزور الجنوبي في منطقة هجين. ولم يطرأ أي تغير على وضع القاعدة الأمريكية في منبج بعد، لكن تفكيكها بات قريباً جداً، إذ من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي انتهاء المعارك ضد التنظيم في بلدة الباغوز خلال أيام قليلة، ما سيضع قوات مجلس منبج العسكري وجها لوجه مع القوات المدعومة من تركيا. وكانت الترتيبات في هذه المنطقة قد أقرت ضمن اتفاق بين تركيا والولايات المتحدة قبل نحو عام، نص في أحد بنوده على ضرورة خروج وحدات حماية الشعب الكردية من منبج، وهو ما أُعلن بالفعل بعد بضعة أسابيع، لكن تركيا ظلت تؤكد وجود هذه القوات وإشرافها على مجلس منبج العسكري. يقول محمد أبو عادل، القائد العام لمجلس منبج العسكري إن الوحدات انسحبت من البلدة كلياً، وإن عملها كان يقتصر فقط على تدريب قوات مجلس منبج، متهماً تركيا باستغلال هذه الذريعة لاقتحام البلدة وضمها للمناطق التي تسيطر عليها فصائل موالية لها من عفرين إلى بلدة الباب القريبة من منبج. وتتهم تركيا وحدات حماية الشعب بأنها الجناح العسكري السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف ضمن قوائم الإرهاب التركية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهو الأمر الذي تنفيه الوحدات التي تؤكد أنها تتبع لحزب سوري هو حزب الاتحاد الديمقراطي، وبأنها تشكلت لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استطاع فرض سيطرته على مساحات واسعة من شمال سوريا عام ٢٠١٤. وقد دعمت الولايات المتحدة والتحالف الدولي وحدات الحماية التي شكلت لاحقاً قوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد التنظيم، وباتت تسيطر على كامل المساحة الجغرافية الممتدة من الحدود العراقية إلى نهرالفرات، وعبرته عام ٢٠١٦ إلى بلدة منبج.

دور روسي

وفي خطوة استباقية لمنعها من فرض سيطرتها على كامل الشريط الحدودي، أطلقت تركيا ما عُرف بعملية درع الفرات، طردت خلالها تنظيم الدولة من مدينة جرابلس وبلدة الباب، وباتت الفصائل التابعة لها وجها لوجه مع قوات سوريا الديمقراطية عند حدود بلدة منبج. واتبعت تركيا هذه العملية بأخرى عرفت باسم "غصن الزيتون" سيطرت خلالها على منطقة عفرين في أقصى شمال غرب سوريا لمنع الكرد من الوصول إلى منفذ بحري على المتوسط، بحسب ما تقول مصادر رسمية تركية. وعلى الرغم من أن هذه الترتيبات حدّت كثيراً من إمكانية توسّع الكرد وربط مناطق سيطرتهم على امتداد الشريط الحدودي، إلا أن تركيا لا تزال تصر على ضرورة هزيمة الوحدات ليس في منبج فحسب، إنما في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرقي الفرات أيضاً. وفي إطار تغير التحالفات الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي من المنطقة، عادت قوات الشرطة العسكرية الروسية لتسيير دوريات قرب مدينة منبج، بالتنسيق مع المجلس العسكري والقوات الحكومية السورية. ويبدو أن ثمة تعويل من قبل قوات سوريا الديمقراطية على دور روسي لملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي المزمع من شمالي البلاد، والحيلولة دون تنفيذ تركيا لتهديداتها باقتحام المدينة. ويقول جمال أبو جمعة رئيس مجلس بلدة الباب العسكري إن مركز التنسيق الذي أقامته الشرطة العسكرية الروسية في قرية عريمة لا يبعد سوى بضعة كيلومترات عن القاعدة الأمريكية، ونفى أن يكون ثمة تنسيق بين الجانبين، واكد في حديث لبي بي سي أن الجانب الروسي هو الذي يتولى مسؤولية التنسيق بين مجلس منبج العسكري والقوات الحكومية. ويقع المركز على الطريق الذي يربط بلدة منبج ببلدة الباب، وتسيطر قوات حكومية سورية على المناطق الواقعة إلى الجنوب منه. ولم يُلحظ وجود أي حشود عسكرية على امتداد الجبهة التي تفصل مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري عن القوات المدعومة من تركيا، خلافاً لما كان عليه الحال قبل نحو شهرين حين هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعمل عسكري كبير يستهدف السيطرة على منبج. ويقول أبو جمعة إنه باستثناء بعض الاستفزازات بالأسلحة الخفيفة من قبل بعض مسلحي درع الفرات، يبدو الوضع هادئا على نحو كبير.

