سورية: هجوم استباقي على المعارضة الافتراضية
السبت 5 شباط 2011 - 7:47 ص 3092 عربية |
سورية: هجوم استباقي على المعارضة الافتراضية
تحت ضغط مؤيدي النظام.. دمشق ترفع الحجب عن «فيس بوك» لتوجيه ضربة للمعارضين
في رد استباقي على «يوم الغضب السوري» الذي دعت إليه مجموعة تطلق على نفسها اسم «انتفاضة الشعب السوري» ومجموعات أخرى، في شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، شهدت شوارع دمشق أمس ومساء أول من أمس مسيرات سيارة.
وشوهد صباح أمس العديد من الحافلات تقل شبابا يحملون الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد، تتنقل في شوارع العاصمة. وعلى وقع تصاعد الأحداث في مصر، ارتفعت وتيرة المواجهات على الساحة الافتراضية بين فريقين من السوريين؛ فريق معارض يدعو للتظاهر، وفريق مؤيد يدعو للحفاظ على «الاستقرار والأمن في سورية وتجنب الدعوات التخريبية». ومقابل المجموعات المعارضة «انتفاضة الشعب السوري يوم 5 فبراير (شباط)» «وقفة أمام مجلس الشعب في 5 شباط» و«نحو إقالة محافظ حمص» و«مقاطعة شركتي الخليوي في 9 شباط» ظهرت عدة مجموعات مضادة منها «ضد وقفة 5 شباط» و«ضد يوم الغضب السوري» و«سورية الله حاميها» ومجموعة «غير صورة بروفايلك إلى صورة للقائد المقاوم بشار الأسد».
ومع ارتفاع حدة المواجهة الإلكترونية، نشرت إحدى المجموعات مقالة تحت عنوان كشف عصابة «يوم الغضب السوري» قالت إن كاتبتها هي الدكتورة المناضلة حنان نورا الحايك، ووصفتها بـ«البنت السورية الأولى على شبكة اليوتيوب». وتقول الكاتبة إنه نظرا للأوضاع الأمنية المتدهورة في مصر وتونس وحفاظا على الأمن القومي في سورية «كثفنا مجهودنا على الإنترنت في الفترة الأخيرة بعيدا عن الأنظار» وإنه تم اكتشاف بعض الرؤوس المدبرة في «غروب 5 شباط» على «يوتيوب» حيث تم «زرع ما لا يقل عن 100 مخبر في الغروب المعادي إناثا وذكورا وقد سيطرنا عليه سيطرة استخباراتية مطلقة».
وذكرت الكاتبة حنان قائمة بأسماء الذين تم كشف هوياتهم الحقيقية من أعضاء مجموعة «5 شباط» أبرزهم جهاد خدام نجل عبد الحليم خدام الذي انشق عن النظام في سورية، ومعارضين سوريين من جماعة الإخوان المسلمين، ومعظمهم يعيش خارج البلاد، وأعضاء عرب، وأكراد سوريين، بالإضافة إلى إسرائيليين، بحسب ما قالت كاتبة المقالة التي ناشدت السوريين تعميم رسالتها وإيصالها إلى الأجهزة الأمنية السورية لخطورتها.
بالتوازي مع ذلك، استبدل كثير من السوريين المؤيدين للنظام بصورهم الشخصية على «فيس بوك» صور العلم السوري والرئيس الأسد، بينما استبدل الفريق الآخر بصورهم صورا للعلم السوري مكتوب عليه عبارات مثل «ننزل الدبكة يوم 5 شباط»، أو العلم السوري يتوسطه صورهم الشخصية.
وعبرت مواطنة سورية التقت بها «الشرق الأوسط» في مقهى وسط دمشق وهي من مستخدمي «فيس بوك» و«يوتيوب»، عن عدم استعدادها للتجاوب مع أي من «دعوات مجموعات في الإنترنت، لأنها ببساطة مجموعات افتراضية تتخفى وراء أسماء وهمية» وقالت: «حتى لو كانت تلك الأسماء حقيقية، فأنا لا أعرفها فكيف أسير خلفها؟» لافتة إلى أن «الأمر في تونس ومصر مختلف، فالشباب الذي خرج إلى الشارع هناك ليس مسيسا ولا ينتمي إلى معارضات سياسية لا تختلف عن الأنظمة». وأضافت أن الدعوات التي وصلتها عبر «فيس بوك» أغلبها «كان لديه أجندة سياسية معينة ومنها ما انطوى على نزاعات طائفية وليست مطالب وحقوقا لجعل الحياة أفضل».
وكانت مجموعات من السوريين بدأوا في تبادل رسائل نصية تدعوا إلى التكاتف مع البلد والرئيس مثل «لا تراجع ولا استسلام، معك يا قائد الوطن».
والمفارقة أن الحكومة السورية التي تحجب مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات وزادت في الأيام الأخيرة رقابتها على مواقع فك الحجب، وجدت نفسها مطالبة من قبل مؤيدي القيادة السورية برفع الحجب وإتاحة تلك المواقع ليتمكنوا من القيام بهجوم استباقي على المجموعات المعارضة.
