قصف مدمر وقص أشجار تسهيلا للقنص.. والخسائر أكبر من المعلن بكثير

حمص تحت القصف.. والشبيحة يثيرون الذعر في اللاذقية

تاريخ الإضافة الإثنين 22 آب 2011 - 4:35 ص    عدد الزيارات 2390    القسم عربية

        


 

حمص تحت القصف.. والشبيحة يثيرون الذعر في اللاذقية
مسيرة نسائية بحي الميدان في دمشق > مصدر تركي لـ «الشرق الأوسط»: على السوريين كسر حاجز الخوف
صورتان لجنود سوريين يقومون بضرب محتجين على وجوههم بعد اعتقالهم في وسط مدينة حماه أمس (أ.ف.ب)
بيروت: ثائر عباس لندن ـ دمشق: «الشرق الأوسط»
عاشت مدينة حمص امس، يوما تحت القصف، فيما سجل ناشطون في سوريا يوما داميا جديدا في البلاد قتل فيه 13 شخصا على الأقل. و أطلق النظام السوري العنان لقوات «الشبيحة» الموالية له لتبث الذعر في اللاذقية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات من الأمن والشبيحة اقتحمت حي قنينص في اللاذقية وروعت الأهالي واعتقلت من تصادف وجوده في الشوارع. وفي دمشق، خرجت نحو 200 سيدة في مظاهرة نسائية في حي الميدان انطلقت من محيط جامع الدقاق واتجهت نحو سوق أبو حبل.
من جهتها بدأت المعارضة السورية في إسطنبول أمس محاولة جديدة لتوحيد صوتها لملاقاة الجهد الدولي الهادف إلى إسقاط النظام السوري. وقال مصدر تركي لـ«الشرق الأوسط» إن المطلوب من «المعارضة السورية أن توحد صفوفها على غرار ما قام به الليبيون»، موضحا انه «يتوجب على الشعب السوري أن يقول كلمته، فأين حلب ودمشق مما يجري؟». وقال المصدر: «الشعب السوري يجب أن يكسر حاجز الخوف ويقرر مصيره بنفسه».
 
