لبنان..تقدُّم في محاصرة «العُقَد».. والتشكيلة إلى بعبدا قريباً...الفرزلي: ترتيب لقاء بين الأسد وبري وارد في أية لحظة.. وجعجع يُبدي مرونة في بيت الوسط...تشكيلة خلال 24 ساعة.. عون متفائل.. وبري يُلوِّح بالتشريع لإستيلاد الحكومة...هل تُطفِئ ولاية عون عامَها الثاني من دون حكومة؟..الحريري يُريد حفْظ التسوية السياسية ومرتكزاتها..روسيا تبحث عن موطئ قدم لها في لبنان...

تاريخ الإضافة الخميس 30 آب 2018 - 5:07 ص    عدد الزيارات 2804    القسم محلية

        


تقدُّم في محاصرة «العُقَد».. والتشكيلة إلى بعبدا قريباً...

الفرزلي: ترتيب لقاء بين الأسد وبري وارد في أية لحظة.. وجعجع يُبدي مرونة في بيت الوسط...

اللواء... كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان دينامية جديدة، تحرك مشاورات تأليف الحكومة تنطلق بالتوازي بين المقرات الرئاسية:

1- فبعد الزيارة، اللافتة في موعدها لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى عين التينة، وما نقل عن لسان الرئيس نبيه برّي من ان على «الثنائي المسيحي» العمل على حل العقد العالقة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وتخفيض اسقف الشروط بين الطرفين، مما أوحى بأن العقدة الدرزية، في عهدة عين التينة، عندما يحين وقت التأليف.. والاهم في هذا السياق، ما كشفه نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي من ان «ترتيب اللقاء بين الرئيس نبيه برّي والرئيس السوري بشار الأسد وارد في كل لحظة». ويأتي ما كشفه الفرزلي، في حديث «للميادين» ليل أمس، بعد زيارة قام بها إلى عين التينة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم أمس الأوّل، أعقبت زيارة جنبلاط، وسط تكهنات ان احتمال ذهاب الرئيس برّي إلى دمشق قد يسبق أو يلي المهرجان الخطابي الذي ستقيمه حركة «أمل» لمناسبة الذكرى الأربعين لاخفاء الامام السيّد موسى الصدر مؤسس الحركة عند الخامسة والنصف من مساء غد في بعلبك. ولم يكتف النائب الفرزلي بما كشفه عن مساعٍ لزيارة الرئيس برّي إلى دمشق، بل لفت إلى ان قرار رئيس الجمهورية ميشال عون الاجتماع مع من يريد، بما في ذلك الأسد، هو قرار سيادي، مؤكدا أن «العلاقات بين الرئيسين عون والأسد لم تنقطع يوماً كما أن العلاقات بين لبنان وسوريا تاريخية ومفصلية». وجزم الفرزلي «أننا لا نريد من العلاقة مع سوريا سوى مصلحة لبنان اولاً واخيراً، ولن تكون العلاقة اللبنانية- السورية شبيهة بالمرحلة السابقة بتاتاً»، لافتا الى أن «لبنان لا ممر ولا مقر للمؤآمرات على سوريا او منها باتجاه لبنان».

