روما وباريس تطالبان بإنهاء «القمع الوحشي» ولندن تسعى لتوجيه رسالة قوية الى دمشق

سورية: تعزيزات أمنية إلى درعا... والجيش ينتشر حول بانياس

تاريخ الإضافة الخميس 28 نيسان 2011 - 6:06 ص    عدد الزيارات 2658    القسم عربية

        


سورية: تعزيزات أمنية إلى درعا... والجيش ينتشر حول بانياس
الاربعاء, 27 أبريل 2011

وفي غضون ذلك، ذكرت منظمة حقوقية سورية إن 400 مدني على الأقل قتلوا حتى الآن في الاحتجاجات التي اندلعت قبل نحو ستة أسابيع، فيما قالت منظمة «سواسية» السورية لحقوق الإنسان أمس إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 500 من الناشطين والداعمين لحركة الاحتجاجات في البلاد عقب اقتحام الجيش لدرعا وتطويقه لها.

ويأتي ذلك فيما قالت الوكالة السورية للأنباء (سانا) إن جثامين 15 من أفراد قوى الأمن والجيش شيعت من «مستشفى تشرين العسكري» قرب دمشق، الى مساقط رؤوسهم في أماكن مختلفة في البلاد، وزادت إن العناصر «استشهدوا برصاص المجموعات الإجرامية المسلحة» في الأيام الأخيرة، مشيرة الى أن جثامينهم «شيعت في مواكب مهيبة حيث حملت جثامينهم الطاهرة على الأكتاف ملفوفة بعلم الوطن وعزفت موسيقى الجيش لحني الشهيد والوداع». ونشرت الوكالة قائمة بأسمائهم ورتبهم مع صور لهم على أكتف عناصر من الجيش.

وعن تطورات الوضع في درعا، قال الناشط الحقوقي عبد الله أبا زيد في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «تعزيزات أمنية وعسكرية جديدة دخلت درعا». وتابع إن «هناك دبابة في ساحة كازية البلد في وسط درعا»، التي تبعد مئة كيلومتر عن دمشق. وأضاف إن «إطلاق النار مستمر على السكان». كما أوضح أن «مسجد أبو بكر الصديق يتعرض لنيران كثيفة ويتمركز قناصة فوق مسجد بلال الحبشي. وقد نشرت دبابات وأقيمت حواجز عند مداخل المدينة» ويمنع الناس من دخولها.

وأضاف إن «جنوداً من الفرقة الخامسة انشقوا وانضموا إلينا ويتواجهون» مع الجيش الذي يحاصر درعا، موضحاً أن منزل مفتي درعا الذي استقال يوم السبت احتجاجاً على قمع الحركة الاحتجاجية في درعا «مطوق ... لكن المفتي ليس موجوداً في منزله». وقال سكان في المدينة إن المياه والكهرباء قطعت تماماً عن المدينة، كما قطعت كل وسائل الاتصال كالتلفونات والانترنت.

وقالت وكالة «اسوشيتدبرس» أمس إن إطلاق النار تواصل في درعا، فيما ظلت الجثث ملقاة في الشوارع منذ أول من أمس، ولم يأت أحد لينقلها للمستشفيات تمهيداً لتسليمها لذويها. وذكرت الوكالة أن قوات الأمن السورية قامت أمس بحملة اعتقالات شملت العشرات في ضواحي دمشق ومدينة جبلة.

من ناحيته، تحدث الجيش السوري عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش و»المجموعات الارهابية». وقال الجيش إن «وحدات من الجيش بمشاركة القوى الأمنية تلاحق المجموعات الإرهابية المتطرفة في المدينة وتلقي القبض على العديد منهم وتمت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر».

وأشار الى وقوع «عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش والقوى الأمنية ... وعدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية المتطرفة». وأكدت السلطات السورية التي تتهم منذ بدء الاحتجاجات «عصابات مسلحة» بالوقوف خلف التحركات الشعبية، أن الجيش دخل درعا «استجابة لاستغاثات المواطنين والأهالي في درعا ومناشدتهم القوات المسلحة ضرورة التدخل ووضع حد لعمليات القتل والتخريب والترويع الذي تمارسه المجموعات الإرهابية المتطرفة، قامت بعض وحدات الجيش بالدخول صباح (أول من) أمس إلى مدينة درعا لإعادة الهدوء والأمن والحياة الطبيعية إلى المواطنين».