"بنود سرية"

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدد تركيا بلغة شديد اللهجة من مغبة الإقدام على عمل عسكري يستهدف الكرد، وقال في تغريدة على حسابه على موقع تويتر "سندمر تركيا اقتصاديا إذا هاجمت الأكراد". لكن ترامب أبقى الباب مشرعاً أمام مفاوضات لإعادة ترتيب المنطقة عقب الانسحاب الأميركي، في إشارته لضرورة إقامة منطقة آمنة على طول الشريط الحدودي بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتركيا. ومنذ ذاك الحين يسعى كل طرف لفرض رؤيته لإقامة هذه المنطقة بحسب ما تقتضي مصالحه وتحالفاته.

الحرب في سوريا: من يقاتل من في منبج؟

إذ تصر تركيا على أن تمتد هذه المنطقة على عمق نحو ثلاثين كيلومتراً تحت إشرافها، ما يعني أن تشمل عملياً كامل المدن الممتدة على الشريط الحدودي كالقامشلي ورأس العين وعين العرب كوباني وغيرها الكثير من البلدات والقرى. ويرفض الكرد هذا التصور كلياً، ويؤكدون بدورهم أن إقامة هذه المنطقة يتوجب أن ينطلق من ضرورة حمايتهم من تركياً وليس العكس. ويقول القيادي الكردي، الدار خليل، إن الإدارة الأمريكية لا تزال غير واضحة بشأن تصوراتها للمنطقة الآمنة، وإشار إلى أن ثمة عدة تصورات، أمريكية وروسية وتركية، لكن لم يتم التباحث بشأن أي منها.

الانسحاب الأمريكي سيضع قوات مجلس منبج العسكري وجها لوجه مع القوات المدعومة من تركيا

وفي حديث لبي بي سي كشف خليل أن مجلس سوريا الديمقراطية اقترح على الدول المعنية نشر قوات تابعة للأمم المتحدة على الشريط الحدودي الفاصل مع تركيا. وهو اقتراح يبدو صعب التطبيق بالنظر للكثير من الصعوبات التي تعترض نشر مثل هذه القوة. وفي إطار المحاولات التركية لفرض تصوراتها بشأن المنطقة الآمنة، التقت عدة وفود تركية مع الجانب الروسي على أكثر من مستوى مؤخراً، وتوجت بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لموسكو. وكشفت الزيارة عن عدم تأييد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرؤية التركية للمنطقة العازلة، وكبديل تم اقتراح العودة للعمل باتفاق "أضنة" الموقع بين تركيا وسوريا عام ١٩٩٨. وينص الاتفاق الذي ظلت بنوده سرية حتى اليوم على ترتيبات أمنية على الحدود يحق لتركيا بموجبها ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي السورية لمسافة تصل لخمسة كيلومترات. وتم التوصل للاتفاق بعد أزمة كبيرة في العلاقات بين أنقرة ودمشق على خلفية اتهام تركيا لنظام الرئيس السوري حافظ الأسد آنذاك بدعم حزب العمال الكردستاني، وتهديدها باجتياح كامل خط الحدود السورية، قبل أن يتدخل الرئيس المصري حسني مبارك ضمن وساطة أفضت لتوقيع الاتفاق، وتم بموجبه طرد زعيم حزب العمال الكردستاني من دمشق وإغلاق معسكرات تدريب ومكاتب الحزب في سوريا ولبنان. بيد أن إعادة العمل باتفاق أضنة تتطلب عودة الجيش السوري للسيطرة على الحدود مع تركيا، وإعادة تفعيل الترتيبات الأمنية بين الجانبين.