2- الزيارة التي قام بها ليل امس إلى بيت الوسط رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع، واجتماعه مع الرئيس المكلف سعد الحريري، برفقة الوزير «المفوض» ملحم الرياشي والوزير المفوض كذلك غطاس خوري. وهي الثانية في غضون أيام قليلة، ومن المؤكد ان البحث الأساسي تناول حصة «القوات» في الحكومة العتيدة، انطلاقاً من تطورين: الأوّل يتعلق بتنازل الحزب عن نائب رئيس مجلس الوزراء، والذي يتمسك به الرئيس عون، والتطور الثاني، إمكان التخلي عن الحقيبة السيادية، مقابل التعويض بحقيبة خامسة، فتصبح حصة «القوات» 5 وزراء بدل أربعة. ووصفت مصادر «القوات» ان اللقاء تميز «بالايجابيات» وان حزب «القوات» يُبدي مرونة، ولكن ليس في وارد التنازل عن أي حق تمثيلي أفرزته الانتخابات. وقالت ان المشكلة أصبحت محصورة بوزارتين: بين «القوات» و«التيار» والموقف الدرزي. واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان ما من توقعات محددة في ملف تشكيل الحكومة فالهبات التي تلفح هذا الملف تتراوح بين البرودة والسخونة ولا معطيات نهائية بعد. واكدت ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينتظر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وماذا سيقدم عليه بعد المشاورات التي يجريها. وكشفت انه في الاتصال الهاتفي الاخير بينهما اكد الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية انه سيزوره بعد اتصالاته وان عون تمنى له التوفيق مؤكدا أهمية الاستعجال في هذا الملف. واعلنت ان ما من تدخل في مهمة الرئيس المكلف كما ان لا معلومات حول تطورات المقاربة التي سيعتمدها. وكانت المصادر قد لفتت الى ان وقع بيان كتلة المستقبل ايجابي مكررة القول ان ما من خلاف بين الرئيسين عون والحريري. وبانتظار زيارة الحريري للرئيس عون بين يوم ويوم. قال عضو تكتل لبنان القوي النائب الياس بو صعب لـ«اللواء» اننا ننتظر اللقاء وما سيقدمه الرئيس المكلف. ليبنى على الشيء مقتضاه. ونفى بو صعب ان يكون التكتل قد طلب حصة وزارية من 11 وزيراً أو أقل أو أكثر. وهو لم يطرح رقما ويتوقف عنده, لكنه طلب تحديد حصص الجميع بمعيار نتائج الانتخابات. واذا طلب غيرنا اكثر من حصته سنطلب 11 و12 وزيرا. وإذ توقفت أوساط مقربة من الرئيس المكلف ان تشكّل البداية الجديدة للمشاورات محاولة جديدة لخرق الجهود، قالت مصادر متابعة ان الرئيس الحريري سيواصل لقاءاته، لبلورة المسودة التي سيحملها إلى بعبدا. وكشفت انه عل جدول اللقاءات في الأيام المقبلة استقبال النائب السابق جنبلاط، وايضاً رئيس التيار الوطني باسيل، مع العلم ان اللقاءات مع الثاني لم تنقطع في الأسابيع الماضية. وقالت ان استقبالات اليوم، قد تكون مع موفدين لقوى أخرى. واستبق هذه التطورات، ما كشفه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، بعد زيارة بعبدا ان الرئيس المكلف سيقدم قريباً عرضاً إلى فخامة الرئيس في هذا السياق. ورداً على سؤال قال: الرئيس عون أكّد ان الرئيس المكلف هو من يؤلف الحكومة، ومن ثم يقدم تشكيلته الحكومية إلى فخامة الرئيس الذي يوافق عليها، ومن ثم يوقعها، وان الرئيس الحريري سيقدم خلال اليومين إلى رئيس الحكومة تشكيلة حكومية، وهذا أمر جيد.. وكان البطريرك الراعي، التقى قبل ذهابه إلى بعبدا، الرئيس فؤاد السنيورة الذي وضعه في أجواء اجتماع رؤساء الحكومات السابقين مع الرئيس المكلف، وضرورة دعمه في هذه المرحلة، واحترام الصلاحيات الرئاسيةالتي نص عليها اتفاق الطائف.

لقاء الأربعاء

في سياق متصل، نقل نواب الأربعاء عن الرئيس برّي ان «بداية الحلول وجود حكومة وحدة وطنية تجيب عن كل الأسئلة وتعمل لمواجهة الاستحقاقات»، وأنه شدد على ان المجلس ذاهب الى التشريع وانه سيدعو الى جلسة تشريعية بعد ان تنتهي اللجان من درس مشاريع عديدة، خصوصا تلك المتعلقة بالوضع المالي. ونقل احد النواب عن الرئيس بري قوله انه من الممكن الانطلاق من تركيبة الحكومة الحالية والبناء عليها لتأليف الحكومة الجديدة. من جهة ثانية تترقب الاوساط السياسية والمالية بكثير من الاهتمام كلمة الرئيس بري في المهرجان الذي تقيمه حركة «امل» الخامسة والنصف عصر الجمعة المقبل في ساحة القسم في مدينة بعلبك في الذكرى الاربعين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ حسن يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. وعلم ان الرئيس بري سيركز في كلمته على دقة المرحلة محليا واقليميا ووجوب التحصن لمواجهتها من خلال حكومة جامعة يفترض تشكيلها سريعا لمعالجة الملفات الساخنة التي تتهدد البلاد. وسيلفت بري الى خطورة الاوضاع الاقتصادية والمالية والعمل على عودة السوريين الى سوريا التي تبقى المتنفس الطبيعي للبنان وتصدير انتاجه الزراعي والصناعي عبر معبر «نصيب» البوابة الوحيدة الى الخليج والدول العربية.

اعتراض على المحارق

وفي خطوة، أعادت الحراك المدني، إلى وسط بيروت، تجمع عشرات المواطنين بناءً لدعوة تجمع «حرقتو انفسنا خلص»، اعتراضاً على الاتجاه لاعتماد المحارق لمعالجة أزمة النفايات. وكشف المتحدث باسم التجمع المحامي واصف الحركة، الذي ألقى كلمة امام بلدية بيروت ان المجلس البلدي يمكن بأي «لحظة» ان يُطلق دفتر الشروط ومن ثم ستنتشر المحارق في كل لبنان. وقال: ان المحارق صنفت انها واحدة من مصادر التلوث المسرطنة، ووضعت ضوابط عليها في كل البلاد، مشرعة الي ان «مشكلة النفايات ليست حلول بل مسألة فساد وسياسة عندكم (موجهاً كلامه للطبقة السياسية). وأكبر ممنوع ان تمر المناقصة ونريد توقيف مناقصة المحارق».

