برنامج إيران الصاروخي تهديد حقيقي لدول المنطقة..

تاريخ الإضافة الخميس 6 كانون الأول 2018 - 4:47 ص    عدد الزيارات 693    التعليقات 0

        

برنامج إيران الصاروخي تهديد حقيقي لدول المنطقة..

القبس...د. علي حسين باكير – كشفت الولايات المتّحدة السبت الماضي عن قيام طهران بتجربة لصاروخ باليستي متوسط المدى قادر على حمل رؤوس متعددة، وقال وزير الخارجية مايك بومبيو انّ التجربة تعدّ خرقاً للاتفاق النووي ولقرار مجلس الأمن المتعّلق ببرنامج إيران الصاروخي. من جهتها، أبقت الخارجية الايرانية على حالة الغموض، اذ لم تؤكّد أو تنف إجراء السلطات لمثل هذه التجربة الصاروخية، لكن المتحدّث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي قال انّ «البرنامج الصاروخي الإيراني ذو طبيعة دفاعية… وليس هناك قرار من مجلس الأمن يحظر البرنامج الصاروخي وقيام إيران بتجارب صاروخية». جرت العادة أن تقوم إيران بمثل هذه التجارب بشكل علني، وذلك لاستعراض قوّتها من جهة، ولاختبار مدى جهوزية قدراتها الباليستية أثناء عملية تطوير مخرجات برنامجها الصاروخي، لكنّها وبخلاف المرات السابقة، لم تقم بالإعلان عن هذه التجربة. ليس ثمة ما يشير الى ماهية النوايا الايرانية في هذا الشأن، لكنّها ربما راهنت على أنّ الإعلان عن مثل هذه التجربة سيحرج الأوروبيين الذين يسعون الى الحفاظ على الاتفاق النووي. في جميع الأحوال، ما تحاول إيران فعله هو التأكيد على أنّها ستواصل تطوير برنامجها الصاروخي، لكنّ الرسالة الأهم هي أنّها مستعدّة للانسحاب من الاتفاق النووي. اختبار صاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس متعددة هو خرق لقرار الأمم المتّحدة رقم ٢٢٣١ الصادر بتاريخ ٢٠ يوليو ٢٠١٥ والذي يدعو إيران بالفعل الى عدم القيام بأية أنشطة متصلة بالصواريخ الباليستية المصممة لحمل رؤوس نووية. لكن لهذا القرار قصّة تعود الى عام ٢٠١٠. في ذلك العام، أصدر مجلس الأمن القرار رقم ١٩٢٩ ويتناول برنامج إيران الصاروخي استناداً الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتّحدة. وينص القرار على أنّه «لا يجوز لإيران أن تقوم بأي نشاطات متصلة بالصواريخ الباليستية المصممة لكي تكون قادرة على حمل رؤوس نووية بما في ذلك وسائل الإطلاق كتكنولوجيا الصواريخ الباليستية، وعلى الدول أن تتخذ جميع التدابير اللازمة لمنع نقل التكنولوجيا أو المساعدة التقنية لإيران المتعلقة بمثل هذه الأنشطة». لا يمنع هذا القرار النظام الايراني من أي نشاطات متّصلة بالصواريخ الباليستية فقط، وإنما يحرّم على الدول الأخرى أيضا مساعدة طهران، ولذلك فقد كان القرار بمنزلة عائق حقيقي أمام تقدّم البرنامج الصاروخي الايراني مستقبلاً. لذلك، وقبيل انتهاء المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي الايراني عام ٢٠١٥، اشترط الوفد الايراني المفاوض على الفريق الأميركي ضرورة تعديل هذا النص تحت طائلة عدم التوصل للاتفاق النووي المنشود. وبالرغم من انّ الطرفين كانا يصرّحان علناً بانّ الاتفاق النووي لا يشمل أيّة أمور أخرى فانّه سرعان ما تبين انّه يضم مواضيع أخرى من بينها موضوع برنامج إيران الصاروخي. وافقت إدارة أوباما على الشرط الايراني، وتمّ تعديل النص عبر استبداله بنص آخر صادر عن الامم المتّحدة، وهو النص نفسه الذي يصادق على الاتفاق النووي. قرار الأمم المتّحدة رقم ٢٢٣١ الصادر بتاريخ ٢٠ يوليو ٢٠١٥ ينص وفق الملحق (ب) في الفقرة ٣ على ان «إيران مدعوة إلى عدم القيام بأية نشاطات متصلة بالصواريخ المصممة لكي تكون قادرة على حمل رؤوس نووية بما في ذلك وسائل الإطلاق كتكنولوجيا الصواريخ الباليستية، حتى مرور ثماني سنوات على تبني الاتفاق النووي أو حتى اليوم الذي تقدم فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا تؤكد فيه الاستنتاج الأوسع إذا ما تم ذلك قبل الحالة الأولى».