الى ذلك قال أحد قادة الاحتجاجات في سورية إن قوات الأمن تمركزت أمس على التلال المحيطة ببانياس استعداداً لشن هجوم محتمل على المدينة الساحلية لإنهاء الاحتجاجات الشعبية. وقال أنس الشغري لوكالة «رويترز» من بانياس التي شهدت تكثيفاً للاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية: «انتشرت قوات ترتدي زياً أسود وتحمل بنادق كلاشنيكوف على التلال. مرت حاملات جند مدرعة على الطريق المتاخم لبانياس ليلاً». وقال: «نتوقع هجوماً في أي لحظة. سنستقبلهم عند البوابات بصدورنا العارية».

وجرت عمليات أخرى لقوات الأمن أول من أمس في المعضمية الضاحية القريبة من دمشق ودوما (15 كلم شمال دمشق). وقال شاهد في دوما إن دوريات للقوات الأمنية «تمنع الناس من مغادرة بيوتهم حتى لشراء الخبز». وقتل 13 شخصاً وجرح عديدون آخرون برصاص قوات الأمن في جبلة قرب اللاذقية (شمال غرب)، كما ذكر ناشط حقوقي لوكالة «فرانس برس». وذكر شاهد إن «مجموعة من القناصة ورجال الأمن أطلقوا النار في شوارع جبلة الأحد بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبد القادر محمد الشيخ الى المدينة للاستماع الى مطالب السكان».

الى ذلك قالت منظمة ‘سواسية» السورية لحقوق الإنسان أمس إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص 400 مدني على الأقل خلال الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية. وأضافت المنظمة التي أسسها محامي حقوق الإنسان المعتقل مهند الحسني إن على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقد جلسة عاجلة لاتخاذ إجراءات ضد المسؤولين السوريين في المحكمة الجنائية الدولية «وردع القوات الأمنية والمخابراتية».

وقالت المنظمة في بيان أرسلته الى رويترز: «إن هذا التصرف الوحشي الذي يهدف الى ابقاء الزمرة الحاكمة في السلطة على حساب أرواح متزايدة من المدنيين العزل يستوجب تحركاً دولياً ناجعاً فورياً يرقى الى أبعد من بيانات الاستنكار».

وأضاف البيان: «يجب أن يؤدي أي تحرك لمجلس الأمن الى المحاسبة الفورية للقتلة... ولا نريد أن تجري في سورية أنهار جديدة من الدماء. يكفينا ما شهده هذا الشعب وما قدمه من أرواح والدماء التي سفكت لمقاومة النظام القمعي في الأربعة عقود الماضية».

وعلى صعيد متصل مثل المعارض السوري محمود عيسى الذي تم توقيفه الأسبوع الماضي في مدينة حمص السورية (وسط) أمام القضاء العسكري أمس لحيازته هاتفاً يعمل عبر الأقمار الاصطناعية، بحسب ما أفاد ناشط في مجال حقوق الإنسان. وقال رامي عبد الرحمن رئيس لجنة مراقبة حقوق الإنسان لوكالة «فرانس برس» إن «الناشط والمعارض محمود عيسى يلاحق من قبل القضاء العسكري بسبب حيازته هاتفاً من نوع ثريا وجهاز حاسوب متطوراً».

وتم توقف عيسى في التاسع عشر من الشهر الجاري بعد ساعات من إعلان رفع حالة الطوارئ في البلاد وبعد إجراء مقابلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية حول الأوضاع في سورية

روما وباريس تطالبان بإنهاء «القمع الوحشي» ولندن تسعى لتوجيه رسالة قوية الى دمشق
الاربعاء, 27 أبريل 2011
روما - رندة تقي الدين

جنيف، لندن، واشنطن، كراكاس، انقرة - أ ف ب، رويترز - تواصلت ردود الفعل الدولية في شأن الأحداث في سورية، وأعربت فرنسا وإيطاليا عن «القلق» ودعتا النظام الى «وقف القمع الوحشي ضد التظاهرات السلمية». وذكرت بريطانيا أنها تسعى مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لتوجيه رسالة قوية الى دمشق، فيما ذكرت الأمم المتحدة أنها تدرس طلباً سورياً لإرسال بعثة لحقوق الإنسان.