تشكيلة خلال 24 ساعة.. عون متفائل.. وبري يُلوِّح بالتشريع لإستيلاد الحكومة وزاسبيكين: نتكلم مع جميع الجهات

الجمهورية... ظلّت الاهتمامات الداخليّة أمس موزّعة بين ملفّ تأليف الحكومة المتعثّر والذي لاحت مؤشّرات على احتمال تحرّكه إيجاباً في ضوء مشروع تشكيلة وزاريّة سيقدّمها الرئيس المكلّف سعد الحريري، وبين التطوّرات الإقليميّة والدوليّة الجارية، والتي تثير مخاوف من حصول أحداث كبرى، خصوصاً في سوريا نتيجة التصعيد في الموقفين الأميركي والإسرائيلي، وردّ دمشق وحلفائها عليه، في وقت لوّحت إيران بالانسحاب من الاتّفاق النووي المعقود بينها وبين مجموعة الدول الست، والذي خرجت منه الولايات المتحدة الأميركيّة، وعاودت فرض عقوبات على طهران. فقد بدا أمس أنّ لبنان واقع بين أزمة حكومية مفتوحة على رغم الحراك الجديد في محاولة للخروج منها، وبين أزمة إقليمية - دولية في المنطقة، مفتوحة أيضاً على كلّ الاحتمالات. ففي الداخل، سجّل شريط التحركات الآتي:

- إتّصالات بعيدة من الأضواء يجريها الرئيس المكلّف تحضيراً لتقديم مسودة تشكيلة وزارية.

- تحذير رئيس مجلس النواب نبيه برّي في «لقاء الأربعاء» النيابي من انّ المجلس ذاهب الى التشريع، وانّه سيدعو الى جلسة تشريعية، بعد ان تنتهي اللجان من درس مشاريع عدّة، خصوصاً تلك المتعلقة بالوضع المالي، مُجددّاً التأكيد على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، ومعتبراً انّ بداية الحلول هي في وجود حكومة وحدة وطنية تجيب عن كلّ الأسئلة وتعمل لمواجهة الاستحقاقات.

- زيارة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لبكركي واجتماعه الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وذلك غداة اجتماع رؤساء الحكومات السابقين في «بيت الوسط».

- تحرّك الراعي في اتّجاه القصر الجمهوري، واجتماعه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

- زيارة رئيس حزب «القوّات اللبنانية» سمير جعجع مساء أمس «بيت الوسط».

- بروز مواقف دوليّة تحضّ المسؤولين على الإسراع في تأليف الحكومة، وجديدها تأكيد وزير الشؤون الخارجية والأوروبية جان إيف لودريان خلال مؤتمر السفراء المنعقد في باريس «دعمه الحكومة العتيدة في لبنان والإصلاحات الاقتصادية المنبثقة من مؤتمر «سيدر»، وسياسة «النأي بالنفس» عن النزاعات الإقليمية». وكذلك تأكيد سفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسبيكين لـ«الجمهورية» انّ الروس «معنيّون بتأليف الحكومة». وقال: «إنّنا نتكلم مع جميع الجهات المعنيّة ونشجّعها على إيجاد الحلول الوسطى، ونعتبر انّ حكومة تقوم على قاعدة المشاركة الواسعة هي الخيار الأفضل». واصفاً الرؤساء ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري بأنّهم «ثلاثي جيّد للبنان وتعاونهم مفيد». إلّا انّ بعض المراقبين لاحظوا ان «لا الحراك ولا الضغوط ولا التمنّيات ولا النصائح أسفرت بعد عن تحريك عملية تأليف الحكومة، لأنّ الشروط الداخلية هي رأس جبل الجليد الذي يغطّي المواقف الخارجية التي تفرض شروطها على الدولة اللبنانية، وكأنّها تُعدّ لإدخال لبنان مجدّداً في زمن الوصايات وليس الوصاية الواحدة».

لا ضوء أخضر

وفي السياق، استبعدت مصادر مطّلعة على الاتّصالات، أن تؤدي المشاورات ولاسيّما منها الأخيرة، إلى خرق في جدار التأليف الحكومي المسدود. وقالت لـ«الجمهورية»: «انّ المناخ الإقليميّ لم ينضج بعد تسهيلاً لقيام حكومة لبنان، انظروا الى العراق، وحكومة العراق، والنفوذ الإيراني - الأميركي - السعودي بين العراق وسوريا، إذ لم تتضح بعد معالم توزيعه، ما يعني انّ لبنان ما يزال على سلّم الانتظار». وأضافت: «سيكون على عاتق الرئيس المكلّف في هذه المرحلة التمهيد وتهيئة الأجواء من خلال فكفكة العقد». وقالت: «العقدة الدرزية حلّها لم يعد صعباً بعدما لاحت ملامح تسوية دخل الرئيس برّي على خطّها، عبر اختيار وزير درزي ثالث بينه وبين رئيس «الحزب التقدّمي الاشتراكيّ» النائب السابق وليد جنبلاط». أمّا العقدة «القوّاتية»، فكشفت المصادر عن طرح لدى الحريري في شأنها يُنتظر ان يكون قد عرضه مع جعجع خلال لقائهما مساء أمس «فإذا ما قبل جعجع به يعني انّ التشكيلة الحكومية تكون قد انتقلت الى الضوء الأصفر، أمّا اذا رفضه فمعناه ان لا حلّ قريباً». ودعت هذه المصادر «الى عدم الاستخفاف بالعقدة السنّية التي لم تكن في الواجهة على الرغم من انّ العقدتين الدرزية والمسيحية سرقتا الأضواء». ونقلت عن مرجع كبير معني بتشكيل الحكومة قوله انّ «من غير المقبول ان يُختصر كلّ التمثيل السني بتيار «المستقبل»، فلا بد للمستقلين من ان يتمثلوا في مفهوم حكومة الوحدة الوطنية». وقلّلت المصادر من أهمية تأثير المحكمة الدولية على مسار التأليف الحكومي، وقالت: «انّ هذا الموضوع منفصل تماماً ولن يكون له تأثير مباشر على ولادة الحكومة، فهو موضوع قديم والمواقف حوله معلنة». وذكّرت «انه في خضم أزمة المحكمة الدوليّة لم يكن لها تأثير على الوضع السياسيّ الداخلي». وأكدت المصادر إيّاها «انّ الحريري سيرفع تشكيلة وزارية الى رئيس الجمهورية خلال الساعات الـ24 المقبلة، لكن ليس بالضرورة ان تكون هذه التشكيلة هي الحلّ، فلن تكون سوى مسودة حلّ لأن الفترة هي فترة فكفكة عقد في انتظار الضوء الأخضر الإقليميّ الذي يفتح طريق ولادة الحكومة».

