متظاهرون طالبوا بإنهاء حكم الأسد وأحرقوا تمثالا لوالده وهتفوا ضد شقيقه ماهر وقريبه رامي مخلوف

«جمعة العزّة» تهز مدن سورية ومحافظاتها ... عشرات القتلى والجرحى برصاص الأمن

تاريخ الإضافة الأحد 27 آذار 2011 - 7:24 ص    عدد الزيارات 2777    القسم عربية

        


تحولت «جمعة العزة» في سورية، امس، الى صدامات وقعت بين قوات أمنية ومتظاهرين ينادون بالحرية والاصلاح ويدعمون أهالي درعا، في دمشق ودوما وتل كلخ والصنمين التي سقط فيها وحدها أكثر من 20 قتيلاً، وحمص وحماة واللاذقية والرقة وحلب ودير الزور وكل مدن وقرى درعا، أدت الى مقتل وجرح العشرات، غداة اعلان السلطات عن نيتها القيام بإصلاحات غير مسبوقة، خصوصا لجهة دراسة إلغاء قانون الطوارئ المعمول به منذ العام 1963.
وأفادت مراسلة «وكالة فرانس برس» بأن نحو 300 شخص انطلقوا عقب صلاة الجمعة من جامع بني أمية الكبير في وسط دمشق نحو سوق الحميدية هاتفين «الله، سورية، حرية وبس» و«درعا هي سورية» و«كلنا فداء درعا».
في المقابل، احتشد انصار للرئيس بشار الاسد في ساحة المسكية المقابلة للجامع حاملين صوراً للرئيس السوري ولوالده حافظ وهم يهتفون «الله، سورية، بشار وبس» و«بالروح، بالدم، نفديك يا بشار».
وأكدت المراسلة «اعتقال 5 اشخاص على الاقل» على خلفية مشاركتهم في التظاهرة الاحتجاجية، اضافة الى اعتقال آخرين كانوا يتظاهرون في ساحة المرجة في دمشق.
واكد شهود عيان ان «نحو 1000 شخص احتشدوا في بلدة التل شمال دمشق تضامنا مع درعا واطلقوا هتافات ضد قائد الحرس الجمهوري ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري اضافة الى قريب الرئيس رامي مخلوف.
كما تظاهر نحو 2000 شخص في بلدة المعضمية غرب دمشق عقب صلاة الجمعة وقاموا بتكسير حافلة لشركة الطيران السورية ورشقوا مبنى البلدية بالحجارة.
وفي حماة، سار مئات المحتجين وهم يرددون «حرية... حرية» في شوارع المدينة وهي المدينة التي شهدت العام 1982 مقتل الآلاف على ايدي قوات الامن السورية. كما ردد المتظاهرون أيضا هتافات مؤيدة لمدينة درعا.
وفي حمص، نشب اشتباك بين متظاهرين مؤيدين للأسد، وآخرين مطالبين بالحرية.
وفي حلب، خرج المئات من الجامع الكبير «الاموي» وهم يرددون شعارات مطالبة بالحرية ومناصرة مدينة درعا، كما قال شهود ان تظاهرات انطلقت في كل من القامشلي ودير الزور، حيث افيد عن اعتقال عدد من المتظاهرين.
وفي درعا حيث أوقعت المواجهات خلال الأيام الماضية أكثر من 100 قتيل حسب ناشطين حقوقيين، اكد احد السكان عبر الهاتف ان «عشرات المشيعين» هتفوا «بالروح، بالدم، نفديك يا شهيد» عقب صلاة الجنازة التي أقاموها في جامع العمري على قتيلين سقطا في الصدامات التي شهدتها درعا.
وقال شاهد من «رويترز» ان صوت إطلاق نار سمع في ميدان وسط درعا حيث اضرم محتجون النار في تمثال للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي.
وتابع ان محتجين رددوا هتافات ضد ماهر الاسد ومستشارة الرئيس بثينة شعبان قائلين: «يابثينة ويا شعبان الشعب السوري مو جوعان».
واحتشد الآلاف من مواطني درعا في المسجد العمري ومسجد أبوبكر الصديق لحضور مراسم تشييع جنازة 5 محتجين على الاقل قتلتهم قوات الامن.
وفي بعض المدن، طالب المحتجون بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، الذي تولى السلطة عقب وفاة والده في العام 2000.
وذكر شاهد أن متظاهرين، كانوا يهتفون «حرية حرية»، و«بالروح نفديك يا درعا»، أقدموا على حرق مبنى الفرقة الحزبية والمخفر في الصنمين أثناء تشييع عدد من قتلى البلدة.
ومنعت السلطات السورية، امس، 15 صحافيا من دخول درعا والوصول الى الجامع العمري.رسمياً، أعلن وزير الإعلام السوري محسن بلال أن «السلام التام يسود المدن السورية، وقد تم اعتقال الإرهابيين»، مؤكداً لاذاعة كاديناسير الاسبانية ان كل التظاهرات التي تمت أمس في المدن السورية انما كانت لتأييد إجراءات الحكومة.
وفي واشنطن، قال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني امس، ان الولايات المتحدة دعت الحكومة السورية الى وقف العنف ضد المتظاهرين والاعتقالات لنشطاء حقوق الانسان.
واضاف: «ندين بقوة محاولات الحكومة السورية لقمع وترويع المتظاهرين».

