دمشق تطلق 264 معتقلاً سياسياً معظمهم من الإسلاميين

تاريخ الإضافة الأحد 27 آذار 2011 - 8:09 ص    عدد الزيارات 2909    القسم عربية

        


دمشق - من جانبلات شكاي

كشفت مصادر متطابقة، عن اطلاق السلطات السورية اكثر من 260 معتقلا سياسيا من سجن صيدنايا العسكري قرب دمشق، بينهم 14 كرديا والبقية في معظمهم من الإسلاميين.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الراي»، إنه «تم الإفراج عن أكثر من 200 معتقل سياسي في إطار التعامل الإيجابي مع مطالب المتظاهرين، وأنه قد يتم الإفراج عن دفعات أخرى، مؤكدة أن القيادة تناقش جميع الملفات الساخنة السياسية منها والمعاشية أو المطلبية للمواطنين، وأن النقاشات تدور حول تقييم أداء الحكومة دون استبعاد إجراء تعديل أو تغيير واسع لها، وهي تناقش أيضا مطالب أهالي حمص بإقالة محافظها إياد غزال».
وأوضحت أن النقاشات تطال أيضا إمكان تعليق قانون الطوارئ المطبق منذ عام 1963، الأمر الذي أشارت إليه المستشارة الرئاسية بثينة شعبان الخميس الماضي.
من جهته، قال عضو اللجنة السياسية لحزب «يكيتي» الكردي في سورية فؤاد عليكو لـ«الراي» إن «عدد المفرج عنهم من سجن صيدنايا العسكري وصل إلى 264 عدد الأكراد منهم 14، ومن بينهم 4 من يكيتي، واثنان من حزب آزادي الكردي الذي يشغل منصب سكرتيره العام خير الدين مراد المقيم في النرويج بينما نائبه مصطفى جمعة مسجون في سجن عدرا، و8 من حزب الاتحاد الديموقراطي (ب.ي.د) الذي يعتبر جناح حزب العمال الكردستاني في سورية ويشغل منصب سكرتيره العام صالح مسلم المقيم خارج القطر، ومن قياداته عيسى حسو المقيم في القامشلي وتم الإفراج عنه منذ شهرين».
وأوضح عليكو نقلا عن أحد المفرج عنهم، إن «سلطات السجن وبعد يومين من العفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من مارس الجاري عن الجنح والمخالفات، طلبت منا تقديم طلبات للاستفادة من ميزة ربع المدة دون إبلاغ هذه السلطات للمحامين بذلك، وليل أول أمس بدأت عمليات الإفراج عنا».
وقال إن المفرج عنهم «لم يقدموا أي التزامات ولم يوقعوا على أي شيء».
وأضاف المسؤول في «يكيتي» الذي يشغل منصب سكرتيره إسماعيل حمي، إن أعضاء حزبه الأربعة الذين أفرج عنهم «كانوا أوقفوا منذ يناير عام 2007 وحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة الانتماء إلى حزب محظور»، موضحا أن القيادات الكردية الـ 15 المعتقلة مسجونون حاليا في سجن عدرا المركزي ومن بينهم ثلاثة من أعضاء اللجنة السياسية ليكيتي هم حسن صالح، محمد مصطفى، معروف ملا أحمد، وهؤلاء موقوفون منذ 26 ديسمبر عام 2009 وما زالت محكمة أمن الدولة العليا تنظر في قضيتهم».
ويعتبر مطلب الإفراج عن المعتقلين السياسيين وإلغاء قانون الطوارىء، أبرز مطالب المعارضة السورية والمشاركين في التظاهرات التي شهدتها مدن سورية مختلفة، خصوصا درعا خلال الأيام التسعة الأخيرة.
وقال عليكو إنه «إضافة إلى القيادات الكردية الـ 15 تقول مصادر ب.ي.د، إن عدد سجنائها يزيد على 500 موزعين على سجون عدرا وصيدنايا بريف دمشق والفروع الأمنية وحلب».
وفي موضوع آخر، كشفت مصادر مطلعة أن «وزارة الإعلام السورية طلبت من مدير مكتب «رويترز» في دمشق الأردني خالد يعقوب عويس مغادرة سورية بأقصى سرعة، وقد تم ترحيله ليل الجمعة، وذلك تحفظا على عدم مهنيته وتغطيته التي تعمد فيها نشر كل ما يسمعه من شهود من دون التدقيق من مصادر أخرى».
وبعد ظهر أمس، نشرت «رويترز» تقريرا من دمشق مذيلا باسم مدير مكتبها المبعد عويس وشارك في إعداده مراسلي الوكالة في بيروت وواشنطن ودرعا وتحدث بلغة شديدة ضد النظام السوري وجاء تحت عنوان »الاحتجاجات تنتشر في أنحاء سورية ضد حكم الأسد».

