الاقتصاد السوري منهك لكنه يصمد بمساعدة "أصدقاء"

تاريخ الإضافة السبت 18 آب 2012 - 5:01 ص    عدد الزيارات 853    التعليقات 0

        

 

الاقتصاد السوري منهك لكنه يصمد بمساعدة "أصدقاء"
وكالات     
بات الاقتصاد السوري منهارًا بعد 17 شهرًا على اندلاع الانتفاضة ضد النظام، غير أن خبراء يرون أنه ما زال بوسعه الصمود رغم العقوبات بفضل مساعدة "دول صديقة"، مثل روسيا والعراق وإيران وفنزويلا.
العنف يضعف الاستهلاك ويوقف الاستثمار
 
بيروت: تفيد كل المؤشرات إلى تدهور الاقتصاد في هذا البلد، الذي تشتد فيه أعمال العنف، مع انهيار إجمالي الناتج الداخلي، ووصول التضخم إلى مستويات قياسية وارتفاع البطالة وتزايد العجز في الحسابات العامة.
 
وقال جهاد يازجي مدير مجلة "سيريا ريبورت" الاقتصادية الالكترونية، الذي يعمل من سوريا، إن "الاقتصاد منهك، إنه يتدهور ببطء، وإنما بشكل ثابت، بموازاة فقدان الحكومة السيطرة بصورة تدريجية".
 
هذا الواقع تعكسه الأرقام على أفضل وجه، إذ تتوقع الدراسة السنوية، التي تجريها مؤسسة "إيكونوميست إينتليجنس يونيت" والصادرة في تموز/يوليو، أن يتراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 8% عام 2012.
 
بررت الدراسة الأمر مشيرة إلى أن "العنف يضعف الاستهلاك ويوقف الاستثمار وبصورة عامة يحدّ من النشاط الاقتصادي، تضاف إلى ذلك العقوبات الأوروبية التي تطاول بصورة خاصة صادرات النفط".
 
وأصدر معهد المالية الدولية دراسة أكثر تشاؤمًا، إذ توقعت انكماش النشاط الاقتصادي بنسبة تتراوح بين 14 و20% عام 2012 "بسبب تراجع الإنتاج الزراعي وانحسار الاستثمارات وانخفاض الصادرات نتيجة المعارك والعقوبات الأوروبية".
 
وبلغ التضخم 32.5% في أيار/مايو بالمقارنة مع الشهر عينه من العام الماضي، و15.4% منذ مطلع العام، بحسب الإحصاءات الرسمية السورية، والوضع مرشح لمزيد من التدهور.
 
وقال يازجي إن "معارك الأسابيع الأخيرة في حلب ودمشق ستزيد من حدة الضغوط التضخمية لأهمية هاتين المدينتين كمركزين للإنتاج". كما تعكس المؤشرات الأخرى تردي الوضع الاقتصادي السوري، حيث يتوقع أن يتراجع الدخل للفرد من 4784 دولارًا عام 2010 إلى 4259 دولارًا عام 2012، مع تخطي الدين العام نسبة 50% من إجمالي الناتج الداخلي عام 2012 بالمقارنة مع 22.6% عام 2010.
 
تنذر الأرقام من جهة أخرى بتزايد العجز في الميزانية بشكل كبير مع توقع تراجع العائدات الضريبية بنسبة 40% وارتفاع النفقات بنسبة 20% خلال سنتين.
 
وقال خبير اقتصادي أوروبي غادر دمشق للتو منتقلاً إلى بيروت إن "الاقتصاد السوري يعمل بـ30% فقط من قدراته، والنظام المصرفي تراجع كثيرًا عما كان عليه نشاطه قبل عام، لأن المصارف العامة تخضع لعقوبات دولية، والمؤسسات الخاصة تباطأ نشاطها من باب الحذر".
 
وفقدت الليرة السورية 50% من قيمتها مقابل الدولار خلال 17 شهرًا، بالرغم من عمليتي بيع ذهب وفضة أقدم عليهما البنك المركزي، وبلغت عائداتهما ثلاثة مليارات دولار بحسب الخبير الاقتصادي.
 
أما مجموع الاحتياطي، الذي كان يبلغ 19.5 مليار دولار، فسوف يتراجع إلى 9.6 مليارات عام 2012، بحسب تقديرات معهد إيكونوميست إينتليجنس يونيت. وأوردت الصحف الرسمية السورية في الأسابيع الأخيرة أخبارًا اقتصادية سيئة.
 
ففي مطلع آب/أغسطس أفادت صحيفة الوطن القريبة من النظام نقلاً عن صونيا خانجي العضو في غرفة التجارة في دمشق إن 30% من المؤسسات الصغرى والوسطى السورية أغلقت، ما أدى إلى ارتفاع في البطالة، التي باتت تطاول حوالى 25% من السكان في سن العمل.
 
وقالت خانجي لوكالة فرانس برس إن "سوريا في حالة حرب، ويجدر بالحكومة أن تتوخى المزيد من التماسك في تحركها بغية إعادة إنعاش" البلاد، داعية إلى اتخاذ تدابير مالية وضريبية ونقدية لمواجهة العقوبات الدولية.
 
كما أدت العقوبات إلى تراجع الإنتاج النفطي، الذي انخفض من 385 ألف برميل في اليوم عام 2010 إلى 182 ألف برميل في اليوم عام 2012، ما أدى إلى تراجع قيمة الصادرات من 12 مليار دولار عام 2010 إلى 4 مليارات عام 2012. غير أن الخبراء يعتبرون أن الاقتصاد السوري لن ينهار بشكل وشيك.
 
وأكد مصرفي لبناني "أنه اقتصاد استمرار، اقتصاد حرب، ويمكن للبلاد أن تواصل العيش بشكل متباطئ لفترة طويلة، لأنها اعتادت العيش في اكتفاء ذاتي وخفض وارداتها بشكل كبير باستثناء الأسلحة".
 
من جهته لفت يازجي إلى أن "اتفاق التبادل الأخير مع روسيا، والقرض بقيمة مليار دولار بشروط ميسرة، الذي منحته إيران أخيرًا، في حال تأكدا، إنما سيثبتان أن السلطات لا تفتقر بالضرورة إلى الحلول".

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,160,646

عدد الزوار: 6,937,535

المتواجدون الآن: 118