ردع إيران لا يسقط خطر الانفجار...

تاريخ الإضافة الخميس 9 أيار 2019 - 8:53 م    عدد الزيارات 558    التعليقات 0

        

ردع إيران لا يسقط خطر الانفجار...

القبس محرر الشؤون الدولية – رفضت الدول الأوروبية المعنية بالملف النووي الإيراني، أي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكذلك الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، المهلة التي حددتها إيران بستين يوماً قبل تعليق التزامها ببنود أخرى في الاتفاق. وقالت الدول الثلاث ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان مشترك «نرفض أي إنذار، وسنعيد تقييم احترام إيران لالتزاماتها في المجال النووي». وفي إعلان كان مرتقباً منذ أيام، قالت إيران إنها ستوقف على الفور تطبيق بعض القيود بموجب اتفاق 2015، في خطوة سعت من خلالها إلى الضغط على حلفاء واشنطن للتحرك للحفاظ على الاتفاق. وقالت طهران إنها ستتخلى عن مزيد من التعهدات في حال لم تشرع الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق في الوفاء بالتزاماتها خلال ستين يوماً. لكن التصريحات التي خرجت لاحقاً من طهران أظهرت تناقضاً واضحاً بخصوص مستقبل الاتفاق النووي، فبعد ساعة من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض حزمة جديدة من العقوبات على الجمهورية الإسلامية، صرّحت «الخارجية» الإيرانية، بأنها تنوي الانسحاب من الاتفاق النووي على مراحل. وقال نائب وزير الخارجية عباس عراقجي مساء الأربعاء: «طرحنا على الأجندة الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، وسيجري الخروج منها على مراحل». لكن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي قال، أمس، إن بلاده ترغب في إعادة الاتفاق النووي مع القوى العالمية «إلى مساره» بعد انسحاب الولايات المتحدة منه. وأوضح: «هدفنا تعزيز خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) وإعادتها إلى مسارها».

 

عقوبات إضافية... ووقع ترامب قراراً رئاسياً يقضي بفرض عقوبات إضافية على إيران تستهدف قطاع المعادن، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن أمله في لقاء القادة الإيرانيين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد معهم. وقال ترامب في تجمع في فلوريدا، مساء الأربعاء، إنه يمكن التوصل إلى «اتفاق عادل» في وقت ما. وأضاف أمام أنصاره «لا نسعى إلى إلحاق الأذى بأحد (…) إننا فحسب لا نريدهم أن يمتلكوا أسلحة نووية. هذا كل ما نريده». وقالت مديرة شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي فيكتوريا كوتس، إن عرض الرئيس ترامب للاجتماع مع النظام الإيراني هو عرض جدي، لكنها أوضحت أن أي لقاء سيكون وفقاً للشروط الأميركية، ومنها تخلي إيران عن دعم الإرهاب، وأن تحترم حقوق شعبها. وأوضحت كوتس أنه في حال لم تقم طهران بذلك فإن ممارسة الضغوط على إيران ستتواصل، مؤكدة أن كل الخيارات في التعامل مع طهران لا تزال على الطاولة. ويعتقد المراقبون أنه من غير المرجح أن يرغب قادة إيران في لقاء ترامب الذي كثيراً ما هدد بلادهم. وشملت العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران قطاعات الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس، التي تشكل 10 في المئة من مجمل صادراتها، كما يشمل القرار عقوبات يقررها وزير الخزانة بالتشاور مع وزير الخارجية على مؤسسات مالية أجنبية شاركت في معاملات منذ تاريخ صدوره. وهدد بيان البيت الأبيض طهران بمزيد من الإجراءات «ما لم تغير سلوكها بشكل جذري». وأضاف أنه بسبب الإجراءات الأميركية «يكافح النظام الإيراني لتمويل حملته الخاصة بالإرهاب العنيف، حيث يتجه اقتصاده إلى كساد غير مسبوق، وتجف عائدات الحكومة، ويخرج التضخم عن السيطرة». وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن الولايات المتحدة لا تريد حربًا مع إيران، رغم تصاعد التوتر بين الجانبين في الآونة الأخيرة. وقالت في مؤتمر صحافي: «لا أظن أن أحدًا يسعى إلى خوض حرب من أي نوع، مع أي طرف آخر». وقال برايان هوك، الممثل الأميركي الخاص لإيران، إن أي هجوم من جانب إيران على القوات الأميركية أو حلفائها في الشرق الأوسط سيُقابل بالقوة. وقال هوك: «لا نريد حربا مع إيران، لكننا سنواصل ممارسة أقصى ضغط ممكن عليها إلى أن تغير سلوكها»...

