أخبار العراق....الصدر يدعو للتعقل.. وإلا حرب أهلية في العراق.....مقتل 5 بصاروخ قرب مطار بغداد... والكاظمي يوقف قوة أمنية.....أنباء إغلاق السفارة الأميركية في بغداد...معلومات عن قائمة أهداف من 40 اسماً من قادة الفصائل المسلحة..تولر يؤكد من بغداد «استمرار الدعم» الأميركي لحكومة الكاظمي... طهران «تُقدّر» دور السيستاني...الرئاسات العراقية تدين «التطاول» على المرجع الديني.....المقاومة نحو مواجهة بلا قيود: زمن «الغموض» انتهى!....الاستثمار بـ«إغلاق السفارة»: ترامب يضرب مواعيد مؤجّلة...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 29 أيلول 2020 - 4:22 ص    عدد الزيارات 1603    القسم عربية

        


الصدر يدعو للتعقل.. وإلا حرب أهلية في العراق.... هناك جهات مشبوهة تؤجج الوضع وتعرض الأمن السلمي للخطر....

دبي - العربية.نت.... على وقع مواجهة بين الدولة والميليشيات في العراق، أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاثنين أن "هناك جهات مشبوهة تؤجج الوضع وتعرض الأمن السلمي للخطر". وقال الصدر على تويتر: "أنصح الجميع إلى الاحتكام إلى العقل والشرع وحب الوطن قبل الإقدام على أي أمر يجر البلاد إلى الحرب الأهلية أو صدام شيعي شيعي أو طائفي".

قصف مطار بغداد

يذكر أنه في وقت سابق الاثنين سقط 7 قتلى ووقعت إصابات حرجة جراء قصف صاروخي قرب مطار بغداد، كما سقط صاروخ كاتيوشا على منزل قرب المطار، وفق مراسل "العربية". إلى ذلك أوضح النائب العراقي ظافر العاني أن "الأسلحة الدقيقة التي قالت الفصائل إنها وصلتها مؤخراً قد وجهتها اليوم ولكن إلى مطار بغداد وقتلت عائلة وأطفالاً". وكان زعيم ميليشيا النجباء في العراق، أكرم الكعبي، قد أعلن الأحد في رسالة تهديد للسفارة الأميركية في بغداد أن أسلحة دقيقة دخلت الخدمة.

تكثيف الجهود الاستخباراتية

من جهته شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين على جميع الأجهزة الأمنية بضرورة تكثيف جهودها الاستخبارية في المرحلة الراهنة. وأكد الكاظمي عدم السماح "لهذه العصابات" بأن تصول وتجول وتعبث بالأمن دون أن تنال جزاءها العادل. يشار إلى أن هذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون التي تستهدف الوجود الأميركي في العراق، بما في ذلك السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين.

السفارة الأميركية

والأحد كشفت مصادر أميركية في العراق أنه لديها معلومات بوجود خطة لاقتحام السفارة وأخذ رهائن منها، لافتة إلى أن الحكومة العراقية ستخلي المنطقة الخضراء من كل القوات الأمنية باستثناء الفرقة الخاصة. إلى ذلك قدم وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، سلسلة مطالب للكاظمي لتفادي إغلاق السفارة الأميركية في بغداد، بحسب المصادر، التي أكدت أن بومبيو منح الكاظمي مهلة لتنفيذ مطالب واشنطن قبل إغلاق السفارة. أما عن الأنباء التي تم تداولها عن مغادرة سفير واشنطن في بغداد، ماثيو تولر، إلى أربيل، فقد أوضحت المصادر أن هناك نفياً أميركياً لهذا الأمر.

مقتل 5 بصاروخ قرب مطار بغداد... والكاظمي يوقف قوة أمنية....

بغداد: «الشرق الأوسط»... وجّه القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي، أمس (الاثنين)، بتوقيف القوة الأمنية المسؤولة عن منطقة انطلاق الصاروخ الذي سقط على أحد المنازل قرب مطار بغداد وأدى إلى مقتل 5 مدنيين، أمس. وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان صحافي «في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة والقوات الأمنية قصارى جهدها في سبيل رعاية مصالح المواطنين وحمايتهم وبسط القانون ودعم الاستقرار، تنبري عصابات الجريمة والمجاميع الخارجة عن القانون لممارسة أعمالها الوحشية وترتكب الجرائم بحق المواطنين الآمنين، بهدف إحداث الفوضى وترويع الناس». وأضافت «أقدمت هذه العصابات عصر أمس على ارتكاب جريمة جبانة في منطقة البوشعبان (البوعامر) قضاء الرضوانية في بغداد، عندما استهدفت بصاروخي كاتيوشا منزل أحد العوائل الآمنة ودمرته بالكامل وتسببت في استشهاد خمسة أشخاص، (ثلاثة أطفال وامرأتان) وجرح طفلين، وقد تم تحديد مكان الانطلاق من منطقة حي الجهاد». وتابعت «وجه الكاظمي بإيداع القوة الأمنية الماسكة، وكل الجهات الأمنية المعنية في التوقيف، لتقاعسها عن أداء مهامها الأمنية، وستعاقب كل قوة تتقاعس وتسمح بمثل هذه الخروقات الأمنية، كما أمر بفتح تحقيق فوري بالحادث وملاحقة الجناة مهما كانت انتماءاتهم وارتباطاتهم لينالوا أشد العقوبات»......

إنزال جوي تركي على مناطق في كردستان

أربيل (العراق): «الشرق الأوسط».... أعلن مصدر أمني كردي أمس (الاثنين) أن الجيش التركي نفذ إنزالا جويا على مناطق حدودية مع إقليم كردستان العراق. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الألمانية إن «الجيش التركي نفذ إنزالا جويا على مناطق باتيفا ونزوري وسويلي وكشاني وبير بلاوبانكيا وشيلانة وريسي وافلهة وشيدني التابعة لمحافظة دهوك الكردية، بهدف استهداف مسلحي حزب العمال الكردستاني شمالي العراق». وأضاف أن «مدفعية الجيش التركي قصفت أيضا مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في تلك المناطق، كما اندلعت معارك واشتباكات مسلحة بين الجيش التركي ومسلحي الحزب عقب الإنزال الجوي». وأكد المصدر أنه ليس لديهم معلومات مؤكدة حول الخسائر بشكل دقيق، ولكن هناك معلومات تفيد بأن مسلحين اثنين قتلا في المعارك.

