سوريا......ترمب يصف ما يجري بـ"المذبحة"..أنقرة تبلغ فصائل معارضة رفض موسكو وقف قصف إدلب....مقتل 15 عنصراً من قوات النظام السوري بقصف إسرائيلي خلال 24 ساعة...روسيا تعرقل بياناً لمجلس الأمن يدين حملة النظام السوري على إدلب....غارات على شمال حماة... والكرملين يدافع عن قصف «الإرهابيين»...محاولة اغتيال جديدة تطال جنرالا إيرانيا في البوكمال....«كرة النار» تتدحرج في مناطق النفوذ... وتصل إلى قوت السوريين ...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 4 حزيران 2019 - 3:59 ص    عدد الزيارات 2063    القسم عربية

        


ترمب يصف ما يجري بـ"المذبحة" وقصف متواصل يوقع المزيد من القتلى المدنيين في إدلب..

موقع ايلاف....أ. ف. ب... بيروت: تواصل قوات النظام السوري وحليفتها روسيا قصفها العنيف على جنوب محافظة إدلب ومحيطها موقعة المزيد من القتلى المدنيين، غداة دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف ما وصفه بـ"المذبحة". وعلى جبهة أخرى في سوريا، قصف الجيش الإسرائيلي على دفعتين خلال 24 ساعة مواقع عدة تابعة للجيش السوري ومقاتلين موالين له، ما أسفر عن مقتل 15 عنصراً من تلك القوات، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ومنذ نهاية نيسان/أبريل، تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي ومناطق مجاورة له، ويترافق ذلك مع اشتباكات على الأرض بين قوات النظام من جهة والفصائل الجهادية والمقاتلة من جهة ثانية. وأفاد المرصد السوري الإثنين عن مقتل ستة مدنيين جراء القصف الجوي بينهم أربعة في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وفاقت حصيلة القتلى المدنيين منذ نهاية نيسان/أبريل جراء القصف السوري والروسي الـ300 شخص بينهم نحو 70 طفلاً، بحسب المصدر ذاته. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة، كما تتواجد في المنطقة فصائل إسلامية ومقاتلة أخرى أقل نفوذاً. ويتواصل التصعيد في إدلب برغم دعوات متكررة من الأمم المتحدة ودول أخرى على رأسها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار. وقال الرئيس الأميركي ليل الأحد في تغريدة "نسمع أنّ روسيا وسوريا، وبدرجة أقلّ إيران، تشنّ قصفاً جهنّمياً على محافظة إدلب في سوريا، وتقتل بدون تمييز العديد من المدنيين الأبرياء". وأضاف "العالم يراقب هذه المذبحة. ما هو الهدف منها؟ ما الذي ستحصلون عليه منها؟ توقفوا!". ومن جهته، أكد الكرملين الإثنين أن الطائرات الحربية الروسية تستهدف فقط "الإرهابيين". وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف للصحافيين إن "القصف الذي يقوم به الارهابيون من إدلب غير مقبول، ويجري اتخاذ اجراءات لتحييد مواقع المدفعية هذه". ودفع التصعيد أيضاً خلال شهر بـ270 ألف شخص للنزوح إلى مناطق أكثر أمناً غالبيتها بالقرب من الحدود التركية، وفق الأمم المتحدة. كما طال القصف 23 منشأة طبية. ولجأ الجزء الأكبر من النازحين إلى حقول الزيتون في شمال إدلب كون مخيمات النازحين المنتشرة هناك مكتظة أساساً بعشرات الآلاف الذين فروا من المعارك خلال السنوات الماضية.

اشتباكات عنيفة

وتخضع المنطقة المستهدفة لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمقاتلة، لم يتم استكمال تنفيذه. وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً بعد توقيع الاتفاق في أيلول/سبتمبر، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ شباط/فبراير قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية اليها لاحقاً. وزادت وتيرة القصف بشكل كبير منذ نهاية شهر نيسان/أبريل. وفضلاً عن القصف المستمر، تسعى قوات النظام للتقدم على الأرض. ولم تعلن دمشق رسمياً بدء هجوم واسع، لكن الاعلام الرسمي يواكب يومياً تقدم قوات النظام. وتدور اشتباكات عنيفة الإثنين في مناطق متفرقة في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، فضلاً عن ريف اللاذقية الشمالي ومنطقة سهل الغاب، وفق المرصد الذي أشار إلى مقتل 12 عنصراً من قوات النظام وسبعة من الفصائل الجهادية في معارك اللاذقية وحدها. ويرجح محللون ألا يتحول التصعيد إلى هجوم واسع كون تركيا وروسيا لا يريدان سقوط الاتفاق. وقد ينتهي الأمر بتنازلات من الطرفين، ضمنها سيطرة قوات النظام على مناطق معينة عند أطراف إدلب، بينها سهل الغاب، التي تكمن أهميتها في قربها من محافظة اللاذقية حيث تقع قاعدة حميميم الروسية. ومن جهتها، لطالما توعدت دمشق باستعادة كافة المناطق الخارجة عن سيطرتها وفي مقدمتها إدلب. ولم تعد الفصائل تسيطر سوى على مناطق محدودة، بينها الجزء الأكبر من محافظة إدلب التي تعد معقل هيئة تحرير الشام، كما تسيطر فصائل موالية لأنقرة مدعومة من قوات تركية على مناطق حدودية في ريف حلب الشمالي.

