الضفة تعاني أزمة في مياه الشرب

المستوطنات تشرب أولاً والباقي للفلسطينيين

تاريخ الإضافة السبت 1 آب 2009 - 7:23 ص    عدد الزيارات 4074    القسم عربية

        


يوما بعد يوم يسرج خالد نشأت حماره ويتوجه الى النبع عند مدخل قريته في الضفة الغربية حيث ثلث البلدات غير مرتبطة بشبكة المياه، لنقل المياه الى عائلته.
ويقول هذا الشاب البالغ من العمر 18 سنة: "اقوم بنحو عشر رحلات ذهاباً اياباً يومياً مع حماره الذي يحمل على الجانبين مستوعبات المياه.
ويضيف: "ليست هناك مياه في المنزل منذ منتصف اذار"، فيما تقارب حرارة الطقس في قرية قراوة بني زيد بالضفة الغربية 35 درجة مئوية.
ويؤكد رئيس المجلس البلدي في هذه القرية التي تعد نحو ثلاثة آلاف نسمة فؤاد حسن عرار ذلك قائلا: "في كل صيف، تنقصنا المياه والسكان يشتكون. انها اكبر مشكلة تواجهها قراوة بني زيد".
واستناداً الى البنك الدولي، يحصل الفلسطينيون على المياه العذبة على نطاق محدود، وهي قليلة اساساً في الشرق الاوسط، وخصوصاً في الضفة الغربية حيث يقدر معدل الاستهلاك اليومي بخمسين ليترا للشخص الواحد وفي بعض الاحيان 20 ليتراً حداً ادنى.
وجاء في تقرير له نشر في نيسان ان "مستويات الاستهلاك المتدنية جداً هذه تضع غالبية مناطق الضفة الغربية تحت عتبة المعايير الدولية" البالغة نحو مئة ليتر يومياً وللشخص الواحد. واوضح ان "ميكوروت" الشركة الاسرائيلية لتوزيع المياه تغطي 90 في المئة من حاجات السكان في الضفة الغربية، لكن ثلث البلدات الفلسطينية لا يزال غير مربوط بشبكات المياه. واضاف ان اسرائيل تسحب ما يصل الى 1.8 مرة من الحصة التي تعود اليها بموجب اتفاق اوسلو لعام 1995.
واظهر احصاء اجري عام 2007، ان عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية يبلغ 2,350,500 نسمة.
وقالت سوزان كوبلمان التي تخصص منظمتها "لايف-سورس" (مصدر الحياة) عملها لمسألة المياه في الاراضي الفلسطينية المحتلة ان "بلدات مثل قراوة بني زيد تعاني كثيراً... خلال اشهر الصيف تواجه قراوة بني زيد نقصا كبيرا في كمية المياه التي تتلقاها" على رغم ان الشركة الاسرائيلية زادت اجمالاً كميات المياه التي تؤمنها. وأفادت ان "الاولوية بالنسبة الى مصلحة المياه الاسرائيلية هي التأكد من ان تكون كميات المياه التي تصل الى المستوطنات كافية... والبقية تخصص للبلدات الفلسطينية، والنتيجة هي ان المياه لا تصل الى الجميع".
ورأت فريال فريد (34 سنة) ان ذلك يفسر الرحلات التي لا تتوقف اسبوعياً الى نبع القرية حيث تعبأ مستوعبات مياه وعبوات مياه اخرى قدر الامكان. وقالت هذه السكرتيرة وهي تعبىء غالونات المياه: "يجب ان نشرب ونطهو وان ننظف المنزل ويستحم الاولاد".
ويقع نبع القرية على طريق عند اسفل مدخلها ويضم صنبورين. ويعبىء نساء واولاد القوارير ويدوسون المياه الوسخة والوحل.
وعلقت فريال: "نعلم ان المياه ليست للشرب، لكننا نشربها على رغم ذلك، بعد غليها. لقد عشت 12 سنة في الاردن، ومن الصعب العيش في قرية... انني مضطرة الى ايقاظ الاولاد عند الساعة الخامسة فجرا لكي يذهبوا لتعبئة المياه. لقد تعبنا من ذلك، لكنني محظوظة لان لدي رخصة قيادة ويمكنني الذهاب بالسيارة".
والبديل من ذلك هو شراء حمولة صهريج من المياه ولكن في مقابل 40 شيقل للمتر المكعب (7.5 اورو). وقالت فريال: "نشتري في بعض الاحيان صهريج المياه، لكن ذلك يكلفنا 120 شيقل في مقابل ثلاثة امتار مكعبة وهو ثمن باهظ" للعائلة التي يكسب رب عملها 1800 شيقل (335 اورو) شهرياً.


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,698,400

عدد الزوار: 6,909,121

المتواجدون الآن: 93