 

ميشال كيلو لـ «الراي»: درعا كسرت الصمت ومطالب المعارضة تصب في مصلحة... النظام

بيروت - من ريتا فرج

«هل سينجح التغيير؟» عنوان مقالة كتبها ميشال كيلو في شهر فبراير 2011. المعارض السوري الذي أمضى فترات اعتقال طويلة، ومتقطعة، منذ السبعينات، في السجون السورية بتهمة «الجرائم السياسية»، الى أن تمّ الافراج عنه يوم 19 مايو 2009، يشغل منصب رئيس مركز «حريات» للدفاع عن حرية الرأي والتعبير، ويعتبر من أبرز نشطاء المجتمع المدني، وأحد المشاركين في صياغة إعلان بيروت - دمشق.
ميشال كيلو الكاتب والمترجم، وعضو اتحاد الصحافيين السوريين، لم يتراجع عن مطالبته، بالحرية واحترام الرأي الآخر، رغم مرارة الاعتقال التي وضعت تحت عناوين كثيرة ومن بينها «إضعاف الشعور القومي والتحريض على التفرقة الطائفية» وهي التهم التي أدانته على اساسها المحكمة العسكرية في مايو 2007، فحكمت عليه بثلاث سنوات في السجن.
وفي ذروة الحراك العربي الذي وصلت أصداؤه الى درعا السورية أجرت «الراي» حواراً مع ميشال كيلو وسألته عن خلفية احداث درعا «الكاشفة» كما يفضل تسميتها وعن مطالب المعارضة وموقع حركة «الاخوان المسلمين» فيها، وإمكان الاصلاح المنشود. وفي ما يأتي نص الحوار:

• أعلنت القيادة السورية عن رزمة قرارات امس تتعلق بالعمل على قانون جديد للأحزاب وتأسيس لجنة لإلغاء قانون الطوارئ ومنع الاعتقال العشوائي وسلسلة من الاجراءات الاخرى. هل هذه المقرارات كافية؟
- إذا كان هناك من جدية لتحقيق هذه المقرارات فهي تكفي، لكن سبق لنا أن تلقينا وعوداً من النظام حول إلغاء قانون الطوارئ وقانون جديد للأحزاب ولم يتحقق شيء من هذه الوعود. ما يحدث اليوم في سورية يختلف عن الفترة الماضية، والاختلاف عن الماضي يحدده الشارع. على النظام أن يقرأ جيداً ما يجري في العالم العربي، ونتمنى أن تطبق كل المقرارات التي أعلنت عنها السيدة بثينة شعبان.
• ما تفسيرك للأحداث الجارية في درعا؟ ولماذا تنحصر الحركة الاحتجاجية في هذه المنطقة تحديداً؟
- في المسار التاريخ ثمة أحداث كاشفة، مثل المعركة التي وقعت بين اليابان وروسيا عام 1905، ومقارنة بهذا الحدث يمكن أن نقرأ ما يجري في درعا المنطقة الحدودية، التي تعاني مشاكل وتقييد لحركة تبادل الأراضي، التي بدأت منذ عشرة اعوام تقريباً. لكن الأهم من ذلك أن درعا منطقة محرومة على المستوى الانمائي، ما أدى الى زيادة الاحتقان عند الناس، وحين بدأت التحولات المفصلية في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، والتي كانت مطالبها بالدرجة الاولى، مطالب تتعلق بالحرية وحقوق الانسان، كسر أهالي درعا حاجز الصمت، فكتب الأطفال على الجدران «الشعب يريد اسقاط النظام» الأمر الذي دفع السلطات الى احتجازهم، ومن المعروف أن أسرة الأبزيد من الأسر التي ينتمي اليها أهالي درعا، احتجز أحد أطفالها، فوقعت المظاهرات وطالبت بالحرية، وجرى ما جرى. هذا ما قصدته بالحادثة الكاشفة، وفي رأيي كان من الممكن التعامل مع هذا الحدث بحلول معقولة، لكن الطريقة التي تعاملت بها السلطة أدت الى تفجير الأوضاع التي ذهب ضحيتها كما يؤكد عدد من الشهود مئتي قتيل من أهالي درعا. كل العالم العربي اليوم يريد الحرية، ولا يمكن الوقوف بوجه الموجة الثالثة من الديموقراطية، فالجميع يريد الاصلاح الكامل وليس الجزئي، وإذا لم تتم المباشرة بعملية الاصلاح في سورية والدول العربية الاخرى فلا مجال إلاّ للتمرد.
• ميشال كيلو من أبرز رموز المعارضة السورية. ما الخطوط الاصلاحية التي تبنتها المعارضة؟
- لا يمكن القول إن المعارضة السورية كتلة واحدة، هناك مطالب أعلن عنها منذ اعوام، وعلى رأسها إلغاء حالة الطوارئ، ورفع مستوى الحريات العامة، وتقبل الرأي الآخر، وإيقاف الاعتقال السياسي، وإيجاد الحلول للمشاكل الانمائية تحديداً البطالة، والاهتمام بالتعليم والصحة، وإجراء مراجعة لسياسات الدولة الداخلية، على قاعدة الحوار مع مكونات المجتمع السوري. والمعارضة لا تطالب بإسقاط النظام بل تدعو الى الاصلاح.
• أشرت الى أن المعارضة تطالب بالحرية والتعددية السياسية. أين انتم من مطلب تداول السلطة والى أي مدى تتعارض مطالبكم مع بنية النظام؟
- نحن من حيث المبدأ لا نطالب بتداول السلطة كي لا نتهم بأن لدينا مشروع انقلابي. نحن نطالب بالاصلاح، ومطالبنا مشروعة، وكل ذلك يصب في صالح المصلحة العامة. تداول السلطة يكون في شكل تدريجي لأن أي فراغ يهدد سورية. وفي رأيي أن مطالب المعارضة تصب في مصلحة النظام، الذي يواجه أزمات داخلية، ولا بد من حل هذه الأزمات. ولا شك أن كل الأنظمة القائمة على الحزب الواحد، هذه أنظمة تعتمد على تدابير وإجراءات ضبطية، وليست حوارية.