قصف إسرائيلي

على جبهة أخرى، قصف الجيش الإسرائيلي يومي الأحد والإثنين مواقع عدة تابعة للجيش السوري والمسلحين الموالين له. وأعلنت دمشق فجر الإثنين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، أنّ دفاعاتها الجوية تصدّت لـ"عدوان إسرائيلي" استهدف مطار التيفور العسكري في ريف حمص (وسط) وأسفر في حصيلة أولية عن مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح، إضافة إلى إصابة مستودع ذخيرة وأضرار مادية أخرى. وأشار مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن بدوره إلى أن القصف طال "مستودعات وقواعد عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني"، لافتاً إلى "مقتل خمسة اشخاص على الأقل، بينهم جندي من قوات النظام". وردّ متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بدوره "لا نعلّق على تقارير أجنبية". وهي الضربات الجوية الإسرائيلية الثانية من نوعها في غضون 24 ساعة، إذ استهدفت إسرائيل فجر الأحد مواقع في جنوب سوريا أسفرت عن سقوط عشرة قتلى هم ثلاثة جنود سوريين وسبعة مقاتلين موالين لقوات النظام من جنسيات غير سورية، وفق المرصد. وأكدت دمشق مقتل ثلاثة من جنودها. وقال الجيش الإسرائيلي إن تلك الغارات جاءت ردّاً على إطلاق قذيفتين صاروخيتين من الأراضي السورية باتجاه مرتفعات الجولان المحتلة. وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد "لن نسمح بإطلاق النار على أراضينا". وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. وتكرر التأكيد أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله.

الكرملين يدعو للتأني بالحديث عن "صفقة الأسد" واقتراحات قدمتها موسكو لواشنطن من بينها احتواء تأثير إيران

موقع ايلاف...نصر المجالي: دعا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى التأني بخصوص الأنباء عن "صفقة دعت إليها واشنطن للاعتراف بالرئيس الأسد مقابل احتواء روسيا لإيران". وردا على سؤال صحفي حول تعليقه على الأنباء بشأن شروط الاعتراف بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد قال بيسكوف للصحفيين، اليوم الاثنين: "لا أريد أن أستجعل الآن، ولن أقوم بذلك. وأريد أن أدعو الجميع إلى التأني إزاء الأنباء المزيفة المختلفة التي تنتشر على الأرجح بنشاط في وسائل الإعلام". وقال بيسكوف في مقابلة مع برنامج "سوفيكو" على قناة "RT": "لسوء الحظ، نرى الآن أنهم (الأميركيون) ليسوا مستعدين للمضي قدما على الإطلاق، لكن فلاديمير بوتين، يتمتع بالخبرة والصبر. وهو يرأس بلدا قادرا على الانتظار". وأعرب الناطق باسم الرئاسة الروسية، عن أسفه لعدم جاهزية واشنطن لإحراز تقدم في علاقاتها مع موسكو، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يتحلى بالتجربة والصبر.

اصلاح الضرر

وأشار إلى أن الرئيس بوتين، ومنذ بداية رئاسة دونالد ترمب، كان يعبر عن استعداده لبناء علاقات جيدة مع واشنطن ويحاول إصلاح الأضرار (في علاقات البلدين) التي سببها الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، في الشهر الأخير من ولايته. وأضاف: "أكد الرئيس الروسي منذ البداية أننا مستعدون للمضي قدما بقدر ما يستطيع ذلك زملاؤنا الأميركيون". وكانت صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية الناطقة باللغة العربية قالت، يوم الأحد، نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية أن إسرائيل والولايات المتحدة تنويان الاقتراح على روسيا، أثناء لقاء ثلاثي في القدس، الاعتراف بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد، ورفع العقوبات عن السلطات السورية، إذا وافقت موسكو على ردع انتشار التأثير الإيراني في هذا البلد.

اجتماع ثلاثي

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية غربية، أنه من المقرر أن يجتمع رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ونظيراه الروسي، نيكولاي باتروشيف، والإسرائيلي، مئير بن شبات، بعد أيام في القدس، وأن مستقبل الوجود الإيراني في سوريا سيكون الملف الرئيس على جدول الأعمال، بحسب الصحيفة. وقالت الصحيفة نقلا عن هذه المصادر، التي لم تشر إلى أسمائها إن الاجتماع سيعقد تحت عنوان "مناقشة الأمن الإقليمي"، في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن إجراء هذا اللقاء يأتي بناء على تفاهم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، بشأن ضرورة "إعطاء أولوية لضمان أمن إسرائيل". وحسب المصادر، فإن واشنطن ستقترح "خريطة طريق" تهدف من خلالها إلى حث روسيا على اتخاذ "إجراءات ملموسة" تتعلق بضبط دور إيران والعملية السياسية في سوريا مثل تشكيل اللجنة الدستورية وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2254، المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية.

