أبوالغيط: مؤتمر إعمار غزة جمع 5.2 مليارات دولار

تاريخ الإضافة الثلاثاء 3 آذار 2009 - 8:14 ص    عدد الزيارات 4849    القسم عربية

        


دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال وزير الخارجية المصري، أحمد أبوالغيط، إن مؤتمر إعمار غزة جمع الاثنين أكثر من 5.2 مليارات دولار قدمتها الدول المانحة، وذلك من خلال قرابة 4.5 مليارات دولار جرى التعهد بتقديمها خلال الجلسة على دفعات لعامين، إلى جانب عودة عدة دول لتأكيد مبالغ سابقة كانت قد وعدت بتقديمها.

وفي مؤتمر صحفي أعقب انتهاء المؤتمر، أكد أبوالغيط على ضرورة فتح إسرائيل للمعابر المؤدية إلى قطاع غزة، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، معتبراً أن ربط إعمار القطاع وفتح المعابر بمصير الجندي الإسرائيلي المختطف، جلعاد شاليط أمر يثير "استغراب" المجتمع الدولي، خاصة "مع وجود 11 ألف فلسطيني بالسجون الإسرائيلية" على حد تعبيره.

ويعتبر المبلغ الذي قدمته الدول المانحة أكبر مما كانت قيل إن السلطة الوطنية الفلسطينية كانت تأمل بالحصول عليه، إذ تردد أنها بحاجة لـ2.8 مليار دولار لإعمار القطاع.

 وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد أعلنت أن بلادها ستساهم بإعادة إعمار غزة بمبلغ 900 مليون دولار، وذلك في تعهد كشفته خلال الكلمة التي ألقتها خلال المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة الذي انطلق في منتجع شرم الشيخ المصري الاثنين بمشاركة وفود رسمية تمثل نحو 71 دولة.

وقالت كلينتون في كلمتها، إن "التحرك السريع" سيسمح بتحويل هذه "الأزمة" إلى "فرصة تقربنا من أهدافنا المشتركة،" لافتة إلى أن المساهمة الأمريكية (التي يجب أن يوافق عليها الكونغرس قبل تسديدها) أعدت بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية كي يصار إلى التأكد بأنها "لن تصل إلى أيد غير مناسبة" على حد تعبيرها.

وقال خبراء، إن كلينتون كانت بملاحظتها هذه تغمز من قناة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المسيطرة على قطاع غزة، والتي تصنفها واشنطن ضمن المنظمات "الإرهابية."

بالمقابل، قال الرئيس المصري، حسني مبارك، في كلمة الافتتاح إن: "العدوان على غزة، رغم جسامته، يجب أن ألا يصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية بأكملها."

ودعا الحكومة الإسرائيلية الجديدة للتجاوب مع المبادرة العربية، مضيفاً: "الشعب الفلسطيني بحاجة لمساعدات الإغاثة لكنه يظل في حاجة أشد لمساندة سياسية شجاعة."

وشهدت الجلسة أيضاً كلمة لوزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، الذي أعاد التأكيد على ما تعهد به العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتقديم منحة بمليار دولار للمساهمة في جهود إعادة الإعمار.

واعتبر الفيصل أن الخطوة السعودية تأتي في سياق "ما أطلقته دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من برنامج لإعادة إعمار غزة،" حيث يتردد أن تلك الدول قد تقدم مجتمعة ما يصل إلى 1.6 مليار دولار.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعرب قبل أيام عن نيته تقديم أكثر من 550 مليون دولار أيضاً.

وفي الغضون، أعربت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن رفضها عملية تسييس قضية إعادة إعمار قطاع غزة وربطها بتقديم تنازلات على حساب ثوابت الشعب الفلسطيني.

وحمل الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم" إسرائيل المسؤولية الأولى والأخيرة عن كل ما جرى من "عدوان ودمار وقتل ومجازر في قطاع غزة.. وهو وحده الذي يجب أن يتحمل كافة التبعات المتعلقة بإعادة الإعمار بل ويتحمل تبعات الجرائم بحق الإنسانية التي نفذها بدم بارد ضد أبناء شعبنا والتي قتلت وجرحت وشردت الآلاف من أهلنا وأبنائنا."

ودعا برهوم كافة الدول المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ إلى البحث عن آليات سريعة وجادة لإيصال الدعم إلى المواطن الفلسطيني مباشرة دون الخوض في الخلافات السياسية الفلسطينية الداخلية، لأن ذلك شأن فلسطيني داخلي يمكن تجاوزه بالحوار الوطني.

وأضاف: "إننا نرى أن عملية الإعمار هي عملية إنسانية وأخلاقية ونرفض أي استثمار سياسي لها على حساب شعبنا وحقوقه الوطنية، وما لم يحققه الاحتلال بالقوة لن نسمح له أن يحققه من أي بوابة أخرى."

ولفتت "حماس" إلى أن تجاوز ما وصفتها بـ"الشرعية الفلسطينية القائمة في قطاع غزة" هو سير في اتجاه العنوان الخطأ وعمل من قبيل إعاقة الإعمار مع سبق الإصرار، ودعت إلى التعامل مع الشرعية الفلسطينية، أي مع حركة حماس.