• هل جرى في الفترة الماضية فتح قنوات اتصال بين المعارضة والنظام؟
- في الاعوام الماضية تعرضنا للقمع، والمشكلة مع النظام لا ترتبط بالخيار الوطني الكبير، وإنما في دعوتنا الى الديموقراطية وتقبل الرأي الآخر. لكن النظام أوهم الرأي العام المحلي والعالمي بأن أي تحول دراماتيكي سيصب في مصلحة المشروع الاسلامي، وقد أثبتت التجارب في مصر وتونس عكس ذلك، وهذا المؤشر مهم جداً.
• الشعب السوري يطالب بالديموقراطية هل يعكس هذا المطلب تبلور بنية ديموقراطية فاعلة في سورية أم العكس؟
- ترسيخ الممارسة الديموقراطية يحتاج لفترات زمنية طويلة، والقسم الأكبر من شرائح المجتمع السوري تفتقد لبنية الديموقراطية، وهي تطالب اليوم بالحرية والتنمية وحل مشاكل البطالة ولقمة العيش. بهذا المعنى الحرية تشكل القاعدة الأولى لتأسيس البنية الديموقراطية، بعد مرور أكثر من خمسين عاماً من القمع وفشل التنمية.
• الرئيس بشّار الأسد قام بإصلاحات محدودة. برأيك هل الاصلاح الشامل قد يجنب سورية أي تحول فجائي؟
- الرئيس السوري مع الاصلاح، وفي هذا السياق أود الاشارة الى حدث نوعي وقع منذ يومين، فقد أكدت احدى الجهات السياسية القريبة من النظام على الأهمية التي يعطيها الرئيس بشار الاسد للاصلاح، والصعوبات التي يواجهها من جهات معينة داخل النظام تعرقل وتيرة الاصلاح. هناك مجموعات تمسك بالقرار والثروة، وأكثر رجال الدولة هم أغنى الأغنياء.
• سورية لها دور استراتيجي في الشرق الاوسط. الى أي حد يؤثر ما يجري في العالم العربي على النظام السوري في شكل ايجابي؟
- لا بد للأنظمة من إعادة النظر في حساباتها انطلاقاً من الأحداث التاريخية الجارية في العالم العربي. التحولات الاقليمية هي لصالح الدور العربي القومي، وهذا الدور ليس بعيداً عن النظام السوري، لكن من المهم جداً الأخذ في الاعتبار مصالح الشعب السوري عبر توسيع دائرة الحرية والديموقراطية، والذي لا يبتعد أبداً عن الرؤية الاستراتيجية السورية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوحدة العربية، وما يجري في الدول العربية ليس لصالح الاستبداد، نحن في زمن ما بعد الأنظمة الاستبدادية.
• أين هو موقع «الاخوان المسلمين» في الحركة الاحتجاجية في سورية؟ وكيف تفسر الموقف الذي اتخذوه في المرحلة الاخيرة؟
- الاخوان المسلمون قوة هامشية في سورية، وهي تبحث عن فكرة الدولة المدنية، والمساواة بين الناس من المنطلق المدني وليس الديني، وهذا مؤشر مهم عند حركة الاخوان.
• هل هناك علاقة تواصل بين المعارضة السورية وحركة «الاخوان المسلمين»؟
- المعارضة السورية تنطلق من معايير مشتركة، وليس لدينا أي اتصال مع حركة «الاخوان المسلمين»، ثمة اتفاق على خطوط عريضة. وأظن أن الذي يجري في سورية سيكون له تأثير مهم في العالم العربي. ومن المهم قراءة الأحداث تحديداً تلك التي تجري في ليبيا، فالقذافي انتصر لكنه هُزم في ميزان القوى الدولية.
• سجناء الرأي في سورية كُثر. بعد تجربتك في السجن ماذا تقول؟
- هؤلاء الناس ليسوا خطرين على البلد ولا على النظام. هؤلاء أشخاص وطنيون، وعلى درجة عالية من الحس الوطني، وليسوا طائفيين، ولا يريدون التآمر على النظام بغية إسقاطه. هم يطالبون فقط بالحرية واحترام الرأي الآخر، ويتبنون اولويات النظام الخارجية تحديداً ما يتعلق بالصراع العربي - الاسرائيلي وبالنهج العروبي ومركزية القضية الفلسطينية.