أنقرة تبلغ فصائل معارضة رفض موسكو وقف قصف إدلب

الشرق الاوسط....أنقرة: سعيد عبد الرازق... جددت مصادر تركية التأكيد على أن أنقرة ستواصل مباحثاتها مع الجانب الروسي بشأن الوضع في إدلب في مسعى للتوصل إلى وقف إطلاق النار، لافتة إلى أن روسيا لا تزال ترفض وقف القصف. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات بين أنقرة وموسكو لم تتوقف وإن أنقرة تؤكد ضرورة الالتزام بما تم التوصل إليه بشأن إدلب في مباحثات آستانة، وكذلك اتفاق سوتشي الموقع مع روسيا. ولفتت المصادر إلى قرار مجلس الأمن القومي التركي في اجتماع الأخير الأسبوع الماضي الذي أكد تمسك تركيا باتفاقيات آستانة وسوتشي وضرورة وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار في إدلب، ومن ثم استئناف محادثات الحل السياسي في سوريا. في الوقت ذاته، كشفت تقارير صحافية عن لقاء بين ضباط أتراك وعدد من قادة فصائل المعارضة السورية المسلحة، ليل الأحد - الاثنين، تم خلاله إطلاع قادة الفصائل على نتائج الاتصالات الجارية مع روسيا، وتم إبلاغهم أن روسيا رفضت طلب تركيا بوقف القصف على محافظة إدلب. وبحسب التقارير، أكد الضباط الأتراك أن الاتصالات مع روسيا مستمرة وأن موسكو تؤكد أن القصف سيستمر على إدلب بهدف وقف الهجمات على قاعدة «حميميم» ولن يتوقف حتى ضمان حماية الجنود الروس. ‏وشدد الضباط الأتراك على رفض أنقرة استمرار القصف والمطالبة بوقفه، لافتين إلى أن الاتصالات والمباحثات مع الجانب الروسي تهدف إلى وقف هذا القصف من جانب النظام وروسيا. وأشارت مصادر إلى أن الضباط الأتراك تعهدوا باستمرار تزويد الثوار ‏بالذخيرة والأسلحة. لكن مصادر نفت أن تكون تركيا زودت فصائل المعارضة بمضادات للطائرات. في السياق ذاته، كرر المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أمس الإثنين، أن هجمات الإرهابيين من إدلب السورية «أمر غير مقبول» وأن مسؤولية إيقافها تقع على تركيا. وقال بيسكوف للصحافيين إن روسيا تتعاون الآن مع الجانب التركي «المسؤول تماما عن ضمان عدم حدوث مثل هذه الهجمات من إدلب». وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، إن موسكو تعتبر أنه من الضروري منع الإرهابيين في إدلب من إطلاق النار، ووفقا للاتفاقيات فإن المسؤولية تقع على الجانب التركي.

مقتل 15 عنصراً من قوات النظام السوري بقصف إسرائيلي خلال 24 ساعة

الحياة....بيروت - أ ف ب - قصف الجيش الإسرائيلي مواقع عدة تابعة للجيش السوري وقوات تقاتل الى جانبه في سورية فجر أمس الأحد في جنوب البلاد، ثم فجر اليوم الإثنين في وسطها، ما تسبب بمقتل 15 عنصراً من هذه القوات. وتؤشر هذه التطورات الى تعقيد النزاع السوري المتواصل منذ العام 2011، مع تورط أطراف عدة فيه على الأرض، وتدخلات إقليمية ودولية. ومنذ 2011، نفذت إسرائيل عشرات الضربات ضد الجيش السوري، وضد مواقع وقوات إيرانية وأخرى تابعة لـ"حزب الله" اللبناني تقاتل الى جانب قوات النظام. وأعلنت دمشق فجر اليوم الإثنين أن دفاعاتها الجوية تصدّت لـ"عدوان إسرائيلي" استهدف مطار التيفور العسكري في ريف حمص (وسط) وأسفر في حصيلة أولية عن مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح، إضافة إلى إصابة مستودع ذخيرة وأضرار مادية أخرى. ونقلت "وكالة الأنباء الرسمية السورية" (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنّ "دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي ودمّرت صاروخين من الصواريخ التي استهدفت مطار التيفور". وأعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنّ سلاح الجو الإسرائيلي أغار على المطار "الذي تتواجد فيه مستودعات وقواعد عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني". وأضاف أن الغارة أسفرت عن "مقتل 5 اشخاص على الأقل، بينهم جندي من قوات النظام، كما أصيب آخرون بجروح متفاوتة"، مشيراً إلى أن "عدد الذين قتلوا مرشّح للارتفاع لوجود بعض الجرحى بحالات خطرة". ورفضت إسرائيل التعليق على الخبر، وقال ناطق باسم الجيش: "لا نعلّق على تقارير أجنبية". وهي الضربات الجوية الإسرائيلية الثانية من نوعها التي تستهدف الأراضي السورية في غضون 24 ساعة، إذ نفذت الدولة العبرية فجر الأحد ضربات جوية على مواقع في جنوب سورية أسفرت عن سقوط 10 قتلى، هم 3 جنود سوريين و7 مقاتلين موالين لقوات النظام من جنسيات غير سورية، بحسب المرصد. وكان الجيش الإسرائيلي تبنى هذه الغارات، مشيراً الى أن القصف جاء ردّاً على إطلاق قذيفتين صاروخيتين من الأراضي السورية باتجاه جبل الشيخ في مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل. وحمّل الجيش الإسرائيلي النظام السوري "المسؤولية عن كل نشاط ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية". وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الأحد أنه أمر بإطلاق صواريخ على مواقع للجيش السوري بعد إطلاق قذائف صاروخية سورية على الأراضي الاسرائيلية، مؤكداً في بيان: "لن نسمح بإطلاق النار على أراضينا". على صعيد آخر، قال ترامب في تغريدة قبيل مغادرته واشنطن إلى لندن: "نسمع أن روسيا وسورية، وبدرجة أقل إيران، تشنّ قصفاً جهنّمياً على محافظة إدلب، وتقتل من دون تمييز العديد من المدنيين الأبرياء. العالم يراقب هذه المذبحة. ما هو الهدف منها؟ ما الذي ستحصلون عليه منها؟ توقفوا!". ومنذ أواخر نيسان (أبريل) الماضي، تشهد محافظة إدلب وبعض الأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة غارات مكثفة ينفّذها النظام وحليفته روسيا، وكذلك اشتباكات دامية بين "هيئة تحرير الشام" وفصائل متحالفة معها وقوات النظام. وأتت تغريدة ترامب بعد تنديد منظّمات سورية غير حكومية بعدم تحريك العالم ساكناً إزاء التصعيد العسكري الحاصل في محافظة إدلب، حيث تحصل "أكبر" موجة من النزوح منذ بدء النزاع في سورية. وخلال مؤتمر صحافي في اسطنبول سلّط ممثّلون عن هذه المنظّمات الضوء على الصعوبات الإنسانية المتفاقمة في المحافظة الواقعة في شمال غرب سورية، مؤكدين أن بالإضافة إلى عشرات القتلى المدنيين، دفع القصف بأكثر من 300 ألف شخص للفرار من ديارهم إلى الحدود التركية، وأن "أكثر من 200 الف منهم يعيشون في بساتين الزيتون لعدم وجود أماكن في مخيمات اللاجئين". وقتل نحو 950 شخصاً ثلثهم من المدنيين خلال شهر من التصعيد العسكري المستمر في محافظة إدلب ومحيطها، وفق حصيلة المرصد.

