مرجع إيراني بارز في قم يعتبر مساندة النظام السوري «واجبا دينيا»

قوات الأسد تهاجم اللاذقية برا وبحرا.. والمظاهرات تتواصل

تاريخ الإضافة الثلاثاء 16 آب 2011 - 6:34 ص    عدد الزيارات 3153    القسم عربية

        


 

قوات الأسد تهاجم اللاذقية برا وبحرا.. والمظاهرات تتواصل
قمة سعودية ـ تركية في الرياض تبحث المستجدات الإقليمية والدولية* سقوط 26 قتيلا.. وحملة اعتقالات واسعة * مرجع إيراني بارز في قم: دعم النظام «واجب ديني
دمشق - بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»
دخل سلاح البحرية السوري، أمس، طرفا في عمليات قمع المتظاهرين السوريين المطالبين بإنهاء نظام الرئيس بشار الأسد، وقصف بالرشاشات الثقيلة مدينة اللاذقية الساحلية (غرب)، مستهدفا منطقتين كثيفتي السكان تشهدان مظاهرات مستمرة منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس (آذار) الماضي. في وقت استمرت فيه العملية البرية في المدينة لليوم الثاني. وأكد ناشطون سوريون مقتل 26 شخصا على الأقل وجرح العشرات في اللاذقية، أمس. وقتل 4 آخرون في مناطق أخرى خلال عمليات أمنية ليصل مجمل عدد القتلى الى 30 قتيلا.
وقال سكان في اللاذقية إن البحرية السورية تقصف مدينتهم. وأفاد شاهد عيان: «هذا أعنف هجوم على اللاذقية منذ الانتفاضة. أي فرد يطل برأسه من النافذة يخاطر بالتعرض لإطلاق النار عليه. يريدون القضاء على المظاهرات نهائيا». وشهدت أكثر من منطقة في اللاذقية حركة نزوح واسعة للأهالي والعائلات خاصة النساء والاطفال في حي قنينص خوفا من تعرض الحي إلى الاقتحام. كما شهد حي السكنتوري إطلاق نار كثيف. يأتي ذلك بالتزامن مع حملة أمنية وعسكرية في ضاحيتين في ريف دمشق، فجر أمس، حيث جرت اعتقالات رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات. وذكر المرصد أن «قوات عسكرية وأمنية كبيرة اقتحمت ضاحيتي سقبا وحمورية بـ15 شاحنة عسكرية وثماني حافلات أمن كبيرة وأربع سيارات جيب».
وفي السياق نفسه دخلت مدينة قم، الدينية الإيرانية، على خط الأزمة في سوريا، بإعلان أحد مراجعها الكبار، وهو آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي، أن دعم نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في مواجهات الاحتجاجات المناوئة له هو «واجب ديني»، لكنه دعا الأسد في الوقت نفسه إلى إجراء إصلاحات. وفي الرياض، بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس التركي عبد الله غول مجمل المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، وذلك لدى استقبال الملك عبد الله مساء أمس في قصره بجدة الرئيس التركي.
 
اللاذقية تقصف برا وبحرا.. والقتلى والجرحى بالعشرات ونزوح للسكان
عملية عسكرية واسعة في حي الرمل الجنوبي شاركت فيها الزوارق الحربية.. ومقتل أفراد عائلة خلال هروبها * اقتحام أمني وعسكري لضاحيتين في ريف دمشق
دمشق - بيروت: «الشرق الأوسط»
دخلت عمليات قمع المتظاهرين في سوريا فصلا جديدا، بدخول سلاح البحرية السوري طرفا؛ حيث دكت زوارق حربية بالرشاشات الثقيلة مدينة اللاذقية الساحلية (غرب)، مستهدفة منطقتين بهما كثافة سكانية مرتفعة تشهدان مظاهرات مستمرة منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس (آذار) الماضي. وقتل 23 شخصا، على الأقل، وجرح العشرات في اللاذقية، التي تشهد هجوما عسكريا منذ يومين للقضاء على الاحتجاجات فيها. واقتحمت قوات أمنية وعسكرية، أمس أيضا، ضاحيتين في ريف دمشق وشنت حملة اعتقالات واسعة رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات. ولم يمنع ذلك كله من خروج المتظاهرين إلى الشوارع منددين بالقمع وداعين لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال سكان في اللاذقية إن البحرية السورية تقصف مدينتهم. وقال شاهد لـ«رويترز» في مكالمة هاتفية: «يمكنني أن أرى شبح سفينتين رماديتين. إنهما تطلقان القذائف التي تسقط في منطقتي الرمل الفلسطيني والشعب السكنيتين». وأضاف: «هذا أعنف هجوم على اللاذقية منذ الانتفاضة. أي فرد يطل برأسه من النافذة يخاطر بالتعرض لإطلاق النار عليه. يريدون القضاء على المظاهرات نهائيا»، مضيفا أن 20 ألف شخص في المتوسط يتظاهرون يوميا للمطالبة بإنهاء حكم الأسد في مناطق مختلفة من المدينة بعد صلاة التراويح.
وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن 21 شخصا، على الأقل، قتلوا إثر العملية العسكرية في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية، وشاركت فيها زوارق حربية، لافتا إلى أن «أكثر من 15 شخصا جرحوا خلال اقتحام قوات الأمن للمخيم».
وشهدت أكثر من منطقة في اللاذقية حركة نزوح واسعة للأهالي والعائلات، خاصة في حي قنينص، خوفا من تعرض الحي إلى الاقتحام، كما تم إيقاف حركة القطارات من وإلى اللاذقية بالتزامن مع قصف الزوارق الحربية على حي الرمل في المدينة.
وذكر موقع الثورة السورية على الإنترنت أن عائلة بأكملها قُتلت خلال هروبها من القصف في حي الرمل. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن العملية العسكرية جرت من عدة محاور، وشملت قصفا من زوارق حربية سورية». وأشار إلى «إصابة العشرات بجروح، منهم حالات خطرة في حي الرمل الجنوبي ومخيم الرمل». وأضاف عبد الرحمن: «كما قتل شخصان في حي قنينص في اللاذقية» الذي شهد إطلاقا كثيفا للرصاص.
وأضاف المرصد، في بيان، أنه «يتم إطلاق نار كثيف جدا من مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة» في الحي نفسه، مشيرا إلى «وجود للقناصة على الأبنية المحيطة». وأشار إلى دوي «انفجارات قوية في حيي مسبح الشعب والرمل المتجاورين». وأوضح المرصد أن «إطلاق نار كثيفا سمع في السكنتوري»، مشيرا أيضا إلى «إطلاق قذائف آر بي جي في الحي».
في الوقت نفسه، تحدث المرصد عن «إطلاق نار كثيف عند مداخل الأحياء المحاصرة والمتاخمة للرمل، مثل عين التمرة وبستان السمكة وبستان الحميمي». وأضاف أن «حي بستان الصيداوي الذي يقع بين السكنتوري والأشرفية يشهد إطلاق نار كثيفا جدا وسمعت انفجارات شديدة وتحدثت أنباء عن إصابة طفل حتى الآن».
من جهته، أشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى «إطلاق نار في حي القلعة، وكذلك إطلاق نار متقطع في الصليبة»، مضيفا أن «الأحرار يتجمعون في الأشرفية ويسدون أحد المنافذ بحاويات القمامة لمنع الأمن من الوصول إلى الصليبة». كما أعلن الاتحاد أنه «تم إيقاف حركة القطارات من وإلى اللاذقية».
ويحتل ميناء اللاذقية مكانة بارزة في هيمنة عائلة الأسد على الاقتصاد؛ حيث كان الراحل جميل الأسد، عم الرئيس بشار، يسيطر فعليا على الميناء، وتولى من بعده جيل جديد من أفراد العائلة وأصدقائهم السيطرة على المنشأة. ويقول سكان: إن القوات والدبابات تحاصر المنطقتين المستهدفتين في اللاذقية منذ شهور مع تراكم القمامة وانقطاع الكهرباء من حين لآخر.
يأتي ذلك بالتزامن مع حملة أمنية وعسكرية في ضاحيتين في ريف دمشق، فجر أمس؛ حيث جرت اعتقالات رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات. وذكر المرصد أن «قوات عسكرية وأمنية كبيرة اقتحمت ضاحيتي سقبا وحمورية بـ15 شاحنة عسكرية و8 حافلات أمن كبيرة و4 سيارات جيب». وأضاف المرصد أن هذه القوات «بدأت عملية اعتقالات واسعة؛ حيث سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في المنطقة»، كما أشار إلى أن «الاتصالات الأرضية والخلوية قطعت عن ضاحية سقبا فجرا».
وبالتزامن مع العمليات في اللاذقية، هاجمت قوات الأمن السورية، بحسب موقع «الثورة السورية» عبر «فيس بوك»، منطقة داريا خلال تشييع أحد الضحايا. كما ذكر الموقع نفسه أن قوى الأمن السورية قامت بإطلاق نار على باص للحولة مقبل من لبنان، فسقط على الفور الشاب محمد حسن العلي، من قرية الطيبة الغربية، وجرح أكثر من 7 أشخاص جروح بعضهم خطيرة.
وقال نشطاء في مجال حقوق الإنسان: إن قوات الأسد تقتحم منذ بداية شهر رمضان في الأول من أغسطس (آب) الحالي المراكز الحضرية الكبيرة والمناطق النائية؛ حيث تجتذب الاحتجاجات المطالبة بالحريات السياسية وإنهاء 41 عاما من حكم عائلة الأسد حشودا بأعداد غفيرة.
وأفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) بأن «شابا أردنيا توفي في أحد مستشفيات المملكة متأثرا بجروح أصيب بها برصاص قناص سوري أثناء زيارته لأقاربه في مدينة حمص السورية». وأوضحت الوكالة أن «المواطن طارق محمد الخالدي (20 عاما) الذي كان قد أصيب برصاص قناصة في حمص بسوريا توفي صباح الأحد في مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي» بالقرب من إربد. وأشارت الوكالة إلى أن «الخالدي كان قد نُقل بعد ظهر الخميس الماضي إلى مستشفى الملك المؤسس وهو بحالة حرجة»، وأضافت أنه «من سكان منطقة الزعتري في محافظة المفرق، ولعائلته امتداد عشائري في حمص من بني خالد؛ حيث كان بزيارة خاصة لأقاربه من أمه فأصيب وهو يقود سيارته في منطقة دير بعلبة بمدينة حمص السورية».
وأدانت منظمات حقوقية اعتقال رئيس «الرابطة السورية لحقوق الإنسان»، عبد الكريم ريحاوي، من قبل الأجهزة الأمنية السورية منذ 11 أغسطس الحالي، مطالبة بـ«الإفراج الفوري عنه، من دون قيد أو شرط». وفي بيان، أضافت: «إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سوريا ندين ونستنكر بشدة اعتقال الزميل ريحاوي ونبدي قلقنا البالغ على مصيره»، ورأت أن «احتجاز ريحاوي بمعزل عن العالم الخارجي لفترة طويلة يشكل انتهاكا لالتزامات سوريا الدولية».
كما أدانت المنظمات في بيانها «استمرار الأجهزة الأمنية في ممارسة الاعتقال التعسفي على نطاق واسع خارج القانون بحق المعارضين السوريين ومناصري الديمقراطية وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين، وذلك على الرغم من الإعلان عن إلغاء حالة الطوارئ في سوريا».
 
حي الرمل: 250 ألف سوري في بيوت من صفيح.. وواقع خدماتي مزر
ناشط لـ«الشرق الأوسط»: نشعر بمهانة مزدوجة بسبب الفقر والإهمال وفقدان الكرامة والحرية
بيروت: «الشرق الأوسط»
تعد منطقة الرمل الجنوبي التي اجتاحتها فجر أمس دبابات الجيش السوري ورجال الأمن والشبيحة، واحدة من أكثر المناطق فقرا في مدينة اللاذقية، حيث يعيش في هذه المنطقة ما يقارب 250 ألف نسمة، يسكن بعضهم في بيوت من الصفيح المعدني، في ظل واقع خدماتي مزر يسعى النظام الحاكم إلى تكريسه والتعامل مع السكان الذين يقطنون هناك، كمواطنين من الدرجة الثانية.
ولم تستطع أجهزة الأمن إيقاف المظاهرات التي تخرج يوميا وبشكل دوري في هذه المنطقة وتطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب الكثافة السكانية التي تقطن الأحياء وتضامن أهلها مع بعضهم البعض. وقد عمد المتظاهرون إلى اتخاذ ساحة السوق مركزا لمظاهراتهم وأطلقوا عليها ساحة الحرية، فتم تنظيم كرنفالات ومسرحيات وإعداد أغان تسخر من روايات النظام السوري وتدعوه للرحيل، مما دفع قوات الأمن والجيش لمحاصرة المنطقة ووضع ثمانية حواجز أمنية للتفتيش والتدقيق في الهويات، كما عمدت هذه القوات إلى محاولة اقتحام المنطقة أكثر من مرة، عبر البحر الذي تمركزت فيه زوارق حربية. وحصل إنزال في المعسكر الذي يستخدم لنشاطات منظمة «طلائع البعث» حيث تجمع عدد كبير من عناصر الأمن والجيش وانتشرت مجموعة من القناصين على أسطح أبنية مجاورة.
تمتد المنطقة التي يقع في وسطها أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الذي يضم ما يقارب 10 آلاف لاجئ، من النهر الكبير الجنوبي الذي يروي بعض الأراضي الزراعية المجاورة إلى حي الحرش المحاذي لمنطقة الطابيات غرب المدينة. وتضم أحياء المهاجرين، والشاليهات، والغراف، والقلاب، ومخيم العائدون، والسكنتوري، والبساتين، والتركمان. حيث ينتشر البناء العشوائي في هذه الأحياء وتتلاصق البيوت في مشهد يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الإنسانية.
يشير أحد سكان المنطقة إلى أن «حي الرمل لم يدخل في مخطط تنظيم المدينة. ومنذ إيقاف مشروع المنطقة السياحية الجنوبية تم إهمال المنطقة، حيث كانت تنوي بلدية المدينة إنشاءه في حي الشاليهات، فتم بناء الكثير من الشاليهات السياحية لاستثمارها من قبل السياح مما سيؤدي إلى إنعاش المنطقة اقتصاديا وتأمين فرص عمل لأبنائها. غير أن المشروع تم إيقافه بتدخل من جهات نافذة وجدت أنه سيؤثر على مصالحها مما أثر سلبا على أوضاع السكان وزاد أحوالها سوءا». ويضيف الشاب الذي يبحث عن فرصة عمل منذ فترة طويلة «السلطة تتعامل مع السكان في هذه المنطقة كحشرات، حين يحدث أي شجار أو عراك بالأيدي بين الأهالي، يأتي رجال الأمن ويمارسون عنفا أشد ضد مسببي الشجار.. يضربونهم ويصفعونهم بقسوة، وغالبا ما يبتزونهم للحصول على المال مقابل الإفراج عنهم، السلطة تمارس سياسة تمييزية بحق سكان هذه المنطقة».