وكانت الحركة قد استبقت القمة بتصريحات صحفية، على لسان طاهر النونو، المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، الأحد، مبدية ترحيبها بأية مبادرة لإعادة إعمار ما دمرته العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، ولكن دون الالتفاف على ثوابت الشعب الفلسطيني.

وأشار النونو إلى أن التصريحات الصادرة من الدول المانحة، وخاصة تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قبيل مؤتمر شرم الشيخ، غير مشجعة.

وأوضح قائلاً "إن تصريحات الإدارة الأمريكية الأخيرة محاولةٌ لإجهاض حوار المصالحة الوطنية"

ويعد الحصار الإسرائيلي الآن "أكبر المشاكل" التي تعترض جهود الإعمار، بعد أن توصل طرفا الصراع الداخلي الفلسطيني، ممثلين في السلطة الوطنية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إلى اتفاق للمصالحة الوطنية، رافقه فيما يبدو، تسوية للخلاف بين الجانبين بشأن الطرف الأحق بتلقي مساعدات إعمار القطاع.

ومن المتوقع أن تثير هذه "الإشكالية" الكثير من المناقشات بين أروقة المؤتمر، للبحث في كيفية إقناع الحكومة الإسرائيلية بإزالة قيودها عن دخول مستلزمات الإعمار إلى القطاع، الذي أُصيب بدمار شديد نتيجة عملية "الرصاص المصبوب"، التي قام بتنفيذها الجيش الإسرائيلي على مدى ثلاثة أسابيع، وخلفت أكثر من 1300 قتيل وأربعة آلاف جريح.

ومن المتوقع أن تتضمن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمات من كل من الرئيس الفرنسي نيكولا  ساركوزي، ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وكذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، بالإضافة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

ويتوقع أن تعلن واشنطن عن تعهدات بقيمة 900 مليون دولار كمساعدات إنسانية للسلطة الفلسطينية ولإعادة بناء القطاع، الذي دمرته العملية العسكرية الواسعة التي نفذها الجيش الإسرائيلي على مدى 22 يوماً.

وترفض الإدارة الأمريكية تدفق أموال المساعدات إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تدرجها ضمن لائحة المنظمات الإرهابية.

وسوف يعرض رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، ما يُطلق عليه "الخطة الوطنية الفلسطينية للإنعاش المبكر وإعادة الإعمار في غزة"، والتي تمت صياغتها بالتشاور مع عدد من الأطراف الدولية الأخرى، وهي الخطة التي قالت وزارة الخارجية المصرية إنها ستكون "الوحيدة" المطروحة على جدول أعمال المؤتمر، الذي يستمر ليوم واحد.

ومن المقرر أن تعرض جامعة الدول العربية خلال المؤتمر تقريراً حول نتائج لجنة "تقصي الحقائق"، والتي ضمت ممثلين عن عدد من المنظمات العربية المتخصصة، قاموا بزيارة قطاع غزة، للاطلاع على طبيعة وحجم الدمار الذي خلفه "الاحتلال" الإسرائيلي.

وعن نتائج هذه اللجنة، قال الأمين العام للجامعة، عمرو موسى، في تصريحات للصحفيين قبيل توجهه إلى شرم الشيخ مساء الأحد، إنه استمع إلى ملاحظات اللجنة على انتهاكات حقوق الإنسان في غزة، بعد الاجتماع مع المسؤولين في الأمم المتحدة بالقطاع، وكذلك بعض الضحايا ومنظمات المجتمع المدني، وفقاً لما جاء في بيان رسمي صدر عن مقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، تلقت CNN بالعربية نسخة منه.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن السفير هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية قوله، فيما يتعلق بخطة إعمار غزة: "نحن ندعم الخطة المقدمة من السلطة الوطنية إلى مؤتمر شرم الشيخ، وسيعرض الأمين العام أمام المؤتمر جهود الدول العربية الجماعية لمساندة أهالي قطاع غزة، ولدعم إعمار القطاع."

كما نقلت عن السفير الفلسطيني بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، نبيل عمرو، قوله إن مؤتمر إعادة الإعمار هو "الإسهام الدولي الفعال، ليس فقط في إعادة بناء ما هدمته آلة الحرب، وإنما لوضع الأسس المتينة لتسوية سياسية مستقبلية، تكون عملية إعادة الإعمار بمثابة البنية التحتية للكيان الفلسطيني المقبل."


وأضاف السفير الفلسطيني، في تصريح للصحفيين بمقر انعقاد المؤتمر في منتجع شرم الشيخ: \'المؤتمر عمل سياسي استراتيجي من الدرجة الأولى"، وتابع أن "مصر التي بادرت إلى هذه الخطوة الكبرى، ستواصل عملها من أجل ضمان أن ما بني اليوم لا يهدم غداً."

وبخصوص قضية المعابر وارتباطها بملف الإعمار، شدد عمرو على أن "المعابر ترتبط بالحصار الظالم المفروض من سلطات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والمطلوب هو ضمان حرية الحركة على جميع المعابر وليس على معبر واحد"، في إشارة إلى معبر "رفح" الذي يربط بين القطاع الفلسطيني ومصر.


المصدر: CNN العربية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,208,738

عدد الزوار: 6,940,527

المتواجدون الآن: 137