روسيا تعرقل بياناً لمجلس الأمن يدين حملة النظام السوري على إدلب

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين».. منعت روسيا اليوم (الإثنين) صدور بيان عن مجلس الأمن يدين الحملة العسكرية التي يشنّها النظام السوري في منطقة إدلب، وتخشى الدول الغربية أن تؤدي إلى كارثة إنسانية. وقالت روسيا في رسالة إن البيان «غير متوازن» لأنه لم يتطرّق إلى بلدتي هجين والباغوز حيث عانى المدنيون بسبب المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» ومسلّحي تنظيم «داعش». وكانت بلجيكا وألمانيا والكويت قد اقترحت النص بعد اجتماعين طارئين للمجلس على خلفية تصاعد أعمال العنف في المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلي فصائل معارِضة. والشهر الماضي منعت روسيا صدور بيان يحذّر من كارثة إنسانية إذا شنّت قوات النظام هجوماً واسع النطاق على منطقة إدلب التي تضم نحو ثلاثة ملايين نسمة، علماً أن بيانات مجلس الأمن تتطلب إجماع دوله الخمس عشرة الأعضاء. وصعّدت سوريا وحليفتها روسيا الغارات والقصف على إدلب منذ أبريل (نيسان) الماضي مما أجبر أرغم 270 ألف شخص على النزوح. وقال مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكيي إن موسكو اعترضت على كل ما تضمّنه البيان المقترح. وأضاف أن «المواقف معروفة»، معتبرا أن «اقتراح وثيقة كتلك هو من باب العلاقات العامة، وليس من أجل إيجاد حل». ويتضمن البيان المقترح تعبيراً عن «قلق بالغ إزاء تزايد حدة الأعمال العدائية في شمال غرب سوريا»، بما في ذلك ضد مستشفيات وعيادات ومدارس. ويحذّر من «كارثة إنسانية محتملة إذا ما أُطلقت عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غرب سوريا».

غارات على شمال حماة... والكرملين يدافع عن قصف «الإرهابيين» ومعارك عنيفة جنوب إدلب وشرق اللاذقية

