ناشطون من حمص: جثث القتلى في الشوارع لا يمكن انتشالها بسبب إطلاق النار.. والجرحى ممددون على الأرض

مجزرة في حمص.. وواشنطن: نتابع بفزع ما يفعله الأسد

تاريخ الإضافة الجمعة 12 آب 2011 - 4:43 ص    عدد الزيارات 2913    القسم عربية

        


 

مجزرة في حمص.. وواشنطن: نتابع بفزع ما يفعله الأسد
تضارب حول حماه بعد إعلان انسحاب الجيش منها وزيارة السفير التركي.. وأردوغان: وجهنا رسالة واضحة * عقوبات أميركية جديدة وتحرك في مجلس الأمن.. وفرنسا للرئيس السوري: لا وقت للمناورات * الأسد يعترف بارتكاب أخطاء
لندن - دمشق - واشنطن: «الشرق الأوسط»
في وقت أعلن فيه النظام السوري سحب الجيش من حماه، وهو ما شكك فيه ناشطون وأكدوا أنه أعاد تموضعه ولم ينسحب، بدأت حملة عسكرية شرسة في حمص قتل خلالها 16 شخصا على الأقل، قبل موعد الإفطار. وارتفعت حصيلة يوم دموي جديد إلى 17 شخصا، أمس، مع مقتل امرأة في بلدة سرمين بمحافظة إدلب.
واستمرت الحملة الأمنية في دير الزور، وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سماع أصوات دوي انفجارات صباحا. وهاجمت القوات السورية، أمس، أيضا مناطق قريبة من الحدود التركية.
وأمام استمرار تصاعد أعداد القتلى يوميا، قال الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، أمس: «الأصوات المتحدة المنتقدة للرئيس الأسد بسبب تصرفاته الشنيعة تتصاعد. نحن جميعا نراقب بفزع ما يفعله بشعبه». وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، عن عقوبات جديدة ضد النظام السوري استهدفت «المصرف التجاري السوري» و«المصرف التجاري السوري - اللبناني»، وشركة «سيرياتيل»، أكبر شركة لخدمات الهاتف الجوال في سوريا التي يملك فيها رامي مخلوف الحصة الأكبر.
وحذرت باريس النظام السوري، أمس، من أنه «لم يعد هناك وقت للمناورات والمماطلة». من جهته، قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن تركيا وجهت رسالة واضحة لسوريا من خلال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أغلو، وأمل أن «ينتهي كل شيء في غضون 10 إلى 15 يوما». ويشهد مجلس الأمن تحركات جديدة حول سوريا، حيث كان من المقرر أن يبحث المجلس الملف السوري مجددا عصر أمس في نيويورك.
إلى ذلك، أقر الأسد بأن قوات الأمن السورية ارتكبت «بعض الأخطاء» في حملة القمع ضد المتظاهرين، وذلك أثناء اجتماع مع وفد من البرازيل والهند وجنوب أفريقيا.
 
بدء عملية عسكرية شرسة في حمص ومقتل 16 مدنيا.. واقتحام قرى بالقرب من الحدود التركية.. ودوي انفجارات في دير الزور
ناشطون من حمص: جثث القتلى في الشوارع لا يمكن انتشالها بسبب إطلاق النار.. والجرحى ممددون على الأرض
لندن: «الشرق الأوسط»
مع إعلان النظام السوري سحب جيشه من حماه وإنهاء عملياته العسكرية في المدينة التي زارها السفير التركي أمس، بدأت حملة عسكرية شرسة ضد مدينة حمص ومناطق أخرى في أنحاء البلاد، وقتل في حمص وحدها 16 شخصا على الأقل، بينما قتلت سيدة في بلدة سرمين بمحافظة إدلب رغم إعلان الجيش أنه بدأ انسحابه من المحافظة.
وقال ناشطون في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات الأمن أطلقت النار بشكل عشوائي على الناس في حي بابا عمرو فسقط 11 قتيلا وأصيب آخرون بجروح». وأضاف الناشط في اتصال لاحق أن «عدد القتلى ارتفع إلى 16 قتيلا، والجثث ملقاة في الشوارع ولا يمكن انتشالها بسبب إطلاق النار.. هناك نحو عشرين جريحا ممددون على الأرض». وأضاف الناشط «لقد بدأوا حملة اعتقالات في المنازل وفتحوا النار على كل من يحاول الهرب». وقال ناشط آخر «لقد فوجئنا بإطلاق النار، فلم تكن هناك مظاهرة في المدينة مع استعداد الناس للعودة إلى منازلهم لتناول الإفطار».
وصباح أمس، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن امرأة قتلت وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح في عملية أمنية في سرمين، في محافظة إدلب. ولاحقا أعلن مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية بدء انسحاب الجيش السوري من محافظة إدلب.
وفي دير الزور، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سماع أصوات إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات صباح أمس. وقال عبد الرحمن نقلا عن شهود عيان «شوهدت الدبابات وناقلات الجند المدرعة تجوب الشوارع في احياء الشيخ ياسين والجبيلة والموظفين، مع استمرار سماع أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات».
وأضاف «هناك مخاوف لدى الأهالي من عملية اقتحام جديدة» ينفذها الجيش وقوات الأمن في هذه المدينة التي شهدت الثلاثاء مقتل 17 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 50 آخرين، بحسب المرصد.
وكان المرصد نقل الثلاثاء عن ناشطين في دير الزور أن دبابات ترافقها سيارات أمنية ترفع رشاشات ثقيلة تنتشر في شوارع دير الزور وفي ساحة الحرية التي شهدت مظاهرات حاشدة في الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلى «اعتقالات واسعة» في هذه المدينة الواقعة على بعد 430 كم شمال شرقي العاصمة. وأفاد المصدر نفسه بـ«اقتحام قوات هائلة من الجيش مدن زملكا وعربين وحمورية (ريف دمشق)، وقيام قوات الأمن بمصادرة جميع الدراجات النارية والبدء بحملة اعتقال كبيرة»، مشيرا إلى أن «أصوات الرصاص مسموعة حتى المدن المحيطة». وأكد أن هناك «قطعا كاملا للاتصالات عن المدن» الثلاث حيث تم البدء «بحملة مداهمات للبيوت واعتقالات منذ الساعة الخامسة فجرا».
كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة من أهالي حمص توفوا نتيجة التعذيب أثناء اعتقالهم لدى الأجهزة الأمنية. وقال المرصد في بيان أمس إن جثتين سلمتا أول أمس، وجثة أخرى أمس، لأشخاص اعتقلوا خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وقال المرصد إن حصيلة القتلى تحت التعذيب في فروع الأجهزة الأمنية خلال الأيام السبعة الماضية وصلت إلى 8 حالات في درعا وحمص ودمشق وريفها. وأضاف أن «المرصد السوري لحقوق الإنسان يدين بأشد العبارات جرائم القتل تحت التعذيب في أقبية الأفرع الأمنية، ويطالب بمحاكمة القتلة أمام قضاء عادل ونزيه لينالوا العقاب العادل على ما ارتكبته أيديهم الآثمة بحق أبناء الشعب السوري».
وهاجمت القوات السورية أمس أيضا مناطق قريبة من الحدود التركية، وقال نشطاء سوريون يقيمون في لبنان إن قوات تدعمها دبابات وآليات مدرعة اجتاحت تفتناز وسرمين وبنيش قرب الحدود مع تركيا، وقتلت عددا لم يتسن تحديده من المدنيين.
من جهة أخرى، نظمت السلطات السورية أمس جولة لمجموعة من الصحافيين إلى بلدة أريحا جنوب محافظة إدلب، وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الذي شارك في الجولة، إنه شاهد عشرات الجنود يغادرون بلدة أريحا. وقال مصدر عسكري سوري إن «القوات المسلحة التي دخلت إدلب تنسحب منها». ونقلت الوكالة أن الصحافيين المشاركين في الزيارة، والذين بلغ عددهم ستين صحافيا، شاهدوا نحو ثلاثين آلية وعشر شاحنات لنقل الجنود تنسحب من أريحا، على بعد بضعة كيلومترات جنوب مدينة إدلب.
وقال المصدر العسكري إن الجيش تدخل «بطلب من أهالي مدينة إدلب وريفها، بهدف ملاحقة المخربين والعصابات المسلحة». وأضاف أنهم «يعودون إلى ثكناتهم بعد إنهاء مهمتهم».
وتتهم السلطات السورية عصابات مسلحة بتأجيج الاضطرابات والوقوف وراء أعمال العنف والاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ منتصف مارس (آذار) الماضي.
 