طائرات تحلق فوق حمص وقصف للأحياء وإطلاق رصاص عشوائي.. و13 قتيلا حصيلة يوم دموي جديد
العثور على جثث 5 أشخاص في حقول ريف حمص كانوا اختطفوا من قبل الأمن والشبيحة
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
استمرت العمليات العسكرية الشرسة في عدة مدن سورية أمس، وبعد يوم جمعة دموي سقط فيه 33 قتيلا بحسب الحصيلة الأخيرة، سقط أمس عدد جديد من ضحايا النظام السوري. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن 13 قتيلا سقطوا أمس، بينهم 7 في الرستن (ريف حمص) وحدها «منهم 5 عسكريين منشقين تمت مداهمة وحدتهم وقتلهم قبل الفرار». وأضاف اتحاد التنسيقيات أن شخصا قتل في منطقة الحراك بدرعا، و5 قتلى سقطوا في الزعفرانية القريبة من الرستن، «أثناء محاولة اعتقال 5 مدنيين مطلوبين من منازلهم». وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى «مرور عشر دبابات من طريق حماه بجانب القصور إلى داخل حمص» لافتة إلى أن «وجهة هذه الدبابات غير معروفة».
وقال أحد سكان حمص لـ«الشرق الأوسط» إن المدينة «أمضت ليلة سوداء أول من أمس الجمعة بعد صلاة التراويح، حيث جابت الدبابات شارع الزير، كما تعرضت عدة أحياء للقصف وإطلاق الرصاص العشوائي وسط المناطق السكنية مع إلقاء القنابل الصوتية طوال الليل لا سيما حي الخالدية وبابا عمرو وباب الدريب وباب السباع وحديقة العلّو التي تم اقتحامها وتدمير الموقع الذي كان يحتله المتظاهرون». وأضاف أن القصف تجدد ظهر يوم أمس.
وقالت مصادر محلية إنه سمع صوت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش تحلق فوق المدينة المضطربة في الساعات الأولى من صباح أمس حيث قطع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف الأرضية عن بعض الأحياء يوم الجمعة «بشائر النصر» التي حتف فيها أهالي حمص تسخر من الرئيس الأسد وطالبوا بإعدامه.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن نشطاء، أن قوات الجيش السوري قصفت أمس مناطق في مدينة حمص. وقالت نقلا عن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أنه شوهدت الطائرات تحلق فوق حمص.
وذكر الاتحاد أن قوات الأمن فتحت نيرانها بشكل عشوائي في حي الخالدية لكن لم ترد أنباء حول سقوط ضحايا. وسمع دوي انفجار كبير في وقت سابق من أمس في حي بابا عمرو في حمص لكن لم تكشف تفاصيل حول الأسباب أو عدد الضحايا.
وقال نشطاء في حمص لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات الحكومية السورية أطلقت نيران مدافعها الآلية الثقيلة في منطقة سكنية رئيسية في مدينة حمص في ساعات مبكرة صباح أمس، وقال سكان إنهم رأوا طائرات هليكوبتر عسكرية تطير فوق المدينة. وأضاف النشطاء أن إطلاق النار تركز في حي الخالدية. ونقلت أيضا عن ناشطين قطع خطوط الكهرباء والتليفونات الأرضية في المدينة.
وارتفعت حصيلة جمعة «بشائر النصر» إلى 34 شخصا على الأقل بينهم أربعة أطفال قتلوا بالرصاص على أيدي قوات الأسد في محافظة درعا حيث انطلقت الشرارة الأولى للانتفاضة ضد الأسد في مارس (آذار) الماضي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 16 شخصا قتلوا في أحياء متفرقة من حمص وريفها وقتل 15 شخصا في ريف درعا و3 أشخاص في ريف دمشق عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين. وأكد المرصد «اكتشاف جثامين 5 أشخاص الجمعة في أحد حقول الحولة (ريف حمص) تبين أنها لأشخاص اختطفهم الأمن والشبيحة قبل يومين».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن متظاهرين اثنين قتلا بنيران رجال الأمن في مدينة الرستن بينما دخل رتل من المدرعات وتعزيزات أمنية إلى أحياء في حمص أمس وشنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات في اللاذقية. ونقل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن ناشط في مدينة الرستن أن شخصين قتلا وجرح آخرون ظهر أمس عندما أطلق رجال الأمن النار على متظاهرين خرجوا بعد صلاة الظهر في المدينة. وذكر أن «رتلا من المدرعات دخل فجر» أمس إلى حي الخالدية في حمص، غداة خروج نحو 20 ألف متظاهر في الحي يوم جمعة «بشائر النصر». وأضاف مدير المرصد أن «إطلاق الرصاص الذي لم ينقطع خلال الليل كان لا يزال مستمرا لغاية مساء أمس، في أحياء الخالدية وبابا عمرو والإنشاءات».
وأشار عبد الرحمن إلى «انقطاع الاتصالات الأرضية عن حي الإنشاءات وبابا عمرو والاتصالات الخليوية والأرضية عن حي الخالدية». وأضاف «كما وصلت تعزيزات أمنية إلى حيي بابا عمرو والإنشاءات تضم 9 آليات بين شاحنة وسيارة محملة بعناصر مدججة بالسلاح» مشيرا إلى أن «إطلاق الرصاص المستمر في حيي الإنشاءات وبابا عمرو أسفر عن سقوط 8 جرحى على الأقل».
وأضاف المرصد أن قوات من الأمن والشبيحة اقتحمت صباح أمس حي قنينص في اللاذقية وروعت الأهالي واعتقلت من تصادف وجوده في الشوارع». ونقل المرصد عن أهالي الحي «إن من بين المعتقلين أشخاصا دون سن الثامنة عشرة» مشيرا إلى أن «قوات الأمن والشبيحة فرضت حصارا على الحي ومنعت الدخول والخروج منه». كما أكد ناشط من الحراك التي قتل فيها يوم أول أمس 5 أشخاص برصاص الأمن «إن الأهالي رفضوا استلام جثامين أبنائهم الذين استشهدوا يوم الجمعة لأن الأجهزة الأمنية طلبت منهم تعهدا بعدم خروج تشييع كبير للشهداء فرفض الأهالي وتحول تجمعهم قرب المشفى إلى مظاهرة أطلقت قوات الأمن الرصاص عليها لتفريقها».
وأشار المرصد إلى «انتشار أمني كثيف وتعزيزات من قوات مكافحة الإرهاب في الحراك التي فرض فيها حظر للتجول» لافتا إلى أن «فضائية مقربة من السلطات السورية تقوم بتصوير ما حصل من قمع وقتل في المدينة يوم أمس على أنه من فعل العصابات المسلحة».
في الوقت ذاته، تفرض المدرعات حصارا على قرية موحسن في دير الزور شمال شرقي سوريا حيث قام أفراد الأمن بمطاردة محتجين مطلوبين وفق ما قال النشطاء الذين أكدوا أن قوات الأمن نفذت حملات اعتقال واسعة في القرية.
في غضون ذلك، ذكرت قناة «الجزيرة» أن خمس قذائف أطلقها الجيش السوري أمس ضربت منطقة حدودية بالقرب من مدينة أنطاكية التركية. ونقلت القناة عن شهود عيان قولهم إن قذيفة سقطت بالقرب من موقع تابع للحرس الحدودي التركي.
وفي ريف حماه جرت حملة تمشيط واعتقالات واسعة، وفي مدينة مصياف - وسط - ذات الأغلبية العلوية في ريف حماه، تحول تشييع محمد وطفة إلى مظاهرة مناهضة للنظام. وقال ناشطون إن مجندا في الجيش السوري قتل برصاص الأمن، لرفضه إطلاق النار على المتظاهرين في حرستا يوم أول من أمس الجمعة. وحاولت قوات الأمن السيطرة على التشييع ورفع صور الرئيس والهتاف له لكنهم فشلوا على الرغم من الوجود الأمني والعسكري الكثيف بالسلاح الكامل، وذلك بسبب الأعداد الضخمة التي كانت تهتف للمجند القتيل والحرية والتي قدرت بنحو سبعة آلاف مشيع. وقد حدثت بعض المناوشات ومحاولات ترهيب برفع السلاح والصور عند الدفن ولكن تم فضها.
وفي ريف دمشق تحول تشييع أحمد الحسين في مدينة الرحيبة في منطقة القلمون إلى مظاهرة حاشدة مناهضة للنظام وطالبت بإعدام الرئيس رغم الحصار الأمني وتكثيف واستنفار الجيش حول المقبرة القريبة من اللواء 81.
وفي حوران قال ناشطون إنه تم اقتحام بلدة خربة غزالة في الساعة الخامسة فجرا وتم اعتقال نحو مائة وستين شخصا من قبل قوات الأمن مدعومين بالشبيحة ومن بين المعتقلين الشقيقان معتز بديوي 37 عاما ويعمل مدرسا، ومعتصم بديوي صاحب متجر 30 عاما، وكذلك معتصم عبد الكريم بديوي.
إلى ذلك، خرجت نحو 200 سيدة في مظاهرة نسائية في حي الميدان انطلقت من محيط جامع الدقاق واتجهت نحو سوق أبو حبل وهتفت المشاركات لنصرة المدن المحاصرة، ورمين منشورات في الشارع. واستمرت المظاهرة نحو عشر دقائق وانفضت قبل وصول قوات الأمن إلى المنطقة، لتكون أول مظاهرة في الميدان في غفلة عن أعين رجال الأمن.
ويأتي هذا التحرك فيما اعتبرت صحيفة «الثورة» الرسمية أمس أن «الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية اليوم تحاول الانتقال لمرحلة جديدة بعد مسلسل الخيبات». وأضافت: «بعد مسلسل الخيبات هذا وبعد استنفاد كل السبل بما فيها دعم التنظيمات المسلحة وقوى المعارضة في الخارج تحاول واشنطن وباريس ولندن وبرلين اليوم بالحركة البهلوانية التي خرجوا بها على العالم بناء تحالف دولي لفرض إرادته الاستعمارية على سوريا». وأشارت إلى أن هذه الدول «أيقنت أن المخطط مني بالإخفاق وأدركت أن كل الأفعال التحريضية التي سعت من خلالها لاستمرار الأزمة قد أخفقت هي الأخرى».
وكان من المفترض وصول بعثة إنسانية إلى سوريا بعد ظهر أمس للوقوف على نتائج عملية قمع الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها البلاد. وكانت مديرة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة فاليري اموس أعلنت الخميس أن بعثة إنسانية ستزور سوريا خلال نهاية هذا الأسبوع للوقوف على نتائج عملية قمع الاحتجاجات. وقالت اموس «لقد حصلنا على ضمانات بالذهاب حيث نريد (..) سنركز على الأماكن التي وصلت منها تقارير بحصول مواجهات».
من جهة ثانية، أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس أنه تم «تشييع جثامين 12 شهيدا من عناصر الجيش والقوى الأمنية والشرطة قضوا برصاص المجموعات الإرهابية المسلحة أمس في حمص وإدلب وريف دمشق إلى مثواهم الأخير في مدنهم وقراهم».
 
