سوريا...مظلوم عبدي يتهم إردوغان بالتخطيط لـ«إجراء تغيير ديموغرافي» شرق الفرات...بوتين يعلن انتهاء «الأعمال القتالية الواسعة» في سوريا....واشنطن قلقة من عملية تركية وشيكة شرق الفرات...أنقرة: جهود المنطقة الآمنة مع واشنطن لا تحقق النتائج المرجوة...

تاريخ الإضافة الجمعة 4 تشرين الأول 2019 - 5:21 ص    عدد الزيارات 2457    القسم عربية

        


وفد من العشائر السورية في الأردن يبحث مع دمشق العودة إلى سوريا...

روسيا اليوم... المصدر: "سانا"... أعلن أعضاء وفد من العشائر السورية المهجرة في الأردن، خلال لقاء مكع القائم بأعمال السفارة السورية في عمان، شفيق ديوب، اليوم الخميس، تطلعهم للعودة إلى سوريا في القريب العاجل. وأوضح أعضاء الوفد المؤلف من عدد من شيوخ العشائر السورية، أنهم اضطروا لمغادرة سوريا بفعل جرائم التنظيمات الإرهابية التي خطفت وقتلت أبناءهم ودمرت منازلهم، مشددين على استعدادهم للعودة إلى بلدهم. من جهته، أكد ديوب لأعضاء الوفد، أن عودة المهجرين السوريين إلى البلاد تأتي على رأس أولويات الدولة السورية، وهي مستعدة لتقديم التسهيلات والإجراءات اللازمة لعودتهم، لافتا إلى عودة عدد كبير منهم خلال الأشهر الماضية. ودعا ديوب السوريين الموجودين في الأردن إلى العودة للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، مشيرا إلى أن دمشق لن تتخلى عن أبنائها وتعمل بجد لإعادة إعمار ما دمرته الحرب. وعاد آلاف اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء في الأردن، خلال الأشهر الماضية عبر معبر نصيب الحدودي إلى مدنهم وقراهم، بعدما استعاد الجيش السوري السيطرة عليها. كما أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، في سبتمبر الماضي، عودة 153 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم عبر مركز جابر الحدودي منذ افتتاحه، مؤكدة التزام عمان بمبدأ العودة الطوعية للاجئين وتسهيل الإجراءات والوثائق اللازمة لمغادرتهم المملكة.

مظلوم عبدي يتهم إردوغان بالتخطيط لـ«إجراء تغيير ديموغرافي» شرق الفرات

قائد «قوات سوريا الديمقراطية»: إشراك جميع المكونات شرط رئيسي لنجاح العملية السياسية