ويلفت أحد الباحثين الاجتماعيين إلى أن البطالة وانسداد أي أفق في وجه مستقبل الشباب الذي يقطن في منطقة الرمل شكل حافزا رئيسيا للتظاهر والهتاف ضد نظام الحكم، «الناس تشعر بمهانة مضاعفة في هذا الحي، ففضلا عن فقدان الحرية والقدرة على التعبير يوجد فقر مدقع وتهميش خدماتي كبير وندرة في فرص العمل، مما جعل آفة المخدرات تنتشر بين صفوف عدد كبير من الشباب، للهروب من واقعهم المأساوي».
ويضيف الباحث الذي يعترف بأنه لم يتوقع وجود شباب يمتلكون الوعي والإرادة في هذه المنطقة ليقوموا بتنظيم مظاهرات سلمية وحضارية تطالب بسقوط نظام الحكم: «لم يعد يحتمل شباب الرمل، رؤية شبان مراهقين يركبون في أحياء أخرى سيارات فارهة لأن آباءهم من أرباب الفساد في البلد، وهم ينامون أحيانا بدون عشاء. هذا التناقض الطبقي ولد الكثير من الدوافع للثورة ورفض الواقع الحالي».
أحد منظمي الاحتجاجات في المنطقة يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «إضافة إلى عوامل الفقر والبطالة والتهميش التي يعاني منها الناس هنا، ثمة حاجة فطرية إلى الحرية والكرامة والشعور بالانتماء إلى وطن يحترمك».
وعن المظاهرات التي تم تنظيمها في الشهور الماضية يقول «أي سلوك أو تعبير أو شعار يؤثر على الوحدة الوطنية ويدعو للعنف يتم منعه فورا، الجميع يتعاون معنا. صحيح أنه يوجد بعض أصحاب الجنح الجنائية يشاركون في المظاهرات المطالبة بالحرية، لكن هؤلاء يتم ضبطهم وعدم السماح بأي عمل تخريبي يفكرون في القيام به، الناس هنا بسطاء يتفاعلون معنا بسهولة، ومن جهة أخرى هؤلاء ضحايا إهمال نظام البعث الذي ينشغل مسؤولوه بنهب المال العام ويمتنعون عن تقديم خدمات إنمائية تبعد هؤلاء الشباب عن الانحراف وتؤمن لهم فرص عمل».
ويضيف الناشط الذي وضع اسمه على جميع الحواجز المؤدية إلى المنطقة بسبب انتشار عدد كبير من المخبرين داخل أحيائها: «النظام حاول عبر السنوات الماضية، تكريس نظرة دونية حيال سكان الرمل واعتبارهم مجرمين وحشاشين ومتعاطي مخدرات. لكن هذه الصورة تم فضحها وكشف زيفها، حين نزل الناس وتظاهروا بقمة الحضارة والرقي، فيما يعمد النظام إلى إرسال شبيحته لتخريب ممتلكات الناس وإهانتهم، لقد تفوقنا على هذا النظام بالأخلاق والحضارة». يذكر أن دبابات الجيش السوري اقتحمت المنطقة فجر الأحد، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة ومضادات الطائرات والزوارق الحربية التي عمدت إلى قصف الحي من جهة البحر وأحدثت أضرارا كبيرة في أحيائه.
 
الأمسيات الرمضانية.. موعد جديد لآلاف السوريين للصلاة.. ثم التظاهر
أصوات الرصاص وتكبيرات المآذن امتزجت بالهتافات الداعية لإسقاط نظام الأسد
بيروت: «الشرق الأوسط»
على وقع أصوات الرصاص وتكبيرات المآذن يخرج يوميا آلاف السوريين وفي المدن والمحافظات كافة بعد صلاة التراويح، ليحيوا أمسياتهم الرمضانية في الشوارع داعين لإسقاط النظام، ومطالبين بالحرية.
صباح يوم أمس خرج الآلاف، بعد صلاة الفجر من منطقة الخالدية في محافظة حمص، ليتلوا صلواتهم في الشوارع التي امتزجت بالهتافات الداعية لإسقاط نظام الأسد، التي تردد صداها بعيدا، في أولى ساعات الصباح. الخالدية لا تزال مستيقظة منذ أيام، إذ يصل المتظاهرون اعتصاماتهم الليلية بمظاهراتهم الصباحية.
وكانوا قد تجمهروا وبالآلاف عشية الثالث عشر من رمضان رافعين لافتات كتب عليها «أي جيش سيردع حمص؟ وأي قمع سيوقف أبناءها؟» داعين للتمسك بسلمية التظاهر لإنجاح الانتفاضة.
