ديناميكية جديدة على المسرح الأوكراني...

تاريخ الإضافة الجمعة 2 حزيران 2023 - 4:41 ص    التعليقات 0

        

ديناميكية جديدة على المسرح الأوكراني...

الشرق الاوسط...ربطت الولايات المتحدة الأميركية مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، بعدم استعمال هذه الأسلحة في الداخل الروسي. فهذا أمر يتناقض مع الاستراتيجية الأميركية الكبرى تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا. فقد اعتمد الرئيس جو بايدن ما يسمى بــ«الوضوح الاستراتيجي»، ليحدد موقف الولايات المتحدة من الحرب الدائرة، وما هي فعلاً أهدافه، وذلك منذ بدايات الحرب. يرتكز الوضوح الاستراتيجي على الأسس التالية:

لا لقوات أميركية أو من حلف «الناتو» تقاتل على الأرض الأوكرانية، وعدم إعطاء سلاح لأوكرانيا قد يهدد الداخل الروسي.

تزويد أوكرانيا بالسلاح اللازم لكل مرحلة من الحرب، وبالتدرج. بدأ تدفق السلاح بصواريخ «ستينغر» في بدايات الحرب، إلى أن وصل إلى «إف - 16» حالياً، مروراً بالدبابات الثقيلة، الهايمارس والباتريوت.

احترم الجيش الأوكراني التقييدات الأميركية، فقصف بالسلاح الأميركي الداخل الأوكراني المحتل. لكنه قصف الداخل الروسي بمسيرات من صنع أوكراني، أو من صنع روسي معدل أوكرانياً.

* تكتيكي مقابل استراتيجي

إذا كانت الاستراتيجية خاطئة فلا يمكن للتكتيك تعويض الخطأ مهما تراكمت الإنجازات التكتيكية. أما إذا كانت الاستراتيجية مرسومة بدقة وصحيحة في جوهرها، فإن الفشل التكتيكي لن يؤثر على المحصلة النهائية، حتى ولو تراكم الفشل. فالنصر مؤمن حتماً.

تبدلت التكتيكات والاستراتيجيات في الحرب الأوكرانية منذ بداياتها وحتى الآن. في المرحلة الأولى للحرب، كان الهم الأوكراني الصمود، ووقف التقدم العسكري الروسي، واستنزاف القوات الروسية.

في المرحلة الثانية للحرب، سعت أوكرانيا إلى منع القوات الروسية من السيطرة على كل إقليم الدونباس.

في المرحلة الثالثة، أعطى الهايمارس نتائج مهمة جداً لم تكن متوقعة. ففي هذه المرحلة، اعتمدت أوكرانيا الخداع. فأوهمت الجيش الروسي أنها ستهاجم في إقليم خيرسون، لكن المفاجأة أتت مع المعركة الخاطفة في إقليم خاركيف. عادت بعدها أوكرانيا إلى اعتماد مبدأ «ضرب استراتيجية العدو» بدل قتاله؛ لأنها أقل كلفة. فعزلت بواسطة الهايمارس القوات الروسية المنتشرة في مدينة خيرسون، عن قواعدها اللوجيستية في الجنوب الأوكراني. فكان نتيجة لذلك الانسحاب الروسي القسري من مدينة خيرسون.

* الهجوم الأوكراني المنتظر

جهزت أوكرانيا نفسها عسكرياً، وبمساعدة الغرب، استعداداً للهجوم العسكري على القوات الروسية لاسترداد الأراضي المحتلة. فكان التدريب العسكري الغربي المشترك للقوات الأوكرانية. كما كان التجهيز بالسلاح «من البابوج وحتى الطربوش» عسكرياً للقوات الأوكرانية. ولم يعد يلزم إلا تحديد الأهداف، مكان أو أمكنة الهجوم، وإعلان ساعة الصفر لبدء الهجوم. وقد تكون كل هذه الأمور محددة سراً لدى القيادة الأوكرانية. لكن الأمر يستلزم تحضير ساحة المعركة. والتحضير يبدأ بعدة أمور منها: إنهاك العدو واستنزافه، وخفض معنويات إلى الدرك، وزرع القلق والغموض في عملية اتخاذ القرار لدى قيادته.

