ماذا حمل الموفد الأميركي إلى القطاع المصرفي: أسئلة أم تعليمات؟

تاريخ الإضافة الخميس 22 آذار 2012 - 5:57 ص    عدد الزيارات 963    التعليقات 0

        

 
فيوليت البلعة

ماذا حمل الموفد الأميركي إلى القطاع المصرفي: أسئلة أم تعليمات؟

سلامة أجابه: لا مصلحة لنا بتعريض قطاع من أجل حساب أو عملية

 

"أكثر من ايجابية وجيّدة". بهذه العبارات أجمعت أوساط مصرفية ومالية على وصف لقاءات نائب وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ديفيد كوهين في بيروت، حيث لا اسئلة ولا تعليمات، بل طلب مشاركة لبنان "شريك المجتمع الدولي" في التزام سياسات مكافحة تبييض الاموال والعقوبات الدولية المفروضة على ايران وسوريا. الجواب اللبناني جاء حاسما "نحرص على قطاعنا المصرفي ونتجنب تعريضه لأي مخاطر".

هذه الخلاصة توجز اليوم الطويل للموفد الاميركي في بيروت، اذ تركز الشق المهم منه في مصرف لبنان وجمعية المصارف، وربما الاهم ما خرج به في المحصلة من ايجابيات لزيارة في المنطقة تشمل الاردن والعراق ولبنان والامارات - حتّمتها التطورات المتسارعة وليست مخصصة للبنان-، استهدفت الترويج للقرارات الاميركية وتأكيد ضرورة التزم العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران وسوريا، وخصوصا بعد مواكبتها بعقوبات اخرى من المجموعة الاوروبية وجامعة الدول العربية.
وفي لقائه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونوابه الاربعة، حرص كوهين على الطلب من لبنان تجنب التعامل مع الافراد المشمولين بلائحة العقوبات، ووقف اي عمليات مالية لهم او حتى اي نشاط مالي يرتبط بالنشاط النووي في ايران. واكد ان ما يهم الاميركيين هو استمرار التزام العقوبات في المستقبل، داعيا الى تشديد الرقابة على العمليات.
وعلمت "النهار" ان سلامة شرح لكوهين كيف اقدم القطاع المصرفي اللبناني على تخفيف نشاطه سواء في لبنان او في سوريا حيث يتمثل بخمسة مصارف، بدليل ان العمليات مع السوريين (ودائع وتسليفات) تراجعت نحو 30%، مؤكدا حذر المصارف في التعامل والتزامها تطبيق القرارات. وبالنسبة الى ايران، اوضح ان لبنان لا يرتبط معها تاريخيا باي من انواع النشاط المصرفي او المالي، في ظل انعدام اي تبادل تجاري يحتاج الى خطوط ائتمان او اعتماد.
ورغم قفله نهائيا، أُثير في الاجتماع ملف البنك اللبناني الكندي. وسأل كوهين عن الحسابات والقرارات التي اتخذها القضاء. وسمع من سلامة الحرص على متابعة الملف، موضحا ان القضاء اللبناني لا يزال في انتظار ما طلبه من معلومات من وزارة العدل الاميركية. وبالنسبة الى الحسابات التي توزعت ما بين بنك سوسيتيه جنرال ومصارف اخرى، اكد سلامة أنها تراقب عن كثب ليتمّ الابلاغ عما قد يشتبه به. وقال ان لا مصلحة لاي مصرف ان يعرّض قطاعاً بكامله من اجل حساب او عملية، والمصارف تدرك ذلك جيدا.

 

حرص المصارف
 

وفي جمعية المصارف، حيث عقد اجتماع الرابعة عصرا مع مجلس ادارة الجمعية برئاسة جوزف طربيه، لم يطلب كوهين امرا محددا "لانه على علم سابق من سلفه بأن القطاع جاد في المحافظة على ما حققه من انجازات، وهو تاليا يلتزم المطلوب منه على صعيد القرارات الدولية"، تقول مصادر شاركت في الاجتماع لـ"النهار".
وفيما اكد المصرفيون عدم وجود روابط تاريخيا مع ايران، لفتوا الى ان الامر مختلف تماما مع سوريا. "لكن القطاع يدرك جيدا ويتابع القرارات المتخذة في الولايات المتحدة واوروبا، ولدينا مصلحة في عدم تعريض مصارفنا انطلاقا من حساسيتنا المفرطة على مصالحنا".
وبالنسبة الى ملف مكافحة تبييض الاموال، اكد المصرفيون ان مصارف لبنان متطورة وتقوم بما يتوجب عليها في هذا الشق. وسأل كوهين عن الاجراءات المتخذة لسد الثغر التي ظهرت ولا سيما لدى الصرافين، فاجاب المصرفيون بان مصرف لبنان اصدر تعاميم وتشددت المصارف مع هؤلاء الى درجة ان العمليات معهم شبه متوقفة باستثناء الآمن جدا منها. وقال المصرفيون ان المصارف اللبنانية موجودة في دول عدة، لذا تعرف انها تتحلى بالوعي والملاحقة والتشدد في لبنان بخلاف ما هو سائد في دول اخرى.
وفي بيان، لفتت جمعية المصارف الى ان الاجتماع خصص للتداول في موضوعات مهمة سبق وبحثها كوهين مع رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان، والتي تتعلق بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب والتزام العقوبات المالية حيال سوريا وايران. "وأكّدت التزام المصارف كل ما من شأنه المحافظة على سلامة مودعيها وأموال مساهميها، وساد الاجتماع جو إيجابي جداً".
المهم ان الزيارة انتهت بارتياح اميركي، وان لا تتمة ولا متابعة بما يؤكد ان لا طلب خاصا من لبنان.

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,137,313

عدد الزوار: 6,756,189

المتواجدون الآن: 128