شاهد عيان يروي لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل عملية اقتحام حي الرمل
تحدث عن قصف مدمر وقص أشجار تسهيلا للقنص.. والخسائر أكبر من المعلن بكثير
بيروت: «الشرق الأوسط»
لم يتمكن أهالي منطقة الرمل الفلسطيني جنوب مدينة اللاذقية في جمعة «بشائر النصر» كما أطلق عليها ناشطون سوريون، من الخروج في مظاهرات تطالب بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد وتطالب برحيله.. فالحي الذي تعرض في الأيام الماضية إلى قصف مدمر أدى إلى نزوح معظم سكانه، بعد أن اجتاحته دبابات الجيش السوري وتوغلت في أحيائه عناصر الأمن والشبيحة، لم يلملم جراحه بعد وفق شهود عيان. ويكشف أحد سكان الحي لـ«الشرق الأوسط» عن ظروف عملية الاقتحام التي قام بها الجيش السوري، فيقول «بدأ الاقتحام يوم السبت في 13 أغسطس (آب) من منطقة الطلائع، وهي تعتبر ضمن أرض مخيم اللاجئين، تمركزت الدبابات من باب معسكر الطلائع إلى مدرسة الأونروا - الخيرية، وتم إطلاق النار بأسلحة ثقيلة بشكل عشوائي، مما دمر المنازل والمحلات المطلة على الشارع العام وسكانها. كما تم اقتحام أحد المنازل المقابلة لمعسكر الطلائع والعبث بمحتوياته، علما بأنه لم يكن أحد بالبيت وتم اقتحام وتكسير المحلات وخلع الأقفال».
ويضيف الشاب الثلاثيني الذي نزح مع عائلته خوفا من القصف المدفعي وإطلاق النار العشوائي، أن الأمن قام بـ«تخريب وقطع أسلاك الكهرباء عن طريق الرصاص العشوائي الذي طال الطوابق العالية من البيوت بهدف الأذى حيث لا يوجد أحد على أسطح المنازل، كما قاموا باقتحام حي الغراف من الأزقة المطلة على الشارع العام، مرورا بمنازل الفلسطينيين، مع إطلاق النار بشكل عشوائي مما أدى إلى جرح شاب فلسطيني بالإضافة إلى مداهمة المنازل واعتقال عشوائي. واستمر إطلاق الرصاص حتى وقت متأخر من الليل لساعات الصباح الأولى». يتابع الشاب وصفه لما حدث «في صباح يوم الأحد 14 أغسطس تم التجهيز لاقتحام الرمل وبدأت الحملة الساعة 6 صباحا من شارع المخيم ومن شارع الغراف ومن مفرق مدرسة الأونروا - عتليت. توجه قسم من الدبابات عن طريق البحر - كتيبة كاملة من جنود ودبابات وأسلحة رشاشة - بحيث تم اقتحام الحي من ثلاثة محاور.. شارع الغراف وشارع المخيم الرئيسي والطريق البحري للمخيم». وعن الخسائر المادية التي نتجت عن الاقتحام يقول «أدى الاقتحام إلى تدمير المنازل والمحلات على طول شارع المخيم الرئيسي وأدى ذلك إلى إصابة تمديدات المياه وتدمير السيارات الخاصة المركونة في الطريق. كما دخلت دبابة إلى ساحة جامع فلسطين في المخيم وأطلقت النار في شارع حارة يافا».
ويؤكد أن انشقاقات حدثت في الجيش وتم تبادل إطلاق النار بين عناصر الجيش. ويقول: «استمر إطلاق النار نحو 3 أيام، كما قام الأمن بنبش مقبرة ثلاثة شهداء كانوا قد سقطوا من أسبوع وتم تصويرهم على أنهم قتلى من الأمن».
الشاب أمضى فترة الاقتحام لمدة ليلتين مع أمه في منزلهما حيث كانت الاتصالات والكهرباء مقطوعة، فجلسا في غرفة صغيرة بعيدة عن الشارع العام تجنبا للرصاص الثقيل الذي كان يخترق الجدران وكان يسمع فتات الحجارة التي تتساقط من المباني المجاورة لمنزله إثر تعرضها للرصاص الثقيل والعشوائي. ويشير إلى أن «قناصين كانوا يتمركزون على المباني داخل معسكر الطلائع الذي تم قص الأشجار فيه لكي تصبح عملية القنص أسهل تحضيرا للاقتحام، كما تم استخدام (بنادق) روسيات وبي كي سي ورشاشات ثقيلة محملة على الدبابات والمدرعات، إضافة إلى استخدام الزوارق البحرية».
وعن القتلى والمصابين يقول إن «العدد يفوق بكثير ما ذكر في وسائل الإعلام، وبالنسبة إلى الجرحى فإن سكان المنطقة بذلوا جهدهم لإنقاذ من أصيب برصاص الأمن لكن دون فائدة، لعدم امتلاكهم الخبرة الكافية حيث إن أطباء الرمل نزحوا مع الأهالي إضافة إلى ندرة وجود الأطباء في منطقة الرمل حيث يتركز معظمهم في المخيم، كما أن عيادات الأطباء على الشارع العام تضررت من الاقتحام الوحشي». ويلفت الشاب إلى أن «ما بقي من سكان في منطقة الرمل الفلسطيني لم يستطيعوا المشاركة في جمعة (بشائر النصر) بسبب التخريب والتهجير والاعتقالات العشوائية التي قامت بها أجهزة الأمن إضافة إلى الحواجز الأمنية التي تنتشر في كل مكان وتحسب على الأهالي أنفاسهم». ويضيف: «سارت سيارات الأمن يوم الجمعة ونادت عبر مكبرات الصوت بأنه يمنع الصلاة في جميع مساجد المنطقة، ما عدا مسجد فلسطين الذي تم إخضاعه لحصار أمني مشدد». ويؤكد أن «سكان الرمل وبمجرد أن تضعف القبضة الأمنية التي سلطها النظام على المنطقة بعد اجتياحه الوحشي لها، سيعودون إلى التظاهر والمطالبة بسقوط نظام تفنن في قتل أبنائهم واستباح بيوتهم بشراسة ووحشية»، ويضيف «لقد كانت مظاهراتنا سلمية نطالب فيها بحقوقنا ونندد بجرائم بشار الأسد في مدن وأرياف سوريا كافة، تم إنشاء منصة وضعت في ساحة الحرية وجهزت بمعدات الصوت وبمولدات كهربائية لأن النظام كان يقطع الكهرباء في الساحة عن قصد وقت التجمع، الشعارات كانت تنادي بالحرية وإسقاط النظام، وضد الفساد والاستبداد، ووضعت لعبة تمثل بشار وتم شنقها وبقيت معلقة بالساحة عدة أيام، كما وضعت صورته على الأرض وداسها الناس مرارا».
يذكر أن حي الرمل الفلسطيني يقع في المنطقة الجنوبية الغربية من اللاذقية، بمحاذاة شاطئ البحر الأبيض المتوسط. ويبعد 3 كلم عن ساحة أوغاريت في مركز مدينة اللاذقية، وهو عبارة عن حي سكني ذي كثافة سكانية هائلة، يعيش فيه نحو 250 ألف نسمة في ظروف بالغة السوء والفقر، نظمت في ساحاته على مدى الشهور الماضية أضخم المظاهرات في مدينة اللاذقية للمطالبة بالحرية والديمقراطية.
وقامت دبابات الجيش السوري فجر الأحد في الرابع عشر من الشهر الحالي مستعينة بالبوارج والزوارق الحربية بقصف المنطقة واجتياح أحيائها، منهية عبر حملة اعتقالات ومداهمات واسعة، جميع مظاهر الاحتجاجات الشعبية فيها.
 
قيادي كردي سوري: لا مشاريع لدينا ضد تركيا.. ومخاوفها من تطور القضية الكردية لا مبرر لها
اتحاد تنسيقيات الشباب الكردي يلغي الاحتفالات بعيد الفطر ويؤكد الاستمرار في الاحتجاجات السلمية
أربيل: شيرزاد شيخاني
قال قيادي كردي سوري، إن «الحديث عن تخوف تركيا من تطور المشكلة الكردية في حال نجاح الانتفاضة الشعبية بسوريا، لا مبرر له نهائيا». وأضاف عبد الباقي اليوسف، عضو المكتب السياسي لحزب اليكيتي الكردي السوري المعارض، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الحركة «السياسية الكردية في سوريا ليست لديها أي مشاريع ضد تركيا، وأن جل ما يطالب به الشعب الكردي في سوريا هو تحقيق الحياة الديمقراطية لعموم الشعب، وحل القضية الكردية في إطار وحدة التراب السوري، يسبقه اعتراف دستوري بتلك الحقوق». وأشار إلى أن «حل القضية الكردية من شأنه أن يتحول إلى عامل للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة عموما».
ورأى اليوسف أن «المواقف التركية الأخيرة الصادرة عن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو تهدف بالأساس إلى التخفيف أو تأخير الضغوط الأميركية والأوروبية عن نظام الرئيس بشار الأسد». وقال: «التصريحات المنسوبة لأوغلو والتي وصفها بـ(الكلمات الأخيرة) لم تأت عن دوافع إنسانية، أو كرد فعل للقمع السلطوي الذي يمارسه النظام البعثي، بل هي للتخفيف عن النظام».
واعتبر أن «المواقف التركية مبنية بالأساس على حسابات داخلية بحتة، فالأتراك أعلنوا بصراحة أن المشكلة السورية ليست شأنا سوريا داخليا فحسب، بل هي شأن داخلي تركي أيضا».
وفي سياق متصل، أصدر اتحاد تنسيقيات الشباب الكردي بيانا أعلن فيه تعليق احتفالات أكراد سوريا بعيد الفطر المقبل والاستمرار في مواصلة الاحتجاجات السلمية وجعل أيام العيد تضامنية لمواجهة ما وصفوها «بآلة الموت والكذب والفساد والاستبداد»، آملين أن «تحتفل سوريا في عيد الأضحى وغيره من أعياد أبناء شعبنا السوري مسيحيين وأيزيديين بسقوط النظام، وبزوغ فجر الحرية».
وأضاف البيان «وجد العالم كله أن النظام السوري أقدم وبشكل هستيري على قتل أبناء سوريا دون تفريق بين طفل وشيخ وامرأة استكمالا لسياسة البطش والاستبداد التي عرفتها سوريا منذ أربعة عقود ونيف». وتابع: «لقد أعلنا منذ أيام أثناء احتجاجاتنا السلمية إلغاءنا لاحتفالات عيد الفطر، على أن نجعلها أياما تضامنية نرفع فيها من مستوى احتجاجاتنا السلمية في وجه آلة الموت والكذب والفساد والاستبداد، آملين أن تحتفل سوريا في عيد الأضحى وغيره من أعياد أبناء شعبنا السوري مسيحيين وأيزيديين بسقوط النظام، وبزوغ فجر الحرية».
 