سورية تطلب مساعدة أميركية لضبط الاحتجاجات ومستعدة للشهادة إيجابا في المحكمة الدولية

 واشنطن «الراي»

قالت مصادر سياسية اميركية مطلعة، ان الاتصالات السورية بمسؤولين في الادارة وغيرهم من قيادات اللوبيات الضاغطة، لم تتوقف لحظة منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في مختلف المدن والمحافظات، بغية الاتفاق على مخارج للازمة او في الحد الادنى تحييد التأثير الاميركي دوليا.
واوضحت ان رسائل وصلت من موفدين سوريين و«غير سوريين» الى الادارة الاميركية مفادها بان النظام مستعد لاتخاذ كل الخطوات التي تكفل بقاءه «كواحد من الانظمة العاقلة الكفيلة تأمين الامن والاستقرار والسلام في المنطقة وتعزيز التعاون الدولي فيها» بما في ذلك «اعطاء دفع قوي لعملية السلام مع اسرائيل».
واضافت ان الرسائل وصلت حد «استعداد مسؤولين سوريين لتسهيل عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بل واعطاء بعض الامنيين والسياسيين السوريين اذا استدعوا للشهادة افادات على احتمال تورط عناصر لبنانية من حزب الله او اخرى قريبة من الحزب متحالفة مع ايران في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري».
ودللت المصادر على امكان اتخاذ سورية مسافة عن ايران بالموقف الذي اعلنه وزير الخارجية وليد المعلم في ما يتعلق بالبحرين، حين اعتبر دخول قوات «درع الجزيرة» الى المنامة، قانونيا.
وسمع الموفدون السوريون، حسب المصادر، كلاما اميركيا مفاده بان المحكمة الدولية مستقلة ولا سلطة لنا عليها، وان على النظام اعطاء دفع حقيقي للاصلاحات الداخلية وانهاء حال الطوارىء فورا واطلاق جميع المعتقلين السياسيين وتعديل مختلف القوانين بما يسمح بمزيد من الحريات السياسية والاجتماعية ومحاسبة مطلقي النار على المتظاهرين.
لكن الموفدين طلبوا في المقابل، مساعدة الولايات المتحدة في ضبط الموقف الدولي وعلى الضغط على بعض الحكومات الصديقة لها من اجل تخفيف التغطيات الاعلامية وتحديدا قنوات «العربية» و«اورينت» وثالثة عراقية، تركز على الاحداث في سورية، اضافة الى الحديث مع الاردن لاتخاذ اجراءات تكنولوجية تحد من امكانية ارسال الصور المجيشة للمشاعر عبر وسائط التواصل الاجتماعي، خصوصا ان هواتف المحمول والانترنت في درعا وجنوب سورية عموما تعمل في شكل طبيعي على الشبكة الاردنية التي يمكنها تغطية مجالهم الجغرافي.
 
 

التظاهرات السورية في واشنطن... والخوف أيضا

 

