أخبار العراق...المحتجون يجتاحون مجدداً شوارع بغداد وساحاتها ومدن الجنوب العراقي...جهات عراقية مقربة من إيران تتبرأ من قصف السفارة الأميركية وبغداد أشادت بـ«العلاقة الاستراتيجية» مع واشنطن.....الولايات المتحدة في العراق: من صانِعة القادة إلى انسحاب لا بُد منه...السفارة الأميركية في بغداد... تحت النار.. أمر بتوقيف النائب الشيخ علي لاتهامه للعامري بقتل العراقيين...بومبيو يطالب العراق بـ"صون" سيادته بمواجهة هجمات إيران....بعد سقوطه في امتحان "الشعبية".. الصدر يلجأ لخطة بديلة لضرب المظاهرات...رئيس "النواب" العراقي يدعو لسرعة تشكيل الحكومة...سفراء 16 دولة يطالبون بالتحقيق في مقتل المتظاهرين..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 كانون الثاني 2020 - 5:32 ص    عدد الزيارات 1693    القسم عربية

        


المحتجون يجتاحون مجدداً شوارع بغداد وساحاتها ومدن الجنوب العراقي..معتصمو الناصرية مصممون على الصمود بعد مقتل اثنين منهم برصاص مجهولين..

الشرق الاوسط...بغداد: فاضل النشمي... أعاد المتظاهرون المناهضون للحكومة، أمس، نصب خيمهم التي أحرقت في أنحاء العراق، سعياً لمواصلة زخم احتجاجاتهم، وسط تخوف من تصعيد عقب الهجوم الصاروخي على السفارة الأميركية في بغداد، مساء أول من أمس، الذي أدى إلى إصابة شخص واحد على الأقل بجروح، ويشكل تحولاً خطيراً في سلسلة الهجمات التي طالت المصالح الأميركية خلال الأشهر الأخيرة. وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم؛ تتهم الولايات المتحدة فصائل مسلحة موالية لإيران في العراق، ما يثير مخاوف من أن تصبح البلاد ساحة تصفية حسابات بين طهران وواشنطن. ويخشى الناشطون المناهضون للحكومة من أن يؤدي صراع مماثل إلى إنهاء حراكهم الاحتجاجي الذي يعد أكبر احتجاج شعبي يشهده العراق منذ عقود، ويُطالب بإصلاحات سياسية عميقة. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، اجتاح المحتجون مجدّداً الشوارع والساحات في بغداد ومدن عدّة في جنوب البلاد، كانوا أخرجوا منها السبت. وفجر أمس قتل متظاهر بالرصاص الحي في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار في جنوب العراق، خلال إقدام مسلحين مجهولين يستقلّون سيارات رباعية الدفع على اقتحام وحرق خيام المعتصمين في ساحة الحبوبي وسط الناصرية. وأطلق هؤلاء النار على المعتصمين وأحرقوا خيمهم التي تحولت إلى ركام. وبعد ساعات قليلة، رد متظاهرون بإغلاق جسرين رئيسيين في المدينة التي تبعد 350 كيلومتراً إلى جنوب بغداد. وشهدت مدينة النجف هجوماً مماثلاً، قام خلاله مسلحون مجهولون بحرق خيام متظاهرين في ساحة الاحتجاج وسط المدينة. ويحاول المتظاهرون الذين بدأوا منذ أسبوع إغلاق شوارع وجسور وطرق رئيسية تربط المدن، بعضها بالإطارات المشتعلة، تكثيف الضغوط على الحكومة للقيام بإصلاحات طال انتظارها؛ لكن ذلك قوبل برد باستخدام القوة من قبل قوات مكافحة الشعب. وأدت أعمال العنف خلال الأسبوع الماضي إلى مقتل 21 متظاهراً، وإصابة مئات بجروح، بينما قتل أكثر من 480 شخصاً خلال الاحتجاجات منذ انطلاقها بداية أكتوبر (تشرين الأول). وأعاد هجوم فجر أمس في الناصرية هذه المدينة إلى قلب الحدث الاحتجاجي العراقي. ويؤكد الناشط نور الشطري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «مجموعة من الملثمين يعتقد بانتمائهم إلى ميليشيا موالية لإيران اقتحموا ساحة الحبوبي، معقل الاحتجاج، وفتحوا النار وألقوا قنابل المولوتوف على الخيام، ما أدى إلى حرقها ووقوع ضحايا بين المعتصمين». ويؤكد الشطري أن «كل خيمة في ساحة الحبوبي تابعة لإحدى مقاطعات ومدن المحافظة، فقضاء الشطرة له خيمة، وكذلك ناحية الفهود، ومنطقة القلعة، وهكذا، وصادف أن بدأ المهاجمون بخيمة قضاء الجبايش، ما أدى إلى إصابة الشاب عبادي حسن زاير إصابة مباشرة أدت إلى