أفلام ساخرة تتناول علاقة الأسد بإيران ونصر الله.. تلقى رواجا على الإنترنت
فيلم «قامع أكبر ثورتي» يتهم إيران بقمع المظاهرات في سوريا.. و«عنزة ولو طارت» يجري مقابلة متخيلة مع زعيم حزب الله
بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»
بث ناشطون سوريون على موقع «يوتيوب» فيلما كارتونيا قصيرا باسم «قصر الشعب»، وحملت الحلقة الأولى عنوان «قامع أكبر ثورتي»، ويعد هذا الفيلم الذي لا تتجاوز مدته الـ3 دقائق، من المواد الإعلامية الدعائية القليلة التي ظهرت خلال الأشهر الـ5 الأخيرة وتتعلق بالثورة السورية، وتتميز باحترافية عالية، إذ غلب على معظم المواد المنتجة طابع الهواة، ولكن كارتون ما سمي بـ«ويكي شام» جاء ناضجا من حيث الشكل والمضمون. ويستعير الكارتون اسمه «ويكي شام» من موقع «ويكيليكس» الشهير الذي نشر وثائق مسربة من الخارجية الأميركية، وكشف عن تفاصيل وأسرار كواليس الدبلوماسية الأميركية والدولية. والقائمون على إنتاج «ويكي شام»، وعدوا المشاهدين بأفلام كارتون تلقي الضوء على كواليس ما يجري في قصر الشعب السوري، بشكل كوميدي ساخر. وقد صدر منه «برومو» يعرف بالشخصيات الأساسية بفيلم «قامع أكبر ثورتي»، وهم: الرئيس بشار الأسد، وشقيقه ماهر، وابن خالهما رامي مخلوف، والمستشارة بثينة شعبان، والرئيس الإيراني أحمدي نجاد، والمرشد الأعلى علي خامنئي.
ويقدم منتجو الفيلم الحلقة الأولى بنص مرفق يقول: «كثيرا ما نرى الأحداث المؤلمة والوحشية التي يتعرض لها الشعب السوري في طريقه لنيل حريته، ولكن ألم نتساءل من يقف وراء قرارات القتل والإبادة؟ ومن المسؤول الأول والمباشر عن كل تلك الجرائم؟ لعل الحلقة الأولى من مسلسل قصر الشعب تلقي الضوء على جزء يسير من تلك الحقيقة.. توضح نقاطا قد تخفى على كثير من المتابعين...».
ويحاول الفيلم من خلال تفاصيله الصغيرة التعبير عن وجهة نظر المناهضين للنظام السوري في علاقته بإيران، إذ يبدو بشار الأسد وهو يطلب المساعدة من نجاد لقمع المظاهرات، شخصا ضعيفا، وتتسم تصرفاته بـ«الولدنة». فهو يرحب بنجاد على طريقة «النمس» في مسلسل «باب الحارة» الشهير، بعبارة: «هلا والله وأحلى نجود هلا والله وحيا ولك على راسي والله ومية فلة»، في حين يرد نجاد التحية بحسم: «أنا واحد مشغول بابا في شي ضروري». ويتكرر الموقف في حضرة خامنئي الذي يلقي عليه التحية بشار بطريقة شعبية: «هلا والله بأحلى آية والله». فيتلقى صفعة على رقبته من نجاد كي يعدل لهجته فيقول: «سلام الله عليك يا آية الله قامع أكبر ثورتي». وقصة الفيلم القصيرة تتهم إيران بوضع خطط قمع المظاهرات في سوريا، فالمشهد الأول لقصر الشعب السوري ينادي بشار شقيقه من النافذة، فيطل ماهر من نافذة مقابلة ويخبره أن كل الحلول فشلت والشعب ما زال يخرج إلى الشوارع. في تلك الأثناء يكون خامنئي قابعا خلف إحدى نوافذ القصر يراقب ما يجري، بينما يقوم رامي مخلوف بري وعاء نبات على شرفة النافذة. ومع احتدام الموقف يقع الوعاء على رأس بثينة شعبان الموجودة في باحة القصر.
يقترح ماهر على بشار استشارة نجاد وسؤاله عن الحل. فيقول نجاد لبشار: «اهدأ واركب الطيارة وتعال إلى هنا». يذهب بشار ورامي إلى نجاد، ويأخذهما الأخير بسيارة إلى منطقة جبلية. وهناك يقف أمام مغارة تشبه مغارة علي بابا، ويقول نجاد كلمة السر: «افتح يا شبيح»، يفتح باب المغارة. ويدخل الثلاثة في الظلام ليصلوا إلى حيث يجلس خامنئي وخلفه العلم الإيراني وإلى جانبه راديو ويحمل بيده مصباحا يدويا. ويسأل بشار عما يجري عنده فيقول له: «الشعب قايم علي ما عاد يحبوني واليوم بالميدان طالعين رافعين لوحات كاتبين عليها نحنا منكرهك مع أنهم كانوا بيحبوني ماعاد فيني أتحمل». يرد خامنئي بهدوء ووقار: «الحل بسيط: المدن تحاصر، والحريات تصادر، وتمنع بالشوارع المشي، وتحرم أي كلام وحكي، والإرهاب بالثورة هو الفصل والكذب عندنا الأصل». وقبل اختتام اللقاء يقول بشار لخامنئي «يعني نعتمد مبدأ كذب كذب حتى تصدق وبنصدق بعدين الكذب ما هيك؟ بس شوف إذا ما ظبطت بنروح أنا وياك دبلكة ما هيك»، أي سنذهب هباء.
يكشف هذا الفيلم رؤية كثير من السوريين لماهية العلاقة السورية - الإيرانية في عهد الرئيس بشار الأسد، التي تحولت من الندية كما كانت أيام الرئيس حافظ الأسد، إلى علاقة تبعية كاملة لإيران. وإذا كانت قلة في السابق تعارض هذه العلاقة فإن الغالبية غير راضية عنها، بل مستاءة من الدور الإيراني في سوريا. وباتوا على قناعة بأنها الجدار الذي يستند إليه النظام، وأن إيران إذ تدافع عن النظام السوري ليس حبا به بل دفاعا عن نفسها وعن دورها، وهو ما أشار إليه الفيلم بما قاله الأسد في النهاية: «إذا ما ظبطت - أي الحل الذي اقترحه خامنئي – بنروح أنا وياك دبلكة».
ومن بين الأفلام الكرتونية الرائجة على الإنترنت التي تتطرق للأزمة السورية، شريط يحمل عنوان «عنزة ولو طارت»، وكانت الحلقة الأولى منه مع الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وتقدمه فتاة سورية مقنعة عرفت نفسها بأنها «مندسّة سورية». وقد عرف القيمون على المشروع عملهم بأنه «برنامج ساخر يسلط الضوء على أهم منعطفات الثورة السورية، أما القناع فهو نتيجة طبيعية للتعامل مع نظام سيقبض على أقربائنا في سوريا كثمن لوجودنا خارجها»، مؤكدين عدم انتقادهم أي شخص بسبب انتمائه إلى طائفة معينة، بل «لأنه خذلنا وكان طائفيا معنا». وفي تفاصيل مجريات الحلقة الأولى من «عنزة ولو طارت»، التي هي عبارة عن مقابلة تجريها «مندسة سورية مقنعة» مع نصر الله حول الثورة السورية، حيث تأتي إجاباته منتقاة من خطابات عدة ألقاها خلال الثورات العربية ومواقفه منها، تستهل «المندسة السورية» المقابلة سائلة عن موقف نصر الله من الثورة السورية بعدما أعلن موقفه الداعم للثورات العربية في مصر وتونس واليمن وليبيا والبحرين، لتأتيها الإجابة على لسان الأخير: «في المنطقة نظام ممانع وحيد هو النظام السوري المستعد للإصلاح، لكن هناك تواطؤ للعمل على إسقاطه». فيأتي سؤال «المندسة»: «الممانع هو الذي أرسل الشباب السوريين إلى حدود الجولان بينما كانت أسلحته موجهة إلى الشعب في درعا»، مضيفة: «بحسب معلوماتي شعبنا الذي هب لنجدة العراق وألقي القبض عليه وزج حينها في السجون هو الوحيد الممانع». وعندما سأل نصر الله: «أين هو الشعب السوري كي نقف إلى جانبه؟»، لم يكن أمام «المندسة» إلا إرشاده إلى العنوان الصحيح، قائلة: «اصعد في الطائرة وتوجه إلى ساحة العاصي في حماه أو إلى حمص أو درعا أو اللاذقية أو جسر الشغور فستجد قلة قليلة مغرضة نحو 500 ألف متظاهر بانتظارك، وإن أضعت الطريق اتبع رائحة الدم...». وتعود «المندسة» لتستفسر عن الأسباب التي تجعله يقف إلى جانب الرئيس بشار الأسد، على عكس كل الرؤساء المخلوعين السابقين، ولم تجد بدورها سببا، إضافة إلى أن عينيه زرقاوين ويلثغ بحرف الـ«س»، إلا لأنه ينتمي للطائفة الشيعية، سائلة: «من هو الطائفي إذن؟»، مضيفة: «يا سيد، كانت صورتك معلقة في كل بيت سوري، أما الآن فتخلصنا من صنم جديد بعدما كان عندنا 3 أصنام، واحد مات والثاني انكسر والثالث سيخلع إن شاء الله». وفي نهاية الحلقة هدية من الشعب السوري تقدمها «المندسة» إلى نصر الله قائلة: «لكم بشار الأسد ورامي مخلوف ومجلس الشعب والشبيحة هدية منا، علموهم أيضا الدبكة اللبنانية، لكن الملاحظة الأهم هي أن البضاعة التي تخرج من سوريا لا تُرد ولا تبدل».
 