هل تتأثر سوريا بالحركات الاحتجاجية في تونس ومصر؟
جريدة المستقبل
هل تتأثر سوريا بالحركات الاحتجاجية في تونس ومصر؟
يشير بعض الخبراء الى ان سوريا التي يحكمها حزب "البعث" منذ نحو خمسين عاما قد تتاثر بحركات الاحتجاج الاجتماعية والسياسية غير المسبوقة والتي تهز العالم العربي.
ويقول المحلل في مجموعة الازمات الدولية بيتر هارلينغ لوكالة "فرانس برس": "لا يمكن التكهن بالوضع، هناك توتر عام في المنطقة.ان الامر يتعلق بشعوب تحقق مستقبلها بيدها ويجب استخلاص العبر من ذلك". واضاف "هناك بعض العناصر التي تجعل من سوريا في وضع افضل وبخاصة اتباعها سياسة خارجية تتوافق مع الراي العام".
اما بالنسبة لبرهان غليون مدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون في باريس فان "ما حدث في مصر وتونس سيكون مثل الطوفان ولا يمكن لسوريا ان تكون بمعزل عنه".
وكانت مجموعة لم تكشف هويتها دعت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الاسبوع الماضي الى يوم غضب بعد صلاة الجمعة (اليوم) في كافة المدن السورية ضد "أسلوب الحكم الفردي والفساد والاستبداد" واعلن الاف الاشخاص دعمهم لهذه الحملة المنشورة على الموقع الذي تحجبه السلطات السورية.
ويقوم مستخدمو الانترنت في سوريا بتصفح الموقع مستخدمين برامج "بروكسي" التي تعمل على كسر هذا الحجب وتعطل الاتصال بخدمة الدردشة عبر الهواتف المحمولة الى هذا الموقع منذ بداية كانون الثاني (يناير).
ويتولى حزب البعث الحكم منذ عام 1963 عندما ارسى قانون الطوارئ الذي مازال ساريا حتى الان.
وتم انتخاب بشار الاسد رئيسا للبلاد في عام 2000 عند وفاة والده حافظ الاسد الذي حكم البلاد منذ 1970.
واكد الاسد في مقابلة نادرة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية "ان الوضع في سوريا مستقر" وبعيد عن الاضطرابات الاجتماعية التي ادت الى خلع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وهزت نظام الرئيس المصري حسني مبارك.
الا ان الرئيس السوري اشار الى ضرورة ان يقوم القادة في المنطقة باصلاحات.
ولكن سوريا التي اعطت اولوية للاصلاح الاقتصادي تواجه "تحديات كبيرة" حسبما اقر احد المسؤولين السوريين مؤخرا.
ويرزح تحت خط الفقر نحو 14 بالمئة من عدد السكان البالغ 22 مليون نسمة كما يعاني 20 بالمئة من السكان الذي في عمر العمل من البطالة.
واحدثت سوريا في كانون الثاني (يناير) صندوقا وطنيا للمعونة الاجتماعية تبلغ قيمته حوالى 12 مليار ليرة سورية (نحو 250 مليون دولار) يهدف الى تقديم معونات دورية او طارئة خلال عام الى 420 الف اسرة معوزة.
كما رفعت تعويض المحروقات بنسبة 72 بالمئة للعاملين في الدولة وللمتقاعدين (2 مليون شخص).
ويعتبر غليون ان "اجراء انتخابات منتظمة وحرة ونزيهة والغاء كل نظم الاستخباراتية على الشعوب هي اصلاحات اساسية".
واضاف "لا يحق لاي نظام ان يحتكر السلطة ويمنع الشعب من تقرير مصيره".
وكان مثقفون وناشطون سوريون بينهم الكاتب ميشال كيلو والمخرج السينمائي عمر اميرالاي اصدروا السبت الماضي بيانا يعد الاول من نوعه منذ عام 2006 حمل عنوان "تحية من مثقفين سوريين إلى الثورة التونسية والانتفاضة المصرية" اعتبروا فيه ان "شعوبنا اهتدت الى طريق الحرية".
واشار البيان الى ان "الثورة التونسية أتاحت للملايين في بلداننا العربية أن يلحظوا كم أن تونس تشبه بلدانهم" حيث تتمركز السلطة والثروة في الايادي نفسها.
ومن أبرز الموقعين على البيان الذي ضم حوالى أربعين اسما، المخرج السينمائي أسامة محمد والشاعر حازم العظمة والناشطة الحقوقية رزان زيتونة والناشطة رولا الركبي والروائية سمر يزبك وخبير الاقتصاد الأكاديمي عارف دليلة ورسام الكاريكاتير علي فرزات والكاتب عمر كوش والكاتب فايز سارة والروائي منذر بدر حلوم والشاعر منذر مصري، والكاتب ياسين الحاج صالح.
(أ ف ب)
المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية