كيف تنظر مصر والقوى الإقليمية للوساطة التركية بين فتح وحماس ؟...

تاريخ الإضافة الإثنين 28 أيلول 2020 - 5:49 ص    عدد الزيارات 982    التعليقات 0

        

كيف تنظر مصر والقوى الإقليمية للوساطة التركية بين فتح وحماس ؟...

أحمد إبراهيم .... تتواصل ردود الفعل على الساحة السياسي عقب الاجتماعات الاخيرة التي شهدتها تركيا للتقارب بين حركتي فتح وحماس ، وهي الخطوة التي يبدو إنها شهدت زخما كبيرا مع وجود عدد من كبار المسؤولين سواء من حركة فتح أو حماس ، الأمر الذي دفع ببعض من التقارير الصحفية الجولية إلى وصف هذه الجولة من المباحثات بالجولة الثانية للمصالحة والتنسيق بين فتح وحماس عقب الجولة الأولى التي تمت بالفيديو كونغرس بين اللواء جبريل الرجوب نائب رئيس حركة فتح ، وصالح العاروري نائب رئيس حرمة حماس.

اللافت أن متابعة الإعلام المصري خلال الآونة الأخيرة سيكتشف على سبيل المثال أنتقادات حادة وجهتها قوى ووسائل إعلام محسوبة على السلطة ، مثل الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة والذي قال في مداخلة هاتفية له مع قناة أون تي في إن حركة حماس هي حركة نفعية ولم تقدم أي شئ لفلسطين

وهو خبر كان لافتا أن تنقله مواقع مصرية منافسة للقناة مثل موقع قناة صدى البلد على سبيل المثال .

بالاضافة إلى تأكيد الكاتب الصحفي المصري بالأهرام أشرف أبو الهول إن ما تنتهجه حماس من سياسات ليس إلا محموعة من الجرائم في حق الشعب الفلسطيني ، مطالبا بضرورة محاسبة الحركة.

فضلا عن صحيفة اليوم السابع المصرية التي قالت في تقرير لها نصا " قيادات حماس عبيد للدولار.. الحركة تثقل كاهل الفلسطينيين بجباية ضرائب ضخمة وتنخرط فى "بيزنس" السلع"

اللافت أن الصحيفة ايضا نقلت عن مصادر دبلوماسية مصرية أنه وعلى الرغم من دعم مصر لجهود المصالحة بين فتح لحركة حماس ، إلا أن هناك استياء بين المقربين من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من دخول تركيا وإيران في أجواء هذه المصالحة ، وهو الاستياء الذي انصب في الاساس على حركة حماس الداعمة لهذين المحورين والمؤيده لوساطتهما السياسية.

المثير للانتباه إن رصد التحليلات والتقارير الصحفية المصرية التي كتبت تعليقا تعليقا على هذه الخطوة ، بالتباحث مع حركة فتح في تركيا، يؤكد إن لدى القاهرة اقتناعا بأن مثل هذا التداخل الإيراني التركي المشترك من الممكن أن يتسبب في نشوب صراعات سياسية في الشرق الأوسط كما كان يحدث في الماضي ، وهو ما قد يجعل مكانة السلطة الفلسطينية في المنطقة الدولية متدهورة في ظل هذه السياسات.

وأشارت هذه التقارير إنه وبالإضافة إلى ذلك فقد أفادت المصادر أن مصر ، ومع هذه الجهود التركية والإيرانية لإتمام المصالحة ، فإنها تخشى ضعف نفوذها في المنطقة الفلسطينية. ذلك التأثير هو الدور الذي يتم حفظه لمصر لأنها أهم دولة عربية.

اللافت إنه وفي ذروة هذه التطورات نقلت صحيفة الأخبار عن مصدر سياسي مصري مسؤول إن الساعات الأخيرة شهدت محادثات واجتماعات مكثفة بين رام الله والقاهرة لغضب الأخيرة وتحفظها من الموافقة الرسمية الفلسطينية على الوساطة التركية بين حركتي فتح وحماس ، وهي الوساطة التي تتحفظ عليها القاهرة وترى إنها يمكن أن تنعكس سلبا على مكانة مصر الاستراتيجية بين مختلف دول المنطقة ، وايضا على المصالحة الوطنية الفلسطينية بصورة عامة.

وأوضح هذا المصدر إن السلطة الفلسطينية ابلغت مصر إنها فقط تسع إلى المصالحة مع حركة حماس بأي وسيط ، خاصة في ظل تواصل الأزمات السياسية الناجمة عن تواصل الخلافات الفلسطينية الداخلية ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة.

وأضاف هذا المصدر إن القاهرة غاضبة من توجه السلطة الفلسطينية إلى تركيا ، الأمر الذي يعني دخول السلطة إلى ما يمكن وصفه بالمحور السياسي التركي الإيراني المتحالف دوليا مع حزب الله والذي يدير الكثير من المشاريع السياسية المشبوهة في اليمن وغيرها من دول المنطقة.

وبحسب هذا المصدر فإن القاهرة تحفظت على محاولة الاتراك الظهور في صورة الرعاة الرسميين لهذه المحادثات ، وهو ما يعني المساس بمكانة القاهرة بصورة واضحة .

اللافت أن الخارجية الفلسطينية أرسلت خلال الساعات الماضية مندوبين إلى مصر لإجراء محادثات لتوضيح سبب مشاركة السلطة في هذه الاجتماعات ، وهي الخطوة التي ستتم مع كبار المسؤولين الدبلوماسيين الفلسطينيين فضلا عن بعض من القيادات الأمنية العليا.

المثير للانتباه أيضا إن الإمارات بدورها دخلت على خط هذه الأزمة ، وبات الاعلام الإماراتي يحتفي بالكثير من المقالات التي تصب في هذا الاتجاه ، وعلى سبيل المثال وتحت عنوان "هل أصبحت فلسطين مهنة بعد أن كانت قضية!" أعاد موقع 24 الإماراتي الذي يرأس تحريره الدكتور علي بن تميم نشر مقال للكاتب عمران سلمان ، وهو المقال الذي نشر في موقع الحرة ونشر في أكثر من موقع إماراتي .

ويقول سلمان منتقدا المتاجرة بالقضية الفلسطينية "كم نظاماً عربياً استخدم القضية الفلسطينية من أجل أن يبيع الناس الشعارات والأوهام؟ وكم من نظام عربي استغلها ليظهر عنترياته وبطولاته الزائفة؟" ، ويضيف" في الكثير من المرات كان المواطن العربي يصدق هذه العنتريات ويتجاوب معها، ليكتشف بعد فترة أن الأمر كله لم يكن أكثر من مصيدة نصبت له ووقع فيها."

عموما فإن المباحثات الثنائية المشتركة بين حركتي فتح وحماس أثارت تساؤلات دقيقة ، وهي التساؤلات التي تتواصل بلا توقف الان في ظل الأزمات التي تعيشها المنطقة وتأثيرها على أكثر من محور سياسي ولعل أهمها القاهرة الان.

مقال يمثل وجهة نظر الكاتب

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,575,930

عدد الزوار: 6,901,913

المتواجدون الآن: 87