السنيورة في بكركي

وفي معلومات «الجمهورية» انّ السنيورة الذي وضع زيارته للبطريرك الماروني في إطار «التماس بركة غبطته لزيارة الفاتيكان مع مجموعة من الإخوة الأعضاء في مجلس العلاقات العربية والدولية»، طلب من بكركي كمرجعية وطنية تأكيد تمسّكها بـ«اتّفاق الطائف»، في الوقت الذي يحاول البعض الالتفاف على صلاحيات الرئيس المكلّف ودوره، وذلك حرصاً على الحياة الميثاقية والتآلف الناشئ منذ سنوات بين القوى المؤمنة بسيادة لبنان واستقلاله.

الراعي في بعبدا

وفي ضوء هذا الامر تندرج ايضاً زيارة الراعي لرئيس الجمهورية أمس، علماً انّ موعد هذه الزيارة كان محدّداً قبل زيارة السنيورة لبكركي. وقال الراعي بعد الزيارة: «يبدو أنّ هناك في اليومين المقبلين عرضاً من الرئيس المكلف للرئيس عون حول تشكيل الحكومة». وأضاف: «شعرت أنّ الرئيس عون متفائل لجهة ما سيحمله الحريري في شأن تشكيل الحكومة». وعلمت «الجمهورية» انّ الراعي شدّد خلال اللقاء «على ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة ووقف دلع الأطراف وشروطها»، وأكّد «انّ الحلّ هو حكومة متوازنة لا يكون فيها إقصاء ولا عزل ولا تحجيم»، وشدّد على «ضرورة أخذ التحديات الكبرى القائمة في المنطقة في الاعتبار، إذ لا يجوز مقارنة هذه التحديات مع الشروط الصغيرة الموضوعة في درب تأليف الحكومة». واعتبر الراعي انّه «لا يجوز ان يكون المجتمع الدولي يساعدنا ويحضّر لمؤتمرات للنّهوض بلبنان مالياً واقتصادياً، ونحن لا نستطيع تشكيل الحكومة». واكتفت مصادر بكركي بوصف اللقاء بين الراعي وعون بالإيجابي، وقالت لـ«الجمهورية» انّ «البطريرك استند في تفاؤله بعد خروجه من لقاء رئيس الجمهورية الى تطمينات عون بأنّ الحكومة قريبة، وأنّ الحريري سيقدّم له تشكيلة من الممكن أن تكون الحلّ للأزمة الحكومية التي تعصف بالبلاد، خصوصاً انّ الجميع وصل الى الحائط المسدود وبات بحاجة الى مخارج».

تحدّيات الخارج

أمّا في الخارج، فقد تصاعدت نسبة التحديات بين إيران والولايات المتحدة الاميركية. وبعدما كانت نقطة السخونة في هذا النزاع هي سوريا، انتقلت هذه النقطة الى مضيق هرمز، حيث للمرة الاولى ترافقت التصريحات الاعلامية العسكرية مع تحركات عسكرية ميدانية بحراً وجواً ورسَت أساطيل روسية ومدمرات أميركية، عدا عن المناورات التي تجريها إيران. إضافة الى انّ الخبراء لاحظوا نوعاً من استنفار معيّن للقوات الأميركية الموجودة في منطقة الخليج. في هذا الوقت، حذرت إيران «الدول الأجنبية المعادية» من أيّ محاولات لمخالفة القانون الدولي في مضيق هرمز، مؤكّدة جهوزيّة قواتها لمواجهة أيّ خرق والسيطرة على المضيق. تزامناً، ظلّ الإعلان عن اتفاق للتعاون العسكري بين سوريا وإيران يتفاعل، وتستمر تردّداته في الخارج، وخصوصاً في إسرائيل التي كرّرت تهديداتها بمهاجمة أهداف عسكرية إيرانية في سوريا ومواقع للجيش السوري. وأكد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيواصل نشاطه «بحزم وقوة» ضدّ محاولات إيران نشر قواتها المدجّجة بالسلاح على الأراضي السورية»، وقال انّ «أيّ اتفاقات بين سوريا وإيران عاجزة عن منعنا من ذلك». بدوره، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتز انّ «الاتفاق الذي أُبرم بين بشار الأسد وإيران يشكل اختباراً لإسرائيل، سيكون ردنا واضحاً وجليّاً». وأضاف: «لن نسمح لإيران بالتمركز عسكرياً في سوريا. سنردّ بكلّ قوتنا ضدّ أيّ هدف إيراني يمكن أن يهدد إسرائيل، وإذا تدخل الدفاع الجوي للجيش السوري ضدّنا فسيدفع ثمن ذلك». وعلى المقلب السوري، وعلى وقع تزايد الحديث عن اقتراب معركة إدلب، تسارعت التحركات الديبلوماسية وعُقدت محادثات في موسكو بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السعودي عادل الجبير. كذلك حضر الملف السوري في محادثات أجراها في أنقرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي توجه الى أنقرة عصر أمس في زيارة لم تكن متوقّعة.

