هل يكون النزاع في أوكرانيا سبباً لاندلاع حرب نووية؟...

تاريخ الإضافة الإثنين 6 شباط 2023 - 4:50 ص    عدد الزيارات 333    التعليقات 0

        

هل يكون النزاع في أوكرانيا سبباً لاندلاع حرب نووية؟...

محطات الطاقة شرق أوكرانيا ضمن الأهداف الروسية المعلنة

الراي...| بروكسيل - من إيليا ج. مغناير |.... أعلن نائب رئيس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف، أن «السياسيين المتخلفين قالوا في دافوس إن روسيا يجب أن تخسر لتحقيق السلام. لا أحد منهم يفهم أن خسارة القوة النووية لحربٍ تقليدية يمكن أن تؤدي إلى حربٍ نووية. لم تُهزم القوى النووية في صراعات كبرى حاسمة لمصيرها». وتزامَنَ هذا الموقف الخطر مع إعلان وزيرة خارجية ألمانيا آنالينا بيربوك «أننا (في أوروبا) نحارب روسيا»... فهل توافق أوروبا على ما انطوى عليه موقف رئيسة الديبلوماسية الألمانية وهل تخطى حلف شمال الأطلسي (الناتو) الخطوط الحمر على النحو الذي يمكن أن يتسبّب بانزلاقِ حرب أوكرانيا إلى حد إشعالِ حرب نووية؟.... بدت المواجهةُ غير المباشرة بين الناتو وروسيا وكأنها «وجهاً لوجه»، فأزيلت الخطوطُ الحمر المعتدلة بعد تَضامُن الغرب عبر إرسال أحدث الأسلحة لأوكرانيا وآخِرها الدبابات من بريطانيا وأميركا وبولندا وألمانيا، والتي من المتوقع أن تصل إلى أوكرانيا بعد تدريب الجيش عليها. وهذا يتطلّب بضعة أشهر وسط تأكيد الغرب أنه سيرسل أكثر من 350 دبابة، وهو العدد القابل للارتفاع، مع درس إمكان تزويد أوكرانيا بالمقاتلات إذا حصل تَوافُق جَماعي على ذلك. وتكمن المشكلة الممكن تخطيها، في أن ذخائر الدبابات الأميركية والألمانية تَستخدم اليورانيوم المنضب، كما حدَث أثناء قصف صربيا عام 1999 وفي اجتياح أميركا للعراق عام 2003 وما استخدمتْه إسرائيل في حربها على لبنان عام 2006 والتداعيات التي خلّفتها هذه الأسلحة على الأطفال حديثي الولادة. وفي تلك الحالة ستَعتبر موسكو أن أسلحة «قذرة» تُستخدم ضد جنودها وتالياً فإن الحرب ستتخذ منحى آخَر أكثر خطورة. ولكن ماذا لو لم يستخدم حلف الناتو أسلحة معالَجة نووياً واستبدل الذخائر بأخرى تقليدية؟... في تلك الحالة، فإن الحرب الكلاسيكية ستبقى السائدة وستتقبّل روسيا أن الغرب، (كما الكرملين)، مصمّم على رفْع ثمن كلفة انتصار روسيا. ولكن استخدام الأسلحة النووية ليست قاعدةً ثابتة، كما يحاول ميدفيديف إظهارها، فقد خسرت أميركا الحرب في فيتنام وفي أفغانستان وانسحبت من العراق تحت الضغط، ولم تستخدم سلاحها النووي وهي أقوى دولة في العالم. وكذلك خسر الاتحاد السوفياتي الحرب في أفغانستان (1979 - 1989) ولم يستخدم سلاحه النووي. وقد أبدى المسؤولون الروس في مناسباتٍ عدة، خشيتهم من تدحْرج الأمور في أوروبا نحو حرب عالمية ثالثة بعدما كانت القارة الأوروبية مسرحاً لحربين عالميتين. إلا أن تصريحات المسؤولين الروس كانت دائماً بمثابة إنذارٍ مشروط لإبعاد حلف الناتو عن الدخول مباشرة إلى أرض المعركة بجنوده، وليس فقط بمعداته العسكرية ودعْمه المالي المتدفّق منذ بداية الحرب التي انتظرتْها أميركا طويلاً. وتالياً فقد نجحت الولايات المتحدة لغاية اليوم بتجنّب خروج الأمور عن السيطرة وهي تحاول تسجيل انتصار ساحق قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإلا فإن شروط الاستسلام ستفرض على كييف لتكون نتائج الحرب عبثية ومؤلمة