الحريري معتذراً: فرصة ضاعت في مهبّ الشروط ولن أقبل تحوّل الرئاسة والرئيس المكلف صندوق بريد

تاريخ الإضافة الجمعة 11 أيلول 2009 - 6:33 ص    عدد الزيارات 3465    القسم محلية

        


في السابع والعشرين من حزيران الماضي، خرج النائب سعد الحريري، من قصر بعبدا، رئس وزراء مكلفا.
وفي العاشر من ايلول، خرج من قصر بيت الدين، ليعلن اعتذاره عن عدم تأليف الحكومة، في خطوة كانت متوقعة بعدما كان رفع الاثنين الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان تشكيلة وزارية قدم فيها كل ما يمكنه من تنازلات، واعطى الفرصة امام اتصالات اللحظة الاخيرة. ولما لم تفلح مساعي بعبدا وعين التينة وكليمنصو في تأمين التنازلات المنتظرة من الفريق المعارض، حسم الحريري امره، وتوجه الى المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية، لاعلان الاعتذار، بعدما تشاور على مدى ساعة مع رئيس الجمهورية. وبعدما استنفدت الجهود التي بذلها سليمان عشية سفره الى نيويورك للمشاركة في الجمعية العمومية للامم المتحدة بما تؤمنه هذه الخطوة من تحصين للموقف اللبناني بحكومة وحدة وطنية، تحول الامل في الإسراع في ولادة الحكومة خيبة وعودة الامور الى النقطة الصفر، والدخول في دوامة جديدة من الاستشارات النيابية لاختيار رئيس وزراء مكلف جديد.
وما ان غادر الحريري بيت الدين، حتى بدأت الاتصالات على اكثر من مستوى، اولها لمعرفة موعد الاستشارات المقبلة، وما اذا كانت في بيت الدين او في قصر بعبدا، من جهة، ومن جهة اخرى لمعرفة ما اذا كان الحريري هو من سيكلف مجددا ام ان احباطه في تأليف الحكومة، هو اشارة الى مواجهة سياسية جديدة خارجية بوجه داخلي. وفي هذه الحال، فان من كانوا يتوقعون عودة الحريري بعد تسميته مجددا، قد ذهبوا الى حد توقع تسمية الرئيس فؤاد السنيورة، او النائب احمد فتفت.
في اي حال، ينتظر ان يلتقي رئيس الجمهورية رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات المقبلة، ليتفق معه على موعد الاستشارات الملزمة والذي يتوقع ان يحدد مطلع الاسبوع المقبل، ليتفرغ رئيس الجمهورية لحزم حقائبه والتوجه الى نيويورك الاسبوع التالي.
 

بيان الاعتذار

وكان رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري اعلن بعد لقاء استمر ساعة كاملة مع رئيس الجمهورية في قصر بيت الدين اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة لاسباب اوردها في بيان، وابرزها "وجود تعطيل ما في مكان ما، ومراوحة في طرح شروط تستهدف بشكل او بآخر الغاء او تسخيف نتائج الانتخابات".

وجاء في البيان:

"اجريت مع فخامة الرئيس جولة مشاورات اخيرة، حول مصير التشكيلة الحكومية. وقد تبين لي ان لا نية لدى البعض للتقدم خطوة واحدة الى الامام، والخروج من حال المراوحة في الشروط التعجيزية.

لقد قبلت تكليفي تشكيل الحكومة بعد استشارات نيابية ملزمة، وتعهدت امام اللبنانيين العمل على تأليف حكومة وحدة وطنية، تعكس نتائج الانتخابات الاخيرة وتتمثل فيها الاتجاهات السياسية الرئاسية في المجلس النيابي.

وعملت على مدى 73 يوما، لتحقيق هذا الهدف، اقتناعا مني بأن حكومة الائتلاف الوطني، هي حاجة وطنية في هذه المرحلة من تاريخ لبنان، وان التحديات الكثيرة التي تواجه لبنان، توجب قيام مثل هذه الحكومة، فطوينا قيام حكومة من لون واحد، واتفقنا في الاكثرية على مد اليد للتعاون مع الجميع، واتفقنا مع فخامة الرئيس على صيغة حسمت من الاكثرية حقها الديموقراطي بثلثي اعضاء مجلس الوزراء، ثم حقها بالنصف زائدا واحدا واجرينا في ضوء ذلك جولات وجولات من المشاورات كانت تنتهي دائما الى تعطيل في مكان ما، والى المراوحة في طرح شروط تستهدف بشكل او بآخر، الغاء او تسخيف نتائج الانتخابات.