هل تُطفِئ ولاية عون عامَها الثاني من دون حكومة؟ الحريري يُريد حفْظ التسوية السياسية ومرتكزاتها

بيروت - «الراي» ... «الطبْخة» يصعب نضوجها في المدى المنظور

هل تطفئ ولاية الرئيس اللبناني العماد ميشال عون عامَها الثاني في 31 أكتوبر المقبل من دون حكومة؟

هذا السؤالُ يتردّدُ صداه بقوّةٍ في بيروت التي باتت «رهينة» أزمتِها الحكومية المتمادية منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيلها في 24 مايو الماضي وانكشافها على تعقيداتٍ داخلية وحساباتٍ ذات صلة بخريطة التوازنات في لبنان كانعكاسٍ لموازين إقليمية في ظل الصراع الكبير في المنطقة. ولم يَعُد غالبية المواكِبين لمسار تأليف الحكومة يَدْخُلون في «بورصة» التفاؤل والتشاؤم، لاقتناعهم بأن «الطبْخة الحكومية» يصعب أن تَنْضج في المدى المنظور انطلاقاً من استحكام التعقيدات الرئيسية ذات الصلة بالحصص والتي تُخْفي وراءها جوهر «الحرب الباردة» المتمثّل في توزيع «كعكة» النفوذ داخل السلطة كمفتاحٍ تحكُّمٍ بالخيارات الاستراتيجية للمؤسسات ومن بينها موقع لبنان الإقليمي «على أنقاض» مرتكزات التسوية التي كانت أنهتْ الفراغ الرئاسي قبل نحو عامين. وإذ يتمّ التعاطي مع الكلام الذي قاله عون قبل أيام حول «أن فترة 5 إلى 6 أشهر لتأليف الحكومة قد تكون مقبولة لكن ليس أكثر» على أنه تسليمٌ بالحاجة إلى «وقت إضافي» لتذليل العقبات، فإنّ هذا الكلام الذي فسّرتْه قناة «او تي في» (تابعة للتيار الوطني الحر - حزب عون) على أنه يعني أن 3 أشهر أو أقل متبقية أمام الرئيس المكلف للتأليف، لا يشي بأنّ الاستقطاب الذي أَحْدثَه تحديد رئيس الجمهورية «الأول من سبتمبر يومٌ جديد» لكسْر حلقة الانتظار لن يشهد مزيداً من فصول التجاذب على جبهة الشروط التي يختصرها تحالف عون - «حزب الله» بعنوان حكومة بنتائج الانتخابات النيابية التي فازا فيها مقابل تَمسُّك الحريري بحكومة بمعايير التسوية السياسية وتوازناتها التي تُطَمْئن الداخل والخارج. وغداة تحريك الحريري مجدداً عجلة مشاوراته، بدا واضحاً انه ليس بوارد الانزلاق نحو تقديم أي مسودة حكومية متكاملة إلى عون قبل التوافق عليها وذلك تفادياً لرفْضها، وهو ما من شأنه ترْك تداعيات سلبية على العلاقة الرئاسية، التي تشهد في الفترة الأخيرة فتوراً، وأيضاً تلافياً لأي احتمال من نوع أن يتم توقيع مرسوم تشكيل مثل هذه الحكومة (من رئيس الجمهورية) من باب المناورة، بحيث تَسْقط باختبار الثقة أمام البرلمان وتالياً حشْر الحريري في زاوية معاودة تكليفه بشروط الآخرين. واستوقف أوساط سياسية كلام الحريري الحازم وتهديده بتسمية المعرْقلين في معرض ردّه «كرة» اتهامه بالتأخّر في التأليف، ملاحظة أن الرئيس المكلف شدد أيضاً على «حكومة وحدة وطنية شرطها أن يشعر كل أطرافها بأنهم رابحون ولم يكسر طرف رأس الآخر»، من دون أن يهادن في مسألة صلاحياته في ضوء «دراسات» قانونية تلمّح لخياراتٍ مثل إلزامه التشكيل او الاعتذار إذ قال: «أنا الرئيس المكلف وسأبقى مكلفاً وأشكل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية. ونقطة على السطر». وفيما بدا الحريري في كلامه، الذي أعقبه لقاء مع رئيسيْ الحكومة السابقين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي (اعتذر تمام سلام بداعي السفر) لدعْم موقفه لجهة صلاحياته، وكأنه يستبق ما يتردّد عن إمكان مخاطبة رئيس الجمهورية اللبنانيين أو البرلمان في معرض حضّه على استعجال التأليف، فإن الأوساط السياسية ترى ان الرئيس المكلف يحاول إحداث توازن مع كسْر فريق «8 آذار» مرتكزات التسوية لجهة تحييد لبنان عن الأزمة السورية وسياسة النأي بالنفس، رافضاً أن يبقى هو في شخصه فقط عنوان التسوية وساعياً الى إعادة تعويم مندرجات التسوية كحجر الزاوية في أجندة عمل الحكومة الجديدة. واستوقف الأوساط بيان كتلة الحريري الذي حذّر من «تنامي خطاب يتعارض مع مفاعيل التسوية»، لافتاً الى «أن التعاون بين عون والحريري لم يكن نزهة سياسية تنتهي بانتهاء هذا الاستحقاق أو ذاك»، وداعياً الى«تحصين التسوية والكف عن أساليب تخريب العلاقات الرئاسية». واعتبرت الأوساط أن هذا الموقف يعكس ثبات الحريري على خيار الصمود خلف التسوية بكل عناصرها واستشعارة بمخاطر «اقتياده» إلى حكومةٍ بلا ضوابط، ملاحظة أن بيان كتلته حرص أيضاً على تظهير أن استقبال قيادة «حزب الله» العلني لوفد الحوثيين والهجوم على السعودية ودول الخليج هو خروجٌ على النأي بالنفس وعلى التوافق الوطني، وهو الموقف الذي أشاد به وزير الدولة للشؤون الخارجية الإمارتية أنور قرقاش. في موازاة ذلك، شكّل السجال «التويتري» بين النائب زياد أسود (من فريق رئيس الجمهورية) وبين النائب محمد الحجار (من فريق الرئيس الحريري)، أمس، إشارة الى «التوتّر المكتوم» على خط الرئاستيْن رغم حرص الحريري على تحييد عون عن الأخذ والردّ مع فريقه.