لماذا السيطرة على مدينة منبج السورية مهمة بالنسبة للجهات المتصارعة؟

يقول الدار خليل إن الإدارة الذاتية لا تمانع من عودة الجيش السوري للسيطرة على الحدود مع تركيا والعراق ضمن تسوية شاملة قدمها مجلس سوريا الديمقراطية للجانب الروسي، لكن دمشق التي تترقب المشهد من على أطراف الفرات لم ترد رسمياً بعد على الأفكار التي نقلها الجانب الروسي إليها. ربما تنتظر سكوت المدافع بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والبدء بالانسحاب الأمريكي، ليضعف موقف الكرد التفاوضي بعد انكشاف ظهرهم لتركيا. وأعطت تركيا مؤخراً عدة إشارات لاحتمال قبولها بالعودة لترتيبات اتفاق اضنة، من بينها الإشارة لوجود قنوات اتصال على المستوى الأمني مع دمشق، وايضاً تأكيد الرئيس التركي رغبته بالتحرك بالتنسيق مع روسيا فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة. لتبقى إشكالية وحدات حماية الشعب الكردية التي اكتسبت قوة وخبرة قتالية كبرى خلال الأعوام الماضية الصداع الأكبر للرئيس التركي على المدى الطويل، حتى لو تم التوصل لصيغة تفاهم بضمانات روسية خلال المرحلة المقبلة.

أكبر عملية خروج لـ«داعش» من جيبها الأخير شرق سوريا و«قسد» تتحدث عن وجود أنفاق كثيرة أخّرت الحملة

قرب الباغوز (سوريا): «الشرق الأوسط»... سلم نحو 240 من مسلحي «داعش» المحاصرين في آخر جيب للتنظيم شرق الفرات في سوريا أنفسهم لقوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وتم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إخراجهم من المنطقة مساء أول من أمس، في وقت يدافع فيه من تبقى من التنظيم بشراسة عن جيبه الأخير في شرق سوريا، عبر تحصنه في أنفاق وشنّ هجمات انتحارية، بعدما تقلصت مساحة سيطرته إلى كيلومتر مربع. ونقل المرصد في ساعة مبكرة من صباح، أمس (الخميس)، عن مصادر موثوقة أن رتلاً مؤلفاً من سبع شاحنات خرج من المنطقة، وأن «الشاحنات كانت تحمل ما يقارب 240 شخصاً من عناصر تنظيم (داعش)، غالبيتهم من جنسيات أجنبية، ممن سلموا أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي». ووصف المرصد العملية بأنها «تُعد أكبر عملية خروج لعناصر التنظيم باتفاق أو استسلام». ويدافع التنظيم بشراسة عن جيبه الأخير في شرق سوريا، عبر تحصُّنه في أنفاق وشنّ هجمات انتحارية، بعدما تقلصت مساحة سيطرته إلى كيلومتر مربع، في مواجهة هجوم تشنّه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المرصد أن منطقة سيطرة التنظيم أصبحت مئات الأمتار فقط بالقرب من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ليقترب التنظيم بذلك من فقد سيطرته بشكل شبه كامل في منطقة شرق الفرات. ويتبقى له بذلك خلايا نشطة في عدد من المحافظات السورية بالإضافة للجيب الأكبر والأخير للتنظيم الموجود في البادية السورية بشمال مدينة السخنة وصولاً إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور. وأفاد المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور عدنان عفرين لوكالة الصحافة الفرنسية، عن «اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة» لافتاً إلى «مقاومة لا يستهان بها» من قبل مقاتلي التنظيم. وبات مقاتلو التنظيم، وبينهم