الشرق الاوسط....القامشلي: كمال شيخو... استبعد مظلوم عبدي القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية نجاح اللجنة الدستورية بصيغتها المُعلنة، لإقصاء ممثّلي شمال وشرقي سوريا والذين يمثلون قرابة 5 ملايين سوري بسبب الفيتو التركي ودول إقليمية فاعلة بالملف السوري، وأكد أنها «تناقض القرار الأممي (2254) القاضي بحل الأزمة السورية بمشاركة كل السوريين وما تم في اللجنة الدستورية هو عكس ذلك تماماً». وقال عبدي بأنّ اللجنة الدستورية بشكلها الحالي: «بحسب التسريبات هناك خطأ كبير ليس لبقاء الكرد خارج تشكيلتها؛ بل لإقصاء باقي المكونات من العرب والسريان وجميع شعوب شمال وشرقي سوريا، رضوخاً للضغوط التركية». ورغم تأكيدات المبعوث الأميركي الخاص للملف السوري جيمس جيفري في حديث صحافي على هامش فعاليات الجمعة العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الماضي، مشاركة ممثلين عن إدارة مناطق شمال شرقي سوريا و«مجلس سوريا الديمقراطية» في أعمال اللجنة الدستورية، إلا أن قادة المجلس نفوا مشاركتهم أو وصول دعوات رسمية لكيانات الإدارة الذاتية. وأكد مظلوم عبدي بأن شعباً من تركيبة المجتمع السوري استبعد عن المشاركة، في إشارة إلى غياب الأكراد وقال في حديثه: «إذا لم تشارك مكونات المنطقة في عملية الحل فإننا سنرفض النتائج التي تخرج عنها، فمن البديهي رفضها من الكرد وستبقى اللجنة دون نتائج أو فعالية»، وطالب بضرورة إشراك الجميع في عملية الحل السياسي واللجان المنبثقة عنها، منوهاً: «سيما ممثلو هذه المنطقة وهو شرط رئيسي لنجاح الدستور والعملية السياسية». واتهم عبدي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بسعيه للسيطرة على شمال وشمال شرقي سوريا وأشهر عن خطة جاهزة وأعلنها أمام العالم، وقال: «يريد احتلال المنطقة وخطته تهدف إلى التغيير الديموغرافي وتطهير المنطقة من الكرد، نحن لن نقبلها وحتى شعوب المنطقة ترفضها والجهات الدولية سترفضها، ليس تراب شمال شرقي سوريا فارغاً بدون أصحاب». وتوعد الرئيس إردوغان مراراً بإعادة نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري يقيمون في تركيا منذ اندلاع الأزمة السورية إلى المنطقة المزمع إنشاؤها، لكن عبدي رفض هذه التصريحات وعلق قائلاً: «من الخيال أن يجلبوا البعض لهذه المناطق وأن يبنوا لهم المدن والقرى ويوزعوا عليهم الأراضي الزراعية، فمن غير الممكن على الإطلاق تطبيقها على أرض الواقع». وأوضح عبدي بأن اللاجئين المتحدرين من أبناء مناطق شمال شرقي سوريا الموجودين في تركيا أو باقي الدول، «بإمكانهم العودة لديارهم وسنقدم الدعم لهم والتسهيلات اللازمة»، واستثنى الذين ارتكبوا جرائم حرب، «هؤلاء إذا عادوا سيحالون للمحاكم المحلية وستطبق بحقهم العدالة». وانسحبت «وحدات حماية الشعب» الكردية العماد العسكرية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، في نهاية أغسطس (آب) الماضي من مواقع قريبة من الحدود التركية، وقام جنود أتراك وأميركيون بتسيير دوريتين مشتركتين وطلعات جوية بهدف التأكد من إزالة تحصينات الوحدات، وانسحابها من المواقع وتسليمها للمجالس العسكرية المشكلة من أبناء المنطقة برعاية التحالف. وأخبر عبدي بأن «آلية أمن الحدود» هي اتفاقية أبرمت بين واشنطن وأنقرة من جهة، وبين أميركيا و«قوات سوريا الديمقراطية» من جهة ثانية، وقال: «اتفقنا على تنفيذ (الآلية) على ثلاث مراحل وهي مستمرة حتى اليوم دون مشاكل، نفذنا تعهداتنا وواجباتنا ونستطيع القول بأن التقويم الذي حدد يطبّق بشكل جيد، وهناك مراحل ما زالت مستمرة». والمقصود بالمنطقة الآمنة هو إقامة شريط فاصل داخل الأراضي السورية بمحاذاة الحدود التركية، ضمن المدن والبلدات التي تسيطر عليها وحدات الحماية المدعومة من الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي، لكن لم يتضح بعد عمق وطول هذه المنطقة ولم تتفق الأطراف المعنية بعد على جدول زمني لإقامتها أو القوات الأمنية التي ستنتشر فيها. وكشف عبدي في ختام حديثه بأن قواته وافقت أن يكون عمق المنطقة على طول الحدود التركية: «بحدود 5 كيلومترات مع امتداد في بعض الأجزاء إلى 12 كيلومتراً، لقد أبدينا قدراً كبيراً من المرونة من جانبنا».