الحريري يحرك المياه الراكدة بعروض وزارية... رغم «ضيق الخيارات»

جعجع في بيت الوسط وأنباء عن عرض 3 وزارات أساسية على «القوات»

الشرق الاوسط...بيروت: ثائر عباس... يتوقع أن تشهد مساعي تأليف الحكومة اللبنانية تطورات جديدة خلال اليومين المقبلين، مع اتجاه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لتقديم «عروض» محددة على كل من «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط، ما من شأنه «تحريك المياه الراكدة» على حد وصف مرجع سياسي لبناني، من دون أن يبشر ذلك بولادة حكومية قريبة بسبب استمرار التعقيدات. وكشف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عن أن هناك عرضاً من الرئيس المكلف سعد الحريري للرئيس ميشال عون حول تشكيل الحكومة في اليومين المقبلين. وأضاف الراعي من بعبدا: «شعرت أن الرئيس عون متفائل لجهة ما سيحمله الحريري بشأن تشكيل الحكومة». وفي المقابل، أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة. ونقل عنه النواب قوله إن بداية الحلول هي في وجود حكومة وحدة وطنية تجيب عن كل الأسئلة وتعمل لمواجهة الاستحقاقات. وأشار بري إلى أن المجلس ذاهب إلى التشريع وأنه سيدعو إلى جلسة تشريعية بعد أن تنتهي اللجان من درس مشروعات كثيرة، خصوصاً تلك المتعلقة بالوضع المالي. والتقى الرئيس الحريري في بيت الوسط رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع، الذي تلقى على ما يبدو عرضا بـ 3 وزارات أساسية، من بينها وزارة التربية. وكانت مصادر توقعت أن يرفض جعجع هذه الطروحات بأعتبارها «لا تتناسب مع حجم تمثيل (القوات)». وتتمثل المشكلة السياسية أمام تأليف الحكومة في «ضيق الخيارات» أمام الرئيس الحريري في ما يمكن أن يقدمه من عرض وزاري لـ«القوات»؛ فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتمسك بالحصول على موقع نائب رئيس الحكومة ووزارة الدفاع، فيما يرفض رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل أن يقدم أي وزارة من حصة التيار، وتحديدا وزارتي العدل أو الاتصالات، كما أن الحريري غير قادر على عرض وزارة سيادية (من أصل أربع) لـ«القوات» بسبب تمسك كل الأطراف بها. وتردد أن الوزير باسيل أبلغ الحريري بأنه «إذا أراد إرضاء (القوات)، فيمكنه أن يفعل من حصته (الحريري)». أما وزارة الأشغال التي يمكن أن تشكل ترضية مقبولة، فهي خاضعة لتشدد من قبل «حزب الله» الذي يريدها لممثل حزب «المردة» الوزير يوسف فينيانوس. أما «العقدة الثانية» في وجه تأليف الحكومة؛ أي عقدة التمثيل الدرزي، فلا تزال أمورها على حالها. وقالت مصادر قريبة من جنبلاط لـ«الشرق الأوسط»، إنه لم يقدم له أي عرض بعد لمناقشته، مشيرة إلى أن الاتصالات متوقفة مع جنبلاط ولا جديد معه، مما يؤشر إلى رغبة الرئيس المكلف، العمل على «العقد» الحكومية واحدة تلو الأخرى. ويطالب جنبلاط بالحصول على المقاعد الوزارية المخصصة للطائفة الدرزية وعددها ثلاثة، فيما يطالب التيار الوطني الحر بالحصول على مقعد لحليفه النائب طلال أرسلان. وأكد الرئيس الأسبق للحكومة فؤاد السنيورة على ضرورة أن تتشكل الحكومة بأسرع ما يمكن، «وهذا مطلب جميع اللبنانيين المهتمين بإيجاد حلول حقيقية لمشكلاتهم على الصعد كافة، وسط الانحدار الكبير للوضع العام في لبنان». وقال بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، أمس: «لم يعد لدينا اليوم ترف الوقت والانتظار والاختيار، فلقد أضعنا فرصا كثيرة. واليوم لا بد من التأكيد على ضرورة احترام القواعد والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها الأوطان من احترام للدستور وللقوانين ولسلطة الدولة واحترام الكفاءة والجدارة في تسلم المسؤوليات». وأضاف: «القضية شديدة الصعوبة، ولكنها غير مستحيلة إذا توفرت الإرادة من أجل المعالجة، لذلك يجب العودة إلى التأكيد على احترام الدستور و(اتفاق الطائف) الذي يجمع بين اللبنانيين، لأنه اتفاق الخيار الصحيح بالنسبة للبنانيين، والتأكيد على العيش المشترك وعودة لبنان ليكون نموذجا لهذا العيش». وكان لافتا أمس، السجال عبر «تويتر» بين عضوين من كتلتي الحريري و«التيار الوطني الحر»، بدأه النائب زياد أسود متوجها إلى الحريري بالقول: «عزيزي رئيس الحكومة المكلف، صحيح أن الدستور لا يحدد مهلة، والأصح أنها ليست غير محددة، لأنها وببساطة ترتبط بسير أعمال الدولة وانتظامها على قاعدة عدم استمرار تصريف الأعمال المحصور بضوابط». وأضاف أسود في تغريدته: «ومهلة الالتزام وأدبيات العمل الحكومي والسهر على سير المرافق العامة أقصر من أي مهلة مكتوبة». ورد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار، في تغريدة له، فقال: «الزميل العزيز زياد أسود... تغريدتك للرئيس المكلف جريصاتية بامتياز (في إشارة إلى وزير العدل سليم جريصاتي)». وأضاف الحجار: «لكن أدبيات العمل السياسي تقضي بتسهيل التأليف لا عرقلته. اسأل رئيسك». فرد أسود مجددا: «حتى لو ذهبنا في ذات الاتجاه، هل وجود نقص في نص الدستور يسمح لكم في التمادي بالاستهتار بالمسؤولية الموكلة إليكم من النواب، والتباهي باستخفاف دور النواب في التكليف لكي ننتظر إلى ما لا نهاية؟ موجب وحيد حدده لكم التكليف؛ وهو التأليف، وليس التلاعب بمصالح وطن ومؤسسات فالتة تحت أنظارنا جميعا».