تركيا تطلب من المعارضة السورية توحيد جهودها.. ومن الشعب أن «يكسر حاجز الخوف
لقاء تشاوري في إسطنبول لوضع آليات وخطط عملية لإسقاط الأسد
بيروت: ثائر عباس
بدأت المعارضة السورية، أمس، محاولة جديدة لتوحيد صفوفها لملاقاة الجهد الدولي الهادف إلى إسقاط النظام السوري. فقد تلاقى معارضون سوريون أمس في إسطنبول بهدف «إعداد بديل للنظام» وعدم السماح بوجود «فراغ دستوري بعد سقوطه»، كما قال أحد المشاركين لـ«الشرق الأوسط» أمس. وفيما بدا بعض المنظمين غير «متفائل» بإمكانية الوصول إلى نتائج، مشيرا إلى أن اللقاء «قد لا يخرج بنتائج»، تواصلت الضغوط الدولية على المعارضين لتوحيد صفوفهم، خصوصا من جانب تركيا التي تستضيف مؤتمراتهم، وتزعجها انتقاداتهم لـ«تقاعسها». وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن «تركيا تراقب ما يجري في سوريا بقلق شديد»، مشيرا إلى «أنه يبدو أن القيادة السورية هي الوحيدة التي لم يصدق بعد أن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا المنوال».
ورأى المصدر أنه «المطلوب من المعارضة السورية أن توحد صفوفها على غرار ما قام به الليبيون»، موضحا أن «تركيا تراقب الأداء السوري بكثير من القلق، وهي أوضحت بشكل لا يقبل التأويل أن ما يجري لا يمكن له أن يستمر، لكن في المقابل يتوجب على الشعب السوري أن يقول كلمته، فأين حلب ودمشق مما يجري؟». وقال المصدر: «الشعب السوري يجب أن يكسر حاجز الخوف ويقرر مصيره بنفسه»، مضيفا أنه «حتى يقتنع الناس بموقفه يجب أن يظهره بشكل واضح وصريح، ودون أي لبس حول وجود مجموعات إرهابية أو مسلحين».
وقد بدأ «اللقاء التشاوري» أعماله في فندق الماريوت القريب من مطار إسطنبول بمشاركة نحو 60 ناشطا يمثلون مجموعات سوريا في المنفى، على أن يتم التواصل مع قيادات سوريا في الداخل عبر الإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى خلال الاجتماع المفترض أن ينتهي اليوم إلى إعلان «مجلس وطني» مؤلف من 150 شخصية. وقال أحد المشاركين في المؤتمر، الناشط محمد سرميني، لـ«الشرق الأوسط» إن أهم ما يجب أن يتمخض عنه اللقاء هو «إيجاد كيان قوي يجمع قوى المعارضة بأطيافها وشخصياتها». وأضاف: «نحن بحاجة إلى شخصيات قادرة على جمع المعارضة والتواصل مع المجتمع الدولي بحيث يكون هذا المجلس نواة لبديل حقيقي». وأكد سرميني أن «الناشطين السياسيين والمعارضة في الخارج والثوار في الداخل يتعاملون مع النظام على أنه ساقط، إنما هي مسألة وقت لا أكثر». وقال: «إن ما يقوم به (النظام) على أرض الواقع دليل إفلاس وأوراقه بدأت تحترق واحدة تلو الأخرى، حتى وعوده للمجتمع الدولي لا يفي بها، فعندما يعد بوقف العمليات العسكرية، نرى اليوم عمليات عسكرية حقيقية في حمص». ورأى سرميني «وجود تباشير على الانتصار، وما الموقف الأوروبي - الأميركي إلا دليل واضح على أن النصر بات قريبا»، مشيرا إلى أن «الموقف التركي، ربما يبدو غير واضح، لكن الأتراك يعتمدون على وجود كيان حتى يكون موقفهم واضحا». وأوضح سرميني أن المجلس سوف تنبثق عنه مكاتب تنفيذية تسعى للتواصل مع العالم الخارجي، معتبرا أنه «سيكون نواة لبديل حتى لا يشعر المجتمع السوري ولا المجتمع الدولي بأي خوف من الفراغ، ويشعرون بوجود من يدير المرحلة الانتقالية على الأقل»، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يضم ممثلين عن كل المؤتمرات السابقة وكل قوى المعارضة على طاولة واحدة بهدف واحد هو إيجاد آليات وخطوات عملية لإسقاط النظام.
ومن المتوقع أن يصدر اليوم بيان عن المجتمعين في حال تم الاتفاق على تشكيل المؤتمر، وإلا فإنه سيعلن تأجيل الإعلان إلى وقت آخر كما أفاد أحد المشاركين لـ«الشرق الأوسط». وقال المحامي ياسر طبارة المدافع عن الحقوق المدنية الذي يعيش في الولايات المتحدة إن «الأولوية المطلقة بالنسبة إلينا هي سقوط نظام الرئيس بشار الأسد». وأضاف: «نحن هنا في اجتماع تشاوري لمناقشة إنشاء المجلس الوطني السوري الذي سيجمع كل شرائح المجتمع السوري». أما الناشط عبيدة فقد أوضح أن «المجلس الوطني السوري سيتألف من 115 إلى 150 عضوا نصفهم أو أكثر سيكونون من داخل سوريا والباقي من المنفى». وأضاف أنها «بنية يفترض أن تجسد تطلعات الثورة السورية وأهدافها السياسية». وأوضح أن «سبعة أو ثمانية مكاتب» ستنبثق عن اجتماعات هذا المجلس تعنى بـ«الشؤون الخارجية والتخطيط السياسي والاقتصاد والإعلام وغيرها».
 