وفي الرستن، خرج الآلاف للمناداة بالحرية وسط تحضيرات لافتة؛ إذ أضيئت خلال الاعتصام لوحات إعلانية كهربائية جيّرت لشعارات الثورة. وفي العاصمة دمشق، جابت المظاهرات مناطق القدم حي العسلي، وكفر سوسة حيث انطلقت مظاهرة حاشدة من جامع علي بن أبي طالب رفعت الشعارات المنددة بالعمليات الوحشية، التي يقوم بها النظام السوري بحق شعبه.
وفي درعا، خرج الآلاف بعد صلاة التراويح في مظاهرة حاشدة دامت ثلاث ساعات جابت معظم الشوارع، مطالبة بإسقاط النظام وبمحاسبة رموزه. وقد تخلل مظاهرة منطقة النعيمة إطلاق نار كثيف من قبل قوى الأمن لم يردع المعتصمين، الذين تحدوا الرصاص بأصواتهم الهادرة.
وعلى الرغم من الحصار الذي يفرضه النظام السوري على دير الزور، والقصف العشوائي للمنازل الآمنة، خرجت أكثر من مظاهرة، أبرزها في البوكمال، حيث نظمت مظاهرة حاشدة تحت النيران وقصف الدبابات خرجت من جامع عمر بن الخطاب، وتجمعت في ساحة الحرية، فقابلها النظام، وبحسب صفحة «الثورة السورية» عبر «فيس بوك»، بإطلاق نار كثيف على صدور المتظاهرين العارية، موقعا إصابات في صفوفهم.
ومن ريف دمشق، وفي منطقة الكسوة، احتشد الآلاف بعد صلاة التراويح منادين بالحرية وبإسقاط النظام وبنصرة أهل دير الزور وحماه ودوما وكل الأحرار. أما دوما فتحيي أمسيات رمضان على وقع أصوات المدافع، وقد توجه الشيخ أبو سليمان طيفور للمصلين والمتظاهرين مشددا على ضرورة التمسك بسلمية الثورة، وعلى مواجهة الرصاص بالصدور العارية، وقال: «بهذا الوعي الذي أظهره شعبنا في مدنه وقراه، سقطت كل محاولات النظام البائسة لاستجرار الشعب إلى تسليح الثورة، وبهذه السلمية التي توافق عليها كل الشارع ترنّحت مملكة الخوف أخيرا ووصلت إلى نهاياتها».
ومن حي الرمل الجنوبي في اللاذقية شمال سوريا، خرج أكثر من 2500 شخص مرددين «يا سوريا يا أبية بدنا فزعة للاذقية». بينما انطلقت المظاهرات في حي الصاخور في حلب وسط هتافات منددة بالنظام ورئيسه ومطالبة بالحرية. وشهدت منطقة كفر زربتا في حماه تظاهرة حاشدة انضمت إليها النسوة والأطفال الذين رفعوا لافتات حملت أسماء الشهداء الأطفال السوريين الذين وقعوا منذ انطلاق الانتفاضة في 15 مارس (آذار) الماضي.
ويستفيد الناشطون السوريون من زيادة التجمعات في المساجد، في أيام رمضان، من أجل حشد أكبر قدر من المحتجين، المطالبين بإسقاط النظام. ويقول الناشط الحقوقي والسياسي المعارض عمار القربي إن المظاهرات أضخم بكثير في رمضان «لأن الناس يسهرون حتى وقت متأخر من الليل أثناء الشهر، ويزيد إقبال الناس على المساجد».
وقال محمد، وهو طالب يدرس القانون عمره 26 عاما يشارك بالمظاهرات كل جمعة: «كل يوم في رمضان سيكون مثل يوم الجمعة». ويرد نظام الرئيس بشار الأسد على المظاهرات باستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين السلميين، ويستخدم ضدهم الدبابات والمفرقعات ودخلت أمس حلبة الصراع، الزوارق الحربية، كما حدث في اللاذقية.
وظهرت لقطات تلفزيونية تنشر على الإنترنت احتجاجات مناهضة للحكومة تجري ليلا في عدة مناطق، ومنها دمشق ومدينة دير الزور شمال شرقي البلاد ودرعا في الجنوب. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن محصلة ضحايا الأحداث التي تشهدها سوريا منذ منتصف مارس (آذار) الماضي ارتفعت إلى 1785 مدنيا و410 من الجيش وقوى الأمن الداخلي.
 
الحماصنة يتقنون «الكوميديا السوداء» في زمن الانتفاضة
ببغاوات حمص تردد: «الشعب يريد إسقاط النظام»
بيروت: بولا أسطيح
يتهافت أكثر من 10 آلاف شخص على مشاهدة فيديو حمله أحد الحماصنة عبر «يوتيوب» يصور ببغاء من حمص يردد شعاري «الشعب يريد إسقاط النظام» و«الله أكبر».. الببغاء يعيد الشعارات بحماسة وزخم قد ينفعانه في قيادة إحدى المظاهرات المنددة بالنظام السوري والمطالبة بالحرية.