موسكو - لندن: «الشرق الأوسط»... أكد الكرملين، أمس (الاثنين)، أن الجيش الروسي لا يستهدف إلا «إرهابيين» في محافظة إدلب، في شمال غربي سوريا، فيما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، روسيا وحليفتها دمشق بقتل «العديد من المدنيين الأبرياء» في تلك المنطقة. واستمر القصف على مناطق في ريف إدلب مع معارك شرق اللاذقية وجنوب إدلب. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، للصحافيين إن «القصف الذي يقوم به الإرهابيون من إدلب غير مقبول، ويجري اتخاذ إجراءات لإسكات مواقع المدفعية هذه». وأضاف: «في إدلب، لا يزال هناك حشد كبير لإرهابيين ومقاتلين يستخدمون هذا الوجود لاستهداف مدنيين أو القيام بأعمال عدائية ضد منشآت عسكرية روسية». وتأتي هذه التصريحات بعدما طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من سوريا وحليفتها روسيا ليل الأحد - الاثنين عبر «تويتر» «وقف القصف الجهنمي» لإدلب. وكتب ترمب في تغريدته قبيل مغادرته واشنطن إلى لندن: «نسمع أنّ روسيا وسوريا، وبدرجة أقلّ إيران، تشنّ قصفاً جهنّمياً على محافظة إدلب في سوريا، وتقتل من دون تمييز العديد من المدنيين الأبرياء. العالم يراقب هذه المذبحة. ما الهدف منها؟ ما الذي ستحصلون عليه منها؟ توقفوا!». والجمعة نددت عدة منظمات غير حكومية سورية بعدم تحرك المجموعة الدولية أمام تصعيد النظام السوري وحليفته روسيا في محافظة إدلب. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 950 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين ونحو ثلثهم من المدنيين قُتلوا خلال شهر في المعارك في إدلب وضواحيها. ومنذ نهاية أبريل (نيسان) تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي ومناطق مجاورة له، ويترافق ذلك مع اشتباكات على الأرض بين قوات النظام من جهة والفصائل المتطرفة والمقاتلة من جهة أخرى. وأفاد المرصد السوري، أمس (الاثنين)، بمقتل 6 مدنيين جراء القصف الجوي بينهم 4 في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وفاقت حصيلة القتلى المدنيين منذ نهاية أبريل جراء القصف السوري والروسي الـ300 شخص بينهم نحو 70 طفلاً، حسب المصدر ذاته. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة، كما توجد في المنطقة فصائل إسلامية ومقاتلة أخرى أقل نفوذاً. ويتواصل التصعيد في إدلب رغم دعوات متكررة من الأمم المتحدة ودول أخرى على رأسها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار. ودفع التصعيد أيضاً خلال شهر بـ270 ألف شخص للنزوح إلى مناطق أكثر أمناً غالبيتها بالقرب من الحدود التركية، وفق الأمم المتحدة. كما طال القصف 23 منشأة طبية. ولجأ الجزء الأكبر من النازحين إلى حقول الزيتون في شمال إدلب، كون مخيمات النازحين المنتشرة هناك مكتظة أساساً بعشرات الآلاف الذين فروا من المعارك خلال السنوات الماضية. وتخضع المنطقة المستهدفة لاتفاق روسي - تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمقاتلة، لم يتم استكمال تنفيذه. وفضلاً عن القصف المستمر، تسعى قوات النظام للتقدم على الأرض. من جهتها، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن «هيئة تحرير الشام وفصائل الثوار صدتا محاولة تقدمٍ لقوات الأسد والميليشيات الموالية لروسيا على بلدة القصابية بريف إدلب الجنوبي». وقالت مصادر ميدانية لـ«شبكة الدرر الشامية» إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلي «هيئة تحرير الشام» من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، بعد محاولة الأخيرة التقدم على «مواقع الثوار» في بلدة القصابية جنوب إدلب. وأكدت المصادر أن «تحرير الشام» نجحت في صدّ الهجوم الذي نفّذه النظام المدعوم بغطاء ناري مكثف وتمكنت من قتل نحو 13 عنصراً وجرح عدد من قواته المهاجمة. وأشارت المصادر إلى أن النظام بدأ معركته «عبر قصف تمهيدي مكثف بعشرات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة، إضافة لعشرات القذائف والصواريخ على منطقة القصابية شمال حماة والقرى القريبة منها جنوب إدلب». ونفت المصادر سيطرة الأخيرة على البلدة الواقعة شمال كفرنبودة.

محاولة اغتيال جديدة تطال جنرالا إيرانيا في البوكمال

أورينت نت – متابعات... تعرض جنرال في الميليشيات الإيرانية، اليوم الاثنين، لمحاولة اغتيال على يد مجهولين في ريف دير الزور الشرقي، حيث تشهد المنطقة بشكل مستمر عمليات اغتيال بحق عناصر وقادة الميليشيات الطائفية في المنطقة. وقالت شبكة "دير الزور 24"، إن "قائداً في الحرس الثوري الإيراني تعرض لمحاولة اغتيال في مدينة البوكمال شرق دير الزور، وذلك عن طريق إطلاق النار عليه من قبل مجهولين في شارع البريد وسط المدينة" مشيرةً إلى أن المدينة تشهدا استنفاراً للميليشيات إثر محاولة اغتيال الجنرال الإيراني، دون أن تؤكد الشبكة اسم الجنرال أو إن كان قد قتل نتيجة العملية أم لا. يشار إلى أنه "عثر على جثة الجنرال حج رضا شقيق حج سلمان قرب حي الصناعة في مدينة البوكمال مقتولا بعدة طلقات في الراس، واتهام عناصر من الفوج 47 في جيش النظام بقتله، والسبب يعود إلى أن حج رضا قام بمصادرة مسروقات واعتقال عناصر من الفوج قبل أيام من مقتله". وبحسب شبكات محلية، فإن "الاغتيال جاء بعد قيام عناصر من قوات النظام بعمليات سرقة كبيرة في المدينة، رد عليها عناصر الحرس الثوري باعتقال العشرات من عناصر النظام" وأن "الجنرال حج سلمان المسؤول الأمني العام أصدر قراراً بحل ميليشيات درع الأمن العسكري في المدينة، الذي يترأسه محمد الزرزور (أبو بدر) ونائبه عزيز الحسو، وهم من أبناء البوكمال والتحاق عناصرهم بالحرس الثوري في المدينة".