طبيعة هجومية

يتّسم النص الثاني المعتمد حالياً بلغة أقل إلزاميّة وأقل حدّية تلغي القيود المطلقة على برنامج إيران الصاروخي. هذا ما شجّع النظام الايراني ربما على القول انّ نشاطاته الحالية لا تخرق أي نص دولي، لكنّ ذلك لا يبرر موقفه إذ انّ هناك مشكلة أخرى وهي تلك المتعلقة بطبيعة هذا البرنامج. تقول إيران انّ برنامجها الصاروخي دفاعي، لكن لاشيء يوحي بأنّه كذلك، فهذه الصواريخ ليست دفاعية وانما ذات طبيعية هجومية. تمتلك إيران أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية في المنطقة، وهي قادرة على تهديد أي نقطة في الشرق الأوسط والدوائر الجغرافية المحيطة بها وصولاً الى أوروبا، في حين لا يمتلك أي من جيران إيران القدرة الباليستية على تهديدها بهذا الشكل. فضلاً عن ذلك، فان الإشارة الى الصواريخ الباليستية في الخطاب الرسمي الايراني عادة ما يقترن بتهديدات باستهداف مواقع داخل دول الجوار، وهو ما يؤكّد انّ هدفها هجومي وليس دفاعيا كما يتم الزعم. هناك اعتقاد راسخ ايضاً بأنّ طهران تسعى الى تطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية تحت غطاء برنامج إيران الفضائي، يقترن ذلك أيضاً بنشاط مطّرد لتصدير تكنولوجيا الصواريخ الى ميليشيات شيعية موالية للحرس الثوري في عدد من الدول أبرزها لبنان والعراق واليمن، الأمر الذي ينخرط ضمن الجهد الايراني للتوسع الإقليمي وهو جهد ذو طابع هجومي وليس دفاعيا ويهدد أمن المنطقة برمتّها. هذه الحقائق تجعل من الصعب على أي دولة الوثوق بالنظام الايراني، وقد تضع مثل هذه التجربة الصاروخية مزيداً من الضغوط على الموقف الأوروبي تحديداً، حيث سارع براين هوك ممثل واشنطن الخاص بشأن إيران الى مطالبة الاوروبيين بالالتزام بالعقوبات ضد إيران قائلاً «نود أن يقر الاتحاد الأوروبي عقوبات تستهدف الأشخاص والمنظمات التي تسهل تجارب إيران الصاروخية والانتشار الصاروخي». إذا كان هناك من أمر مؤكد في هذا السياق فهو أنّ الاشتباك السياسي والدبلوماسي سيتصاعد مع تصاعد العقوبات ضد إيران واشتداد الضغط عليها، وقد يجادل البعض بأنّ طهران لن تفاوض على برنامجها الصاروخي، لكن هذا ما كان يُقال أيضاً حول برنامجها النووي. تشديد العقوبات سيكون بمنزلة اختبار لمثل هذا الطرح. يبقى السؤال الأهم، هل ستتخلى الدول الإقليمية عن خلافاتها وتوحد جهودها في هذا السياق، أم أنّ المعارك الجانبية الخاطئة التي تشتت جهود احتواء ومكافحة إيران ستبقى قائمة؟

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,050,194

عدد الزوار: 6,749,923

المتواجدون الآن: 110