فمنذ انطلاق الانتفاضة السورية في 15 مارس (آذار) الماضي وأهل حمص المعروفون في العالم العربي أربابا للنكتة وكأكثر الشعوب طرافة يتحدون أعمال القمع التي تمارَس بحقهم وبحق شعب سوريا عامة بسلاح الدعابة، فيجهزون أسلحة لمواجهة قوى الأمن بما توافر من أدوات منزلية وبالتحديد أدوات مطبخ، يبثون فيديوهات طريفة للرئيس السوري عبر «يوتيوب» بعد إدخال التعديلات اللازمة عليها، يبتكرون الشعارات المضحكة ويكتبون اللافتات المثيرة للدهشة.
ويعتبر الناشطون عبر صفحات «فيس بوك» أن «الثورة السورية قدمت نموذجا متكاملا للثورة النموذجية، فهي بسلميتها أمام واحدة من أعتى وأشرس آلات القمع التي عرفتها البشرية قدمت نموذجا فريدا في الوعي والإدراك، وإلى جانب التضحيات، قدمت الثورة نموذجا فريدا في جانبها الكوميدي، الذي جاء على قالب الكوميديا السوداء، ومن رحم المعاناة.. فكانت حمص تقدم من قلب الحصار والقمع استراحات للثائرين، ترسم على الوجوه المنتفضة ابتسامة وأملا».
وفي إطار ابتكارات أهل حمص الطريفة، رفع هؤلاء خلال إحدى مظاهراتهم لافتة كبرى عددوا عليها المواصفات التي يتوجب توافرها بالرئيس السوري المقبل، ومن ضمنها: «ألا يكون طبيبا، وأن تكون مخارج الحروف لديه سليمة».
وفي مقطع فيديو معدل بثوه عبر «يوتيوب» منتقدين الإصلاحات التي يتقدم بها النظام، صوروا الأسد يقول في أحد خطاباته: «مدة الرئاسة تتحدد بموت الرئيس.. أنا وبعد عمر طويل وعندما أموت لن أستمر.. لا رئاسة بعد الموت».
لمسة الحماصنة الخاصة على المظاهرات والفعاليات الثورية جعلت حمص قبلة الإعلام الغربي الذي تابع، بدهشة، خفة دم ثوار يواجهون النار بالدعابة؛ إذ يصور أكثر من فيديو، على الصفحة الخاصة بالثورة عبر «فيس بوك»، متظاهرين من أهالي حمص يرددون الأغاني على وقع صوت الرصاص كما الهتافات القائلة: «الشعب يريد إسقاط الرصاص» أو «عيدها عيدها»، متوجهين بذلك لمطلق النار.
وتعج صفحة «الثورة السورية» بأكثر من وصفة حمصية لإعداد أسلحة خفيفة لمواجهة الثوار. هم يستخدمون قساطل المياه كمدافع، والخضار في الكثير من الأحيان بدل الرصاص، لرشق قوات الأمن. وقد تكون المفرقعات النارية أداة فعالة في معظم الأسلحة الخفيفة المبتكرة.
وقد يستغرب أي متابع لمجريات الانتفاضة السورية عبر شاشات التلفزة العالمية من استخدام الطبل أو غيره من أدوات موسيقية لإحياء الانتفاضة وبث الحماسة في المتظاهرين. وفي هذا الإطار يعلق أحد الفرنسيين على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» قائلا: «هذا شعب يثبت يوما بعد يوم سلمية ثورته وقدرته على مواجهة أشرس الأسلحة والمسلحين بسلاح النكتة وروح التحدي».
 
مرجع إيراني بارز في قم يعتبر مساندة النظام السوري «واجبا دينيا»
معارض إيراني لـ «الشرق الأوسط»: قناصة الحرس الثوري وحزب الله ينفذون عمليات اغتيال في سوريا
القاهرة: عمرو أحمد لندن - طهران: «الشرق الأوسط»
دخلت قم، المدينة المقدسة لدى الشيعة الإيرانيين، على خط الأزمة في سوريا، بإعلان أحد مراجعها الكبار عن أن دعم نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في مواجهات الاحتجاجات المناوئة له «واجب ديني»، لكنه دعا الأسد في الوقت نفسه إلى «الإيفاء بالوعود» عبر إجراء إصلاحات سياسية.
وأصدر آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي، أحد أبرز رجال الدين في إيران، بيانا نشر في قم، أمس، دعا فيه إلى «ضرورة دعم الاستقرار في سوريا من أجل إفشال المخططات الإجرامية التي تقوم بها أميركا وإسرائيل في المنطقة. وأضاف المرجع شيرازي: «نحن نعلم أن لسوريا خصوصياتها؛ إذ إنها تعتبر من دول المواجهة مع الكيان الصهيوني الغاصب، وكونها من دول الممانعة للنفوذ الأميركي والبريطاني والفرنسي في منطقة الشرق الأوسط، وقد بدأت الدول الكبرى وإسرائيل، بمساعدة بعض الدول العربية للأسف الشديد، تعمل من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في هذا البلد المسلم والمقاوم».
وزعم آية الله العظمى في بيانه أن «أميركا وإسرائيل تتعاونان علنا مع عدد من العصابات المسلحة من أجل زعزعة الاستقرار في سوريا، وتحاولان إيجاد موطئ قدم لهما في هذا البلد بعد أن فقدتا نفوذهما في مصر وتونس واليمن»، حسبما أوردته وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية.