وفاته». وأفادت وكالة «رويترز» بمقتل محتج ثانٍ في الواقعة. وبمجرد انتهاء الهجوم وحرق الخيام - والكلام للناشط الشطري - هرع المعتصمون وأعداد كبيرة من الشباب إلى تنظيف الساحة، والمباشرة فوراً ببناء غرف ثابتة بدلاً من الخيام للحيلولة دون حرقها في المرات المقبلة. ويشير الشطري إلى أن «المعتصمين وعموم المتظاهرين يوجهون أصابع الاتهام لقائد الشرطة الجديد، ويرون أن الهجوم الإرهابي على المعتصمين تم بالتنسيق معه؛ خصوصاً بعد عملية قطع التيار الكهربائي في لحظة اقتحام الساحة من قبل الملثمين». من جانبه، وجه قائد شرطة ذي قار العميد ناصر الأسدي، أمس، رسالة إلى أبناء المحافظة، محذراً من أن «الانفلات الأمني سوف يسبب فوضى كبيرة لن تتم السيطرة عليها»، معتبراً أن ما حدث ضد خيام المعتصمين «كان نتيجة لعدم وجودنا بالقرب من الحبوبي بسبب رفض أبنائنا المتظاهرين وزعزعة الثقة بالأجهزة الأمنية، ما أدى إلى تسلل العابثين، والتعرض للمتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم الدستورية». وبات ينظر محلياً بعد مرور نحو 4 أشهر على انطلاق الاحتجاجات، إلى الناصرية وعموم محافظة ذي قار، باعتبار أنها أكثر المحافظات شراسة في التمسك بمطالبها، والإصرار على مواصلة الاحتجاجات، رغم الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها منذ أكتوبر الماضي. ففي نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ارتكبت القوات الأمنية مجزرة كبيرة في ساحة الحبوبي، ذهب ضحيتها نحو 32 قتيلاً وأكثر من 225 جريحاً. ولم تمر حادثة حرق الخيام في ساحة الحبوبي دون موجة استهجان شعبي واسع، وانتقادات علنية وجهها ساسة وزعماء كتل للحكومة، بسبب إخفاقها في حماية المعتصمين والمتظاهرين. وفي هذا السياق، قال زعيم ائتلاف «الوطنية» إياد علاوي، في تغريدة عبر «تويتر»، أمس: «تباً لسلطة لا تستطيع أن تحمي شعبها». وأضاف: «هل نسيتم أيام معارضة نظام صدام؟ ارفعوا أيديكم عن شعبنا المحتج في الناصرية، فالعنف المفرط سيؤدي إلى ردود أفعال أشد، فهل سيتواصل قتلكم لـ39 مليون عراقي». وأدت الأحداث وعمليات القتل التي طالت المتظاهرين والمعتصمين في الناصرية، إلى حدوث انقسام داخل التيار الصدري، وذلك عقب إصرار الشيخ الصدري أسعد الناصري على دعم المتظاهرين، وإدانة الميليشيات التي تقف وراء عملية قتلهم واغتيالهم، ما دفع مقتدى الصدر إلى تجميد عمله داخل التيار، بذريعة «التجاوزات الصادرة عنه»، ووجه أوامر له بـ«نزع العمامة»، وترك التحدث عن ثوار الناصرية والتدخل في شؤونهم. ونتيجة لتمسكه بدعم المتظاهرين، استجاب الشيخ الناصري، وهو من أبناء المدينة، لأوامر الصدر، وقام أول من أمس بالتخلي عن عمامته. بدوره، هدد رئيس «جبهة الإنقاذ والتنمية» أسامة النجيفي، أمس، باللجوء إلى طلب الحماية الدولية، في حال عجزت الحكومة عن حماية المتظاهرين. وتساءل النجيفي في تغريدة عبر «تويتر»: «لمصلحة من يدفع بالبلد نحو التأزيم ومنزلق الفتنة والمواجهة الداخلية والخارجية؟». وقال: «لا توجد رواية حكومية إزاء ما يحدث من استهداف للمتظاهرين السلميين. منذ 4 أشهر ونحن نحصي الشهداء والجرحى من شبابنا الغاضبين، دون محاسبة الجناة أو إيقاف المجازر بحقهم». وأضاف النجيفي: «لا بد للحكومة من معالجة ذلك أو إعلان عجزها عن حماية المتظاهرين، والكشف عن الطرف الذي يستهدفهم، وإلا ستضطر القوى السياسية والمجتمعية لطلب الحماية الدولية للشعب». أما سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، فقد استغرب إدانة الحكومة العراقية الاعتداء على السفارة الأميركية، وصمتها إزاء الاعتداء على خيام المتظاهرين في الناصرية وحرقها، وإطلاق النار عليهم. وقال فهمي في تصريحات، إن «إدانة الهجوم على السفارة الأميركية أمر صحيح، ولكن بالمقابل يجب إدانة الاعتداء على المتظاهرين في الناصرية أيضاً».