بريطانيا لم تقرر بعد ما إذا كانت ستدعم عقوبات أوروبية على النفط السوري
الوزير بيرت: لا نريد إعطاء الفرصة لدمشق لاتهامنا بأننا ندمر الشعب
لندن: «الشرق الأوسط»
قال وزير في وزارة الخارجية البريطانية، أمس، إن بريطانيا لم تقرر بعد ما إذا كانت ستساند عقوبات اقترحها الاتحاد الأوروبي على قطاع النفط السوري وإنها تخشى من تدابير من شأنها أن تضر بالشعب السوري بدرجة أكبر من إضرارها بالرئيس بشار الأسد. وفرضت الولايات المتحدة حظرا نفطيا على سوريا أول من أمس، احتجاجا على حملة الأسد ضد الاضطرابات المدنية التي تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة نحو ألفي شخص. لكن الاتحاد الأوروبي يتبنى نهجا أكثر تدرجا بشأن العقوبات.
ووافق أول من أمس على زيادة عدد المسؤولين والمؤسسات السورية المستهدفة بالعقوبات وأرجأ نقاشا بشأن الحظر النفطي إلى الأسبوع الحالي. وتخشى بعض حكومات الاتحاد الأوروبي من الإضرار بمصالحها التجارية والعلاقات طويلة الأمد في ظل الاستثمارات الكبيرة لشركات حكومية مثل «رويال داتش شل» البريطانية – الهولندية، و«توتال» الفرنسية في سوريا. وقال أليستير بيرت وزير الشرق الأوسط في وزارة الخارجية، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «لم نتخذ قرارا بشأن النفط». وأضاف: «رأينا هو أن العقوبات يجب أن تستمر في استهداف الذين يدعمون النظام، وأن العقوبات يجب أن تدرس على أساس أيها سيكون له الأثر الأكبر على تغيير هذا الوضع أو تحسين وضع الشعب السوري».
وتبدي دول في الاتحاد الأوروبي، مثل السويد، دعما أكبر لفرض حظر على النفط السوري. وأوروبا مستهلك كبير لصادرات النفط السوري التي هي مصدر مهم للإيرادات لحكومة الأسد. غير أن بعض المحللين يقولون إن العقوبات قد تقرب الأسد أكثر من إيران وقد لا يكون لها أثر يذكر على مستوى العنف في سوريا على الأمد القصير. وقال بيرت إن حظرا نفطيا سيحتاج إلى موافقة جميع دول الاتحاد الأوروبي، وإن على حكومات الاتحاد الحذر من تمكين الأسد من إلقاء اللوم عليها في أي مصاعب اقتصادية أخرى يعاني منها السوريون. وأضاف: «ما يتعين علينا فعله وما نفعله هو زيادة الضغط بطريقة لا تسمح لمتحدث سوري أن يقول أنتم تدمرون الشعب السوري».
وتملك سوريا احتياطات مهمة من الذهب الأسود، وإن كان إنتاجها وصادراتها في تراجع مستمر منذ 15 عاما. وتصدر سوريا نحو 40 في المائة من الإنتاج النفطي إلى أوروبا، وتستثمره خصوصا المجموعة الفرنسية «توتال» والشركة البريطانية الهولندية «شل» والشركة الوطنية الصينية للنفط. وسوريا هي البلد الوحيد في المشرق (الذي يضم أيضا لبنان وإسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية) التي تملك إنتاجا نفطيا مهما.
وقد كانت العام الماضي المنتج العالمي الثاني والثلاثين للنفط في العالم، حسب أرقام النشرة الإحصائية لمجموعة «بريتش بتروليوم». وبلغ إنتاج النفط الخام في البلد الذي يقوده بشار الأسد العام الماضي 385 ألف برميل يوميا أي نحو 0.5 في المائة من الإنتاج العالمي، لاحتياطات تقدر بـ2.5 مليار برميل في نهاية 2010، أي نحو 0.2 في المائة من احتياطي العالم. وللمقارنة، فإن الإنتاج السوري يقل بـ4 مرات عن إنتاج ليبيا قبل الثورة. وقالت الوكالة الدولية للطاقة إن صادرات النفط كانت تبلغ 143 ألف برميل يوميا، وخصوصا إلى أوروبا (ألمانيا وإيطاليا)، لا سيما فرنسا. وبأسعار النفط الحالية، كان تصدير الذهب الأسود يشكل مصدرا للطاقة يبلغ نحو 12 مليون دولار سنويا لسوريا. وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية عن نتائج الحظر الأميركي، قالت ناطقة باسم «توتال» إن رابع مجموعة نفطية في العالم «التزمت دائما بالقوانين التي تنطبق عليها»، وستدرس الإجراءات الأميركية. وبلغ إنتاج المجموعة الفرنسية العام الماضي 14 ألف برميل يوميا في سوريا، أي 1.6 في المائة من إجمالي إنتاجها، حسب الناطقة.
وأدت أعمال العنف في سوريا إلى تعزيز الأمن حول نشاطات المجموعة، لكن الإنتاج بقي مستقرا لفترة طويلة. وقد تراجع إنتاج المحروقات السورية المتركزة في شرق البلاد إلى حد كبير من الذروة التي بلغها 583 ألف برميل يوميا في 1996، وإن عادت إلى الارتفاع العام الماضي. وينوي نظام دمشق الذي يسيطر على استثمار النفط عن طريق الشركة السورية للنفط، فتح حقول جديدة للتعويض عن نضوبه. وتضم سوريا حاليا مصفاتين و3 مرافئ نفطية إلى جانب إنتاج كمية قليلة من الغاز الطبيعي بلغت 7.8 مليار متر مكعب في 2010، أي 0.2 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي حسب «بريتش بتروليوم».
 