تتواصل التظاهرات التي تقيمها الجالية السورية في الولايات المتحدة، مؤازرة للمتظاهرين في سورية. التظاهرة الاخيرة كانت امام السفارة السورية الواقعة على شارع وايومينغ. ومع انتشار التظاهرات في عموم انحاء سورية، تزداد كذلك اعداد السوريين المشاركين في تظاهرات واشنطن.
السوريون المشاركون يعبرون عن سعادة كبيرة، و»امل بنهاية حقبة معظمنا لا يعرف غيرها، ومعظمنا ولد وكان حزب البعث في السلطة، وما زال»، حسب احد المتظاهرين.
بيد انه رغم الشعور بالحرية، الا ان الخوف مازال ينتاب معظم السوريين المشاركين في التظاهرات.
عندما اقتربنا من المتظاهرين لالتقاط الصور لهم، عمد معظمهم الى الاختباء او الاستدارة حتى لا نلتقط صورا لوجوههم. «هل انتم من السفارة»؟ سألنا احدهم.
اجبنا اننا اعلاميون من صحيفة «الراي» الكويتية، فطلب بعض المتظاهرين منا بطاقة هوية، وقدمنا له بطاقات اعتمادنا الصحافية التي تصادق عليها الحكومة الاميركية.
الا ان الشك بقي يساور البعض، فسمحوا لنا بالاقتراب لالتقاط الصور، لكنهم التقطوا صورنا ايضا. «عائلتنا في سورية ونخاف عليها من الانتقام»، قالت احدى المشاركات. «هيك منعرف مين يللي وصل صورنا للامن السوري».
قلنا للمتظاهرين اننا لن نلتقط اي صورة ما لم يسمحوا لنا بذلك، وبعد قليل، اومأ الينا احدهم واذن لنا بالتقاط بعض الصور.
هتف السوريون «يا بشار طلاع برّا نحن بدنا سورية حرة». ثم حملت سيدة مكبر الصوت، وصارت تنشد «بلاد العرب اوطان» والنشيد الوطني السوري «حماة الديار». ثم اعادت الكرة بالهتافات المناهضة لنظام الاسد، وشعارات اخرى مستوحاة من مما تسمعه الجالية من الصور الاتية من سورية. «الله، سورية، حرية وبس» و»سلمية، سلمية، بدنا الحرية سلمية» و»الشعب السوري ما بينذل».
ازداد عدد المتظاهرين مع الوقت وقاربوا المئة. تابعناهم وحاولنا اجراء حوار معهم. الجميع «يأمل ان يرى رحيل النظام والتغيير»، ونحن تفادينا ذكر الاسماء لعدم الاحراج. «جاء احدهم الينا وقال: «تعال الاسبوع الجايي خيو، بكون الوضع تغير وكلنا منعطيك اسماءنا».

 

«الإخبارية السورية» والمفتي حسون يتهمون القرضاوي بالتحريض على الفتنة الطائفية

واصل الإعلام السوري توجيه أصابع الاتهام إلى جهات خارجية بالوقوف وراء التحريض على التظاهر وإثارة الشغب في المدن السورية.
وأبرزت قناة «الإخبارية السورية» على شريطها الإخباري طوال يوم أمس انتقادات بحق الداعية يوسف القرضاوي بأنه حاول العزف على الوتر الطائفي في سورية خلال خطبته الجمعة الماضية.
بدوره انتقد مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون القرضاوي بشدة، وقال في حديث للتلفزيون السوري إن «منبر الجمعة الذي أراده النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) منبر إيمان وأمان ووحدة للأمة استغله البعض ليناجي الناس ويناديهم محرضا على القتل بين الأخ وأخيه ومحرضا الناس على الفتنة باسم الإسلام متهكما بمواقف علماء المسلمين ومشككا في دور هذه الأمة وهذا البلد الذي احتضن المقاومة والذي ما زال شعبه يدفع الضريبة الكبرى حتى اليوم مقاطعة في طيرانه وأجهزته الطبية».
وقال حسون إن «بعض من تسلموا منابر الأمة وضعوا دماء المسلمين في أعناقهم وبدلاً من أن يكونوا وسطاء الرحمة والحكمة والخير ذهبوا لتدمير البلاد ولتسهيل احتلال أرضها وشعبها»، متسائلاً «أين أنتم حينما تجتمعون في مؤتمراتكم لتخطبوا خطبا رنانة ثم ترون دماء المسلمين تزهق وأنتم على منابركم تحرضون؟ ومن سمح لكم أن تقولوا للناس اقتلوا بعضكم وأنتم شهداء... ومن وضعكم بوابين على أبواب الجنة تدخلوا ذلك في النار وهذا في الجنة»، مؤكدا أن «كل دم يراق في سورية ومصر وتونس وليبيا واليمن هو في رقاب من يحرض ويشجع على القتل».
وأضاف: «كيف تظنون بنا السوء وكيف تظنون أننا لا نقيم إسلامنا في سورية والبعض منكم زار سورية وتكلم فيها ومع علمائها وبعض أبنائكم درسوا وتخرجوا منها، فهل تريدون أن تحرقوا سورية وتستمعوا إلى الأكاذيب والقنوات التي تبث الفتنة وتتركوا الحقائق؟ هل تريدون أن تكونوا أبواق شر وسوء على المسلمين؟ وهل يعجبكم أن يكون هناك قتلى في شوارعنا؟».
وكان القرضاوي حض المسلمين في خطبته التي نقلتها فضائيتا قطر و«أورينت» إلى مساندة الشعب السوري في ثورته ضد النظام السوري، مؤكدا أن الرئيس بشار الأسد شاب صالح لكنه لا يسمع ولا يرى إلا بعيون حاشيته، مشيرا إلى أن هؤلاء من الطائفة العلوية.
وفي موضوع متصل نقل موقع «شام برس» الإلكتروني عن مصادر وصفها بـ«مقربة من شركة «أوبتي ميديا» المملوكة من إيلي خوري (لبناني يحمل الجنسية الأميركية ويعمل مع اللوبي الصهيوني في واشنطن) عن تجهيز 5 غرف عمليات في مناطق مختلفة في العالم لإدارة وبث الفتنة في سورية من خلال الفضائيات وصفحات التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك ويوتيوب».
وأكدت أن «الشركة تعاقدت بالاتفاق مع جهات معادية لسورية وبعضها عربية مع القنوات الفضائية التالية: الجزيرة، العربية، أورينت، الحرة، بي بي سي، فرانس 24، المستقبل، ام تي في، بردى، لتسويق مشروع الفتنة في سورية وبث الأكاذيب ومحاولة إحباط الشعب السوري وتهديد عيشه المشترك».
وقال «شام برس» إن «مقر شركة أوبتي ميديا الأساسي يقع في دبي ومكاتبها في بيروت وهي تضخ لهذه الأقنية أموالاً هائلة لتسويق مشروع الفتنة والفوضى في سورية».