تضارب حول انسحاب الجيش من حماه.. وأردوغان يتوقع انتهاء «كل شيء» خلال أسبوعين
السفير التركي أدى الصلاة مع الأهالي.. والسلطات أخذت الصحافيين في جولة بالمدينة
حماه - لندن: «الشرق الأوسط»
تضاربت الأنباء حول انسحاب الجيش السوري من حماه، ففي وقت قال فيه نشطاء إن الجيش لم ينسحب بل أعاد تموضعه وانتشر في القرى المحيطة، قال آخرون إن الجيش عاد بدباباته إلى ساحة العاصي مساء.
وجا ذلك في وقت قال فيه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إنه يأمل أن «ينتهي كل شيء في غضون 10 إلى 15 يوما»، وذلك بعد يوم على زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو دمشق، وتوجيهه رسالة إلى النظام بضرورة وقف العنف.
من جانبه، قال ضابط في الجيش السوري في تصريح للصحافيين إن الجيش «خرج بشكل نهائي من حماه عائدا إلى ثكناته العسكرية» ووصف مهمة الجيش في حماه بأنها كانت «وطنية» وقد نفذها «بكل شرف وإخلاص وأعاد الأمن والاستقرار إلى المدينة». وأكد الضابط أن الجيش نفذ «مهمة نوعية وكان حريصا على دماء وأرواح المواطنين» مشيرا إلى أن «المجموعات الإرهابية المسلحة كان بحوزتها أسلحة حديثة جدا تسببت بالكثير من التخريب في مناطق عدة من المدينة».
وأعلن أردوغان أن السفير التركي لدى سوريا زار أمس مدينة حماه، حيث شاهد بدء انسحاب الجيش السوري منها، بعد انتشاره بأعداد كبيرة نهاية يوليو (تموز)، إثر مظاهرات حاشدة. وقال أردوغان خلال اجتماع لكوادر حزبه في أنقرة: «زار سفيرنا حماه ورأى أن الدبابات وقوات الأمن بدأت تنسحب من حماه». وربط رئيس الوزراء التركي بين انسحاب القوات السورية وزيارة وزير الخارجية التركي، أمس، لدمشق.
وأضاف: «إنه بالطبع أمر مهم جدا بالنسبة إلى النتائج الإيجابية للمبادرة (التركية)»، ودعا أردوغان سوريا إلى بدء الإصلاحات دون إبطاء، وقال: «نأمل أن ينتهي كل شيء في غضون 10 إلى 15 يوما، وأن تخطو سوريا خطوات نحو تطبيق الإصلاحات».
وفي تصريح للصحافيين، قال داود أوغلو إن السفير عمر أونهون أجرى «اتصالات مباشرة» مع أهل حماه، بعد لقاءات مع السلطات المحلية.
وأضاف أنه «مشي في حارات حماه وأحيائها مع فريقنا الدبلوماسي، وتحدث مع السكان، وأدى صلاة الجمعة معهم».
وتابع أن «المعلومات التي وصلتني تفيد بأن كل المدرعات والأسلحة الثقيلة تنسحب (...) هناك وجود عسكري على طريق حماه ونقاط مراقبة في المدينة لكن ليست هناك معارك ولا أسلحة ثقيلة».
وأكد داود أوغلو أن زيارة الصحافيين والسفير التركي حماه تم الاتفاق عليها خلال اللقاء الذي عقده مع الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف: «قلنا أمس للأسد إنه من المهم فتح هذه المدن للممثلين الدبلوماسيين، وخصوصا لوسائل الإعلام.. حرية الصحافة هي أهم أداة لإنهاء التكهنات والجدل.. ولتتمكن الأسرة الدولية والشعب من تكوين رأي» بشأن ما يعلنه النظام.
وكانت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية قالت إن العشرات من آليات نقل الجنود شوهدت وهي تغادر، صباح أمس، حماه.
وذكرت المراسلة أنها شاهدت العشرات من آليات نقل الجنود تغادر صباح أمس المدينة الواقعة في وسط سوريا التي انتشر الجيش بقوة في بعض أحيائها في نهاية يوليو (تموز)، بعد مظاهرات حاشدة.
وقالت الصحافية من الوكالة التي شاركت في زيارة نظمتها السلطات السورية لنحو ستين صحافيا، إن نحو أربعين آلية ترفع كل منها العلم السوري وتقل جنودا شوهدت وهي تغادر المدينة قبيل الظهر. وردد بعض الجنود الذين كانوا يرفعون إشارة النصر «بالروح بالدم نفديك يا بشار»، و«الله سوريا بشار وبس». وبدت ساحة العاصي، حيث يقع مبنى المحافظة في وسط المدينة وجرت مظاهرات ضمت حتى نصف مليون شخص أيام الجمعة في يوليو (تموز)، خالية، باستثناء بعض السيارات والمارة.
وأغلقت المحلات التجارية أبوابها، أمس، لكن محافظ حماه، أنس ناعم، أكد أن المواد الأساسية بدأت تدخل إلى المدينة، ولا سيما الخبز والخضار. وكان الرئيس السوري عين أنس ناعم منتصف الشهر الماضي محافظا لمحافظة حماه. وأقيل المحافظ السابق أحمد خالد عبد العزيز في الثاني من يوليو (تموز) بمرسوم رئاسي، غداة المظاهرة الحاشدة التي دعت إلى سقوط النظام. وفي أماكن أخرى، تقوم السلطات بتنظيف الشوارع وجمع الحجارة التي تغطي الأرض وإزالة كتابات من على الجدران.
وكان الجيش السوري دخل في 31 يوليو (تموز) حماه، وفي ذلك اليوم قال ناشطون إن نحو مائة شخص قتلوا فيما اعتبروه «أحد أكثر الأيام دموية» منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد الأسد، منتصف مارس (آذار) الماضي.
وقال الناشطون وشهود عيان إن العمليات التي تلت ذلك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى الآخرين في المدينة، التي قطعت فيها السلطات وسائل الاتصالات، وأكدت أنها تعمل على مكافحة «العصابات الإرهابية المسلحة» التي تؤكد أنها تقف وراء الاضطرابات.
وشملت زيارة الصحافيين مركزا للشرطة تبدو عليه آثار النيران. وقال الضابط في الشرطة أسامة مخلوف: «لقد أحرقه ودمره مخربون».
وأوضح هذا الضابط أن «كل مراكز الشرطة تعرضت لهجمات متزامنة من قبل المخربين» في 31 يوليو، مؤكدا أن «17 شرطيا قتلوا». وذكر سكان تحدث إليهم الصحافيون أيضا عن «مخربين»، ورحبوا بتدخل الجيش، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت خديجة، التي تبلغ عشرين عاما من العمر، إن «الوضع عاد إلى الهدوء مع دخول الجيش»، موضحة أنه «قبل ذلك كان المخربون ينصبون الحواجز في المدينة، وكان إطلاق النار متواصلا».
وكانت خديجة ترد على أسئلة الصحافيين من داخل سيارة في طريق عودتها إلى حماه، بعد عشرة أيام أمضتها في قرية مجاورة لجأت إليها مع والديها وأخواتها الخمس.
أما فواز الذي يقيم في حي السويق، فقد قال إن «الجيش جاء لحمايتنا». وأضاف: «كلنا متحدون نحن والجيش وبشار». وأكد أن «مخربين دخلوا إلى الحي الذي أقيم فيه وأطلقوا النار، ونهبوا منازل». واتهم ضابط آخر تحدث إلى الصحافيين «عصابات مسلحة» بمحاولة «زرع الشقاق بين السكان». وقال الضابط أمام مركز الشرطة المحترق في حي الحاضر: «كما ترون، ليس هناك وجود للجيش في حماه. وحدات الجيش انسحبت إلى ثكناتها بعدما أنجزت مهامها». وأضاف أن «السكان عادوا إلى بيوتهم وهم سعداء بالتخلص من العصابات المسلحة، التي حاولت زرع الشقاق بين السكان».
 