 

أنباء عن سقوط 30 قتيلا في غالبية المدن السورية بينهم 20 قرب درعا

اتساع نطاق التظاهرات لتشمل دمشق وحمص وحماة واللاذقية والرقة ومحتجون في درعا طالبوا بإنهاء حكم الأسد... وأحرقوا تمثالا لوالده

دمشق - وكالات - انطلقت عقب صلاة الجمعة تظاهرات عمت غالبية المدن السورية خصوصا في دمشق وحمص وحماة واللاذقية والرقة ودرعا سقط فيها نحو 30 قتيلا واعتقل خلالها قوات الامن عشرات الاشخاص، غداة اعلان السلطات عن نيتها القيام باصلاحات غير مسبوقة خصوصا لجهة دراسة الغاء قانون الطوارىء المعمول به منذ العام 1963، فيما قال وزير الاعلام السوري محسن بلال، امس، ان الوضع «هادىء تماما» في كل ارجاء سورية.
وافادت مراسلة «وكالة فرانس برس» بان نحو 300 شخص انطلقوا عقب صلاة الجمعة من جامع بني امية الكبير في وسط دمشق نحو سوق الحميدية هاتفين «الله، سورية، حرية وبس» و»درعا هي سورية» و»كلنا فداء درعا».
في المقابل، احتشد انصار للرئيس بشار الاسد في ساحة المسكية المقابلة للجامع حاملين صورا للرئيس السوري ولوالده حافظ وهم يهتفون «الله، سورية، بشار وبس» و»بالروح، بالدم، نفديك يا بشار».
واكدت المراسلة «اعتقال 5 اشخاص على الاقل» على خلفية مشاركتهم في التظاهرة الاحتجاجية.
وافادت شاهدة ان «قوات الامن فرقت بالقوة تظاهرة اندلعت في حي العمارة في قلب دمشق». واضافت ان «احد عناصر الامن شد احدى المتظاهرات من شعرها وتركها بعدما صرخت كما صادرت قوى الامن شريحة الذاكرة من آلة تصوير احد الاشخاص بينما كان يقوم بتصوير التظاهرة».
واكد شهود ان «نحو 1000 شخص احتشدوا في بلدة التل شمال دمشق تضامنا مع درعا ونددوا باثنين من أقارب الرئيس بشار الاسد.
كما تظاهر نحو 2000 شخص في بلدة المعضمية غرب دمشق عقب صلاة الجمعة وقاموا بتكسير حافلة لشركة الطيران السورية ورشقوا مبنى البلدية بالحجارة.
وتجمع أكثر من ألفي شخص في البلدة عقب صلاة الجمعة وخرجوا يرددون هتافات «سلمية سلمية» و»حرية حرية» و»الحرية لأهل درعا»، فيما انسحبت قوات الأمن التي قدمت إلى المكان لعدم الاشتباك مع المتظاهرين.
وفي حماة، سار مئات المحتجين وهم يرددون «حرية...حرية» في شوارع المدينة وهي المدينة التي شهدت العام 1982 مقتل الالاف على ايدي قوات الامن السورية. كما ردد المتظاهرون أيضا هتافات مؤيدة لمدينة درعا.
وفي درعا حيث اوقعت التظاهرات اكثر من 100 قتيل حسب ناشطين حقوقيين، اكد احد السكان عبر الهاتف ان «عشرات المشيعين» هتفوا «بالروح، بالدم، نفديك يا شهيد» عقب صلاة الجنازة التي اقاموها في جامع العمريط على قتيلين سقطا في الصدامات التي شهدتها درعا.
واضافت انه في «منطقة ازرع المتاخمة لدرعا انتشرت قوات كبيرة للجيش وتموضعت باصات تابعة للجيش على مفارق القرى المؤدية الى درعا».
وقال شاهد من «رويترز» ان صوت اطلاق نار سمع في ميدان وسط درعا حيث اضرم محتجون النار في تمثال للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي.
وتابع ان محتجين رددوا هتافات ضد ماهر الاسد شقيق الرئيس بشار الاسد ورئيس الحرس الجمهوري.
واحتشد الآلاف من مواطني درعا في المسجد العمري ومسجد أبو بكر الصديق لحضور مراسم تشييع جنازة 5 محتجين على الاقل قتلتهم قوات الامن.
وردد المحتشدون الشعارات المطالبة بالحرية مثل «حرية... حرية» و»يا بثينة يا شعبان شعب درعا مش جوعان (ليس جائعا)».
وفي بعض الحالات، طالب المحتجون بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، الذي تولى السلطة عقب وفاة والده في العام 2000.
وكان عشرات آلاف من أبناء درعا توجه إلى الجامع العمري وسط المدينة، ليل اول من امس، للاحتفال بعد انسحاب القوات الأمنية والجيش من داخلها و الافراج عن ابنائهم الذين اعتقلوا خلال الاضرابات الاخيرة.
وقال شهود ان «حشودا كبيرة تجمعت في محيط الجامع، بينما جابت المئات من السيارات المدينة وهي وترفع العلم السوري».
واكد ناشط حقوقي، طلب عدم كشف هويته، ان 20 متظاهرا قتلوا نتيجة اطلاق النار عليهم بينما كانوا متوجهين الى درعا. وتابع ان «المتظاهرين سقطوا عندما تم اطلاق النار عليهم بينما كانوا متوجهين من الصنمين (40 كيلومترا شمال درعا) الى درعا»
وفي منطقة داعل، ذكرت مراسلة ثانية لـ «فرانس برس» ان «نحو 300 متظاهر تتقدمهم عشرات الدراجات النارية خرجوا الى الشارع وهم يهتفون «داعل ودرعا ما بتنهان» بينما كان اطفال يلوحون بالكوفيات.
وافادت المراسلة بان «العشرات تجمعوا في قرية الشيخ مسكين وركبوا السيارات وانطلقوا في اتجاه درعا».
ومنعت السلطات السورية، امس، 15 صحافيا من دخول درعا والوصول الى الجامع العمري.
وتوجه الصحافيون الذي يمثلون وكالات انباء عربية ودولية وعدد من المحطات التلفزيونية العربية والدولية فور وصولهم الى المدينة الى مقر فرع الحزب لتسجيل أسمائهم وان يكون معهم أشخاص يرافقونهم كما جرت العادة.

«واشنطن بوست»: الأسد يواجه
أكثر الاضطرابات «جدية»

واشنطن - يو بي اي - ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان الرئيس السوري بشار الأسد يواجه أكثر الاضطرابات جدية منذ وصوله إلى الحكم قبل 11 عاما، لكنه يجد نفسه مخيرا بين اللجوء إلى الممارسات القمعية العنيفة أو تطبيق إصلاحات حقيقية.
واوضحت: «الأسد يجد نفسه أمام أكثر الاضطرابات جدية بما ان الاحتجاجات المعارضة للحكومة في درعا هددت بالتصاعد بعد قمعها». واعتبرت انه «بعد مراقبة التطورات في المنطقة التي أدت حتى الآن إلى الإطاحة برئيسين «استبداديين» هذه السنة، أي الرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي، لا ترغب الدولة السورية بالمخاطرة».