بناء عليه والتزاما لمسؤولياتي الدستورية، بادرت الى تقديم تشكيلة حكومية متكاملة، ارى فيها صورة واقعية لحكومة الائتلاف الوطني، وصيغة عملية لتحريك عجلة العمل في البلاد وفتح صفحة جديدة من التضامن بين جميع اللبنانيين.

هذه التشكيلة فرصة حقيقية ضاعت في مهب الشروط من جديد، مع معرفة الجميع، انها لا تلغي احدا، بل هي تلتزم قواعد المشاركة الكاملة، دون ان تتحول الى وسيلة طعن بنتائج الانتخابات.

ولما كان من المتعذر صدور هذه التشكيلة، للاسباب المعروفة، ولما كنت لن اقبل ان تتحول رئاسة الجمهورية او الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، الى مجرد صندوق بريد، نتسلم من خلالها مراسيم تسمية الوزراء الآتية من الاندية والاروقة السياسية.

ولما كان التزامي تشكيل حكومة وحدة وطنية قد اصطدم بصعوبات باتت معروفة. اعلن لجميع اللبنانيين، انني تقدمت هذا اليوم من فخامة الرئيس باعتذاري عن عدم تشكيل الحكومة، متمنيا ان يخدم هذا القرار مصلحة لبنان، وان يشكل مناسبة لكسر الحلقة المفرغة ولاطلاق عجلة الحوار من جديد، واجراء استشارات نيابية، تنتهي باذن الله، الى قيام حكومة جديدة، تكون قادرة على قيادة البلاد وتوحيد اللبنانيين حول دولتهم.

وان الله على ما اقوله شهيد".

وصدر عن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية في وقت لاحق بيان جاء فيه:

"استقبل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في بيت الدين بعد ظهر اليوم، رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وعرض اللقاء لما آلت اليه المشاورات والاتصالات واللقاءات التي اجريت في سبيل تأليف الحكومة الجديدة.

وقد ابلغ الرئيس المكلف الى فخامة الرئيس في نهاية اللقاء اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة.

واذ قدر فخامة الرئيس للرئيس المكلف الجهود التي بذلها، فانه اعتبر ان ما حصل يندرج في السياق الديموقراطي، وان فخامته سيدعو الى استشارات نيابية جديدة وفقا للاصول الدستورية".


 

السنيورة

ثم استقبل الرئيس سليمان بعد الظهر رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة الذي اعلن على الاثر انه "سيسمي النائب سعد الحريري في الاستشارات المقبلة"، ودعا الى "اعادة مسألة تشكيل الحكومة الى مكوناتها الداخلية بعيدا من العوامل الخارجية". وشدد "على ضرورة تحلي الجميع بروح المسؤولية والى عدم تحويل الاختلاف في وجهات النظر الى خلاف بين اللبنانيين، الذين سئموا من التشنج"، ودعا "الى الابتعاد عن التصريحات النارية من اجل تأليف الحكومة".

 

واوضح ان زيارته للرئيس "كانت للتشاور في العديد من القضايا"، واعتبر "ان اعتذار الحريري طبيعي بعد ان عانى ما عاناه وبعد ان واجه العقبات التي واجهها"، واشار الى "ان الرئيس سليمان سيحدد مواعيد للاستشارات".

 

ولفت الى ان الرئيس سليمان سيذهب الى الامم المتحدة "وهو افضل ممثل للبنان"، واوضح انه "في افضل البلدان تتأخر الحكومة وتستمر الاعمال بشكل طبيعي"، مشيرا الى "أن انتخاب لبنان كعضو غير دائم في مجلس الامن وحضور الرئيس سليمان شيء جد مهم".

 

وكانت لرئيس الجمهورية لقاءات عدة في قصر بيت الدين تركزت الاحاديث فيها على الموضوع الحكومي. وهو استقبل وزير الدولة نسيب لحود ثم وزيري الصناعة غازي زعيتر والمهجرين ريمون عودة، فالنائب مروان فارس.

 

وزاره ايضا النائبان السابقان صلاح حنين وغطاس خوري.

 

واطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الامني في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية وحاجاتها.

 

وزار بيت الدين وزير الدولة وائل ابو فاعور الذي عرض معه رئيس الجمهورية آخر التطورات.

 

وكان المقر الرئاسي الصيفي شهد سلسلة زيارات لوفود مرحبة بالرئيس سليمان أبرزها مطران صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي حداد مع وفد، ورابطة مخاتير الشوف ومسؤولين حزبيين من المنطقة.

هدى شديد


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,054,400

عدد الزوار: 6,750,229

المتواجدون الآن: 109