عقوبات أميركية جديدة على مصرفين سوريين وشركة «سيرياتيل» للاتصالات
البيت الأبيض: الأصوات متحدة بسبب تصرفات الأسد الشنيعة.. ونراقب بفزع ما يفعله بشعبه
واشنطن: مينا العريبي
تواصل إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، جهودها للضغط على النظام السوري، من خلال إجراءات أحادية، مثل فرض عقوبات جديدة على سوريا، من خلال العمل على ائتلاف دولي أوسع للضغط على سوريا.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني: «لقد شهدنا تحركات من دول عدة.. ونحن عملنا لهذا الهدف». وأضاف: «الأصوات المتحدة المنتقدة للرئيس الأسد بسبب تصرفاته الشنيعة تتصاعد.. نحن جميعا نراقب بفزع ما يفعله بشعبه». وكرر ما قاله الاسبوع الماضي أن مستقبل سوريا سيكون أفضل من دون الأسد.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، عن عقوبات ضد المصرف التجاري السوري والمصرف التجاري السوري - اللبناني، بالإضافة إلى عقوبات على شركة «سيرياتيل»، وهي شركة خدمات الهاتف الجوال الأكبر في سوريا. واتهمت الولايات المتحدة المصرف التجاري السوري بأنه يعمل لصالح النظام السوري والنظام الكوري الشمالي. وقال وكيل وزير الخزانة الأميركية لمكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين: «من خلال الكشف عن أن أكبر مصرف تجاري في سوريا عميل لنشاطات متعلقة بنشر الأسلحة السورية والكورية الشمالية، ومن خلال استهداف أكبر شركة هاتف جوال في سوريا، التي يسيطر عليها أحد أكثر أعضاء النظام الفاسدين، نحن نستهدف البنية التحتية المالية التي تزود (الرئيس السوري بشار) الأسد ونظامه بالدعم».
ويذكر أن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف يملك الحصة الأكبر في شركة «سيرياتيل».
ومن اللافت أن العقوبات الجديدة صدرت بموجب قرار أميركي يستهدف المتهمين بنشر أسلحة دمار شامل، وبموجب قرار يستهدف «المسؤولين عن انتهاكات حقوق إنسان في سوريا». وبموجب العقوبات الجديدة، فإن مواطني الولايات المتحدة «ممنوعون بشكل عام من التعامل التجاري أو المالي مع المصرف التجاري السوري والمصرف التجاري السوري - اللبناني و(سيرياتيل)»، كما تستوجب العقوبات حجز أي أموال في الولايات المتحدة تابعة للشركات الثلاث.
وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أنها قررت فرض العقوبات على المصرف التجاري السوري بسبب تزويد «مركز الدراسات والبحوث العملية السوري» بالخدمات المالية، وبسبب تعامله مع مصرف «تانشون التجاري»، وهو مصرف كوري شمالي. وقد استهدفت المؤسستين في عقوبات أميركية بسبب اتهامهما بتطوير أسلحة دمار شامل.
أما شركة «سيرياتيل»، فقالت وزارة الخزانة إنها فرضت العقوبات عليها لأن مخلوف يملكها، وأنه «يستفاد من فساد مسؤولين في النظام السوري».
وعلى الرغم من أن مخلوف أعلن قبل أسابيع التخلي عن حصته في الشركة، فإن وزارة الخزانة اعتبرت أنه ما زال يسيطر عليها.
وتأتي العقوبات في وقت تؤكد فيه واشنطن على عزمها مواصلة الضغوط على النظام السوري، وتطلب من دول حليفة فعل ذلك أيضا. ويقوم «المنسق» الأميركي التابع لوزارة الخارجية الأميركية، فريد هوف، بجولة أوروبية بهذا الهدف، حيث باتت جهود فرض العقوبات مهمته في هذه الجولة. ولكن أكد مصدر أميركي رسمي مطلع على الملف السوري أن واشنطن تتحرك على أصعدة عدة، وأن العقوبات ليست الوسيلة الوحيدة أو الرئيسية.
وقال المسؤول الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع إن على رأس هذه الجهود «الحديث مع المعارضة، ومساعدتها على تحديد بديل قوي للقيادة في سوريا».
وأضاف أن هناك مساعي لـ«العمل مع حلفاء بشكل ثنائي وجماعي لتوضيح موقف دولي مما يحدث في سوريا»، وردا على سؤال حول الهدف الذي تسعى إليه الولايات المتحدة في سوريا، قال المسؤول إن «وقفا فوريا للقتل هو الهدف المباشر حاليا، ونعمل على خيار بديل للمستقبل» لقيادة البلاد. وأضاف: «في النهاية الأمر يعود للشعب السوري ولكن نشجعهم على توضيح خطة ملموسة للمستقبل، وإلا فإن المستقبل سيكون غير واضح من دون خيار بديل» للنظام الحالي. ويشهد مجلس الأمن تحركات جديدة حول سوريا، حيث كان من المقرر أن يبحث المجلس الملف السوري مجددا عصر في نيويورك أمس. وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن «على العنف أن يتوقف. نحن حريصون على ذلك، ونتشجع من واقع وجود أصوات متعالية من الإدانة الدولية». واعتبرت رايس أن على العناصر السورية العسكرية «أن تعود إلى الثكنات، وأن تكون عملية الإصلاح ذات مصداقية، وهو أمر فشل حتى الآن».
ورحبت رايس بتقديم المفوضة السامية لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة نافاي بيلاي تقريرا عن الأوضاع في سوريا إلى مجلس الأمن، مطالبة بالسماح لبعثة من الأمم المتحدة لتتقصى الحقائق في سوريا. وقالت: «نحن محتارون من عدم السماح لمفوضية التحقيقات التي خولها مجلس حقوق الإنسان القيام بعملها». وأضافت: «نحن نعمل على صعد عدة للتأكيد على أن تصرفات الأسد غير مقبولة تماما، وقد فقد أي شرعية للقيادة.. نعتقد أنه سيكون من الأفضل جدا جدا لشعب سوريا وستكون سوريا في حال أفضل من دون الأسد». وتابعت: «نحن نتطلع إلى المستقبل ونتطلع إلى دعم شعب سوريا الذي لديه التطلعات نفسها للحرية والديمقراطية التي نراها في أجزاء أخرى من العالم، لذلك سنواصل محادثاتنا وجهودنا في نيويورك وفي مناطق أخرى». وشددت رايس أنه «حان الوقت لكل أعضاء المجلس لوضع مصالح الشعب السوري، بدلا من المصالح الثنائية، في مقدمة تصرفاتهم»، مضيفة أن من الضروري أن «يواصل المجلس دعمه لتوصيل رسالة قوية جدا بأن ما يحدث في سوريا غير مقبول ويجب أن يتوقف».
 