المواجهة إلى أين؟... إلى ذلك، يستمر الجدل حول السيناريوهات التي قد تحصل في المنطقة في ظل الغليان المتصاعد الوتيرة من فوهة أزمة الاتفاق النووي المُهدد بالانهيار. ومع أن إيران لا تنظر إلى التعزيزات العسكرية الأميركية إلا باعتبارها حرباً نفسية، فإن الأوساط الدبلوماسية لا تسقط من حساباتها خطر الانفجار في أي لحظة. وترى هذه الأوساط أن واشنطن قد تكون من خلال إرسال تعزيزاتها إلى المنطقة، تهدف إلى ردع إيران حتى عن مجرد التفكير في شن أعمال عسكرية وتمارس عليها الضغط النفسي لترهيبها وحملها على التراجع والانصياع إلى رغباتها تحت طائلة «استخدام القوة» التي لن تستخدمها على الأرجح. وقال الخبير العسكري والاستراتيجي هشام جابر إن الرسائل التي تسعى واشنطن إلى توجيهها – من خلال تحركاتها الدبلوماسية والعسكرية بمنطقة الخليج – لا تتعدى كونها حرباً نفسية، تسعى من خلالها إلى إخضاع طهران والحد من نفوذها من دون شروط إيرانية. واستبعد جابر في لقاء مع قناة الجزيرة دخول أميركا في حرب مع إيران لعدم قدرتها على تحمل تداعياتها، مؤكداً أن ما يجري مجرد عملية «شد وعض للأصابع» تسعى من خلالها واشنطن إلى إظهار القوة بهدف تجنب استعمالها. واتفق ديفد دي روش المساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي لشؤون الخليج مع وجهة نظر جابر بشأن عدم إمكانية اندلاع الحرب، وأوضح أن أميركا تستعرض قوتها العسكرية فقط، ونفى إمكانية دخولها حرباً مع إيران.

هل بالغ بولتون بتقدير التهديد الإيراني؟ ...نشر موقع «ديلي بيست» تقريراً، ينقل فيه عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن تصريحات جون بولتون عن إرساله حاملة طائرات ومقاتلة للمهام الخاصة إلى منطقة الخليج، بعد تلقي الولايات المتحدة معلومات عن نشاطات تصعيدية، كانت مثيرة للدهشة، وأثارت المخاوف من مواجهة مع طهران. ويشير التقرير، إلى أن المبرر، كما نُقل عن مسؤولين في الحكومة، هو خطط إيرانية لاستخدام الجماعات الوكيلة لضرب السفن الأميركية المارة من السواحل اليمنية، إضافة إلى دعوة الميليشيات التابعة لها في العراق لاستهداف القوات الأميركية هناك، وقالوا إن بولتون ناقش المعلومات الأمنية، بشكل أكد أن إيران تتجه نحو الحرب.

مبالغة في الرد ....ووفق المصادر المتعددة التي تحدث لها موقع ديلي بيست، فإن الإدارة بالغت في التعامل مع المعلومات، وصورتها على أنها تهديد، وحملتها أكثر مما تحتمل، فيما قال مسؤول في الحكومة اطلع على المعلومات: «لم تقم الإدارة بقراءتها بطريقة غير صحيحة، لكنها بالغت في الرد عليها». ويلفت الموقع إلى أن مصدراً آخر اطلع على المعلومات وافق على ذلك، وقال إن رد إدارة دونالد ترامب اتسم بالمبالغة، لكنه لم يجادل في طبيعة التهديد ووجوده، وقال هذا المصدر إن قائد فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، أخبر الميليشيات العراقية أن الحرب مع أميركا ستحصل قريباً. وأضاف المصدر: «أستطيع تصوير الوضع الحالي بأنه تشكيل للعمليات على الجانبين، وحرف المسار تحضيراً لمواجهة محتملة.. الخطر هو في إساءة الوحدات الوكيلة فهم الوضع والقيام بالتصعيد، ونحن نقوم بإرسال رسالة بهذا التصعيد للمعلومات الاستخباراتية، مع أن التهديد قد لا يكون محتوماً كما صُوِّر»، وتابع المصدر قائلا «إن التحرك هو محاولة من الإدارة الأميركية إبلاغ ايران أنها تتحمل أي فعل تقوم به الجماعات الوكيلة التابعة لها». وينقل التقرير عن مصدر ثالث مطلع على الوضع، وصفه رد فعل الإدارة، قائلاً: «يعني إرسال رسالة واضحة وتوضيح أي غموض عن هذا الوضع المتوتر، وإظهار القوة الساحقة التي نستطيع نشرها في المنطقة»...

