شباب «الإخوان» يطالبون قيادتهم بالعلنية والاستماع لمطالبهم.. ويرفضون اتهامهم بالانشقاق

تاريخ الإضافة الأحد 27 آذار 2011 - 8:29 ص    عدد الزيارات 3199    القسم عربية

        


شباب «الإخوان» يطالبون قيادتهم بالعلنية والاستماع لمطالبهم.. ويرفضون اتهامهم بالانشقاق
تحركوا خارج إطار مكتب الإرشاد وطرحوا رؤيتهم للجماعة
القاهرة: شعبان عبد الستار
أعلن 250 من شباب الإخوان المسلمين في مؤتمر بعنوان «رؤية من الداخل»، الذي بدأوه بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء، أن مؤتمرهم ليس انشقاقا ولا ثورة، لكنه مناقشات للخروج بوثيقة عملية لقضايا مطروحة على الجماعة، منها: إشكالية حزب الحرية والعدالة المزمع إنشاؤه وعلاقته بالجماعة وآلية تطوير الهياكل وأقسام الجماعة.

ونفى المؤتمر، الذي عُقد بأحد الفنادق، على لسان المتحدث الرسمي محمد ماهر عقل، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنهم يتحركون خارج إطار مكتب الإرشاد، رافضا الحوار حول ما يمكنهم أن يقوموا به في حال رفض توصياتهم التي خرجوا بها من جانب مكتب الإرشاد، قائلا: «نقدم أطروحاتنا للقيادة، ومكتب الإرشاد ومؤسسات الجماعة مسؤولة عن اتخاذ القرار».

كان الشباب قد نظموا ورشتي عمل خلال مارس (آذار) الحالي وأطلعوا قيادات مكتب الإرشاد على ما توصلوا إليه من توصيات ونتائج، وتم بناء عليها تحديد اسم المؤتمر ووافقت الجماعة، إلا أن الشباب كشفوا خلال المناقشات عن أن قيادة الجماعة لم تعطِ موافقة نهائية للمشاركة لأسباب تتعلق بالتحفظ من جانبهم على بعض الحضور، ومنهم عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب، ورغبة الجماعة في أن يكون هناك عضو فقط من مكتب الإرشاد وآخر من مجلس شورى الجماعة يمثلان القيادة فقط، وهو السبب الذي جعل الشباب يعتذرون لكل من أبو الفتوح وحبيب في آخر لحظة، ومع هذا رفض أعضاء مكتب الإرشاد الحضور.

ووصف محمد هيكل، أحد شباب الجماعة، غياب قيادات الإخوان عن مؤتمر الشباب بأنه مراوغة وتناقض فسره بتساؤل: «كيف يمكن للجماعة دعوة شباب الأقباط للحوار معهم، والذهاب إلى رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، والتحاور مع عمر سيلمان نائب رئيس الجمهورية السابق ولا تجلس مع شبابها؟».

وعلق الدكتور عصام العريان، عضو مكتب إرشاد الجماعة والمتحدث باسمها، عبر موقع الجماعة، بأن الديمقراطية داخل الجماعة حقيقة مستقرة، وتاريخ الإخوان ناصع بالممارسات الديمقراطية، قائلا: «لا يوجد خلاف مع الشباب؛ لأنهم أبناؤنا وإخواننا، ولهم الحق أن يطرحوا رؤيتهم، ومن حقهم علينا أن نستمع إليهم».

أما إبراهيم الهضيبي، حفيد المرشد العام الأسبق مأمون الهضيبي، الذي خرج من الجماعة قبل عامين ونصف العام لخلافات في الرأي، فأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه حضر المؤتمر كمتضامن مع الشباب بسبب الموقف المتعنت غير المبرر من مكتب الإرشاد في تعامله مع شباب يرفع رأيه الحوار بمنتهى الاحترام والأدب، معترفا أن الجماعة أمام إشكالية كبيرة تتطلب حوارا جادا.