المعلم: سوريا ستخرج من الأزمة أقوى شكيمة
استقبل وفدا من جنوب أفريقيا والبرازيل والهند
دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الجيش بدأ انسحابه من حماه أمس، وقال أمام وفد من جنوب أفريقيا والبرازيل والهند إن «سوريا ستخرج من هذه الأزمة أقوى شكيمة وأشد بأسا»، معتبرا أن ما تتعرض له سوريا من «تدخلات خارجية وتحريض إعلامي واسع يهدف للضغط على قرارها السياسي المستقل الذي يقف حائلا في تحقيق أجندات خارجية».
وقال بيان سوري رسمي أمس إن المعلم التقى الوفد الذي ضم من جنوب أفريقيا إبراهيم إبراهيم وباولو كورديرو وديليب سينها، إضافة إلى مبعوثين من البرازيل والهند التي تشغل دولهم مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن. وأضاف البيان أن وزير الخارجية السوري شرح للوفد الأوضاع التي شهدتها بعض المدن السورية، «نتيجة قيام مجموعات مسلحة بالقتل والتخريب».
وبحسب البيان، قال المعلم أمام الوفد إن «وحدات من الجيش العربي السوري أعادت الأمن والاستقرار إلى تلك المدن وبدأت صباح أمس مغادرة حماه، وإن مراسلي وكالات الأنباء ذهبوا لمشاهدة الوضع هناك». وأكد أمامهم تصميم سوريا على الحوار الوطني وتنفيذ حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد. وأشار إلى إصدار قانوني الأحزاب والانتخابات العامة، معتبرا أنهما «يستجيبان للمطالب الشعبية ويؤسسان للتعددية السياسية وللحياة الديمقراطية التي سوف تتوج بإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة».
وأضاف البيان أن الوزير بين للوفد أن «ما تتعرض له سوريا من تدخلات خارجية وتحريض إعلامي واسع يهدف للضغط على قرارها السياسي المستقل الذي يقف حائلا في تحقيق أجندات خارجية». وعبر المعلم عن تثمينه مواقف الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ولبنان وروسيا والصين التي «وقفت في وجه الحملة التي تستهدف سوريا في مجلس الأمن»، وقال: إن تلك الحملة «لم تأخذ بالمعلومات والوقائع التي قدمتها سوريا المعنية والمسؤولة أولا وآخرا عن أمن واستقرار شعب سوريا وسلامة أرضه ومؤسساته».
ونقل البيان عن أعضاء الوفد تعبيرهم عن «وقوفهم مع سوريا وتضامنهم مع قيادتها»، وأنه «انطلاقا من هذه الصداقة يتشاورون مع سوريا»، مؤكدين «وقوف بلدانهم إلى جانبها من أجل إعادة الأمن والاستقرار وسعيهم المستمر وثبات موقفهم ضد أي تدخل في الشؤون الداخلية السورية». وأضاف البيان أنهم عبروا عن «ثقتهم بأن الإصلاحات التي يقودها الرئيس الأسد على مختلف المستويات ستخلق واقعا جديدا في سوريا يلبي طموحات وتطلعات شعبها». ونقل البيان عن الوفد توضيحه بأن «المجتمع الدولي مطالب حاليا بالدعوة إلى منح الفسحة اللازمة من الوقت كي تعطي هذه الإصلاحات ثمارها بدلا من إعطاء مؤشرات مشجعة للمجموعات المسلحة لتصعيد الاضطرابات والعنف».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية البرازيلية قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن اللقاء مبادرة من دول مجموعة إيبا. وإيبا مجموعة غير رسمية تضم الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا تشكلت في ظل حكومة الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003 - 2010). وأضاف المتحدث البرازيلي أن الرسالة التي ستنقلها البعثة إلى السلطات السورية تركز على «ضرورة الحوار بين الحكومة والشعب وضرورة وضع حد للعنف واحترام حقوق الإنسان». وقال أيضا إن هدف البعثة «الاطلاع على الوضع في سوريا وتقييم استعداد الحكومة للحوار». والمندوب البرازيلي هو مسؤول دائرة أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية باولو كورديرو.
وقال كورديرو في مقابلة نشرت أول من أمس، وأجريت معه في بيروت قبيل انتقاله منها إلى دمشق، إن الوفد سيجري «حوارا صريحا وحازما. ليس مقبولا استخدام العنف المفرط ضد متظاهرين عزل». وأضاف في المقابلة التي نشرتها صحيفة «ايستادو دي ساو باولو» البرازيلية: «نريد أيضا حض الرئيس (بشار الأسد) على مواصلة الحوار الذي وعد به».
وأكد المبعوث البرازيلي وجود «تناقض بين الإصلاحات التي وعد بها الرئيس والعنف الممارس في الشارع. الحكومة تقول: إنها قوى غير نظامية مسلحة، ولكن انتشار الدبابات في المدن وإطلاق النار عشوائيا أمور ليست مقبولة».
 
باريس تحذر نظام الأسد: الوقت لم يعد للمناورات ولا يمكن الاستمرار في تجاهل رسالة مجلس الأمن
الاتحاد الأوروبي يتحضر لاعلان حزمة جديدة من العقوبات
بروكسل: عبد الله مصطفى باريس - لندن: «الشرق الأوسط»
حذرت باريس النظام السوري أمس من أن «الوقت لم يعد للمناورات والمماطلة»، وقالت إنه لا يمكن لنظام بشار الأسد أن «يستمر في تجاهل رسالة مجلس الأمن الدولي» الذي أدان الأسبوع الماضي قمع المتظاهرين في هذا البلد. وقالت كريستيان فاج مساعدة المتحدث باسم الخارجية الفرنسية خلال مؤتمر صحافي: «لا يمكن لسلطات دمشق أن تستمر في تجاهل رسالة مجلس الأمن الدولي التي أكدتها دول عدة في المنطقة. الوقت لم يعد للمناورات والمماطلة. على السلطات السورية أن تستجيب للطموحات المشروعة للشعب السوري».
وأكدت أن التقرير حول تطور الوضع في سوريا الذي سيرفعه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «طبقا لإعلان مجلس الأمن الصادر في 3 أغسطس (آب)، ستكشف عناصر جديدة حول خطورة الوضع في سوريا». وأضافت: «بعد التجاوزات الجديدة التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين وفي حين تزداد الضغوط الدولية عليه، فإن فرنسا مصممة أكثر من أي وقت مضى على وقف القمع والعنف في سوريا». وتبني مجلس الأمن الدولي قبل أسبوع إعلانا «يدين» قمع المتظاهرين زاد الضغط الدولي على الرئيس السوري.
وخلال محادثة هاتفية السبت الماضي، طلب بان كي مون من الرئيس السوري إنهاء حملته العسكرية ضد المتظاهرين وحملة الاعتقالات الجماعية. وكان الأسد رفض حتى الآن الرد على اتصالاته. والخميس الماضي لم يستبعد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الذي أعلن أن على مجلس الأمن أن يدرس مجددا الوضع في سوريا بعد أسبوع على تبني الإعلان، «الإصرار على انتزاع نص أكثر إلزاما».
جاء ذلك في وقت قال فيه الاتحاد الأوروبي إنه سيعلن قبل نهاية الشهر الحالي عن ضم أسماء جديدة إلى لائحة العقوبات ضد النظام السوري، وإن الأمر يتوقف على تلقي بروكسل من الدول الأعضاء قوائم بأسماء الشخصيات المطلوب إضافتها إلى لائحة العقوبات التي سبق أن وافق التكتل الأوروبي الموحد على توسيعها لتشمل أسماء جديدة يشملهم حظر السفر وتجميد الأرصدة. وقال مايكل مان المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إن مؤسسات التكتل الأوروبي الموحد تنتظر مقترحات الدول الأعضاء حول إضافة أسماء شخصيات سورية جديدة إلى لائحة العقوبات، وإن «هناك قرارا أوروبيا صدر في هذا الصدد». وأضاف أن الإعلان عن الأسماء الجديدة سيتم قبل نهاية الشهر الحالي، وعبر عملية إدارية روتينية، «إذ لا حاجة إلى اجتماع وزراء لأجل ذلك». أما بخصوص إجراءات مشددة «جديدة» ضد دمشق، فأشار المتحدث في تصريحات له في بروكسل أمس، إلى أن هناك عدة أفكار طرحت حول توسيع أطر العقوبات لتطال هيئات عاملة في القطاعين النفطي والمصرفي، «لكن لا إجماع على هذا الأمر حتى الآن، فهو لم يتجاوز إطار النقاش» في الأروقة الأوروبية. ورأى المتحدث أن تحقيق مثل هذا الأمر لن يتم إلا بعد انتهاء الإجازة الصيفية في أوروبا، أي بحلول شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
 