وصرح رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلوسكوني بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في روما أمس بأن فرنسا وإيطاليا «قلقتان» من الوضع في سورية وتدعوان النظام الى «وقف القمع الوحشي ضد التظاهرات السلمية».

وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بيرلوسكوني أمس إن الوضع في سورية «أصبح غير مقبول (...) فاستخدام المدرعات لإطلاق النار على متظاهرين مسالمين وحشية غير مقبولة». وأضاف: «لا يمكن أن يكون هناك مكيالان». وتابع: «نقف الى جانب الشعوب العربية في تطلعاتها الى الحرية»، مؤكداً انه «خيار تاريخي».

أما بيرلوسكوني فقال: «نحن قلقون جداً» من الوضع في سورية حيث سقط «عدد كبير من الضحايا». وأضاف: «نوجه نداء قوياً لوقف القمع العنيف وتطبيق الإصلاحات المعلنة في سورية». وتابع: «نطالب الطرفين المعنيين بالتصرف بتعقل»، و»نطالب السلطات السورية بأن تحقق قدراً من الإصلاحات اللازمة».

وشارك في القمة رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فيون ووزراء الخارجية والداخلية والمال في البلدين وتخللها مناقشة موضوع الهجرة من دول المغرب الى كل من إيطاليا وفرنسا، وضرورة تطوير بعض بنود «اتفاقية شينغن»، كما تمت مناقشة الوضع الليبي والعمليات العسكرية لقوى التحالف إضافة الى أوضاع سورية.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان «التحالف» يريد التدخل في سورية على غرار ليبيا قال ساركوزي إن التدخل في ساحل العاج وكذلك في ليبيا جاء تنفيذاً لقرار صادر عن مجلس الأمن، وأكد أن فرنسا لن تتدخل في سورية من دون قرار مسبق من مجلس الأمن «ليس من السهل الحصول عليه»، وشدد على أنه «لا يمكن القيام بأي شيء من دون قرار من مجلس الأمن».

وأضاف أن لدى فرنسا خبرة في هذا المجال كون وزير خارجيتها آلان جوبيه قام بعمل استثنائي لتعبئة الجهود بالنسبة الى القرار 1973 حول ليبيا الذي لم يكن من السهل التوصل إليه.

وتابع ساركوزي أن هذا لا يقلل «من عزمي على القول بأن الوضع في سورية غير مقبول وأن هناك تغييراً تاريخياً في سياساتنا الخارجية. ففرنسا، وأيضاً إيطاليا، أصبحتا الآن الى جانب الشعوب العربية الديموقراطية والحرية، وهذا خيار تاريخي وتحول رئيسي».

وختم بأن «هذا التحول نتحمل نتائجه في كل وضع» من دون أن يعني ذلك «إننا سنتدخل عسكرياً في كل مرة أو أن الأوضاع قابلة للتكرار».

وكانت مساعدة الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج ذكرت أمس أن «فرنسا تطالب مجلس الأمن بتبني إجراءات قوية، كما في الاتحاد الأوروبي لوقف استخدام القوة ضد السكان».

وأضافت إن «فرنسا تدين من جديد وبأكبر قدر من الحزم قمع السكان من قبل السلطات السورية الذي تمثل في الأيام الأخيرة باستخدام دبابات، خصوصاً في درعا» جنوب سورية. وزادت إن «المسؤولين عن هذه الجرائم يجب أن يحاسبوا على أفعالهم».

لندن لتوجيه رسالة قوية

الى ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلثاء أن بلاده تعمل مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لتوجيه «رسالة قوية» الى النظام السوري لوقع القمع الدامي للمتظاهرين.

وقال هيغ: «تعمل المملكة المتحدة بصورة مكثفة مع شركائها الدوليين لإقناع السلطات السورية بوقف العنف واحترام حقوق الإنسان».

وأضاف في بيان: «نعمل في شكل خاص مع شركائنا في مجلس الأمن بهدف إرسال رسالة قوية الى السلطات السورية لإبلاغها بأن أنظار المجتمع الدولي متجهة نحو سورية، ومع شركائنا في الاتحاد الأوروبي وفي المنطقة في شأن اتخاذ تدابير إضافية».

وقال ديبلوماسيون الاثنين إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وزعت مشروع نص لإدانة دمشق في مجلس الأمن.