اعتقال 5 قياديين في «داعش» بالموصل

الموصل (العراق): «الشرق الأوسط»....أفاد مصدر أمني في محافظة نينوى العراقية أمس (الاثنين) باعتقال خمسة قياديين في تنظيم «داعش» بعد معلومات استخباراتية أفادت بتواجدهم داخل البلدة القديمة في الموصل 400/كم شمال بغداد. وقال النقيب سيف خالد من شرطة نينوى لوكالة الأنباء الألمانية إن «مفارز من استخبارات شرطة نينوى وبناء على معلومات استخبارية، طوقت البلدة القديمة في الموصل وشنت حملة مداهمة وتفتيش أسفرت عن اعتقال خمسة قياديين في أحد المنازل بمنطقة المحطة». وأشار إلى أن «القوات الأمنية اقتادت المعتقلين إلى مقر قيادة عمليات نينوى للتحقيق معهم». وفي سياق آخر، ذكر المصدر أن مسلحين مجهولين فتحوا النار أيضا على مجموعة من المدنيين في مرأب لانتظار السيارات في بلدة بادوش 25/ كم شمال غربي الموصل، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين. وما زالت مناطق عديدة من محافظة نينوى تشهد نشاطا لعناصر «داعش» الذين ينفذون عمليات اختطاف وقتل وتفجيرات ضد القوات العراقية والمدنيين على الرغم من إعلان الحكومة العراقية قبل أكثر من عامين القضاء على تنظيم «داعش» عسكريا.

أنباء إغلاق السفارة الأميركية في بغداد.. واشنطن: لن تتسامح مع التهديدات الموجهة لرجالنا ونسائنا

الحرة....ميشال غندور – واشنطن.... وزارة الخارجية الأميركية: لن تتسامح مع التهديدات الموجهة لرجالنا ونسائنا الذين يخدمون في الخارج

شدد متحدث باسم الخارجية الأميركية، الاثنين، على أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع التهديدات "الموجهة لرجالنا ونسائنا الذين يخدمون في الخارج ولن نتردد في اتخاذ أي إجراء نراه ضروريا للحفاظ على سلامة أفرادنا". ورفض المتحدث، مجددا، التعليق على التقارير، التي تحدثت عن عزم الولايات المتحدة إغلاق سفارتها في بغداد إذا لم تقدم الحكومة العسكرية على ضبط الميليشيات الموالية لإيران، التي تقوم بقصف السفارة الأميركية واستهداف القوات الدولية في العراق. وقال المتحدث للحرة "لا نعلق أبدا على المحادثات الدبلوماسية الخاصة لوزير الخارجية مع القادة الأجانب". وأضاف المتحدث "لقد أوضحنا من قبل أن تصرفات الميليشيات الخارجة عن القانون والمدعومة من إيران تظل أكبر رادع للاستقرار في العراق. ومن غير المقبول أن تطلق هذه الجماعات صواريخ على سفارتنا وتهاجم الدبلوماسيين الأميركيين وغيرهم، وتهدد القانون والنظام في العراق". وقد أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، الاثنين، أن رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، أمر بحجز القوة الأمنية المسؤولة عن تأمين منطقة حي الجهاد في العاصمة بغداد، بعد انطلاق صواريخ منها استهدفت مطار بغداد، وسقطت على منزل سكني متسببة بمقتل خمسة أشخاص وإصابة اثنين. وأضافت القيادة أن قرار حجز القوة جاء بسبب "تقاعسها" عن حماية المواطنين، متوعدة بمعاقبة "كل قوة تتقاعس عن أداء مهامها الأمنية". وقالت القيادة إن القتلى هم ثلاثة أطفال وامرأتان، والجرحى طفلان، سقط الصاروخ على منزلهم في منطقة "البو عامر" في قضاء الرضوانية في بغداد. وحملت القيادة "عصابات الجريمة والمجاميع الخارجة عن القانون" المسؤولية عن الحادث، مؤكدة أن الكاظمي أمر بفتح تحقيق فوري بالحادث وملاحقة الجناة "مهما كانت انتماءاتهم وارتباطاتهم"، لينالوا أشد العقوبات. وشدد الكاظمي، بحسب القيادة، على ضرورة تكثيف الأجهزة الأمنية جهودها الاستخبارية، للحد من هذه الجرائم.

