أحلام نفطية؟

تاريخ الإضافة الجمعة 8 حزيران 2012 - 6:00 ص    عدد الزيارات 898    التعليقات 0

        

 
هشام ملحم

أحلام نفطية؟

 

حلم التحرر من الاعتماد على مصادر الطاقة الاجنبية الذي راود مخيلات الرؤساء الاميركيين منذ حظر النفط العربي في 1973، مع ما يعنيه من تغيير نوعي في السياسة الخارجية وتحفيز للاقتصاد يقترب وان ببطء من التحقق. الثورة النوعية في تقنيات استخراج النفط، وقرارات ادارتي الرئيسين جورج بوش وباراك اوباما بفتح مساحات جديدة في الولايات وفي المياه الاقليمية للتنقيب عن النفط والغاز، وانحسار الاستهلاك، كلها عوامل تشير الى تحول نوعي في الاقتصاد السياسي لانتاج الطاقة واستهلاكها في اميركا. ازدياد معدلات انتاج الطاقة في اميركا الشمالية يعني ببساطة انه يمكن وصفها بمنطقة الشرق الاوسط الجديدة.
هذا بعض ما تقوله الارقام: في2011 انخفضت نسبة استيراد الولايات المتحدة من النفط الذي تستهلكه من منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبيك" الى 45 بالمئة بعد ان كانت قد وصلت الى 60 في المئة في 2005. في 2008 تدنى انتاج النفط في البلاد الى 4,95 ملايين برميل يومياً، لكنه ارتفع في السنوات الاخيرة ليصل اليوم الى 5,7 ملايين برميل. وتشير توقعات وزارة الطاقة الى ارتفاع الانتاج في 2020 الى نحو 7 ملايين برميل يومياً. ولا يستبعد بعض الخبراء المتفائلين ان يصل الانتاج خلال العقدين المقبلين الى عشرة ملايين برميل يومياً، وهو مستوى انتاج السعودية من النفط اليوم.
التقنيات الجديدة لاستخراج النفط مثل ضخ المياه لاستخراج النفط من مناطق صخرية، الى حفر الآبار بطريقة أفقية، والعودة الى الحقول القديمة لاستخراج ما تبقى فيها من نفط، زادت انتاج النفط، وحولت الولايات المتحدة حديثاً أكبر مصدّر للغاز الطبيعي في العالم. وتعج ولايات تكساس  وداكوتا الشمالية وكنساس ووايومينغ وكولورادو بالآبار الجديدة، التي جلبت معها مدناً جديدة تذكّر بتلك التي نبتت خلال فتح الغرب في القرن التاسع عشر.
هذه التحولات التقنية، تزامنت مع قرار اميركي بخفض استيراد النفط من العالم العربي. وفي العقد الماضي، استوردت اميركا معظم نفطها من كندا والمكسيك واميركا الجنوبية، وهي تستورد الان نحو 10 في المئة من نفطها من مصادر عربية. واذا استمر تطور تقنيات استخراج النفط بطريقة تضمن خفض خطر تلويث البيئة او تهديد مصادر المياه العذبة، وفتح مزيد من الاراضي الفيديرالية للتنقيب، عندها يصير حلم انتاج 10 ملاييين برميل يومياً أكثر واقعية.
الدول التي تستهلك نفط الخليج اليوم هي اليابان والصين والهند ودول الاتحاد الاوروبي. هذا يعني ان "تحرر" اميركا من الاعتماد على نفط العرب ستكون له ابعاد استراتيجية وسياسية واقتصادية جذرية على مستقبل الدول العربية وتحديدا دول الخليج.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,051,334

عدد الزوار: 6,750,005

المتواجدون الآن: 98