بوتين يعلن انتهاء «الأعمال القتالية الواسعة» في سوريا

موسكو - واشنطن - أنقرة: «الشرق الأوسط».. أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، انتهاء الأعمال القتالية «الواسعة النطاق» في سوريا، مشدداً على أهمية التركيز على «العمل بالتسوية السياسية للأزمة» في البلاد. وقال بوتين، خلال مشاركته في أعمال الجلسة العامة لـ«منتدى فالداي للحوار الدولي» إن «الأعمال القتالية الواسعة النطاق انتهت فعلاً، وفي كل الأحوال، لا يمكن تحقيق حلّ نهائي من خلال العمليات العسكرية، أياً كانت نتائجها. ولهذا السبب، يجب الآن العمل على مسائل التسوية السياسية، الأمر الذي نقوم به بإصرار». وأشار إلى أن بلاده «بذلت جهوداً جبارة لتشكيل اللجنة الدستورية السورية». على صعيد آخر، تجدد التوتر بين واشنطن وأنقرة إزاء «المنطقة الآمنة» شمال شرقي سوريا، واحتمال شنّ تركيا عملية عسكرية شرق نهر الفرات. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية، أمس، إن بلاده «لم ترَ جدية» من جانب الولايات المتحدة، «ونعتقد أن هذه العملية الجارية مع الولايات المتحدة لن تأخذنا إلى النقطة التي نريد الوصول إليها. المعلومات الواردة من الميدان تثبت ذلك». وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن جهود إقامة المنطقة الآمنة «حالت دون حدوث أي مماطلة»، مشدداً على استعداد بلاده «لجميع الاحتمالات». في المقابل، يتمسك قادة عسكريون أميركيون بالعلاقة مع الأكراد. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصدر أميركي أن «هناك أدلة جدية على استعدادات تركية لتنفيذ هجوم على مناطق الأكراد».

أنقرة: جهود المنطقة الآمنة مع واشنطن لا تحقق النتائج المرجوة وشددت التدابير على الحدود لمنع وصول أي نازحين