ناشطون سوريون يتهكمون على «إعلام النظام السوري وأبواقه»
اختيار أفضل عشرة مقاطع مضحكة احتلت المراتب الأولى خلال الأشهر الفائتة
بيروت: ليال أبو رحال
على الرغم من القمع والتضييق الذي يتعرض له الناشطون السوريون منذ بدء الانتفاضة الشعبية في منتصف شهر مارس (آذار) الفائت، فإن ذلك لم يمنعهم من متابعة حراكهم بشتى الوسائل والطرق الممكنة. وتنال وسائل الإعلام السورية الرسمية، التي تتبنى وجهة نظر النظام السوري، حصتها من انتقاد المعارضين السوريين، الذين يتهكمون على ما تبثه أو تنشره على طريقتهم، سواء عبر الأغاني أو رسومات الكاريكاتير أو مقاطع الفيديو.
على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حاز مقطع فيديو تم تحميله أمس على موقع «يوتيوب» بعنوان «أكثر 10 مقاطع مضحكة قدمها الإعلام السوري وأبواقه»، على إعجاب وتعليقات المئات من الناشطين على شبكة الإنترنت.
وفي تقديمهم لهذا الفيديو، اعتبر الناشطون على صفحة الثورة السورية أن «الإعلام الرسمي قدم في الأشهر الماضية إنتاجا كوميديا أثار دهشة العالم»، مشيرين إلى أنه «في الملف المرفق محاولة من المنتجين لاختيار المقاطع التي حازت على المراتب العشر الأولى».
ومن جملة ما تتضمنه هذه المقاطع، اعتبار أحد ضيوف التلفزيون السوري أن قناة الجزيرة «هي قناة يهودية تم شراؤها من قبل دولة قطر وهذا مثبت».
وتعليقا على من يتظاهر في الشوارع، قال ضيف ثان «هؤلاء من يتظاهرون، هل هم من نريدهم مكان رئيسنا هذا، الرئيس الشاب البطل، أم من هو في فرنسا و«يخرف» ومن باع وطنه وقبض ثمنه مقدما من العام 2005، فليخسأوا ويلعبوا بعيدا».
ويصف ضيف ثالث المتظاهرين بأنهم «حثالة»، ويقول «سبق ووصفتهم بالحثالة (يقاطعه المذيع سائلا «من هم»)، من يتظاهر كل يوم جمعة»، معتبرا أن أعداد من يتحركون لا يتجاوز الخمسة عشر متظاهرا.
ويذهب ضيف رابع إلى اعتبار ما يجري الآن في سوريا بأنه «حرب بين سوريا وإسرائيل بالوكالة داخل الأراضي السورية، ينفذها هؤلاء الخونة والمرتدون والمرجفون في الأرض»، مشيرا بنبرة عالية إلى أن «هؤلاء قتلهم فرض وواجب، وقتالهم هو أولى من قتال العدو الإسرائيلي لأن العدو في الداخل الذي ينفذ أجندات خارجية ويأتمر بأوامر خارجية أخطر بكثير من العدو الخارجي». ويتمثل المقطع الأكثر «فكاهة» بضيف خامس ينتقد قناة الجزيرة الفضائية، ويقول: «نحن نسجل لها ولدينا فرق نفسية تحلل ما تبثه، ونجري أبحاثا». ويتابع: «نحن استفدنا من هذه التجربة، ونجري أبحاثا و«ماجستيرات» ودكتوراه في الإعلام الذي تقوم به الجزيرة، الإعلام السلبي».
وفيما اعتبر أحد الأساتذة الجامعيين أن الطفل حمزة الخطيب (14 عاما) الذي قتل تحت التعذيب وسلم إلى أهله في درعا جثة، كان يحاول اقتحام مساكن خاصة بالنساء، منتقدا «استغلال الطفولة»، يكشف ضيف آخر عن وصلة تخزين خارجية (USB) بحوزته فيها معلومات عن رجل، لم يسمه، رغم أن زوجته خانته مع عميل من وكالة الاستخبارات الأميركية. ويقول: «يا سادتي، يا أبناء شعبي السوري العظيم، في هذه «الفلاشة» (USB) ثلاث دقائق وعشرون ثانية فيها فضائح»، ويتابع متأثرا «والله العظيم الحمد لله على كل ما يرضي الله، فيها فضائح لزوجة أحدهم خان الله وخان رسوله وخان الأمة، لزوجته مع واحد من «السي آي إيه».
وتشكر إحدى المذيعات باسمها وباسم كل أهالي ميدان دمشق «الله على سقوط المطر الذي فرق المظاهرات بالعشرات»، وتختم قائلة: «فعلا لم يعد أحد يخجل».
 
وزير الدفاع السوري السابق علي حبيب ينفي إشاعات مقتله
قال: ما نشر حول أسباب انتهاء مهامي لا أساس له من الصحة
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
بعد ساعات قليلة على سريان إشاعات عن مقتل وزير الدفاع السوري السابق علي حبيب، ظهر حبيب على التلفزيون السوري في نشرة الأخبار الرئيسية مساء أول من أمس، لينفي تلك الإشاعات ويوضح سبب إنهاء مهامه. وقال: «لقد منعتني ظروفي الصحية من الاستمرار في عملي حيث دخلت على أثرها المستشفى لعدة أيام لتلقي العلاج». وأضاف: «تناقلت بعض وسائل الإعلام في إطار حملتها التحريضية المغرضة ضد بلدنا أخبارا لا أساس لها من الصحة حول أسباب انتهاء مهامي، وإنني أؤكد أنها رواية مختلقة ومجافية للواقع تهدف إلى التشويش على سوريا وجيشها الوطني».
وقدم حبيب شكره وتقديره للرئيس بشار الأسد على «الثقة» التي منحه إياها خلال فترة خدمته العسكرية، مؤكدا أنه «سيبقى جنديا وفيا للجيش العربي السوري وخطه الوطني وفي تأدية واجبه بحماية الوطن أرضا وشعبا وحفظ الأمن والاستقرار في أرجاء البلاد كافة». وتمنى لخلفه العماد داوود راجحة «كل النجاح في مهامه لتعزيز قدرة الجيش العربي السوري، درع الوطن الحصين».
وكان التلفزيون السوري الذي بث خبر إنهاء مهام الوزير علي حبيب أشار في تقريره إلى أنه كان يعاني خلال الفترة الأخيرة من المرض، وهي المرة الأولى التي يشير فيها خبر رسمي بشكل غير مباشر إلى أسباب إنهاء مهام وزير ما، الأمر الذي فتح الباب واسعا أما تدفق الإشاعات، لا سيما أن هناك معلومات عن معارضة العماد حبيب لاقتحام مدينة حماه، وأن الضربة التي كانت مقررة منذ عدة أسابيع تأجلت بسبب معارضته، وسرعان ما تناقلت مواقع الإنترنت نبأ «العثور على وزير الدفاع السوري، اللواء علي حبيب، مقتولا في منزله». وربما نهلت هذه الإشاعة من تعليقات ساخرة أطلقها ناشطون على صفحات «فيس بوك» وتوقعاتهم بإعلان النظام قريبا عن انتحار العماد حبيب «بأربع رصاصات في الرأس» في إشارة إلى حوادث انتحار لمسؤولين سوريين أعلن عنها النظام، كانتحار رئيس مجلس الوزراء محمود الزعبي في نهاية عهد الرئيس حافظ الأسد حيث قيل حينها إنه انتحر بثلاث رصاصات، وكذلك انتحار المسؤول الأمني ووزير الداخلية غازي كنعان عام 2005.
 