الحركة الإسلامية في الأردن تطالب باستدعاء السفير من دمشق
عمان - لندن: «الشرق الأوسط»
طالبت الحركة الإسلامية المعارضة في الأردن أمس، الحكومة الأردنية باستدعاء السفير الأردني من دمشق، معتبرة أن ما يتعرض له الشعب السوري ينذر بـ«كارثة إقليمية سيكون الأردن متأثرا بها بشكل مباشر».
وقال الشيخ حمزة منصور أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في الأردن، في مذكرة بعث بها إلى رئيس الوزراء معروف البخيت نشرها الموقع الإلكتروني للحزب أمس «إننا نرى ضرورة استدعاء السفير الأردني من دمشق بشكل رسمي ومعلن وتقديم احتجاج معلن ضد جرائم النظام السوري المتزايدة، وذلك انسجاما مع مبادئ حماية المدنيين من الإبادة الجماعية والظلم الناشئ عن الاستبداد والقهر». وأضاف «لا يخفى على دولتكم المجازر اليومية التي يرتكبها النظام السوري في مختلف المحافظات والمدن والقرى السورية وما يتعرض له الشعب من مذابح يومية يستخدم فيها النظام قواته البرية والبحرية والجوية مما ينذر بكارثة إقليمية سيكون الأردن متأثرا بها بشكل رئيسي ومباشر».
وأوضح منصور أن «استمرار عمليات القتل والتصفية واقتحام المدن والبلدات عمل مدان ومناقض لكل حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية مما يتطلب من الأردن موقفا ينسجم مع التزامه بتلك العهود والمواثيق».
ودعا البخيت الاثنين الماضي إلى «وقف العنف فورا» في سوريا، معربا عن «مشاعر الرفض والأسف لدى الحكومة الأردنية تجاه استمرار القتل وحالة التصعيد» في هذا البلد.
وحتى الآن، سحبت عدة بلدان عربية سفراءها من دمشق، وهي: السعودية والكويت والبحرين وتونس، إضافة إلى سويسرا وإيطاليا من البلدان الأوروبية.
وكان وزير خارجية الأردن ناصر جودة، قد أكد في مؤتمر صحافي مطلع الأسبوع، بعد المحادثات التي أجراها مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في مدينة إسطنبول التركية، على ضرورة الوقف السريع والفوري لكل أعمال العنف والعمليات العسكرية التي يقوم بها النظام السوري ضد المتظاهرين المدنيين.
كذلك أعربت مصر على لسان وزير خارجيتها محمد كامل عمرو عن قلقها الشديد إزاء التدهور الخطير للأوضاع في سوريا، حيث عبر عمرو عن خشيته من اتجاه الوضع في سوريا نحو نقطة اللاعودة، مؤكدا ضرورة التحرك السريع لإنقاذ الموقف. أما المغرب فقد أصدر بيانا عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون دعا فيه «مجموع الأطراف السورية إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس والانخراط في حوار معمق وشامل لصالح وحدة واستقرار وأمن هذا البلد الشقيق». واعتبرت الجزائر أن ما يجري في سوريا من أعمال عنف أمر غير مقبول، ودعت الأطراف السورية إلى تفضيل سبيل الحكمة والحوار الوطني الشامل من أجل تجاوز الأزمة والمضي قدما في تنفيذ الإصلاحات السياسية التي أعلنت عنها السلطات السورية.
 