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبدالرازق.... عبرت أنقرة عن اعتقادها بأن جهودها مع الولايات المتحدة لإقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا لا تحقق النتائج المرجوة، مؤكدة استعدادها لجميع الاحتمالات وفي مقدمتها شن عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شرق الفرات. وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية أمس إن بلاده لم تر جدية من جانب الولايات المتحدة.. نعتقد أن هذه العملية الجارية مع الولايات المتحدة لن تأخذنا إلى النقطة التي نريد الوصول إليها. المعلومات الواردة من الميدان تثبت ذلك». وفي الوقت ذاته، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن جهود إقامة المنطقة الآمنة مع تركيا حال حدوث أي مماطلة، مشددا على استعداد بلاده لجميع الاحتمالات. واتفقت أنقرة وواشنطن، في أغسطس (آب) الماضي، على إقامة المنطقة الآمنة على الحدود السورية مع التركية والتي ترغب أنقرة في أن تصل إلى عمق 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية وأن يخرج منها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها» منظمة إرهابية». وأعلنت تركيا أن بإمكانها توطين ما بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ سوري في المنطقة. لكنها لوحت مرارا بعمل عسكري من جانب واحد إذا لم تصل الجهود مع الولايات المتحدة إلى مستوى توقعاتها أو إذا تعثرت. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، إن تركيا ليس أمامها خيار سوى العمل منفردة نظرا لعدم إحراز تقدم مع الولايات المتحدة، وذلك بعد يومين فقط من تصريحه بأن البرنامج الزمني لإقامة المنطقة الآمنة مع الولايات المتحدة يسير كما هو محدد له. ونفذت القوات الأميركية والتركية حتى الآن 6 طلعات جوية مشتركة فوق شمال شرق سوريا ودوريتين بريتين. وحذرت واشنطن تركيا من أن أي عمل أحادي واحد لن يصب في مصلحة أي دولة أو أمنها. وأكد جاويش أوغلو مجددا تحذير تركيا من أنها مستعدة لشن هجوم. وقال: ”يتعين علينا اتخاذ خطوات لطرد «المنظمات الإرهابية» من على حدودنا وإعادة النازحين إلى هناك“. في السياق ذاته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن جهود تأسيس المنطقة الأمنة في سوريا المتواصلة مع الولايات المتحدة ستنتهي في حال حدوث مماطلة. وأضاف أكار أن تركيا ترى أن إنشاء ممر سلام، ومنطقة آمنة خالية من الأسلحة الثقيلة والإرهابيين على طول الحدود بعمق مابين 30 و40 كيلومتر شرقي الفرات بسوريا، ضرورة. وأشار، في تصريحات أمس، إلى أن بلاده بدأت مع الولايات المتحدة بتسيير دوريات برية وطلعات جوية في المنطقة، وأن الجانبين يعملان من أجل تأسيس قواعد، وتركيا ستواصل المفاوضات والجهود المشتركة لتأسيس المنطقة الأمنة طالما أنها متناسبة مع أهدافها وغاياتها.. «تنتهي هذه الجهود في حال حدوث مماطلة، ونحن عازمون للغاية بهذا الصدد». ولفت أكار إلى أن بلاده أجرت استعداداتها حول المنطقة الآمنة، وستقوم بذلك بمفردها إذا لزم الأمر، موضحا أن لديها خططا بديلة بهذا الخصوص. وقال إن الهدف النهائي للمنطقة الآمنة يتمثل في إنهاء وجود وحدات حماية الشعب الكردية شمال سوريا، وتأسيس ممر سلام، وتأمين عودة السوريين في تركيا إلى منازلهم وديارهم. في سياق متصل، عززت القوات التركية تدابيرها الأمنية على الحدود الفاصلة مع سوريا من جهة محافظة إدلب، في خطوة لمنع تدفق اللاجئين إلى أراضيها، وقامت بتزويد الجدار الأسمنتي الحدودي الفاصل بكتل إسمنتية جديدة وأسلاك شائكة، لمنع تدفق اللاجئين. وعززت الجدار العازل بطول 21 كيلومترا على طول الحدود مع إدلب، مع إجراءات مراقبة مشددة على طول الجدار. ويبلغ ارتفاع الجدار مترًا واحدًا بعرض 2.5 متر، ووزن الكتل الإسمنتية الجديدة طنان و300 كيلوجرام للكتلة الواحدة، مع سياج حماية عال ومدعوم بأعمدة بارتفاع مترين، وأسلاك شائكة أعلى السياج. وبدأت القوات التركية عملية تعزيز الجدار قبل 6 أشهر، ومن المتوقع أن تنتهي خلال الأشهر الأربعة المقبلة، في خطوة لمنع تدفق أي لاجئين محتملين من سوريا إلى الأراضي التركية. وتشدد السلطات التركية من رقابتها على الحدود التي تشهد عمليات تهريب متكررة من قبل السوريين الباحثين عن الملجأ الآمن وعن فرص للعمل. وتشهد الحدود السورية التركية عمليات تهريب مستمرة لنازحين فارين من العمليات العسكرية المتواصلة في محافظة إدلب، وزادت المخاوف من زيادة أعداد اللاجئين مع تصاعد العنف، منذ فبراير (شباط) الماضي، على خلفية العملية العسكرية التي شنها النظام السوري بدعم من روسيا. ويبلغ طول الحدود بين تركيا وسوريا من جهة محافظة إدلب، 130 كيلومترًا، وتعمل أنقرة على تأمين حدودها منذ عام 2015 ببناء جدار عازل على طول تلك الحدود، إلى جانب إجراءات أمنية مشددة من قوات الدرك وكاميرات المراقبة الحرارية المضافة إلى ذلك الجدار. في الوقت ذاته، أرسلت تركيا 21 شاحنة محملة بالكتل الخرسانية إلى القوات المتمركزة في حدود منطقة عفرين السورية، بولاية هطاي (جنوب)، جرى تصميمها من أجل القوات التركية المتمركزة في حدود عفرين. من جهة أخرى، شرعت السلطات التركية في أعمال لتجديد الأسلاك الشائكة في الشريط الحدودي مع سوريا.

واشنطن قلقة من عملية تركية وشيكة شرق الفرات ومصادر تتحدث عن تراجع الدعم الأميركي للأكراد