روسيا تبحث عن موطئ قدم لها في لبنان

التنقيب عن النفط وتحويله إلى منصة لإعادة الإعمار في سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط».. في منطقة الشرق الأوسط، يبرز النفوذ الروسي بشكل خاص في سوريا من خلال الدعم العسكري والسياسي الذي تتلقاه دمشق، أما في لبنان المجاور فيبدو أن موسكو تلجأ إلى القوة الناعمة لتجد موطئ قدم لها إن كان من خلال التعاون الثقافي وأكثر منه الاقتصادي والسياسي. في مبنى صغير في بلدة عاليه الجبلية، تُلقن غالينا بافلوفا حروف الأبجدية لطلاب تهافتوا لتعلم اللغة الروسية في مركز ثقافي روسي جديد في لبنان، وتردد أمامهم «بريفت. كاك ديلا؟» أي «مرحباً، كيف حالك؟». تعيش غالينا في لبنان منذ 25 عاماً، تعلم الروسية وتحلم دائماً في أن تنافس لغتها الأم اللغتين الفرنسية والإنجليزية الطاغيتين في هذا البلد الصغير. وتقول السيدة الشقراء: «لا نريد أن تكون فرنسا والولايات المتحدة فقط الحاضرتين في لبنان (...) روسيا أيضاً بلد مهم جداً». في عام 1951، افتتحت السفارة الروسية في لبنان أولى مراكزها الثقافية في بيروت ليبقى وحده طوال عقود من الزمن، قبل أن يتوسع العمل لاحقاً. وخلال السنوات العشر الماضية جرى افتتاح تسع مراكز ثقافية روسية في مناطق عدة بدعم مباشر من السفارة الروسية أو بمبادرة من لبنانيين. وبين تلك المراكز ثلاثة فتحت أبوابها في صيف عام 2018 وحده وتوزعت في عاليه (وسط) وراشيا (شرق) وحاصبيا (جنوب). ويقول عماد رزق، مدير مركز الاستشارية للدراسات في لبنان لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذا التوسع يأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى تمكين الوجود الروسي في الشرق الأوسط». ويوضح الباحث في الدور الروسي في الشرق الأوسط جوليان نوسيتي: «نشهد في الأشهر الماضية دفعاً غير مسبوق في التعاون الثقافي» في لبنان، مضيفاً أن «لبنان، المحسوب بشكل كبير على الغرب، هو مثل واحد (...) على رغبة روسيا بتغيير نظام العالم». ولم تكتف موسكو بتعزيز تأثيرها الثقافي في لبنان، بل مكنت علاقاتها الاقتصادية مع هذا البلد لتتضاعف قيمة صادراتها إليه من 423 مليون دولار في عام 2012 إلى 770 مليون في عام 2017، وفق الجمارك اللبنانية. ويجري حالياً البحث في مشروع أطلق عليه «الكوريدور الأخضر» لتعزيز التبادل التجاري أكثر بين البلدين وخصوصاً من ناحية تسهيل دخول الصادرات اللبنانية الزراعية إلى الأسواق الروسية. وفي عام 2018، وقعت شركة «نوفاتك» الروسية ضمن تحالف مع شركتي «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية عقوداً للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية. وخلال زيارة في أغسطس (آب) الحالي إلى موسكو، دعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الشركات الروسية للمشاركة في مناقصة أخرى قد تفتح قريباً في المجال ذاته. ويقول