* نقل المعركة إلى الداخل الروسي

المرحلة الأولى

تعتبر عملية نقل المعركة إلى الداخل الروسي، وكأنها المرحلة الثانية من تحضير ساحة المعركة للهجوم العكسي الأوكراني المنتظر؛ إذ تمثلت المرحلة الأولى بقرار الصمود في مدينة باخموت. فالصمود بحد ذاته هو صمود تكتيكي، لكنه يخدم أهدافاً استراتيجية، تمثلت باستنزاف القوات الروسية (فاغنر) إلى الحد الأقصى، مقابل كسب الوقت للتحضير للهجوم الكبير؛ إذ كانت المعادلة في باخموت على الشكل التالي: «التخلي عن الأرض، مقابل كسب الوقت، مع استنزاف الجهد الروسي».

المرحلة الثانية

كثفت القوات الأوكرانية الهجمات على القوات والأهداف الروسية في الكثير من المناطق، ومنها:

قصف قواعد عسكرية مهمة في الداخل الروسي، ديسمبر (كانون الأول) 2022.

استهداف جنوب العاصمة موسكو (110 كلم).

مسيرات تنفجر فوق قبة الكرملين.

مسيرات تستهدف موسكو العاصمة، حيث مسكن الرئيس بوتين كما مسكن النخب السياسية الروسية.

مسيرات بحرية تستهدف الأسطول الروسي في البرح الأسود.

قصف مصافي النفط في مقاطعة كراسنودار جنوب روسيا، وهي تعتبر قاعدة لوجيستية، منها تنطلق القوافل إلى القرم عبر جسر كيرش.

وأخيراً وليس آخراً، هجومات برية من قبل ميليشيات روسية تقاتل مع الجيش الأوكراني، وتريد الإطاحة بالرئيس بوتين. تمثل هذه الهجومات في كل من مقاطعة بريانسك، وبيلغورود.

تتميز أهمية بيلغورود بأنها كانت ولا تزال محطة لوجيستية مهمة، قبل وأثناء وبعد الحرب.

* الأهداف الأوكرانية من نقل الحرب إلى الداخل الروسي:

ضرب صورة بوتين القوي، وتحضير الأرضية للهجوم المرتقب.

إسقاط المنظومة الأمنية الروسية، وإظهار الهشاشة الأمنية الروسية. وإلى جانب الفشل العسكري الروسي في أوكرانيا، يضاف إليه الفشل الأمني في الداخل الروسي.

نقل المعركة إلى الداخل الروسي، وربطها بما يجري في أوكرانيا، وبعكس ما سماها الرئيس بوتين على أنها «عملية عسكرية خاصة».

زرع الفوضى أكثر مما هي، بين القيادات العسكرية الروسية، وتصعيب عملية اتخاذ القرار، وذلك عبر تكثيف الهجومات في الكثير من الأماكن المتباعدة جغرافياً عن بعضها.

عدم قدرة الجيش الروسي على الرد بالمثل على هذه العمليات يظهر العجز الروسي العسكري، فالرد يتطلب عمليات عسكرية. والعمليات العسكرية تتطلب عُدة وعدداً. وهذه أمور صعبة في حالة الجيش الروسي اليوم. كما أن الرد الروسي عبر القصف على المدن الأوكرانية، قد وصل إلى مداه الأقصى، فقط لأن بنك الأهداف الروسي قد استنفد. كما أن الدفاعات الجوية الأوكرانية وصلت مؤخراً إلى نسبة 90 في المائة من النجاح ضد المسيرات والصواريخ الروسية.

وأخيراً وليس آخراً، أن الدفاع عن الحدود الروسية يتطلب قوة عسكرية مهمة، وذلك بسبب طول الحدود. كما أن استعمال القوى العسكرية لحماية الحدود، يعني تثبيت هذه القوى وعدم قدرة الجيش الروسي على تحريكها لاستعمالها في أماكن أخرى.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,583,296

عدد الزوار: 6,902,378

المتواجدون الآن: 98