الشرق الاوسط....واشنطن: إيلي يوسف... عندما حضرت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» إلى واشنطن الأسبوع الماضي، كانت تأمل ببرنامج حافل مع مسؤولي الإدارة الأميركية، وتحقيق اختراق دبلوماسي، على غرار لقائها الجانبي مع الرئيس دونالد ترمب في زيارة سابقة لها. غير أن العاصمة الأميركية كانت شبه فارغة عملياً من دبلوماسييها، الذين كانوا في نيويورك. وحاولت التقاء عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، على رأسهم السيناتور لينسي غراهام؛ لكن جهودها لم تنجح. ثم توجهت أحمد إلى نيويورك في محاولة لمقابلة أي من المسؤولين الأميركيين أو حتى من الغربيين، لطرح عدد من الملفات التي ترغب في الحصول على إجابات حولها، بدءاً بالموقف من تشكيل اللجنة الدستورية إلى مستقبل المنطقة الآمنة مع تركيا، وإعادة إعمار المناطق التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية»، ومصير عناصر «داعش»؛ لكن لم تتكلل جهودها بالنجاح أيضاً. ثمة أحاديث في واشنطن بوجود متغيرات. البعض يصفها بالتباينات، بينما آخرون يصفونها باختلافات في أوساط الإدارة الأميركية، تجاه الموقف من أكراد شمال سوريا ومستقبل العلاقة معهم، في ظل التطورات الأخيرة التي شهدها ملف أزمتها. إعلان واشنطن موافقتها على تشكيل اللجنة الدستورية الذي رعى إصدارها الموفد الدولي الخاص غير بيدرسون، شكل تحولاً؛ خصوصاً أن واشنطن تجاوزت بسهولة استبعاد تمثيل أكراد شمال شرقي سوريا فيها، واعتراضاتهم على منطق تشكيلها. يقول مصدر معارض مطلع على زيارة أحمد، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا الموقف قرع جرس إنذار عند الأكراد، في ظل معلومات إضافية تتحدث عن اختلافات بين المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع المعنيين بالملف السوري حول الموقف من الأكراد. لكن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية آرون تيستا، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «إنه في حين لا يزال هناك كثير من العمل الذي يتعين القيام به، فإن الاتفاق بين الأطراف السورية لتشكيل لجنة دستورية ترعاه الأمم المتحدة في جنيف، هو خطوة مشجعة نحو التوصل إلى حل سياسي للصراع السوري، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254». وأضافت آرون: «لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع. يجب أن يقبل نظام الأسد إرادة الشعب السوري في العيش في سلام، وحماية حقوق جميع الفئات». يقول المصدر المطلع، إنه على الرغم من الاجتماع الذي عقدته إلهام أحمد مع السفير جيمس جيفري، الاثنين الماضي، لم تنجح في الحصول على رد إيجابي حول اقتراح يدعو إلى تشكيل محكمة دولية لمحاكمة مقاتلي «داعش» على الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، بسبب حساسية هذه المسألة لدى واشنطن، وما ترتبه من تداعيات سياسية وقانونية، قد تشكل مؤشراً إلى إعطاء صبغة شرعية على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، وتعزز ميول بعضهم للانفصال، وإقامة «كانتون» مستقل لهم، كما هو حاصل في شمال العراق. ويقول المصدر إن زيارة أحمد ترافقت مع مساعي مكثفة من قبل «مجلس سوريا الديمقراطية» لرفع العقوبات عن شمال سوريا، والسماح للشركات الأميركية والغربية والدولية عموماً، بالقدوم والاستثمار، والعمل لإعادة إعمار المنطقة، وتشغيل حقول النفط فيها بطريقة شرعية. ويضيف أن التباين بين وزارتي الدفاع والخارجية، يبرز عبر ما ينسب إلى جيفري من انحيازه أكثر إلى الموقف التركي، لاعتبارات كثيرة، بعضها يعود إلى علاقته الخاصة مع حكومة تركيا؛ خصوصاً أنه كان سفير واشنطن في أنقرة، وعلى دراية بالاعتبارات التركية ومصالحها في الإقليم. لكن المتحدثة باسم الخارجية نفت أن يكون هناك تغيير في العلاقة مع «قوات