محللون: سورية ليست بمنأى عن ما يحصل في مصر وتونس

إعتقال زعيم التيار الاسلامي الديمقراطي في سوريا

تاريخ الإضافة الأحد 6 شباط 2011 - 7:01 ص    عدد الزيارات 3119    القسم عربية

        


إعتقال زعيم التيار الاسلامي الديمقراطي في سوريا

أياد الصايغ من لندن


 

اعتقلت السلطات السورية فجر اليوم الجمعة زعيم التيار الاسلامي الديمقراطي من منزله في حلب شمال البلاد فيما دعا المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا الى القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية من اجل الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد وذلك عشية دعوات لاحتجاجات غدا السبت.

ألقت السلطات الامنية السورية في الساعة الثالثة من فجر اليوم في مدينة حلب الشمالية على غسان محمد النجار زعيم التيار الاسلامي الديمقراطي اثر نشره لبيانات تدعو المواطنين الى الخروج بتظاهرات واحتجاجات سلمية غدا السبت بما اطلق عليه يوم الغضب. ودعا النجار إلى التظاهر السلمي في ساحة سعد الله الجابري وناشد القوى الأمنية والحكومة الكف عن "ملاحقة الاحرار الذي يريدون الحرية".

وقال "أشكركم على مئات الرسائل التي تصلني بشكل أو بآخر للاطمئنان عني وأقول لهم إنني فرد من هذا الوطن ولست بشيء بالنسبة للشعب الذي ينبغي أن يحيا ويعيش بكرامة فان قدّر الإله مماتي أو سجني فلا أبالي فالبقاء لله أولا وسيبقى الشعب وينتصر أخيرا لا محالة". واضاف "أقول للأجهزة الأمنية "كفوا عن ملاحقاتكم لجميع الأحرار وإن كنتم تريدون اعتقالي   فيمكنكم استصدار مذكرة من النيابة العامة وأنا جاهز للمثول أمامها".

وخاطب الرئيس بشار الاسد قائلا "لقد وصلني تصريحكم عن عزمكم على إجراء إصلاحات وأخاطبه أن يعلن عن هذه الإصلاحات فان كانت جدية تمس صميم الحريات وسيادة القانون فأنا أول من يقف إلى جواره وليس كالوعد الّذي قطعته على نفسك منذ خمس سنوات ولم تنفذه بإصدار قانون للأحزاب... و أرجو أن تسمحوا للشعب والشباب أن تعبر عن رأيها بكل حرية وأنا أكفل أنّها لن تخل بالأمن فحرية الرأي والتظاهر كفلها الدستور فالشعب السوري متحضر وعلى درجة من الوعي ولن يكون أقل من باقي الشعوب المتحضرة".

وكان الاسد تحدث في مقابلة مطولة مع صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين عن حاجة سوريا إلى الإصلاح وقال ان بلاده "حصينة" من هذا النوع من الاضطرابات في تونس ومصر لكنه أقر بأنه "لا يمكنك إصلاح مجتمعك أو مؤسستك دون أن تكون متفتحاً".

التحالف الكردي يدعو لاصلاحات ويطالب الاكراد بالحذر

ومن جهته دعا المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا الى القيام بإصلاحات سياسية و اقتصادية واجتماعية من اجل الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد وتجنب حدوث هزات اجتماعية.

وقال المجلس في بيان اليوم انه عقد اجتماعا استثنائيا تناول فيه تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة إثر الاحتجاجات التي شهدتها تونس ومصر و بعض دول المنطقة والتي أدت إلى إزاحة نظام زين العابدين بن علي في تونس وكذلك الانتفاضة الشعبية التي تشهدها مصر والتي تأتي نتيجة للأوضاع المعيشية الصعبة لشعوب هذه البلدان و كذلك لحالة الاستبداد والقمع الممارس ضد المواطنين حيث أعرب المجلس العام عن تأييده لهذه الانتفاضات الشعبية و حقوقهم في الحرية والعيش الكريم.