أجانب، وفق عفرين، محاصَرين حالياً داخل «كيلومتر مربع من المنازل بالإضافة إلى مخيم جنوب الباغوز». وترجح قوات سوريا الديمقراطية وجود ألف مقاتل بين رجال ونساء داخل هذه البقعة، من دون توفُّر معلومات عن عدد المدنيين، بحسب عفرين. وتتقدم هذه القوات ببطء داخل بلدة الباغوز المحاذية للحدود العراقية. وتحدث عفرين عن وجود «أنفاق كثيرة، لهذا السبب تأخرت الحملة»، لافتاً إلى أن «هناك كثيراً من الانتحاريين الذين يقتحمون مناطق قواتنا على متن سيارات ودراجات مفخخة». وتعرضت قوات سوريا الديمقراطية الثلاثاء لهجومين نفذتهما انتحاريتان فجّرتا نفسيهما، وفق المصدر ذاته. وغالباً ما يعتمد التنظيم على الهجمات الانتحارية والمفخخات لإعاقة تقدم خصومه وإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية في كل مرة يحاصر فيها داخل معاقله. ودفعت العمليات العسكرية أكثر من 39 ألف شخص إلى الخروج من مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول)، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات المتطرفين، بينهم أكثر من 3400 مشتبه بانتمائهم إلى التنظيم تم توقيفهم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال ديفيد يوبنك من منظمة «فري بورما راينجرز» الطبية الأميركية، إنه شاهد بين ستين إلى سبعين مدنياً يخرجون، أمس (الخميس)، من آخر نقاط التنظيم، في حصيلة هي الأدنى منذ ديسمبر. ويتم نقل المدنيين وكذلك زوجات وأطفال عناصر «داعش» إلى مخيمات للنازحين في شمال البلاد، بعد التدقيق في هوياتهم وجمع معلومات أولية في منطقة فرز قرب بلدة الباغوز. وتتطلب مرحلة التدقيق أحياناً أن يبيتوا ليلة أو أكثر في العراء في أرض صحراوية قاحلة قبل نقلهم شمالاً. وقالت فاطمة التي وصلت، أول من أمس (الأربعاء)، ضمن 300 امرأة وطفل، غالبيتهم عراقيون، إلى نقاط قوات سوريا الديمقراطية: «بكى الأطفال طوال الليل من البرد. إنها الليلة الثانية التي ننام فيها في البرية». إلى جانبها، يلهو أولاد وهم حفاة الأقدام، يمضغ أحدهم ملعقة بلاستيكية وآخرون الحصى والتراب بينما يبكي أولئك الأصغر سناً. وبعد عملية الفرز، تنقل قوات سوريا الديمقراطية المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم إلى مراكز تحقيق خاصة. ومنعت هذه القوات منذ أيام الصحافيين من الوصول إلى خطوط الجبهة الأمامية بعد إصابة صحافي إيطالي بجروح. وقال عفرين إن «غالبية قادة» التنظيم في الجيب الأخير هم أجانب بينما «يدير قياديون عراقيون المعارك». وفي الأسابيع الأخيرة، خرج عدد من الأجانب من نقاط سيطرة التنظيم أبرزهم الألماني مارتن ليمكي والفرنسي كانتان لوبران، غير أن مصير زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الذي قيل مرات عدة إنه قُتل، لا يزال مجهولاً. ويعود التسجيل الأخير المنسوب إليه إلى أغسطس (آب) 2018. وفي وقت يبدو فيه التحالف الدولي حذراً بشأن الجدول الزمني، يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستمرار أن الإعلان الرسمي، خصوصاً الرمزي، عن انتهاء «داعش» سيحصل في الأيام المقبلة. ويمهد إعلان الانتصار الطريق أمام ترمب لتنفيذ قراره الذي أعلنه في ديسمبر، بسحب جميع قواته من سوريا، البالغ عددهم نحو ألفي جندي.