وفي ختام البيان دعا شيرازي «المسلمين لأن يبذلوا جهودهم من أجل إفشال المخطط الأميركي والصهيوني الذي يسعى إلى إيجاد حرب أهلية وطائفية في سوريا»، وناشد «أبناء الشعب السوري الوحدة لتفويت الفرصة على أعداء الإسلام».
وفي الوقت نفسه دعا المرجع الشيرازي الحكومة السورية إلى أن «تفي بوعودها وتقدم مجموعة من الإصلاحات الأساسية لكي تسحب البساط من تحت أقدام الدول الاستكبارية المعادية».
وكانت إيران قد ساندت ثورات الربيع العربي إلا أنها وقفت مع حليفها النظام السوري في قمع الانتفاضة التي انطلقت في مارس (آذار) الماضي، وأيدت رواية بوجود عصابات مسلحة تستهدف المدنيين.
من جهة ثانية قال معارضون إيرانيون إن قناصة تابعين للحرس الثوري الإيراني موجودون على الأراضي السورية، وأكدوا المعلومات الغربية التي نشرت أول من أمس، وتحدثت عن وجود قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية. وانتقد المعارضون الإيرانيون ما وصفوه بازدواجية الموقف الإيراني في دعمه لنظام بشار بقوات من الحرس الثوري، واعترافه بالثورات في مصر وتونس وليبيا، معتبرين أن إسقاط النظام في سوريا سيضعف النظام الإيراني في الداخل والخارج، وسيقوي من موقف المعارضة، وسيكشف حقيقة المخططات الإيرانية في المنطقة.
من جهته، أوضح محمود أحمد، المعارض الإيراني، والمتحدث الرسمي باسم القوميات غير الفارسية في إيران، كذب ما يدعيه النظام الإيراني عن عدم دعمه لنظام بشار حيث قال لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا ما يؤكد وجود الكثير من عناصر قناصة الحرس الثوري في سوريا، والأخطر أنهم يقومون بقتل المتظاهرين من مرتفعات في المدن السورية، بالإضافة إلي أن بعض الأسلحة والهراوات الكهربائية التي تحملها أجهزة الأمن هي إيرانية الصنع». وكشف أحمد في اتصال تليفوني من لندن، عن توفر معلومات لديه تثبت قيام عناصر من حزب الله بعمليات داخل سوريا لحساب النظام.
وعبر أحمد عن رفض كل تيارات المعارضة الإيرانية للتدخل العسكري الإيراني في سوريا، مشيرا إلى أن إيران ستسعى لإيجاد بديل آخر لسوريا لحفظ مصالحها في المنطقة، لثقة طهران في سقوط النظام في سوريا قريبا، ومؤكدا أن نظام إيران لا يدافع عن سوريا إلا لحفظ مصالحه في المنطقة، وتوقع أحمد حدوث مساومة بين إيران والغرب لحفظ مصالح إيران في المنطقة مقابل عدم تدخلها في سوريا.
من جهة أخرى أوضح ناصر جابر، المعارض الإيراني ورئيس المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، عن مساندته للثورة السورية قائلا: «نقوم بالخروج معهم في المظاهرات في العواصم الأوروبية وسنبقى نساندهم حتى يسقط نظام الطاغية بشار»، موضحا أن ضعف إمكانيات المعارضة الإيرانية هو الحاجز وراء عدم وجود أوجه أخرى لدعم الشعب السوري.
وأشار جابر إلى أن المعارضة الإيرانية تلعب دورا كبيرا في فضح الداخل الإيراني وقلقه حيال الثورة في سوريا، وما يرتكبه من مجازر في حق الثوار السوريين، قائلا إن بقاء النظام في سوريا له أهميه كبرى لخدمة مصالح طهران في المنطقة، لعل أبرزها أن إيران تقوم من خلال سوريا، بنشر المشروع الفارسي التوسعي، كما تعد سوريا «ترانزيت» لدعم وتقوية الأوراق الإيرانية في فلسطين وحزب الله، والتغلغل في الخليج العربي، بصورة مادية وعسكرية.
وأضاف جابر لـ«الشرق الأوسط» أن لديه الكثير من المعلومات المؤكدة من داخل الحرس الثوري الإيراني، تؤكد وجود قاعدة عسكرية للحرس الثوري في مدينة اللاذقية (شمال سوريا) لتقوم بحماية المصانع العسكرية، والشركات الإيرانية، بالإضافة إلي ارتكاب جرائم القتل والتعذيب بحق المدنيين العزل.