وطالب خالد داوود، أحد قيادات الجماعة المبعدين تنظيميا في الإسكندرية، مكتب الإرشاد بأن يعيش الثورة ويهتم بالعمل الدعوي ويترك الأفراد لقراراتهم الشخصية في الانضمام للأحزاب، داعيا المرشد إلى التراجع عن قراره بإبعاد من يدخل أو ينشئ أحزابا أخرى، مطالبا بعدم إعلان الجماعة موقفها النهائي من الحزب لحين الاستماع لوجهة نظر الشباب، محذرا من خسارة الجماعة قوتها الحقيقية إذا قطعت الطريق مع التواصل مع شبابها.

واعتبر جمال حشمت، القيادي بالجماعة وعضو مجلس شورى الجماعة، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن قيادة الجماعة لديها يقين من تغيير في الهياكل والآليات والشعارات في الفترة المقبلة، وسواء حضر أعضاء من مكتب الإرشاد أو لم يحضروا مثل هذا المؤتمر ستصلهم التوصيات التي تصل مثلها آلاف التوصيات من مختلف القطاعات بالجماعة، لكنه اعتبر أن إشكالية المؤتمر هي الظهور الإعلامي الذي يتحتم معه ترتيبات مع مؤسسات الجماعة واتفاق مسبق، وهذا لم يحدث بشكل أو بآخر.

من جانبه، كشف محمد حبيب، النائب الأول السابق للمرشد، لـ«الشرق الأوسط»، عن أنه التقى وفدا من شباب الجماعة مساء أول من أمس، وعرضوا عليه بعض تفاصيل لقائهم مع قيادات مكتب الإرشاد، وأنه تلقى أولا دعوة للمؤتمر ولم يمانع في الحضور للتعرف على أفكارهم ومشروعهم ومواصلة الحوار معهم، ومحاولة لضبط الأفكار التي قد تتعارض مع قيم ومبادئ الجماعة العامة، إلا أنه، كما قال، فوجئ باتصال يعتذر فيه الشباب عن عدم استقباله بدعوى أنهم يريدون حوارا من الشباب وإليهم.

إلا أن حبيب اعتبر أن رفع التوصيات لمكتب الإرشاد من دون اتخاذ الشباب موقفا لم يكن يحتاج لمؤتمر، قائلا: «لم يعد الأمر مغلقا داخليا فقط، طالما تم إشراك الرأي العام والإعلام، لكن الشباب يريد الشفافية وحرية الحوار ولا يمكن تجاهل رؤيته بعد الآن».

وعلى مدار 3 جلسات طرح الشباب بعض الأمور في مناقشاتهم، فطالب الشاب محمد نور بالدعوة للعلنية وأن تكون قرارات وحسابات الجماعة علنية، وكذلك إعادة الإخوان لمشروع النهضة الإسلامي العالمي وصياغة نظرية تربوية جديدة لجميع المستويات بالجماعة، وتجديد الفكر والمنهج السياسي والتربوي. بينما طرح محمد عبد الجواد ضرورة العمل المشترك مع جميع التيارات وفئات ومؤسسات المجتمع على أساس هدف واحد حاليا هو «بناء مصر»، ونبه محمد شمس، أحد المشاركين من الشباب، إلى عدم قدرة الجماعة على الفصل بين الحزب والجماعة، والقلق من أن يكون أداء الحزب مخالفا لأداء الجماعة.. ولم يتوقف طرح الشباب عند هذا الحد؛ فطالبوا بعقد مؤتمر آخر لتطوير الإعلام بالجماعة يُعقد الشهر المقبل، مطالبين قياداتهم بألا يعلنوا أيا من القرارات النهائية فيما يتعلق بالحزب ولا بمشروع التطوير قبل الاستماع لرؤيتهم، خاصة أنهم أرادوا تعجيل موعد المؤتمر حتى يسهموا فيما هو مطروح من قضايا.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,196,497

عدد الزوار: 6,940,040

المتواجدون الآن: 119