أستراليا قلقة من الوضع «الخطير»

كانبيرا - يو بي اي - أعرب وزير الخارجية الأسترالية كيفن رود، امس، عن قلق حكومته الشديد من الوضع «الخطير» في سورية، فيما دعت وزارة الخارجية مواطنيها إلى إعادة النظر في شأن قرارهم السفر إلى هذا البلد.
وذكرت وكالة الأنباء الأسترالية «آي آي بي» ان وزارة الخارجية طلبت من الأستراليين «إعادة النظر بضرورة السفر» إلى سورية.

واشنطن تندد بـ «القمع الوحشي»

واشنطن - وكالات - نددت الولايات المتحدة بـ «القمع الوحشي» للتظاهرات في سورية ومقتل مدنيين وتوقيفات جديدة للمدافعين عن حقوق الانسان.
واكد الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان ان «الولايات المتحدة تندد بشدة بالقمع الوحشي للتظاهرات من جانب الحكومة السورية خصوصا العنف ومقتل المدنيين على يد قوات الامن». واضاف: «لا نزال نشعر بالاضطراب العميق ايضا بسبب التوقيفات الاعتباطية لناشطين حقوقيين». وتابع: «ندعو الحكومة السورية الى ضبط النفس واحترام حقوق شعبها».
من ناحيته، قال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الخميس انه يتعين على سورية ان تحتذي بالنموذج المصري حيث امتنع الجيش عن اطلاق النار وساعد الشعب في الاطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك.
وتابع: «بعضهم يتعامل معها بطريقة أفضل من الاخرين. لقد جئت للتو من مصر حيث وقف الجيش المصري متابعا وسمح للشعب بالتظاهر وفي الحقيقة دعم الثورة. يمكن للسوريين تعلم الدرس من ذلك».

كندا تشيد بـ «شجاعة» المتظاهرين السوريين

مونتريال - ا ف ب - اعربت كندا الخميس عن «قلقها الشديد» من «القمع العنيف» للتظاهرات الاحتجاجية في سورية، واشادت بـ«شجاعة» المتظاهرين داعية النظام السوري الى ضمان حقهم في التعبير عن رأيهم بحرية وامان. واكد وزير الخارجية الكندي لورانس كانون في بيان ان «كندا قلقلة بشدة من الانباء الواردة في شأن تعرض متظاهرين سلميين في درعا (جنوب) لاعتقالات تعسفية وقمع عنيف اسفر عن مقتل العديد من الاشخاص».

ساركوزي لوقف العنف ضد المتظاهرين السوريين

باريس، بروكسيل - ا ف ب - دعت فرنسا، امس، السلطات السورية الى «تطبيق فعلي وسريع» للاصلاحات المعلنة بما في ذلك رفع حال الطوارىء السارية منذ العام 1963.
واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو ان «فرنسا اخذت علما بالاصلاحات التي طرحتها السلطات السورية وندعو الى تطبيقها فعليا وسريعا بما فيها رفع حال الطوارىء والافراج الفوري عن المعتقلين الذين شاركوا في التظاهرات».
من ناحيته، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، امس، الى وقف اعمال العنف ضد المتظاهرين في سورية، معتبرا انه «لا يمكن لأي ديموقراطية ان تقبل باطلاق النار على محتجين مسالمين».
وقال في قمة قادة الاتحاد الاوروبي في بروكسيل: «اعربنا عن قلقنا الكبير حيال تصاعد اعمال العنف» في سورية. واضاف ان «فرنسا تدعو الى عدم حصول اعمال عنف ضد المدنيين الذين يتظاهرون، انه حقهم في التظاهر».

«الأزمات الدولية»: القمع يبدد
رصيد الأسد السياسي

لندن - يو بي أي - حذّرت «مجموعة الأزمات الدولية» من ان القمع يؤدي إلى تبديد الرصيد السياسي للرئيس السوري بشار الأسد ويزيد المطالب الشعبية، وحضته على إظهار قيادة واضحة لأن رصيده أقل اعتماداً على نجاحاته السابقة في السياسة الخارجية من قدرته على الارتقاء إلى مستوى التوقعات الشعبية في أوقات الأزمات الداخلية الخطيرة.
وكتبت المجموعة في تحليل خاص حول الأحداث الأخيرة في سورية نشرته، امس، على موقعها الإلكتروني ان «شيئا واحدا ممكن أن يغير الأمر بسرعة كبيرة وفعالة نحو الأحسن، وهو موقف الرئيس نفسه».
ورأت ان الأسد «لديه أرصدة مهمة وهو يمتلك رصيداً سياسياً مميزا وفقا للمعايير الإقليمية، والآن هو الوقت، وليس وقتا آخر، لإنفاقه. وفي كل يوم يمر، يؤدي القمع الى تبديد هذا الرصيد وزيادة المطالب الشعبية، مما يجعل أي عمل بناء أكثر صعوبة».
 