من جهة ثانية، ضاعفت الدول الغربية جهودها لترشيح بلد آسيوي، كي تمنع سورية من أن تشغل مقعداً في مجلس حقوق الإنسان.

وقد يصدر مشروع الإعلان لإدانة سورية الثلثاء إذا تم التوصل الى اتفاق داخل مجلس الأمن، وفق مصدر ديبلوماسي.

وقال هيغ: «أدين بأشد العبارات أعمال العنف التي تمارسها قوات الأمن السورية بحق المدنيين الذين يعبرون عن آرائهم خلال تظاهرات سلمية. ينبغي وقف هذا القمع العنيف. على الرئيس (بشار) الأسد أن يأمر أجهزته بضبط النفس والاستجابة للمطالب المشروعة للشعب بإجراء إصلاحات فورية وحقيقية، وليس بالقمع الوحشي».

بعثة لحقوق الإنسان

وفي جنيف قال روبرت كولفيل الناطق باسم رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نافي بيلاي إن المفوضية تلقت دعوة من السلطات السورية تقترح إرسال بعثة الى سورية.

وقال كولفيل إنه لم يتقرر أي شيء بعد، موضحاً أن العرض السوري قدم الخميس الماضي عشية التظاهرات التي قمعت بعنف وقتل خلالها 82 شخصاً. وأضاف: «خلال لقاء مع المفوضة العليا الأسبوع الماضي، دعا السفير السوري المفوضية العليا الى إرسال بعثة الى سورية ببعض الشروط». وتابع: «ننتظر بفارغ الصبر أن نتمكن من زيارة (سورية) وتقويم الوضع على الأرض في شكل مستقل». وأضاف: «نفكر في الأمر»، لكنه أوضح إنه إذا قررت الأمم المتحدة إرسال بعثة فان «الشروط يجب أن تكون مقبولة».

إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي الثلثاء، الرئيس السوري بشار الأسد، إلى التقدم على طريق الإصلاحات في بلاده.

وقال مستشار لأردوغان فضّل عدم الكشف عن اسمه إن الزعيمين «تباحثا في اتصال هاتفي (...) وإن مواصلة الإصلاحات كانت على رأس المواضيع التي تمت مناقشتها».

في غضون ذلك، وجه رئيس فنزويلا هوغو تشافيز الاثنين رسالة دعم لنظيره السوري بشار الأسد انتقد فيها «خبث» الأسرة الدولية التي تريد التدخل عسكرياً في سورية كما قال.

واشنطن تأمر بإخلاء جزئي لسفارتها في سورية
الاربعاء, 27 أبريل 2011
 

واشنطن - أ ف ب - أمرت الولايات المتحدة بإجلاء بعض الموظفين غير الأساسيين في سفارتها في دمشق وجميع أسر العاملين في السفارة بسبب «عدم الاستقرار والغموض» المخيمين على الوضع في هذا البلد.

وأعلنت وزارة الخارجية في بيان مساء الاثنين «أن وزارة الخارجية أمرت جميع عائلات موظفي حكومة الولايات المتحدة وبعض موظفيها غير الأساسيين بمغادرة سورية». وتابع البيان انه «نظراً إلى عدم الاستقرار وغموض الوضع حالياً، ندعو المواطنين الأميركيين في سورية إلى الحد من تنقلاتهم غير الأساسية في البلاد».

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور أعلن في وقت سابق الاثنين أن الولايات المتحدة تدرس فرض «عقوبات محددة الأهداف» على مسؤولين سوريين كبار رداً على «العنف الوحشي الذي تستخدمه الحكومة السورية ضد شعبها».

وعلى رغم القمع الجاري والذي أدى إلى سقوط نحو 390 قتيلاً منذ 15 آذار (مارس)، لم تصل الولايات المتحدة إلى حد التلويح باستدعاء سفيرها في دمشق مع العلم أن الرئيس باراك أوباما أعاد تشغيل هذا المنصب في كانون الثاني (يناير) الماضي بعد شغوره على مدى ست سنوات.