«كرة النار» تتدحرج في مناطق النفوذ... وتصل إلى قوت السوريين وتبادل اتهامات بين دمشق والمعارضة والأكراد إزاء أسباب «الحرائق المفتعلة»

الشرق الاوسط....لندن: إبراهيم حميدي... «حرائق غامضة» تتدحرج على الأراضي السورية. تتنقل من مكان إلى آخر. كرة النار، تجمع بين مناطق النفوذ الثلاث لاستهداف المحاصيل الزراعية. تعددت الأساليب، بالونات، قذائف، غارات، لكن الهدف واحد. إنه قوت الناس بحرق المحاصيل الزراعية باعتباره وسيلة للانتقام من المزارعين أو الأهالي لأسباب اقتصادية أو سياسية... أو وسيلة «أثرياء الحرب» لاستيراد المحاصيل من الخارج بدلاً من استخدام المحاصيل السورية في موسم يعتبر الأفضل منذ سنوات بسبب الأمطار في الشتاء الأخير. وتشكل الأراضي القابلة للزراعة نحو 33 في المائة من المساحة الإجمالية البالغة 185 ألف كلم مربع ويعتمد 70 في المائة منها على الأمطار. ومعدل الأمطار في 90 في المائة من هذه المساحة أقل من 300 ملم في السنة، وهو الحد الأدنى اللازم لإكمال المحاصيل الشتوية دورة حياتها، بحسب تقرير لـ«المركز السوري لدراسات البحوث». ويعتبر القطاع الزراعي أحد أهم القطاعات في اقتصاد البلاد، حيث بلغ 3.9 في المائة وسطي معدل النمو السنوي بين 1970 و2010 مع مساهمة في النمو الكلي بـ23 في المائة. وبعدما كان الناتج الزراعي يشكل 32 في المائة من إجمالي الناتج في السبعينات، أصبح 14 في المائة في 2010، حيث زادت الهجرة من الريف إلى المدن من 43 في المائة في 1970 إلى 54 في المائة في 2010. وبين 2011 و2019 انتشرت التعديات على الأراضي الزراعية بـ«صورة مدمرة»، وأدت إلى خروج الأراضي الخصبة من الاستثمار، كما تعرضت المروج والمراعي ومناطق الغابات والمناطق الحراجية إلى حرق وقطع، بحسب «المركز السوري». ودمر الكثير من أجزاء البنى التحتية ومنها البنى الخاصة بقطاع المياه، إذ تعرضت شبكة مياه الشرب للكثير من التدمير والنهب والتخريب، وأدى وقوع المصادر الرئيسية الكبيرة في «المناطق الساخنة» إلى عجز كبير في قدرتها على تأمين المياه للسكان. كما توقف العمل في المشاريع الكبرى. لكن، تراجع الإنتاج الزراعي بقي أقل من بقية القطاعات ما زاد في أهميته النسبية في الناتج المحلي الإجمالي، إذ ارتفعت حصة الزراعة من الناتج من 17 في المائة في 2010 إلى نحو 31 في المائة في 2017، أي أنه «شكل شبكة حماية للكثير من السوريين لتأمين الغذاء والحد الأدنى من الدخل. لكن من الناحية المؤسسية تشكلت عدة منظومات حددت السياسات الزراعية بحسب القوى المسيطرة عسكرياً خلال النزاع». عليه، بقيت الحبوب مصدرا رئيسياً في الاقتصاد، حيث كان الإنتاج بحدود أربعة ملايين طن قبل 2011، مع احتياطي استراتيجي مخزون قدره نحو ثلاثة ملايين طن. وبحسب خبراء، كان متوقعاً أن يصل الإنتاج لهذا السنة نحو ثلاثة ملايين طن. لكن اللافت في الأسابيع والأيام الأخيرة، انتشار الحرائق في حقول الحبوب. وقدر خبراء بأن أكثر من ألفي حريق «التهمت» ثلث الأراضي الصالحة للزراعة في سوريا، أي ما يعادل 200 ألف دونم من جنوب البلاد إلى شمالها، ومن غربها إلى شرقها.

شرق الفرات

تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية بدعم التحالف الدولي بقيادة أميركا على ثلث مساحة سوريا البالغة 185 ألف كلم مربع، وهي تعتبر «السلة الزراعية» للبلاد. وبعد القضاء على «داعش» في شكل كامل في 23 مارس (آذار) الماضي، استفاقت بعض التوترات السابقة بين العرب والأكراد مع وجود خلايا لـ«داعش»، إضافة إلى مساعي الحكومة لاستعادة السيطرة على هذه المنطقة التي تضم أيضا 90 في المائة من النفط ونصف الغاز وأكبر ثلاثة سدود. وقدرت الحكومة السورية المساحات الزراعية المتضررة جراء الحرائق بـ3600 دونم شعير منها 1200 دونم. كما أكلت النيران 30 ألفا في مناطق الجزيرة التي تشمل الحسكة والرقة والقامشلي. وتبادل أطراف النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن الحرائق. وإذ قالت مصادر حكومية إن «أغلب تلك الحرائق مفتعلة من جهات ليس لها مصلحة بأن يقوم الفلاحون في بيع محاصيلهم للحكومة، حيث استهدفت الحرائق محاصيل مزارعين يريدون بيع محاصيلهم للحكومة»، مشيرة إلى أن الحكومة «حددت سعر شراء للقمح أعلى من سعر الشراء الذي حددته الإدارة الذاتية الكردية، وبالتالي هناك توجه كبير من قبل الكثير من الفلاحين ببيع محاصيلهم للحكومة السورية». وبحسب مصادر، فإن الوفرة في المواسم «لم تشهدها منطقة الجزيرة منذ موسم 1988. حينها فاقت كمية محاصيل القمح والشعير قدرة المؤسسة العامة للحبوب على تعبئتها وشحنها». وقالت مصادر كردية: «هناك من يتهم النظام بافتعال الحرائق عبر وكلاء له في مناطق سيطرة القوات الكردية كي لا تذهب المحاصيل إلى الأكراد». وفي المقابل، يتهم آخرون الإدارة الذاتية الكردية، بحرق المحاصيل «كي لا تذهب إلى الحكومة التي حددت سعر شراء كيلوغرام القمح الواحد بـ185 ليرة سورية بزيادة 35 ليرة عن السعر الذي حددته الإدارة الذاتية». وطالت الاتهامات «داعش»، إذ قال مسؤول كردي إن التنظيم يريد إحداث قلاقل شرق سوريا وغرب العراق، حيث خسر مناطقه في شكل كامل. لكن هناك اتفاقا على عدم وجود قدرات للتعاطي مع الحرائق في شرق الفرات. وقالت مصادر أهلية: «عبء الإطفاء يقع على الأهالي، فيطوقون الحرائق بأكياس خيش مبللة بالماء، أو بحراثة الأرض بالجرارات كي لا يمتد إليها الحريق».