القنصل الفخري لروسيا في لبنان جاك صراف: «نأمل أن يشارك الروس في ورشة العمل الضخمة لتطوير البنى التحتية اللبنانية». ومن المفترض أن تزداد الاستثمارات، التي سيشارك في بعضها القطاع الخاص، في لبنان مع تعهد المجتمع الدولي بتأمين مبلغ يفوق عشرة مليارات دولار على هامش مؤتمر عقد في باريس في أبريل (نيسان) الماضي لدعم الاقتصاد اللبناني. وأمل صراف أن تشارك شركات روسية في بعض المشاريع التي ستتولاها شركات خاص. يقول صراف: «تسعى شركات روسية لوضع جذور لها في شمال لبنان من أجل المشاركة في إعادة إعمار سوريا». وتتحول المرافق اللبنانية في المناطق الحدودية مع سوريا في شمال وشرق البلاد إلى مركز أساسي للشركات التي تسعى للدخول إلى السوق السورية للمشاركة في إعادة الإعمار. لكن العملية تبدو معقدة نتيجة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ودول أوروبية على شركات سورية وروسية على حد سواء، ولذلك فإن «المصارف اللبنانية لا تزال متحفظة حيال تبادلاتها المالية مع نظرائها في روسيا»، وفق ما يقول صراف. ودخلت روسيا أيضاً على خط المنافسة مع الولايات المتحدة في سعيها لدعم الجيش اللبناني الذي طالما تلقى السلاح والتدريب من واشنطن. واقترحت روسيا على الجيش اللبناني عقداً بقيمة مليار دولار لدعمه بالمعدات والتدريب، إلا أن السلطات اللبنانية رفضت «في الدقيقة الأخيرة»، وفق صراف. والسبب ببساطة أن لبنان يخشى أن يفقد دعماً أميركياً مستمراً في شتى المجالات، بينها دعم للجيش اللبناني منذ عام 2006 تجاوز حتى الآن 1.7 مليار دولار. ويقول آرام نركيزيان، مدير مشارك لبرنامج العلاقات المدنية - العسكرية في مركز كارنيغي للشرق الأوسط: «إذا وافق لبنان أو حتى لمح لاحتمال موافقته على خط الائتمان الروسي لشراء معدات روسية، سيكون لذلك تداعيات جيوسياسة وخيمة، وربما نهائية، على (...) على علاقته مع الولايات المتحدة».

 

 



السابق

مصر وإفريقيا..القاهرة: تنسيق أمني عالٍ مع الخرطوم..الجيش المصري يُصفّي 20 تكفيرياً والسيسي: الوحدة الوطنية... ثابتة...20 ألف نازح في السودان هذه السنة..عسكريون يرفضون دخول قوات محايدة لفض اشتباكات طرابلس..صدامات جنوب تونس..الجزائر تستعد للتحقيق مع أقارب مسؤولين في قضية الكوكايين.."إيلاف المغرب" تجول في الصحف اليومية الصادرة الخميس...

التالي

أخبار وتقارير..طبول الحرب تُقرع.. المنطقة على "فوهة بركان"!..دعاية إيران الإلكترونية أكبر من التقديرات السابقة ..أردوغان يَعِد الأتراك بـ «انتصارات جديدة»..واشنطن تعزّز المحور الروسي - الصيني؟..النظام العربي الجديد... أوجه القوة والعنف في الشرق الأوسط..جدران الخوف تنتصب مجدداً... والمجتمع السوري يتشظى والإنهاك يتفشى...روسيا لن تضعِف إيران في سورية...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,262,530

عدد الزوار: 6,942,677

المتواجدون الآن: 144