لحلف الناتو. ولكن أي تدخل مباشر بأعداد كبيرة من الناتو لم يحصل لغاية اليوم على أرض المعركة رغم وجود قوات خاصة أميركية وأوروبية بأعداد قليلة. ولابد من الإشارة إلى أن القيادة العسكرية الأميركية أعلنت أنها تدير الحرب من غرفة عمليات مشتركة في قاعدتها في رامشتاين الألمانية وتقدّم جميع أنواع الدعم لأوكرانيا، رغم محاولتها إظهار مسؤولية القيادة العسكرية الأوكرانية عن جميع الهجمات النوعية أو العمليات الخاصة التي طالت الأراضي الروسية أو جزيرة القرم أو استعادة المناطق التي انسحبتْ منها روسيا في خاركيف والجزء الغربي من خيرسون. وتالياً فإن الولايات المتحدة حريصة أيضاً على عدم إخراج روسيا عن طورها لأنها تعلم أن بالإمكان مواجهة جيوش كلاسيكية ضد بعضها البعض، وأن إغراق روسيا في المستنقع الأوكراني يكفي لتحقيق أهدافها وإرهاق الاقتصاد الروسي رغم الأضرار الجانبية التي تلحق بأوروبا الخاضعة للسياسة الأميركية وتوجهاتها. ليست هناك شهية في أوروبا الغربية في شكل عام للمساهمة في اندلاع حرب عالمية ثالثة رغم تَسابُق قادة أوروبا الشرقية للحرب. فالدول الأوروبية وقفت على الحياد في بداية المعركة إلى أن أُرغمت على ذلك لأنها لا تستطيع التخلي عن أميركا واقتصادها أو مواجهة عقوبات واشنطن إذا وقفت ضد سياستها القاضية بمقارعة روسيا. ولكن، عندما تصل الأمور إلى المستوى الخطر والسير على حافة الهاوية، فإن أوروبا لن تقف مكتوفةً وستتنصل من الحرب لتفادي مَخاطر تدحْرج الأمور وخروجها عن السيطرة. ومن غير المستغرب أن يدعو الزعماء الأوروبيون المتعطّشون للحرب، زملاءهم القادة في القارة نفسها لعدم التلهي في تَبادُل الاتهامات في ما بينهم والانصراف إلى مقارعة روسيا. ولا يوجد أحد من القادة الأوروبيين مقتنع أن روسيا ستتخطى حدود أوكرانيا لتتجه نحو دول أوروبية أخرى لتحتلها. بدايةً، لأن الجيش الروسي يجد صعوبةً في إكمال احتلاله لـ125.000 كيلومتر مربع والتي تقع ضمن الأهداف الروسية المعلنة وتشمل المحافظات الأربع. فالـ 25.000 كيلومتر مربّع المتبقية تكلف الكثير من الرجال والسلاح إضافة إلى مجهود مالي كبير. وتالياً فإن احتلال كامل أوكرانيا التي تمثل 650.000 كيلومتر مربع يُعتبر من المستحيلات في الوقت الحاضر وحتى في السنوات المقبلة، حتى ولو طوّرت موسكو جيشها. ومن هنا فإن إي احتلال لأراضٍ لا توجد فيها بيئة حاضنة مثل دونباس ستفرض خروج روسيا من أوكرانيا كما خرجت أميركا من العراق وخرج الاتحاد السوفياتي من أفغانستان ومن بعده أميركا. وهذا أيضاً ما حصل في لبنان الذي أجبرت مقاومتَه المحتل الإسرائيلي عام 2000 على الخروج بعد اجتياح عام 1982. إن الحرب الكلاسيكية الدائرة لديها أهداف مهمة حتى ولو ظهرت متواضعة، ولكنها لا تستلزم احتلال أوكرانيا بأكملها أو حتى نصفها، ولا تدفع روسيا إلى استخدام الأسلحة النووية. بل إن الكرملين يتعلم من هذه الحرب ويجرّب أسلحته ضد أسلحة الناتو وتدريبه، وتوافر أوكرانيا مسرحاً اختبارياً لتلاقي السلاح الغربي مقابل السلاح الشرقي ولمدى نجاح هذه الأسلحة في حرب حقيقية. إن الخوف من حرب شاملة تتخطى حدود أوكرانيا أو تضرب أوكرانيا بأكملها أو تُستخدم فيها الأسلحة النووية غير وارد لعدم توافر الأسباب لذلك في الوقت الراهن.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,162,411

عدد الزوار: 6,758,136

المتواجدون الآن: 132