بغداد تطمئن واشنطن ولندن بإجراءات كفيلة بأمن البعثات الأجنبية

معلومات عن قائمة أهداف من 40 اسماً من قادة الفصائل المسلحة

بغداد: «الشرق الأوسط»... في وقت حبس فيه العراقيون أنفاسهم خلال المؤتمر الصحفي للرئيس الأميركي دونالد ترمب في ساعة متأخرة من فجر أمس (الاثنين)، بشأن ما إذا كان سيتطرق إلى الوضع العراقي، تجاهل ترمب تماماً ما يجري في العراق من جدل حول إذا كانت ستغلق سفارة واشنطن الأكبر في العالم في بغداد أم لا. السفارة الأميركية من جانبها وفي ذروة الجدل المحتدم بين مختلف الأوساط السياسية بشأن الأخبار عن غلقها، أعلنت أنها سوف تجري سلسلة اختبارات خلال اليومين المقبلين، ما يستوجب إطلاق مزيد من صفارات الإنذار، الأمر الذي جعلها تعتذر من السكان لما يتسبب به هذا الإجراء من إزعاج لهم. الرئاسات العراقية الثلاث ومجلس القضاء الأعلى أصدرت من جهتها بياناً شديداً هو الأقوى من نوعه حيال السلاح المنفلت ومحاولات الجهات الخارجة عن القانون إعلان الحرب بديلاً عن الدولة. وقال بيان رئاسي إن «التطورات الأمنية التي حدثت في الآونة الأخيرة من استمرار استهداف المراكز والمقرات المدنية والعسكرية، وتواصل أعمال الاغتيال والخطف بحق ناشطين مدنيين إنما تمثل استهدافاً للعراق وسيادته». وأضاف البيان أن «المنحى الذي تتجه إليه أعمال الجماعات الخارجة عن القانون ضد أمن البلاد وسيادتها، يمثل منحى خطيراً يعرض استقرار العراق إلى مخاطر حقيقية». إلى ذلك، التقى مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي أمس (الاثنين)، بكل من السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، والسفير البريطاني ستيفن هيكي، في محاولة من الحكومة العراقية طمأنة الجانبين الأميركي والبريطاني بشأن قدرة الحكومة العراقية على تأمين حماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية والتعامل بقوة مع الخارجين عن القانون. وقال بيان صادر عن مكتب الأعرجي إنه «جرى خلال اللقاء بحث تعزيز التعاون المشترك بين العراق والولايات المتحدة الأميركية في جميع المجالات، والسبل الكفيلة بتطوير العلاقة المتنامية بين بغداد وواشنطن». وأكد السفير الأميركي وفقاً للبيان، «استمرار دعم بلاده للحكومة العراقية في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والمساعدة في تخطي التحديات الراهنة». وفي هذا السياق، يقول عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي الدكتور ظافر العاني لـ«الشرق الأوسط»، إن «غلق السفارة سوف تتبعه على الأغلب إجراءات عقابية على مستوى الأفراد والمؤسسات»، مشيراً إلى أن «المعلومات لدي أن واشنطن أعدت قائمة بأربعين اسماً من قادة الفصائل المسلحة ستعتبرهم أهدافاً لها وستصدر بحقهم عقوبات مالية وقانونية». وأضاف أنه «فيما يتعلق بالعراق، فإنها سوف تعامله بالطريقة ذاتها التي تعامل بها طهران من حصار اقتصادي وتضييق مالي ونقدي وعزلة سياسية، فضلاً عن قطع أشكال التعاون الأمني والعسكري». وأوضح العاني أن «قرار الغلق والمقاطعة سيكون جماعياً، إذ إن هناك نحو 13 بعثة دبلوماسية أوروبية ستتخذ الموقف نفسها، فضلاً عن عدد من الدول العربية»، مؤكداً أن «هذا يعني في النهاية أن النظام السياسي برمته سيكون مشكوكاً بشرعيته، وبالتالي يكون الوضع مفتوحاً على كل الخيارات». في السياق ذاته، يرى الخبير الأمني والاستراتيجي فاضل أبو رغيف لـ«الشرق الأوسط» أن «من غير المتوقع غلق السفارة الأميركية في بغداد، كما لا أتوقع وجود تهديد مثلما جرى تهويله في وسائل الإعلام، حيث إنه من الصعوبة بمكان أن تتخلى الولايات المتحدة الأميركية بهذه البساطة عن عمقها الاستراتيجي والسوقي في منطقة الشرق الأوسط، وهو العراق». وأضاف أبو رغيف أنه «في الوقت الذي يمكن فيه القول إن التصعيد سوف يستمر، فإنه يندرج ضمن الدعاية بالرغم من وجود رسائل يمكن أن تكون وصلت، وهي في الغالب شخصية إلى حد كبير لكن تم تسريبها بطريقة أربكت الوضع خلال الأيام الثلاثة الماضية». وأوضح أبو رغيف أن «عملية غلق السفارة مستبعدة، لكنه حتى في حال تم اتخاذ مثل هذا القرار، فإنه لا يعني قطع العلاقات أو توجيه عقوبات أو حتى توجيه ضربات عسكرية انتقائية». إلى ذلك، أعرب زعيم «ائتلاف الوطنية» ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي عن خشيته من تأثر العراق بحزمة الصراعات المندلعة في المنطقة. وقال علاوي في بيان، إن على الساسة والمسؤولين في العراق التحلي بمزيد من الصبر والحكمة والروية، معرباً عن خشيته من أن «ينال العراقيين أذى جراء سياسات أو قرارات غير مدروسة». وأضاف أن «في الشرق بوادر حرب بين أرمينيا وأذربيجان، وتوتراً إيرانياً - أميركياً، فضلاً عن تعثر عملية السلام الفلسطيني، والصراع التركي - الكردي والتوتر التركي - اليوناني والتركي - السوري شمالاً وغرباً، بالإضافة إلى التصعيد الذي يشهده جنوب العراق والذي لا يسر أبداً». وتابع علاوي: «نحذر من توسع تلك الصراعات وتأثيرها على العراق وشعبه»، داعياً إلى «ضرورة تغليب مصلحة الوطن والنظر إلى معاناة أبنائه والدعوة إلى حوار الأضداد وتغليب المصالح ونبذ العنف».

تولر يؤكد من بغداد «استمرار الدعم» الأميركي لحكومة الكاظمي... طهران «تُقدّر» دور السيستاني: صمام الأمن للمنطقة

الرئاسات العراقية: «الجماعات الخارجة» تعرّض الاستقرار إلى مخاطر حقيقية • مقتل 5 مدنيين بسقوط صاروخ قرب مطار بغداد