مثلث الشمال

أيضاً، تحصل الحرائق في مناطق تسيطر عليها فصائل معارضة تدعمها تركيا في شمال غربي البلاد وتشكل نحو 10 في المائة من مساحة البلاد، وتشن قوات الحكومة بدعم روسي للتوغل فيها وقضم مساحات شمال حماة وجنوب إدلب، الغنية بالمحاصيل الزراعية. وأظهرت صور للأقمار الصناعية الحقول وبساتين الفاكهة والزيتون تحترق في شمال غربي سوريا. وظهر في الصور، التي وفرها موقع «ديجيتال غلوب إنك»، أعمدة من الدخان تتصاعد من الريف المحيط في قرية الهبيط جنوب إدلب وكفرنبودة شمال حماة. وأظهرت الصور التي التقطت قبل وبعد الحرائق في بداية ونهاية الأسبوع الماضي رقعا من الأرض المحروقة وحقولا سوداء من الحرائق ومباني مدمرة. وظهرت أيضا حرائق لا تزال مشتعلة. وأفادت «مراكز الإطفاء والدفاع المدني» باندلاع أكثر من 272 حريقا في ريف حلب. كما تم حرق 125 ألف دونم في حماة، غالبيتها محاصيل شعير والأشجار المثمرة وعلى رأسها الزيتون واللوز والفستق الحلبي، حسب مديرية زراعة حماة. وكان تقرير سابق لـ«الشرق الأوسط» من دمشق، أفاد بأن منطقة سلمية وشهدت 200 حريق التهمت آلاف الدونمات من المحاصيل الاستراتيجية. كما اندلع 300 حريق قضت على ألف شجرة حراجية وأصابت سبعة آلاف شجرة في عدد من قرى شمال شرقي حمص. والتهمت النيران أكثر من ألفي دونم جنوب إدلب، معظمها محاصيل شعير وقمح جراء تعرضها إلى أكثر من 40 صاروخا محملا بمواد حارقة، بحسب نشطاء معارضين، حيث تواصل قوات الحكومة وروسيا هجوما جويا ومدفعيا عنيفا على مواقع المعارضة في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي منذ نحو شهر. واتهم المجلس المحلي في مدينة خان شيخون «النظام السوري بتعمد قصف الأراضي الزراعي، ذلك أن مئات الهكتارات من محاصيل القمح والشعير احترقت بسبب قصف النظام لها بالنابالم الحارق والقنابل العنقودية». وتبادلت المعارضة والحكومة الاتهامات عن المسؤولية. إذ قال مصطفى الحاج يوسف مدير «الدفاع المدني» في إدلب إن الطائرات الحكومية كانت تقصف حقول الذرة ما أشعل النار فيها، فيما أفادت الوكالة السورية للأنباء الرسمية (سانا) الثلاثاء بأن مسلحين قصفوا قرى في ريف حماة الشمالي، مما ألحق أضرارا بالمباني وأحرق حقول القمح. لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن الطائرات الحربية والمروحية «تتعمد» إضرام النيران في مئات الهكتارات من أراض زراعية يعول على محاصيلها أهالي المنطقة، متهما قوات النظام بـ«سرقة المحاصيل الزراعية ضمن المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً في ريف حماة». من جانبه، لم يستبعد مسؤول محلي رسمي في حماة من أن يكون نشوب الحرائق بـ«فعل فاعل». وكانت الحكومة اتبعت سياسة الحصار حيث يتم تجويع السكان من خلال «العقوبات الجماعية» حتى الخضوع، بحسب تقرير «المركز السوري». وأضاف: «تعرض نحو 2.5 مليون شخص للحصار منذ عام 2015 لغاية عام 2018 ووصلت ذروتها في 2017، حيث خضع نحو 970 ألف شخص للحصار في وقت واحد، في الغوطة ودير الزور، وحلب والرستن وغيرها، وتضمن الحصار الحرمان من الحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية وتقييد حركة السكان واستهداف المناطق المحاصرة بمختلف أنواع الأسلحة».