جهات عراقية مقربة من إيران تتبرأ من قصف السفارة الأميركية وبغداد أشادت بـ«العلاقة الاستراتيجية» مع واشنطن

الشرق الاوسط...بغداد: حمزة مصطفى... في المرات السابقة التي كان يجري فيها استهداف السفارة الأميركية في بغداد كانت حملات الإدانة والاستنكار تأتي من الحكومة العراقية أو من الكتل والقوى السياسية التي تصنف على أنها إما صديقة للأميركيين، وإما ذات مواقف محايدة على الأقل. ومع أن استهداف المنطقة الخضراء؛ حيث مقر السفارة الأميركية، لم يتوقف تقريباً حتى بعد حادثة اقتحام السفارة أواخر العام الماضي، ومقتل قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بغارة أميركية بالقرب من مطار بغداد مطلع هذا العام، فإنه كان إما يمر مرور الكرام، وإما ربما تصدر بيانات خجولة من الحكومة أو بعض الكتل السياسية. لكن الصواريخ الخمسة التي استهدفت السفارة، أول من أمس، وسقط صاروخ منها وللمرة الأولى داخل السفارة، غيرت مستوى الإدانة ليشمل هذه المرة حتى القوى المصنفة على أنها قريبة من إيران مثل «كتلة الفتح» البرلمانية بجناحيها: «بدر» بزعامة هادي العامري، و«عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، والفصائل الموالية لإيران؛ وفي المقدمة منها «كتائب حزب الله». المفارقة اللافتة للنظر في مستوى ودلالات بيانات الشجب والاستنكار أنه في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية العراقية في بيانها أن العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية استراتيجية، فإن القيادي في «العصائب»، جواد الطليباوي، أطلق تسمية «سفارة الشر» على السفارة الأميركية في بغداد. وفي حين عدّت الخارجية الهجوم مجرد سحابة صيف في سياق العلاقة القوية بين البلدين، فإن رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي عدّ القصف إحراجاً وعنصر إضعاف للدولة و«يؤدي إلى الإضرار بالمصالح العليا للبلد وعلاقاته بأصدقائه، مما قد يجر العراق ليكون ساحة حرب، خصوصاً في وقت بدأت فيه الحكومة بإجراءات تنفيذ قرار مجلس النواب بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد». الجهات التي لها صلات قوية مع إيران داخل الحكومة العراقية عدّت الاستهداف عملاً تخريبياً يعرقل رحيل القوات الأجنبية عن العراق. وهذا ما عبر عنه العامري الذي قال في بيان إن «هذه الأعمال التخريبية هدفها خلق الفتنة وإعاقة مشروع السيادة ورحيل القوات الأجنبية، التي صوت عليها مجلس النواب العراقي»، داعياً الحكومة إلى «العمل الجاد في حماية البعثات الدبلوماسية، وكشف المتورطين بها». أما القيادي في حركة «عصائب أهل الحق» جواد الطليباوي فقد نفى وقوف «فصائل المقاومة» وراء القصف. «كتائب حزب الله»، من جهتها، أعلنت رفضها العملية رغم أنها عدّت في بيان أنها رد فعل طبيعي من قبل العراقيين وإن كانت «بمثابة إحراج» للحكومة العراقية. كما أعلنت «هيئة الحشد الشعبي» والفصائل المنتمية لها التبرؤ من هذا العمل، مبينة في بيان لها أن «الجماعات التي قامت بهذا العمل تعبر عن نفسها، و(الحشد الشعبي) لا يتبنى أي عملية». وفي ظل هذه التداعيات، يستمر مسلسل الإدانات من القوى التي تقف دائماً ضد مثل هذه العمليات مثل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وزعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، وزعيم «جبهة الإنقاذ والتنمية» أسامة النجيفي. من جهته، يؤكد عضو البرلمان العراقي وعضو لجنة الأمن والدفاع محمد الكربولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «استهداف السفارة الأميركية بين آونة وأخرى بات يمثل مشكلة للجميع، خصوصاً الدولة والمؤسسات التي تريد أن يكون سياق عمل الدولة طبيعياً ولا يتأثر بجهات أو عناصر تحاول خلق مشاكل وأزمات في ظل أوضاع غير طبيعية تمر بها البلاد». ويضيف الكربولي أن «السفارة الأميركية في العراق لا تختلف عن سواها من البعثات الدبلوماسية المحمية بموجب الاتفاقيات الدولية، وبالتالي، فإن أي استهداف لها يؤثر كثيراً في مصداقية العراق كدولة يجب أن تحافظ على تعهداتها بصرف النظر عن وجود مشكلة هنا أو هناك». وأضاف أن «الأهم بالنسبة لنا هو أننا لا نريد أن تتحول السفارة إلى هدف يجري ضربه تحت هذه الذريعة أو تلك ليرد الأميركيون، لأن ذلك يعد إضعافاً لسلطة الدولة»، مبيناً أن «الحكومة يجب أن تتصرف بقوة حيال عمليات انتهاك السيادة من كلا الطرفين؛ الذي يستهدف سفارة دولة أجنبية، أو تلك الدولة حين ترد بحجة الرد على استهدافها وتنتهك سيادة البلد». أما عضو البرلمان العراقي عن «تحالف الفتح» ووزير الداخلية الأسبق محمد سالم الغبان، فقد أكد من جهته لـ«الشرق الأوسط» أن «استهداف السفارات عمل مرفوض من قبلنا لأن هذا العمل يعدّ اعتداء على سيادة الدولة وتجاوزاً على الأعراف الدبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية». وأضاف الغبان: «إننا نشدد على الحكومة العراقية أن تتخذ كل الإجراءات والسبل لمعرفة الجهات أو الأشخاص الذين يقومون بهذه الاعتداءات وتقديمهم إلى العدالة»، مبيناً أن «هذه الممارسات الفردية التي تقوم بها جهات مجهولة تعقد مسار إنهاء وجود قوات التحالف الدولي، الذي تم تحديده من قبل الحكومة والقوى السياسية وقادة فصائل المقاومة من خلال الطرق السياسية والدبلوماسية والإجراءات الحكومية». وأوضح أنه «في الوقت نفسه نرفض أي إشارات أو تلميحات من الإدارة الأميركية بالرد على ضرب السفارة باستهداف قطعات ومقار (الحشد الشعبي) الذي أكدنا تكراراً ومراراً أنه جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية وملتزم بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، ولا يتحمل مسؤولية أي ممارسات أو أفعال غير قانونية قد ترتكب من بعض الجهات أو الفصائل التي هي في الوقت نفسه لديها مشاركة في (الحشد الشعبي)».

الولايات المتحدة في العراق: من صانِعة القادة إلى انسحاب لا بُد منه..