الراي.... أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن بلاده تقدّر دور المرجع العراقي، علي السيستاني، في استتباب الأمن في العراق واستقراره والحفاظ على سيادته. وعبر حسابه في «تويتر»، وصف ظريف السيستاني «الحصن الحصين للعراق وصمام الأمن للمنطقة وذخراً للعالم الاِسلامي أجمع». وأضاف أن إيران «تقدر دور سماحته في استتباب الأمن في العراق واستقراره والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه والتخلص من قوى الاحتلال وبناء العراق الجديد وفق متطلبات شعبه الشقيق». بدوره، تطرق الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إلى الانتقادات التي وجهتها «كيهان» للسيستاني، وقال إن «هذا الأمر لاعلاقة له بالسلطات الرسمية للجمهورية الاسلامية»، موضحاً أن «النظام الاسلامي في إيران بني على أساس المرجعية، وأن المرجعية في إيران والعراق هي حامية السلام والأمن والاستقرار في البلدين». وأكد خطيب زادة أن دور السيستاني في العراق «ليس له بديل كما أن سماحته يتمتع بمكانة رفيعة بين شيعة العالم»، مشدداً على أن «ما قلناه ونقوله اليوم إن موقف اركان النظام الاسلامي هو الاحترام الكبير لهذا الركن الشامخ وليس لدينا كلام آخر في هذا المجال ولن نطيق تعرض أي شخص لمنزلة المرجعية». وكانت أوساط سياسية وشعبية عراقية عبّرت عن غضبها إزاء الإساءة بحق السيستاني من قبل صحيفة «كيهان» الإيرانية، التابعة للمرشد الأعلى علي خامنئي، وذلك في أعقاب دعوة السيستاني الأمم المتحدة إلى الإشراف على الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق. ودان تحالف النصر، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي «بأشد العبارات، النيل من مقام المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، من أي طرف كان، ونعده تطاولاً بحق العراق وشعبه وسلامة نظامه». واستنكر رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، إساءة الصحيفة الإيرانية، وقال إن السيستاني «كان ولايزال صمام الامان في العراق لحماية العملية السياسية، وتصدى لها في أشد الظروف ويحظى باحترام الشعب العراقي بكل مكوناته». وفي ساحة التحرير، وسط بغداد، تجمّع محتجون وألقوا بياناً بشأن الإساءة، ورددوا هتافات مؤيدة للسيستاني. من ناحية ثانية، أكد السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، خلال لقائه مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، «استمرار دعم الولايات المتحدة للحكومة العراقية في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب، والمساعدة في تخطي التحديات الراهنة». وجاء اللقاء في بغداد لينفي ما تردد عن مغادرة تولر إلى إقليم كردستان، في أعقاب «تحذيرات أخيرة» من واشنطن لبغداد بشأن إغلاق السفارة الأميركية حال استمرار الميليشيات المدعومة من طهران باستهدافها.وأعلنت لجنة برلمانية، أمس، أنه سيتم تشكيل لجان للتحقيق في الاعتداء على البعثات الديبلوماسية. وكانت مصادر أميركية في العراق كشفت معلومات عن «خطة لاقتحام السفارة وأخذ رهائن منها». واعتبر ناطق باسم الخارجية الأميركية أن الميليشيات المدعومة من إيران «أكبر خطر» على حكومة مصطفى الكاظمي والبعثات الديبلوماسية، مؤكداً أنها أيضاً «أكبر رادع» للاستثمار في العراق، واتهمها بتنفيذ عمليات قصف ضد المنطقة الخضراء. في الأثناء، شددت الرئاسات العراقية الثلاث (الجمهورية والحكومة والبرلمان) على أن «المنحى الذي تتجه إليه أعمال الجماعات الخارجة على القانون ضد أمن البلاد وسيادتها يمثل منحى خطيراً يعرض استقرار العراق الى مخاطر حقيقية». وأكدت في بيان «دعم جهود الحكومة في حصر السلاح بيد الدولة ومنع استهداف البعثات الديبلوماسية». ميدانيا، قتل 3 أطفال وامرأتان ينتمون الى عائلة عراقية واحدة أمس بسقوط صاروخ على منزلهم المجاور لمطار بغداد حيث ينتشر جنود أميركيون، وفق ما أفاد الجيش. ووجه القائد العام للقوات المسلحة العراقية، مصطفى الكاظمي، بتوقيف القوة الأمنية المسؤولة عن منطقة انطلاق الصاروخ.