استمرار تعزيز نقاط المراقبة في إدلب وشمال حماة

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق... دفعت تركيا بالمزيد من تعزيزاتها العسكرية إلى نقاط المراقبة في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب تزامنا مع قمة سوتشي الثلاثية التي جمعت بين رؤساء كل من روسيا وتركيا وإيران (الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة)، أمس (الخميس)، لمناقشة تطورات الملف السوري وتشكيل اللجنة الدستورية والوضع المتدهور في إدلب، والتي كشفت عن استمرار التباين في المواقف بين أنقرة وموسكو بشأن إقامة منطقة آمنة في شرق سوريا بموجب اقتراح أميركي إذ أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة العودة في هذا الأمر إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد. ودخل رتل عسكري تركي جديد إلى الأراضي السورية، يضم ما لا يقل عن 20 آلية إلى نقطة المراقبة التركية في منطقة شير مغار بالريف الشمالي لحماة، المشمول ضمن اتفاق مناطق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه في آستانة. وكانت شاحنات تركية دخلت قبل أيام تحوي كتلا إسمنتية من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في شمال سوريا، إلى نقاط المراقبة التركية في الريفين الجنوبي لإدلب والشمالي لحماة. والأسبوع قبل الماضي دخل رتل عسكري تركي آخر إلى نقطة المراقبة الموجودة في قرية الصرمان في ريف معرة النعمان الشرقي، في إطار روتيني لتبديل العناصر الموجودة في النقطة وإمدادهم بالعتاد. وفي 4 فبراير (شباط) الجاري، كانت شاحنة تركية أخرى دخلت محملة بكتل إسمنتية إلى نقطة المراقبة التركية في منطقة الصرمان بريف معرة النعمان جنوب إدلب. وأنشأت تركيا 12 نقطة مراقبة في إدلب بموجب اتفاق مناطق خفض التصعيد في إدلب التي شهدت تصعيدا للعنف وعودة هيئة تحرير الشام التي تشكل جبهة النصرة (سابقا) غالبية قوامها للسيطرة على غالبية المواقع التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية المرتبطة بتركيا، وأغضبت هذه التطورات موسكو التي طالبت أنقرة بتنفيذ التزاماتها في إدلب بموجب اتفاق سوتشي الذي تم التوصل إليه بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب للفصل بين قوات النظام والمعارضة. وأولت موسكو اهتماما خاصا للتطورات في إدلب، وزار وزير دفاعها سيرغي شويغو، أنقرة، الاثنين الماضي قبل انعقاد قمة سوتشي أمس، التي ناقشت ملف إدلب بالتفصيل، وسط تباين في المواقف بشأن عملية عسكرية ترغب روسيا في القيام بها لإنهاء وجود المجموعات المتشددة في إدلب، تعارضها أنقرة التي تخشى وقوع كارثة إنسانية ونشوء موجة نزوح ضخمة جديدة من المدنيين المقيمين في المحافظة. وقبل بدء قمة سوتشي الثلاثية، أمس، عبر إردوغان، عن ترحيب بلاده بموقف روسيا الذي وصفه بـ«الإيجابي» من اقتراح «المنطقة الآمنة» في سوريا. وفي موسكو، قالت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، قبل انعقاد القمة، إن أنقرة ستحتاج إلى الضوء الأخضر للأسد لإنشاء أي منطقة آمنة داخل الحدود السورية. وأضافت أن «مسألة وجود وحدة عسكرية تعمل على سلطة دولة ثالثة وعلى أراضي دولة ذات سيادة وخاصة سوريا، يجب أن تقرر مباشرة من دمشق هذا هو موقفنا الأساسي». وفي هذا السياق، بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع نظيره الروسي سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري، في لقاءين منفصلين سبقا القمة، المستجدات الأخيرة في سوريا. وجاءت القمة الثلاثية في ظل تصعيد موسكو لهجتها بشأن الوضع في إدلب، إذ تحدثت عن عملية عسكرية محتملة في المنطقة. وتحدث بيان رئاسي تركي عن أن «قمة سوتشي» تناولت الجهود المشتركة لمسار آستانة على الصعيدين الميداني والسياسي من أجل إيجاد حل دائم للنزاع في سوريا، وبحث ملف إدلب، حيث تحمل روسيا مسؤولية الأوضاع لهيئة تحرير الشام التي ترفض تركيا محاربتها بحجة الخشية من وقوع كارثة إنسانية وتشكيل اللجنة الدستورية، والانسحاب الأميركي من سوريا وإقامة المنطقة الآمنة. وفي السياق ذاته، حذر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي فولكان بوزكير، من أن عدم تنسيق الولايات المتحدة مع تركيا خلال عملية انسحابها من سوريا قد يولد فراغات جديدة. وقال بوزكير، وهو أحد القيادات البارزة في حزب العدالة والتركية الحاكم في تركيا، في لقاء مع صحافيين أتراك بمقر السفارة التركية في واشنطن بعد محادثات عديدة أجراها وفد تركي برئاسته في الكونغرس، إن قضية المنطقة الآمنة في سوريا لا تزال غير واضحة حتى الآن، لافتا إلى أن بلاده تنتظر توضيح التفاصيل بهذا الصدد.



السابق

اخبار وتقارير..برنامج سرى أميركي لتخريب الصوايخ الإيرانية..الكونغرس يصوت لـ«تقييد» دعم تحالف دعم الشرعية باليمن..غوايدو يتحدى: المساعدة الإنسانية ستدخل في 23 الجاري..ترمب يدرس «كل الخيارات» في فنزويلا والكونغرس يقول: «العسكري ليس أحدها»..مؤتمر وارسو يأمل بـ «تقدّم جدي» لكبح إيران..العالم يتململ من سلوك إيران ويستعد لخلق آلية في «وارسو»...دراسة دولية تحذر من خطر الحرس الثوري الإيراني ...

التالي

اليمن ودول الخليج العربي...الشرعية تفتح ممرات إنسانية..الجبير: 60 دولة أبدت التزامها بمنع إيران من زعزعة المنطقة.....السعودية والإمارات وبريطانيا وأميركا يؤكدون التزامهم بحل سلمي للصراع في اليمن..الرياض تصفع تل أبيب.. تركي الفيصل: مزاعم علاقاتنا معها "ضرب من الخيال"....الأردن: مقتل ثلاثة من عناصر الأمن ومزارع..الإعلام القطري يتجاهل مشاركة الدوحة في وارسو..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,253,524

عدد الزوار: 6,942,228

المتواجدون الآن: 110