الراي....الكاتب:ايليا ج. مغناير ... قال العراق كلمتَه... قدّر اللواء جعفر البطاطا قائد عمليات بغداد في الجيش، أن أكثر من مليون شخص تَظاهَروا سلمياً وملأوا الكرادة والجادرية في العاصمة العراقية، داعين إلى الانسحاب الفوري للقوات الأجنبية وعلى رأسها الأميركية. واستجاب هؤلاء لدعوة السيد مقتدى الصدر الذي اصطفت خلفه جميع التنظيمات الشيعية والأقليات التي ترغب بوضْع حد للهيمنة الأميركية على العراق. وقد أظهرتْ التطوراتُ أن الضغطَ على زرّ تنفيذِ عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما بصواريخ فتاكة من طائرة أميركية من دون طيار، سيرتّب تكلفةً باهظةَ على واشنطن، هي وجودها العسكري في العراق. ومما لا شك فيه أن الرئيس دونالد ترامب سيعاني من هذه التبعات في حملته الانتخابية المقبلة. ولكن القصة لا تنتهي عند هذا الحد. فلن يَسمح حلفاء إيران بوجود هادئ للقوات الأميركية قبل جدْولة انسحابها النهائي. ورغم أن الوجود الأميركي بعيدا عن المناطق السكنية، إلا أن كل جندي أصبح هدفاً. وتعزو الإدارة الأميركية ووسائل الإعلام الرئيسية، عدم الاستقرار في العراق إلى السيطرة الإيرانية. إلا أن هذا المنطق لا يحاكي الواقع، إذ ان تعيين غالبية رؤساء الوزراء تم بموافقة من الإدارة الأميركية. ولم تنجح أميركا بتحقيق الاستقرار في العراق منذ أن احتلته العام 2003. إذ تعرّضت قواتها للهجوم بعد العام الأول من وجودها. وفشلتْ في بناء بنية تحتية قوية وكذلك فشلت بكسب قلوب وعقول السكان رغم أنها كانت تملك اليد العليا في اختيار القادة. واستفادت الشركات الأميركية من الثروات العراقية وبرامج التدريب والتسليح التي أثبتت فشلها عند أول تصادم مع «داعش» والتنظيمات الأخرى التي احتلت الموصل العام 2014 وبعدها ثلث العراق. وقد عيّنت أميركا أول رئيس وزراء، إياد علاوي العام 2004. وتم إانتخاب إبراهيم الجعفري في 2005 بعد اقتراح بول بريمر حاكم العراق. إلا أنه سرعان ما رفضه الرئيس جورج بوش الذي نقل عنه السفير زلماي خليل زاده، أن الرئيس الأميركي «لا يريد، لا يدعم ولا يقبل بالجعفري». وفي 2006 اختار التحالف العراقي الموحّد، نوري المالكي الذي قال عنه خليل زاده «إن سمعة المالكي كشخص مستقلّ عن إيران جيدة. لقد ضغطت طهران وفشلت بإبقاء إبراهيم الجعفري». وفي أوائل 2008 أصبح المالكي أكثر العراقيين كرهاً لإيران بعدما هاجَم «جيش المهدي» الذي كان يقوده السيد الصدر مدعوماً من إيران، القوات الأميركية في أنحاء العراق تحت مسمى «عصائب أهل الحق». ولكن، بعد أشهر عدة، طلب المالكي من القوات الأميركية المغادرة وفق جدول زمني لا يتعدى 16 شهراً. وهذا ما دَفَعَ إيران إلى التقرب من المالكي ودعْمه في الانتخابات اللاحقة لدورة ثانية. وكانت هذه المرة الأولى تنجح طهران بتمرير شخصية تريدها لبرنامجها ضدّ أميركا. إلا أن المالكي أثبت عن عناده واستئثاره بالسلطة وعزْله للأحزاب الشيعية والسنية والكردية. لكنه حقق الانسحاب الأميركي في أواخر 2011. وفي 2014 تدخلت «المرجعية» لمنْع إعادة انتخاب المالكي لدورة ثالثة رغم فوزه بالانتخابات. وتولّى رئاسة الحكومة حيدر العبادي الموالي لأميركا والمعادي للواء سليماني. فقد انتقد العبادي علانية سليماني، خصوصاً عندما استعادت القوات العراقية مدينة كركوك الغنية بالنفط. وأدار العبادي عزْل أبو مهدي المهندس أكثر من 4 مرات وهاجَمَه بقسوة لتعليقه صور «قادة شهداء» على حائط مركز «الحشد الشعبي» وطالَب بإزالتها. وكذلك أوقف العبادي، سليماني مرّاتٍ عدة في مطار بغداد فارضاً شروط الدخول كما تركه خارج مكتبه لساعات طويلة قبل استقباله لعدم رغبته برؤيته. وسَقَطَ العبادي في الانتخابات اللاحقة ووصل عادل عبدالمهدي إلى رئاسة الحكومة. وكان اختيار الأخير مُناسِباً للموفد الأميركي بريت ماكجورك ولسليماني وللشيعة والسنّة وخصوصاً الأكراد. وكان مهماً لإيران ألا تستفزّ أميركا في العراق لأن استقرارَه وعدم العمل ضد أميركا علناً كان من أهداف سليماني. وقد وافق عبدالمهدي على تحييد العراق وعدم جعْله ساحة معركة وتجاذباً بين أميركا وإيران. إلا أن ترامب خرق الاتفاق غير المعلن وشنّ حرباً على إيران بقتل سليماني. ورداً على ذلك خلعت إيران القفازات: ستكون سياسة طهران أكثر عدوانية تجاه أميركا في العراق. لقد اغتالت أميركا، سليماني في العراق انطلاقاً من القواعد التي تستخدمها على أراضيه. وردّت طهران عليها وعلى القاعدة نفسها لتعترف أميركا بوقوع 34 جريحاً لغاية اليوم. لن يتاح بسهولة العثور على أهداف أميركية سهلة، لأن واشنطن أوقفتْ برامج التدريب والدوريات المشتركة. وتالياً فإن إجبار القوات الأميركية على الانتقال عن طريق الجو فقط هو في ذاته ضربة لها ولأمنها في العراق. ووجدت إيران بالسيد الصدر زعيماً عراقياً مثيراً للجدل ولكن تأثيره قوي على الشارع. وقد أراد هو تولي قيادة الحملة لإخراج أميركا من العراق. من الواضح أن أميركا لا تستطيع المغادرة بسرعة. ولكن إيران عدو منضبط وليست عدواً متهوراً بل يملك الكثير من الصبر ليصل إلى هدفه. وتدرك طهران أن العراق لن يستطيع المحافظة على التوازن بينها وبين أميركا، كما تدرك أن واشنطن تعتقد أنها قوية وتستطيع أن تفعل ما تشاء، في حين أنها في الواقع تفتقر إلى النضج للتعامل مع أزمات حادة أو صراع عسكري مع إيران على الأراضي العراقية عندما يحين الوقت لذلك.

هل سيدرك ترامب أن أوباما كان مُحِقاً بالانسحاب العام 2011؟

سيضطر ترامب إلى المغادرة بطريقة أو بأخرى. وسيُجْبِر العراقيون القوات الأميركية على الانسحاب. وهذا سيفتح الطريق أمام روسيا والصين وإيران نحو العراق الذي يعيش فيه نحو 40 مليون نسمة يمثلون سوقاً تفتح الشهية... لقد بدأت شمس الهيْمنة الأميركية بالأفول على هذا الجزء من العالم.

السفارة الأميركية في بغداد... تحت النار.. أمر بتوقيف النائب الشيخ علي لاتهامه للعامري بقتل العراقيين

الراي....أعاد المتظاهرون المناهضون للحكومة العراقية نصب خيمهم التي أحرقت، سعياً لمواصلة زخم احتجاجاتهم رغم سقوط قتيلين وعشرات الجرحى، وسط تخوف من تصعيد عقب هجوم صاروخي على السفارة الأميركية في بغداد، ليل الأحد - الاثنين. وشكل الهجوم، الذي أدى إلى إصابة شخص واحد على الأقل بجروح، تحولاً خطيراً في سلسلة الهجمات التي طاولت مصالح أميركية أخيراً، في وقت دعت واشنطن، بغداد إلى حماية منشآتها الديبلوماسيّة. وقال ناطق باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة في بيان: «منذ سبتمبر وقع أكثر من 14 هجوماً من جانب إيران والميليشيات المدعومة إيرانيّاً ضدّ موظّفين أميركيّين في العراق». وتابع: «لا يزال الوضع الأمنيّ متوتّراً، وما زالت الجماعات المسلّحة المدعومة من إيران تُشكّل تهديداً. لذلك، نبقى يقظين». وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية، إن مروحيات أميركية هبطت داخل مجمع السفارة في المنطقة الخضراء وسط بغداد، ومن ثم أقلعت مجدداً وحلقت فوق المكان قبل أن تغادر، مشيراً إلى إمكانية أن تكون المروحيات قد أجلت مصابين. ودان رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي الهجوم، واعتبرا أنه ينطوي على خطر جر البلاد إلى الحرب. وأكدت وزارة الخارجية أن «العراق يؤكد أن مثل هذه الأفعال لن تؤثر في مستوى العلاقات الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن التي تشهد ارتقاء على طريق تحقيق تطلعات الشعبين الصديقين، كما أن السلطات الأمنية المعنيّة قد شرعت في إجراءاتها التحقيقية للكشف عن الجُناة». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، فيما يخشى المحتجون، من أن تحول بلادهم إلى ساحة صراع أميركي - إيراني، سيؤدي إلى إنهاء حراكهم الأكبر، الذي يشهده العراق منذ عقود. وفجر أمس، قتل متظاهر بالرصاص الحي في الناصرية الجنوبية، خلال إقدام مسلحين على اقتحام الساحة المركزية، وإحراق خيام المتظاهرين. وليل الأحد - الاثنين، أقدم مسلّحون يستقلّون سيّارات رباعيّة الدفع على إطلاق النار وإحراق خيام المعتصمين في ساحة الحبوبي وسط الناصرية. وأعلن مصدر طبي في الناصرية، مقتل متظاهر بالرصاص الحي، جراء الهجوم. وذكرت الشرطة ومصدر طبي، أن 75 محتجاً على الأقل أصيب معظمهم بالرصاص الحي، حينما حاولت قوات الأمن إبعادهم عن الجسور. وبعد ساعات قليلة، رد المتظاهرون بإغلاق جسرين رئيسيين في المدينة التي تبعد 350 كيلومتراً إلى جنوب بغداد. في سياق آخر، أصدر قاضي تحقيق محكمة الكرادة قراراً قضائياً بحق النائب فائق الشيخ علي، إثر شكوى تقدم بها ضده زعيم «تحالف الفتح» هادي العامري. وتعود القضية إلى تصريحات نارية للشيخ علي ضد العامري، توعده فيها بملاحقته دولياً، بتهم قال إنها تتعلق بـ«جرائم قتل» ضد العراقيين.

بومبيو يطالب العراق بـ"صون" سيادته بمواجهة هجمات إيران

المصدر: دبي – العربية.نت... ناقش وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مساء الاثنين هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الهجوم الصاروخي الذي وقع الأحد على السفارة الأميركية في بغداد. وشدد بومبيو، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، على أن "الهجوم اعتداء صارخ على السيادة العراقية"، مضيفاً أنه أكد لعبد المهدي "ضرورة اتخاذ العراق خطوات فورية لحماية منشآتنا الدبلوماسية وفقا للقانون الدولي". كما عبّر بومبو لعبد المهدي عن غضبه من استمرار هجمات جماعات مدعومة من إيران على منشآت أميركية بالعراق، مطالباً العراق بـ"الحفاظ" على سيادته بمواجهة "هجمات" ايران، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية. وقالت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم الوزارة في البيان أن بومبيو "أكد مجدداً أن هذه الهجمات تظهر تجاهلاً متعمداً للسيادة العراقية وفشلاً في كبح جماح هذه الجماعات المسلحة الخطيرة". وفي بيانها لفتت الخارجية الأميركية إلى أن بومبيو "أشاد بالتزام رئيس الوزراء عبد المهدي تعزيز الأمن من أجل الحفاظ على سلامة الموظفين الأميركيين". ولفت البيان إلى أن بومبيو اعتبر أن الصواريخ التي أطلقت الأحد باتجاه السفارة الأميركية في بغداد وأصابتها مباشرة للمرة الأولى كانت "محاولة لتحويل الانتباه العراقي والدولي عن القمع الوحشي من قبل إيران وعملائها للمتظاهرين العراقيين السلميين". وأضاف أن "وزير الخارجية بومبيو شجّع رئيس الوزراء على الحفاظ على سيادة العراق، وأكد من جديد دعم الولايات المتحدة الدائم للشعب العراقي".

عبدالمهدي يشدد على ضرورة احترام سيادة العراق

من جهته، أكد عبد المهدي، حسب بيان صدر عن مكتبه، لبومبيو على أهمية التهدئة في المنطقة. وأدان عبد المهدي الهجمات التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد وتعهد بتعزيز الحماية العراقية لها. كما أكد على متابعة التحقيقات والإجراءات الكفيلة بمنع الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية وتقديم مقترفيها إلى القضاء. وشدد عبد المهدي كذلك على "أهمية احترام الجميع لسيادة العراق وقراراته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية". وبحسب بيان مكتب عبد المهدي، أبدى بومبيو من جهته استعداد بلاده لإجراء مباحثات جدية حول تواجد القوات الأجنبية في العراق والتعاون لتحقيق السيادة العراقية. كما أدان بومبيو وعبد المهدي الاعتداءات التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد، داعيان لمتابعة التحقيقات ومنع الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية. ومساء الأحد وقع هجوم صاروخي على السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد، وقد سقطت 3 صواريخ في حرم السفارة وسط أنباء عن وقوع إصابات. وتعرضت البعثة الدبلوماسية الأميركية لهجمات صاروخية عدة خلال الأشهر الأخيرة، لكن هجوم الأحد، وهو الثاني خلال أسبوع، كان في وقت أبكر من المعتاد. وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن إصابة مباشرة.

بعد سقوطه في امتحان "الشعبية".. الصدر يلجأ لخطة بديلة لضرب المظاهرات

الحرة.. يبدو أن مشهد استمرار التظاهرات ونزول العراقيين إلى الشوارع بشكل أكبر مما كانت عليه في الأيام الماضية، أزعج رجل الدين مقتدى الصدر الذي أعلن انسحابه من دعم المحتجين، حيث اعتقد أن القرار سيخمد الحراك الشعبي وأنه يملك مفاتيح الشارع. لكن المتظاهرين أرسلوا رسالة إلى الصدر والطبقة السياسية بأنهم مستقلون، وأن التظاهرات مستمرة. وهو ما دفع الصدر فيما يبدو إلى التهديد بالعنف ودعم القوات الأمنية لتصفية التظاهرات بالرصاص الحي. ومنذ الجمعة بدأت قوات الأمن العراقية حملات تطهير في الساحات والميادين التي يتظاهر فيها المحتجون، واعتدى أنصار الصدر على المتظاهرين وحرقوا خيامهم في الشوارع ما أدى إلى مقتل متظاهرين اثنين في الناصرية يوم الاثنين. ويقول مراقبون إن الصدر "سقط في امتحان الشعبية"، ليلجأ إلى خطة بديلة وهي ترهيب الشارع، لكن المتظاهرين ردوا بفضح نوايا الصدر معتبرين أنه يسعى للسيطرة على الحراك الشعبي لإظهار نفسه قائدا شعبيا، في حين يقوم بالتنسيق مع إيران عدة الحراك الشعبي الذ يسعى إلى إنهاء نفوذ طهران وسيطرتها على القار السياسي في بغداد. واصر المتظاهرون رغم عمليات الحرق والترهيب على الصمود في الشارع للتأكيد على استقلالية التظاهرات وأنها موجهة ضد الطبقة السياسية بما فيها الصدر الذي شمله المحتجون بالهتافات التي تتهمه بالخيانة. وأكد ناشطون عراقيون في التظاهرات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أن الصدر "ظهر على حقيقته"، وأن المتظاهرين متمركزون بمواقعهم رغم عمليات الحرب والترهيب بالرصاص. على طول خط الاحتجاج الاصلاحي كان سماحة السيد مقتدى الصدر داعماً وفي احيان كثيرة حامياً للحركة الاصلاحية الاحتجاجية. ليس من مصلحة اصحاب الاهداف الاصلاحية المشتركة دق هذا الاسفين الذي تستفيد منه القوى الانتهازية الماسكة للسلطة.#ثورة_تشرين. وحتى إن لم يكن الهجوم على المتظاهرين من قبل أنصار التيار الصدري بشكل مباشر، إلا أنه على ما يبدو فإن قوات الأمن أخذت الضوء الأخضر لاستهداف المتظاهرين ورفع وتيرة العنف ضدهم، الأمر الذي وصفته وكالة فرانس برس بـ "حملات التطهير" في الساحات. وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان الأحد مقتل 12 متظاهرا وجرح 230 شخصا خلال اليومين الماضيين، فيما قتل متظاهران بالرصاص الحي فجر الاثنين في مدينة الناصرية جنوب العراق. وأدت أعمال العنف خلال الأسبوع الماضي إلى مقتل 21 متظاهرا وإصابة المئات بجروح.