واشار الى انه  في الوضع الداخلي لسوريا "وانطلاقا من مبدأ الحرص على المصلحة الوطنية   فإن المجلس العام يؤكد على ضرورة القيام بإصلاحات سياسية و اقتصادية و اجتماعية بغية تحصين البلاد و الحفاظ على السلم الأهلي و الوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد وتجنب حدوث هزات اجتماعية فيه".

وطالب الرئيس الاسد باتخاذ خطوات عملية لإزالة حالة الاحتقان الموجود في الشارع السوري من خلال إطلاق الحريات العامة وسراح سجناء الرأي وإلغاء حالة الطوارئ و القوانين الاستثنائية والأحكام العرفية وحل قضية إحصاء عام 1962 و ذلك بإعادة الجنسية السورية للمجردين بموجبها وتعديل المرسوم 49 لعام 2008 و سن قانون جديد للانتخابات التشريعية وإلغاء قرارات منع المغادرة والسماح للسياسيين وأصحاب الرأي في المهجر للعودة الى وطنهم ومكافحة الفساد ودعم القطاع الزراعي وإصدار قانون تنظيم عمل الأحزاب وتحسين مستوى معيشة المواطنين  وإيجاد حل لمشكلة الهجرة الداخلية في البلاد و غيرها من الإجراءات التي يمكن أن تجنب البلاد من أية هزات محتملة".
 
وناشد المجلس المواطنين الاكراد (حوالي مليونين ونصف المليون مواطن) ضبط النفس و التحلي بروح اليقظة والحذر "وعدم الانسياق وراء الإعلام غير المسؤول". وكانت احزاب كردية سورية دعت الاسبوع الحالي المواطنين الاكراد الى المشاركة في احتجاجات وتظاهرات في مدينتي دمشق وحلب غدا السبت للمطالبة بأصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية.

 

محللون: سورية ليست بمنأى عن ما يحصل في مصر وتونس

أحدهم: يجب استخلاص العبر مما يجري

 