 

الاحتجاجات والمسيرات تجوب المدن السورية وتضارب الأخبار حول «جمعة العزّة»

لم يكن «جمعة العزة»، أمس، في سورية يوما عاديا على الإطلاق، فاتسمت الأخبار الصادرة من معظم المناطق السورية بصفة الأمنيات التي أرادها كل طرف من أطراف الساحة، أكثر منها بصفة الدقة والموضوعية.
فأنصار «التظاهرات» نشروا أخبارها على صفحات «فيسبوك»، ونقلتها بعض الفضائيات العربية، وكأن البلاد تعيش على امتدادها حالة من الغليان لم تقتصر على درعا في الجنوب، وإنما امتدت إلى العديد من أحياء دمشق ومدن ريفها، وحمص والرقة وحلب وإدلب واللاذقية والقامشلي ودير الزور، وأصوات إطلاق العيارات النارية واعتقال النشطاء كانت حاضرة في هذه الأخبار.
أما أنصار «المسيرات» فقد ملؤوا بدورهم ساحات وشوارع المدن السورية، حسب الفضائية الرسمية وخرج المؤيدون يرفعون صور الرئيس في شوارع دمشق وحلب وحماه وغيرها.
ما بين الحالتين كادت الحقيقة أن تتوه، ففي درعا، أكد شهود لـ «الراي» أن قوات الأمن انسحبت من المدينة كما انسحب الجيش من محيطها، ومنذ صدور قرارات القيادة القطرية الإصلاحية، ليل أول أمس، وقرار الرئيس بشار الأسد الإفراج عن كل المعتقلين على خلفية الأحداث، «عم الارتياح والفرح أوساط المواطنين المدينة، وأدى غالبة أهالي منطقة درعا البلد أول من أمس، صلاة العشاء في الجامع العمري بعد إخلائه من قوات الأمن، ليخرج الأهالي بعد ذلك في مسارات تأييد للأسد جابت منطقة درعا البلد وعموم المدينة حتى قرابة الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
وأمس، بدا الهدوء والاستقرار ومنذ الصباح الباكر سيد الموقف في منطقة درعا البلد وعموم المدينة، حسب شهود، وبدت الحركة طبيعية للغاية والارتياح واضح جدا على الأهالي في المدينة.
وأوضحت المصادر أن «أهالي درعا البلد أدوا صلاة الجمعة في المسجد العمري وانطلق المصلون بعدها في موكب لتشييع أربعة ممن سقطوا الأربعاء ولم تسلم جثثهم إلى ذويهم إلا لاحقا، وشارك في التشييع الآلاف من دون أن تشوب مراسم التشييع أي مشاكل تعكر صفوها».
وكبرت التظاهرة بعد أن انضم إليها مشاركون وصلوا درعا من مدن المحافظة الأخرى والبلدات القريبة منها وقدر شهود العدد بعشرات الآلاف لكنه بحسب قناعتهم أقل من رقم الـ 200 ألف الذي تحدثت عنه بعض التقارير الإعلامية.
وقال شهود الذين تحدثت إليها «الراي» أنهم «رفعوا ورددوا شعارات تطالب بالكرامة والحرية ومحاربة الفساد، ومحاسبة المسؤولين عن توجيه الرصاص الحي خلال الأيام السابقة للمتظاهرين، من دون ترديد أي شعارات لها علاقة بإسقاط النظام».
وقال أحد الذين تحدثت إليهم «الراي» ان «انطباعا جيدا تشكل لدى أهالي درعا بعد إقالة المحافظ وعدد من القيادات الأمنية في المحافظة الذين يعتبرون المسؤولون المباشرون عن الحالة التي وصلتها المحافظة، مشددا على أن أهالي المحافظة يطالبون بمحاسبة هؤلاء وليس فقط إقالتهم».
وفي أماكن تواجد الأكراد، ظل الوضع هادئا ولم تخرج أي تظاهرات على خلاف ما أشيع عن مواجهة تحركات في القامشلي في الشمال الشرقي بالرصاص.
وأكد الشهود عدم صحة الخبر السابق وأن القامشلي وعامودا وبقية مدن محافظة الحسكة كانت هادئة تماما ولم يتحرك الشارع الكردي بتاتا رغم خروج نحو 50 متظاهرا، ليل أول من أمس، من أحد الأحياء العربية في القامشلي يحثون الأكراد على التظاهر.
وأكد هدوء الشارع الكردي الناطق باسم حركة «الإصلاح في الحزب «الديموقراطي التقدمي الكردي» في سورية فيصل يوسف لـ «الراي» وقال إنه «ولحد علمي لم يحصل شيء في كل مناطق التواجد الكردي.