ناشطون: انسحاب أنصار الصدر لم يفقد التظاهرات زخمها

وقال ناشطون تحدثوا لـ"الحرة" إن انسحاب أنصار الصدر لم يؤثر على متظاهري ساحة التحرير في بغداد، مشيرين إلى أهمية استمرار التظاهرات خلال الأيام الحالية وحتى تنفيذ مطالبهم. وأوضحوا أن عمليات فض للاعتصامات بإطلاق الرصاص أو حرق الخيام لن تجدي، مؤكدين أن الحل الوحيد الذي يمكن أن يخرجهم من ساحات الاعتصام هو "قتل جميع المحتجين" وإلا فإنهم باقون في أماكنهم حتى تلبية مطالبهم. وقال الناشط طارق حسين لـ"الحرة" إن التصعيد الأمني زاد من وتيرة نشاطات الاعتصام والاحتجاج وأحياها ورفع من أعداد المشاركين فيها. وحول انسحاب أنصار التيار الصدري ورفع خيمهم، أشار حسين إلى أن الأعداد التي جاءت للمشاركة الأحد في التظاهرات كانت أكثر بكثير من الأعداد التي غادرت وهي إشارة على أن الشباب هم محرك الثورة وليس القوى السياسية، وأن من يغادر أو يعود إلى التظاهرات مرحب به في أي وقت. وأشار حسين إلى أن انسحاب العديد من "أصحاب القبعات الزرقاء" المناصرين للتيار الصدري لا يعني وجود صدامات بينهم وبين المتظاهرين، مؤكدا أن العديد منهم تصدوا للمليشيات التي كانت تحاول الهجوم على المتظاهرين. وزاد علي أن انسحاب التيار الصدري أو عودته لا يعني افقاد التظاهرات العراقية زخمها أو التأثير عليها، كما أنه "في حال اعتقدت الأجهزة الأمنية أنها تستطيع التفرد أو استهداف المتظاهرين فهي مخطئة".

حرق خيام ورصاص حي

وقتل متظاهران بالرصاص الحي فجر الاثنين في مدينة الناصرية جنوب العراق، بحسب ما أفاد مصدر أمني لوكالة فرنس برس، وذلك عقب إقدام مسلحين مجهولين على اقتحام الساحة المركزية للاحتجاجات المناهضة للحكومة وإحراق خيام المتظاهرين. وليل الأحد الاثنين، أقدم مسلحون مجهولون يستقلون سيارات رباعية الدفع على اقتحام وحرق خيام المعتصمين في ساحة الحبوبي وسط الناصرية. وأطلق هؤلاء النار على المعتصمين وأحرقوا خيامهم التي تحولت إلى ركام. وبعد ساعات قليلة، رد متظاهرون بإغلاق جسرين رئيسيين في المدينة التي تبعد 350 كيلومترا إلى جنوب بغداد. وشهدت مدينة النجف هجوما مماثلا الاثنين، قام خلاله مسلحون مجهولون بحرق خيام متظاهرين في ساحة الاحتجاج وسط المدينة، وفقا لمراسل فرانس برس. والأحد قتل متظاهران بالرصاص الحي خلال مواجهات بين محتجين والقوات الأمنية في العاصمة وجنوبها. والسبت قتل أربعة متظاهرين في بغداد والجنوب، بحسب حصيلة محدثة، وفق فرانس برس.

الصدر يغير موقفه

وأعلن الصدر الجمعة قرار بعدم تدخله في الحراك المطلبي. ودعم الصدر الذي يسيطر على تحالف "سائرون"، أكبر كتلة سياسية في البرلمان، لفترة الاحتجاجات أول انطلاقها بداية أكتوبر، ودعا الحكومة إلى الاستقالة. وخشية سحق حركة الاحتجاج بعد انسحاب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر منها الجمعة وما تلاه من تدخل أمني لطردهم، انتشر المحتجّون مساء السبت أبرز ساحات الاحتجاج. وهدد الصدر، المتظاهرين الأحد باتخاذ "موقف آخر" لدعم القوات الأمنية، إذا لم يعيدوا "الثورة إلى مسارها"، في تصعيد جديد لموقفه ضد الاحتجاجات الشعبية المستمرة. وقال الصدر في تصريحات نقلها عنه المقرب صالح محمد العراقي وأوردتها وسائل إعلام محلية، "إن لم يعودوا فسيكون لنا موقف آخر لمساندة القوات الأمنية البطلة والتي لا بد لها من بسط الأمن لا الدفاع عن الفاسدين بل من أجل مصالح الشعب ولأجل العراق وسلامته". وكان مكتب الصدر قد جمد السبت عضوية القيادي أسعد الناصري، والذي كان يمثل الصدر في احتجاجات الناصرية، وذلك بسبب ما سماها "تجاوزات" صدرت عن الأخير عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتناقلت وسائل إعلام عراقية بيانا باسم مكتب الصدر، يحوي ثلاثة بنود، تقول إن الناصري "يجب عليه فورا ترك ثوار الناصرية وعدم التدخل بتقرير مصيرهم لا سلبا ولا إيجابا". وقال خبراء عراقيون في الشأن السياسي إن الصدر يسعى جاهدا للحفاظ على مكانته في الشارع وكسب تأييد إيران، الذي تربطه بها علاقات معقدة. ويرى محللون إن الزعيم الصدر يمارس نوعا من "اللعبة السياسية المزدوجة" و"خلط الأوراق" في العراق تقوم على دعم النقيضين "القوى السياسية، والمتظاهرين"، وبما يترك له مجالا للمناورة في كسب جميع الأطراف. وأشاروا إلى أنه لا يمكن فهم التيار الصدري بعيدا عن تاريخه الذي يكون محيرا في بعض الأحيان، وعلى سبيل المثال كان الرجل داعما للتظاهرات ضد الطبقة السياسية التي يعد جزءا منها، وينادي أيضا بخروج القوات الأجنبية من البلاد، في الوقت الذي يسعى فيه إلى جذب الميليشيات المسلحة الموالية لإيران إلى صفه. ومنذ الأول من أكتوبر، تخللت حركة الاحتجاج غير المسبوقة والعفوية التي يهيمن عليها الشباب، أعمال عنف خلفت ما لا يقل عن 470 قتيلا معظمهم من المحتجين، بحسب مصادر طبية وأمنية. وبعد أن بدأت بالتنديد بنقص فرص العمل وسوء الخدمات وبالفساد المستشري، باتت حركة الاحتجاج تطالب بانتخابات مبكرة وبتسمية رئيس وزراء مستقل. وفي ديسمبر 2019 أقر البرلمان قانونا انتخابيا جديدا، وقدم عادل عبد المهدي استقالته. لكنه لا يزال يشغل منصبه لتصريف الأعمال، وقد فشلت الأحزاب السياسية في التوافق على خلف له. وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت السبت إن "انعدام المساءلة والتردد لا يلبيان الآمال التي عبر العراقيون عنها بشجاعة لمدة أربعة أشهر وحتى الآن". وأضافت "في وقت يستمر عدد القتلى والجرحى بالارتفاع، تبقى الخطوات التي اتخذت حتى الآن جوفاء إذا لم تكتمل".