لا يستبعد خبراء أن تتأثر سورية، التي يحكمها حزب البعث منذ نحو خمسين عاما، بحركات الاحتجاج الاجتماعية والسياسية غير المسبوقة التي تهز العالم العربي. ويقول المحلل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر هارلينغ «لا يمكن التكهن بالوضع، هناك توتر عام في المنطقة. إن الأمر يتعلق بشعوب تحقق مستقبلها بيدها ويجب استخلاص العبر من ذلك».
وأضاف هارلينغ لوكالة الصحافة الفرنسية «هناك بعض العناصر التي تجعل سورية في وضع أفضل وبخاصة اتباعها سياسة خارجية تتوافق مع الرأي العام».
أما بالنسبة لبرهان غليون مدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون في باريس فيقول إن «ما حدث في مصر وتونس سيكون مثل الطوفان ولا يمكن لسورية أن تكون بمعزل عنه».
من جهته يعتبر رياض قهوجي مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (أنيغما) أن «ليست هناك دولة عربية بمنأى عن حركات الاحتجاج. إن حركات المعارضة تتذمر من الحكم ولديها مطالب وتشعر بالغبن في غياب الديمقراطية وعدم دوران السلطة». وأشار قهوجي إلى أن «حركات المعارضة الشعبية غير المسبوقة تشعر بقوتها وتستخدم وسائل الاتصال الحديثة مثل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وتنقل عدواها إلى الدول المجاورة».
وكانت مجموعة لم تكشف هويتها دعت على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الأسبوع الماضي إلى يوم غضب بعد صلاة الجمعة اليوم في كافة المدن السورية ضد «أسلوب الحكم الفردي والفساد والاستبداد» وأعلن آلاف الأشخاص دعمهم لهذه الحملة المنشورة على الموقع الذي تحجبه السلطات السورية. ويقوم مستخدمو الإنترنت في سورية بتصفح الموقع مستخدمين برامج «بروكسي» التي تعمل على كسر هذا الحجب وتعطل الاتصال بخدمة الدردشة عبر الهواتف الجوالة إلى هذا الموقع منذ بداية يناير (كانون الثاني).
ويتولى حزب البعث الحكم منذ عام 1963 عندما أرسى قانون الطوارئ الذي ما زال ساريا حتى الآن. وتم انتخاب بشار الأسد رئيسا للبلاد في عام 2000 عند وفاة والده حافظ الأسد الذي حكم البلاد منذ 1970.
وأكد الأسد في مقابلة نادرة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن «الوضع في سورية مستقر» وبعيد عن الاضطرابات الاجتماعية التي أدت إلى خلع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وهزت نظام الرئيس المصري حسني مبارك. إلا أن الرئيس السوري أشار إلى ضرورة أن يقوم القادة في المنطقة بإصلاحات.
ولكن سورية التي أعطت أولوية للإصلاح الاقتصادي تواجه «تحديات كبيرة» حسبما أقر أحد المسؤولين السوريين مؤخرا. ويرزح تحت خط الفقر نحو 14 في المائة من عدد السكان البالغ 22 مليون نسمة كما يعاني 20 في المائة من السكان الذي في عمر العمل من البطالة.
وأحدثت سورية في يناير (كانون الثاني) صندوقا وطنيا للمعونة الاجتماعية تبلغ قيمته نحو 12 مليار ليرة سورية (نحو 250 مليون دولار) يهدف إلى تقديم معونات دورية أو طارئة خلال عام إلى 420 ألف أسرة معوزة. كما رفعت تعويض المحروقات بنسبة 72 في المائة للعاملين في الدولة وللمتقاعدين (مليوني شخص).
ويعتبر غليون أن «إجراء انتخابات منتظمة وحرة ونزيهة وإلغاء كل النظم الاستخباراتية على الشعوب هي إصلاحات أساسية». وأضاف «لا يحق لأي نظام أن يحتكر السلطة ويمنع الشعب من تقرير مصيره».
وكان مثقفون وناشطون سوريون بينهم الكاتب ميشال كيلو والمخرج السينمائي عمر أميرالاي أصدروا السبت بيانا يعد الأول من نوعه منذ عام 2006 حمل عنوان «تحية من مثقفين سوريين إلى الثورة التونسية والانتفاضة المصرية» اعتبروا فيه أن «شعوبنا اهتدت إلى طريق الحرية». وأشار البيان إلى أن «الثورة التونسية أتاحت للملايين في بلداننا العربية أن يلحظوا كم أن تونس تشبه بلدانهم» حيث تتمركز السلطة والثروة في الأيادي نفسها.
ومن أبرز الموقعين على البيان الذي ضم نحو أربعين اسما المخرج السينمائي أسامة محمد والشاعر حازم العظمة والناشطة الحقوقية رزان زيتونة والناشطة رولا الركبي والروائية سمر يزبك وخبير الاقتصاد الأكاديمي عارف دليلة ورسام الكاريكاتير علي فرزات والكاتب عمر كوش والكاتب فايز سارة والروائي منذر بدر حلوم والشاعر منذر مصري والكاتب ياسين الحاج صالح.

 

 

البيانوني: الأوضاع في سورية أسوأ بكثير من مصر

 

 
أكد المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية علي صدر الدين البيانوني أن الأوضاع في سورية أسوأ كثيراً من مصر، وقال على الأقل هناك متنفس إعلامي بالنسبة للمصريين هم يتحدثون ويتكلمون ويزأرون عن الأوضاع الجارية في بلادهم، ومجرد الهمس في سورية يورد الإنسان بنفسه إلى التهلكة.
وأشار البيانوني في حديث لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية؛ إلى المحامي الحقوقي هيثم المالح، 80 عاماً، الذي اعتقل منذ أكثر من عام بسبب اهتمامه بقضايا حقوق الإنسان، وتحدث أيضاً عن المدونة السورية الشابة طلة الملوحي التي ما زالت في السجن بسبب خواطرها التي تكتبها على الانترنت ضد الاستبداد.
ولفت البيانوني إلى آلاف المفقودين السياسيين وكذلك آلاف السجناء السياسيين، بالإضافة إلى القيود الحكومية التي تشمل حظر سفر مئات من المنتقدين وقانون الطوارئ وحظر أي معارضة وهو أمر سار منذ 50 عاماً.

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني... ومواقع اخرى

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,103,337

عدد الزوار: 6,752,877

المتواجدون الآن: 101