الرئاسات العراقية تدين «التطاول» على المرجع الديني

وزير خارجية إيران يتبرأ من مقال «كيهان» ورئيس تحريرها يعتذر للسيستاني

الشرق الاوسط....بغداد: فاضل النشمي.... دانت الرئاسات العراقية (الجمهورية، والوزراء، والبرلمان، والقضاء) ما اعتبرته «تطاولاً» على مقام المرجع الأعلى علي السيستاني. وجاءت الإدانة على خلفية مقال لرئيس تحرير صحيفة «كيهان» الإيرانية حسين شريعتمداري نشر في وقت سابق، وتعرض فيه بالانتقاد لموقف المرجع الديني بعد لقائه ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت في 13 سبتمبر (أيلول) الجاري، ومطالبته بإشراف أممي على الانتخابات النيابية المبكرة المزمع إجراؤها في يونيو (حزيران) 2021. وقال بيان صادر عن الاجتماع الذي حضره، مساء الأحد، رئيسا الجمهورية والوزراء برهم صالح ومصطفى الكاظمي، إضافة إلى رئيسي البرلمان محمد الحلبوسي ومجلس القضاء فائق زيدان، إن «اجتماع الرئاسات التصريحات التي استهدفت مقام المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني الذي كان ولا يزال صمام الأمان للعراق وشعبه». واعتبر المجتمعون أن «التطاول على مقام المرجعية مرفوض ومدان، وأن مكانة المرجعية الروحية لدى الشعب العراقي ولدى المسلمين والإنسانية محفوظة ومعتبرة». وما زالت الانتقادات الغاضبة متواصلة في العراق ضد رئيس تحرير صحيفة «كيهان» الإيرانية حسين شريعتمداري، وقوبل مقاله وما زال بانتقادات شديدة في الداخل العراقي، نظراً للمكانة الرفيعة التي يحظى بها المرجع الديني بين أتباعه ومقلديه وطيف واسع من عموم المواطنين العراقيين. ويبدو أن حملة الانتقادات والاعتراضات التي ارتبطت بمضمون المقال، تسببت في حرج واضح للسلطات الإيرانية، ما دفع جهات بارزة فيها إلى الاعتذار والتنصل عن الصلة بالمقال الذي نشر في صحيفة معروفة بقربها من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، من هنا، فإن كثيرين لم يستبعدوا «نية القصدية» في كتاب المقال، باعتبار الصراع الفقهي التقليدي بين طهران ومرجعية النجف التي لا تؤيد مبدأ «ولاية الفقيه» على الطريقة الإيرانية. ويوم أمس، نشر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، تغريدة عبر «تويتر» أشاد فيها بدور المرجع الأعلى. وقال ظريف: «يعد المرجع الكبير سماحة آية الله السيستاني الحصن الحصين للعراق وصمام الأمن للمنطقة وذخراً للعالم الإسلامي أجمع». وأضاف أن «إيران تقدر دور سماحته في استتباب الأمن في العراق واستقراره والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه والتخلص من قوى الاحتلال وبناء العراق الجديد وفق متطلبات شعبه الشقيق». وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أمس، على الانتقادات التي وجهتها صحيفة «كيهان» الإيرانية للمرجع الديني علي السيستاني. وقال زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن «هذا الأمر لا علاقة له بالسلطات الرسمية الإيرانية». وأضاف أن «النظام الإسلامي في إيران بني على أساس المرجعية، وإن المرجعية في إيران والعراق هي حامية السلام والأمن والاستقرار في البلدين». واعتبر زادة أن «دور السيستاني في العراق ليس له بديل، كما أن سماحته يتمتع بمكانة رفيعة بين شيعة العالم». وتابع أن «موقف أركان النظام الإسلامي هو الاحترام الكبير لهذا الركن الشامخ وليس لدينا كلام آخر في هذا المجال، ولن نطيق تعرض أي شخص لمنزلة المرجعية». ونشرت «وكالة المراسلون الشباب» التابعة للتلفزيون الإيراني، بياناً من شريعتمداري اعتذر فيه عن انتقاداته. وقال شريعتمداري إن «انطباعي كان من رأي آية الله السيستاني لم يتوافق مع تصريحات سماحته، لهذا أعتذر عن هذا الخطأ غير المقصود، وآمل أن يتقبل اعتذاري». وكان شريعتمداري اعتبر خلال مقاله أن «دعوة الأمم المتحدة للإشراف علی انتخابات دولة، بمثابة إعلان إفلاس لتلك الدولة، والخيبة تجاه الدولة، والترحيب بالأجانب»، في إشارة إلى مطالبة المرجع السيستاني بإشراف أممي على الانتخابات المقبلة. وورد في سياق آخر من المقال القول: «يعتقد الكاتب، بمعرفته العميقة والراسخة بآية الله السيستاني، وذكاء سماحته وحكمته، أن خطأ قد وقع في تقرير الاجتماع مع الممثلة الخاصة للأمين العام، من المؤكد أن مكتب آية الله كان متهاوناً في صياغة تقریر الاجتماع. ومن المتوقع أن يصحح المكتب هذا الجزء من التقرير». بدوره، استنكر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ما ورد في مقال صحيفة «كيهان» الإيرانية واعتبره إساءة لجميع العراقيين. وقال في بيان أصدره أمس، إن «سماحة المرجع السيد السيستاني حفظه الله كان ولا يزال صمام الأمان في العراق لحماية العملية السياسية، وتصدى لها في أشد الظروف ويحظى باحترام الشعب العراقي بكل مكوناته». وأضاف: «نستنكر وبشدة ما ورد في (صحيفة كيهان العربية) وما تضمنه المقال من نقد فيه إساءة لسماحة المرجع على خلفية استقباله ممثلة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت، وهي كذلك إساءة لكل العراقيين، وعلى الصحيفة معالجة هذا الموقف السيئ الذي يتعارض أيضاً مع موقف الجمهورية الإسلامية واحترامها الكبير للسيد المرجع دام ظله».

العراق يسجل 62 وفاة و4116 إصابة جديدة بـ«كورونا»

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين».... أعلنت وزارة الصحة والبيئة في العراق، اليوم (الاثنين)، تسجيل 62 حالة وفاة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع مجموع الوفيات بالفيروس في البلاد إلى 9052. وأشارت الوزارة في بيان صحافي، اليوم، إلى تسجيل 4116 إصابة جديدة بالفيروس، ليصل إجمالي الإصابات إلى 353 ألفاً و566 حالة، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. ولفتت الوزارة إلى أن 4111 مصاباً تماثلوا للشفاء، ليرتفع عدد المتعافين من الفيروس إلى 284 ألفاً و784 حالة.

المقاومة نحو مواجهة بلا قيود: زمن «الغموض» انتهى!

الاخبار....نور أيوب .... في حال مضت الإدارة الأميركية في تنفيذ تهديداتها، فلن تكتفي، وفق تقديرات حصلت عليها «الأخبار»، بإغلاق السفارة ... أواخر العام الماضي، كانت واشنطن قاب قوسين أو أدنى من مواجهة تكرار سيناريو «طهران 1979»، حيث كادت أكبر سفارة لها في العالم تتعرّض للاقتحام. كان ذلك ردّاً على استهداف طائرات الاحتلال الأميركي مقارّ لـ«الحشد الشعبي» عند الحدود العراقية - السورية، ليعقب الردَّ قرارٌ "جنوني" بتصفية مَن تعتقد واشنطن أنه المسؤول عن تهشيم "هيبتها"، الجنرال قاسم سليماني. بدأت طهران، مذّاك، حساباً مفتوحاً مع واشنطن، مقرّرة أنها، وحلفاءها في محور المقاومة، لن يرتضوا بأقلّ من خروج الاحتلال من المنطقة ثمناً لدم سليماني. طوال الأشهر الماضية، تلقّت القوات الأميركية رسائل تحذيرية، في ظلّ مراوحة الخيار الدبلوماسي في مكانه. رسائلُ فعلت فعلها لدى واشنطن إلى حدّ دفع الأخيرة إلى إطلاق تهديدات قد تكون الأولى من نوعها ضدّ بغداد. وبمعزل عن جدّية تلك التهديدات من عدمها، فإن الفصائل بدأت التحضير لمرحلة جديدة عنوانها: مواجهة بلا قيود! .....«....حتى الآن هو تهويل ليس إلّا». بهذه الكلمات، يعلّق مصدر قيادي رفيع في فصائل المقاومة العراقية على رسائل الإدارة الأميركية إلى الحكومة ورئيسها مصطفى الكاظمي، والتي كان نقلها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، محذّراً من استمرار استهداف السفارة الأميركية والمرافق الدبلوماسية الأخرى، وقوافل الدعم اللوجستي التابعة لقوات «التحالف الدولي»، وملوّحاً بأن الرئيس دونالد ترامب «يدرس جدّياً قرار إغلاق السفارة في بغداد، وهو جاهزٌ لتنفيذ ذلك» (راجع «الأخبار»، عدد 4156). لكن في حال مضت الإدارة الأميركية في تنفيذ تهديداتها، فلن تكتفي، وفق تقديرات حصلت عليها «الأخبار»، بإغلاق السفارة، بل ستذهب نحو إخلاء الميدان من قواتها، وفرض عقوبات اقتصادية قاسية على مؤسسات الدولة، على أن يلحق بها الاتحاد الأوروبي. بذلك، يراد تدفيع العراق «ثمن المقاومة»، بتعبير المصدر، الذي يرسم في حديثه إلى «الأخبار» حدود المواجهة المرتقبة بين الفصائل وقوات الاحتلال الأميركي.

يعود التهويل الأميركي، بحسب التقديرات، إلى سببين أساسيين:

1- القلق من الاستهداف اليومي للقوافل العسكرية التابعة لقوات «التحالف»، وتحديداً من تطوّره من الحالة الرمزية (هو أقرب حالياً لأن يكون ضغطاً للدفع بقوات الاحتلال إلى الانسحاب، وتنفيذ القرار البرلماني القاضي بذلك) إلى حالة مركّزة ومؤلمة في الأسابيع القليلة المقبلة. إضافة إلى ما تَقدّم، ينذر دخول البعثات الدبلوماسية – حديثاً – إلى قائمة المستهدَفين باتساع دائرة «الضحايا غير العسكريين».

2- مساعي ترامب في كسب المزيد من أصوات الناخبين الأميركيين، مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية (3 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري)، على اعتبار أن تهديداته للعراق تخدم صورته كرئيس «حريص» على أرواح جنوده، خاصة أن التلويح بالانسحاب يصاحبه إنذار بعمليات تصفية ستطال قادة الفصائل وعناصرها. وبذلك، يخرج ترامب كـ«مقتصٍّ» من كلّ مقاوم في «بلاد الرافدين».

وبينما يرى البعض أن التهويل الأميركي هو المقدّمة الطبيعية لوقوع مواجهة على الأراضي العراقية لا حدود لها، خصوصاً في حال فوز ترامب بولاية ثانية، يذهب آخرون إلى اعتبار ذلك محاولة لـ«تعزيز أوراق التفاوض» مع إيران، خصوصاً أن واشنطن تراهن على انقسام الأحزاب والقوى السياسية العراقية، والذي من شأنه أن يضعف موقف حلفاء طهران، الساعية إلى «تنظيم» الخلاف «الشيعي – الشيعي»، خوفاً من خروجه عن السيطرة. وما بين الرأيين، تبدو حسابات المواجهة أرجح من حسابات التفاوض، خصوصاً أن لا مؤشرات إلى تراجع إيراني عن مطلب خروج قوات الاحتلال الأميركي من المنطقة، وتحديداً من العراق وأفغانستان، كثمن لاغتيال الشهيد قاسم سليماني.

يرى البعض أن التهويل الأميركي محاولة لـ«تعزيز أوراق التفاوض» مع إيران

وفيما نفت بيانات الفصائل، الصادرة خلال الساعات الماضية، ضلوعها في استهداف البعثات الدبلوماسية، فهي باركت عمليات استهداف القوافل العسكرية، من دون أن تتبنّاها بشكل رسمي. وفي هذا الإطار، تفيد المعلومات الأمنية بأن البيانات الصادرة بين فترة وأخرى عن تنظيمات وليدة ليست سوى «سواتر إعلامية» لفصائل المقاومة، التي رسمت استراتيجية المواجهة مع قوات الاحتلال، منذ مطلع العام الجاري، بُعيد اغتيال سليماني ونائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس.

هذه المواجهة يحدّد قيادي عسكري رفيعٌ في «مجمّع الفصائل»، في حديثه إلى «الأخبار»، معالمها على النحو الآتي:

1- الفصائل غير معنيّة بـ«الرسائل الأميركية»، لكون «هذه التهديدات تطال الدولة والحكومة ولا تطالنا، ونحن نعتبر الوجود الأميركي في البلاد احتلالاً يوجب العمل المقاوم».

2- لم تستجب الإدارة الأميركية للقرار البرلماني القاضي بانسحاب القوات الأجنبية، فيما لم تعلن الحكومة، بدورها، عن جدول زمني رسمي لانسحاب تلك القوات. أما الحوار الاستراتيجي الأميركي – العراقي فلم يسفر عن أيّ نتيجة واضحة. وعليه، فإن هذه العوامل تمنح العمل المقاوم غطاءً إضافياً.

3- فصائل المقاومة اتخذت، منذ أشهر، جملةً من الإجراءات الاحترازية، لـ«توقّعها» جنوح المشهد الميداني إلى المواجهة «القاسية»، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

4- طوال الأشهر الماضية، اتُّبع تكتيك «عبواتٍ ذات رسائل». أما في المرحلة المقبلة، فإن القرار – وهو رهن توقيت المواجهة – يقضي بـ«إيلام الأميركي»، وتأكيد قوة الفصائل وقدرتها على إرغام واشنطن على تنفيذ قرار الانسحاب.

5- الالتزام الحالي ببعض المسمّيات لا يعني «التزاماً أبدياً» بها؛ فلكلّ مرحلة عنوانها وظروفها ومسمياتها. وهذا يعني عودة الفصائل المعروفة إلى ميدان القتال والمواجهة، بـ«الأسماء الصريحة» والتبنّي الرسمي والكامل.

6- أسقط التهويل «أقنعة» كثيرين رفعوا شعار مقاومة الاحتلال، وتحديداً بعد «جريمة المطار». المرحلة، في العراق وفي المنطقة على حدٍّ سواء، هي مرحلة فرزٍ بين رافع لشعار المقاومة، و«راكب لموجة المقاومة». والهجوم الإعلامي المستمر على الفصائل لن يحول دون استمرارها في تنفيذ جدول أعمالها.

7- لا نخجل بتقديم «الشكر لإيران» في بناء قوّتنا، لكن نرفض اتهامنا بأننا ننفّذ «الأجندة الإيرانية» في البلاد. «قرارنا ذاتي، ونابع من اقتناع تامّ بأن الدبلوماسية ليست حلّاً مع الأميركيين، وأن المهلة التي مُنحت سابقاً قد انتهت صلاحيّتها، ونحن أمام مرحلة مختلفة تماماً في ضوء رسائل واشنطن وتحذيراتها».

بنك أهداف أميركي

توازياً مع تهديدها بغلق السفارة وانسحاب القوّات وفرض العقوبات، تلوّح واشنطن باستهداف فصائل المقاومة عُدّة وعديداً. وفي هذا السياق، تشير المعلومات إلى أن الجانب الأميركي أبلغ عدداً من المسؤولين العراقيين عزمه على «القضاء على أهداف كثيرة» سبق أن جمعها طوال الفترة الماضية، علماً بأن قيادات الفصائل اتّخذت، منذ فترة، جملةً من الإجراءات لحماية نفسها ومقاتليها ومقارّها. ووفق المعلومات، يتصدّر «بنكَ الأهداف» الأميركي كلُّ من «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله – العراق» و«حركة النجباء»، فضلاً عن فصائل «جهادية» أخرى.

الكاظمي: لا لـ«كسر الجرّة»

يرفض رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تحميل إيران، علناً، مسؤولية ما يشهده الميدان في بلاده، على رغم اقتناع عدد من المحيطين به بذلك. وعلى رغم أنه، وفق المعلومات، أبلغ الإيرانيين رفضه للعمليات الأخيرة، مطالباً طهران بـ«ضبط حلفائها»، خاصة أنه انتزع منهم – قبيل تسنّمه رئاسة الوزراء – تعهّداً بتسهيل مهامه، ودعمه في مشروع «بناء الدولة واستعادة هيبتها»، إلا أنه يرفض «كسر الجرّة» مع الجار الإيراني، أو استفزازه بإشهار تموضع جديد لبغداد، تحت وطأة الضغوط الأميركية. وهذا ما يعود إلى اقتناعه بـ»أهمية تحييد بلاده عن الاشتباك الأميركي – الإيراني»، و»إيجاد حال من التوازن بين القطبين المؤثرين في المشهد المحلّي»، كما تقول مصادره.

الاستثمار بـ«إغلاق السفارة»: ترامب يضرب مواعيد مؤجّلة

الاخبار....يجيء التهديد بإغلاق السفارة في أعقاب قرار واشنطن خفض عديد القوّات الأميركية في العراق ... توازياً مع تهديدها بإغلاق السفارة الأميركية في بغداد، في ظلّ الاستهداف شبه اليومي لمصالح واشنطن، لا يغيب تميّز إدارة الرئيس دونالد ترامب بنهجها المتقلّب إزاء الانتشار المفرط لعسكريّيها ودبلوماسيّيها، إن كان في العراق أو حتى في أفغانستان وسوريا وغيرها من الدول. إلّا أن التهديد الأخير، والذي يجيء في أعقاب قرار هذه الإدارة خفض عديد القوّات الأميركية في العراق إلى نحو ثلاثة آلاف جندي، يمثّل الوسيلة الأحدث للضغط على حكومة مصطفى الكاظمي، لكبح «الفصائل المدعومة من إيران». في الوقت ذاته، وبينما توعّدت الإدارة الأميركية بإجراءات عقابية وصلت إلى حدّ وقف المساعدات المالية عن العراق، كان وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، يجري مراجعةً لأولويات بلاده المنتشرة قواتها في أصقاع الأرض، للتأكّد من أن لديها العدد الكافي من الأفراد والموارد لتلبية أولويات «استراتيجية الدفاع الوطني» لعام 2018. انطلاقاً من هنا، لا يمكن الموازنة بين مطالب ترامب التي يبدو أنها مدفوعة بالكامل بالحسابات الانتخابية، وبين مراجعة إسبر، في حين أن كليهما يسلّط الضوء، وفق ما يرى مراقبون، على «تحدّيات» الحدّ من مهمّة «مكافحة الإرهاب». «استراتيجية الدفاع الوطني» كانت واضحة: «المنافسة الاستراتيجية بين الدول، وليس الإرهاب، تمثّل - الآن - أولوية الأمن القومي للولايات المتحدة». مع ذلك، لن تختفي مهمّة «مكافحة الإرهاب»، نظراً إلى ما توفّره من وسائل للقيام بعمل سريع ضدّ الأفراد والشبكات المتورّطة في «التخطيط أو محاولة التحريض على الهجمات ضدّ الأميركيين»، في حين لا يزال «البنتاغون» يعمل على كيفية إعادة التوازن إلى مهمّته لـ»مكافحة الإرهاب» بما يتماشى مع الأولويات الجديدة. إلا أن وزير الدفاع ألقى باللوم، أخيراً، على التركيز على مكافحة الإرهاب، في ترك الجيش أقلّ استعداداً لخوض حروب مستقبلية.