الوضع السوري كاد يفجر جلسة البرلمان اللبناني.. وحزب الله يتهم المعارضة بـ«اللعب بالنار»
نواب من الموالاة والمعارضة تقاذفوا «الشتائم» واقتربوا من العراك
بيروت: يوسف دياب
كاد الوضع المتفجر في سوريا أن يفجر أمس جلسة مجلس النواب اللبناني التي تحولت من جلسة تشريعية لسن القوانين، إلى منازلة سياسية قاسية اقتربت من العراك بالأيدي، وهي بدأت مع مهاجمة بعض نواب المعارضة للحكومة على خلفية موقف لبنان في مجلس الأمن حيال ما يجري في سوريا وعدم إبداء الحكومة أي تعاطف مع ما يتعرض له الشعب السوري، والرد القاسي لعضو كتلة حزب الله علي فياض الذي رأى أن «المعارضة فقدت رشدها وتمارس سياسة طائشة، وهي تلعب بالنار وتدفع بلبنان نحو الخراب». وقد طبعت النقاشات في القضايا الخلافية بالشتائم والألفاظ النابية التي تقاذفها نواب الموالاة والمعارضة، والتي كادت تصل إلى حد التشابك بالأيدي والعراك لولا تدخل بعض النواب للفصل بين زملائهم، وحسم رئيس المجلس النيابي نبيه بري هذا الخلاف على طريقته المعهودة.
فقد شكلت مداخلة عضو كتلة حزب الله النائب علي فياض المادة التي أشعلت النقاش السياسي في الجلسة، عندما قال: «إن الوضع في البلد لا يزال يكرر نفسه، وأحب أن أؤكد على أهمية الاستقرار في هذه المرحلة لنساعد على إطلاق عجلة الدولة ومواجهة التحديات والمخاطر ونحن أحوج في هذه الظروف إلى أن نحمي البلد». وإذ أكد أن «أداء الحكومة واعد ويدرك المخاطر»، أشار إلى أن «أداء المعارضة يسير في الاتجاه المعاكس، ويبدو أن المعارضة فقدت رشدها وتمارس سياسة طائشة، أقول بموقع الحرص والوطنية التي تدعو لإدراك المخاطر في هذه المرحلة، الجموح في استهداف الأكثرية يؤدي إلى إضعاف الموقف الوطني العام». وأضاف: «أحد الزملاء لمح إلى أنه سيرسل رسالة إلى المجتمع الدولي لمقاطعة الحكومة، وهذا أمر غير دستوري وسمعنا كلاما عن إمداد الثورة السورية بمقومات الصمود، وهذا أمر لا يصدق». وأضاف: «هذا الكلام يحفز مهربي السلاح الذين قبضت عليهم الأجهزة اللبنانية. ما يجري الآن هو اللعب بالنار. أتهم المعارضة بأنها تدفع البلاد إلى الخراب فيما لو أمعنت بهذه السياسة، وأدعو الحكومة إلى التنبه إلى موضوع مهربي السلاح وإلى متابعة جدية لموضوع تهريب السلاح».
وهنا رد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فريد حبيب، قال: «هذا الكلام الذي وجهه الزميل فياض غير مقبول، نحن نريد أن تقبض الدولة على مهربي السلاح، وتكشف هوياتهم».
أما الرد الأعنف على كلام فياض، فجاء من عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت، الذي قال: «لا نستطيع أن نتكلم بالاستقرار مع تنزيل القمصان السود، ولا نتكلم بالاستقرار عندما ينزل السلاح كل فترة في بيروت، وعندما لا نسمح للحكومة أن تعبر عن سياستها لدرجة نتساءل هل الانقلاب الذي حصل في يناير (كانون الثاني) هو للاستيلاء على النفط». فرد بري «هذا ليس انقلابا، هذه عملية ديمقراطية، لأول مرة في التاريخ تحصل»، فعقب فتفت «نحن دعاة الاستقرار، وضد استعمال السلاح والمقاومة الحقيقية هي ما يقوم به الجيش اللبناني، هكذا يكون لدينا مقاومة لا أحد يزايد علينا بالاستقرار، وتمنى أن يرد علينا رئيس الحكومة بقصة لاسا (النزاع على ملكية أراض بين الموارنة والشيعة في منطقة جبيل)، وانفجار الرويس (في ضاحية بيروت الجنوبية) وضرب المتظاهرين أمام السفارة السورية».
ولم يمر نواب حزب الله على كلام فتفت من دون رد، فسأل النائب حسن فضل الله «أين أصبح التحقيق من حفلة الشاي» (في إشارة إلى تقديم عناصر من قوى الأمن الداخلي الشاي لجنود إسرائيليين عند احتلالهم ثكنة مرجعيون خلال حرب يوليو/تموز 2006 وحينها كان فتفت وزيرا للداخلية)، فخاطب فتفت رئيس المجلس النيابي «لقد فتح تحقيق بما حصل ووضع تقرير مفصل فيه، وهذا التقرير موجود عندك يا دولة الرئيس».
ولم تنته الأمور عند هذا الحد، إذ أنه وخلال إدلاء عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش بمداخلته، تطرق إلى ما حصل بعد جلسة محاكمة القيادي في التيار الوطني الحر في 28 الشهر الماضي، فاستغرابه إعلان النائب (العوني) نبيل نقولا سقوط القضاء والقانون والدولة. فسأل بري النائب حبيش «لماذا تقرأ مداخلتك من الورقة؟»، فأجاب نقولا «لأنهم كتبوها له». فانتفض حبيش قائلا لنقولا «واحد متلك بيكتبولوا الكلمات». وهنا ساد هرج ومرج داخل القاعة، وتبادل نواب من الطرفين العبارات النابية التي وصلت حد الشتائم، واندفعوا باتجاه بعضهم البعض، لكن زملاء فصلوا بين المتخاصمين وحالوا دون وصولهم إلى بعضهم ومنعوا وقوع تشابك وعراك كان محتوما، كما تدخل الرئيس بري بمطرقته وصارخا بالنواب داعيا إياهم إلى العودة إلى مقاعدهم، وأمر بشطب كل العبارات النابية من محضر الجلسة.
وكان بري افتتح الجلسة عند العاشرة من قبل ظهر أمس، وأعطى الكلام بداية لوزير الداخلية مروان شربل الذي تحدث عن «مشكلة السجون التي هي من أكبر المشكلات الموجودة، والتي تبدأ بالاكتظاظ وغياب المراقبة القضائية على تنفيذ الأحكام»، لافتا إلى «أهمية موضوع العفو الذي هو أقل أمر يعطى للسجين»، وقال: «السجين كإنسان لا يعامل بالشكل اللائق والحق على قانون العقوبات، هناك حل إما أن نعدل قانون العقوبات أو نستحدث سجونا جديدة». وتمنى «حل هذه القضية قبل أن تصبح كرة نار تلقى في وجه المجلس النيابي». فاحتج عدد من النواب على كلام وزير الداخلية، فرد عليه عضو كتلة المستقبل النائب محمد قباني فقال: «عيب هذا الكلام، أنت لست ضابطا هنا»، وتدخل بري فأكد أن «العبارة الأخيرة تشطب من المحضر»، معتبرا كلام الوزير بأنه «صرخة ولا نقف عند كلمة». أما وزير الداخلية فقال: «أعتذر عن ذلك».
أما على صعيد التشريع فقد أقر مجلس النواب عددا من مشاريع القوانين، لكنه لم يقر اقتراح القانون المقدم من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون القاضي باقتطاع مليار ومائتي مليون دولار لوزير الطاقة والمياه جبران باسيل لإنتاج 700 ميغاوات من الطاقة الكهربائية، بعدما لاقى الاقتراح اعتراضا من معظم النواب بمن فيهم نواب جبهة النضال الوطني، إذ اعتبروا أن هذا الاقتراح جاء بصيغة مختصرة وطلبوا من الحكومة أن تعمد إلى تقديم شرح مفصل حول الخطة وعرضها على الهيئة العامة للمجلس بعد أسبوعين.
 