سفراء 16 دولة يطالبون بالتحقيق في مقتل المتظاهرين

العربية نت....المصدر: بغداد – رويترز.. أدان مندوبون من 16 دولة في العراق، بينها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، الاثنين، استخدام قوات الأمن والجماعات المسلحة للقوة المفرطة، وطالبوا بإجراء تحقيق يعتد به في مقتل المئات منذ أكتوبر/ تشرين الأول. وقال المندوبون في بيان مشترك: "رغم تأكيدات الحكومة، تواصل قوات الأمن والجماعات المسلحة استخدام الذخيرة الحية في هذه الأماكن (بغداد والناصرية والبصرة) الأمر الذي يؤدي لسقوط عدة قتلى ومصابين مدنيين، بينما يواجه بعض المحتجين الترهيب والخطف". ودعا المندوبون العراق لاحترام حرية التجمع والحق في الاحتجاج السلمي، وناشدوا حكومة بغداد "ضمان إجراء تحقيقات يعتد بها وتطبيق المحاسبة عن مقتل أكثر من 500 وآلاف المصابين من المحتجين منذ أول أكتوبر". وأكد مصدر أمني عراقي، الاثنين، مقتل اثنين وإصابة 18 في هجوم شنه مجهولون على المتظاهرين في ساحة الحبوبي بالناصرية مركز محافظة "ذي قار"، فضلا عن سقوط 9 مصابين، بينهم حالات خطيرة، في ساحات التظاهر بالعاصمة العراقية، بغداد. وقبل أيام، قال الجيش العراقي إن مندسين يقتلون المتظاهرين بالرصاص لتوجيه الاتهامات ضد قوى الأمن. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية أن ما لا يقل عن 490 متظاهراً قتلوا في بغداد والمدن الجنوبية خلال قرابة 3 أشهر من المظاهرات وقتذاك. ويشهد العراق احتجاجات منذ مطلع اكتوبر عندما خرج المتظاهرون إلى الشوارع للتنديد بالفساد وسوء الخدمات ونقص الوظائف. كما طالبوا بإنهاء النظام السياسي الذي فرض بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. ودفعت الانتفاضات الجماهيرية إلى استقالة رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، أواخر الشهر الماضي. ويطالب المتظاهرون بمرشح مستقل لشغل هذا المنصب.

رئيس "النواب" العراقي يدعو لسرعة تشكيل الحكومة

المصدر: دبي - العربية.نت.... دعا رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، الاثنين، "القوى السياسية إلى التعاون بملف تشكيل الحكومة، والإسراع باختيار مرشح يتوافق مع تطلعات أبناء الشعب العراقي". .. وأكد أن "اختيار حكومة جديدة قوية مدعومة من القوى السياسية، بشرط أن تضع رؤية استراتيجية واضحة لتنفيذ الخطوات الإصلاحية، وتكون قادرة على تلبية المطالب، يأتي كخطوة مهمة لحل الأزمة الراهنة في البلاد". وأشار إلى أنه "ما زال هناك شباب في ساحات التظاهر تطالب بالإصلاح، ولا بدَّ من الاستماع والاستجابة لمطالبهم الحقَّة بعد توحيدها، والتعامل معهم بحكمة، فهم أبناؤنا ومن واجب الدولة توفير حياة حرة كريمة لكل أبناء الشعب العراقي". وأضاف أن "الاعتداء على المال العام والخاص وقطع الطرق وتعطيل الدوام فيه ضرر بالمصلحة العامة، ويسيء للمتظاهرين السلميين وأهدافهم بتحقيق الإصلاح، وعلى شبابنا إبعاد المخربين من صفوفهم والحفاظ على سلمية التظاهرات". واستنكر رئيس مجلس النواب "استمرار إراقة الدماء في صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية، والاعتداءات المتكررة دون الكشف عن حيثياتها والجهات التي تقف خلفها".



السابق

أخبار لبنان....فرنسا: سنحدد موقفنا من حكومة لبنان انطلاقا من بيانها الوزاري....اللواء.. «هدنة الموازنة»: تعايش على ضفاف «المخاطر المتبادلة».. برّي يستنجد بجنبلاط وكتلة المستقبل تنقذ النصاب وباسيل أبرز الغائبين....الاخبار.....جلسة تشريع السوابق...نداء الوطن...موازنة "الثلث المهيمن"..."دمج المصارف" على نار حامية... والصفقات تتحضّر "بسرّية تامة"...البرلمان اللبناني «هرّب» الموازنة خلف «الجدران العازلة»....ماذا قال وزير البترول المصري لـ"العربية" عن تصدير الغاز للبنان؟.. السلطات توضح حقيقة احتجاز إيرانيتين حصلتا على لجوء في أمريكا..

التالي

أخبار سوريا...بومبيو: ندين الهجمات الوحشية لروسيا وإيران وحزب الله بسوريا.. معرة النعمان تحت الحصار والهدف المقبل... سراقب وأريحا...مخاوف تسيطر على القامشلي... التوتر العسكري والخلافات الكردية وانهيار الليرة...البنتاغون يعلن مقتل أحد جنوده في شرق سوريا...وفد روسي في دمشق لإنجاح مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا...تقارير تتحدث عن تغيير للوضع الديموغرافي في تل أبيض...إقبال على تعلم الروسية في سوريا وتحفظ على نشر الفارسية...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,163,072

عدد الزوار: 6,758,191

المتواجدون الآن: 134