توقعات بتغيير حكومي قريب

خاص - « الراي»:
توقعت مصادر ديبلوماسية عربية، ان يحصل تغيير حكومي في سورية على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المحافظات المختلفة «وفي اطار ما ورد في بيان القيادة القطرية من اعادة تقييم للاداء الحكومي».
ورأت ان اقالة حكومة محمد ناجي العطري وتشكيل حكومة جديدة برئاسة مختلفة تحظى بقبول شعبي «احدى الخطوات التي تأمل من خلالها دمشق في معالجة الازمة الكبيرة بين السلطة والمواطنين التي بدأت تقلق النظام في شكل غير مسبوق».
لكن المصادر بدت حذرة في توقع استجابة الشارع السوري لهذه الخطوة، «لان السوريين لا يبدو انهم سيستجيبون للمسكنات البعثية التقليدية خصوصا انهم يعرفون ان القرارات الكبرى وحتى الصغرى في دمشق لا تتخذ داخل الحكومة اضافة الى ان ما جرى في الايام الماضية اكبر بكثير من ان يعالج في اطار الحلول التي اعتمدت في الانظمة العربية التي شهدت انتفاضات شعبية وكانت بداياتها اقالة الحكومات».

 

الاختبار اللبناني لـ «السلوك السوري» في اللحظة الحرجة... تحت المعاينة

ما يجري في سورية يتردد صداه وبقوة في لبنان، بل هو يطغى على كل ما عداه في بيروت التي دخلت فعلياً في مرحلة «الاختبار السوري» الصعب، لادراكها بان طلائع العاصفة التي تهب على دمشق تضاهي في ابعادها «الاستراتيجية» ما حدث من تحولات في دول عربية اخرى، كتونس ومصر وليبيا واليمن، فالمكانة «الجيو ـ سياسية» لسورية تجعل من اي تغييرات فيها ذات نتائج من طراز لا يشبه سواه.
فما يجري في سورية يعني، وبدرجة التأثيرات عينها في دمشق، بيروت وغزة وطهران، وتل ابيب ايضاً، فسورية «الاقليمية» لا يمكن النظر اليها الا بـ «عيون ثلاث»، مكانتها في الصراع العربي ـ الاسرائيلي كـ «حاضنة» لقوى المقاومة (حزب الله في لبنان وحماس في غزة)، نفوذها «المستعاد» في لبنان من خلال «حزب الله» وحلفائه المحليين، وتحالفها مع ايران مما جعل دورها جسر عبور لنفوذ طهران في المنطقة وملفاتها.
ولأن كل ذلك هو الآن على المحك مع الاحتجاجات التي توحي وكأنها «كرة ثلج» في المدن السورية، فمن المرجح ان تكون بيروت امام واحد من ثلاثة إحتمالات:
* إطفاء محركاتها الداخلية والذهاب الى «غيبوبة» لن تصحو منها الا بعد إنقشاع الخيط الابيض من الاسود في دمشق.
* إلتقاط حلفاء سورية، وفي مقدمهم «حزب الله» فرصة مهددة بالضياع، من خلال الاسراع في تعديل شروطهم لتمكين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي من إنجاز مهمته في غضون ايام لا يتجاوز عددها «اصابع اليد» الواحدة.
* تدارك سورية لـ «الانقلاب السياسي ـ الدستوري» الذي اطاح بحكومة الرئيس سعد الحريري من خلال الايحاء لحلفائها بـ «إعادة القديم الى قدمه» على النحو الذي من شأنه خطب ود المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي.
فالأنظار في بيروت مركزة الآن على سلوك النظام في دمشق بعدما دهمته «اللحظة الحرجة». ورغم الاعتقاد بأنه من النوع الذي يصعب عليه «التقدم الى المواجهة او التراجع امام الحركة الاحتجاجية»، فـ «الاختبار اللبناني» لإتجاهات الريح في سورية سيكون بالغ الدلالة، وسط اسئلة عما اذا كان الرئيس بشار الاسد سيلجأ الى المواجهة إنطلاقاً من اوراقه اللبنانية او الى اطلاق رسائل للمجتمعين العربي والدولي بـ «البريد اللبناني» عبر ترييح الوضع في بيروت من خلال حكومة وحدة وطنية برئاسة الحريري.