وعن تعديل القانون 49 الذي صدر ضمن حزمة الإصلاحات التي أعلنتها القيادة السورية، وتهنئة المستشارة الرئاسية بثينة شعبان للأكراد بعيد نوروز، قال إن «الملف الكردي بات جزءا من المسألة الوطنية العامة، ولقد كان تعديل القانون 49 أحد المطالب الرئيسة في الشارع الكردي، لكن الأولية هي لحل ملف المجردين من الجنسية».
وأضاف: «هناك تردد في إقرار القومية الكردية كجزء من النسيج السوري والسيدة شعبان ظهرت مترددة في ذكر عبارة الكرد في سورية كقومية ثانية في البلاد، وقد تابع الكرد المؤتمر الصحفي وكانوا ينتظرون حل مسألة الإحصاء الاستثنائي لعام 1962، لكن عدم إعلان ذلك ترك انطباعا سلبيا في الشارع وغطى تجاهل مسألة الإحصاء على ايجابيات تعديل القانون 49».
وأكد أن «حل للملف الكردي سيزيل حالة الاحتقان والتوتر وسيعطي دفعة لتفعيل الحوار على الصعيد الوطني»، موضحا أن «قيادات الحركة الكردية هي في حالة تشاور دائم حول كيفية التعامل مع الوضع، وهم لا يريدون أن يعطوا انطباعا أنهم في موقف المتفجر من الأحداث التي تجري في مناطق أخرى من البلاد».
وأوضح أن «مرور ذكرى كل من 12 و21 مارس من دون مشاكل أثبت أن قيادة الحركة الكردية هي التي تمتلك المبادرة للتصرف المناسب، وهذه القيادة قوية حاليا لأن الجماهير الكردية تنتظر تنفيذ توجهاتها»، مشددا على أن «النقاش بين القيادات الكردية يسير باتجاه التركيز على مطلب عقد مؤتمر وطني لمناقشة مختلف القضايا بما فيها الملف الكردي والإفراج عن المعتقلين السياسيين وإجراء إصلاحات سياسية شاملة».
وقال إن «الكرد يركزون على إيصال مطاليبهم حتى الآن عبر الحوار ولم يتخذوا قرارا بالتظاهر من أجل ذلك، ويشددون على أن قضيتهم هي جزء من القضايا الوطنية عموما».
وفي حمص، خرج أكثر من ألف متظاهر بعد صلاة الظهر مرددين شعارات «الشعب يريد إسقاط المحافظ»، و «ياحرامي يا محافظ» و «حرية حرية»، من دون أن تتعرض لهم أجهزة الأمن، وقال شاهد إنه «تمت محاولة لاعتقال أحد المتظاهرين لكن نحو 50 من المشاركين في التظاهرة اندفعوا في اتجاه الدورية مرددين هاتوا هاتوا فتم إطلاق المتظاهر».
وفي دمشق، العاصمة خرج نحو 150 متظاهرا في ساحة المرجة لكن سرعان ما تم تفريقهم، كما تجمع بعض الأشخاص بالقرب من الجامع الأموي، لتعم المدينة في وقت لاحق مسيرات مؤيدة سواء في الجامع الأموي أو المرجة وفي أحياء أخرى من المدينة بما فيها مخيم اليرموك للفلسطينيين.
لكن الصورة كانت مختلفة إلى درجة ما في مدينتي التل ودوما في ريف دمشق حيث خرج المئات في دوما للتظاهر بينما خرج نحو 1500 متظاهر في التل مرددين عبارات «حرية حرية سلمية سليمة».
وذكر شهود: «كان العامل المشترك بين المتظاهرين في دوما والتل هو المطالبة بالإفراج عن عدد من الأطفال الذين أوقفوا خلال الأيام السابقة بحجة كتابة شعارات على الجدران، وأن الذين خرجوا في التل كانوا من أجل طفل واحد تم توقيفه مساء الأربعاء. وما حصل في دوما والتل مشابه إلى حد كبير ما حصل في درعا بداية الأحداث عندما خرج أهلها مطالبين اطلاق فتية تم اعتقالهم بسبب كتابة الشعارات على الجدران، لكن الفارق بين الحالتين أنه لم يتم استخدام العنف والرصاص الحي للتعامل مع المتظاهرين في دوما والتل».
 
 

 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,051,367

عدد الزوار: 6,750,010

المتواجدون الآن: 104