اليمن: 13 قتيلا وعشرات الجرحى في «يوم الديمقراطية»

تاريخ الإضافة الجمعة 29 نيسان 2011 - 5:38 ص    عدد الزيارات 3460    القسم عربية

        


اليمن: 13 قتيلا وعشرات الجرحى في «يوم الديمقراطية»

محتجون يقطعون الطريق لميناء الحديدة

 
صنعاء: عرفات مدابش
شهد اليمن، أمس، جولة جديدة من جولات العنف في حق المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، حيث تحولت بعض شوارع العاصمة صنعاء إلى ساحات مواجهة دامية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 متظاهرا وجرح العشرات من قبل قوات الأمن وقوات الحرس الجمهوري ومجاميع من يسمون بـ«البلطجية»، في حين شهدت معظم المحافظات اليمنية، أمس، عصيانا مدنيا شاملا ومسيرات مليونية تلبية لدعوة «شباب الثورة» في ساحات الاعتصام.

وقتل 12 متظاهرا على الأقل، بالقرب من مبنى التلفزيون اليمني (قناة «اليمن») الكائن في شمال العاصمة صنعاء، وذلك عندما قمعت قوات من الحرس الجمهوري وأخرى من الأمن المركزي ومعها مجاميع ممن يسمون بـ«البلطجية»، مظاهرة وصفت بالمليونية، وكانت تهتف بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح وأقاربه عن الحكم بصورة فورية. وأعلن المتظاهرون رفضهم القاطع للمبادرة الخليجية لعدم نصها على التنحي الفوري للرئيس، كما هتف المتظاهرون منددين بالإعلام الحكومي، ووجهوا له اتهامات بالتحريض على قتل المتظاهرين.

وقال شهود عيان إن «البلطجية» الذين يخيمون داخل «مدينة الثورة الرياضية» بشارع التلفزيون، هاجموا المتظاهرين بالعصي والأسلحة البيضاء، وكذا الرشاشات والمسدسات، في وقت كانت القوات النظامية تطلق فيه النار على المتظاهرين من مسافات بعيدة. وقالت مصادر طبية في المستشفى الميداني بـ«ساحة التغيير» في صنعاء، إن أكثر من 100 من الجرحى سقطوا جراء الرصاص الحي. وقال متظاهرون إن القوات العسكرية و«البلطجية» قاموا بسحب واختطاف عدد من المتظاهرين الجرحى إلى داخل مخيمهم.

وتزامنت ما وصفت بـ«المجزرة» في حق المتظاهرين، مع «يوم الديمقراطية» في اليمن، وهو 27 أبريل (نيسان) الذي أجريت فيه أول انتخابات نيابية حرة عام 1993. وقد نددت الكيانات الشبابية في ساحة الاعتصام بما جرى، وهددت بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح ونجله العميد الركن أحمد، قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، وابن شقيق صالح العميد الركن يحيى محمد عبد الله صالح، أركان حرب قوات الأمن المركزي.

وفي رواية رسمية لأحداث أمس، قالت مصادر حكومية إن المتظاهرين هم من قاموا بمهاجمة مخيم الشباب المعتصمين في «مدينة الثورة» لتأييد «الشرعية الدستورية» وبقاء صالح في الحكم، وهم الشباب الذين يطلقون على أنفسهم صفة «شباب تصحيح المسار»، ويقولون إنهم انشقوا عن المعتصمين في «ساحة التغيير».

وخرجت مسيرات مليونية في معظم المحافظات اليمنية تلبية لدعوة «شباب الثورة» لإعلان رفض المبادرة الخليجية، في الوقت الذي حقق فيه العصيان المدني الذي دعي إليه، نجاحا بنسبة كبيرة في الكثير من المحافظات، وبالأخص في عدن والبيضاء والحديدة وتعز، ونجاحا بنسب متفاوتة في بعض المحافظات. ولم تقتصر موجة العنف على استهداف المتظاهرين في العاصمة صنعاء فقط، فقد سقط قتيل من المتظاهرين الذين كانوا يحاولون قطع الطرقات بالخرسانة في شوارع مدينة عدن، في وقت قتل فيه جنديان برصاص مجهولين في حي «خور مكسر»، من دون أن تعرف تفاصيل حادثة مقتلهما.

وفي محافظة الحديدة على البحر الأحمر في غرب البلاد، قام متظاهرون مطالبون بإسقاط النظام، بقطع الطريق المؤدي إلى الميناء. وقال شهود عيان إن قوات خفر السواحل المرابطة في الميناء رفعت لافتات كتبت عليها كلمات تفيد بأنها لن ترفع السلاح في وجه المتظاهرين.

أما في محافظة تعز التي تشهد أكبر الاعتصامات المتواصلة منذ قرابة 3 أشهر، فقد توفي وأصيب عدد من «البلطجية»، وذلك عندما انقلبت بهم السيارة التي كانوا يستقلونها قادمين من صنعاء إلى تعز برفقة دورية أمنية. وقال شهود عيان إن المواطنين الذين هرعوا إلى مكان الحادث المروري، عثروا على أسلحة من أنواع مختلفة مبعثرة حول مكان الحادث.

وتأتي هذه التطورات الدامية في اليمن، بعد هجمات متواصلة لقوات الأمن والحرس الجمهوري و«البلطجية» على المظاهرات وعلى المعتصمين في ساحات التغيير والحرية في عدد من المحافظات اليمنية.

على الصعيد ذاته، رحبت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، بقبول حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك، بالمبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة في اليمن. وشكرت كاثرين أشتون، في بيان صادر عن مكتبها، دول مجلس التعاون الخليجي على الجهود التي بذلتها من أجل التوصل لتسوية سياسية لنقل السلطة في اليمن. واعتبرت أشتون المبادرة الخليجية «أفضل فرصة لليمن من أجل التعاطي مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي يواجهها مستقبلا، كما أنها تمنع تصعيد أعمال العنف». في السياق ذاته، يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الأحد المقبل، اجتماعا استثنائيا في العاصمة السعودية الرياض برئاسة وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري. وحسبما أعلنت الأمانة العامة للمجلس، فإن الاجتماع سيخصص لاستكمال الإجراءات الخاصة بإقرار المبادرة الخليجية.

وفي الوقت الذي أشاد فيه أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، بقبول الأطراف اليمنية للمبادرة، فإنه من المتوقع أن يصل الزياني إلى اليمن في غضون الأيام القليلة المقبلة، من أجل تسليم الدعوات الرسمية لحضور مراسم توقيع الاتفاق الذي ينص على تنحي الرئيس صالح خلال 30 يوما من التوقيع، مع منحه ضمانات بعدم الملاحقة القضائية هو من معه في الحكم، إضافة إلى أن الاتفاق ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة، ونقل سلطات الرئيس إلى نائبه، إضافة إلى جملة من البنود الهادفة إلى إنهاء الأزمة في اليمن بصورة سلمية.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,074,854

عدد الزوار: 6,751,556

المتواجدون الآن: 104