اعتصامات دعم الانتفاضة السورية تجوب المناطق اللبنانية وتخوف من احتكاكات في الشارع
نائب في «المستقبل»: التحركات ستتسع في الأيام المقبلة لأنه من العار السكوت عن المجازر
بيروت: بولا أسطيح
على الرغم من تجنب «تيار المستقبل» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، وغيره من الأحزاب اللبنانية المعارضة، تبني أي من التحركات والاعتصامات الداعمة لانتفاضة الشعب السوري التي تجوب المناطق اللبنانية في كل من الحمرا إلى تعلبايا وسعدنايل وكترمايا وغيرها، يوميا بعد صلاة التراويح، قال نائب رئيس تيار المستقبل أنطوان أندراوس «حان وقت التحرك»، كاشفا عن أن «مروحة الاعتصامات والتحركات ستتسع في الأيام المقبلة، لأنه أصبح من العار السكوت عن المجازر الحاصلة في سوريا تحت أنظار العالم أجمع». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم نعد نستطيع أن نبقى متفرجين، فالدم يسيل في دولة جارة وبشكل جبان. في ليبيا الطرفان مسلحان وهناك معارك حقيقية، أما في سوريا فالوضع مغاير كليا، النظام يواجه المعتصمين العزّل الذين لا يملكون سكينا حتى، بأبشع أنواع القتل، ويرتكب المجازر بحقهم».
ولفت أندراوس إلى أنه «في حال استمرت مواقف الحكومة اللبنانية فيما يخص الملف السوري على غرار موقفها في مجلس الأمن، فإن المعارضة ستتحرك في الشارع، وهذا حقها، للمطالبة بالحريات، وللقول إن نصف الشعب اللبناني وأكثر يملك رأيا آخر».
وإذ استهجن أندراوس «سعي بعض المجموعات المؤيدة للنظام السوري في لبنان لمواجهة التحركات السلمية الداعمة للناشطين بالقوة، دعاهم للتعبير عن وجهة نظرهم في مناطق بعيدة عن الأماكن المحددة سابقا من قبل الناشطين الداعمين للشعب السوري»، وشن أندراوس حملة عنيفة على حزب البعث في لبنان قائلا: «من يمثل هذا الحزب في لبنان فليذهب ليقاوم ويعبر عن رأيه في سوريا»، معتبرا «حزب البعث في لبنان مجرد فرع من حزب الله، ومنضويا تحت السلطة الإيرانية».
في المقابل، أكد النائب عن حزب البعث، قاسم هاشم، أن «المعارضة تزج لبنان اليوم، من خلال التحركات في الشارع، في متاهات هو في غنى عنها في هذه الظروف»، مشددا على أن «لا أحد يمكن أن يضمن عدم انفلات الأمور في الشارع إذا استمرت التحركات على هذا النمط من التدخل في الشؤون السورية الداخلية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هم كانوا يحملون شعار عدم التدخل في شؤوننا الداخلية وها هم يقحموننا في الشأن الداخلي السوري الذي هو شأن سوري محض».
ولفت هاشم إلى أن «مؤيدي النظام السوري، في ظل استمرار التحركات المضادة، سيستمرون في التحرك في الشارع للتعبير عن رأيهم، وهو ما يندرج في إطار الانقسام في الموقف السياسي تجاه التطورات».
وتنظم «رابطة الطلاب المسلمين في لبنان» اليوم اعتصاما أمام السفارة السورية في منطقة الحمرا في بيروت؛ «احتجاجا على المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري»، وذلك بعدما كان تعرض عدد من الناشطين قبل أسبوع لاعتداء في المنطقة عينها، واحتجاج نواب المعارضة على تحويل منطقة السفارة السورية إلى مربع أمني معزول. وكان «المثقفون الديمقراطيون العلمانيون» نجحوا، مساء الاثنين الماضي، في تنظيم أوسع اعتصام لبناني منذ اندلاع الانتفاضة السورية لدعم الشعب السوري، وذلك في ساحة الشهداء في وسط بيروت.
وكان حشد من المثقفين والإعلاميين اللبنانيين، بمشاركة العشرات من الداعين إلى إسقاط النظام في سوريا، رفعوا أمام تمثال الشهداء اللافتات المستهجنة للموقف اللبناني في مجلس الأمن، ورددوا الهتافات المنددة بالرئيس السوري، والمتضامنة مع الناشطين السوريين. وقد تقدم المعتصمين عدد من نواب وقياديي تيار المستقبل الذين حضروا بصفتهم الفردية. وقد مرت احتجاجات عدد من مؤيدي النظام السوري على تناول الرئيس السوري بشار الأسد مباشرة في اللافتات والهتافات، على خير مع تدخل القوى الأمنية اللبنانية التي انتشرت بكثافة في المكان.
 