 

تطمينات أردنية لسورية بعدم استخدام أيِّ طرف الحدود المشتركة ضد النظام
الاربعاء, 27 أبريل 2011
عمان - نبيل غيشان

بينما لم تصدر الحكومة الأردنية بياناً بشأن حال المناطق الحدودية مع سورية، قال شهود عيان إن حركة السيارات كانت شبه معدومة في نقطة حدود الرمثا - درعا، وسط إغلاق غير معلن من الجانب السوري، الذي تقوم قوى الامن فيه بتفتيش دقيق للعابرين، وخصوصاً هواتفهم الخلوية.

ورفضت مصادر رسمية أردنية التعليق على التطورات على المناطق الحدودية، فيما أشارت مصادر مطلعة إلى اتصالات تجري على أعلى المستويات بين الجانبين، حيث طمأن الجانب الأردني نظيرَه السوري الى موقف الاردن، الذي يرى ان الاستقرار في سورية مصلحة اردنية، بالإضافة الى تطمينات بأن الحدود الاردنية لن تستخدم من اي طرف ضد النظام السوري.

ويخشى الجانب الأردني من نتائج الاحداث في سورية، وإمكانِ تأثيرها على الاردن، كونَ الأحداث بدأت من مدينة درعا الحدودية مع الاردن. ومبعث الخوف هو القرب المكاني والعلاقات الاجتماعية والتجارية التي تربط العشائر الاردنية في مدينة الرمثا مع عشائر درعا السورية.

ونفت مصادر أردنية رسمية لجوء الاردن الى إقامة مخيم طوارئ على الحدود لاستقبال حالات تدفق اللاجئين، كما حصل مع العراق عام 2003.

وكان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني قد بعث برسالة الى الرئيس السوري بشار الأسد، حملها قبل اسبوعين رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري، تضمنت تطمينات من الجانب الأردني. ونقل المصري عن الرئيس الاسد تأكيده ان سورية تتعرض الى «مؤامرة اميركية - إسرائيلية، وبتحريض من قناة الجزيرة القطرية».

ويرتبط الاردن مع سورية بنقطتي حدود بطول 360 كلم، الاولى تقع في مدينة الرمثا، ويقابلها على الجانب السوري مدينة درعا، والنقطة الثانية حدود جابر، ويقابلها في الجانب السوري نصيب. ويقول سكان في القرى الحدودية (الطره وعمراوه والذنيبه)، إنهم يسمعون اطلاق نار في ساعات الليل في الجانب السوري على الحدود.

وتبعد مدينة درعا عن شقيقتها الاردنية الرمثا حوالى 20 كلم، فيما يعمل غالبية أبناء الرمثا على نقل البضائع من سورية إلى الأردن. ويقدَّر حجم التبادل التجاري بين البلدين بأكثر من مليون دينار يومياً، كما ترتبط عشائر المدينتين بعلاقات دم ومصاهرة واسعة.

وكان عائدون من سورية قبل اغلاق الحدود، تحدثوا عن خضوعهم لتفتيش دقيق من قبل السلطات السورية، خصوصاً في هواتفهم الخلوية. وقال شهود إن المواطنين والنشطاء السياسيين في درعا يستخدمون الشبكات الخلوية الاردنية من خلال بطاقات شحن أردنية بعد قطع شبكة الاتصالات السورية عن درعا.

وتوقفت حركة نقل البضائع بين البلدين منذ ليل الأحد، بما في ذلك حركة «تجار الشنطة»، الذين يسمون في الاردن بـ «البحارة»، والذين ينقلون البضائع الخفيفة للبيع في اسواق منطقة الشمال.

ووفق البيانات الأردنية، فإن المعابر الاردنية تتعامل مع نحو 10 آلاف مسافر من وإلى سورية يومياً، إلاّ ان الرقم انخفض تدريجاً بعد أحداث درعا ليصل الى 500 مسافر ومعظمهم من سائقي الشاحنات، قبل ان يصبح شبه متوقف خلال الـ 48 ساعة الماضية.

ونقل مصدر أمني اردني عن الجانب السوري قوله إن اغلاق الحدود جاء موقتاً، بسبب الظروف الامنية والسياسية التي تمر بها سورية، فيما نصح مصدر أردني مواطنيه بعدم التوجه الى الحدود بهدف السفر الى سورية الى حين فتح الحدود من الجانب السوري، لتوفير الوقت والجهد على المواطنين.


المصدر: جريدة الحياة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,046,512

عدد الزوار: 6,749,580

المتواجدون الآن: 99