مطالبة أوباما برحيل الأسد.. تشعل حماسة المتظاهرين السوريين
ناشط من دمشق: لم نعد نشعر بالعزلة لأننا نعلم أن المجتمع الدولي لا يريد هذا النظام
بيروت: ليز سلاي *
جاء رد فعل قوات الأمن السورية تجاه مطالبة الرئيس أوباما برحيل الرئيس السوري بشار الأسد بفتح النار على المتظاهرين المناوئين للحكومة يوم الجمعة، مما أسفر عن سقوط 18 قتيلا على الأقل.
ومع خضوع الكثير من المدن السورية لحصار عسكري شبه تام، قل عدد المتظاهرين في بعض المظاهرات عما كان عليه في الأسابيع الماضية. وفي الكثير من الأماكن اقتصرت المظاهرات على بضع مئات نظموا مسيرات في الشوارع الجانبية والأزقة التي توفر طرق هروب سريعة.
لكن كانت هناك إشارات تفيد بأن حركة الاحتجاجات الضخمة التي ليست لها قيادة قد أحييت من جديد بفعل صور الدعم على المستوى الدولي، حيث قدم عشرات الآلاف من مختلف المدن السورية، بعد أن اشتد أزرهم بفعل المطالبات من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتنحي الأسد، بحسب نشطاء.
وفي حي الميدان بدمشق العاصمة، إحدى أقل نقاط المظاهرات سخونة في العاصمة، فتحت قوات الأمن النار بالذخيرة الحية مباشرة على مئات المتظاهرين الذين خرجوا من أحد المساجد في حشود ضخمة بعد أدائهم صلاة الجمعة، في ما أصبح طقسا معتادا على مدى 23 أسبوعيا هي عمر المظاهرات.
وعلى الرغم من أن رد الفعل كان أسرع وأشرس من المعتاد، فإن الكثير من المتظاهرين لم يتفرقوا، بل احتفظوا بثباتهم، بينما كان الرصاص يتطاير، وبدأوا يردون بقذف الحجارة، وفقا لشهود عيان ومشهد من المواجهات نشر على موقع «يوتيوب».
«الناس كانوا عازمين اليوم بحق على مجابهتهم. وحينما سمعنا طلقات المدافع ظل الكثيرون صامدين»، هذا ما قاله شاهد العيان، وهو ناشط كان يتحدث عبر «سكايب» من دمشق. واستطرد قائلا: «بدا الأمر وكأن أحدا قال لنا: نحن ندعمكم. شعرنا بأمان أكثر من ذي قبل، نحن لا نشعر الآن بالعزلة، لأننا نعلم أن المجتمع الدولي لا يريد هذا النظام».
ولفت هو وناشطون آخرون إلى أن الأمر المثير للقلق الآن هو توقع أن تؤدي زيادة عزلة حكومة الأسد إلى أن لا يكون أمام الأسد أي خيار سوى قمع حركة الاحتجاجات، بل وبشكل أكثر وحشية، وتقويض أي محاولات أخرى للإطاحة به. وفي الكثير من المناطق داخل سوريا «دخلنا حقبة جديدة الآن نظرا لأن ما فعلته الولايات المتحدة هو إخباره بأنه لا مفر الآن سوى القتال»، هذا ما قاله الناشط.
وقالت ريم حداد، المتحدثة باسم الحكومة، إن الأسد كان من المتوقع أن يوجه خطابا إلى الشعب السوري خلال الأيام المقبلة لإعلامهم ببرنامجه الإصلاحي الجديد، الذي ذكرت أن أوباما بدا عازما على تقويضه بمطالبته برحيل الأسد. «من الغريب أنه بدلا من تقديمه الدعم لبرنامج الإصلاحات، يسعى أوباما إلى زيادة العنف في سوريا»، قالت حداد.
وعلى الرغم من أن حملة إطلاق النار يوم الجمعة بدت متناقضة مع تأكيد الأسد في مكالمة هاتفية عشية الأربعاء لسكرتير عام الأمم المتحدة، بان كي مون، على أن هجوم قوت الجيش قد انتهى، فإن حداد قالت إنه لم يكن هناك أي تعارض بينهما. فقد ذكرت حداد أن من فتحوا النار لم يكونوا ضباط جيش، بل من قوات الأمن العادية، وأن من تم إطلاق النار عليهم ليسوا متظاهرين، بل «عصابات مسلحة تقوم بأعمال تخريب وترويع».
وعلى الرغم من أن الأسد قد وعد مرارا وتكرارا بتنفيذ إصلاحات، فإنه لم يتم تنفيذ أي منها حتى الآن بعد مرور خمسة أشهر على اندلاع الانتفاضة، وقد رفض مسؤولون أميركيون تلك الإصلاحات المطروحة بوصفها غير كافية لمواجهة تصاعد السخط الشعبي بمختلف أنحاء الدولة، فقد تحولت الانتفاضة التي بدأت في مارس (آذار) بمطالبات متواضعة بالإصلاح إلى ثورة واضحة بات فيها المطلب الرئيسي للمتظاهرين يوم الجمعة هو «رحيل الرئيس».
ومع توقف الولايات المتحدة وأوروبا عن المطالبة بإصلاحات، بدأتا تحولان اهتمامها إلى النظام الذي يمكن أن يحل محل نظام الأسد. وقد أشار مسؤولون أميركيون ومسؤولون غربيون آخرون إلى عدم وجود هيكل أو نظام للمعارضة الممزقة التي بلا قيادة بوصفه أحد المخاوف الأساسية، وذلك أثناء نقاشهم حول المطالبة بشكل صريح برحيل الأسد.
تشير رموز المعارضة إلى أن زيادة حدة الضغط الدولي على النظام قد أربكت جهودهم الرامية إلى تقديم بديل ملائم يمكن أن يحل محل نظام الأسد.
ومن المتوقع أن يعلن اجتماع لمجموعة من السوريين شبه المنفيين في إسطنبول عن تشكيل مجلس وطني سوري لتمثيل المعارضة، بحسب ما قاله ياسر طبارة، محامٍ سوري يحمل الجنسية الأميركية مقيم في شيكاغو ويساعد في تنسيق الجهود. وقال: «إنه البديل الذي كان يسعى إليه المجتمع الدولي، كيان يمكنه أن يتحدث باسم المعارضة».
ويوم الخميس الماضي تم الإعلان عن مجموعة شاملة تضم بين طياتها عشرات اللجان المحلية الصغيرة التي قد انبثقت بشكل تلقائي داخل سوريا لتنظيم المظاهرات، في بيان نشر على صفحة الانتفاضة السورية على موقع «فيس بوك».
وقال طبارة إن الهدف النهائي هو دمج المجموعتين معا في إطار المجلس الوطني الانتقالي الذي سيحاكي ذلك الذي تم تشكيله في ليبيا، والذي يعرف الآن على نطاق واسع باعتباره حكومة ليبيا الرسمية.
وفي بروكسل صدق الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على عقوبات جديدة ضد الحكومة السورية وتعهد باتخاذ مزيد من الخطوات للضغط على قطاعي الصرافة والنفط في سوريا.
وقالت كاثرين أشتون، المسؤولة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن الدول الأعضاء تستعد لاحتمال فرض حظر على النفط السوري، إضافة إلى تعليق خدمات الدعم الفني المقدمة من بنك الاستثمار الأوروبي. ومن المحتمل التصديق على المقترحات الأسبوع المقبل.
«لا يزال الاتحاد الأوروبي يأمل في وضع حد للقمع الوحشي ومساعدة الشعب السوري في تحقيق طموحاته المشروعة»، قالت أشتون في بيان صادر عن مكتبها.
ويأمل الدبلوماسيون الغربيون بالمثل في زيادة الضغط على الأسد من خلال تحقيق جنائي، على الرغم من أن هيئة التحقيق المفترضة والمحكمة الجنائية الدولية لم تحصلا حتى الآن على تصريح بتنفيذ مثل هذا الإجراء. وقال لويس مورينو أوكامبو، مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، في بيان أصدره يوم الجمعة، إن المكتب لا يملك سلطة التحقيق في الاتهامات الموجهة ضد النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. فيجب الحصول على تفويض باتخاذ إجراء رسمي من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يضم الدول الأعضاء المعارضة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد سوريا.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
روسيا وسوريا وعينا الكلب
عبد الرحمن الراشد
ديمتري روجوزين سفير روسيا لدى «الناتو» انتقد سياسة الحلف تجاه ما يجري من أحداث في سوريا، مطالبا «الناتو» بالامتناع عن رؤية الحدث السوري «بعيون كلب لا يرى الأمور إلا باللون الأبيض أو الأسود»! الحقيقة أن روسيا هي التي تطالع المنطقة بعيون الضبع، الحيوان المفترس الذي يعيش على الجيف وأكل بقايا فرائس الحيوانات الأخرى. إنها تحاول كسب كل ما تريده من نظام دمشق المتآكل في لحظات ضعفه، من تحويل أموال وبيع سلاح ومساومة مع الغرب على قضايا أخرى، وفي الأخير تشارك الجميع حفلة سقوط النظام وتجلس على مائدة جيفة النظام عند سقوطه.
ولو كان موقف روسيا في ليبيا وسوريا إيجابيا مع الأحداث في بدايتها لربما جنبت البلدين كل هذه الدماء والآلام، وربما أنقذت النظامين بأقل قدر من المواجهات بدفعهما نحو الإصلاح خيرا لهما من الاقتلاع الكامل. الآن، بعد ستة أشهر من الحرب، أصبح مستحيلا إحداث إصلاح في ليبيا وها هو النظام يوشك على السقوط. ما الذي جناه الروس من دعم نظام القذافي، فقط إطالة عمر النزاع. ولو أن موسكو ضغطت على نظام الأسد منذ خمسة أشهر لاضطر الأسد إلى تقديم تنازلات حقيقية أنقذته وحمت السوريين من المذابح المروعة. وإذا رفض الأسد كان لزاما على المجتمع الدولي، بما فيه روسيا، التعاون لإسقاطه. لكن روسيا احترفت وظيفة المخرب، ومن كثرة ممارستها هذه اللعبة صارت رائحتها تزكم الأنوف.
عرفت روسيا بموقفها المؤيد تقريبا دائما للأنظمة والمشاريع السيئة، فهي التي تتولى بناء المشروع النووي الإيراني الذي غرضه الحقيقي ليس إضاءة الكهرباء في طهران بل تمكين نظام رجال الدين القمعي هناك من القنبلة النووية. وروسيا هي المدافع الصريح عن نظام القذافي في وجه الثورة الشعبية العارمة. وهي الآن تتقدم الصفوف ضد أي عقوبات، أو حتى بيانات توبيخية، ضد نظام الأسد في سوريا رغم المجازر المروعة التي هزت العالم، أو لنقل على الأقل هزت العرب.
وظهر الموقف الروسي موجعا للشعب السوري عندما أعلنت موسكو أنها تقف ضد مطالبة الأسد بالتنحي من أجل إنهاء كابوس الدم هناك. وإمعانا في الإهانة قالت موسكو إنها تريد إرسال فريق لتقصي الحقائق لمعرفة ما يحدث، كأن أحداث خمسة أشهر، والكم الهائل من المعلومات والصور والشهود، ليس كافيا لإقناع الروس. طبعا، هذا هراء، فروسيا تدرك أن ما يظهر من معلومات عن القمع والقتل هو في واقع الأمر أقل من الحقيقة المروعة هناك، حيث إن معظم الجرائم التي يرتكبها النظام لا تصور، ولا تصل أصوات الضحايا للعالم الخارجي بسبب القبضة الحديدية للأمن. روسيا تعرف الحقيقة أكثر من أي دولة أخرى في الغرب لكن هذا هو موقف روسيا، دائما تحاول ابتزاز دول المنطقة، والدول الغربية كذلك، مدركة أنها لن تحاسب على مواقفها المتخاذلة حتى لو سقط النظام الليبي أو السوري.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,165,307

عدد الزوار: 6,758,340

المتواجدون الآن: 130