مناطق النظام

هناك حرائق وإن كانت بدرجة أقل بكثير في مناطق الحكومة السورية التي تشكل نحو 60 في المائة من أراضي سوريا، وخصوصاً في ريفي السويداء ودرعا جنوب شرقي البلاد. ولفت فوج إطفاء حمص إلى حرائق في الأراضي الزراعية بريف حمص الشمالي حيث شكت دمشق «من عدم تجاوب الأهالي بإرسال جراراتهم للمساعدة فريق الإطفاء بعد نفاد المياه». وإذ نشب 200 حريق في ريف درعا أضرت بنحو 1837 دونماً من المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة والحراج، تم تسجيل أكثر 223 حريقاً في السويداء منذ بداية الشهر الجاري غالبيتها طالت أراضي زراعية وأشجاراً مثمرة وحراجية بمساحات متفاوتة. وفي القنيطرة، حصلت ثمانية حرائق في الأيام الأخيرة، منها سبعة حرائق نشبت في الأراضي الزراعية والرعوية وحريق في أحد المواقع الحراجية. وفي ريف دمشق تم إخماد 271 حريقاً منذ بداية الشهر الحالي منها 65 حريقاً الأسبوع الماضي امتد بعضها على مساحة 30 دونماً معظمها أعشاب جافة امتدت إلى الأراضي الزراعية. وفي المنطقة الساحلية قرب القاعدتين الروسيتين في اللاذقية وطرطوس، حصل 31 حريقا، 24 منها في محافظة طرطوس وسبعة في اللاذقية. ولاحظت مصادر محلية اندلاع حرائق في حقول السويداء شرق المدينة ذات الغالبية الدرزية التي تتمتع بإدارة محلية منذ سنوات. وتراوحت الاتهامات بين قيام «داعش» الموجود في الصحراء بإرسال بالونات لمعاقبة الأهالي وبين اتهام دمشق بـ«افتعال ذلك لإخضاع أهالي السويداء». وينطبق ذلك على حقول درعا التي كانت قوات الحكومة استعادت السيطرة عليها في بداية العام الماضي. بين هذا وذاك، هناك من يتحدث عن رغبة «أثرياء جدد» في خفض الإفادة من الإنتاج المحلي للاعتماد على الاستيراد الذي أسهم في إثراء مقربين من الحكومة. إذ إن الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) الرسمية قالت إن الرئيس بشار الأسد أصدر قانونا قضى بإنشاء مؤسسة للحبوب تحل محل المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب. وذكرت الوكالة أن المؤسسة الجديدة، التي تحمل اسم المؤسسة العامة لتجارة وتخزين وتصنيع الحبوب (السورية للحبوب)، ستتخذ من مدينة الحسكة بشمال شرقي البلاد مقرا لها، وسيرأسها وزير التجارة الداخلية، علما بأن للحكومة وجودا رمزياً في الحسكة، فيما الوجود العسكري والفعلي هو لحلفاء واشنطن. واشترت المؤسسة السورية العامة لتجارة وتصنيع الحبوب 200 ألف طن من قمح البحر الأسود في أحدث مناقصة عالمية تطرحها. وأبلغ مصدر حكومي مطلع «رويترز» قبل أسبوع، أن سعر شراء القمح بلغ 252 دولارا للطن شاملا تكاليف الشحن. وإذ يعد استيراد الحبوب مصدرا رئيسيا لإثراء عدد من رجال الأعمال في السنوات الأخيرة عبر الالتفاف على العقوبات الأميركية والأوروبية على دمشق، بدا أن الصراع بين الأطراف المتنازعة انتقل إلى قوت السوريين عبر التهام الحرائق للمحاصيل بعدما كان يتناول الجغرافيا ومناطق النفوذ.

 

 



السابق

أخبار وتقارير...القوات السودانية تفض الاعتصام في الخرطوم وتقتل 13 محتجًا...هذه شروط أميركا على روسيا في سوريا ...قمة ثلاثية غير مسبوقة بعد أسابيع قليلة....ترمب للأسد وروسيا وإيران: أوقفوا المذبحة في إدلب...الجيش الأميركي يجري مناورات في بحر العرب بمشاركة «بي - 52» وحاملة الطائرات...نتانياهو: نحو مليار دولار من إيران لحزب الله سنويا...وزير الدفاع الصيني: الحرب مع أميركا ستكون كارثة على العالم ...إيران: نقترح تشكيل تحالف مع بعض دول الخليج وقوات البنتاغون بالمنطقة في مرمى صواريخنا....ترامب يحرّض لندن على أوروبا: لا تدفعوا فاتورة بريكست...معارضون سوريون: لا يحق للنظام استدعاء إيران لقتل السوريين ودعوا لتشكيل جيش عزبي لردع طهران...

التالي

اليمن ودول الخليج العربي.....ابن عم الحوثي يقلّص نفوذ المشاط ويتصدر واجهة حكم الانقلابيين.. الميليشيات تثني على «حزب الله»... وتتوعد بتطوير «أسلحة نوعية».....أموال ضخمة لـ«حوثنة» القطاع الطبي في اليمن....المتمردون يصعّدون بالهاون في الحديدة... والجيش يتقدم في الضالع ....السعودية تعلن غداً الثلاثاء أول أيام عيد الفطر...الملك سلمان: السعودية سعت في خدمة الإسلام ودعم السلام.....مبادرة كويتية جديدة لحل الأزمة الخليجية...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,166,860

عدد الزوار: 6,758,450

المتواجدون الآن: 123