ورغم الايحاءات في بيروت بأن الرئيس الاسد «شجع» على معاودة الحوار مع حركة «14 آذار» في شأن تشكيل حكومة جديدة، لا سيما امام الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، فإن الام لم يتأكد حتى الآن، خصوصاً وان الرئيس ميقاتي كان في الايام القليلة الماضية على وشك اعلان حكومة «أمر واقع» من فريق «الأكثرية الجديدة»، اي حلفاء سورية، لولا اعتراض «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون.
غير ان اوساطاً واسعة الاطلاع في بيروت قالت لـ «الراي» ان مضاعفات الحراك المستجد في سورية تتجاوز بالتأكيد ما يثار في شأن تشكيل الحكومة في لبنان، وتطرح ما هو ادهى نظراً للواقع الجيو - بوليتيكي لسورية، متسائلة عما اذا كان النظام في دمشق يمكن ان يسلم بسهولة برفع الرايات البيض امام طفرة التحولات التي تضرب العالم العربي.
ولم تسقط هذه الاوساط، ذات الخبرة الديبلوماسية، إحتمالات من النوع غير العادي كلجوء النظام في سورية الى الاحتياطي الاستراتيجي من اوراقه في المنطقة لخلط الاوراق، كالذهاب الى حرب مع اسرائيل انطلاقاً من غزة، الامر الذي من شأنه تغيير الاولويات في العالم العربي وتالياً قطع «حبل السرة» بين الثورات المتدحرجة من مكان الى آخر.
وتستبعد تلك الاوساط إندفاع سورية الى حرب مباشرة مع اسرائيل او عبر لبنان، لإبعاد شبحها عن المضاعفات التي قد ترتد عليه، في الوقت الذي يمكن لحرب بالواسطة عبر غزة ان تفضي الى النتائج المرسومة لها، خصوصاً اذا لم يأت التلويح السوري لاسرائيل والغرب بفزاعة الفوضى في حال حصول اي تغييرات، بالنتائج التي يراد منها حماية النظام في دمشق.
ومن المفيد في هذا السياق اعادة التذكير بما سمعته احدى الشخصيات اللبنانية من ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش يوم كان الصراع السوري ـ اللبناني في ذروته. ففي تبرير تلك الادارة لشعار تغيير سلوك النظام السوري لا تغيير النظام، كان القول «إسألوا جيرانه»، اي اسرائيل، في اشارة اميركية واضحة الى ارادة اسرائيلية في بقاء النظام في سورية.
فإنطلاقاً من هذه الاشارة، يمكن فهم الواقع المعقد لسورية الاقليمية في لحظة الاستحقاقات الصعبة التي تواجه دمشق، وتالياً بيروت التي لا يمكن عزلها عن مجريات المخاض السوري وتداعياته، خصوصاً وان دمشق كانت نجحت قبل نحو ثلاثة اشهر، وقبل طفرة التحولات في المنطقة، في ابعاد خصومها من السلطة وتهيئة الارض السياسية لاستلام حلفائها دفة الحكم في لبنان.
غير ان «الورقة المستورة» في مجمل هذا المخاض هي خريطة طريق «حزب الله» في مواجهة التحولات العاصفة من حوله... فماذا سيفعل في الداخل وعلى المستوى الاقليمي؟ اي خيارات سيسلكها بعد «كسر إندفاعته» في البحرين ومع إحتمال فقدانه «الممر الاستراتيجي الآمن» الى ايران، اي سورية؟
اسئلة يصعب رسم سيناريوات الاجابة عليها، فمن المستبعد ان يطلق الحزب اي اشارات، ومن السابق لأوانه التكهن بمجريات الوضع في سورية.

 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,775,248

عدد الزوار: 6,914,376

المتواجدون الآن: 109