أحداث سوريا تضر بصورة حزب الله وشعبية نصر الله لدى السوريين تتهاوى
متظاهر من حماه: دائما ما ينتقد الحزب المعايير المزدوجة للغرب ولكنه قام بما هو أسوأ
لندن: «الشرق الأوسط»
مع استمرار أعمال العنف ضد المدنيين في سوريا، يتأثر أحد أهم حلفاء دمشق سلبا، حيث أضرت هذه الأحداث بصورة حزب الله في لبنان. وفي احتجاجات نظمت مؤخرا، عبّر متظاهرون سوريون مناوئون للرئيس بشار الأسد أيضا عن غضبهم من حزب الله الشيعي، ودعمه الفظ للنظام الحاكم في بلادهم. وبلغ الأمر أن قام بعض المتظاهرين بإضرام النيران في علم الحزب الأصفر وصور لزعيمه الشيخ حسن نصر الله، ويعد هذا التصرف مفاجئا داخل دولة تفخر بأنها معقل للمقاومة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. ويشار إلى أن السوريين والعرب في مختلف أنحاء المنطقة جعلوا خلال الأعوام الأخيرة من حسن نصر الله بطلا قوميا بعد حربه مع إسرائيل عام 2006، وقد كانت صور نصر الله من بين أكثر الأشياء مبيعا في محلات التذكارات بسوريا.
وتظهر حالة الغضب من حزب الله الموقف الحساس المتناقض الذي اعتمدته الحركة الشيعية. فعلى جانب، كان مصدر شعبية الحزب – حتى بين الكثير من السنة في المنطقة – صورته كقوة وطنية تدافع عن لبنان ضد إسرائيل. وعلى الجانب الآخر، يجعلها تحالفها الوثيق مع سوريا وإيران عرضة لاتهامات بأنها مجرد وسيلة مسلحة جيدا تستخدمها هذه النظم الحاكمة لتحقيق مصالح.
وقد تأثرت سمعة الحركة بعد لائحة اتهام أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية مؤخرا تتهم فيها أربعة أعضاء في حزب الله بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري، عام 2005.
وقد دعم حزب الله مظاهرات معارضة للنظم الحاكمة في مصر واليمن والبحرين وتونس. ولكنه أعلن عن وقفوه إلى جانب سوريا وإيران في إجراءاتهما القمعية ضد متظاهرين.
ويقول أمجد، وهو متظاهر من مدينة حماه، لوكالة الـ«أسوشييتد برس»: «دائما ما ينتقد حزب الله المعايير المزدوجة للغرب، ولكنه قام بما هو أسوأ». وأضاف أمجد (شرط عدم ذكر اسمه بالكامل خشية الانتقام منه): «نشعر بأننا تعرضنا للخيانة».
وفي إشارة إلى الشعور بالقلق بسبب الضرر الذي لحق بصورته، تجنب الحزب الحديث عن الانتفاضة السورية. وحرص الحزب على التأكيد على رفضه الحاسم لمزاعم متكررة، ولكنها غير موثقة، من جانب نشطاء سوريين قالوا إن مقاتلين من حزب الله وإيرانيين، لهم دور في قمع المظاهرات وقتل المحتجين. وفي خطاباته الأخيرة، حرص نصر الله على جعل تعليقاته حول سوريا في أقل حد لها.
وبسبب التحالف القوي مع دمشق، لم يستطع حزب الله أن يتجنب القضية بشكل كامل، وتبنت قناة «المنار» التابعة للحزب اتجاه الحكومة السورية بتحميل جماعات متطرفة مسلحة المسؤولية عن الاضطرابات. وفي مستهل الانتفاضة، وقف نصر الله إلى جانب الأسد ووصفه بأنه إصلاحي، وذلك في خطاب أثار غضب محتجين سوريين، وقال نصر الله: «إن الإطاحة بالنظام المقاوم في سوريا، الجاهز للإصلاح، سيقدم خدمة عظيمة لإسرائيل وللنفوذ الأميركي على المنطقة».
ورفض مسؤولون بالحزب اتصلت بهم الـ«أسوشييتد برس» التعليق على الانتفاضة السورية أو تبعاتها على حزب الله، قائلين إن زعيم الحزب الشخص الوحيد المخول بالحديث حول هذا الموضوع. وتقول رندا سليم، الزميلة الباحثة في «مؤسسة أميركا الجديدة» داخل واشنطن: «مع ازدياد القمع داخل سوريا.. سيجد حزب الله نفسه يضيع المزيد من سمعته ورصيده السياسي في دعم نظام في طريقه للانتهاء».
وتأتي هذه المشكلات لحزب الله في وقت يفترض أن يكون فيه في مركز متقدم، فلديه حاليا دور مسيطر داخل الحكومة اللبنانية، كما أن رئيس الوزراء حليف للحزب، مما يعطيه نفوذا سياسيا غير مسبوق داخل لبنان بعد تهميش الفصائل التي يزعمها سعد الحريري، المدعومة من الولايات المتحدة والغرب. ولم تتأثر ترسانته الواسعة من الأسلحة والصواريخ بعد أعوام من الدعوة لنزع سلاحه.
ويقول ديفيد شنكر، مدير برنامج السياسة العربية في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»: «من الناحية العسكرية، الحزب أقوى من أي وقت مضى. ولكن تلقت مصداقيته وشرعيته إقليميا ضربة قوية». وفي مطلع العقد الماضي، كان حزب الله يحظى بشعبية غير مسبوقة بعد حرب استنزاف أجبرت القوات الإسرائيلية على الانسحاب من جنوب لبنان ووضع النهاية لاحتلال استمر 20 عاما. وفي عام 2006، قاتل الحزب ضد إسرائيل في حرب استمرت لشهر ووصلت لطريق مسدود. وكانت شعبيته داخل العام العربي واسعة لدرجة أنه ظهرت تقارير عن تحول بعض السنة في سوريا والأردن إلى المذهب الشيعي.
ولكن خلال الأعوام الأخيرة، تلقى الحزب الكثير من الضربات، بدأت باغتيال القيادي العسكري البارز، عماد مغنية، عام 2008 بتفجير سيارة مفخخة داخل دمشق. وبعد عام، عندما تحركت الحكومة اللبنانية المدعومة من الولايات المتحدة لتفكيك شبكة اتصالاته، سيطر الحزب حينها لفترة محدودة على مساحات كبيرة داخل بيروت، ورفع سلاحه ضد خصوم لبنانيين، على الرغم من تعهد نصر الله بعدم قيام الحزب بذلك يوما.
وفي الشهر الماضي، كشف نصر الله عن شبكة جواسيس تابعين للاستخبارات المركزية الأميركية داخل حزب الله، وهو خرق أمني مفاجئ للتنظيم. وتضر لائحة الاتهام ذات الصلة بمقتل الحريري، الذي ينكر حزب الله أي دور فيه، بسمعة الحزب في منطقة الشرق الأوسط التي توجد بها انقسامات طائفية. ويقول شنكر: «سيفهم السنة ذلك في سياق طائفي محض، وسيرون أن الشيعة قتلوا زعيما سنيا».
وتقول وكالة الـ«أسوشييتد برس» في تقريرها: «إن أسوأ سيناريو بالنسبة لحزب الله هو أن يسقط الأسد، على الرغم من أن ذلك غير محتمل في الوقت الحالي. ويحتمل أن لا يكون أي نظام جديد يتزعمه السنة قريبا من الحزب بالقدر نفسه، ولذا فإن أي تغيير في النظام الحاكم داخل دمشق قد يعوق طريق إمدادات مهم لسلاح حزب الله، ويلحق ضررا بالغا بنفوذه السياسي في لبنان، ويوجه ضربة قاضية للطرف الثالث في محور (إيران – سوريا – حزب الله) المقاوم لإسرائيل».
وتقول سليم: «الإطاحة بالنظام السوري، لو حدثت، ستؤدي إلى تغير قواعد اللعب داخل المنطقة»، وأشارت إلى أن ذلك سيطرح اختبارا حقيقيا لمهارات الحزب وقدراته السياسية.
 
نشطاء يطلقون حملة الـ«مليون توقيع» لطرد السفير السوري من القاهرة
اعتبروها وثيقة للضغط على الحكومة المصرية
القاهرة: محمد عجم
مع توسيع النظام السوري حملاته العسكرية في مختلف المدن السورية، وبالتزامن مع قيام عدد من الدول بسحب سفرائها من سوريا احتجاجا على الممارسات القمعية ضد المواطنين، دشن عدد من النشطاء المصريين حملة إلكترونية لجمع مليون توقيع بهدف طرد السفير السوري يوسف أحمد وأعضاء البعثة الدبلوماسية بالسفارة من القاهرة.
الحملة أطلقها مجموعة من النشطاء السياسيين وعدد من شباب حزب الوسط، وتهدف إلى مشاركة المواطنين السوريين في ما يحدث على أراضيهم من قمع وعنف، وجاء في تعريف الصفحة المخصصة للحملة على موقع «فيس بوك»: «لأننا أبناء الثورة المصرية ولأننا تذوقنا مرارة الظلم والاستبداد ومنّ الله علينا بطريق الحرية، نعلم جيدا حق الشعب السوري الشقيق في تحقيق آماله وطموحه ورغبته في رفع الظلم والاستبداد والفساد عن أرضه.. ولأن ما يقوم به هذا البشار من مجازر ضد المتظاهرين السلميين جريمة في حق الإنسانية والعروبة؛ فما يقوم به هو حقا جرائم حرب لا بد أن يحاكم عليها محاكمة عادلة، ندعو كل أبناء وطننا الأحرار الثوار إلى أن يشاركوا معنا في جمع مليون توقيع هنا لنحمل للحكومة المصرية رغبتنا في ألا يظل على أرض مصر سفير لنظام يمارس تلك الأعمال الإجرامية تجاه العزل من أبناء وطنه.. معا لطرد السفير السوري من مصر».
وأوضح محمد صبحي، أمين شباب حزب الوسط وأحد القائمين على الحملة لـ«الشرق الأوسط» أن الحملة تستهدف الحصول على تأييد مليون صوت حتى تشكل ضغطا وسندا قويا للمطالبة بطرد السفير السوري من مصر وسحب السفير المصري بالتبعية من سوريا، وأيضا تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية مثلما حدث من قبل مع ليبيا، بعدما انكشفت حقيقة نظام بشار الأسد أمام العالم عندما قتل واعتقل أبناء شعبه. لافتا إلى أنه بمجرد الوصول إلى الرقم الذي تستهدفه الحملة سيتم اعتباره وثيقة وقرينة للضغط على الحكومة المصرية ووزارة الخارجية للقيام بطرد السفير.
ويبين صبحي أن الحملة على الرغم من حداثتها، حيث أطلقت أول من أمس (الثلاثاء)، فإنها لاقت ترحيبا شديدا وردود فعل إيجابية من جانب الشباب على الوجه الأكبر، حيث ظهر ذلك من خلال تعليقات المنضمين للحملة على «فيس بوك»، الذين طالبوا بسرعة طرد من يمثل نظام بشار الذي استباح دم شعبه ودخل في حرب معهم. وتوقع صبحي أنه في خلال أيام قليلة سوف يتم الرقم المطلوب، خاصة بعد التوسع في نشر فكرة الحملة.
وقال صبحي، إن القائمين على الحملة كانوا على يقين بما سوف تصل إليه الأمور في سوريا حاليا من توسع في الحملات العسكرية ضد المواطنين العزل، وهو ما دعاهم قبل 3 أشهر إلى الخروج في مظاهرات أمام مقر جامعة الدول العربية ومقر السفارة السورية في القاهرة، من أجل المطالبة بحقن دماء الشعب السوري، قائلا: «هذه الحملة كان من الأولى أن تبادر بها الحكومة المصرية، لأنها حكومة ثورة».

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,112,706

عدد الزوار: 6,753,420

المتواجدون الآن: 109