أبلغ تولر وزير الخارجية العراقي أن واشنطن وبغداد دخلتا حقبة جديدة في علاقاتهما

على أن التهديد بإغلاق السفارة لا يعدو كونه، حالياً، وسيلة ضغط، يراد منها وضع الحكومة العراقية أمام خيارات صعبة، في ظلّ اشتغال إدارة ترامب على توسيع قاعدة «نادي المطبّعين» مع إسرائيل. وفي تفاصيل ما أوردته «الأخبار» (راجع العدد 4156)، نقل الرئيس العراقي برهم صالح، عن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، تحذيره من أن ترامب «يدرس جدّياً قرار إغلاق السفارة في بغداد، وهو جاهزٌ لتنفيذ ذلك»، وبأن قراراً مماثلاً من شأنه أن يطلق «عمليات تصفية ضدّ كل متورّط في استهداف قواتنا». في الإطار نفسه، يفيد مسؤولون تحدّثوا إلى «وول ستريت جورنال»، بأن السفير الأميركي لدى العراق، ماثيو تولر، أبلغ وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، بأن البلدين دخلا، بالفعل، حقبة جديدة في علاقاتهما. إلا أن تولر أكّد بعد لقائه مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، في بغداد، يوم أمس، استمرار دعم بلاده للعراق «في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والمساعدة في تخطّي التحدّيات الراهنة»، وذلك في أوّل تصريح له بعد الحديث عن نيّة الولايات المتحدة إغلاق سفارتها في بغداد في غضون أشهر قليلة، ونقل السفير إلى قنصليتها في أربيل. ولفت مسؤول عراقي تحدّث إلى الصحيفة ذاتها إلى أن الإغلاق سيكون «تدريجياً على مدى شهرين إلى ثلاثة أشهر»، مضيفاً أن ذلك قد يترافق مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد. القرار الذي يبدو مؤجلاً إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، عَدَّه مسؤول أميركي سابق بمثابة هدية للإيرانيين: «هذا هو هدفهم الاستراتيجي الرئيس: إخراجنا من العراق». التحذيرات المتواترة، التي لم تؤكّدها الإدارة أو تنفيها، اقترنت أيضاً بسياسة أميركية صارمة إزاء الإعفاءات من العقوبات التي أصدرتها حتّى يتمكّن العراق من استيراد مستلزمات الطاقة من إيران. وبعدما كانت الولايات المتحدة تصدر مثل هذه الإعفاءات كلّ 120 يوماً، أبلغت إدارة ترامب، بغداد، أن قرار تمديدها سيُتّخذ كلّ 60 يوماً. يضاف إلى ما سبق، تلويح واشنطن، على لسان ناطقة باسم الخارجية الأميركية تحدّثت إلى «واشنطن بوست»، بأن استمرار الهجمات يمكن أن يؤثّر على الدعم المالي الدولي للعراق، إذ لفتت إلى أن «وجود ميليشيات خارجة عن القانون ومدعومة من إيران، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تأمين الدعم المالي للعراق من المجتمع الدولي والقطاع الخاص، يظلّ أكبر رادع أمام الاستثمار الإضافي في العراق». وإذ يرجّح تقييم استخباري أميركي أن لا تُقدِم إيران على أيّ «هجوم استفزازي» من شأنه أن يحشد الدعم الأميركي لترامب عشية الانتخابات، يبدو أن صبر البيت الأبيض بدأ ينفد من عدم قدرة الحكومة العراقية على منع الهجمات التي تحمّل واشنطن مسؤوليتها لحلفاء إيران. وبعد التحذيرات، توجّه وزير الخارجية العراقي إلى طهران، في مهمّة قال مسؤولون أميركيون سابقون إنها تهدف، على ما يبدو، إلى إقناع الإيرانيين بـ»كبح الميليشيات». كما تأتي خطوة التلويح بإغلاق السفارة بعد أسابيع من زيارة الكاظمي للولايات المتحدة، والتي وصفها الجانبان بأنها «فصل جديد» في العلاقة التي توتّرت في أعقاب اغتيال الشهيدَين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

طهران وتوزيع الأدوار

عقب كلّ عملية من العمليات «الغامضة» في العراق، تُفعّل، سريعاً، قنوات الاتصال بين بغداد وطهران، ليأتي الردّ الرسمي بـ»رفض» ما يجري و»ضرورة احتوائه». ردٌّ تنقسم التقديرات العراقية في شأنه بين رأيين: الأول يذهب إلى أن إيران تمارس لعبة «توزيع الأدوار»، في سياق ردّها المستمر على اغتيال قائد»قوة القدس» في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني؛ وآخر يدور حول «عجز» طهران عن «ضبط» حلفائها العراقيين، ودفعهم إلى إرساء تهدئة، ولو مؤقتة، في الميدان، في ظلّ تكاثر التحدّيات التي تفرض إرساء نوع من «الستاتيكو». على أن ما يُضعّف الرأي الأخير هو ما جرى خلال زيارة قائد «قوة القدس» الإيرانية، إسماعيل قاآني، إلى بغداد، حيث طالبه رئيس الجمهورية، برهم صالح، بضرورة «وقف العمليات العسكرية»، ليردّ قاآني بأن ذلك مرهون بجدولة انسحاب قوات الاحتلال الأميركي من البلاد.

 

 



السابق

أخبار سوريا..طهران تستعدّ لخطوةٍ حادّة....روسيا وإيران في سورية ... تنظيم الخلاف....مخلوف يصعّد.. ويتحدث عن أكبر عملية نصب في الشرق الأوسط.....مركز حميميم: المسلحون يدبرون استفزازات باستخدام الكيميائي في إدلب وحلب....«مرتزقة» سوريون يعودون من ليبيا وآخرون يذهبون إلى أذربيجان وأرمينيا....

التالي

أخبار اليمن ودول الخليج العربي...السعودية: الإطاحة بخلية إرهابية تلقت تدريبات في إيران...تشديد يمني على «البدء الفوري» بإطلاق الأسرى..200 مدني ضحايا خروق الحوثيين لـ«استوكهولم» منذ مطلع 2020....

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,014,911

عدد الزوار: 6,930,142

المتواجدون الآن: 88