وكانت مصادر استخباراتية غربية ذكرت، أول من أمس، لصحيفة الـ«ديلي تلغراف» البريطانية أن إيران وافقت على تمويل إنشاء مجمع عسكري جديد في مطار اللاذقية السوري يكلف ملايين الدولارات، وأن ضباطا من الحرس الثوري الإيراني سيتمركزون في المجمع بشكل دائم لإدارة عمليات الشحن. ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إنه تم التوصل إلى الاتفاق الخاص بإقامة القاعدة عقب زيارة قام بها لطهران محمد نصيف خير بك، مساعد نائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية، وحليف للرئيس السوري بشار الأسد، في شهر يونيو (حزيران) الماضي. ويقضي الاتفاق بأن تساعد إيران في تطوير مجمع عسكري في مطار اللاذقية، يتم الانتهاء من إقامته مع حلول نهاية العام المقبل. وأضافت الصحيفة أن الهدف من الاتفاق هو فتح طريق إمدادات يساعد إيران على نقل المعدات العسكرية إلى سوريا.
من جهة ثانية انتقد جابر خلال اتصال هاتفي من الدنمارك، الموقف الإيراني حول الاعتراف ببعض ثورات المنطقة، كمصر وتونس، وإنكارها للثورة في سوريا، واصفا موقف إيران بالازدواجية في التعامل مع قضايا المنطقة، مؤكدا أن سقوط النظام في سوريا سيكون ضربة موجعة للنظام الإيراني، ومشيرا إلى أن إيران لن يصبح في يدها ما تقوم به من مناورات لخداع العالم العربي. وأشار جابر، إلى أن المعارضين الإيرانيين عانوا كثيرا بسبب قوة العلاقة الإيرانية السورية، حيث سلم النظام السوري لطهران الكثير من المعارضين لنظام إيران داخل سوريا.
 
مظاهرة في الدار البيضاء ترفع شعار «يا بشار يا جبان الشعب السوري لا يهان»
حركة «20 فبراير» المغربية تندد بالمجازر التي ينفذها النظام السوري
الدار البيضاء: فؤاد الفلوس
استنكر مشاركون في مظاهرة دعت إليها حركة «20 فبراير» الشبابية الاحتجاجية، الليلة قبل الماضية في الدار البيضاء، عمليات العنف والقتل والمجازر التي ينفذها نظام بشار الأسد في سوريا ضد الشعب السوري، ورفعوا شعارات تتهم بشار الأسد بأنه «خائن وجبان» كما رددوا شعارات تقول «يا بشار يا جبان يا ابن بائع الجولان، الشعب السوري لا يهان». وعبر المحتجون عن تضامنهم مع الشعب السوري في مواصلة مظاهرات الصمود، وأصبحت الشعارات المنددة بالنظام السوري تتردد باستمرار في مظاهرات المغاربة، وهو أمر لم يكن معتادا، حيث إن أغلب المظاهرات ومنذ أشهر ظلت تركز على الأوضاع الداخلية.
وعرفت المسيرة الاحتجاجية لحركة «20 فبراير» التي انطلقت من شارع «العقيد علام» في حي «بورنازيل» بالدار البيضاء، على خلاف باقي المسيرات الاحتجاجية غياب من تعتبرهم الحركة «بلطجية»، كما أنها المسيرة الأولى من نوعها التي لم تنظم فيها حركة «التاسع من مارس» المؤيدة للدستور الجديد مسيرة احتجاجية مضادة، حيث كانت تعرف جميع المسيرات الاحتجاجية السابقة نزول هذه الحركة موازاة مع حركة «20 فبراير». إلى ذلك، ردد المحتجون شعارات تستنكر سوء خدمات قطاعي الماء والكهرباء في الدار البيضاء، كما رفعوا لافتات تندد بغلاء المعيشة وتطالب بتحسين الأوضاع الاجتماعية.
وشهدت المسيرة شكلا احتجاجيا جديدا تمثل في رفع المحتجين لأعمدة ضوئية تم توزيعها على المتظاهرين، ورسم لوحة مجزأة على شاكلة المشجعين الرياضيين كتب عليها «عاش الشعب»، كما ارتدى المتظاهرون أزياء تقليدية تمثل أزياء المدن المغربية من الشمال إلى الجنوب، وبادر بعض سكان حي «البورنازيل» إلى توزيع التمر والحليب على المتظاهرين.
وقال أحد أعضاء حركة «20 فبراير» إن عدد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية تجاوز 60 ألفا، في حين أفادت مصادر من السلطات المحلية بأن العدد أقل من ذلك بكثير. يشار إلى قوات كبيرة من الشرطة كانت تراقب المظاهرة، كما انتشرت سيارات إسعاف على جنبات الطريق، وقالت مصادر أمنية إن ذلك كان تحسبا للتدخل في حالة حدوث صدامات، أو أحداث عنف. واستمرت المسيرة التي انطلقت في العاشرة والنصف من الليلة قبل الماضية إلى حدود منتصف الليل، وأنهى المحتجون المسيرة في شارع «القوات المساعدة».
وكانت حركة «20 فبراير» الشبابية دعت أول من أمس إلى مسيرات احتجاجية مماثلة في 60 مدينة مغربية، وعرفت بعض المدن تدخلات أمنية، وقالت مصادر الحركة، إن تدخلا عنيفا حدث في طنجة.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,757,439

عدد الزوار: 6,913,262

المتواجدون الآن: 109