سوريا الديمقراطية»، وقالت: «لا تزال (قسد) شريكاً مهماً في الجهود التي نقوم بها لإنهاء تنظيم (داعش)، وسوف نستمر في العمل معها لتطهير المناطق المحررة، وتدريب وتقديم المساعدة الفنية، ودعم برامج تثبيت الاستقرار». يضيف المصدر المطلع أن السفير جيفري يرغب في بناء تحالفات مع العشائر العربية في شمال شرقي سوريا، بعيداً عن الأكراد، ضمن مقاربة جديدة لضمان عدم التمدد الإيراني في المنطقة، بعدما أعلنت بغداد ودمشق عن إعادة فتح معبر القائم الحدودي بين البلدين، وهو ما عدّ اختراقاً إيرانياً في تلك المنطقة. وبينما لم تشر المتحدثة باسم الخارجية إلى أن جيفري يستبعد الأكراد، قالت: «كنا واضحين للغاية، في أن النظام الإيراني يجب أن يسحب جميع القوات الخاضعة لقيادته في جميع أنحاء سوريا، لاستعادة السلام والاستقرار. ستواصل الولايات المتحدة الضغط دبلوماسياً واقتصادياً على نظام الأسد والنظام الإيراني وحلفائهما، من أجل تحقيق هذا الهدف». في المقابل، يتمسك القادة العسكريون الأميركيون بالعلاقة مع الأكراد الذين أثبتوا أنهم مقاتلون أوفياء وأشداء، في معارك استعادة السيطرة على المناطق التي كان يحتلها تنظيم «داعش»، وأقاموا معهم علاقات تنسيق عسكرية وميدانية وثيقة. وفي الخلاف المندلع مع تركيا حول مستقبل الشريط الحدودي مع سوريا، الذي تصر أنقرة على تسميته «المنطقة الآمنة»، ينحاز «البنتاغون» إلى الأكراد، مفضلين تسميتها «الآلية الأمنية». ورغم أنهم يسعون إلى تطوير التنسيق مع تركيا للحد من «مخاوفها المشروعة»، عبر إطلاق الدوريات المشتركة مع القوات التركية؛ فإنهم لم ينجحوا حتى الساعة في وقف التهديدات التركية باجتياح تلك المنطقة؛ خصوصاً أن أحد القادة العسكريين الأميركيين، حذر قبل يومين بأن العملية التركية قد تكون وشيكة وفي أي لحظة من الآن! ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصدر أميركي أن هناك أدلة جدية على استعدادات تركية لتنفيذ هجوم على مناطق الأكراد. وفي حال تنفيذه، فإنه سينهي عملياً الحرب ضد «داعش»؛ لأن القوات الأميركية ستكون مجبرة على الانسحاب تفادياً للصدام مع الأتراك. يقول المصدر المطلع، إن الخارجية الأميركية أكثر انحيازاً لموقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي لا يزال متمسكاً بسحب القوات الأميركية من سوريا، وتسليم إدارة المناطق التي تنتشر فيها إلى تحالف إقليمي تلعب تركيا دوراً رئيسياً فيه، مع دور للأكراد، شرط عدم تعارضهم مع المخاوف التركية. ويعتقد المصدر أن التباين السياسي حول موقف واشنطن من الأكراد، يعود في جانب أساسي منه إلى تحفظات الخارجية الأميركية، على العلاقة مع فصيل يحمل آيديولوجية ماركسية، وارتباطه العقائدي والسياسي الوثيق بحزب العمال الكردستاني. وتفضل الخارجية أن توسع علاقتها بالمكونات العشائرية والمحلية في شمال شرقي سوريا، بما يخفف في الوقت نفسه من اعتراضات دمشق؛ خصوصاً أن واشنطن لم تعلن اعتراضها على سيطرة النظام السوري على غرب الفرات.

 



السابق

اليمن ودول الخليج العربي..تجدد القتال في قعطبة الضالع... وتصعيد في الحديدة....مسؤول يمني يحذر من أجهزة تنصت حديثة في حوزة الميليشيات...رؤساء أركان الخليج من الرياض: جاهزون لأي اعتداء تتعرض له السعودية...وزير الطاقة السعودي: أرامكو أظهرت صموداً كبيراً...

التالي

مصر وإفريقيا....السيسي يراجع استراتيجية مكافحة الإرهاب مع الجيش....مصر تفرج عن العشرات قُبض عليهم في «مظاهرات الجمعة» ...بينهم أجانب....مصر تشدّد الإجراءات الأمنية على المنشآت الحيوية...تونس: انطلاق الدور الثاني من السباق الرئاسي على وقع الاتهامات المتبادلة....مقتل 38 جنديا ماليا في معارك مع "جهاديين"...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,180,649

عدد الزوار: 6,759,323

المتواجدون الآن: 132