وارسو.. سوتشي.. ميونيخ: ترسم مسار الشرق الأوسط في ٢٠١٩..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 19 شباط 2019 - 5:36 ص    عدد الزيارات 768    التعليقات 0

        

وارسو.. سوتشي.. ميونيخ: ترسم مسار الشرق الأوسط في ٢٠١٩..

 الأنباء... التباين بين الحلفاء وعمق الهوة بين الأميركيين والأوروبيين تكرّس في مؤتمر ميونيخ للأمن.. مؤتمر سوتشي.. اتفاق على رفض السياسة الأميركية وخلاف حول إدلب والمنطقة الآمنة

انعقدت في الأيام الماضية 3 مؤتمرات دولية، منفصلة في عناوينها ومساراتها وجداول أعمالها، ولكنها في خيوطها وخلفياتها متداخلة ومتشابكة وترسم في مجموعها ومحصلتها العامة مسار الوضع في الشرق الأوسط للعام ٢٠١٩ الذي يعد عاما مفصليا وحاسما. وهذه المؤتمرات هي:

١- مؤتمر وارسو: صيغ ونظم من خلفية أن يشكل نقطة تحول تاريخية لقيام تحالف دولي إقليمي ضد إيران، في عداده إسرائيل ودول عربية. وبالفعل نجح الأميركيون عبر هذا المؤتمر في تظهير هذه الحالة من التقارب الإسرائيلي - العربي ضد إيران، والرغبة المشتركة في التصدي لطموحات ومحاولات الهيمنة الإيرانية، وفي قيام تنسيق وتعاون في مجال التهديد الأكثر إلحاحا في الشرق الأوسط وهو النظام الإيراني، بحيث لا يكون مؤتمر وارسو لمرة واحدة وإنما يؤسس لاجتماعات متتابعة، وأما الأولوية ونقطة الانطلاق في محاربة التهديد الإيراني، فإنها حددت في سورية لتقليص النفوذ الإيراني فيها وإنهاء الوجود العسكري. ولكن مؤتمر وارسو الذي شكل منصة ضد إيران، لم يكن ناجحا في إرساء دعائم صلبة وعملية لهذا التحالف. فمن جهة افتقد التحالف وجود قوى دولية مهمة مثل روسيا والصين، ووجود دعم أوروبي واضح وقوي في ظل تمثيل خجول ومتدن الى ما دون المستوى الوزاري. ومن جهة ثانية، أراد نتنياهو: توظيف المؤتمر في معركته الانتخابية داخل إسرائيل، عبر تسجيل نقاط ونجاحات ديبلوماسية وخارجية في وقت يسعى خصومه الى محاربته بملفات فساد وسياسات داخلية فاشلة. أما الأميركيون، فإنهم أخذوا مؤتمر وارسو في اتجاه آخر هو التسويق لـ «صفقة القرن»، وتحديدا تسويق أفكار جاريد كونشير صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره للشرق الأوسط، في وقت لا يظهر العرب حماسة للانخراط في هذه الصفقة بسبب الرفض الفلسطيني، وبسبب البرودة الأوروبية حيالها، وأيضا بسبب السياسة والتصريحات الأميركية الباعثة على الإحباط، مثل قرار الانسحاب من سورية، أو الإعلان أن واشنطن لن تشن حربا على إيران.

٢- مؤتمر سوتشي: احتضن إيران في وقت كانت تجري محاولة عزلها دوليا في وارسو، وفي وقت رأت موسكو في مؤتمر وارسو مشروعا أميركيا لإقامة ائتلاف جديد من بلدان أوروبية (شرق ووسط) وشرق أوسطية تحت قيادة أميركية لتطويق طموحات وسياسات موسكو الخارجية.

وأظهر مؤتمر القمة في سوتشي الذي جمع فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان وحسن روحاني، أظهر توافقا في رفض السياسة الأميركية في المنطقة، وفي اعتبار الانسحاب الأميركي من سورية خطوة إيجابية، ولكنه أظهر تباينا في التعاطي مع مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي غير الواضح حتى الآن.

وقد تجلى هذا الاختلاف في الأولويات، على صعيد إدلب والمنطقة العازلة. وبينما أصر بوتين على أن يملأ جيش النظام السوري الفراغ وإعطاء الحق للأكراد بحصة في السلطة، أكد أردوغان أن المنطقة تقع تحت نفوذه وحده، وأنه قادر على إدارتها لمنع إعطاء أي دور للإرهابيين الأكراد. أما روحاني، فإنه اكتفى بعرض الوساطة بين أنقرة ودمشق.

٣- مؤتمر ميونيخ للأمن: يقع في سياق آخر وتصدرت فيه التوترات الأمنية العالمية بمشاركة أكثر من ٣٠ رئيس دولة وحكومة و٨٠ وزيرا للدفاع والخارجية.

هذا المؤتمر انعقد في ظل تطورات دراماتيكية زادت التباين داخل التحالف الغربي وعمقت الانقسام بين الأميركيين والأوروبيين الذين لم يخفوا استياءهم من سياسة ترامب الاستفزازية وقلقهم بشأن وضع العلاقة عبر المحيط الأطلسي. وقبيل انعقاد المؤتمر، سلط تقرير ميونيخ للأمن ٢٠١٩ الضوء على الشرق الأوسط، مشيرا الى عدم لعب الاتحاد الأوروبي أي دور في مستقبل سورية، بعد إعلان الولايات المتحدة الانسحاب منها، والدور الكبير لكل من روسيا وإيران وتركيا فيها. وحذر التقرير من خطر اشتباك في الشرق الأوسط بين أميركا وإسرائيل وإيران، وأن الاشتباك قد يندلع في اليمن أو سورية أو العراق.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,044,219

عدد الزوار: 6,749,310

المتواجدون الآن: 107