النوايا والمعلومات ...ويقول الموقع إن النوايا الإيرانية تظل محلاً للجدل، إلا أن فيلق القدس أثبت قدرته على ضرب الأميركيين أثناء حرب العراق. ويفيد التقرير أن الموقع لم يطلع على المعلومات الأمنية، مستدركاً أن تصويرها من مستشار الأمن القومي ومن اطلعوا عليها مهم؛ لأن الخلاف يحدث عادة في الدوائر العسكرية والأمنية حول الطريقة التي استخدمت فيها الحكومة المعلومات لتبرير عملية نشر حاملة طائرات إضافية في المنطقة. ويورد التقرير نقلاً عن مسؤول بارز، قوله إن التهديد الإيراني، وفق المعلومات الأمنية، قوي، وأضاف أن مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أرسل المعلومات إلى مجلس الأمن القومي للمصادقة عليها، وبهذه الطريقة خرجت من البيت الأبيض بدلاً من وزارة الدفاع. وينوه الموقع إلى أن حملة ترامب ضد إيران بدأت قبل وصوله إلى البيت الأبيض، فتعهد بتفكيك شبكة الإرهاب الدولية التي تدعمها، مشيرا إلى أن أول مستشار للأمن القومي لترامب، مايكل فلين كان واضحاً في تحذير إيران، إلا أن خليفته أتش أر ماكمستر خالف ترامب في هذا الموضوع، وعادت إيران إلى الصقور بتعيين بولتون. ويذكر التقرير أنه عندما سقطت قذيفة هاون على القنصلية الأميركية في البصرة عام 2018، فإن بولتون حذر إيران، قائلاً إنها تتحمل المسؤولية عن أي إصابة للأميركيين هناك، وقال وزير الخارجية مايك بومبيو إن هناك درجة عالية من التحريض ضد الأميركيين في العراق، وأمر بنقل الدبلوماسيين. وينقل الموقع عن «وول ستريت جورنال»، قولها إن بولتون طلب من وزارة الدفاع البحث في خيارات للرد على الحادث، مشيراً إلى أن الهجوم لم يحدث، إلا أن التوتر زاد بعد خروج ترامب من الاتفاقية النووية، ومراكمته العقوبات على الجمهورية الإسلامية، التي كان آخرها تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية. مناخ ضغط شديد ووفق التقرير، فإن هذا القرار كان، وفق مصادر، وراء التوتر الذي ظهر في الأسبوع الحالي، لافتاً إلى أن مساعداً للكونغرس يشكك في أن يكون الرد على المعلومات الأمنية هو السبب الوحيد لنشر حاملة الطائرات لينكولن، مشيراً إلى أن الرد كان جارياً لمواجهة ما قال إنه خطر حقيقي. ويجد الموقع أن الرسائل الشديدة هي محاولة لمنع إيران من استخدام جماعتها الوكيلة ضد الولايات المتحدة بشكل يرتد عليها سلباً. ويختم «ديلي بيست» تقريره بالإشارة إلى قول المساعد في الكونغرس: «حتى لو نظرت إلى الأمور من زاوية عدم التصعيد، أو خفض التصعيد، فهي تجري في مناخ ضغط شديد، بما في ذلك تصنيف الحرس الثوري، والسياقات مهمة».

ماكرون لإيران: التزمي «النووي»... أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن على إيران مواصلة الالتزام بالاتفاق النووي، لافتا إلى أن أوروبا مطالبة بإقناعها بذلك. وخلال تصريح للصحافيين، أمس، في سيبيو الرومانية، حيث تعقد قمة الاتحاد الأوروبي غير الرسمية، قال ماكرون: «يجب أن تبقى إيران في الاتفاق، ويجب أن نفعل كل شيء حتى تظل فيه.. فرنسا منذ البداية تؤيد بقوة المعاهدة التي وقّعناها. هذه المعاهدة ليست كافية، نود استكمالها، مع مراعاة أنشطة إيران في مجال الصواريخ، وأنشطتها في المنطقة». وطالب الرئيس الفرنسي طهران بضرورة تجنّب التصعيد، بعد قرارها تعليق اثنين من تعهداتها الواردة في الاتفاق، وتعزيز العقوبات الأميركية عليها. وفي سياق آخر، شدّد الرئيس الفرنسي على أن السعودية والإمارات حليفتا باريس في مواجهة الإرهاب. (أ ف ب)

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,330,821

عدد الزوار: 6,886,696

المتواجدون الآن: 82